جزيـن: عـازار أولاً وشـد حبـال علـى المقعـد الكـاثـوليكـي

تاريخ الإضافة الجمعة 30 كانون الثاني 2009 - 5:07 م    عدد الزيارات 1328    التعليقات 0

        

محمد صالح جزين :
دخلت معركة الانتخابات النيابية في جزين وقضائها مرحلة الأسماء لاختيار ثلاثة مرشحين عن مقاعدها الثلاثة: المارونيان والكاثوليكي، وذلك في ظل تجاذب حاد بين »أقوياء« الساحة السياسية الجنوبية، حيث وجدت مدينة الشلال نفسها بين كتلتين انتخابيتين غير متراصتين حتى الآن، أولى للمعارضة تشهد تنافسا داخلها وخاصة بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون وهي تسعى لاكتساح المقاعد الثلاثة، وثانية لقوى الرابع عشر من آذار، تشكل »القوات اللبنانية« ركيزتها بالتعاون مع »المستقبل« والكتائب، وهي كتلة غير مجربة جزينياً مع أنها خاضت معركة الانتخابات البلدية متحالفة مع ميشال عون ضد »حزب الله« و»أمل« والقوى المسيحية التقليدية في جزين من دون أن يحالفها الحظ، حيث تمكن رئيس البلدية الحالي سعيد أبو عقل من اكتساح الانتخابات مع لائحته وهو المحسوب على النائب الماروني الخدماتي الصامت سمير عازار.
والملاحظ أن كتلة التحرير والتنمية التي يتزعمها الرئيس نبيه بري، تتمتع برصيد كبير في جزين وقضائها، خاصة بفضل ما يشكله سمير عازار من ثقل سياسي وخدماتي، تحركت ماكيناتها الانتخابية وهي تتصرف على أساس أن الكلمة الفصل في جزين ستكون لها أولا، أما كتلة الوفاء للمقاومة (»حزب الله«) التي تمتلك هي الأخرى نفوذا في منطقة جزين ـ الريحان، فإنها تبدو متريثة حتى الآن، آخذة في الاعتبار حساسية الموقع المسيحي وضرورة مراعاة وضعية العماد ميشال عون وأن تكون له شراكة كاملة في تسمية النواب الثلاثة في جزين.
أما »التيار الوطني الحر« الذي يتزعمه العماد ميشال عون، فهو يتمتع بالقوة التجييرية الأكبر كقوة سياسية لا كأفراد، وله حضوره بين الجزينيين وأهل القضاء، لكنه يعاني من »انتفاخ« مرده اكتفاء رموزه بالحضور الموسمي من جهة واستهلاك رصيد زعيم »التيار« من جهة ثانية والنوم على حرير التحالفات مع »حزب الله« و»أمل« من دون بذل كبير عناء لتحسين وضعية التيار.
ولعل النقطة التي أثارت الحساسيات السياسية الدفينة بين أهل المعارضة تبكير العماد عون وأقرب مساعديه في فتح النار على »الحلفاء« تحت عنوان معركة استعادة القرار الجزيني (ضمنا من »أمل« و»حزب الله«)، حيث كان تعليق الرئيس نبيه بري أمام أقرب مساعديه في المصيلح »لطالما طالب المسيحيون باعتماد القضاء بينما كنا ننادي بجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة، وها قد عدنا الى قانون الستين حتى ينتخب المسيحيون نوابهم، فإذا كانوا يريدون استعادة القرار، يجب أن يفوزوا بالمقاعد الثلاثة وإلا ليسمحوا لنا.. فربما هم لا يدركون حيثية اسمها سمير عازار وغيره من الشخصيات الوطنية الجزينية والصناديق ستثبت صحة مقولتنا أو عدم صحتها«.
تناهت مواقف بري إلى »التيار الحر« وجرت محاولة لضبط »الميكروفونات« وهي نجحت نسبياً، لكن الكواليس كانت تضج بكلام من هنا وكلام من هناك، حول من يسمي ومن يبادر باتجاه الآخر، ومن القوة الراجحة وما هي صحة استطلاعات الرأي التي أجراها عون وأثبتت أن سمير عازار هو الأول جزينيا.
حتى الآن، يبدو أن الثابت الوحيد لغاية تاريخه بين كل المرشحين عن المقعد الماروني في جزين هو النائب عازار، المقرب من الرئيس بري، فيما ما زالت الضبابية هي السمة التي تحوم حول أسماء بقية المرشحين، وان كان هناك من يضع مرشح »التيار الحر« المحامي زياد الأسود ثانيا بوصفه مرشحا عن المقعد الماروني الثاني، خاصة في ظل ما ينقل عن قيادة »حزب الله« عن أنها بوارد التخلي عن المقعد الماروني في جزين لمصلحة عون (يشغل المقعد حاليا بيارو سرحال المحسوب على حزب الله).
