مآزق الجنرال عون وتياره في الدوائر الإنتخابية

تاريخ الإضافة الخميس 13 تشرين الثاني 2008 - 9:10 ص    عدد الزيارات 1262    التعليقات 0

        

فؤاد عواد

\"\"

\"\"

لكن مشكلات عون مع اختيار مرشحي تياره ليست إلا أقل مشاكله. فهو يتمتع بحيّز كبير من القدرة على اتخاذ القرار من دون حسيب أو رقيب. ويمارس قيادة شخصية لا ينازعه عليها أحد. أما المتجرئ فمصيره خارج صفوف "التيار الوطني الحر" الذي أنجز انتخاباته الداخلية الأسبوع الفائت على قاعدة الاستسلام الكامل لمشيئة الوزير جبران باسيل وفريقه. والطاعة العمياء للقائد، واستبعاد كل أشكال المساءلة إن في السياسة أو في المجالات التنظيمية أو في غيرها من الأمور. والحال هذه أشبه بأتباع وشيعة من المريدين يسيرون على هدى راعيهم ومرشدهم من دون أي التفاتة يساراً أو يميناً.

\"\"

معركة الترشّح في بعبدا على أشدّها بين المرشح التاريخي للتيار حكمت ديب وجورج حداد وناجي غاريوس والنائب الحالي بيار دكاش الذي يستقطب أصوات المسيحيين معطوفة على أصوات الناخبين الشيعة الذين يقيم دكاش علاقة تاريخية بهم. ومشكلة عون أنه لا يستطيع ترشيح اثنين من الحدث (ديب وحداد رفاق نضال من المنطقة نفسها)، مهملاً في الوقت عينه حصة المناطق الأخرى في ساحل بعبدا. وفي بلاد جبيل الخلافات على أشدها بين النائب الحالي شامل موزايا والمرشحَين المفترضَين، بسام الهاشم (الذي يحظى بدعم "حزب الله" لترشيحه)، وسيمون ابي رميا، وطوني ابي عقل، وأدونيس عكرة وجان حواط، إضافة إلى مجموعة واسعة من المرشحين المؤيدين للتيار والطامحين إلى دخول البرلمان.

أما في بيروت فالصراع على أشدّه أيضاً، على المقعد الارثوذكسي اليتيم في الأشرفية بين زياد عبس الآتي من المصيطبة وميشال متني مسؤول منطقة الأشرفية في التيار، والذي حمل عون لافتته وذهب يحرض المتمول اللبناني عصام فارس على الترشح لهذا المقعد أملاً بالفوز ببركة الكنيسة الأرثوذكسية ودعمها، وهي المؤثرة بين مسيحيي الأشرفية. وما يصح في بيروت يصح أيضاً في كسروان التي تخوض شخصيات عونية كثيرة معركة حاسمة للفوز بالترشح إلى نيابتها في منطقة يبدو الفوز فيها مضموناً للتيار الوطني وحلفائه.

\"\"

لكن مشكلة عون الأكبر ليست مع محازبيه بل مع حلفائه الجدد في حركة "امل" و"السوريين القوميين" و"المردة" الذين يصرون على ترجمة تحالفهم مع رئيس "التيار الوطني الحر" إلى أطر انتخابية واضحة.  وبمعنى آخر إلى لوائح انتخابية موحدة وتنسيقاً انتخابياً على الأرض، للفوز بأصوات العونيين الثمينة والتي حرموا منها في انتخابات 2005.

