"حزب الله": نعرف كيف نواجه الإرهابيين....«حزب الله» سيقاتل في العراق «حين تقتضي الحاجة».. والدور الإيراني أكبر وحماسة في أوساطه للدفاع عن النجف وكربلاء أكثر من المشاركة بالقتال في سوريا

الإرهاب يضرب مجدّداً عند مدخل الضاحية انتحاري نفّذ التفجير قرب حاجز للجيش..انفجار في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 حزيران 2014 - 5:45 ص    عدد الزيارات 1719    القسم محلية

        


 

الإرهاب يضرب مجدّداً عند مدخل الضاحية انتحاري نفّذ التفجير قرب حاجز للجيش
النهار...
لم يكد يمر اليوم الثالث على التفجير الارهابي في ضهر البيدر الجمعة الماضي، حتى اهتزت بيروت وضاحيتها الجنوبية ليل أمس بتفجير انتحاري جديد اثبت عودة الدوامة الجهنمية للاستهدافات الارهابية الى لبنان.
ووقت كان اللبنانيون يتابعون مباريات كأس العالم لكرة القدم ووسط سعي الحكومة والمسؤولين الى احتواء التداعيات الشديدة السلبية لعودة هذا المسلسل الارهابي، ضربت يد الارهاب قرابة منتصف الليل قرب حاجز للجيش اللبناني عند مستديرة شاتيلا التي تشكل مدخلا لاوتوستراد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية وتحديداً على مقربة من مقهى عساف الذي كان يغص بالرواد الذين يتابعون مباريات كرة القدم، لكن ايا منهم لم يصب. وتحدثت المعلومات الاولية عن تنفيذ امرأة هذه المرة العملية الانتحارية ولكن تبين لاحقا ان انتحارياً نفذها وهو شاب ثلاثيني سوري الجنسية قاد سيارة مفخخة بنحو 25 كيلوغراما من المواد المتفجرة. وأفاد شهود عيان انهم شاهدوا سيارة بيضاء تخترق الشارع عكس السير ولم تمتثل لاشارة التوقف عند حاجز الجيش قبل تفجيرها. وعلم ان السيارة المفخخة هي من نوع "مرسيدس 180" حمراء تحمل لوحة رقمها 815221 ج طراز 1961 ومسجلة باسم حسين ح. وادى انفجارها الى سقوط نحو 15 جريحا من المدنيين. وأعلنت مصادر عسكرية ان اي اصابة لم تسجل في صفوف العسكريين. وعرض أحد شهود صورة التقطها بهاتفه الخليوي لأشلاء رأس قال إنها للانتحاري.
على صعيد آخر، علمت "النهار" أن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وجه الى أعضاء الحكومة أمس دعوة لحضور جلسة عادية للمجلس في العاشرة صباح الخميس في السرايا بجدول أعمال سابق وزّع في 30 أيار الماضي ويتضمن 27 بنداً، على أن تكون للوزراء فرصة اقتراح اضافة أو الغاء بنود من الجدول ضمن مهلة الساعات الـ 72 التي تسبق الجلسة. كما علمت أن اقتراح مجموعة الوزراء السبعة الذين سيوقعون ما يصدر عن المجلس من قرارات مع الرئيس سلام ونائب رئيس الوزراء سمير مقبل لا يزال قيد المتابعة وهو كان أيضاً موضع مشاورات أجراها أمس الرئيس سلام مع عدد من الوزراء. وقد أبدى رئيس الوزراء ارتياحه الى نتائج هذه المشاورات بعدما تلقى تطمينات من كل قادة الصف الأول باستثناء رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون. وأكد الرئيس سلام أنه سيكون له موقف في ضوء نتائج الجلسة الخميس في حال عرقلة الآلية المتفاهم عليها، وهذا الموقف سيكون في اطار تحمل مسؤولياته أياً تكن الانعكاسات على شكل الحكومة.
وتحدث رئيس الوزراء أمس عن بعض جوانب الواقع اللبناني لدى استقباله وفداً من سيدات سعوديات يعملن في مجالي الاعلام والاعمال، فقال إن لبنان ليس بمنأى عن الارتدادات المحتملة لما يجري في جواره "لكننا في الوقت نفسه نؤكد أن الوضع في لبنان مستقر والأمن ممسوك بفضل يقظة الجيش والقوى الأمنية وجهوزيتها".
دعم أميركي
وعلمت "النهار" أن السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل أبلغ أمس الرئيس سلام أن الادارة الأميركية تدعم دور الحكومة اللبنانية في تحمل مسؤولياتها والاستمرار في ذلك مع التزام الادارة العمل على تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأوضح ان التعابير الأساسية التي تضمنها البيان الختامي لمؤتمر روما الذي انعقد في العاصمة الايطالية دعماً للجيش اللبناني كانت بطلب من الجانب الاميركي المشارك في المؤتمر.
من جهة أخرى، وفي معلومات لـ"النهار" أن مساعد الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، خلال لقائه في أوسلو المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان، طلب منها ألا تعرقل دمشق انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان. وفي هذا الاطار، من المتوقع أن تبدأ هذا الاسبوع مشاورات ثنائية بين الجانبين الاميركي والفرنسي في شأن ملف الرئاسة في لبنان. وقد استدعي لهذه الغاية سفير فرنسا في لبنان باتريك باؤلي أول من أمس الى باريس تحضيراً لهذه المشاورات.
وفي هذا السياق، أفاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني ان الرئيس سعد الحريري سيلتقي خلال اقامته في العاصمة الفرنسية منتصف الاسبوع وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي سيزور باريس للبحث في ملف العراق والمنطقة، كما سيلتقي الحريري وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ويتشاور معه في آخر التطورات على الساحة الاقليمية والدولية وخصوصاً في الوضع اللبناني.
وسيلبي رئيس الحزب الاشتراكي الزعيم وليد جنبلاط في نهاية الشهر الجاري دعوة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لاجراء جولة أفق حول الوضع اللبناني والاقليمي.
وتشير مصادر ديبلوماسية في باريس الى ان محاولات ستبدأ مع العماد ميشال عون للبحث معه في امكان عزوفه عن ترشيح نفسه للرئاسة وترشيح اسم يتوافق عليه جميع اللبنانيين، لمنع خلو المركز الرئاسي مدة أطول بعد التعقيدات التي تشهدها المنطقة والمخاوف التي يمكن أن يواجهها لبنان من هذه الانعكاسات.
تصعيد نقابي
وسط هذه الأجواء، قررت هيئة التنسيق النقابية بعد اجتماعها أمس اعادة برمجة تحركها التصعيدي للضغط من أجل اقرار سلسلة الرتب والرواتب، فدعت الى اقفال شامل للوزارات والادارات العامة والبلديات في كل المحافظات في 1 تموز و2 منه "كخطوة نحو الاقفال العام المفتوح لاحقاً ما لم تقر السلسلة"، كما دعت تلامذة الشهادات الرسمية والاهالي الى التجمع الخميس المقبل في خمسة مراكز في المحافظات لتشكيل لجان مشتركة لمتابعة موضوع السلسلة والتحرك.
 
