مسيرة شموع تنديداً بمجزرة "الكيماوي" في الغوطة..مبادرة "أمنوا مطار بيروت، أهّلوا مطار القليعات": المطارات المدنية قريباً ولا نرضى بالاذلال

لبنان يخشى «خريفاً مخيفاً» في سورية.....قائد الجيش متوّجاً التحذيرات: نخوض حرباً شاملة لمنع الفتنة أصداء مجزرة الغوطة تغيب عن الدولة وقوى 8 آذار

تاريخ الإضافة الجمعة 23 آب 2013 - 6:35 ص    عدد الزيارات 1918    القسم محلية

        


 

لبنان يخشى «خريفاً مخيفاً» في سورية
 بيروت - «الراي»
حبست بيروت، المشدودة الاعصاب منذ تفجير الضاحية الجنوبية قبل اسبوع، أنفاسها وهي تشاهد امس عبر الشاشات فصلاً اسود من موت جماعي و«بلا دم» في غوطة «جارتها» دمشق، وبدا وقع الصدمة قوياً في العاصمة بيروت مع تقارير الفجر عن المجازر الكيماوية الرهيبة على تخوم «نظيرتها» السورية، ليس لأن مسافة الجغرافيا بين بيروت ودمشق هي الاقرب بين اي عاصمتين في العالم، بل لأن ثمة «ناراً مشتركة» صارت تجمع بين البلدين بعدما انتقل «حزب الله» للقتال في سورية، وقيل ان الانفجارين في معقله في الضاحية الجنوبية (في 9 يوليو الماضي و15 اغسطس الجاري) كانا «دفعة على الحساب» في اطار الرد على مشاركته العسكرية الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد.
فبيروت، التي ما زالت تلملم شظايا الانفجار الارهابي في حي الرويس في الضاحية و«تطارد» المشتبه بهم في ارتكابه، «هالتها» رياح الموت مع «صياح الديك» التي هبت من غوطة دمشق، وتملّكها هلع اضافي، لأن اي بيان عن المعارضة السورية وتشكيلاتها المقاتلة لم يخل من اعتبار «حزب الله» شريكاً للنظام السوري في مجازر «الغارات السامة» التي حصدت ارواح اكثر من 1300 سوري قبل ان تفرك الشمس عينيْها، الامر الذي ضاعف من المخاوف من ان لا تقوى اجراءات التحوط الـ «ما فوق عادية» التي يتخذها «حزب الله» بـ «التكافل والتضامن» مع الاجهزة الامنية اللبنانية على منع المزيد من التفجيرات بواسطة سيارات مفخخة او احزمة ناسفة.
وفي الوقت الذي كانت هيئات من المجتمع المدني تتلقّف مجرزة الغوطة بحملة استنكار واسعة «اجتاحت» مواقع التواصل الاجتماعي قبل ان تُترجم بوقفة تضامن مع الشعب السوري مساء امس في «ساحة الشهداء» وسط بيروت، بدت الاجراءات الامنية المكثفة في الضاحية الجنوبية وعلى مداخلها وفي مناطق اخرى في الجنوب والبقاع تسير على خطين: الاول تحصين التدابير الوقائية وتفادي اي ثغرة يمكن ان تفضي الى تفجير جديد سبق ان لوّح «حزب الله» عبر «الراي» بان ما بعده قد يكون «غير متوقّع ومن الصعب السيطرة عليه»، والثاني السعي الى احتواء الانتقادات العالية النبرة التي وُجهت الى «حزب الله» تحت عنوان «الأمن الذاتي» وتجاهُل الدولة في اجراءاته والحلول مكانها وذلك من خلال مشاركة وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن في اماكن عدة عند مداخل الضاحية في محاولة لتبديد هذه الصورة.
وعكَس هذان الخطان واقع التصدُّع الذي يعيشه لبنان امنياً وسياسياً والمرشّح الى التعاظُم مع التقديرات بان مجزرة الغوطة تشكل «اول الغيث» في «الخريف المخيف» الذي ينتظر سورية والذي يُخشى ان تصيب شظاياه «بلاد الأرز» التي باتت مكشوفة بالكامل أمنياً وتعاني اهتراءات مؤسساتية وأزمة سياسية مزمنة ومفتوحة على المزيد من المآزق ومن أبرز تعبيراتها الفشل في تشكيل حكومة جديدة من اربعة أشهر ونيّف.
وما يعزّز «الانكشاف» اللبناني ان تفجير الرويس وما أعقبه من انفلاش أمني لـ«حزب الله» ساهما في تعميق «الانشطار» اللبناني بين فريقيْ 8 و14 آذار، وهو ما تظهّر من خلال محطات عدة كان آخرها الهجوم العنيف الذي شنّته كتلة «المستقبل (الرئيس سعد الحريري) على «حزب الله» واجراءاته الامنية اذ دانت انفجار الرويس، معتبرة في الوقت نفسه ان تدابير (الحزب) في الضاحية وبعض مناطق الجنوب والبقاع «مرفوضة ويجب ان تتوقف لانها تذكر بتجربة سابقة لاعتماد الامن الذاتي التي ادت الى انفصال ديموغرافي بين اللبنانيين»، مشيرة الى هذا الامر «يشكل اعتداء على الدولة وعلى الشرعية»، وداعية الحزب «الى المبادرة للانسحاب فوراً من الحرب التي تشن على الشعب السوري لان ان هذا سيكون التمهيد الحقيقي لاستئناف الحوار الوطني الكبير»، ومحملة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مسؤولية تدهورالاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية.
الا ان «حزب الله» بدا ماضياً في خيار الامساك بأمن مناطق نفوذه، وسط ما نُقل عن مصادره التي اكدت ان الاجراءات التي يتخذها ستستمر بالتنسيق مع الاجهزة الامنية، وستزيد وتيرتها اذا استدعت الحاجة «لان الوضع لم يعد يحتمل اي عمل تخريبي جديد»، معلنة انه «لو يضمن لنا تيار المستقبل والذين يرفضون هذه الاحتياطات عدم وصول السيارات المفخخة الى قلب الضاحية لاقدمنا على وقف هذه الاجراءات»، ومتمنية «مساعدة هؤلاء في منع الانفجارات في الضاحية وكل المناطق اللبنانية وافساح المجال للجيش للقيام بالمهمات المطلوبة منه في المناطق المحسوبة على «تيار المستقبل» وخصوصاً في عرسال بدل توجيه هذه الاتهامات والملاحظات التي لن تُصرف في الضاحية الجنوبية».