وتنحصر عملية »شد الحبال« داخل المعارضة فعليا على اسم المرشح للمقعد الكاثوليكي، إلا أن تحديد الهوية السياسية للمرشح الكاثوليكي الثالث عن جزين غير معروفة بعد.
وتشير أوساط جزينية مطلعة، الى وجود تجاذب فعلي على هذا المقعد بين الكتل النيابية، ويتردد أن العماد عون بصدد خوض المعركة عن هذا المقعد، وإعلان مرشحه فيها قريبا، مع العلم أن نجل رئيس بلدية روم عجاج جرجي حداد (كاثوليكي) أعلن ترشحه عن هذا المقعد مبكرا، فيما يحاول الطبيب جوزف سعيد حداد (من كفرحونة) أن يكون هو الخيار التوافقي للمعارضة نتيجة تقاطعاته مع »التيار« والرئيس بري و»حزب الله« من خلال العمل الإنساني في المنطقة.
وفيما لفتت أوساط جزينية الى أن الرئيس بري يدرس جدياً احتمال خوض معركة جزين بلائحة مكتملة لإيصال رسالة الى من يعنيهم الأمر، لا سيما الذين طالبوا أكثر من مرة في الماضي بقضاء جزين كدائرة انتخابية، لإظهار حجم قوته وقوة مرشحيه وتأثيرهم في محيطهم وبين أهل جزين وقوة الآخرين وتأثيرهم، قالت مصادر متابعة للملف الانتخابي الجزيني إن ما يحصل هو عبارة عن عرض عضلات في انتظار الاجتماع الثلاثي أو الرباعي الذي سيجمع الرئيس بري والسيد حسن نصر الله والعماد عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية من أجل بت سلة الأسماء، ومنها أسماء مرشحي المعارضة في جزين، أخذاً في الاعتبار وجود ترابط بين بعض المقاعد مثل المقعد الكاثوليكي في الزهراني الذي يرفض الرئيس بري أية محاولة للمس به وكذلك المقعد الشيعي الثاني في الضاحية الجنوبية (بعبدا) الذي يشغله حاليا النائب باسم السبع ويطالب الرئيس بري بعودته الى »أمل«.
وقد كان الوضع الانتخابي في جزين، محور مداولات قبل أيام قليلة بين الرئيس بري في دارته في المصيلح ووفد شعبي كبير من قرى قضاء جزين، شارك فيه أكثر من ٤٥ رئيس بلدية في من أصل٥٦ بلدة، بمشاركة رئيسي اتحاد بلديات جزين سعيد بوعقل، والريحان فيصل زين، حيث شدد الرئيس بري على أن آليات معركة جزين منذ انتخابات ١٩٩٢ تأخذ بعين الاعتبار وضع العائلات السياسية والنيابية التاريخية فيها، مثل آل عازار وكنعان وسرحال وسالم وغيرهم، وقال: الآن سنخوض المعركة على أساس وطني وببرنامج إنمائي سياسي.
وتشير المعلومات الى أن الرئيس بري لم يتطرق الى بورصة أسماء المرشحين، إلا أنه مع كل ذكر لاسم سمير عازار في قاعة أدهم خنجر كان التصفيق الحاد هو الذي يعبر عن مدى حضور عازار جزينيا.
المال السياسي وتوزيع المازوت ودفع الأقساط المدرسية، دخلت الى جزين من الباب الانتخابي، وهذا الأمر كان محور انتقاد أحد رؤساء البلديات خلال اللقاء مع الرئيس بري.
في المقابل فإن التيار الوطني الحر شرع ماكينته الانتخابية في جزين على مصراعيها، حيث زار الوزير العوني ماريو عون مدينة جزين نهاية الأسبوع، وعقد لقاء مع رؤساء بلديات قضاء جزين، شارك فيه ٢٠ رئيس بلدية ومختاراً، ورئيسي اتحاد جزين سعيد بوعقل والريحان فيصل زين، وبحثت فيه أوضـاع البلديات وتحديدا الشأن الانتخابي، حيث انتقد عون توزيع حصص الإعاشة في جزين مـــن قبل أحد الأطراف في »١٤ آذار«، وشن هجوما على الكتلة الوسطية.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,143,596

عدد الزوار: 6,756,835

المتواجدون الآن: 128