الحريري يعرض مع لافروف أوضاع لبنان والمنطقة و"المستقبل" ينتظر من برّي أجوبة "نهائية وواضحة"....خلافات تعطل قرار «14 آذار» من حكومة لبنانية جامعة.. وعون في شبه غياب

مظلة خارجية لحكومة لبنانية لـ «تقطيع المرحلة»....نوّاب وإعلاميون من 14 آذار في مرمى تهديدات يومية كل أسماء أصحاب الهـواتف المُتصلة ستُقدّم إلى القضاء...."حزب الله" تراجع عن صيغة 9 - 9 - 6 والمعادلة الثلاثية في مقابل عدم تقديم تعهّدات حول تدخّله في سوريا...سلام لـ"النهار": الثقة المفقودة بين القوى تتطلّب وقتاً وإلا فالعودة إلى الحيادية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 14 كانون الثاني 2014 - 7:16 ص    عدد الزيارات 2031    القسم محلية

        


 

الحكومة: أجواء إيجابية لولادة قيصرية 14آذار تحسم موقفها بعد انطلاق المحكمة؟
النهار..
من بيروت الى باريس وروما وصولاً الى جنيف، مروراً بالرياض وطهران، حركة اتصالات ناشطة وجرعة زائدة من التفاؤل، مع اقتراب موعد مؤتمر جنيف 2، وانطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان. ومعها يبدو لبنان وحكومته تفصيلين صغيرين ضمن صفقة أو اتفاق ترعاه الدول الكبرى ويشمل الخط الممتد من لبنان الى سوريا فالعراق وصولاً الى ايران. لكن ربط ملف الحكومة اللبنانية بمجمل هذه الملفات لا يدفع في اتجاه التأليف السريع، وخصوصاً اذا ما طرأت متغيرات وعثرات انتفت معها امكانات المضي الايجابي في هذه القضايا المعقدة.
أما القراءة المتفائلة بقرب ولادة الحكومة خلال الاسبوع الجاري، أو بعيد انطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان، وقبل الاطلالة الاعلامية المتوقعة للرئيس سعد الحريري في العشرين من الجاري، ففيها انه لم يكن ممكناً حتماً الوصول إلى التنازلات التي قدمها كل من فريقي 14 و 8 آذار للآخر، لو لم تكن تلك التنازلات تحمل في طياتها مظلة إقليمية برعاية دولية تدفع الى تحييد لبنان عن ارتدادات الصراع الإقليمي وحمايته منها. لكن هذه المظلة، وفق مصادر متابعة، تفسح في المجال لتطورات عدة في أكثر من ملف، مما يعطي هامشاً للافرقاء اللبنانيين لعدم الانجراف في عملية التأليف "إذ يمكن ان يتم اتفاق أوسع من الحكومة ويشمل الاستحقاق الرئاسي".
الحريري
في باريس، التقى الرئيس الحريري مساء أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان.
وتخلل اللقاء عرض تفصيلي للأوضاع في لبنان والمنطقة. وفيما التزمت اوساط الحريري الصمت حيال اللقاء، أفادت مصادر متابعة ان رئيس الديبلوماسية الروسية نقل دعم بلاده للمحكمة الخاصة بلبنان، وشدد على أن موسكو مع حكومة تشكل في لبنان لإنقاذه من الحرب الدائرة في المنطقة، انطلاقاً مما نص عليه اعلان بعبدا، وانه يدعم كل المساعي لعمل المؤسسات اللبنانية بالشكل الصحيح.
عون
واذ تردد ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي يزور روما، قد يلتقي الرئيس الحريري، علمت "النهار" ان لا موعد محدداً للقاء، لكنه قد يكون ممكناً في اطار سياسة الانفتاح التي يعتمدها "التيار الوطني الحر" وسعيه الى التقريب بين مختلف الأفرقاء لإنقاذ لبنان من أتون التفجير الداخلي والانجرار الى حروب الآخرين. الا ان المكتب الاعلامي لعون رد على الخبر الذي أوردته إحدى محطات التلفزيون بان لا مصادر للرابية، وما يريد عون قوله يصدره في بيان رسمي.
بري
وأما داخلياً، فروزنامة التواصل والتشاور حافلة: لقاء للرئيس ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة السبت، على أن يزور الأخير الرئيس نبيه بري اليوم، بعدما سبقه الى عين التينة أمس رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وعكس بري وجنبلاط بعد لقائهما لـ"النهار" أجواء إيجابية في مسار التأليف، فيما ينتظر أن يكون لقاء بري – السنيورة محطة أساسية لبلورة ما آلت اليه الجهود.
وقال رئيس المجلس: "الاجواء جيدة في ما يتعلق بتأليف الحكومة، والرئيس سعد الحريري يبذل جهودا كبيرة للتوصل الى ولادة الحكومة وهو يساهم في تذليل الصعوبات وليس القبول فقط بصيغة 8 -8 - 8 ". وعن قول رئيس الجمهورية ان هناك حكومة جديدة في 20 من الجاري، قال: "هذا كلام جيد وهدفه الحث على الاسراع في تشكيل الحكومة وخير البر عاجله".
وهل يجيب خلال لقائه السنيورة عن الاسئلة الخمسة التي طرحها " تيارالمستقبل"؟ اجاب: "ليست هناك اسئلة واجوبة انما هناك دائما أخذ ورد". وعن المداورة في الحقائب قال: "أول من اقترح المداورة هو الرئيس المكلّف تمام سلام، وأنا أيّدت ذلك على قاعدة العدالة والشمولية ولا مانع ان تشمل هذه المداورة ايضا الادارات في الوزارات".
جنبلاط
وبدوره قال النائب جنبلاط لـ"النهار": "كل مرة التقي فيها الرئيس بري المس حرصه الدائم على الاستقرار والحوار وخصوصا ولادة الحكومة، واللقاء كان ايجابياً".
سلام
وكشف الرئيس سلام لـ"النهار" انه لا يزال عند وعده بالتريث فترة قصيرة اخرى اذا كانت الجهود القائمة ستؤدي بالنتيجة الى توافق بين القوى السياسية المتخاصمة. وقال: "كانت اخبار التأليف عندنا عندما كنا في صدد تأليف حكومة حيادية، أما وأن الامور ذهبت في اتجاه الحكومة السياسية الجامعة، فقد أصبحت الكرة في ملعب القوى السياسية".
14 آذار
في المقابل، وفيما يلتزم الرئيس السنيورة الصمت، لم تمتنع اوساطه عن وضع النقاط على الحروف وأكدت عبر "النهار" جملة معطيات: ان لا صحة إطلاقا لما يتردد عن خلافات، مشيرة الى انه حتى لو شارك "تيار المستقبل" وامتنع "حزب القوات" فهذا لا يعني خلافا او تشرذما داخل الفريق الواحد، ان مسألة الثلث المعطل إنتهت فعلاً، إستعادة الحق الدستوري لرئيسي الجمهورية والحكومة المكلف توزيع الحقائب، التوافق على موضوع المداورة لكنه لا يزال يحتاج الى مزيد من البحث والضمانات من أجل جعله دائماً وليس ظرفياً.
وقالت هذه الاوساط إن خيار الحكومة الحيادية لا يزال قائما ويمكن العودة اليه في أي لحظة اذا تعطلت التفاهمات السابقة أو توقفت.
على أن مصادر أخرى في 14 آذار تساءلت عن دورها في المفاوضات الجارية "أليس من الافضل ان يشعر الجميع بأنهم معنيون ولهم دور؟" وأفادت ان هذه النقطة ستكون موضوع الاتصالات في الايام المقبلة. وعلمت "النهار" ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سيعلن موقفا من الحكومة في لقاء "زمن العدالة" الذي ينظم في معراب، بعد ظهر اليوم "تحية للوزير الشهيد محمد شطح، ووفاء لشهداء ثورة الارز".
 