وفي موازاة هذا السجال على خط الانقسام السياسي - المذهبي الخطير، برز موقفان معبران عن حراة الوضع اللبناني وهما:
> اعلان رئيس البرلمان نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي أن الوضع غير مطمئن، مشيراً الى ان لبنان لا يحتمل العرْقنة، مؤكداً أن مثل هذا الأمر خطير للغاية ومشدداً على أن لبنان ليس العراق «هذا الأمر لن يمرّ بأي شكل من الاشكال». واذ جدد الدعوة الى «فتح العيون والتصدي لمثل هذه المحاولات التفجيرية والتوتيرية في البلاد»، قال «ان خطورة الوضع الامني الذي نعيشه يتطلب المزيد من الانتباه وعدم الاستمرار في تعطيل مؤسسات الدولة».
> ما كشفه قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال حفل تكريم الضباط المتقاعدين من «ان الجيش يلاحق منذ أشهر خلية ارهابية تعمل على تفخيخ سيارات وارسالها الى مناطق سكنية، كانت سيارة الرويس احداها»، قائلاً: «الا أن الخطورة بحسب معلوماتنا الاستخباراتية ان هذه الخلية لا تعدّ لاستهداف منطقة معينة او طائفة معينة، بل تحضّر لبثّ الفتنة المذهبية عبر استهداف مناطق متنوّعة الاتجاهات الطائفية والسياسية. من هنا تبدو أهمية تضافر جهود الجميع لمواجهة هذا الخطر سياسيا وقضائيا وامينا واعلاميا».
واضاف: «لقد تحفظنا كثيراً عن الكلام على هذا العمل الاستخباراتي كما هي عادة الجيش، ولا نريد التهويل على المواطنين، لكن آن الاوان لنضع الجميع أمام مسؤوليتهم، ولنقول بوضوح ومسؤولية ان الوضع خطر ويستلزم جهوداً استثنائية من جميع القيادات السياسية لمساندة الجيش في مهماته».
وأكد «أن الحرب على الارهاب هي حرب دولية واقليمية وعربية، ونحن نتعاون مع اجهزة الاستخبارات الصديقة لملاحقة هذه الشبكات، وننسق معها على أعلى المستويات في صورة دورية من أجل سلامة اللبنانيين والرعايا الغربيين والعرب في لبنان».
وترافق كلام قائد الجيش مع معلومات جديدة حول السيارة المحشوة بنحو 250 كيلوغراماً من المتفجرات التي تم ضبطها في محلة الناعمة (جنوب بيروت) بعد يومين من تفجير الرويس، ومفادها ان عدد الموقوفين في هذا الملف ارتفع الى سبعة بينهم فلسطينيان وانهم كانوا يخبئون السيارة لنقلها عند تحديد ساعة الصفر الى الموقع المحدد.
وفي حين اشارت تقارير الى انه لم يثبت ارتباط هذه المجموعة بتفجيرات سابقة، لفتت معلومات اخرى الى تضييق الخناق على المتهمين الاساسيين اللذين وُزعت صورهما، محمد قاسم الاحمد. وسعيد محمد بحري وتحديد منطقة وجودهما بعد شائعات تحدثت عن توقيف الاول.
في غضون ذلك، برزت التقارير عن رفع العديد من الشخصيات مستوى تحوّطها الامني وخففت من تنقلاتها، وسط تحذير مصدر أمني من «أن الأوضاع متجهة الى الأسوأ اذا لم تعالج الأمور بالسياسة من خلال سحب كل القوة الحزبية اللبنانية المنخرطة في مشاكل المنطقة»، كاشفاً «أن المسؤولين السياسيين وُضعوا منذ أكثر من سبعة أشهر، وخلال اجتماع اللجنة الوزارية لشؤون النازحين السوريين في أجواء ما يجري اليوم، بعدما تبلغوا معلومات من مسؤولين امنيين تحذر مما حصل أخيراً»، لافتاً الى أن «الحركشة في وكر الدبابير سترتب حكماً تلقي اللسعات الموجعة».
علي بركة أكد أنهما ليسا متهَميْن بقضية الصواريخ على الضاحية
«حماس» سلّمت مخابرات الجيش اللبناني شقيق أحمد طه وأحد أنسبائه
بيروت - «الراي»: سلّمت حركة «حماس» الى مخابرات الجيش اللبناني شقيق وأحد أقرباء أحمد طه الملاحَق بملف إطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية لبيروت في مايو الماضي.
واكد ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة «ان هناك شخصاً مطلوباً للدولة اللبنانية اسمه احمد طه متهَم بقضية الصواريخ، وهذا الشخص فلسطيني وله شقيق في «حماس»، وقد طلبت مديرية المخابرات منا يوم الأحد تسليم هذا الشقيق ونحن تجاوبنا فوراً وسلمناه الى مدير المخابرات في الضاحية الجنوبية. ثم سلّمنا نسيبه، وهؤلاء افادت مديرية المخابرات انهم ليسوا متهَمين وانما المديرية تريدهم كشهود لمعرفة بعض المعطيات عن تحركات احمد طه المتهم. وحركة «حماس» متعاونة ومتجاوبة مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وهذا ما حصل».
اضاف: «فوجئنا (امس) بأن بعض وسائل الاعلام اللبنانية تتحدث عن اننا رفضنا تسليم متهمين باطلاق صواريخ على الضاحية او على اي منطقة في لبنان، وهذا الخبر عار عن الصحة، وليس لدينا مطلوبون او متهمون باطلاق صواريخ، وانا تواصلت مع مديرية المخابرات ونفوا ان يكونوا اصدروا بياناً بهذا الصدد، وقالوا لنا بامكانكم ان تنفوا هذا الخبر لأنه غير صحيح، ونحن نؤكد مرة اخرى حرصنا على التعاون مع مديرية المخابرات لجلاء الحقيقة».
في موازاة ذلك، افادت تقارير ان أصحاب الشاحنات التي تنقل البضائع والاغذية الى المخيمات الفلسطينية في لبنان وخصوصاً عين الحلوة تبلّغوا وجوب افراغ حمولة شاحناتهم عند حاجز الجيش وتفتيشها منعاً لتهريب السلاح، في ظل إخضاع مداخل هذه المخيمات لمراقبة شديدة من الأجهزة الامنية بعد ورود اخبار عن سيارات تُفخّخ في الداخل وتخرج منها الى «المناطق ـ الأهداف».
 