انفجار في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله
 المصدر : أ ف ب
وقع انفجار قرابة منتصف ليل الاثنين الثلاثاء على مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله الشيعي حليف دمشق، بحسب ما افاد مصور في وكالة فرانس برس.
وقال المصور ان التفجير وقع على اول اوتوستراد هادي نصرالله عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، على مقربة من حاجز للجيش اللبناني ومقهى يرتاده شبان كانوا يتابعون مباراة ضمن كأس العالم في كرة القدم.
وفي حين لم تحدد مصادر رسمية بعد طبيعة التفجير، افادت وسائل اعلام محلية انه ناتج عن سيارة مفخخة.
ورأى المصور حريقا كبيرا مندلعا في عدد من السيارات، في حين عمل مسعفون واشخاص متواجدون في المكان على نقل جريحين على الاقل.
وعرضت قنوات تلفزيون محلية صورا لعشرات الاشخاص متجمعين في مكان الانفجار على مقربة من سيارات متضررة بشكل كبير، وسط تواجد لعناصر امنيين وسيارات اطفاء ومسعفون.
ويأتي التفجير بعد يومين من تفجير انتحاري استهدف حاجزا لقوى الامن الداخي في منطقة ضهر البيدر (شرق) على الطريق الدولية بين بيروت ودمشق، ما ادى الى مقتل عنصر في قوى الامن وجرح 33 شخصا.
وشهد لبنان سلسلة تفجيرات منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة قبل ثلاثة اعوام، استهدفت معظمها مناطق نفوذ لحزب الله الشيعي. وتبنت غالبية التفجيرات مجموعات متطرفة، قائلة انها رد على مشاركة الحزب في المعارك الى جانب النظام السوري.
 
برّي: ما يجري في المنطقة ترسيم حدود ولا يفكّرنّ أحد في أن يبلع لبنان
النهار..
رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "لبنان عصيّ على الاعاصير التي تعصف بنا وفي المنطقة، وعلى رغم الازمات والمشاكل التي نواجهها، لا يفكرن احد في ان يبلع هذا البلد".
وقال خلال استقباله وفدا من رؤساء روابط المخاتير ان " لبنان عائلة واحدة، وان طائفتنا هي طوائفنا جميعاً".
واذ اشار الى ما يحصل من "فتنة مذهبية وطائفية"، اعتبر ان "ما يجري اليوم في المنطقة هو ترسيم حدود اين منها سايكس - بيكو".
واضاف: "على لبنان ان يحمي نفسه من تحت الى فوق"، داعياً الى "العمل من اجل انتخاب رئيس للجمهورية وعدم تعطيل المؤسسات الدستورية الاخرى والسير في نهج النكايات".
وأكد ان "الشعب اللبناني هو الضمان الاول للمؤسسات وان وحدته هي التي حمت، الى جانب المقاومة والجيش، لبنان خلال العدوان الاسرائيلي عام 2006، وحققت الانتصار". وشرح "الاسباب الامنية التي ادت الى تأجيل المؤتمر الوطني العام الاختياري في لبنان والذي كانت ستقيمه حركة امل في الاونيسكو ويحضره ما يقارب 1700 مختار".
وبعدما استمع من رئيس مجلس ادارة الصندوق التعاوني للمختارين بشارة غلام الى مطالب المخاتير من زيادة قيمة الطابع المالي وغيرها، اكد بري "تعزيز دور المختار ليطاول الشأن الانمائي ايضاً، على ان يستفيد من الضمان الاجتماعي خلال مسؤوليته وبعدها، وكذلك تخصيص مبلغ مالي للصندوق الاختياري من الهاتف الخليوي كما الثابت". ووعد بدرس موضوع رفع قيمة الطابع المالي للمختار.
كذلك، استقبل بري رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان موفداً من رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون.
وقال كنعان: " لا بد من العمل الجدّي لتحييد المسائل والملفات الوطنية عن التجاذبات السياسية، وإحدى هذه المسائل العمل ضمن اطار الثوابت والضوابط التي تكلمنا عنها، ان على صعيد مجلس النواب او على صعيد الحكومة. هذا الموضوع اصبح اليوم أكثر الحاحاً، وخصوصاً بعد الاوضاع الامنية المستجدة، وخطورة انكشاف لبنان، وفي غياب ابسط المطالب التي يطالب بها شعبنا أكان على صعيد سلسلة الرتب والرواتب أم
الاستحقاقات الدستورية الداهمة". ثم استقبل بري وزير الصحة وائل ابو فاعور موفداً من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وحضر اللقاء وزير المال علي حسن خليل.
 