ففي جزين يبدو أن المسألة لن تحسم بسهولة نتيجة إصرار حركة "أمل" على عدم التخلي عن المقعد الماروني الذي يشغله النائب سمير عازار الذي تمكن من بناء قاعدة خدماتية له في أنحاء دائرة جزين. وخلاف "أمل" مع "التيار الوطني" ناجم عن رغبة عون في استبدال عازار بالمحامي ايلي أسود أو الطبيب ن. الطويل المقرب منه. ويصر عون في لقاءاته مع مسؤولي "أمل" على دعوتهم إلى الاقتداء بـ"حزب الله" الذي تخلى عن دعم ترشيح النائب بيارو فريد سرحال لصالح ترشيح الإعلامي جان عزيز. وتنسحب مشكلة عون مع "أمل" على دائرة الزهراني التي يضع نصب عينه فيها خلع النائب ميشال موسى عن المقعد الكاثوليكي لمصلحة الجنرال المتقاعد فوزي أبو فرحات الذي ترشح إلى دورة 2005 ولم يحالفه الحظ. ويعول عون على دعم "حزب الله" في هذه الدائرة لخوض معركة كسر عظم مع حركة "أمل" ما لم يبادر الرئيس نبيه بري إلى التخلي عن النائب موسى.

\"\"

وكما في الجنوب كذلك في الشمال والبقاع. فمشكلة عون الأكبر هي في زحلة التي يطمح الرئيس السابق لحزب الكتائب، كريم بقرادوني، إلى الترشح فيها عن المقعد الأرمني الوحيد. الأمر الذي يرفضه حزب الطاشناق تماماً ملوّحاً بخيارات قاسية في الدوائر القادر على التأثير فيها مثل المتن وبيروت. وفي زحلة أيضاً هناك من يدعو عون إلى استبدال النائب الحالي سليم عون بمرشح آخر أكثر شعبية والتصاقاً بالقواعد الشعبية المارونية. في حين يصر آل جريصاتي المقربون من عون على الترشح إلى المقعد الكاثوليكي الثاني في زحلة. وفي أمور زحلة أكثر من إحراج لعون مع حليفه الأبرز الياس سكاف الذي اعاد ترميم حضوره في عاصمة البقاع وتمكن من إعادة استقطاب قاعدته وتجاوز المحنة القاسية التي مرّ بها في دورة 2005 نتيجة تحالفه مع السوريين واضطراره مرغماً إلى الرضوخ لشروط عون الانتخابية وإملاءاته القاسية والتي دفعت سكاف إلى التصريح لمجلة "المسيرة" القواتية مرة قائلاً: "لقد أنقذنا عون في 2005".

وفي أنحاء الشمال يدور الصراع قاسياً بين أنصار التيار، وخصوصاً في البترون التي يتدافع إلى الترشح على مقعديها كلٌّ من فايق يونس، أنطوان حرب، جورج مراد وجبران باسيل، في حين لا يتردد الوزير السابق سليمان فرنجية عن دعم لائحة مؤيدة له تضم عصام يونس عن الجرد وأحد آل عقل في الساحل مع ما يعنيه ذلك من تنافس بين ثلاث لوائح في البترون. وفي زغرتا يتجه القيادي في التيار فايز كرم إلى اعلان ترشحه ضمن لائحة ثالثة في موازاة لائحة فرنجية وقوى 14 آذار. ويصر كرم على أنه طُعن في الظهر وأنه لن يرضى بديلاً من الترشُّح مهما كان حجم الضغوط والتهديدات والتمنيات التي يقدمها له العماد ميشال عون بتعيينه وزيراً أو مديراً عاماً.

\"\"

وثمة مشكلة عونية أيضاً في تركيب لائحة المتن التي ازدحمت بالمرشحين المحازبين والأصدقاء، إضافة إلى النواب الحاليين. فهناك مسؤول التعبئة البارز في التيار الوطني طنوس حبيقة الطامح إلى الفوز بأحد المقاعد المارونية. ومن خارج محازبي التيار هناك رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود، السفير عبدالله أبو حبيب، فؤاد أبو ناضر، الوزير السابق ميشال سماحة، وطبعاً النائب السوري القومي السابق غسان الأشقر الذي يطرح ترشحه في إطار سلة متكاملة بين التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي تشمل الاتفاق على الترشح في عدة دوائر وفي مقدمها المتن والبقاع الشمالي وحاصبيا -  مرجعيون والكورة.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,746,838

عدد الزوار: 6,912,447

المتواجدون الآن: 110