نواب المنطقة وأهالي حقل الغربة يطالبون الجيش بمنع التعديات بعد تفاقم النزاع على الملكية

عنف مسلح يواكب قطع الأشجار المعمرة في جرود مشمش ـ الهرمل

تاريخ الإضافة الأحد 30 آب 2009 - 5:25 ص    عدد الزيارات 3436    القسم محلية

        


تواصلت الجهود لتطويق ذيول النزاعات التي حصلت خلال الساعات الماضية بين افراد من عائلتي ضناوي وقمر الدين في بلدة مشمش ـ عكار من جهة وافراد من عائلة علو في منطقة الهرمل المجاورة من جهة ثانية على خلفية أحقية ملكية الاراضي في هذه المنطقة الجردية التي يقول ابناء عكار بانها تقع في خراج بلداتهم وبان في حوزتهم سندات ملكية رسمية وبان التعديات عليها مستمرة وثمة من يحاول فتح طرقات بداخلها وهناك عمليات قطع اشجار حرجية مستمرة منذ مدة.
وعمل الجيش اللبناني صباح امس على اعادة الهدوء الى هذه المنطقة، حيث سير دوريات راجلة ومؤللة لمنع تكرار ما حصل بالامس من اطلاق نار ومشاحنات.
واذ أكد اهالي مشمش ـ عكار تمسكهم بعلاقات حسن الجوار القائمة منذ عشرات السنين مع ابناء الهرمل في هذه المنطقة، آملين من الجيش "التدخل ووضع يده على هذا الموضوع منعا لتفاقمه"،قام عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي بزيارة المنطقة والاطلاع على ما يجري والاستماع إلى شكاوى الأهالي الذين شرحوا له تفاصيل ما حصل.
وقال المرعبي:"علمنا بوجود مشكل كبير واطلاق نار، وبالتالي لاحقنا الموضوع والزملاء النواب مع القيادات الامنية المعنية لنرى ما هي المشكلة، والمعروف أن المنطقة متنازع عليها رغم وجود وثائق تثبت ملكيتها لآل قمر الدين والضناوي في بلدة مشمش ـ عكار".
أضاف: "المفروض من القوى الأمنية أن تقوم بواجبها من حيث وضع اليد على هذه المنطقة العزيزة والتي تشكل ثروة مهمة جدا للبنان، وعلى الجيش أن يحولها إلى منطقة عازلة بين الطرفين ويمنع الطرفين التعاطي بالموضوع نهائيا حتى يتم تحديد ملكيتها كما من المفروض منع أي عملية قطع للأشجار التي يضاهي عمرها آلاف السنين، فكل شجرة تساوي ثروة طائلة، والشجرة الواحدة تنتج 75 طنا من الحطب، فلنتخيل حجم هذه الشجرة التي يتم قطعها،"مؤكدا أن "من مسؤولية الجميع في المنطقتين حماية بيئة هذه المنطقة الأجمل في لبنان نظرا لعراقة اشجارها الدهرية".
"المستقبل" في حقل الغربة
ومن حقل الغربة كتب زياد منصور: الوصول إلى منطقة حقل الغربة ليس باليسير، إذ يتطلب ساعتين انطلاقا من بلدة مشمش نظراً لوعورة المكان ، وإذا كانت المنطقة تتمتع بجمال طبيعي قل نظيره ، إلا أنها تحولت إلى منطقة نزاع على الملكية بين أهلها وبعض أهل الهرمل سبق ل"المستقبل" أن تحدثت عنه، لكن احتدام الخلاف الذي بدأ يخرج عن السيطرة بات يستدعي تدخلاً على أرفع المستويات، خاصة وأن هذه المنطقة بدأت تتحول الى جرداء بفعل القطع العشوائي لأشجار الأرز والشوح واللزاب وجرف الطرقات ونسف السدود، فيما كل طرف يلقي المسؤولية على الطرف الآخر.
وإذ يحاول أهالي مشمش من عائلتي قمر الدين والضناوي اثبات ملكيتهم لهذه الأراضي ، يطالبون في الوقت عينه بوقف التعديات على الطبيعة بالدرجة الأولى وبتدخل الجيش والحفاظ على حسن الجوار الذي يعود لعشرات السنين، في الوقت الذي كان من المتعذر خلاله الوقوف على رأي أهالي جرود الهرمل من آل علو ، سوى ما رشح عن اجتماعات أمنية تولاها الجيش لمعالجة الأمور بالروية والهدوء،على أساس حسن الجوار واعتماد ما هو ممكن من وثائق ومعطيات ولجان وشهادات كبار السن لحل النزاع، كما أفضت الاجتماعات إلى الاتفاق على امكانية ارسال الجيش الى تلك المنطقة ريثما يتم حسم الخلاف في القضاء، وشوهدت كتأكيد على محاولات الحلحلة مروحيات للجيش تحلق في المكان الذي يعتبر من الأماكن والوعرة.
ومع ذلك فان المشهد الفعلي يؤكد وجود طرقات حفرت على مسافات طويلة دون تبرير الحاجة اليها خاصة أنه لا منازل ولا بساتين، سوى غابات من الأشجار النادرة مما أثار تساؤلات لدى المواطنين.