تحذير من "تسييل انتصارات تنظيم داعش" في لبنان وتخوّف من دويلات و"حدود دم" بين العراق وسوريا
النهار...رضوان عقيل
يتابع اللبنانيون مباريات كأس العالم في البرازيل ويترقبون في الوقت نفسه "مونديال" تنظيم "داعش" وفتوحاته في الاراضي العراقية وامتدادات عناصره على الجزء الاكبر من المحافظات والتجمعات السنية، ووصلها بالاماكن التي تسيطر عليها جماعات المعارضة في سوريا. ولم يكتف هؤلاء بذلك، بل أصبحت وحداتهم على تخوم الاردن.
الهجوم "المضاد" الذي ينفذه "الداعشيون" جاء بعد الفشل الذي منيت به المعارضة على الاراضي السورية جراء تشتت أفرقائها وانقساماتهم في الداخل والخارج.
ونجح هذا التنظيم حتى الآن في تحقيق أول اهدافه في العراق ورفع شعار "المظلومية السنية"، وان تكن تسانده بالطبع مجموعات من حزب البعث والنقشبدنيين وابناء العشائر السنية التي لم يحسن النظام في بغداد استرضاءها والتعاون معها.
أما لبنانياً، فإن ثمة ارتياحاً لدى بعض جمهور في 14 آذار، وان يكن لا يلتقي في الاساس مع افكار هذه الجماعة ومدرستها التي تقوم على تكفير الآخر وليس ابناء الطائفة الشيعية فحسب.
وينبع مصدر هذه "النشوة" من العداء المستحكم مع "حزب الله" وعدم تقبل مشروعه وسياساته التي زاد عليها ارسال مقاتلين الى سوريا ساهموا في مد نظام الرئيس بشار الاسد بدعم عسكري لافت، وهذا ما أثبتته وقائع المواجهات والمعارك على الارض في أكثر من مرة. ولو كان لسان حال قيادة الحزب ان ما قام به هو من أجل حماية لبنان من التكفيريين ومنع وصولهم الى بيروت.
ويدرس الحزب بعناية تطورات المشهد العراقي الاخير، ويؤكد مقربون منه ان عامل الوقت يصبّ في مصلحته، وهو الذي يعمل على سياسة "النفس الطويل" وفق خطين:
الاول، المساهمة – ليس عبر تدخل عسكري – في وقف انهيار الجيش العراقي وفرقه والحد من هذا الامر، والثاني، هو البدء بمبادرات سياسية يقوم بها العراقيون انفسهم، والسعي المتواصل لجمع اركان البيت الشيعي العراقي الداخلي. ورغم كل ما يحصل فإن التنازلات غير واردة الآن، في اشارة الى عدم التخلي عن رئيس الوزراء نوري المالكي.
وثمة من ينصح في صفوف قوى 8 آذار منافسيهم على المسرح المحلي بعدم "تسييل" انتصارات "داعش" الاخيرة في لبنان وإسقاطها على الملفات اللبنانية من خلال الاستفادة من المناخات الاقليمية في المنطقة، واذا اراد البعض النوم على حرير "داعش" فلن يجني في النهاية سوى الخيبات والخسارات وانعكاس هذا التصرف على استحقاق رئاسة الجمهورية.
من هنا يرى مرجع لبناني متابع للفصول العراقية الاخيرة ان ما يحصل في خريطة المنطقة لم يشهده اللبنانيون والعرب منذ نحو مئة سنة، عندما انهارت الدولة العثمانية، ويدعو الى التدقيق في مشهد الحدود وكيف تُجرف بين العراق وسوريا على أيدي "داعش"، وترسيم لحدود الدم بين هذين البلدين، وثمة من يعمل بقوة على تكريسها في خريطة جديدة ترسم للمنطقة.
وما يتوقف عنده ايضاً هو السعي المستمر والناشط على أكثر من جبهة لاقامة مجموعة من الدويلات في العراق وسوريا، لكل واحدة منها مواردها المالية والنفطية. ويدعو الى تركيز الملاحظة على استفادة الاكراد مما حصل وسيطرتهم على "قدس الاقداس" في عقيدتهم السياسية، وهي كركوك التي دخلتها "البشمركة" وسيطرت عليها. وهم ينتظرون هذه الفرصة السانحة منذ زمن بغية تعزيز حدود دولتهم.
وتقيم "داعش" دولة الموصل التي تمتد الى دير الزور في سوريا، وهي تصدر البترول الى الخارج بدعم من شركات تركية، وان الفرنسيين وبلداناً اوروبية اخرى تدعم "داعش" لتبقى قادرة على اقامة مشروعها وتمويله. وللشيعة دولتهم ايضاً في البصرة والمحافظات الشيعية الأخرى، والتي تملك بدورها مخزوناً كبيراً من النفط.
ويتخوف المرجع من هذه "المؤامرة الكبيرة" في المنطقة والتي تهدد في رأيه حدود المملكة الاردنية ايضاً، علماً ان ثمة جهات عربية واجنبية تدعم "داعش" والا لما استطاعت في هذه السرعة في الايام الاخيرة من السيطرة على هذا الجزء من الخريطة العراقية بدءاً من الانبار. وثمة آلة سياسية واعلامية لا تنفك عن التركيز على شعور ابناء الطائفة السنّية بالغبن في العراق وابرازه وسط وجود بيئة مساعدة على تحقيق مثل هذه الأمور.
وامام هذا الجدار المسدود بين القوى السياسية في العراق، لم يبق لدى هذا المرجع سوى دعوة العراقيين وتطبيق ما يعمل عليه المرجع السيد علي السيستاني للحفاظ على وحدة تراب العراق مجتمعاً وتركيزه على الأخوّة بين ابناء الطائفتين، وهو صادق في ما يقوله، وهذا ما تمثّل في دعوته المتطوعين للانضواء الى صفوف الجيش ووحداته النظامية ورفضه المظاهر الميليشيوية والتي ظهرت بعض صورها وتجلياتها في بغداد، اضافة الى مصادقة المحكمة الدستورية الاتحادية على نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة وتأليف حكومة وحدة وطنية تضم كل مكونات العراقيين، والعمل على تلافي أخطاء الماضي.
في غضون ذلك ثمة اتصالات مفتوحة بين القيادات الشيعية السياسية والدينية في العراق وقيادتي حركة "امل" و"حزب الله"، وهما يقدمان لها نصائح نابعة من التجربة اللبنانية، وخصوصا انه جرت محاولات لاقامة دويلات طائفية في لبنان ولم تنجح لأسباب عدة، وفي مقدمها في رأي هذا المرجع "المقاومة التي تصدت لاسرائيل ولا تزال".
ويدعو المؤيدين لـ"داعش" ولا سيما اذا كانوا من اللبنانيين الى قراءة سيناريو أعدته الاستخبارات الاسرائيلية عام 1982، تناول تقسيم البلدان العربية الى دويلات بحسب الهويات المذهبية لمناطقها. ومن يقرأه يظن ان سطوره كتبت قبل ايام، ومع ذلك فإن لبنانيين وعرباً لم يتعلموا الى اليوم، وهم يغرقون اكثر في وحول المذهبية والتقسيم.
 