تقرير إخباري: تدخّل حزب الله في سوريا وتاريخ التدخّلات في المحاور والمشاركة في الحكومة مسألة مصير ولا شيء آخر!
اللواء.. بقلم المحلل السياسي
قد تكون من المرّات النادرة، أو القليلة جداً في تاريخ لبنان أن يشترك حزب لبناني، بصرف النظر عن انتمائه الديني أو العقائدي أو حتى الإجتماعي والسياسي، في حرب طاحنة، تدور على أرض دولة أخرى، سواء أكانت شقيقة أم صديقة أو ما شاكل. ولكن، من استقراء خاطف لتاريخ الأحداث في لبنان، ولتاريخ التدخّلات أو الإنخراط في لعبة المحاور، أو ما يُسمّى في بعض الأدبيات «بلعبة الأمم» يبيّن، بوضوح قاطع أن لا لبنان الرسمي، ولا لبنان الحزبي، ولا حتى لبنان الأفراد كان بمنأى عن الإشتراك بعمليات حربية، خارج الأراضي اللبنانية، منذ أن كانت دولة لبنان الكبير، في العام 1920..
ولا حاجة لأمثلة تاريخية أو لوقائع لا تدحض.. فمنذ أن بدأت «الهاجانا» الصهيونية تمارس نشاطاً على أرض فلسطين، لطرد السكان الأصليين واقتلاعهم من بلادهم، في ثلاثينيات القرن الماضي، وحتى النكبة عام 1948، وما تلاها، شاركت أحزاب وأفراد في المعارك ضد الإسرائيليين، ليس من لبنان وحده، بل من أقطار عربية أخرى..
وعودة بسيطة الى تكوّن حلف بغداد عشية الأحداث التي عصفت بلبنان عام 1958، أو ما يُعرف بثورة 1958، ونزول «القوات الأميركية» (المارينز) على شواطئ بيروت، تُظهر مدى انغماس لبنان الدولة أيضاً في لعبة المحاور..
ولا حاجة أيضاً للعودة الى أرشيف السفارات أو مقرّات الأحزاب اليمينية واليسارية في الفترة الفاصلة ما قبل وما بعد 1969 الى أيامنا هذه للتعرُّف الى سُبل التدريب وأمكنته، والتسليح وأنواعه، والذخائر ومصادرها، والتي تشير الى أمكنة ومصادر، بأقل وصف يمكن أن يُقال عنها أنها غير لبنانية..
ومن المؤكّد أن وثيقة الوفاق الوطني، نظرت الى العلاقات مع سوريا على أنها مميّزة، وبين دولتين شقيقتين متكاملتين، مع استخدام عبارة «مشكورة» للقوات السورية التي لعبت دوراً معروفاً، بعد الطائف، على مستويات عدّة من بينها المساعدة على بسط الأمن وحلّ الميليشيات، فضلاً عن دعم المقاومة من أجل تحرير الجنوب والبقاع الغربي، من الاحتلال الإسرائيلي..
ولا حاجة أيضاً، للذهاب في استخلاص «إستعادي» لبعض وقائع التاريخ اللبناني القريب، من أجل تبرير تدخّل هذا الطرف أو ذاك في الحرب الدائرة في سوريا، إنما لحشد أدلّة تدحض الذهاب بعيدا في إسقاط شعارات، تتحوّل الى قواعد للسلوك، وتحمل في طياتها، مخاطر على الإقتراب من الحلّ أو حتى من التسويات، ولو كانت مؤقتة..
والسؤال الذي يثور للتوّ: هل كان في لبنان الحديث سوى «تسويات مؤقتة» استغرقت ما يزيد على تسعة عقود ونيّف من حياة هذا البلد، الذي شكّل ملاذاً لجماعات هاربة: إمّا من الاضطهاد الديني، أو التطهير العرقي، أو التشكّل التوازني، في مرحلة تكبير لبنان، والخروج من لبنان الصغير ونظام المتصرفية أو القائمقاميتين..
في الحقل السياسي، وفي الممارسة اليومية، من الممكن جداً أن تبحث المعارضة، أو الأحزاب، عن سلاسل من الرفض والدفاع عن هذا التوجّه أو ذاك، أو عن هذا الخيار أو ذاك.. ولكن المسألة المهمّة في الأزمات الحادّة، تدور حول سؤال، غاية في الإيحاء والتركيز، وكأن الجواب عليه هو المفتاح للقفل المغلق بإحكام: هل الموقف هو موقف أزمة أم موقف حلّ؟
من الزاوية هذه، يمكن لقوى 14 آذار أن تقترب من ملف الشراكة في حكومة واحدة مع حزب الله. وعلى قدر ما يأتي الموقف مقترباً أكثر من كونه حلّاً لا أزمة، يتخذ صوابية وطنية في لحظة بالغة المخاطر، ليس على الإستقرار الأمني، والإستقرار الأمني نقطة اتفاق لدى 8 و14 آذار، بل أيضاً على الإستقرار البنيوي لدولة لبنان الكبير، منذ 1920 الى وثيقة الطائف، التي حملت في طيّاتها عودة جديدة لإحياء المؤسسات الدستورية والإدارية والإقتصادية والعسكرية من زاوية أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه..
يترتّب على النقاشات الدائرة بين فريق 14 آذار، وفريق 8 آذار، وعبر قوة الطرد المركزي (بالمعنى الفيزيائي) العاملة على خط الجمع الحكومي، عبر حكومة «لمّ الشمل» أو عودة الى جادة الوفاق، عبر دعم لا يخفى من الولايات المتحدة، ومن جهات عربية وإقليمية، جرى تداول أدوار سلبية لها، في وقت من الأوقات، مقاربة الإشتراك في الحكومة من زاوية «الجمع» لا الطرح، في بلد، لا ينتظر سكانه وأهله ومواطنوه سوى أمر واحد: حكومة الآن.. وقبل الغد..
ولا يكفي أن تُعلن قوى 8 آذار وقوى 14 آذار أن التسهيل قرار اتخذته لتجنّب الفراغ المستمر، وتهديد الإستحقاق الرئاسي، أو تخريب الإستقرار الحالي، بكل ما فيه من صعوبات ونتوءات وثغرات، وعلى مستوياته كافة، في الإجتماع والإقتصاد والسياسة..
وهذا يعني أن الخروج من وحل «الأزمات الإقليمية» مسألة مطلوبة، ومتاحة، ما دام المجتمع الدولي، بكباره وصغاره، والمجتمع الإقليمي بدوله وجماعاته يبحثون عن حلّ، قد لا يأتي لا من هذا المؤتمر أو ذاك، أو بلغة أيسر، قد يتأخّر، سواء عُقد جنيف2 في موعده، أم لم يُعقد في 22 ك2 الجاري..
والمسألة المطلوبة هي ليست أخلاقية، أو من قبيل «الحسنات الإجتماعية» التي يقدّمها «فعلاء الخير» أو المنتشرون على كل المساحة الجغرافية والمجتمعية والدينية في لبنان، بل المسألة مصيرية، ولا شيء آخر..
لا شأن لمكيافللي بأخلاقية السياسة أو عدمها، وقد لا يكون الوقت كافياً بعد، لأولئك الآتين الى السياسة، عبر «البارشوت»، أو حسابات «باراشوتية» لقراءة كتابه «الأمير» في أسبوع البحث عن الكلمات المتقاطعة، المشكّلة «لحكومة جامعة» في لبنان، ولكن التبصّر في نتائج السياسات التي اعتمدت منذ تسوية الدوحة الى أيامنا الضاغطة هذه، تجعل من اليسير على هؤلاء وأولئك، الإلتفات إليها في تقييم ما يتعيّن القيام به، قبل فوات الأوان..
من المتأخر الإستنتاج أن حكومة لبنان، مهمّة للبنانيين، إلّا أنها بالنسبة لسواهم تفصيل صغير، في سلسلة تفاصيل تتخطى بقاء حزب الله في سوريا أو إنسحابه العاجل منها؟!
 