قائد الجيش اللبناني: خلية إرهابية تفخخ السيارات لبث الفتنة باستهداف مناطق عدة وضبط شاحنة محملة بـ10 صواريخ آتية من سوريا.. وتدابير مشددة في بيروت وضواحيها

بيروت: «الشرق الأوسط» ... كشف قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أن «الجيش يلاحق منذ أشهر خلية إرهابية تعمل على تفخيخ سيارات وإرسالها إلى مناطق سكنية، كانت سيارة الرويس (الضاحية الجنوبية) إحداها». وأوضح أن «الخطورة بحسب معلوماتنا الاستخباراتية أن هذه الخلية لا تعد لاستهداف منطقة معينة أو طائفة معينة، بل تحضر لبث الفتنة المذهبية عبر استهداف مناطق متنوعة الاتجاهات الطائفية والسياسية»، مشددا على «أهمية تضافر جهود الجميع لمواجهة هذا الخطر سياسيا وقضائيا وأمنيا وإعلاميا».
وقال قهوجي، خلال احتفال تكريمي للضباط المتقاعدين أمس «إننا نواجه اليوم أكبر التحديات التي واجهتها أهم الدول العربية والغربية في عقر دارها، وهو الإرهاب الذي يضرب أينما تتاح له الفرصة»، مشيرا إلى أن «الوضع خطر ويستلزم جهودا استثنائية من جميع القيادات السياسية لمساندة الجيش في مهماته»، من دون أن يغفل الإشارة «في غمرة هذه المصاعب» إلى «الخطر الدائم الذي يمثله العدو الإسرائيلي على أرضنا وشعبنا ووحدتنا الوطنية».
وبالتزامن مع إعلان الجيش اللبناني أمس تعزيز إجراءاته الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية، خصوصا في العاصمة بيروت وضواحيها، وضبط شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي 10 صواريخ من عيار 107 ملم مخبأة في مكان سري داخل شاحنة آتية من سوريا، ذكر قهوجي بأن «الجيش واجه أكثر من مرة خطر التنظيمات الأصولية من الضنية إلى نهر البارد وجرود عرسال وعبرا، وألقى القبض على كثير من الخلايا التي كانت تخطط لتحويل البلد ساحة حرب، أسوة بما يحصل في الدول المجاورة، وقوتنا أننا لم نكن وحدنا، بل كانت إلى جانبنا جميع فئات المجتمع اللبناني وطوائفه من دون تمييز، مسيحيين وسنة وشيعة ودروزا، وباستثناء بعض أصوات النشاز التي تريد منا أن تكون لطرف من دون آخر، وقف جميع قادة التيارات السياسية والمراجع الروحية على الرغم من اختلافاتهم السياسية، إلى جانب الجيش في معركته لتجنيب لبنان خطر هذه التنظيمات».
وأكد قائد الجيش اللبناني أن «الجيش يخوض حربا شاملة على الإرهاب، ولن تتوقف أجهزتنا عند انتقادات أو حملات أو صواريخ أو عبوات، بل ستواصل عملها الذي باشرته يوم بدأ الإرهاب يضرب عائلاتنا وبيوتنا وقرانا ومدننا»، موضحا أن «حربنا على الإرهاب لا علاقة لها بأي خلاف سياسي أو حرب إعلامية يعيشها لبنان في هذه الفترة.
 
اجتماع دولي لدعم لبنان... بمبادرة فرنسية
الحياة...باريس - رندة تقي الدين
قال مصدر فرنسي مطلع لـ «الحياة» إن فرنسا دفعت الدول الصديقة لتنظيم اجتماع دولي لمساعدة لبنان وتقديم دعم سياسي لرئيسه ميشال سليمان ومؤازرة لبنان على الصعيد الأمني والمالي والإنساني، على أن يعقد على هامش الجمعية العمومية في نيويورك بين ٢٣ و٢٤ أيلول (سبتمبر) المقبل.
ورأى المصدر أن تفجير حي الرويس في الضاحــية الجنوبية لبيروت «مـــن تداعيـــات الأزمة فـــي السورية وامتــدادها إلـــى الأرض اللبنانية، وتصريحات الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حســن نصــرالله بأنه يريـــد إرسال المزيـــد من قواتــه إلى سورية، وتصريحات الشيخ الفار أحمـــد الأســـير الذي يلـــقي بالمسؤولية على «حـــزب الله»، كل ذلك يشير إلى دوامة عنف وتوتـــر يزداد مع ضعف مؤسساتي في لبنان، في ضـــوء عجـــز الرئـــيس المكلف تمام سلام عن تشكـــيل حكومة، والتفكير في إمكان تشكيل حكومة من دون «حزب الله» ولكن هذا لن يجعل الأجواء أفضل، ورئيس جمهورية لا يستطيع التحرك مع موعد انتخابات رئاسية يقترب في ٢٠١٤».
واعتبر المصدر أن «التمديد لبعض أركان الدولة شكل نوعاً من مخدر للمشاكل ولكن موعد الانتخاب الرئاسي يطرح السؤال خصوصاً مع تزايد المشاكل الاقتصادية بوجود عدد ضخم من اللاجئين السوريين بما يوازي حوالى ٢٥ في المئة من عدد السكان في لبنان».
 