"حزب الله": نعرف كيف نواجه الإرهابيين
النهار...
أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في احتفال تأبيني اقامه "حزب الله" في دير الزهراني، ان التفجير الذي حصل في ضهر البيدر هو "فلتة من المهزومين الذين لم يبق لهم وكر ولا قاعدة لوجستية تدعم مخططاتهم السياسية". وقال: "لا احد يخيفنا ان البلد سيذهب الى الفوضى ومهدد بالامن"، متسائلا: "اذا كنتم تريدون في لبنان من خلال هذين التفجير والعمل الارهابي ان تثنوا عزيمتنا عن رؤية حقيقة فعلتكم في العراق، فهذا لن يكون، ونحن نعرف كيف نواجه مخططكم في عقر داره وكيف نسقط كل اوهامكم".
واضاف: "فشلتم في سوريا وفشلتم في العراق، وعندما وجدتم العراق يتجه الى تشكيل حكومة لا تنسجم مع مصالحكم وسياساتكم، افلتم داعش من عقالها وستعود اليكم بعد ان يسقطها شعبنا في العراق الذي لن يترك وحيدا حتى وان خان من خان وسلّم من سلّم.
¶ نوه عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض في كلمة خلال احتفال تأبيني في بلدة الطيبة الجنوبية بـ"الانجازات التي حققتها الاجهزة الامنية اذ نجحت خلال الايام الماضية في ملاحقة بعض الخلايا وفي منع العملية الارهابية التي اصابت حاجز ضهر البيدر من ان تصيب الهدف الذي كانت تسعى اليه اساسا"، لافتا الى انه "اذا اردنا ان نحصّن هذا الوطن ونحمي امنه فليس امامنا سوى التضامن الوطني والوفاق السياسي وتفاهم كل المكونات الوطنية على ان الامن هو خط احمر وهو مصلحة اللبنانيين جميعا، كما انه يجب الفصل بين خلافاتنا السياسية من ناحية وبين الحاجة الى حماية الامن الداخلي اي امن الدولة والمؤسسات والمواطنين من ناحية اخرى".
 
«حزب الله» سيقاتل في العراق «حين تقتضي الحاجة».. والدور الإيراني أكبر وحماسة في أوساطه للدفاع عن النجف وكربلاء أكثر من المشاركة بالقتال في سوريا

جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: بولا أسطيح .... لن ينفي «حزب الله» مشاركته في القتال بالعراق، متى حصلت، على غرار ما فعل بادئ الأمر في سوريا، باعتبار أنه لن يجد صعوبة في طرح مبررات كالتي أطلقها لتبرير وجوده في سوريا منذ أكثر من عامين. ولعل ما نقل عن أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله الأسبوع الماضي لجهة استعداد الحزب لتقديم شهداء في العراق «خمس مرات أكثر مما قدمناه في سوريا فداء للمقدسات لأنها أهم بكثير»، إعلان واضح عن جهوزية الحزب للتدخل في العراق بعد تمدد «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» في أكثر من مدينة هناك.
وأكد رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد أن العراق لن يُترك وحيدا، وقال في احتفال تأبيني جنوب البلاد أمس: «فشلتم في سوريا وفشلتم في العراق وعندما وجدتم العراق يتجه إلى تشكيل حكومة لا تنسجم مع مصالحكم وسياساتكم، أفلتم (داعش) من عقالها، لكنها ستعود إليكم بعد أن يُسقطها شعبنا في العراق، الذي لن يُترك وحيدا، حتى وإن خان من خان وسلم من سلم». وعدّ رعد أن التفجير الانتحاري الذي وقع في منطقة ضهر البيدر شرق لبنان الأسبوع الماضي وأدى لمقتل عنصر أمني وجرح آخرين، هو «فلتة من المهزومين الذين لم يبق لهم وكر ولا قاعدة لوجستية تدعم مخططاتهم السياسية»، وأضاف: «إذا كنتم تقصدون في لبنان من خلال هذا التفجير والعمل الإرهابي بأن تثنوا من عزمنا بأن نرى حقيقة فعلتكم في العراق، فهذا لن يكون، ونحن نعرف كيف نواجه مخططكم في عقر داره وكيف نسقط كل أوهامكم».
وتلقى الدعوة للمشاركة في القتال بالعراق ترحيبا في بيئة «حزب الله» نظرا للحيثية الدينية لمقامي كربلاء والنجف. وتتحدث مصادر معنية لـ«الشرق الأوسط» عن «اندفاع أكبر في هذه البيئة مقارنة بما كان عليه الوضع عند الإعلان عن المشاركة بالقتال في سوريا». وتضيف المصادر: «حينها أصر معظم مناصري الحزب على وجوب أن تقتصر المشاركة على حماية مقام السيدة زينب في ريف دمشق، أما اليوم فالوضع مختلف ولا تردد أبدا بتأييد دخول (حزب الله) إلى العراق».
ولا يرى الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، المقرب من «حزب الله» أي سبب «مبدئي» يمنع الحزب من المشاركة في القتال بالعراق، خاصة أن نصر الله كان قد أعلن أخيرا أن عناصر الحزب سيكونون موجودين حيث تقتضي الضرورة، لافتا إلى أنه «حين تقتضي الحاجة سنرى عناصر الحزب في العراق، لكنه وحتى الساعة لا حاجة على المستوى اللوجستي لخطوة مماثلة خاصة في ظل تطوع نحو ثلاثة ملايين عراقي لصد (داعش)، بالإضافة إلى عديد الجيش العراقي».
وأكد قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «كل الاحتمالات واردة، فإذا تطورت الأمور ميدانيا وباتت تستلزم مشاركة الحزب، فمن الناحية المبدئية الحزب جاهز، كما من ناحية القدرات، فليس من الضرورة أن يكون حجم مشاركته في العراق مماثلا لحجم مشاركته في سوريا ولا حتى الشكل نفسه».
وتوقع قصير أن تقتصر مشاركة «حزب الله» في القتال بالعراق، متى حصلت وهي قد لا تكون بالأفق القريب، على عناصر النخبة والخبراء والمستشارين العسكريين، موضحا أن الظروف اللوجستية لتحرك عناصر الحزب ستكون «أصعب» مما هي في سوريا نظرا إلى أنه ليست هناك حدود لبنانية مشتركة مع العراق. وقال: «ما سيحسم نتيجة المعارك في العراق لن يكون العنصر البشري بقدر ما سيكون السلاح المستخدم وشكل القتال». وينسجم موقف قصير إلى حد بعيد مع نظرة رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات» العميد المتقاعد هشام جابر، العسكرية للموضوع، إذ يستبعد جابر أي تدخل لـ«حزب الله» على المدى القريب في العراق، متوقعا أن يكون الدور الإيراني أكبر في الموضوع العراقي، نظرا للمسافة التي تفصل العراق عن لبنان وتلك التي تفصل إيران عن العراق. وقال جابر لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) يعي تماما أن الدخول في العراق لن يكون كما الدخول في سوريا، هو قد يرسل العشرات من كوادره لتنظيم بعض الوحدات تحت ستار زيارة الأماكن المقدسة، أما إرسال أعداد كبيرة من عناصره فهو أمر غير وارد إلا في حال أصبح الجنوب العراقي مهددا».
واستبق نواب في تيار «المستقبل» أي قرار لـ«حزب الله» بدخول العراق بالتحذير من ارتدادات ذلك على الداخل اللبناني. وشدد النائب جمال الجراح على أنه «إذا ذهب (حزب الله) للقتال في العراق ولم يتعلم من تجربته في سوريا ستذهب البلاد إلى المجهول». وأمل الجراح أن «نكون قد استفدنا مما حصل في الموضوع السوري، وألا نورط أنفسنا في العراق، وعدم استجلاب نيران المنطقة إلى الداخل اللبناني في ظل وضع أمني وسياسي هش». وفتحت إيران منتصف الشهر الحالي مراكز لتسجيل المتطوعين الذين يريدون الذهاب للقتال في العراق، تحت شعار: «الدفاع عن المراقد الشيعية في كربلاء والنجف وبغداد وسامراء». ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن أمين لجنة النشاطات الشعبية في مجلس بلدية طهران محمد رضا زمرديان أن باب التطوع مفتوح لكل من يرغب في الذهاب إلى العراق والقتال من أجل الدفاع عن المقدسات الشيعية، لافتا إلى أن هناك آلاف المتطوعين مستعدون لتلقي الأوامر للذهاب إلى العراق والقتال من أجل الدفاع عن المقدسات في كربلاء والنجف. ونُقل عن نصر الله الأسبوع الماضي أن حزبه سينفذ ما يُطلب منه «وحيث يجب أن نكون سنكون، ولقد ولى زمن تهديم المقدسات وسبي الأعراض، ودخولنا إلى سوريا كان واجبا من أجل حماية لبنان». وشدد نصر الله على أنه «طالما هناك رجل اسمه السيد القائد (المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي)، وهنالك مقاومة وشعب عراقي ومرجعيات دينية، لن يحصل أي شيء لمقدساتنا في العالم». وتابع: «هنا في لبنان آلاف المستعدين للشهادة. نحن مستعدون أن نقدم شهداء في العراق خمس مرات على ما قد قدمنا بسوريا فداء للمقدسات، لأنهم أهم بكثير».
 