سلام لـ"النهار": الثقة المفقودة بين القوى تتطلّب وقتاً وإلا فالعودة إلى الحيادية / "المستقبل": 14 آذار صامدة والحكومة رهن بالتفاهم على "إعلان بعبدا" و"الثلاثية"
سابين عويس
لا شك في ان مسار تأليف الحكومة اجتاز خلال ايام قليلة من المفاوضات الكثيفة ما عجز عنه خلال الأشهر التسعة الماضية منذ تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل حكومة، بعدما أضحى الهاجس الامني يقض مضاجع فريقي الصراع. وربما ينجح لبنان في استغلال لحظة إقليمية بالحفاظ على الحد الأدنى من استقراره والنفاذ بحكومة سياسية تجمع القوى المتصارعة على طاولة مجلس الوزراء، من دون أن يعني ذلك تراجع أي فريق عن مطالبه أو أجندته.
لم يكن ممكنا حتما الوصول إلى التنازلات التي قدمها كل فريق للفريق الآخر لو لم تكن تلك التنازلات تحمل في طياتها مظلة إقليمية برعاية دولية تدفع الى تحييد لبنان عن ارتدادات الصراع الإقليمي وحمايته منها.
فالضغط الأميركي على المملكة العربية السعودية التي نجحت - حتى الآن- في إستبعاد ايران عن طاولة جنيف ٢، يتزامن مع انفتاح طهران في إطار إبراز جديتها حيال انخراطها مجددا على الساحة الدولية عبر تنفيذ مندرجات اتفاقها النووي مع الدول الخمس الكبرى والمانيا، ومساعيها لتلقي دعوة الى مؤتمر جنيف، وهي أوفدت وزير خارجيتها في جولة على عدد من دول المنطقة ومنها لبنان الذي يزوره اليوم، الامر الذي انعكس مرونة في ملف تأليف الحكومة بحيث أمكن تسجيل التقدم الآتي:
- تراجع "حزب الله" عن حكومة ٩-٩-٦ وحقه في الثلث المعطل لمصلحة حكومة على قاعدة ٨-٨-٨ من دون ثلث معطل
- قبول الحزب بمبدأ المداورة الكاملة والشاملة والدائمة (بالطوائف والحقائب والتمثيل الحزبي او السياسي).
قابل ذلك تراجع "تيار المستقبل" عن مطلب الحكومة غير الحزبية وقبوله بمشاركة "حزب الله" طاولة مجلس الوزراء قبل خروجه من سوريا.
في حسابات الربح والخسارة، لا يزال متعذرا إجراء جردة، ولا سيما انه لا تزال هناك أمور عالقة في موضوعين أساسيين يطالب بهما فريق الرابع عشر من آذار: التسليم بـ"إعلان بعبدا" والتنازل عن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.
عند هذا الحد وصلت مفاوضات الايام الاخيرة. والحسم رهن بجواب رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة الذي ينتظر ان يكون له لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام لإبلاغهما الموقف النهائي لفريقه السياسي، كما سيكون له لقاء مماثل مع الرئيس نبيه بري لهذه الغاية، لكن الأوساط القريبة من السنيورة تتكتم عن المواعيد لدواع أمنية.
لكن هذه الأوساط لم تمتنع عن وضع النقاط على الحروف في شأن المفاوضات الجارية حول الملف الحكومي وما يتردد عن خلافات داخل فريق ١٤ آذار حيال مواقف متضاربة من المشاركة في الحكومة، في ضوء موقف "القوات اللبنانية" الرافض المشاركة، وتؤكد عبر "النهار" جملة معطيات:
- اولا، ان لا صحة إطلاقا لما يتردد عن خلافات، مشيرة الى انه حتى لو شارك "تيار المستقبل" وامتنع "القوات"، فهذا لا يعني خلافا او تشرذما داخل الفريق الواحد. وتذكر بأن "القوات" قاطع طاولة الحوار التي أقرت "اعلان بعبدا" رغم مشاركة "المستقبل"، وهو اليوم متمسك بهذا الاعلان مثلنا تماماً. وأكدت هذه الأوساط ان التحالف صامد رغم كل شيء.
- ثانيا، ان مسألة الثلث المعطل انتهت فعليا بضمانة رئيس الجمهورية.
- ثالثا، استعادة الحق الدستوري لرئيسي الجمهورية والحكومة المكلف توزيع الحقائب.
- رابعا، التوافق على مبدأ المداورة، لكنه لا يزال يحتاج الى مزيد من البحث والضمانات من أجل جعله دائماً وليس ظرفياً.
- خامسا، ان خيار الحكومة الحيادية لا يزال قائما، ويمكن العودة اليه في أي لحظة اذا تعطلت التفاهمات السابقة او توقفت عند موضة "اعلان بعبدا".
- سادسا، ان القبول بالحكومة الجامعة لا يعني تراجع فريق ١٤ آذار عن قضيته ومطالبته باسترجاع الدولة والتسليم بسيادتها الوحيدة وتسليم السلاح غير الشرعي، كما انه لا يعني تسليما بتدخل "حزب الله" في سوريا او تراجعا عن هذا المطلب، بل هو محاولة للتأقلم مع الظروف من أجل حماية الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي.
سلام: لمساحة ثقة
انتظار جواب السنيورة للمضي في مسار التأليف لا يلغي دور الرئيس المكلف الذي ينتظر بدوره هذ الرد، كما رد كل المكونات السياسية الاخرى المعنية بالملف الحكومي. وعلى هذا، يكشف سلام لـ"النهار" انه لا يزال على وعده بالتريث لفترة قصيرة اخرى اذا كانت الجهود المبذولة ستؤدي بالنتيجة الى توافق بين القوى السياسية المتخاصمة. ويقول: "كانت اخبار التأليف عندنا عندما كنا في صدد تأليف حكومة حيادية، أما وأن الامور ذهبت في اتجاه الحكومة السياسية الجامعة، فقد أصبحت الكرة في ملعب القوى السياسية".
لا يخفي سلام انزعاجه مما سماه "مساحة الثقة الكبيرة والعميقة المفقودة على مدى اشهر التأليف التسعة بين السياسيين، والتي تتطلب مخاضا عسيرا لتتخلص وتحل محلها مساحة من الثقة. رئيس الجمهورية وانا في انتظار الوصول الى مستوى من تبادل الثقة ولو في حده الأدنى بقطع النظر عن موقف كل فريق من الآخر او من القضايا الخلافية التي تباعد بينهما". ويضيف انه كان توصل مع سليمان الى حكومة حيادية، لكنه آثر التريث بعد طلب النائب وليد جنبلاط منه ذلك إفساحا في المجال امام جولة أخيرة من المشاورات والاتصالات، علها تسهم في تكوين عناصر لحكومة جامعة، فالمهم بالنسبة الى سلام هو الوصول الى ما يريح البلد وليس الى ما يفجّره.
لا يربط سلام موعد اعلان حكومته بأي استحقاق آخر، كزيارة وزير الخارجية الإيراني او موعد انطلاق جلسات المحاكمة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بل يضعها في خانة انتظار بلورة مساحة الثقة المشار اليها.
ولا تبدو أوساط "المستقبل" بعيدة عن هذه الواقعية، إذ تحرص على التأكيد أن المسألة داخلية، بقطع النظر عن المعطى الإقليمي. وتقول ان بت الملف الحكومي رهن بكيفية التوصل الى فهم طبيعة المرحلة المقبلة والتعامل معها داخليا، خصوصا ان الخارج ليس في واردنا الآن إطلاقاً.
 
"حزب الله": البلاد لا تُحكم بالغلبة وفكرة حكومة الأمر الواقع طويت
النهار..
طالب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش بتشكيل "حكومة وطنية على قاعدة الشراكة والتعامل مع المؤشرات والمبادرات بإيجابية تمهيداً لاستحقاق الانتخابات الرئاسية في موعدها". وقال: "تعاملنا منذ البداية بإيجابية مع هذه المؤشرات والمبادرات التي طرحت من بعض الحرصاء على امن لبنان، لان الموضوع ليس صيغ 9 -9 – 6 أو 8 – 8 – 8، انما هو كيف يمكننا ان نكون شركاء اساسيين في ادارة شأن لبنان، وكيف يمكننا ان نتعاون معا في اطار نظامنا السياسي ونحترم ميثاقنا وقواعد العيش المشترك؟".
ودعا خلال احتفال تأبيني الى "الشراكة السياسية في ادارة البلد، لان هذا بلد لا يحكم بفئة ولا بالغلبة ولا بالقهر، ولبنان حتى اشعار آخر نظامه السياسي وتركيبة مجتمعه والمعادلات السياسية المحيطة به لا تسمح لفريق وحده ان يمتلك القرار السياسي فيه، والفريق الآخر عطل الحكومة الماضية ولم يسمح لها بأن تعمل، وعطل تشكيل الحكومة لمدة 9 اشهر لاسباب عديدة، تارة بعدم القبول بالجلوس معنا على طاولة واحدة وتارة اخرى بالتذرّع بحكومة حياديين، وهذا منطق من لا يريد مصلحة الوطن، ومن لا يعرف ماذا يحصل وماذا يهدد الوطن من مخاطر".
وأضاف: "لبنان بالاحوال العادية لا يحكم الا بالشراكة، اما بالظروف الحالية والتحديات والمخاطر فتصبح الشراكة أكثر من ضرورة حتى يكون هناك امكان لمعالجة المشاكل، واي كلام عن حكومة حيادية لا تمثل القوى السياسية التمثيلية للطوائف والمذاهب والمناطق هو نقيض ميثاقنا الوطني وعيشنا المشترك، فالحكومات تشكل من اجل ان تنال الثقة من خلال المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف بعد تكلفيه مع الكتل النيابية الوقوف على آرائها ومن أجل ان يصل الى تشكيلة حكومية يستطيع معها ان يحصل على ثقة المجلس النيابي".
وختم: "اذا كان واضحا منذ البداية ان هناك مشروع حكومة لا يمكنها ان تحصل على ثقة او اكثرية المجلس وليست مؤتلفة مع ميثاقنا الوطني ومناقضة للعيش المشترك فان هذا المشروع هو تهديد لاستقرار البلد وادخاله في مزيد من الازمات والنزاعات، ونحن على ابواب استحقاق رئاسي لا يمكن مقاربته بمثل هذه التشكيلة التي ستسبب المزيد من الانقسام وستترك آثاراً سلبية على استحقاق رئاسة الجمهورية".
■ رأى وزير الزراعة حسين الحاج حسن ان "الفكر التكفيري وثقافة القتل خطران يتهددان كل الامة، وواجب على كل الامة ان تتصدى لهذا الفكر بكل الوسائل واولها الثقافة والفقه والمواجهة الميدانية لهذا الخط وهذا النهج".
وتطرق الى "تحديات اقتصادية واجتماعية ومالية ما لم يحصل تفاهم سياسي يؤدي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة لكل اللبنانيين، وهناك ايجابيات في تشكيلها لان حكومة الأمر الواقع تشكل تهديدا وخطرا لكل اللبنانيين، وهذه الفكرة طويت وصولا الى استحقاقات رئاسة الجمهورية وانتخابات نيابية بعد عام بما يؤمن وصول اللبنانيين الى حلول اقتصادية واجتماعية وامنية وسياسية تحفظ الوطن".
■ رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "ان الخطر التكفيري المتزايد الذي يهدد كل الوطن يفرض على الجميع اتخاذ موقف وطني لانقاذ لبنان من مسار الفتنة، وهذا يكون من خلال تشكيل حكومة وطنية جامعة لكل الافرقاء، ومانعة لأي استئثار وغبن واستهداف لاحد، كما تحصن الاستقرار وتقطع الطريق على الفتنة، وتتبنى الاستراتيجية الوطنية الجامعة لجبه الارهاب التكفيري والتهديدات الاسرائيلية وتقوي الموقف الوطني تجاههما.
واكد "اننا نتعاطى بإيجابية لتسهيل تشكيل الحكومة من موقع الحرص على الاستقرار وعلى بقية الوحدة الوطنية او ما تبقى منها".
 
