بعلبك ـ الهرمل: معركة انتخابية حامية إذا ما أحسنت 14 آذار إدارتها

تاريخ الإضافة الثلاثاء 11 تشرين الثاني 2008 - 9:22 ص    عدد الزيارات 1294    التعليقات 0

        

عبد السلام موسى

تظهر الخريطة الانتخابية منطقة بعلبك ـ الهرمل أكبر دائرة انتخابية من الناحية الجغرافية، وتظهر الدورات الانتخابية منذ العام 1992، أن المنطقة «خاضعة» لهيمنة «حزب الله»، المستند الى الصوت الشيعي الذي يشكل ما نسبته 70 % من أصوات الناخبين المدرجين على لوائح الشطب (180 ألف صوت)، والذين اقترع منهم في العام 2005 نحو 94 ألف صوت.
مقابل الصوت الشيعي الذي يقرر «هوية» الانتخابات، يبرز الصوت السني ( 32 ألفاً)، والصوت الماروني (20 ألفاً)، عدا عن الصوت الكاثوليكي (15 ألفاً)، لكن من دون أي «تأثير»، بسبب التسليم بمنطق يقول إن صوتهم «لن يقدم أو يؤخر» شيئاً، في اللعبة الديموقراطية التي يحتكرها «حزب الله» بديموقراطية أيضاً، في ظل غياب المنافسين الجديين، الذين إذا وجدوا يغرقون في «بحر» من الترشيحات الفردية، من دون أي تنسيق في ما بينهم لتحقيق أي اختراق، مهما كان بسيطاً.
ولكن ماذا لو تواجدت «النية» لمواجهة احتكار بعلبك ـ الهرمل على المدى البعيد؟. فالصوت الشيعي ليس بغالبيته الساحقة مع «حزب الله»، في منطقة تسودها العشائر والزعامات العائلية المتوارثة، مع بعض الحركات الشيعية المتحررة، كما أن الصوت السني الموالي لـ«تيار المستقبل» «ضاق ذرعاً من استمرار مصادرته لمشروع يناقض مشروعه، والصوت المسيحي، وتحديداً الماروني، الذي أبقاه »الناطق باسم المسيحيين في لبنان والشرق«، النائب ميشال عون، »رهينة« لدى حليفه »حزب الله«، بالرغم من أنه ادعى بعد توقيع اتفاق الدوحة، أنه أعاد الحق الى أصحابه، وحرّر الصوت المسيحي، لكنه تغاضى عن »قصد« عن دائرة بعلبك ـ الهرمل، لأن حليفه ليس مستعداً للتفريط بها، ولأنه ينطلق من حسابات انتخابية ضيقة، تقول إن »لا خبز« مسيحياً له، في تلك المنطقة، التي يجاهر مسيحيوها بالولاء لـ»القوات اللبنانية« و»الكتائب«.
قد تبدو المهمة »مستحيلة« في ضوء نتائج انتخابات العام 2005، التي اكتسحت فيها لائحة »حزب الله« المقاعد العشرة، بفارق يزيد عن 50 ألف صوت عن أقرب منافس، إذ فاز عن المقاعد الشيعية الستة، النواب الحاليون: غازي محمد زعيتر، نوّار محمد الساحلي، علي المقداد، حسين علي الحاج حسن، جمال علي الطقش وحسين علي الحسيني. أما عن المقعدين السنيين ففاز كامل محمد الرفاعي واسماعيل سكرية، وعن المقعد الماروني نادر سكر، وعن المقعد الكاثوليكي مروان فارس.
ما سبق ذكره من نتائج، ساهم في صياغتها آنذاك، التحالف الرباعي بين »حزب الله« و»تيار المستقبل« و»حركة أمل« والحزب »التقدمي الاشتراكي«، إذ أن هذا التحالف الذي فوّض »حزب الله« تفويضاً كاملاً بإدارة المنطقة انتخابياً، وتوزيع مقاعدها كما يشاء، جعل الصوت السني المؤيد لـ»تيار المستقبل«، يقترع لصالح لائحة »حزب الله«، ما أعطاها قوة دفع إضافية، تشير كل التوقعات الى أنها ستفتقدها في الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2009.
إذاً، يبدو أن دائرة بعلبك ـ الهرمل، تدخل في إطار تلويح »14 آذار« بالدخول الى »المناطق المحرمة«، وخوض الانتخابات المقبلة في كل الدوائر، وبـ128 مرشحاً، يشكلون خطها وبرنامجها السياسي، وبالتالي يصح القول، بحسب مراقبين، أن الدائرة قد تشهد فصول معركة انتخابية »خاسرة«، تخرق »جدار الصمت« في تلك المنطقة، وتمهد الطريق أمام معارك انتخابية في المستقبل، مبنية على تغيير »مرتقب« في النتائج، تتمحور حول »شد عصب« الصوت السني والمسيحي، وتبحث عن الشخصيات الشيعية من خارج الإطار الحزبي للثنائية الشيعية المتمثلة بـ»حزب الله« وحركة »أمل«، شخصيات لها ثقلها الشعبي الموروث، وتستطيع إذا ما تم تأطير حركتها، وتحديد أهدافها السياسية، أن تحقق خرقاً في الوسط الشيعي.
»حزب الله« في هذه الانتخابات، وفي هذه الدائرة بالذات، بحسب ما يشير مراقبون، سيكون مضطراً الى التنازل لحلفائه في المعارضة، الذين ساندوه طوال فترة الصراع الماضية، قد يعطيهم من رصيده الشيعي، ويحاول التوفيق في ما بينهم بالنسبة الى الكاثوليكي والماروني، لكنه سيواجه مشكلة في المقعدين السنيين، وهذا من شأنه أن يؤدي الى »زعل« لدى الحلفاء، ناتج عن تفضيل »حزب الله« لهذا الاسم أو ذاك، على حساب آخر.
وتتقاطع معلومات حول أن »حزب الله« بدأ يواجه مطالب تقدم بها حليفه الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يطمح الى تثبيت مرشح له، إما كاثوليكي أو شيعي في بعلبك ـ الهرمل، عدا عن التخلي عن مقعد شيعي لصالح الأمين العام لحزب »البعث« فايز شكر، فيما تبقى حصة »أمل« ممثلة بالوزير غازي زعيتر، على أن يبقى الرئيس حسين الحسيني حاضراً في اللائحة، في حال لم تطرأ أي مستجدات.
أما المقعد الماروني، الذي يشغله حالياً النائب نادر سكر، فهو محور »أخذ ورد«، في ظل معلومات عن ضغوط بوشرت في كل الاتجاهات لضمان ترشيح رئيس حزب »التضامن« إميل رحمة بدلاً من سكر، مع العلم أن نجل رئيس الجمهورية السابق النائب السابق اميل اميل لحود يتنافس معهما على هذا المقعد في حال لم يحالفه الحظ ليكون أحد المرشحين الموارنة عن بعبدا، هذا اذا لم يطالب »التيار الوطني الحر« باسترداد المقعد الماروني.
وفي انتظار أن يتضح المشهد الانتخابي عند قوى 8 آذار يبقى أمل جمهور 14 آذار في منطقة بعلبك ـ الهرمل في القدرة على خوض المعركة من عرسال حتى دير الأحمر وبالتحالف مع تيارات واتجاهات معترضة أو مستقلة أو وسطية داخل الطائفة الشيعية.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,584,687

عدد الزوار: 6,902,490

المتواجدون الآن: 93