جنبلاط: المتغيرات تفرض تجاوز الخلافات
النهار...
قال رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الانباء" الالكترونية: "أما وقد سقطت المنطقة العربية والشرق الأوسط في أتون الحروب والفوضى العارمة، وأما وقد زالت معظم الحدود العربية والاقليمية في المساحة التي كانت مسماة الهلال الخصيب، فإنه بات من الملح والضروري أكثر من أي وقت مضى ان نتجاوز على المستوى اللبناني جانبا من الخلافات السياسية الحادة ونسعى لتوحيد الرؤية في مواجهة التطورات الخطيرة والمتسارعة الآتية علّنا نحافظ على لبنان الجنرال غورو قبل ان نندم ويكون قد فات الأوان.
إن المتغيرات الكبرى والمنعطفات التاريخية التي تشهدها المنطقة العربية هي بمثابة تحولات غير مسبوقة لاسيما مع ارتداء النزاعات المشتعلة الطابع المذهبي، ما يحتّم على اللبنانيين بناء مقاربات جديدة أقله لتنظيم الخلاف السياسي بين مختلف الافرقاء والاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية تلافياً لاطالة امد الشغور الرئاسي والتعثر المؤسساتي في مرحلة حساسة لا تحتمل ممارسة الترف السياسي".
 
لقاءات الحريري في باريس
 المستقبل..
يلتقي الرئيس سعد الحريري عند الثانية من بعد ظهر اليوم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقر وزارة الخارجية «لو كي دورسيه» في باريس، ثم يلتقي عند الرابعة بعد الظهر الرئيس ميشال سليمان في مقر إقامة سليمان في العاصمة الفرنسية.
كما يلتقي الحريري عند العاشرة من صباح بعد غد الخميس وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقر إقامة سفير الولايات المتحدة الأميركية في باريس.
 
تفجير إنتحاري جديد في الضاحية يستعجل التفعيل الحكومي
الجمهورية...
بعد ثلاثة أيام على انفجار ضهر البيدر، ضرب الإرهاب الضاحية الجنوبية مجدداً، الأمر الذي يؤشر إلى أنّ انفجار الجمعة الفائت لم يكن معزولاً في الزمان والمكان، وأنّ محاولات ربط لبنان بالساحتين العراقية والسورية ما زالت مستمرة، وأنّ البلاد قد تكون دخلت في مرحلة أمنية جديدة على رغم أن ظروف المرحلة السابقة تختلف عن الحالية لجهة تقاطع الخارج والداخل على تحييد لبنان، وفي ظل وجود حكومة تجمع فريقي النزاع. ولكنّ الجديد في التفجير الإرهابي كان وقوعه منتصف الليل خلافاً للتفجيرات السابقة التي كانت تقع في وضح النهار، الأمر الذي يؤشر إلى احتمالين، إما أن الإرهابيّين اعتمدوا تكتيكاً جديداً معوّلين على الاسترخاء الأمني ليلاً لاعتبار أنّ التفجيرات تقع نهاراً، أو أنّ هذه الجماعات تعمَّدت التفجير في هذا التوقيت الذي تحتشد فيه الجموع لمتابعة مباريات المونديال بغية إلحاق أكبر خسائر بشرية ممكنة.
انفجرت سيارة مفخّخة على مستديرة شاتيلا على المفرق المؤدّي إلى أوتوستراد هادي نصرالله، وذلك قرب مقهى «أبو عساف» الذي كان يعجّ بشبّان يتابعون مباراة المونديال بين البرازيل وكاميرون.

وفيما ارتفعت سُحب الدخان الكثيف في بيروت، هرعت سيارات الإسعاف الى المكان، وساد الهلع بعدما سمع سكّان العاصمة صوت تفجير مزدوج، لكنّ مصادر أمنية نفَت حصول انفجارين، موضحةً أنّ الجيش أطلق النار في الهواء لإبعاد المواطنين.

وقد أغلق الجيش كلّ الطرق المؤدية الى الضاحية وأقام حواجز تفتيش عند مداخلها، ونفّذ انتشاراً واسعاً، وأوقف أحد المواطنين في مكان الإنفجار.
وفي وقت تضاربَت المعلومات حول هوية الانتحاري، أفادت معلومات أوّلية أنّ انتحارية كانت تستقلّ «مرسيدس - 180» قديمة العهد تحمل الرقم 144631/ و، سلكت الطريق عكس السير، فاشتبه بها عناصر الأمن العام وأطلقوا عليها النار، ما دفعها إلى تفجير نفسها، لتعود المعلومات وتؤكّد أنّ الانتحاريّ رجلٌ، وأنّ قوّة الانفجار قذفت جثته إلى الطابق الرابع من إحدى البنايات القريبة.