"حزب الله" تراجع عن صيغة 9 - 9 - 6 والمعادلة الثلاثية في مقابل عدم تقديم تعهّدات حول تدخّله في سوريا
النهار..عباس الصباغ
لم يكن "حزب الله" ليتراجع عن صيغة 9 – 9 – 6 التي تمسك بها من خلال تأكيد أمينه العام السيد حسن نصرالله في ثلاث اطلالات تلفزيونية وذهابه الى حد التلويح ان ما يطرحه الحزب راهناً قد لا يقبل به مع تطور الاوضاع الميدانية في سوريا لمصلحة المحور الذي يمثله الحزب وحلفائه.
الحزب المشهود له بالتعامل البراغماتي مع الاحداث اجرى مقايضة على قاعدة الربح والخسارة قد يسميها خصومه السياسيين تراجعاً بعد ان أيقن الحزب ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عازم على تأليف حكومة حيادية او حكومة امر واقع كما يسميها الحزب وان موعد الاعلان عن هذه الحكومة كان في الاسبوع الاول من الشهر الحالي. وهو ما فهم من تصريح سليمان خلال زيارته بكركي لمناسبة عيد الميلاد، وسارع الحزب الى إيفاد المعاون السياسي للسيد نصرالله حسين خليل برفقة وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل الى بعبدا خصوصاً ان لقاء رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد مع سليمان قبل عيد الميلاد لم يبدل توجه رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة قد تؤول اليها صلاحيات الرئاسة الاولى اذا ما تعذر انتخاب رئيس جديد في ايار المقبل، وان سليمان لا يستطيع تسليم صلاحيات الرئاسة لحكومة تصريف الاعمال الحالية التي لا تضم فريقاً اساسياً ووزاناً في البلاد.
حكومة 8 – 8 – 8 والرسائل الايجابية
لكن المواكبين لطريقة تعامل "حزب الله" مع الوقائع السياسية في لبنان وخارجه يؤكدون ان الحزب ما كان ليقدم على هذه الخطوة اي التراجع عن الثلث المعطل من منطلق الخوف، وهو اصلاً لا يتصرف على قاعدة الربح والخسارة او التحدي والكيدية، انما من منطلق الحسابات لان تشكيل حكومة على قاعدة 8 – 8 – 8 يرسل ايجابيات من حلفاء الحزب الاقليميين قد تمهد لخطوات مماثلة ترسم ملامح المرحلة المقبلة في لبنان ومحيطه وهي تعكس التفاهمات المعلنة وغير المعلنة بين خصوم الامس.
ومن جهة ثانية يقيم الحزب على اعتقاد مفاده ان سليمان وان كان جدياً في مسألة حكومة الامر الواقع، الا انه يعرف ان تبعات هذه الخطوة على قدر من الخطورة، وان قائد الجيش السابق ليس في وارد تحدي "حزب الله" لاسباب عدة.
اما تشكيل حكومة جامعة وفق حسابات "حزب الله" فإنها تأتي منسجمة مع اصرار النائب جنبلاط على المشاركة في حكومة سياسية مما ينسجم مع توجه الرئيس نبيه بري والحزب وسائر مكونات 8 آذار، عدا ان الحزب المطالب منذ اكثر من عام بالانسحاب من سوريا سيجد نفسه على طاولة تجمعه مع خصومه السياسيين من دون ان يجد نفسه ملزماً تقديم تعهدات لمسار تدخله في سوريا، وان كان سيخسر المعادلة التي يسميها بالذهبية، اي معادلة الشعب والجيش والمقاومة، لصالح معادلة جديدة يكون "اعلان بعبدا" قاعدتها الاساسية مع امكان الاشارة الى الاستراتيجية الدفاعية خصوصاً ان الرئيس سليمان اكد مراراً ان "اعلان بعبدا" لا يعني عدم مناقشة الاستراتيجية الدفاعية والتي لا تزال المسألة الوحيدة التي ستخضع للنقاش على طاولة الحوار الوطني.
 
