قوى 14 آذار أمام امتحان التفاهم في الانتخابات المقبلة

تاريخ الإضافة الأربعاء 19 تشرين الثاني 2008 - 11:53 ص    عدد الزيارات 1274    التعليقات 0

        

\"\"

 

\"\"

في كسروان والمتن وجبيل وبعبدا تنافس قاس بين أحزاب "الكتائب" و"الوطنيين الأحرار" و"القوات اللبنانية" على الترشح إلى الانتخابات النيابية والفوز بتمثيل قوى 14 آذار. وأسماء المرشحين الكثيرة أصبحت معروفة وكل يدعي مظاهر القوة والتأييد الشعبي. في بعبدا تبدو الأمور اكثر برودة في ظل شبه اتفاق او تسليم بين قوى 14 آذار المسيحية على تأييد رئيس بلدية الشياح ـ عين الرمانة ادمون غاريوس في ساحل بعبدا والذي يبدو ان "الكتائب" و"القوات" حسموا أمر دعمه. وفي حين يعلن الكتائبيون دعمهم ترشيح النائب السابق صلاح حنين تتكتم "القوات" حتى الساعة عن اسم مرشحها في وسط قضاء بعبدا. وتصبح الأمور اكثر صعوبة في جرد بعبدا حيث ينافس النائب الحالي عبدالله فرحات جملة مرشحين في مقدمهم امين عام "حزب الأحرار" الياس ابو عاصي من العبادية. اما في المتن فالأمور غير واضحة بين "الكتائب" و"القوات" و"الأحرار" ومؤيدي النائب نسيب لحود في "حركة التجدد الديموقراطي"، علماً ان معركة المتن واحدة من أقسى المعارك واكثرها صعوبة نتيجة تشتت أصوات الناخبين وترجيح تقدم ثلاثة لوائح انتخابية وربما اكثر إلى الانتخابات النيابية. وفي حين حسمت "الكتائب" أمرها في كسروان بترشيح الإعلامي سجعان القزي رئيس إقليم كسروان الكتائبي، تبدو "القوات اللبنانية" في موقع المحرج أمام تسمية القزي أحد مساعدي الرئيس الراحل بشير الجميل مؤسس "القوات". ولا تستبعد أوساط قريبة من "القوات" أن تعلن عن مرشح مفاجأة رغم أن الإعلامي نوفل ضو المقرب من "القوات" يضع الترشّح نصب عينيه. وفي كسروان أيضاً مرشح للوطنيين الأحرار هو مارون حلو أحد رموز الحزب خلال حقبة الحرب. وتنسحب حال البلبلة أيضاً على حركة مسيحيي 14 آذار في جبيل، فرئيس إقليم جبيل الكتائبي طنوس قرداحي لم يخفِ نيته الترشح إلى أحد المقعدين المارونيين في جبيل الأمر الذي يضعه على تماس مع مرشحين مستقلين مدعومين من "القوات اللبنانية" وغيرها من مسيحيي 14 آذار في منطقة ساحل جبيل. وما يصح على الجبل المسيحي يصح أيضاً في مناطق عاليه والشوف حيث سيكون على النائب وليد جنبلاط المفاضلة بين قائمة طويلة من المرشحين المدعومين من "تيار المستقبل" و "القوات" وحزب "الوطنيين الأحرار"، اضافة إلى حاجته لاختيار مرشحين يمثلون ساحل الشوف بدءاً من الدامور وصولاً إلى الرميلة ومنها صعوداً إلى اقليم الخروب السني.

\"\"

المشكلة الأكبر لقوى 14 آذار هي في دائرة زحلة حيث يدور صراع صامت وعنيف بين الكتائبيين من جهة و"القوات" من جهة والمستقلين من جهة ثالثة على تركيب اللائحة المنافسة للوزير والنائب الياس سكاف. وإذا صحت المعلومات الواردة من زحلة فان رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع حسم امره لجهة عدم ترشيح اي قواتي إلى انتخابات زحلة وذلك نزولاً عند النصائح الكثيرة والاستشارات التي وصلته من اطراف عدة من زحلة ومحيطها والتي تؤكد ان الرأي العام الزحلي والمسيحي في البقاع الأوسط يؤيد طروحات "ثورة الأرز" وعناوين الحرية والسيادة والاستقلال والتعددية والموقف المسيحي الصلب كما يؤيد منطق الدولة والجيش ويرفض منطق الدويلات والسلاح غير الشرعي، لكنه لا يستسيغ فرض مرشحين حزبيين عليه. واستناداً إلى المعلومات فان جعجع يتمسك بترشيح لائحة كاملة من المستقلين المؤيدين لشعارات 14 آذار، الأمر الذي يقود إلى مشكلة مع نواب حاليين وسابقين يعتبرون ان من حقهم الترشح، كما يؤدي موقف "القوات" إلى نقاش مع الكتائبيين الذين يتمسكون بترشيح الوزير ايلي ماروني إلى المقعد الماروني الوحيد استناداً إلى القاعدة الحزبية الواسعة المؤيدة للحزب في البقاع الأوسط.