جعجع: الدولة الحديثة تقوم على وجود احزاب
شدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال رعايته ندوة للمهندسين القدامى والمتخرجين حديثاً نظّمتها مصلحة المهندسين في «القوات اللبنانية» بعنوان: «بالالتزام والمواطنية، تتكامل هندسة بناء الأوطان» في معراب، على «ضرورة الانتقال في لبنان من مرحلة السياسة التقليدية التابعة للأعيان والقيادات الاجتماعية إلى مرحلة سياسة الأحزاب»، مجدداً تأكيد أن «الدولة الحديثة لا تقوم إلا على وجود أحزاب تتنافس في ما بينها بطريقة ديموقراطية لخير الوطن والمجتمع كما في كل البلدان المتطورة والمتقدمة».
ورأى أن «التوصل إلى دولة فعلية وفاعلة بكل ما للكلمة من معنى لا يتم إلا عبر المشاريع السياسية التي تحملها وتطرحها الأحزاب فقط، باعتبار أن هذه الأحزاب هي التي تعيش مشاكل الشعب وهمومه وشجونه، ونظراً إلى أن قواعدها تتألف من طبقات المجتمع كافة».
ولفت إلى «أهمية الالتزام في الحزب»، منوهاً بـ «العمل الجاد الذي تقوم به مصلحة المهندسين». ووصفها «بأنجح المصالح داخل الحزب».
وتوجه إلى جميع المواطنين في لبنان، قائلاً: «كما تكونون يولى عليكم. وانطلاقاً من هذا القول كل ناخب لديه مسؤولية ويحمل في يده سلاحاً للتعبير عن رأيه هو التصويت في الانتخابات، وبهذه الوسيلة يستطيع محاسبة أي مرشح للانتخابات، بالتالي اختيار من سيتولى السلطة في البلد».
 
قائد الجيش متوّجاً التحذيرات: نخوض حرباً شاملة لمنع الفتنة أصداء مجزرة الغوطة تغيب عن الدولة وقوى 8 آذار
النهار..
على رغم الغياب المستهجن لأي رد فعل رسمي وكذلك من جانب قوى 8 آذار على المجزرة المروعة التي حصلت امس في الغوطة الشرقية بريف دمشق واقتصار الأصداء اللبنانية عليها على قوى 14 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي، أرخت هذه المجزرة بمزيد من الظلال القاتمة على مجمل الوضع الداخلي الذي يرزح تحت وطأة الهواجس الامنية والتحديات الخطيرة التي يرتبها على الاستقرار. واذ بدا الكلام النوعي لقائد الجيش العماد جان قهوجي امس في هذا المجال بمثابة التحذير الأقوى يصدر عن أرفع مرجع عسكري من الاستهداف الارهابي الذي يتعرّض له لبنان، اتخذ هذا التحذير بعده العملاني ببيان لقيادة الجيش جاء فيه ان قوى الجيش واصلت تعزيز اجراءاتها الامنية في مختلف المناطق اللبنانية، وخصوصا في العاصمة بيروت وضواحيها، وان هذه الاجراءات شملت تركيز نقاط مراقبة وحواجز تفتيش وتسيير دوريات راجلة ومؤللة لتثبيت الأمن والاستقرار وطمأنة المواطنين وضبط أي أعمال مشبوهة.
وكان العماد قهوجي قال في احتفال لتكريم الضباط المتقاعدين: "اننا نواجه اليوم اكبر التحديات التي واجهتها ايضاً أهم الدول العربية والغربية في عقر دارها وهو الارهاب"، موضحاً ان "الجيش يخوض حرباً شاملة على الارهاب ولن تتوقف أجهزتنا عند انتقادات او حملات او صواريخ او عبوات بل ستواصل عملها". وأضاف ان هذه الحرب "لا علاقة لها بأي خلاف سياسي ولا بالشائعات التي تطلق من هنا او هناك بهدف زعزعة الاستقرار". وكشف ان الجيش "يلاحق منذ أشهر خلية ارهابية تعمل على تفخيخ سيارات وارسالها الى مناطق سكنية كانت احداها سيارة الرويس". وأن هذه الخلية "لا تعد لاستهداف منطقة معينة او طائفة معينة بل تحضر لبث الفتنة المذهبية عبر استهداف مناطق متنوعة الاتجاهات الطائفية والسياسية". وخلص الى ان "الوضع خطير ويستلزم جهوداً استثنائية من جميع القيادات السياسية لمساندة الجيش في مهماته".
وفي موازاة ذلك، عقد اجتماع أمني في السرايا الحكومية برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي احيط بكتمان. وعلم ان البحث في الاجتماع تركز على مقاربة أمنية لمجمل الوضع وضرورة استكمال التنسيق بين الاجهزة الامنية الى الحدود القصوى المتاحة واتفق على عقد اجتماع آخر اليوم في وزارة الداخلية لاستكمال البحث في النواحي التنفيذية.
في غضون ذلك، قالت أوساط مواكبة للتحقيقات الامنية والقضائية الجارية في ملفات التفجيرات واطلاق الصواريخ وبعض التعقبات المتصلة بمطلوبين لـ"النهار" ان النتائج التي تجمعت لدى الأجهزة المختصة باتت كافية لرسم خريطة الطريق التي تتبعها هذه الاجهزة في المعركة الشاملة ضد الاستهدافات الارهابية، وان معظم ما يخطط لزعزعة الاستقرار أمكن كشفه للمرة الاولى عبر كم كبير من المعطيات والمعلومات وإفادات الموقوفين. وأشارت الى ان الجهد الاستخباري الكبير الذي نجح في التعقب والتوقيفات وجمع المعلومات، لا يعني النوم على حرير هذا الانجاز، بل ان طبيعة ما كشف يشكل نذيراً خطيراً للمضي في المعركة بأعلى جاهزية واستنفار أمنيين. ولم تستبعد ان يكشف في مستقبل غير بعيد مزيد من النتائج المتعلقة بضبط خلايا وشبكات متورّطة في هذا المخطط ومدى التنسيق الذي كان يجمع بين هذه الخلايا ومحركيها.
وفي هذا السياق، تمكنت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي امس من توقيف شاحنة من نوع "مرسيدس" في رأس بعلبك كانت آتية من سوريا ومحملة بـ 10 صواريخ من نوع "غراد" واوقف سائقها وهو لبناني من الشمال قيد التحقيق.
جمود طويل؟
غير ان التحديات الامنية على خطورتها، بدت قاصرة عن تحريك أي جهد سياسي لحلحلة الازمات العالقة ولا سيما منها الأزمة الحكومية. وتتجه البلاد الى مزيد من الجمود في هذا الاطار، علماً ان بعض الاوساط لا يستبعد ان يطرح رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرة معينة للخروج من الجمود في الخطاب الذي سيلقيه في المهرجان السنوي في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في 31 آب الجاري في النبطية. وقد سافر امس كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى نيس في اجازة حتى نهاية الاسبوع والرئيس المكلف تمام سلام الى اثينا في زيارة عائلية، لذا يستبعد ان يشهد الاسبوع الجاري اي تحرك سياسي.
أصداء المجزرة
في غضون ذلك، أثارت مجزرة الغوطة الشرقية ردوداً عدة من أركان قوى 14 آذار فاعتبر الرئيس سعد الحريري "انه لا يوجد وصف اسود يمكن ان توصف به المجزرة التي اوقعتها قوات بشار الاسد بمئات الاطفال والنساء والابرياء وتتساوى في ذلك مع اخواتها من المجازر الموصوفة في التاريخ الانساني". وقال ان "المشكلة ليست فقط في بشار الاسد الذي فقد أي حس انساني تجاه شعبه وأبناء ملّته بل تكمن أيضاً في المجتمع الدولي الذي يتيح لمجرم دمشق التمادي في ارتكاب المجازر والتدمير المنظم للمدن السورية". أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فطالب اللبنانيين جميعا "بمختلف انتماءاتهم باستنكار هذه المجزرة أقله لأسباب انسانية".
ونظّم ناشطون مستقلون تجمعاً مساء امس في ساحة الشهداء استنكارا للمجزرة شارك فيه النائبان أكرم شهيب واحمد فتفت والسيدة نورا جنبلاط، وانطلق الجمع في تظاهرة صامتة الى مبنى "الاسكوا" حيث أضاؤوا شموعا حداداً ووجّهوا نداء الى الامم المتحدة طالبوا فيه بتحقيق دولي فوري في المجزرة، معتبرين ان "النظام السوري وجه صفعة قوية الى العالم وكل منظمات حقوق الانسان بأنه غير معني بالقانون الدولي ولا بأي حل في سوريا".
 