نوّاب وإعلاميون من 14 آذار في مرمى تهديدات يومية كل أسماء أصحاب الهـواتف المُتصلة ستُقدّم إلى القضاء
النهار..عباس صالح
يتعرّض النواب ستريدا جعجع وخالد الضاهر وأحمد فتفت ونهاد المشنوق وعمّار حوري، والاعلاميون مي شدياق ونديم قطيش وغيرهم منذ مدة "لاعتداءات هاتفية" تتضمن سيلاً من الشتائم والتهديدات والكلام التهكمي والنابي عبر اتصالات ورسائل مكتوبة تردهم وغيرهم من دول أوروبية وافريقية وداخل الحدود.
النائبان فتفت وحوري كشفا قبل نحو أسبوع مجموعة من الأرقام تلقيا تهديدات عبرها، من خلال اتصالات ورسائل "واتس اب"، تتضمن شتائم من داخل لبنان وخارجه، وأعلنا أنهما أبلغا الجهات المختصة بها "كي يبنى على الشيء مقتضاه".
وعرض النائب الضاهر لـ"النهار" عينة من اتصالات لا يزال يتلقى مثيلاً لها في شكل يومي على هاتفه الخاص، ومعظمها من دول افريقية ومحلية وأوروبية، وبعضها يتضمن رسائل صوتية هاتفية يهدد فيها المتصل بأسلوب بذيء في معظم الأوقات في حقي وحق أهلي والسنة ورموزهم.
وقال الضاهر:"(أول من) أمس تلقيت رسالة نصية مكتوبة بالأحرف اللاتينية من الرقم: 0022548081798 يقول فيها المتصل: "افتح تمك يا خالد فتاح. رح يجي والله يوم نعمل فيه كذا وكذا (شتائم)".
وهناك الرقم 00234818880778 الذي يحاول الاتصال بي دوماً ليتفوه بالشتائم، وكان آخر اتصال قبل يومين".
وأضاف: "هناك رسائل تردني من أصحاب هواتف خارجية ومحلية ثم يعود صاحب الهاتف بعد ذلك ويتصل بي محاولاً تبرئة نفسه بالقول ان من اتصلوا من هاتفه هم فلان وفلان، وانه لا يوافق على هذا النوع من الاتصالات، ويعطيني أرقامهم وأسماءهم. هناك الرقم 00244977617059 الذي يبعث برسائل نصية الي يشتمني ويشتم السلفية، ويقول نحن فداء للسيد حسن ويطلق نعوتاً بذيئة وشتائم.
الرسائل المحلية التي تصل الى النائب الضاهر هي ايضاً كثيرة ومن ارقام متعددة، مكشوفة ومحظورة وخاصة، والعينة منها الرقم 707672 – 71 الذي تلقيت رسالة منه الجمعة الماضي يقول فيها المتصل: "سلام. ليك، بس بدي قلك انتبه على حالك، ويومين ومنسمع خبرك انشاالله باذن الله".
وفي التاسع من الجاري أيضاً وصلت الى الضاهر شتيمة من الرقم المحلي 301610 - 79، وبعد الشتيمة يبشر المتصل بأن "7 ايار راجع، وبدنا نعمل (كذا وكذا) بالسنة".
وبسؤال الضاهر عما اذا تقدم بدعوى قضائية، يجيب: "اكتفيت بالمؤتمر الصحافي الذي عقدته ليكون اخباراً للقضاء. القضية باتت من مسؤولية الاجهزة القضائية والامنية لاسيما ان الارقام التي تردنا سواء من لبنان او من الخارج صارت معروفة، ومضمون الرسائل النصية أيضاً بات في عهدة الاجهزة القضائية وعليها التحرك لإن هذا الأمر خطر ويدل على تعبئة نفسية وشحن".
من هم المهددون؟ نسأل الضاهر، فيجيب بلا تردد: "انهم جماعة" حزب الله" وبيئته". وعلى اي اساس استند في توجيه تهمته هذه؟ يقول: "هذه اساليبهم وهذه هي مخططاتهم لارعاب الخصم وتهديده وتخويفه وصولاً الى تصفيته. وهذا الكلام ليس فردياً ابداً لأنه بات متتابعاً والارقام لبنانية واجنبية مختلطة ومحظورة وخاصة، وهذا لم يعد مقبولاً".
في السياق، اعلن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ان "الاتصالات ما زالت في نطاق التهديدات والتهويل، هدفها الاثارة والتخويف وخلق البلبلة أكثر مما هي حقيقية، ولكن لا يُمكننا النوم والقول انها ليست جدية، وبالتالي لا يجوز ترك الأمر من دون ملاحقة حقيقية كي لا تحصل مشكلة في البلد".
وعما اذا كانت هذه التهديدات فردية ام منظمة، قال: "لا نعلم حتى الآن، لكنني اتصور انها فردية".
مصدر مسؤول
وكشف مسؤول معني بالقضية لـ"النهار" ان "اصحاب الارقام الهاتفية التي صدرت منها التهديدات من خارج الحدود، ومعظمهم لبنانيون اتصلوا من دول اوروبية وافريقية، باتت في حوزة القوى الامنية المولجة بالتحقيق، بعدما تم تزويدها أياها عبر القنوات الرسمية ووزارة الخارجية، وبقيت الأمور المتعلقة باجراءات التحقيق لتأكيد جملة معطيات أهمها التأكد مما اذا كان اصحاب الهواتف انفسهم هم من اتصلوا وهددوا الشخصيات او غيرهم. باعتبار ان بعضهم قد يكون باع هاتفه، وربما استخدم بعضهم إسماً وهمياً لدى شرائه هاتفه، وقد يكون بعضهم الآخر أعار هاتفه لآخر، أو ربما يكون هاتفه قد سرق منه قبل مدة، وغير ذلك من افتراضات لا يهملها التحقيق في مثل هذه الحالات. وعليه نعتبر ان معرفة صاحب الهاتف الذي صدر عنه التهديد وان كان ضروريا لا يكفي للادانة".
ولفت المصدر الى اتصالات اجريت من هواتف عمومية في الشارع، ومعرفة المتصل في هذه الحال تتطلب جهودا كبيرة وتفاصيل دقيقة تجعل عملية الوصول الى اسم المتصل عملية معقدة جداً، وقد تبوء بالفشل في حالات كثيرة.
ورفض المصدر المعني كشف الأسماء التي باتت في حوزة الاجهزة الامنية حرصاً منها على مسار التحقيق خصوصا ان كشفها قد ينسف الانجازات التي تم تحقيقها اذا عرف المعني ان الاجهزة الامنية اللبنانية تتحرى عنه بطرق يجب ان تبقى سرية وتصدر النيابة العامة ادعاءاتها في هذا الصدد. واضاف: "ما زلنا في أول الطريق، نجري التحقيق بصمت وسرية مطبقة بعدما حصلنا على الاسماء والتأكد من عدد من المعطيات الامنية، علما ان الاجابات عن الاسئلة المتعلقة بالملف تستغرق وقتا طويلا، نحيل بعدها الملف والتحقيقات كاملة على النيابة العامة التي تدعي على المشتبه بتورطهم في القضية بحسب الاصول القانونية".
اما النائب عمار حوري، احد الذين تعرضوا للتهديدات، فقال لـ"النهار": "ابلغنا الاجهزة الامنية بكل التفاصيل عن ارقام الهواتف ومضمون الرسائل النصية التي تلقيناها، وهناك دعوى قضائية يتم تحضيرها، والتفاصيل تبقى لدى الاجهزة الامنية".
وعما اذا كانت التهديدات تراجعت بعد كشف امرها وابلاغ الامنيين بها، قال حوري انه لا يزال يتلقى تهديدات "وان شهدت تراجعا بسيطاً بعد اثارة الموضوع اعلاميا وابلاغ الاجهزة الامنية".
وعما اذا كان لديه او لدى المهددين الآخرين اي معلومات او اسماء للجهات التي توزع التهديدات قال حوري: "طبعا الارقام التي تردنا مكشوفة، وتمكنا من معرفة اصحابها بسهولة عبر عدد من الآليات البسيطة، سواء برنامج "ترو كولر" أو غيرها. ومن يهدد ويكيل الشتائم لنا ليس متخفيا اصلا، وقد باتت غالبية الاسماء في عهدة القضاء، وعليه لن نكشف الاسماء".
 
"أمل": التفاوض لتأليف الحكومة يتطور إيجاباً والنقاش مفتوح
النهار..
رأى وزير الصحة العامة علي حسن خليل "ان مسار التفاوض الحكومي يتطوّر إيجاباً، والنقاش مفتوح والاتصالات قائمة مباشرة وغير مباشرة"، مؤكداً أن "الأجواء ايجابية ونحن منفتحون على أي اتصال ولقاء، فالمهم هو الوصول الى حكومة جامعة تمثل القوى السياسية وقادرة على قيادة المرحلة وخلق مناخات أفضل تمهد لدخول الاستحقاق الرئاسي المهم والمفصلي للبلاد".
- قال المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في الجنوب النائب هاني قبيسي "ان المرحلة حرجة ودقيقة، والسعي الى جمع الشمل وتشكيل الحكومة هو سعي وطني لحماية لبنان من المؤامرات. نتمنى أن تكون الأيام المقبلة أيام خير على الوطن، ويكفي ما عاناه من حصار سياسي واقتصادي وضائقة اقتصادية".
اضاف: "لا نريد للبنان أن يصل الى الفوضى والفتنة والاقتتال الداخلي. لذلك قلنا ليس من مصلحته أن تفرضوا حكومة أمر واقع لأنها تسهل الأمر على من يستدعون الفتنة ويعتدون على الوطن بسيارات مفخخة، وعلى الجيش بانتحاريين هنا وهناك. الاختلاف وتعميق الاختلاف في لبنان يمهد الطريق أمام هؤلاء، بل لعله يستدعيهم (…) تعالوا الى كلمة سواء، فنؤسس لحكومة وحدة وطنية تحتضن كل التيارات السياسية وتحافظ على العنوان الوطني والقومي للبنان وتطرد الفتنة من ساحاتنا. نادينا بهذا الامر منذ أن استقالت الحكومة. ومع الأسف هناك كثيرون لا يستجيبون، ولعلهم ينتظرون إشارات من الخارج".
 
سروج ومشايخ اجتمعوا في مكتب ريفي: طرابلس كانت وستبقى مدينة العيش المشترك
النهار..
عقد لقاء في مكتب المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في طرابلس، ضمه الى الأب إبرهيم سروج صاحب مكتبة "السائح" التي أحرقت الاسبوع الماضي، ووفد من مشايخ المدينة والشيخ علي هاجر، وجرى خلاله عرض للاعتداء على المكتبة.
وتميزت اجواء اللقاء وفق المجتمعين"بروح المصارحة والمصالحة"، اذ ابدى الجميع حرصهم على "تجاوز ما حدث"، واستنكروا "هذا العمل الذي لا يعبر عن أصالة أهالي المدينة، وأكدوا أن "عاصمة الشمال كانت وستبقى مدينة العيش المشترك التي تحضن كل شرائح المجتمع اللبناني"، وتم الاتفاق على متابعة هذا الموضوع في لقاءات أخرى.
وأصدر عميد كهنة ابرشية طرابلس والكورة والضنية للروم الارثوذكس كاهن بلدة حقل العزيمة الاب جورج داود بياناً امس جاء فيه:"نبدي اسفنا الشديد لتعرض احد ابناء البلدة بشير الحزوري لاطلاق نار، في وضح النهار، قرب الجامع المنصوري الكبير في طرابلس، اثناء دوامه في يوم عمله الاول في مكتبة الاب ابرهيم سروج، والتي نأسف أشد الاسف لاضرام النار فيها واتلاف ما تحوي من الكتب الدينية والمخطوطات النادرة، وهو ما يسيء الى سمعة ابناء مدينة طرابلس، مدينة العلم والعلماء."
وختم: "انها ولا شك الطامة الكبرى ان تكافأ مكتباتنا، وفي مقدمتها مكتبة السائح بحرق محتوياتها، ودمار هذه الثروة الفكرية التي لا تعوض".
 