وينبه أهالي المنطقة على أن الأمور يمكن أن تفلت من عقالها في حال لم يتم التدخل وبسرعة وفي هذا الاطار يقول الشيخ أكرم قمر الدين الذي يعرف المنطقة تماما:" في منطقة العيون وعين البلاط ، وحقل القيس غابة أرز هي أكبر غابة معمرة في الشرق الأوسط، والجبل المقابل المسمى بعقار "أبو غبار"، هو العقار المتنازع عليه، وهو نقطة خلاف، ونحن لا نتعدى على أحد، نحن لا نريد إلا احقاق الحق،" مضيفاً:"اننا نملك سندات تمليك أباً عن جد، هذا السند يوضح الحدود من الشرق نهر عين المشلي والغرب ملتقى النهرين، ومن الشمال نهر البارد بل نبعه الأساسي أي نبع الدلب، ومن الجنوب قمة هذا الجبل.. هذا التحديد المتعارف عليه يفترض أنه ليس من حقهم النزول تحت القمة، لكنهم تجاوزوا الحدود المرسومة ، حيث عملوا في السنة الأولى على الاستيلاء على ثلث الجبل، وفي السنة الثانية على الثلث الثاني، وهذه السنة تواصلت التعديات والآن أصبح واضحاً كيف أن الجرافات عملت فتكاً في هذا الجبل وحفرت طرقات، وكيف تم رمي الصخور من الجرافات وكيف تم تدمير،بل القضاء على بساتين التفاح (نحو 400 شجرة تفاح)، كذلك تم تدمير سد المياه الذي يرويها."
ويضيف:"لقد تم القضاء على عشرات الأشجار المعمرة، أنا أتساءل أنه إذا تم قطعها ماذا تفعل الدولة حيال هذا الأمر، لقد اشترت الدولة طائرات لاطفاء الحريق بعشرات ملايين الدولارات ذلك لحماية غابات لبنان من الحرائق، نحن نناشد المعنيين حماية الأشجار من القطع ومن هذه المجزرة الحاصلة على الأرض."
وعن الخلاف الذي بدأ منذ عام 76 يقول قمر الدين:"هذا الخلاف غير منطقي،فعندما كانت الحرب الأهلية في أوجها، تم الاعتداء على الأهالي وكانوا من الضعفاء والفقراء ولا حول ولا قوة لهم، ولم يتوجه منهم أحد الى الدوائر العقارية والمالية للحصول على سندات الملكية، ووضع آنذاك حد وهمي وقيل عرفاً انها الحدود،هم يتحدثون عن سندات مكتوبة،وجرى الحديث عن شراء لبعض الأراضي من بعض مالكيها من بلدة حرار، نحن سألنا أهالي حرار أكدوا أنه تم بيع منطقة "جورة البقرة" وهي خلف الجبل، ولم نبع تحت أسفله ولا سنتيمتراً واحداً، وطالما ظهر السند الأصلي الذي يثبت هوية الأرض، فهل يجوز تضييع الهوية وهي سند تمليك باتفاقات كلامية، طالما هناك سندات عقارية وموجودة في الجريدة الرسمية؟ ونحن نسأل :لماذا تتم السيطرة على الأراضي بالقوة واليوم يتم السيطرة على جبل الأرز."
ويطالب الدولة من رئيس الجمهورية الى اصغر الهرم، ان يصار إلى وضع نقطة للجيش ثابتة تمنع قطع الشجر وتمنع التعدي على الأهالي وتعمل على احقاق الحق، الى حين صدور القرار القضائي لأننا قمنا بتقديم شكوى لدى القضاء ، نحن نتوجه اليهم ونقول نحن أخوة فلنضع الأمور في عهدة الدولة دون تعديات واطلاق نار، وليس لدينا من غطاء سوى الدولة والجيش كي يحمينا، وليس لدينا سوى سلاح واحد ومرجعية واحدة هي سلاح الدولة والشرعية وبالتالي نطالب قائد الجيش والمسؤولين والرؤساء الروحيين ورؤساء الطوائف كي يضغطوا لمنع النزاع ومنع ما يجري."
ويتحدث حسين قمر الدين عن "اطلاق نار في كل فترة وشتائم ونزاعات مختلفة وسبب ذلك الحرج أو الغابة المقابلة، فنحن نحميه منذ أربعين سنة ، ونشاهد يومياً شقا للطرقات في الجبال يوازيها قطع للأشجا، وهم يقولون أن الأرض لهم، أنتم تركتم الأرض فتحولت ملكيتها لنا." أما الحل برأيه في"تسليمها للدولة وتحويلها إلى محمية."
ويؤكد صلاح قمر الدين أن "هناك أملاك رسمية وسندات موجودة لدى الدوائر العقارية تشير الى المالك الحقيقي،وأعتقد انها قضية أكبر من الأهالي، فعمليات الجرف لا توصف وغير واضحة الأهداف، وإذا تحولت الى محمية من الدولة وتضع الدولة اليد عليها ستكون ثروة حرجية لا نظير لها ومناظر طبيعية والمفروض وضع حد لما يجري وهذا مطلوب من الجيش والقوى الامنية لأنه إذا تركنا ما يجري فخلال سنة لن يبقى شجرة."
أما علي قمر الدين من سكان المنطقة فقال:"نحن رحلنا نحو الساحل من أجل المعيشة، تركنا هذه الأرض وتركنا هذه الأشجار التي عمرها من عمر سيدنا المسيح ، جيراننا تعدوا على الطبيعة عبر القص والقطع." وإذ أشار الى أنه "لا يوجد حقد بيننا وبينهم ولا صراعا عشائريا ولا طائفيا بل هناك قرابة ومصاهرة،" أسف لما يحصل وقال:"ليس هذا من حسن الجيرة."


المصدر: جريدة المستقبل

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,682,388

عدد الزوار: 6,908,330

المتواجدون الآن: 91