وتحدّثت المعلومات الأوّلية عن وقوع 3 شهداء وعشرات الجرحى، من دون أن يتضرَّر روّاد المقهى، في مقابل أضرار جسيمة في المباني. وطلب وزير الصحّة العامة وائل ابو فاعور من المستشفيات استقبال الجرحى والمصابين ومعالجتهم على نفقة الوزارة.

وقد توزّع المصابون على مستشفيات المنطقة، علماً أن لا شهداء في صفوف الجيش. وقد عاينَ مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مكان التفجير وكلّف الشرطة العسكرية مباشرة التحقيقات.

هيل

على المستوى السياسي، برزَت دعوة اميركية الى اللبنانيين، على لسان السفير ديفيد هيل بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام، بعدم الإنجرار نحو المعارك التي يخوضها الآخرون. واعتبر انّ «هذا الوقت هو للعمل على إغلاق الثغرات لكي يُفسَحَ المجال لتعزيز امن لبنان واستقراره». وقال: «يجب ان لا تُخاض معارك المنطقة في لبنان».

من جهته، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري انّ على لبنان أن يحمي نفسَه «من تحت الى فوق»، واعتبر أنّ ما يجري اليوم في المنطقة هو ترسيم حدود، ودعا إلى العمل على انتخاب رئيس وعدم تعطيل المؤسسات والسير بنهج النكايات.

مصادر أمنية

وقبيل وقوع التفجير بساعات، أكّدت مصادر أمنية لـ»الجمهورية» أنّ لبنان لا يزال تحت مواجهة قطوع يوم الجمعة الماضي الذي لم ننتهِ منه، لكنّه تحت السيطرة، مؤكّدةً أنّ الأجهزة الأمنية استطاعت إفشال المخطط الكبير الذي كان يستهدف أمن لبنان وكانت على قدر المسؤولية.

وعلى الرغم من عدم إسقاط أيّ احتمال لأيّ خَرق أمني جديد، إلّا أنّ المصادر أكّدت أن لا عودة للتفجيرات بالوتيرة التي كانت عليها سابقاً، لأنّ الأمن بات ممسوكاً أكثر، وهناك تنسيق بين الأجهزة الأمنية التي استفادت من «الأيام السود» التي تعرّض فيها لبنان لأكثر من تفجير انتحاري وسيّارة مفخّخة، وخصوصاً لجهة معرفة كيفية عمل الخلايا الإرهابية. كذلك فإنّ منافذ ومعابر الإرهاب هي تحت السيطرة حاليّاً.

وأكّدت المصادر انّ البحث يجري حالياً عن الانتحاريَين الطليقين اللذين تواريَا عن الأنظار وهما ينتظران السيارات المفخّخة وأمر تنفيذ العمليات، لكنّ الأجهزة الأمنية تعمل على تتبُّع كلّ الخيوط وعلى رصد ومراقبة كلّ الطرق التي يمكن ان تعبر من خلالها السيارات المفخخة».

ورشة إتصالات

وفي هذه الأجواء، جدّد سلام أمس الدعوة الى انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في العاشرة صباح الخميس بجدول الأعمال نفسه الذي كان مقرّراً في اوّل جلسة بعد الشغور الرئاسي.

وقالت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» إنّ كلّ الاطراف وافقَت على منهجية العمل التي وضعها رئيس الحكومة والتي شكّلت خلاصةً لكلّ نقاشات الجلسات السابقة، والتواصل الذي قاده مع كلّ الكتل السياسية، وهي المنهجية التي ركّزت على آلية التوقيع، حيث توقّع مجموعة وزراء يمثّلون كلّ التيارات المراسيم التي تحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية. أمّا جدول الأعمال فقد سبق وتمّ الاتفاق حوله بأن يوزّعه سلام قبل 72 ساعة أو أكثر، ويضع كلّ وزير ملاحظاته عليه.

وأكّدت المصادر أنّ الشكليات لم تعُد تشكّل عائقاً لأنّ قاعدة التوافق اعتُمدت والنقاطُ الخلافية ستُستبعَد. ولفتت المصادر الى انّ اعتماد قاعدة التوافق هذه في كلّ القرارات تعني عملياً إسقاط مبدأ التصويت، وأضافت انّ إرادة الاتفاق عند كلّ الأطراف سهّلت الدعوة الى انعقاد مجلس الوزراء الذي ينتظر ان يباشر في بحث جداول الأعمال ضمن تجربة على إدارة السلطة بحدّها المعقول في غياب رئيس الجمهورية.

مصادر سلام

وأشارت مصادر سلام الى أنّه أنجزَ سلسلة الإتصالات التي أجراها في الفترة الأخيرة، وشملت، بالإضافة الى وزراء «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» وحركة «أمل»، وزراءَ حزبَي الكتائب و»التقدّمي الإشتراكي»، بلقائه وزير الصحة وائل ابو فاعور امس، واستكملها بلقاء موسّع مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، وزيرة المهجّرين أليس شبطيني ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، وتمّ البحث في الأجواء التي بلغتها اتصالاته بشأن آليّة عمل الحكومة. وأكّدت شبطيني انّ سلام مُصِرّ على التوافق في كلّ شيء، وعلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.

ورفضَت المصادر الكشف عن الصيغة النهائية التي يمكن التوافق حولها قبل جلسة الخميس، وقالت إنّ مشاريع اقتراحات تلاقت في نقاط معيّنة، ولم يعُد صعباً أن يكرّس مجلس الوزراء الصيغة النهائية التي تحمي التضامن الحكومي وتعزّز دور الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة التي تعبرها البلاد، الى أن يتمّ انتخاب رئيس جمهورية جديد في أسرع وقت ممكن.

ولفتَت المصادر الى أنّ مشاريع الإقتراحات ليست جديدة، وهي تستند الى توزيعة جديدة للقضايا المطروحة على مجلس الوزراء وتصنيفها حسب الأهمية، فهناك قرارات عادية لا تحتاج الى أكثر من مرسوم يوقّعه رئيس الحكومة والوزير المختص ووزير المال، وهناك قضايا كبرى لا تمكِن مقاربتها من دون إجماع الوزراء كافة، ويبقى أنّ الحديث عن سُبل التوقيع عليها وحجمه لا يتناسب وحجم التفاهم الذي يكون متجانساً مع مصالح لبنان واللبنانيين، ولن يكون هناك أيّ إشكال.

