حصار صيدا لم ولن ينجح ..

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 آذار 2018 - 9:51 م    عدد الزيارات 2923    التعليقات 0

        

حصار صيدا لم ولن ينجح ..

بقلم حسان القطب...

استهداف صيدا ليس جديداً، فقد تعرضت لمحاولة عزل وحصار، منذ ثمانينيات القرن الماضي، حين تم قطع طريق صيدا – جزين، وتم عزل جزين والقرى المحيطة عن مدينة صيدا، باختلاق خطوط تماس وهمية في الشكل ولكن دموية في تأثيرها المباشر ونفسي يعزز الانقسام بين مكونات صيدا ومحيطها على المدى البعيد..؟؟؟ خط التماس هذا كان في منطقة كفرفالوس لتدمير ما تبقى فيها من منشآت، في حين كانت هناك معابر مفتوحة بين جزين وقراها، معبر جباع – حيطورة – جزين، ومعبر بلدة باتر الشوف جزين...!!!!.لماذا بلدة كفرفالوس خط تماس مشتعل باستمرار وغيرها من البلدات في مناطق اخرى استمرت معابر آمنة في الاتجاهين..؟؟؟

مداخل مدينة صيدا، امتلكتها قوى الامر الواقع وفرضت اتاوات، وخوات وغرامات، بذريعة جباية اموال لازمة للدفاع عن المدينة وتمويل المجهود الحربي، لينكشف بعدها ان ثروات قد تراكمت وملايين الدولارات قد وصلت لمن لا يستحقها دون شك..؟؟؟ ولم تسهم هذه الملايين في تطوير المدينة ولا نهضتها..؟؟

ثم انطلقت حرب المخيمات وتعرضت صيدا لحصار اخر، في الصراع المفتوح آنذاك بين حركة أمل التي يراسها نبيه بري، مدعوماً من النظام السوري، والقوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، وتعرضت صيدا لحصار جديد، مع اندلاع صراع مسلح على مداخلها الجنوبية، ومع القرى المحيطة، الى جانب وجود خطوط التماس مع بلدات وقرى شرقها.. مع استمرار وجود قوات الاحتلال الاسرائيلية في كفرفالوس حينها...؟؟ فتم حصار صيدا شرقاً وجنوباً... ومع ذلك صمدت ولم تسقط في فخ الفتنة والمؤامرة...؟؟

اليوم مدينة صيدا تتعرض لمضايقات من نوع أخر، اقتصادي وامني، اذ لا يخلو خبر يومي او مقال تحليلي على صفحات بعض الجرائد المحددة، من اشارة الى خطر امني وشيك والى احتمال انفجار الوضع الامني في مخيم عين الحلوة..؟ في محاولة لارهاب ابناء المخيم وترهيب سكان مدينة صيدا وزرع الفتنة بين بعضهم البعض..؟؟ والضغط اقتصادياً وامنياً على المدينة وابنائها وسكانها..؟؟

الحصار مستمر اليوم كما هو بادٍ في طبيعة التحالفات وشكلها، وفي مستوى التدخلات التي ساهمت في تثبيت تفاهمات وجمع اضداد، وتجاهل ثوابت وعقائد ومواقف..؟؟ فقط لان اتصالاً تلفونياً قد ورد من مرجع كبير ومن اخر اقل شأناً وحجماً وموقعاً... المصادر لم تحدد إذا كان هذا المرجع سياسي او امني..؟؟

على اثر هذه التدخلات قال احد المرشحين في مجلسه الخاص متباهياً ان اتصالاً وصله من .....؟؟؟؟ كانت نتيجته ترتيب تفاهم مع مرشح أخر كان لا يريد ان يتحالف معه، بهدف التأثير على نتائج الانتخابات بشكل ديمقراطي...واخفاء طبيعة الغاية من هذا التحالف..؟؟؟ مما دفعه الى اتخاذ قرار بالغاء اي حوار مع طرف صيداوي اخر، والاعلان عن قرب تفاهمه مع قوى تيار فكره اسود وسلوكه لا يوحي باي امل..؟؟

واخر في لقاء جمع فيه بعض اركان ماكينته الانتخابية قال باسماً، بأن لقاؤه مع مرجع.... جعل الهدف من معركته الحقيقة هي اسقاط المرشحين حصراً....وليس ان ينجح هو شخصياً..؟؟؟؟ وان تحركات محددة في الشارع الصيداوي يجب ان تستمر وتتزامن وتتكثف قبل الانتخابات في وجه فريق سياسي، لعل وعسى ينضم اليه بعض الاصوات الغاضبة او المتضررة من سياسات ومواقف وقرارات من قام بجمع الاضداد على مائدته ليلاً..لترتيب تحالف ..؟؟ والعمل اعلامياً على ان يتهم بها فريق اخر للتعمية..؟؟ ومن الواضح بعد متابعة مواقع تواصل اجتماعي ان ما ينشر من اقوال وحوارات لا تتضمن سوى التهجم على فريق سياسي حصراً..؟؟ مما يؤكد ما قاله هذا المراهق السياسي..؟؟

صيدا تجاوزت في الثمانينيات حصار الميليشيات، وتجاوزت كل محاولات الفتن، وتناست الالم وخطوط التماس وفتحت صفحة جديدة مع محيطها، بالرغم من ان بعضهم ما برح يحاول التذكير والتهويل والتحريض، أملاً في توسيع هوة الشقاق، وزيادةً في تعميق الشرخ..

قدرنا ان نقدم لهذا الوطن قادة وكبار، وتاريخنا يشهد علينا، ولن نرض الا ان نعيش مع بعضنا بمحبة وسلام، وقدر صيدا ان تواجه وتصمد وتنتصر على خصومها الذين يحاولون حصارها مستخدمين بعض الادوات من ابنائها المغرر بهم. وقدر جوارها ان يتعاون مع ابناء مدينة صيدا، لتجاوز كل المحن والخطوب والهموم، وهذا مسار التاريخ وحكم الجغرافيا..

لذلك فإن صيدا التي تجاوزت كل حصار امني وعسكري وسياسي، سوف تتجاوز هذا الحصار سواء كان على شكل قانون انتخاب او بواسطة ادوات يمارسون السياسة على شكل معيب لا تقيدهم مباديء ولا يحترمون ثوابت.. فرحين بأنهم يلعبون دور حصان طروادة لاسقاط المدينة بين فكي وبراثن من يحاول انهاء دورها وجعلها ممراً... فقط...؟؟؟

 

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,150,075

عدد الزوار: 6,757,245

المتواجدون الآن: 124