لبنان: مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة تنتقل من الحصص إلى البيان الوزاري
بيروت – «الحياة»
تستعد الأطراف اللبنانية المعنية بتشكيل الحكومة الجديدة، للبحث في مرحلة ما بعد تثبيت توزيع الوزراء على ثلاث ثمانيات بالتساوي، بين فريقي 14 آذار و8 آذار والكتلة الوسطية الممثلة برئيسي الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام ورئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط، والمتعلقة بالتفاهم على الإطار السياسي العام للحكومة الجديدة، وتحديداً العناوين الرئيسية التي ستدرج في صلب بيانها الوزاري، وتطبيق مبدأ المداورة في توزيع الحقائب الوزارية، والتي تستدعي منذ الآن تدوير الزوايا بغية إيجاد مخرج لاستبعاد معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» من البيان، بإحالتها على هيئة الحوار الوطني، واعتماد «إعلان بعبدا» الذي ينص على تحييد لبنان عن الصراع العسكري الدائر في سورية، باعتبار التحييد العمود الفقري الذي يرسم السياسة العامة للحكومة.
ويفترض ان يعقد لقاء في أي لحظة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، استكمالاً للاجتماعين اللذين عقدهما الأخير مع الرئيسين سليمان وسلام من جهة، ولتواصله المستمر مع جنبلاط الذي يلعب دور الوسيط للتقريب في وجهات النظر حول البيان الوزاري.
ويشكل لقاء بري والسنيورة أول محاولة للبحث في مرحلة ما بعد التفاهم على توزيع الوزراء على الأطراف الثلاثة، ويراد منه، كما ذكرت مصادر مواكبة للمشاورات الجارية في شأن عملية تأليف الحكومة لـ «الحياة»، تهيئة الأجواء أمام التوافق على سلة واحدة تدفع في اتجاه التسريع في ولادة هذه الحكومة، خصوصاً أنها تشمل عناوين يفترض ان تحسم بينهما.
وتقول المصادر نفسها ان حسم شكل الحكومة وان كان ضرورياً ومهماً فإن الأهم يكمن في تقطيع المشكلة التي تكمن في البيان الوزاري لجهة عدم ترحيلها الى ما بعد صدور المراسيم المتعلقة بأسماء الوزراء، لئلا يؤدي التباين حول البيان الوزاري الى تمديد عمر المفاوضات وبالتالي تأخير مثول الحكومة أمام البرلمان لنيل الثقة.
وتؤكد أن ترك جميع العناوين الرئيسة من دون توفير الحد الأدنى من التفاهم يمكن ان يعيد المفاوضات الى نقطة الصفر، بسبب كثرة الأفخاخ التي يمكن ان تنفجر في أي لحظة، إذا لم تتضافر الجهود من أجل تفكيكها بالتوافق على جميع التفاصيل في سلة واحدة.
وفي سياق المشاورات الجارية حول الملف الحكومي التقى بري مساء أمس جنبلاط في مقر الرئاسة الثانية يرافقه الوزير وائل أبو فاعور في حضور المعاون السياسي لرئيس المجلس الوزير علي حسن خليل. ويأتي اللقاء في اطار المحاولات الرامية الى تذليل العقبات ليأتي لقاء بري – السنيورة مثمراً. وفيما لم يصرح جنبلاط بعد اللقاء، قال خليل ان اللقاء بين بري وجنبلاط «ايجابي دائماً ولمصلحة البلد».
ويتزامن التحرك اللبناني لبلورة موقف موحد من تشكيل الحكومة مع حراك دولي وعربي تشهده باريس استعداداً للتحضير لمؤتمر «جنيف 2» من أجل ايجاد حل في سورية. ويمكن لبنان الإفادة من المظلة الدولية الداعمة للاستقرار فيه للحؤول دون حصول فراغ في الرئاسة الأولى إذا ما تعذر اجراء الانتخابات الرئاسية قبل 25 أيار (مايو) المقبل لانتخاب رئيس جديد خلفاً لسليمان.
وعلمت «الحياة» من مصادر دولية أن الوضع في لبنان استأثر باهتمام الدول المشاركة في اجتماعات باريس، وأن هناك فرصة لتوظيفه في عملية تشكيل الحكومة.
وكان لافتاً في هذا المجال اللقاء الذي عقد مساء بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وبين زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في مقر السفارة الروسية في باريس، لا سيما أنه الأول من نوعه على هذا المستوى منذ اندلاع القتال في سورية الذي أثار تبايناً بينهما في الموقف من الأحداث السورية.
وشارك في الاجتماع عن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط سيرغي فرشنين، وعن «المستقبل» نادر الحريري وجورج شعبان. وجرى فيه عرض مفصل للأوضاع في لبنان والمنطقة.
ولم تقلل مصادر سياسية في بيروت من أهمية هذا اللقاء الذي أعاد التواصل بين موسكو والحريري فيما يستعد وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي وصل مساء أمس إلى بيروت لإجراء محادثات مع أركان الدولة اللبنانية، والتي لا بد من ان تتناول الجهود الرامية لتذليل العقبات التي تعترض ولادة الحكومة الجديدة.
 