الأجهزة الأمنية نجحت في صد الهجمة على لبنان وموقوفو سيارة الناعمة محترفون ومدرّبون على التحقيق
النهار..كلوديت سركيس
ينتظر ان يتسلم مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية داني الزعني ملف التحقيقات الاولية في ملف السيارة المفخخة التي ضبطت مركونة في الناعمة مع الموقوفين فيه وعددهم سبعة اشخاص: خمسة لبنانيين وفلسطينيان، تمهيداً لاعطاء الملف المجرى القانوني بالادعاء عليهم واحالتهم على قاضي التحقيق العسكري المناوب لاستجوابهم.
ومع تكاثر عدد الملفات ذات الطابع الامني في الفترة الاخيرة، ترى مصادر مطلعة على مجريات ورشة التحقيقات القائمة سواء في ملف الصواريخ التي اطلقت على الضاحية او ضبط السيارة المفخخة في الناعمة او المعلومات الامنية التي كانت رصدت عن احتمال وجود سيارات مفخخة اخرى منوي القيام بها، ان القاسم المشترك الوحيد بينها هو توافر النية لزعزعة الامن في لبنان، اكثر منه استهدافا لفئة معينة في لبنان على غرار ما يشهده العراق، وذلك بهدف جعل لبنان ممرا وربما مرقدا لمئات المسلحين، وخصوصاً اذا اشتد التضييق عليهم خارج الحدود، وكذلك ممرا للسلاح في الوقت نفسه، فيما اعلن امس عن ضبط فرع المعلومات عشرة صواريخ في شاحنة في البقاع. الا ان التحرك الامني الواسع الذي احتاط لما يمكن ان يكون يدبر للبنان والاستقصاءات التي كانت قيد الرصد وعززها التفجير الذي حصل في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية حيث اوقع مجزرة بشرية، فضلاً عن كشف منفذين لبعضها، حدَّ من هذه الهجمة على لبنان ونجحت الاجهزة الامنية في صدِها لها. وقد جرى البحث في التنسيق بين الاجهزة في حضور مسؤولين منها، خلال الاجتماع الذي عقد قبل ثلاثة ايام في مكتب النائب العام التمييزي بالوكالة سمير حمود في قصر العدل.
ووفق معلومات لـ"النهار" ان الاجهزة الامنية تمكنت من كشف النقاب عن سبع سيارات بعد رصد معلومات، مفادها انها كانت ستستخدم في اعمال تفجير او في نقل اسلحة. وتوزع ضبطها بين الناعمة وصيدا وبيروت، واثنتان منها ضبطتا في البقاع،تبعا للمصادر نفسها، التي لمست احترافاً منظماً في الشبكة التي اوقفت اخيراً وستحال على القضاء العسكري مبدئيا اليوم، إن لجهة التدريب على التحقيق او في الاساليب التي سعوا اليها للتمويه. وفي هذا السياق عثر على منديل اصفر في سيارة الناعمة.
اما على صعيد الصاروخين اللذين اطلقا على الضاحية، فقد توصلت الاجهزة الامنية الى معرفة هويتيهما، وهما فلسطينيان. وتبدى للتحقيق ان ثمة رابطاً بين مجموعة سيارة الناعمة ومفجري العبوة في موكب "حزب الله" في البقاع من خلال حركة الاتصالات الهاتفية.
وانطلاقاً من هذه المعطيات وتحرك الاجهزة الامنية على الارض الذي ترك ارتياحا عاما، تعتقد المصادر ان لبنان سيمر بمرحلة هدوء من الحوادث الكبيرة التي شهدها اخيراً بعد العاصفة التي اجتاحته. ولكن العين في نظرها يجب ان تبقى في حال من التيقظ ما دامت مكونات هبوبها قائمة.
 