والمشكلة الأخرى التي تواجه 14 آذار في البقاع الأوسط هي مشكلة العثور على شخصية كاثوليكية توازي الزعامة التاريخية التي يمثلها الوزير الياس سكاف الذي نجح في اعادة ترميم حضوره الشعبي على مستوى زحلة مقدماً نفسه مدافعاً عن مصالح ابناء زحلة المسيحيين الأمر الذي يلقى هوى في نفوس كثيرين من ابناء المنطقة. وتردد المعلومات المتواترة من زحلة ان اختيار المكان المناسب لإعلان اللائحة المنافسة للائحة سكاف يرتدي أهمية مضاعفة نظراً إلى ارتفاع منسوب الحساسيات الطائفية والمذهبية حيال هذا الأمر. كما أن اختيار أي من رموز حقبة الوصاية السورية على لبنان أو أي من رموز الفساد يعني خسارة الكثير من الأصوات لدى الكتلة الناخبة المسيحية التي تأخذ في الحسبان الكثير من الأمور عن اتخاذ القرار وخصوصاً مسألة المكان المناسب لإعلان لائحة البقاع الأوسط وما يعنيه ذلك من حفظ الدور القيادي لزحلة في البقاع.

ويمكن سحب بعض جوانب هذه المشكلة على تركيب لائحة 14 آذار في البقاع الغربي حيث يتنافس مرشحون كثر على المقعدين السنيين في لائحة الائتلاف، كما يجب الأخذ في الحسبان امكان تقدم "القوات" بترشيح احد محازبيها من بلدة القرعون إلى المقعد الأرثوذكسي في الدائرة منافساً للنائب الحالي انطوان سعد، على قاعدة توسع انتشار القواتيين في تلك المنطقة وانخراط المزيد من المحازبين في صفوفهم. علماً ان "الكتائب" تسعى جهدها إلى اعادة تفعيل حضورها هناك بدليل النشاطات الأسبوعية المكثفة التي يقوم بها الكتائبيون.

\"\"

قد تكون أفضل أحوال قوى 14 آذار في الشمال باستثناء دائرة البترون التي سيستمر "التنافس الديموقراطي" فيها إلى نهاية السنة حيث يردد الطرفان الكتائبي والقواتي أنهما سيتفقان في نهاية المطاف على اسم واحد يخوضون المعركة به إلى جانب النائب بطرس حرب الثابت الوحيد في استطلاعات الرأي. ولكن النقاش في ملف البترون يقود إلى مناقشة طبيعة تشكل لائحة قادرة على الفوز بالمواجهة في دائرة طرابلس حيث اصبح معروفاً حجم التنافس فيها بين المرشحين السنة ومن داخل ائتلاف قوى 14 آذار. كما يبقى مقعدا الأرثوذكس والموارنة مثار جدل وتطرح علامات استفهام عدة حولهما فالنائب الحالي الياس عطاالله متمسك بترشيحه، في حين تبدو ملامح تسوية تفضي إلى مرشح آخر من مسيحيي 14 آذار لحل الإشكالات بينهما في دائرة شمالية أخرى، وإلى المقعد الأرثوذكسي مرشحون كثر يقال إن في مقدمهم وزيراً بارزاً وآخرين يجهدون للترويج لأسمائهم. وينسحب هذا الأمر بدرجة متفاوتة على المقعد الأرثوذكسي في عكار الذي تستعد "القوات" لضمه إلى كتلتها في حين يرى آخرون ان المستقلين هم أحق بهذا المقعد. وليست بيروت بعيدة عن هذه الأجواء وتركيب لائحة الموالاة في الدائرة الأولى قد يحتاج إلى الكثير من النقاش قبل تظهير لائحة متكاملة.

ليست الأمور على مقلب 8 آذار أفضل حالاً ولكن يبدو جلياً ان جرس الإنذار قد قرع للجميع وما جرى في انتخابات نقابة المحامين في الشمال قد يكون عبرة للجميع قبل صدور نتائج الهزيمة والفوز.

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,368,519

عدد الزوار: 6,889,072

المتواجدون الآن: 87