مظلة خارجية لحكومة لبنانية لـ «تقطيع المرحلة»
 بيروت - «الراي»
تحدثت مصادر لبنانية مواكبة للاتصالات الناشطة والمشاورات الكثيفة الجارية في شأن تشكيل الحكومة الجديدة والتي بلغت حدوداً متقدمة في الساعات الاخيرة، عن احتمال ان تكون الساعات الثماني والاربعون المقبلة حاسمة في تقرير وجهة هذا المسعى الذي يبدو معظم المعنيين به على اقتناع بانه ماض نحو حسم ايجابي في نهاية المطاف.
وقالت هذه المصادر لـ «الراي» ان ثمة عوامل عدة توافرت وأخرى في طور المعالجة والتطوير من شأنها ان تَظهر تباعاً في الساعات المقبلة للدفع قدماً نحو إنضاج مشروع التوافق على الحكومة الجديدة الذي تجري بلورته بمظلات خارجية وإقليمية واضحة شكّلت الإثبات على بلوغ الوضع اللبناني حدود خطر إقليمي محقق، ما دفع بالقوى الكبرى الإقليمية الى تغطية هذا المسعى.
وأشارت المصادر الى ان القوى اللبنانية بمختلف اتجاهاتها تنظر الى الزيارة التي سيقوم بها اليوم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى بيروت على انها متقنة التوقيت والدلالة في الدفع نحو إنجاح المساعي لتشكيل الحكومة الجديدة عقب ملامح المرونة والتنازلات التي أبداها حلفاء ايران ولا سيما منهم «حزب الله» في هذا التطور.
واذا كانت الانظار قد ركزت في الايام الاخيرة على النقاش الجاري داخل فريق 14 آذار حول مواقف أطرافه وبعض التناقضات التي برزت لديه من مشروع الحكومة الجديدة القائمة على صيغة 8 وزراء لكل من 8 و14 آذار والوسطيين، فان زيارة ظريف لبيروت ستسلّط الأضواء بقوة على الدوافع الخفية التي حملت فريق 8 آذار على الإقبال بقوة على التنازل عن صيغة سابقة كان يشترطها ولا يتراجع عنها اي 9-9-6 مما يعني ان ايران تحديداً لعبت دوراً حاسماً في هذا التطور لأهداف تتصل بموقعها ومصالحها الحالية كما بسعيها الى التخفيف من خسائر الحزب والأثمان السياسية التي كان يمكن ان يتكبدها لو تطوّر الوضع اللبناني الى مزيد من الاستنزاف الأمني والسياسي، اي ان طهران ترغب في «تقطيع المرحلة» بأقل الأضرار وبما يحفظ لها أوراق قوتها في لحظة التحولات الكبرى.
وفيما تترقب القوى السياسية ما يمكن ان تحمله زيارة ظريف لبيروت من دلالات ونتائج ومواقف، تشير المصادر نفسها الى الاجتماعات التي باشرها رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة مع المعنيين بتشكيل الحكومة بدءاً برئيس الجمهورية ميشال سليمان والتي يستتبعها بلقاءات مع الرئيس المكلف تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته مكلفاً من فريق 8 آذار التفاوض في شأن الحكومة الجديدة، تحمل بوادر التعمق في مناقشة التفاصيل والحصول على الأجوبة التي يريدها الرئيس سعد الحريري قبل صوغ القرار النهائي لفريق 14 آذار بكامله.
ولفتت في هذا السياق الى ان الاتصال الطويل الذي اجري بين الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مساء الجمعة الفائت اعاد رسم الاطار الذي ستتعامل عبره قوى 14 آذار مع المشاورات الجارية وهو الامر الذي ترجمه جعجع في تبديد الانطباعات التي سادت عن خلاف بينه وبين الحريري.
ورأت المصادر في هذا التطور ملامح دفع سعودي نحو تسهيل تشكيل الحكومة والحفاظ على وحدة فريق 14 آذار في آن، مما يستتبع حكماً المضي في التفاوض لتحصيل الضمانات الاساسية التي تبرر لهذا الفريق الموافقة على حكومة سياسية يشارك فيها مع خصومه ولا سيما منهم «حزب الله».
وتقول المصادر ان الرئيس سلام والنائب وليد جنبلاط سيكونان في الساعات المقبلة محوريْ العملية الصعبة التي تفرض الدخول في التفاصيل والأسماء والحقائب والعناوين الاساسية للبيان الوزاري وتحديداً ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» و«إعلان بعبدا» والتي على أساسها سيتقرر مصير المسعى الجاري.
ورغم استبعاد الوصول الى ولادة حكومية هذا الاسبوع وتحديداً عشية انطلاق المحاكمات في لاهاي الخميس المقبل في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي سيحضرها سعد الحريري مع وفد من نواب وشخصيات، لم تستبعد المصادر ان يتزامن انطلاق المحاكمات مع تحقيق اختراق نوعي في العمل على بلورة التوافق حول الحكومة الجديدة، علماً ان ثمة حركة لبنانية على خط الرياض من خلال ما تردد عن زيارتين لكل من الوزير وائل ابو فاعور موفداً من جنبلاط الى المملكة والعضو في كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق.
وتذكر المصادر بان الرئيس سليمان كان حدد مهلة عشرة ايام تنتهي في 20 يناير للمسعى التوافقي قبل إقدامه والرئيس سلام على تشكيل حكومة محايدة مما يعني ان الاسبوع الجاري هو الفرصة الاخيرة للمسعى الجاري الذي لن يكون ممكناً الرئيس سليمان التراجع بعده عن اصدار مراسيم حكومة حيادية في حال فشل المسعى، وهو الامر الذي يعرفه الجميع والذي يضعهم امام حتمية حسم مواقفهم في الايام القليلة المقبلة.
عون في الفاتيكان للقاء البابا... الراعي: المصالحة ينجزها الأبطال
 بيروت «الراي» :
في إطلالة غير مباشرة على الملف الحكومي في لبنان والتنازلات المتبادلة التي يسعى اليها فريقا 8 و 14 آذار لتمرير تشكيلة حكومية توفّر «بوليصة تأمين» للوضع اللبناني في الفترة الفاصلة عن انتخابات رئاسة الجمهورية (حدها الاقصى 25 مايو المقبل)، اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان «أهمية المصالحة أنها تُخرِجنا من أسر نزاعاتنا، وتولد فينا تطلعا إلى آفاقٍ جديدة».
واعتبر الراعي في عظة قداس الأحد ان «مجتمعنا وبلدان هذا الشرق في حاجة إلى مصالحة وبناء الوحدة في التنوع، والخروج من حالة النزاعات، ومن التسبب بفلتان الأمن والاعتداء على حياة المواطنين وممتلكاتهم»، لافتاً الى ان «البقاء في النزاع انغلاب له وقتل لطموحات الإنسان ولتطلعاته إلى الأفق الجديد، والخروج من النزاعات بطولة وحياة، والاستمرار فيها ضعف وفناء». واضاف: «جميل أن نتميز بثقافة حمل الله الحامل خطايا العالم، فنحمل أخطاء بعضنا البعض، ونتلفها بالمحبة والتفاهم والمصارحة، ونتوّجها بمصالحة شاملة. فالأبطال يصالحون على أساس الحقيقة والعدالة والمحبة، أما الضعفاء فيهربون من المصالحة، مبررين أنفسهم بالاتهامات والتخوينات».
وفي سياق غير بعيد، غادر رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون لبنان امس متوجهاً الى الفاتيكان حيث سيعقد في روما سلسلة لقاءات على أن يختتمها بلقاء البابا «من أجل إيضاح صورة الواقع المسيحي في لبنان والمنطقة»، وفق بيان صادر عن عون.
وتأتي زيارة عون للفاتيكان على وقع رفعه شعار الخوف على المسيحيين المشرقيين في ظل الثورات في العالم العربي ولا سيما في سورية وتحذيره من «المدّ التكفيري».
ولا تعزل أوساط سياسية محطة زعيم «التيار الحر» في عاصمة الكثلكة في العالم، وإن في جانب منها، عن ملف انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان ورغبة عون في تظهير وجود غطاء كنَسي له كمرشّح للاستحقاق الرئاسي يرفع شعار ضرورة الإتيان بـ «رئيس قوي» يجمع بين الشرعية الشعبية والشرعية الدستورية.
 
خلافات تعطل قرار «14 آذار» من حكومة لبنانية جامعة.. وعون في شبه غياب ولافروف يلتقي الحريري في باريس.. وجعجع لم يحدد موقفه بعد