علامات استفهام حول صيدا ومخيماتها تحرك الأسير إلى الواجهة والأجهزة مستنفَرة
النهار...صيدا - احمد منتش
لاتزال تداعيات الاشتباكات الاخيرة في عبرا الجديدة وتعمير عين الحلوة في صيدا ترخي بظلالها الثقيلة على الوضع العام في صيدا ومحيطها، وخصوصاً الوضع الامني، في ظل المعلومات لدى الجهات المختصة عن وجود الشيخ احمد الاسير والمغني المعتزل فضل شاكر واخرين داخل حي الطوارئ المحاذي والمتداخل مع مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين ومحلتي التعميرالتحتاني والفوقاني، والقريب جدا من حواجز ومواقع للجيش، والمطل عليها في التعمير وعند المدخلين الشماليين لعين الحلوة.
وبدا واضحا بعد الظهور المتكرر للاسير عبر تسجيلات صوتية ودعوته انصاره على تصعيد تحركهم، وتحريضه على "حزب الله" وعلى الجيش والاجهزة الامنية، عودة الاجهزة الامنية والجهات المختصة الى ما يشبه حالة الاستنفار بهدف منع الظاهرة الاسيرية من التمدد مرة جديدة داخل صيدا ومحيطها. وقد حتّم الوضع استدعاء مخابرات الجيش ثلاثة من المشايخ المؤيدين للاسير والتحقيق معهم مطولاً، وابقاء الشيخ عاصم العارفي قيد التحقيق ونقله الى وزارة الدفاع في اليرزة على خلفية التثبت من مشاركته في اشتباكات عبرا. واستدعي يوم امس للتحقيق لدى مخابرات الجيش في صيدا ايمن مستو، وهو احد الناشطين مع الاسير قبل احداث عبرا وبعدها.
تأكيد منع التظاهر في صيدا
وقطعاً للطرق على دعوة الاسير انصاره الى الاعتصام غداً الجمعة عند مستديرة مكسر العبد (الكرامة) على بولفار صيدا الشرقي، قرر مجلس الامن الفرعي بالاجماع منع أي تحرك لانصار الاسير خارج محيط مسجدهم في عبرا، ولو كان سلميا، ومواجهة اي تحرك بكل السبل الممكنة. وانعقد المجلس امس في سرايا صيدا برئاسة محافظ الجنوب بالانابة نقولا بو ضاهر وفي حضور النائب العام الاستئنافي في الجنوب سميح الحاج والاعضاء الامنيين والعسكريين. وصدر عن المجتمعين بيان ابرز ما فيه تأكيد وجوب تكثيف الاجراءات والتدابير الأمنية القائمة حاليا.
وذكّر المجلس بقرارته السابقة القاضية بمنع المسيرات والتظاهرات على انواعها، وعدم قطع الطرقات الرئيسية ولا سيما الطريق الساحلية التي تربط صيدا بسائر المدن اللبنانية، ومنع تعليق اللافتات التي من شأنها اثارة النعرات الطائفية والمذهبية، داعين البلديات الى ممارسة دورها الرقابي في هذا الاطار وطلب مؤازرة القوى الأمنية لتطبيق هذا الاجراء اذا اقتضى الأمر. وطلب الحضور من رؤساء البلديات زيادة عديد الشرطة البلدية في سبيل تفعيل الأمن الوقائي، كل ضمن نطاق بلدته، مع الاشارة الى انه سيصار قريبا الى تدريب هؤلاء العناصر ضمن مراحل زمنية متتابعة للقيام بهذه الاجراءات الوقائية من جانب قيادة منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي. وشمول قرار منع تجوال الدراجات النارية بالاضافة الى مدينة صيدا بلدات: مغدوشة، المية ومية، درب السيم، عين الدلب، القرية، الهلالية، عبرا، البرامية، بقسطا، الصالحية، مجدليون، زغدرايا وحارة صيدا، وتشديد الاجراءات والتدابير الأمنية في محيط قصر العدل في صيدا واستحداث نقطة ثابتة بالتنسيق والتعاون مع قيادة الجيش، واستكمال الاجراءات الأمنية في سبيل حماية السرايا في صيدا.
وعقد في ثكنة محمد زغيب، في صيدا لقاء بين المسؤول السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" في الجنوب بسام حمود ومسؤول فرع المخابرات في الجيش في الجنوب العميد علي شحرور، تم خلاله تداول الأوضاع الأمنية كما جرى الحديث عن التوقيفات في مدينة صيدا ولا سيما توقيف الشيخ عارفي. وفي بيان صدر عن "الجماعة"، ان حمود اطلع شحرور على أجواء الشكاوى من أهالي الموقوفين عند الشرطة العسكرية في الريحانية، وقد أجرى شحرور اتصالاً مباشراً تم بموجبه العمل على زيادة ايام الزيارات الى ثلاثة في الأسبوع، ومعالجة كل الشكاوى الأخرى. وتناولا العديد من التجاوزات التي تقوم بها بعض العناصر الحزبية في صيدا وضرورة وضع حد لها. اما عن توقيف العارفي، فأكد حمود أن سابقة توقيف العلماء في صيدا خطيرة وخصوصاً ان الشيخ لم يكن مشاركاً في المعارك التي حصلت في عبرا".
 