وقالت المصادر إنّ الحديث عن توقيع ممثّل عن كلّ كتلة ممثّلة في الحكومة لا يجوز، نظراً إلى إستقلالية الوزراء، أيّاً يكن انتماؤهم الحزبي والسياسي، ولا يجوز اختصار تمثيلهم بتوقيع وزير يمكن أن ينوب بتوقيعه عن زميلين له أو أكثر، معتبراً أنّ في هذه الصيغة هرطقةً دستورية لايمكن ان يقبل بها أيّ رجل دولة.

جولة ابو فاعور

في هذا الوقت، جال ابو فاعور على رئيسي مجلس النواب والحكومة، لإطلاعهما على حصيلة اللقاء الذي عُقد في باريس أخيراً بين الرئيس سعد الحريري وجنبلاط، والقضايا التي تمّت مقاربتها والتفاهمات التي تحقّقت بالحدّ الأدنى، ومنها التفاهم على أولوية الإنتخابات الرئاسية على الإنتخابات النيابية المهدّدة بالتأجيل مجدّداً إذا لم يُنتخَب رئيس جديد قبل العشرين من شهر آب المقبل.

وقالت مصادر واكبَت الجولة إنّ ابو فاعور لفتَ الى التفاهم على ضرورة حماية المؤسسات الدستورية من السقوط، ولا سيّما الحكومة التي آلت اليها صلاحيات رئيس الجمهورية. ودعا الى التفاهم على الحد الأدنى الذي يحمي وحدة الحكومة وتضامنها في مقاربة الملفّات السياسية مخافة الوقوع في فراغ يُنهي دور المؤسّسات في ظلّ المخاطر المحيطة بلبنان، في ضوء ما يجري في المنطقة بعد الأحداث في سوريا والعراق.

جولة نادر الحريري

وفي موازة جولة ابو فاعور، يُنتظر أن يجول مدير مكتب الحريري نادر الحريري على قيادات قوى 14 آذار لوضعِهم في صورة حصيلة لقاء باريس والمعطيات الجديدة التي عكسَتها بعض الإتصالات على مستويات عدة. وذكرت المصادر انّ الرئيس الحريري أجرى إتصالات مع عدد من قادة فريق 14 آذار من دون الكشف عن تفاصيلها، وسط استعدادات للقاء موسّع لـ14 آذارعلى مستوى ممثلين عنها في الساعات المقبلة.

جرعة تفاؤل

وفي هذه الأجواء، تلقّى القطاع السياحي امس جرعة دعم من خلال تحرّك وفد السيّدات السعوديات الذي يزور لبنان منذ يوم الجمعة الماضي، بعدما كان ساد جوّ من التشاؤم عقب تفجير ضهر البيدر، وصدور توصية من دولة الإمارات العربية المتحدة الى مواطنيها، بتحاشي القدوم الى لبنان.
وشملَ نشاط الوفد النسائي السعودي زيارة كلّ من رئيس الحكومة، وزير الداخلية نهاد المشنوق، وزير السياحة ميشال فرعون، السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري، والوكالة الوطنية للإعلام. وأدلت سيّدات في الوفد بمواقف مُطمئنة حول الوضع في لبنان.

وقالت عضو منظمة السياحة العربية في جامعة الدول العربية مضاوي الحسّون، إنّ «الهدف من الزيارة أن نُطمئنَ الشعب الخليجي كلّه، ولا سيّما السعودي أنّ هناك أماناً في لبنان، ولكن لدينا ملاحظة هي أنّ الإعلام اللبناني يبالغ في تغطيته للأحداث، ونحن رأينا أنّ الأمور جيّدة، وليست بهذا السوء، وليس من داعٍ للمبالغة في تغطية الحوادث مباشرةً، فهي تجعل الإنسان يتراجع عن المجيء الى لبنان».

فرعون لـ«الجمهورية»

وفي هذا السياق، اعربَ وزير السياحة ميشال فرعون عن تفاؤله بالانطباعات التي كوّنها الوفد النسائي السعودي. وقال لـ»الجمهورية»: «ما سمعناه كان مُطمئِناً جداً، خصوصاً أنّهنّ وصلنَ يوم الانفجار وتابعوا مجريات الاحداث وأبلغونا ببعض الملاحظات، لا سيّما منها أنّ الإعلام اللبناني ضخّم الأحداث، فخلقَ جوّاً من التوتّر لا لزوم له».

وعن تحذير الإمارات لرعاياها من المجيء إلى لبنان، قال فرعون: «لم نباشر بعد في معالجة مشكلة الامارات، في انتظار تهدئة الأوضاع». ولفتَ إلى أنّ الحظر لا يعني المنع.

وعن توقّعاته للموسم السياحي، قال فرعون: «الحجوزات لفترةِ ما بعد شهر رمضان لا تزال قائمة، إنّما لا شكّ في أنّ أحداث يوم الجمعة الماضي دفعت بالبعض الى تركِ لبنان رغم أنّ الأجواء اليوم هادئة جداً». وأعربَ عن اعتقاده أنّ «كلّ ما نريده اليوم الهدوء والأمن والوقت لتجاوز هذا القطوع...

تصعيد نقابي

وعلى الخط النقابي، ونظراً إلى الوضع الأمني، أرجأت هيئة التنسيق النقابية خطواتها التصعيدية ، لكنّها دعت الطلّاب وأهاليَهم إلى التجمّع بعد غدٍ الخميس في خمسة مراكز في المحافظات تُحدَّد لاحقًا.

وقال نقيب المعلّمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض إنّ «الوضع الأمني الذي طرأ الأسبوع الماضي دفع بنا إلى تأجيل تحرّكاتنا المقرّرة هذا الأسبوع إلى الأسبوع المقبل». ودعا إلى «إقفال تامّ لكلّ الوزارات والإدارات العامة والبلديات في جميع المحافظات والسرايا» الثلاثاء والأربعاء المقبلين.
 