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم .. ينتظر إعلان تشكيل حكومة لبنانية جامعة موافقة فريق «14 آذار»، الذي ينتظر بدوره ردودا وإيضاحات على القضايا الخمس التي طرحها قبل أن يتخذ موقفا نهائيا منها، وسط خلافات بين مكوناته حول المشاركة فيها.
ويأتي ذلك بينما تعقد اجتماعات واسعة هذه الأيام لبحث تشكيل الحكومة الذي شهد تحلحلا إثر تخطي عقدة «الثلث المعطل» الذي كان فريق «8 آذار» متمسكا بها وموافقة الجميع على طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري، صيغة المثالثة بمعدل ثماني حقائب وزراية لكل من فريق «8 آذار» و «14 آذار» والوسطيين، أي الرئيس اللبناني ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط ورئيس الحكومة المكلف منذ تسعة أشهر تمام سلام.
وأجرى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري عددا من اللقاءات في باريس على رأسها اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية عبر صفحتها على موقع «تويتر» أمس أن «وزير الخارجية لافروف التقى مع رئيس حركة المستقبل سعد الحريري في باريس»، من دون توضيح تفاصيل إضافية حول اللقاء. وفي وقت سابق من يوم أمس، التقى الحريري مع السفير البريطاني لدى لبنان توم فليتشر الذي يزور باريس أيضا، لبحث عملية تشكيل الحكومة بالإضافة إلى المحكمة الخاصة للبنان. وأبلغ فليتشر الحريري بأن المملكة المتحدة ستخصص مليون جنيه إسترليني إضافي للمحكمة الدولية. من جانبه، قال النائب في كتلة المستقبل، عمار حوري، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «باستثناء صيغة الثمانيات وتنازل حزب الله عن الثلث المعطل، كل الأمور الأخرى لا تزال في دائرة البحث ولم نحصل لغاية الآن على إجابات نهائية بشأنها، إضافة إلى ضمانات بأن الحكومة ستتمكن من القيام بعملها وتحقق أهدافها». وأكد أنه انطلاقا من هذه النتائج سيعلن فريق «14 آذار» موقفه النهائي بشأن الحكومة.
وكانت أسئلة تيار المستقبل الخمسة ارتكزت على شكل الحكومة وعدد الوزراء والثلث المعطل والبيان الوزاري (مشترطين تضمينه إعلان بعبدا وخلوه من معادلة الشعب والجيش والمقاومة)، إضافة إلى المداورة في كل الحقائب الوزارية، وحق الفيتو العادل للرئيس المكلف تمام سلام ورئيس الجمهورية ميشال سليمان على أي اسم يطرح عليهما من القوى السياسية. وبالتالي، وانطلاقا من كلام حوري، ترتبط مشاركة «14 آذار» بشكل أساسي بموضوع مداورة الحقائب الوزارية والبيان الوزاري، الذي أشارت تقارير إلى أن حزب الله وافق على التخلي عن «الشعب والجيش والمقاومة» على أن يستعاض عنها بعبارة أخرى ترضي الطرفين.
مع العلم، أن معادلة «الشعب والجيش والمقاومة»، هي التي تشرع لحزب الله احتفاظه بسلاحه في مواجهة إسرائيل، بينما صدر «إعلان بعبدا»، عن «هيئة الحوار الوطني» في يونيو (حزيران) 2012، ونتج عنه التوافق على تحييد لبنان عن صراع المحاور وتحديدا الأزمة السورية.
وفي موازاة استمرار اللقاءات المكثفة بين القيادات اللبنانية، عقد أمس لقاء بين رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وسط تكهنات بلقاء مرتقب بين بري ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة. ونقلت «المحطة اللبنانية للإرسال» عن مصدر في قوى «8 آذار» أنها ما زالت تنتظر جوابا من السنيورة يتعلق بقبول تيار المستقبل وقوى «14 آذار» بحكومة جامعة، مشيرا إلى أن السنيورة يفترض أن يبلغ هذا الجو للرئيس بري في الساعات المقبلة. ولفت إلى أن ما يؤخر الجواب الحاسم للسنيورة حول الحكومة السياسية الجامعة هو الخلاف القائم بين مكونات «14 آذار».
وكان سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، أحد مكونات «14 آذار»، أعلن أنهم لم يتخذوا قرارا نهائيا بشأن المشاركة. وقال: «لم نحدد بعد مشاركتنا من عدمها في الحكومة، ونحن لا نقبل الحكومة كما تحدثوا عنها في البداية. وإذا غير حزب الله شيئا ما في طريقة نظرته إلى إدارة الأمور في البلد والتي نرى فيها خرابا على لبنان، كمعادلة (جيش وشعب ومقاومة) وموضوع القتال في سوريا وإعلان بعبدا، فعندها يسمح بأن نجلس معه إلى الطاولة».
وعد جعجع أنه «إذا تشكلت حكومة وحزب الله لا يزال يقاتل في سوريا، فهذا يعني أن الوضع الأمني والاستقرار في لبنان سيبقيان على ما هما عليه، وبالتالي فإن الوضع الاقتصادي سيبقى أيضا على ما هو عليه». وأضاف: «أننا كفريق «14 آذار» يجب أن نجلس ونتفاهم مع بعضنا البعض على الحد الأدنى الذي يمكن السير فيه على هذا المستوى في الوقت الحاضر، قبل أن نتجه إلى المستويات الأخرى، وكيف يمكن لتشكيل الحكومة أن يترافق مع الخطوات على المستويات الاستراتيجية والسياسية الكبرى».
في المقابل، وفي حين أجمعت مواقف عدد من المسؤولين في حزب الله وحركة أمل على الإيجابية في الملف الحكومي، يبدو لافتا شبه غياب مواقف نواب كتلة التغيير والإصلاح والنائب ميشال عون، الذي اكتفى بإعلان موقف مختصر في تغريدة له عبر موقع «تويتر» نافيا ما نسب إليه من مواقف حول الحكومة. وأعلن دهشته إزاء «استغراق البعض في قراءة النيات ونسج الأوهام والتخيلات».
ونقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر في كتلة عون، بأن أحدا «لم يتباحث مع النائب ميشال عون بالملف الحكومي، وأن المفاوضات التي يجريها ممثلو حزب الله وحركة أمل، لا تعبر عن وجهة نظر التكتل ولا علم له لا بالمداورة ولا بتوزيع الحقائب، وأن عون عندما يفاتحه الحلفاء بالموضوع سيكون لديه لكل سؤال جواب».
 
الحريري يعرض مع لافروف أوضاع لبنان والمنطقة و"المستقبل" ينتظر من برّي أجوبة "نهائية وواضحة"
المستقبل..                       
مع استمرار الأجواء المتفائلة المحيطة بتشكيل الحكومة العتيدة، يُنتظر أن تكون الساعات المقبلة موعداً لـ"أجوبة نهائية وواضحة" حول أسئلة قوى 14 آذار، يفترض أن يتلقّاها رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، مباشرة، خلال اللقاء المرتقب بينهما. فيما كانت أوضاع لبنان والمنطقة مدار "عرض تفصيلي" بين الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في اللقاء الذي عُقد بينهما مساء في باريس في حضور نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان.
وكشف مصدر رفيع في كتلة "المستقبل" مساءً أن الرئيس السنيورة ينتظر من لقائه مع الرئيس برّي أن يتلقى "أجوبة نهائية وواضحة" عن الأسئلة التي طرحتها قوى 14 آذار حول تشكيل الحكومة.
يأتي ذلك بعد أن تلقّى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "إشارات مشجّعة" حسب أوساطهما من الرئيس برّي تتعلّق ببعض الأسئلة المطروحة، فيما أكدت أوساط رئيس الجمهورية لـ"المستقبل" رفضه الثلث المعطّل الذي سبق وأعلنه مراراً وتكراراً، إضافة الى التزامه والرئيس المكلّف تمام سلام العمل لتوزيع الحقائب مداورة، وكذلك تمسكهما بحقهما الدستوري في رفض توزير أي اسم "نافر" في الحكومة.
وأضافت أن الرئيس سليمان الذي أبلغ جميع المعنيين تمسّكه بإعلان بعبدا وسبق وحمله الى مجلس الأمن ونال موافقة دولية عليه، أكد لمن التقوا به في الأيام الماضية أن الوزارء المحسوبين عليه في الحكومة العتيدة سوف يتمسّكون بهذا "الاعلان" في البيان الوزاري.
هذه "الإشارات" يُنتظر أن يتبلّغها الرئيس السنيورة من الرئيس برّي بالإضافة الى أجوبة حول مبدأ المداورة الدائمة التي سبق وتحدّث عنها رئيس كتلة "المستقبل" خلال الاستشارات النيابية ووافق عليها رئيس المجلس، بالإضافة الى السؤال المتعلّق بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، كما أضاف المصدر الرفيع في "المستقبل"، باعتبار أن هذا العنوان يحتاج الى إجابة "دقيقة ووافية" في ظل تمسك 14 آذار باعلان بعبدا.
وكان الرئيس برّي استقبل مساءً النائب جنبلاط ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور في حضور وزير الصحة علي حسن خليل حيث جرى عرض النتائج التي تمّ التوصل إليها في شأن الحكومة.
"حزب الله"
وفي ردود الفعل على جديد تشكيل الحكومة، طالب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش بتشكيل "حكومة وطنية على قاعدة الشراكة والتعامل مع المؤشرات والمبادرات بإيجابية للوصول الى تشكيل هذه الحكومة من أجل التمهيد لإجراء استحقاق الانتخابات الرئاسية في موعدها"، لافتاً الى أن "نظام البلد السياسي وتركيبة مجتمعه والمعادلات السياسية المحيطة به لا تسمح لفريق وحده أن يمتلك القرار السياسي"، في حين أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي ان "حزب الله لم يغيّر يوماً موقفه الداعي الى الحوار والى حكومة وحدة وطنية جامعة يشترك فيها كل الأطراف" متمنياً "أن تكون هناك حكومة الأسبوع المقبل". أما نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق فتطرق الى أن "الخطر التكفيري المتزايد الذي يهدد كل الوطن يفرض على الجميع اتخاذ موقف وطني لإنقاذ لبنان من مسار الفتنة من خلال تشكيل حكومة وطنية جامعة لكل الأفرقاء".
من جهته لفت عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي الى أن "المرحلة حرجة ودقيقة"، ودعا الى تشكيل "حكومة جامعة تحتضن الجميع في الأيام المقبلة، تعيد الاستقرار وتطرد الفتنة وشبح الحرب والسيارات المفخخة".
ظريف
على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف لدى وصوله مساء أمس الى بيروت أن "وفداً قضائياً ايرانياً سيزور لبنان قريباً لتدارس ملابسات الانفجارين الانتحاريين" اللذين استهدفا سفارة بلاده في منطقة بئر حسن، وشدد خلال مؤتمر صحفي عقده في مطار رفيق الحريري الدولي على أن لبنان يحتل "الحيّز الأساسي في السياسة الخارجية الإيرانية".
وفي ملف الأزمة السورية، أكد ظريف أن "الحل السياسي هو الحل الوحيد" لهذه الأزمة، مبدياً استعداد طهران للمشاركة في مؤتمر "جنيف2" إذ وجّهت إليها "دعوة مسبقة غير مشروطة". وأعلن من جهة ثانية أن بلاده تسعى الى "أفضل العلاقات مع السعودية لأنها تؤسس الى الاستقرار والسلام في المنطقة"، داعياً الى "توحيد الجهود السياسية لمواجهة الإرهاب والتكفير"..
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,173,694

عدد الزوار: 6,981,700

المتواجدون الآن: 69