مبادرة "أمنوا مطار بيروت، أهّلوا مطار القليعات": المطارات المدنية قريباً ولا نرضى بالاذلال
النهار...
عقد الناشطون السياسيون: كريم الرفاعي، راسيا سعادة وفيليب بسترس، أصحاب مبادرة "أمنوا مطار بيروت، أهّلوا مطار القليعات"، مؤتمرا صحافيا في "نادي الصحافة" امس، اتهم خلاله الرفاعي "حزب الله" بعرقلة قيام الرحلة "عبر الضغوط التي مورست على أكثر من شركة طيران بعدما كانت أعلنت موافقتها على ذلك". وقال: "مبادرتنا نجحت لأنها استطاعت تحويل مطلب مناطقي فئوي إلى مطلب وطني جامع".
وأضاف أن "الإلتفاف الوطني الكبير والعابر للطوائف جعل حزب الله الذي يعاني حالة إرباك شديد يمارس إرهابه تارة على السلطات المعنية بإعطاء التراخيص وتارة على شركات الطيران، مما أدى إلى عدم قيام الرحلة".
واضاف: "حزب الله الذي تتعاظم سيطرته على مطار بيروت الدولي يوما بعد يوم، مارس إرهابه على شركات الطيران (وعددها ثلاث) التي تم الإتفاق معها على تسيير الرحلة وجعلها تعدل عن موافقتها الواحدة تلو الأخرى، دون إعطاء أي توضيحات عن أسباب تراجعها في مرحلة أولى، وعدم الرد على إتصالاتنا المتكررة لاستيضاح هذه الأسباب في مرحلة ثانية. حزب الله، على ما يبدو، قام بتهديد هذه الشركات بقطع أرزاقها وطلب منها ربما عدم الاعتراف بذلك ونفي الخبر، وهو ما يفسر تصرفها المريب".
وأكد الرفاعي "أننا رغم ذلك لن نقوم بأي تحرك شعبي في اتجاه مطار بيروت، تفاديا لازدياد الفلتان الأمني هناك، ولن نقوم بأي تحرك احتجاجي ضد الجيش لأننا نؤمن بأنه سيكون مخلص الشعب اللبناني من إرهاب حزب الله، عاجلا أم آجلا".
وختم: "ولكن في النهاية نجحت مبادرتنا لأنها تحولت مطلبا شعبيا جامعا لا رجوع فيه، وسننطلق الآن إلى المرحلة الثالثة من المبادرة. سيتم تشغيل المطارات المدنية في مختلف المناطق اللبنانية، وسيعود الأمن إلى مطار بيروت ومحيطه، ولن نقبل بعودة أيام حواجز النظام السوري التي أذلت اللبنانيين عقوداً".
 
الميس: مستوى إجرامه غير مسبوق ويرتكب مجازر إبادة وفق مشروع عنصري
شتورة ـ "المستقبل"
دان مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس المجزرة المروعة التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مؤكداً أن "مستوى الإجرام الذي يرتكبه النظام السوري غير مسبوق، وهو يرتكب مجازر إبادة وفق مشروع عنصري لم يعد خافياً على أحد".
وقال في تصريح امس: "أمام هول الإجرام الذي طاول الأطفال والنساء والعجز والمواطنين المدنيين السوريين، لا يسعنا سوى تجديد تضامننا مع الشعب السوري المظلوم في وجه القتلة، ومناشدة المسلمين والعرب في كل أصقاع الأرض التحرك لوقف هذه المقتلة التي لم يشهد التاريخ مثيلاً لها". وناشد كل العالم "وقف التأييد الكلامي واتخاذ الخطوات اللازمة لوضع حد للمجزرة التي وقعت تحت أعين المراقبين الدوليين الذين اكتفوا بتواجدهم في فندق خمس نجوم خلال ارتكاب النظام للمجزرة".
واستنكر "بشدة مواصلة حزب الله تدخله في الحرب الى جانب النظام السوري، وتهديداته المبطنة والعلنية للطائفة السنية، وتسميته مناطق سنية مدعياً أنها تؤوي تكفيريين تمهيداً لاستهدافها"، مشيراً الى أن "هذه السياسة لا تخدم الوطن ولا الاستقرار ولا الأمن في البلاد وتناقض العيش المشترك، وتضع لبنان في مهب الرياح".
وحيّا دور رئيس الجمهورية ميشال سليمان، منوهاً بـ"مواقفه لجهة حماية الدولة". ودعا المعنيين في القوى الأمنية والجيش الى "أخذ دورهم في حماية الوطن والمواطن".
 