«المستقبل»: لسنا منغلقين على أي حل «حزب الله»: لإحياء كل المؤسسات
بيروت - «الحياة»
عشية دخول الشغور الرئاسي في لبنان شهره الثاني، بانتظار نضوج الاتصالات دولياً واقليمياً ومحلياً، فإن تداعيات التفجير الانتحاري الذي استهدف ضهر البيدر الجمعة الماضي، وما سبقه من عمليات دهم استباقية لمشبوهين في منطقة الحمرا في اليوم نفسه، بقيت مخيمة على أجواء الحركة السياسية.
ولفت وزير العمل سجعان قزي الى أن «الاخطار الامنية موجودة ولكن لا يجوز تضخيم المرحلة الحالية واعتبار ان الارتدادت السورية والعراقية ستؤدى الى انفجار في لبنان»، مشيراً الى أن «دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الاستثمار بالأمن جيدة، ولكن الاستثمار الحقيقي يكون بالدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية وهي اولوية». وأشار الى ان رئيس الحكومة تمام سلام «اجرى اتصالات لكيفية عمل مجلس الوزراء والنقاش يجب ان يتم في اطار التوافق داخل المجلس».
واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري أن «الوضع الأمني في ظل السياق العام أفضل من قبل»، معرباً عن ارتياحه الى مصطلح «الاستثمار في الأمن». ورأى أن «طرح بري زيادة عدد القوى الأمنية قيد التنفيذ»، وقال أن «الأمن بحاجة إلى بيئة سياسية جيدة». ولفت الى أن «الأمور داخل الحكومة حول صلاحياتها متجهة نحو الحلحلة»، واصفاً التعقيدات داخلها بأنها «ليست دستورية بل سياسية تعكس «تشاطر» بعض يدعي الحفاظ على الصلاحيات».
واتهم «حزب الله» بـ«محاولة استعمال الانتخابات الرئاسية كورقة إقليمية بحسب ظروفه وظروف داعميه». وشدد على أن «قوى 14 آذار ليست منغلقة على أي حل في ملف الرئاسة وليس لديها أي فيتو على أحد»، لافتاً الى أن «المرشح هنري حلو ابن بيت سياسي عريق ولكنه الموضوع بحاجة إلى توافق مسيحي».
وأثنت كتلة «نواب زحلة» في بيان «على جاهزية الأجهزة الأمنية والجيش الذين يفتدون المواطنين بأجسادهم». وتوجّهت الى المرجعيات السياسية على الساحة اللبنانية «بأن تحسم امرها في ملف الرئاسة وتفوّت الفرصة على الراغبين بالعبث بأمن الوطن».
واشاد عضو «كتلة القوات اللبنانية» النيابية انطوان زهرا بالتنسيق القائم بين كل المؤسسات الامنية، موجّهاً اليها «تحيات صادقة على رغم وجود ملاحظات انه بعد مرور 9 سنوات على اغتيال الرئيس رفيق الحريري وشهداء انتفاضة الاستقلال فإن الاجهزة لم تكشف سريعاً من استهدفهم».
ورأى ان «الظروف يجب ان تعقلن 8 آذار وتدفعها إلى تلقف مبادرة سمير جعجع للخروج من حال المراوحة وحال التعطيل القسري التي تغيّب رأس المؤسسات، مع اصرارنا على قيام الحكومة بما يجب لتسيير أمور الناس».
ونبه حزب «الكتائب» إلى «مخاطر الاستباحة الأمنية التي عاودت عملها على الأراضي اللبنانية مستفيدة من الحرائق الأمنية في المنطقة». ودعا في بيان إلى «مواجهة هذه الظاهرة، التي نجحت السلطة في التعامل معها، بجدية ومسؤولية من خلال تعزيز العمل على مستويات متزامنة وفي مقدمها الاستثمار الوطني في صندوق رئيس الجمهورية بعد مرور شهر على خلو سدة الرئاسة». ودعا إلى «تحييد لبنان عن الاشتباك الإقليمي والكف عن استخدام الوطن ورقة مناصرة أو مناهضة للمحاور القائمة».
ورأى الحزب في المنهجية التي وضعت لتسيير العمل الحكومي «تدبيراً موقتاً صالحاً لملء الفراغ الرئاسي وكالة وبشكل موقت»، داعياً إلى «حصر العمل الحكومي في الأولويات الأمنية والمعيشية والاقتصادية بما يبدد أي شعور بالتآلف مع الفراغ، وإلى إعلان خطة إنقاذ للموسم السياحي المهدد».
وفي المقابل اعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد أنّ «تفجير ضهر البيدر فلتة من المهزومين الذين لم يبق لهم وكر ولا قاعدة لوجستية تدعم مخططاتهم السياسية». واذ رفض المخاوف التي يسعى بعضهم لزرعها في عقول الناس باعتبار أن «البلد سيذهب الى الفوضى ومهدد بالامن»، قال للذين يقفون وراء التفجير: «إذا كنتم تريدون أن تثنوا من عزمنا أن نرى حقيقة فعلتكم في العراق، فهذا لن يكون، ونعرف كيف نواجه مخططكم في عقر داره وكيف نسقط كل أوهامكم». وقال: «فشلتم في سورية وفشلتم في العراق وعندما وجدتم العراق يتجه الى تشكيل حكومة لا تنسجم مع مصالحكم وسياساتكم، افلتم «داعش» من عقالها وستعود اليكم بعد ان يسقطها شعبنا في العراق الذي لن يترك وحيداً حتى وان خان من خان وسلم من سلم» .
ونوّه عضو الكتلة ذاتها علي فياض «بالإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية خلال الأيام الماضية»، لافتاً إلى أنه إذا أردنا أن نحصن هذا الوطن ونحمي أمنه فليس أمامنا سوى التضامن الوطني والوفاق السياسي وتفاهم كل المكونات الوطنية على أن الأمن هو خط أحمر». وطالب الجميع بالعمل «على إعادة إحياء المؤسسات الدستورية كافة سواءً الحكومة أم المجلس النيابي أم بملء الشغور في سدة الرئاسة حتى تكون الدولة قادرة وفاعلة ليس فقط على المستوى الأمني إنما على مستوى توفير المناخ السياسي الذي يحمي الوحدة الوطنية والإستقرار».
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

إصابات في صفوف الشرطة اليمنية خلال مواجهات مع الحوثيين في صنعاء ..هادي استقطب أبرز القوى المؤثرة في "الحراك الجنوبي" لإسقاط مشروع الانفصال..بوتين يدعو أوكرانيا لإنهاء القتال وبدء الحوار مع الانفصاليين وعدّ الهدنة أمرا في غاية الأهمية.. . أفغانستان تدخل في مأزق جديد وحملة عبدالله تعلن امتلاكها «أدلة» على التزوير في الانتخابات ...مجلس خارجية الاتحاد الأوروبي يناقش اليوم أزمتي العراق وسوريا والانتخابات الليبية

التالي

رسالة كيري للقيادات الشيعية في بغداد: تنازلات للسنة أو فقدان الأمل في سلام دائم.. والمالكي يرفض طلباً حمله كيري بتشيكل حكومة وحدة تنقذ العراق...مفتي العراق: الثوار ماضون لتبديل العملية السياسية برمتها..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,074,185

عدد الزوار: 6,977,603

المتواجدون الآن: 76