هل يجتمع نبيه برّي وكامل الأسعد جنوباً؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 تشرين الثاني 2008 - 10:58 ص    عدد الزيارات 1388    التعليقات 0

        

ثائر غندور
يروي أحد المقرّبين من الرئيس كامل الأسعد أنه حذّر حزب الله كثيراً من مشروع ابنه أحمد الأسعد، لكنّهم لم يسمعوا له، وحصل ما كان يُحذّر منه.
وجدت القاعدة الأسعديّة، التي ضعفت في العقدين الماضيين لكنها لم تنتهِ لأسباب كثيرة، في مشروع أحمد الأسعد السياسي ملجأً لها، ولو أن بعض هؤلاء المناصرين للعائلة، لا يستسيغون مواقف الأسعد الابن من المقاومة. وهذا الموقف مبنيٌ على سببين أساسيين:
أولهما أن العلاقة التي جمعت التيّار الأسعدي بحزب الله ليست وليدة اللحظة. فأبناء الجنوب يعرفون كيف أن الطرفين تواجها مع حركة أمل خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، ثم إن قاعدة الأسعد التجأت إلى حزب الله ليكون حضناً طبيعياً لها عندما أصبحت بلا ظهر في تسعينات القرن الماضي. وقد تبلور هذا الالتجاء بالتحالف بين الطرفين في الانتخابات البلديّة عام 2004، حيث اتسعت لوائح حزب الله للأسعديين في العديد من القرى، وكانت معركة مدينة النبطيّة هي المعركة الأشرس التي خاضها الطرفان معاً وفازا فيها.
والسبب الثاني هو أن الجمهور الجنوبي تعلّق بالمقاومة، بحيث أصبحت جزءاً من لاوعيه، يُدافع عنها ويُناصرها دون الكثير من التعليل، لأنها أشعرته باستعادة كرامته.
لكن المشروع الذي ينادي به أحمد الأسعد يؤدّي إلى حالة عداء وانفصال بين القاعدة الأسعديّة وحزب الله. وهو مشروع قابل للحياة، بعكس العديد من المشاريع السياسيّة التي تمّ تمويلها في السنوات الثلاث الأخيرة.
وستزيد خطورة الأسعد الابن على البيئة الجنوبيّة إذا تطوّر عمله باتجاه بناء المؤسسات من مدارس ومستشفيات وغيرها من المشاريع التي تؤدّي خدمة مزدوجة: خدمة الناس، وتوظيف المناصرين، وأحمد الأسعد، يملك من المال السعودي ما يكفي لأن يتبنى مشروعاً كهذا.
في المقابل، بدأت تلوح في الأفق معلومات عن نيّة ما في محاصرة المشروع الوليد في مهده. هناك من يطرح نفسه وسيطاً بين الرئيسين نبيه بري وكامل الأسعد. محاولة هذا الوسيط لا تزال في بدايتها. سأل عن إمكان أن يقوم الرئيس الأسعد بدور في مواجهة ابنه.
لكن ما الثمن الذي سيجنيه الرئيس الأسعد من المواجهة؟ يسأل المقرّب من الأسعد. ثم يُضيف أن أحمد يبقى أقرب إلى والده من برّي وإن كان حزب الله يُعدّ أقرب إلى الرئيس الأسعد من ابنه أحمد.
وفي هذا الإطار، تبلورت فكرة عند إحدى الشخصيّات الجنوبيّة، تقول إنها تسعى إلى توافق عام جنوبي يحمي هذه المنطقة من آثار المعركة السياسيّة. جوهر الفكرة يرتكز على حزب الله، وعلى الدور المفترض أن يقوم به استكمالاً للنظريّة التي قالها عدد من مسؤولي الحزب بعد حرب تموز والاشتباك السياسي الذي لحقها: إن ما يحمي حزب الله ليس عدد نوّابه أو وزرائه، بل الالتفاف الشعبي والسياسي حوله. ولهذا السبب قدّم مقعدين وزاريين من حصّته إلى حلفائه.
ويُكمل الرجل نظريّته، قائلاً: من المفترض أن الحزب سيقوم بالخطوة ذاتها في الانتخابات النيابيّة، ولذلك ما المانع أن يكون أحد المقرّبين من الرئيس كامل الأسعد على اللائحة الجنوبيّة، وبذلك تكون الطريق قد قُطعت أمام أحمد الأسعد، واستعاد رئيس مجلس النواب الأسبق قاعدته الشعبيّة إلى حضنه، وحكماً إلى حضن المقاومة.
ولكن أمام هذه النظريّة عقبتان: الرئيس بري والرئيس كامل الأسعد.
الأول لا يرغب في التحالف مع «عدوّه» الذي بنى زعامته على محاربته.
والثاني عانى الأمرّين من حركة أمل وممارساتها، وخسر زعامته بسببها، ويعتبرها أساس الفساد في الجنوب.
نقيضان، جرت محاولات خجولة لجمعهما في انتخابات 2004 البلديّة حين تعرّض برّي لمحاولة تصغير سوريّة.
بعد أيّام سيكون الرجل الذي يقدّم نفسه كوسيط، قد عاد من خارج لبنان، وبالتالي يكون أكثر قدرةً على التحرك بين الطرفين.
في هذه الحالة، سيكون حزب الله أمام تحدّي القدرة على جمع الأضداد في سبيل حماية المقاومة سياسياً.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,191,129

عدد الزوار: 6,939,797

المتواجدون الآن: 125