انطلقت من ساحة الشهداء باتجاه "الإسكوا" بمشاركة فتفت وشهيب ونورا جنبلاط
مسيرة شموع تنديداً بمجزرة "الكيماوي" في الغوطة
المستقبل...هيام طوق
كانوا نياماً، لم تشفع لهم براءتهم في تجنيبهم الموت المبكر الذي حدّد توقيته إجرام اتخذ قراره بذبح الإنسانية التي انتهت على أيدي "الكيماويين"، بمجزرة مروعة تعتبر الأعنف والأبشع منذ اندلاع الثورة السورية، وأودت بحياة مئات الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء جراء استخدام الغازات السامة وعمليات القصف الوحشي التي اصابت الغوطة الشرقية في دمشق أمس.
هول المجزرة وبشاعتها دفعا الشباب اللبناني بالاشتراك مع المؤسسة السورية للاغاثة الإنسانية والتنمية البشرية "نجدة ناو" إلى تنظيم مسيرة شموع صامتة، فاجتمعوا في ساحة الشهداء، ملبين الدعوة التي جاءت عفوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليطلقوا صرخة تستنكر الاجرام والقتل العشوائي والمجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري. مسيرة أرادوها أن تكون وقفة مع البراءة والطفولة، وقفة مع الحق ضد الظلم الذي خنق بغازاته السامة الأطفال ومئات الأبرياء، فارتدوا اللباس الأسود حداداً، ورفعوا اللافتات المنددة بالمجزرة وصور الأطفال الشهداء.
شارك في المسيرة ناشطون سوريون وشباب وشابات لبنانيون من مختلف المناطق تقدمهم النائبان أحمد فتفت وأكرم شهيب والسيدة نورا جنبلاط وفاعليات سياسية واجتماعية ومدنية وروحية.
المسيرة انطلقت من ساحة الشهداء حيث كان التجمع، وتوجّه المشاركون سيراً إلى مبنى "الاسكوا" حيث تلا الناشط السوري عاصم حمشو نداءً إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي، جاء فيه: "أكثر من 1360 شهيداً ربعهم على الأقل من الأطفال قضوا أمس خنقاً بعد قصف النظام للغوطة الشرقية بالأسلحة الكيماوية المحرّمة دولياً، عائلات بكاملها ومئات الأبرياء ذهبوا ضحية تخاذل الأمم المتحدة وفشل المنظومة القانونية الدولية في وقف المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري منذ أكثر من عامين".
وتابع: "تترافق هذه المجزرة مع وجود فريق التحقيق المكلف من الامم المتحدة للتحقيق في استخدام الكيماوي في دمشق، فإن هذا يعني ان النظام قد وجّه صفعة قوية للعالم والامم المتحدة وكل منظمات حقوق الانسان بأنه غير معني بالقانون الدولي ولا بالامم المتحدة ولا بأي حل سياسي في سوريا".
وطالب حمشو في النداء بأن "تتوجه لجنة التحقيق الاممية فوراً إلى الغوطة الشرقية للكشف والتحقيق في ملابسات الاستخدام السافر للكيماوي، ودخول المنظمات الإنسانية كالصليب الأحمر والهلال الأحمر فوراً إلى المناطق المنكوبة لاسعاف المصابين وتأمين الأدوية اللازمة والأغذية، وعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لادانة هذا الانتهاك الصارخ واتخاذ الخطوات الرادعة لوقف المجازر التي ترتكب بحق السوريين وآخرها الغوطة الشرقية".
ثم سلم حمشو والمعتصمون النداء إلى نائب الأمين التنفيذي للاسكوا نديم خوري قبل أن يضيئوا الشموع في حديقة الاسكوا عن أرواح الشهداء في مجزرة الغوطة.
فتفت
من جهته أسف عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت "للكلام الذي سمعناه من بعض الدول التي تعتبر نفسها عظمى، كالبيان الروسي المشكك في استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، والذي اعتبر أن هذا الإدعاء يثير الإشمئزاز".
وقال: "أتكلم اليوم من موقعي كإنسان وليس كسياسي، وأعبّر عن غضبي وثورتي على ما حصل. بشار الأسد ارتكب جريمة كبيرة، كما وان كل حلفاء بشار الاسد ارتكبوا الجرائم اينما كانوا في لبنان او في خارجه، والجميع يتحملون المسؤولية".
وشدد على "أن التاريخ سيحاسب كل من وقف إلى جانب بشار الاسد، في اي لحظة من اللحظات، في هذه المعركة التاريخية، ويجب ان نعلم ان ما يحصل هو على بعد عشرات الكيلومترات فقط من بيروت وهذا يستدعي منا يقظة ضمير كبيرة جدا لان هذه الامور لا تتوقف بسهولة وقد تصل الى حدود ما قام به هتلر وصدام".
ولفت الى ان "ما حصل في البوسنة نراه اليوم في دمشق، ودمشق جارة بيروت وليست بعيدة عنها".
وقال في حديث الى "المستقبل": "لا معنى للكلام بعد ما جرى في الغوطة، هذه الجريمة من أبشع جرائم العصر، يشارك فيها ليس فقط بشار الأسد بل كل من يقف الى جانبه كائناً من كان في لبنان أو في الخارج".
ورأى أن "هناك مشكلة في الضمير العالمي اليوم الذي هو الصامت الأكبر، وفي الضمير اللبناني إذ إن الناس لم تفهم بعد ماذا يجري في سوريا على بعد 100 كم من بيروت ويمكن أن يصل الينا بأي لحظة".
وأشار الى ان "المطلوب رفض الخوف الذي يجمّد الناس ويقتلهم بطريقة أخرى. الإجرام تعدّى اليوم حدود العقل والمنطق العسكري، وبات من المفروض أن تنتصر الحياة وهذا يتطلب أكثر مما نشهده اليوم في هذا التحرك".
وشدد على أن "ما يجري في سوريا يصيب كل انسان، فكيف نحن القريبين ولا نعرف أن هذا الاجرام يصل الينا إذ إن كل حليف لبشار الأسد أصبح صاحب جريمة، ومن جرّنا الى الحرب السورية يمكن أن يفعل أي شيء".
شهيب
وقال النائب شهيب: "علّ وعسى تفيد هذه المسيرة بشيء، في الضمير العربي أولاً والضمير العالمي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي. ما يجري في سوريا اليوم غير مسبوق إذ كانت هناك خطوط حمر في حمص وحماه وخرقت كل الخطوط الحمر واستخدمت الغازات السامة. صدام حسين استخدم المواد السامة في العراق، فأين أصبح؟". ولفت الى أن "المسيرة هي رد فعل من قبل الناس الموجوعة والمتألمة لما يجري في سوريا ولهذا العدد الكبير من الضحايا والغريب وجود فريق الأمم المتحدة للتحقيق".
من جهتها، لفتت الناشطة سارة الشيخ علي الى أن "هذه المسيرة أتت كرد فعل عفوي على المجزرة في سوريا، لكنها في الدرجة الأولى وقفة مع الحق والضمير، وربما تكون بداية سلسلة تحركات في هذا الإطار". وقالت: "نريد ايصال رسالة الى النظام السوري وحلفائه وشركائه في لبنان بأن التكفيري الحقيقي هو الذي قتل أكثر من ألف مدني في سوريا، وهو شريك أساسي في هذه الجريمة"، لافتة الى أن "هناك الكثيرين من بين المشاركين أتوا من الضاحية ليقفوا الى جانب أطفال سوريا".
وتوجه الناشط محمد المقداد الى أطفال سوريا بالقول: "سامحونا لأنه ليس باستطاعتنا أن نفعل أكثر من هذا"، متسائلاً "ماذا يمكن أن نقول بعد الذي حصل في سوريا وللأسف الانسان تحول الى رقم في ظل سلطة بشار الأسد".
وقال الناشط طوني حبيب: "يكفي قتلاً ودماً في عالمنا العربي حيث أصبح الموت سهلاً، ومن المفروض أن نغيّر هذه النظرة الى الموت ليصبح للانسان قيمة يستحقها".
واعتبر ان "مجزرة الأمس في سوريا لا مبرّر لها".
وسأل الناشط وليد فخر الدين: "أين الرأي العام من هذه المجزرة؟"، معتبراً انه "طالما استمر هذا النظام في سوريا سيستمر القتل".
إشارة الى أنه خلال التحرك تمّ التبرع لشراء دواء لعلاج الأطفال المصابين بالاختناق جراء المواد الكيماوية وإرسالها الى سوريا.
 
 
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,203,662

عدد الزوار: 6,982,793

المتواجدون الآن: 61