الوفد العلمائي لـ"حزب الله" زار شيخ العقل والغريب

حسن: نأمل أن تكون صفحة الخلافات طويت..يزبك: علينا العمل لتحصين الوطن من العدو

تاريخ الإضافة الأربعاء 8 تموز 2009 - 6:42 ص    عدد الزيارات 3986    القسم محلية

        


في اطار الخطوات الآيلة الى تكريس الانفتاح بين الحزب التقدمي الاشتراكي و"حزب الله"، تابع الوفد العلمائي لـ"حزب الله" جولته على المرجعيات الروحية الدرزية وزار امس برئاسة عضو شورى الحزب الشيخ محمد يزبك، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان، في حضور عدد من قضاة المذهب واعضاء المجلس المذهبي والمشايخ.
واستهلالا رحب الشيخ حسن بالوفد "سائلا المولى ان تساهم الجهود في رأب الصدع وتضييق الهوة بين الاخوة ابتغاء لوجه الله في اطار نبل الغاية وسلامة القصد واستهداف الخير، واستجلاب النفع ونشدان السلام والسعي الى العزة والأمان.
وقال بعد اللقاء، "ان "الوحدة الوطنية تبقى فوق كل اعتبار"، آملا ان تكون صفحة الخلافات السابقة قد طويت الى غير رجعة وداعيا الى فتح صفحة جديدة على قاعدة بناء الثقة والاحترام المتبادل بين الاطراف بما يضمن التنوع ويحميه.
واكد "اهمية رص الصفوف على المستوى الداخلي من اجل الوحدة الوطنية ولمواجهة التحديات الاقليمية والدولية الكبرى"، واثنى على اللقاء الذي جمع السيد حسن نصرالله والنائب وليد جنبلاط معتبرا انه "لتمهيد الطريق امام مرحلة جديدة قوامها التعاون والصدقية والشفافية، مع ما سيتركه ذلك من آثار ايجابية على المستوى الوطني ككل".
واضاف: "ان المقاومة تولد في افئدة الموحدين، وفي اي مجال في التصدي للاحتلال والغزاة والمحافظة على المقدسات. كما تمنى على المقاومة الاسلامية وبما حققته من نصر وانجاز عجزت امم عن فعله، وان تكون مثالا يقتدى لنسيج العلاقات المترابطة بين الدول الاسلامية كافة".
وتمنى الشيخ حسن "ان تدرك جميع الاطراف دقة هذه المرحلة وان تتعالى فوق الصراعات والتجاذبات الضيقة التي ادت الى التوتر والتشنج في المرحلة الماضية"، داعيا "هذه الاطراف الى تسهيل تأليف الحكومة الجديدة بما يتيح استكمال المسار المؤسساتي الطبيعي بعد انتهاء الانتخابات النيابية".
من جهته قال الشيخ يزبك: "كانت الرؤى موحدة، وكان الهم هو هذا الوطن ووحدة اهله وشعبه وكان التأكيد ان نعمل سويا على توحيد كلمتنا جميعا والانطلاق الى جميع اهلنا في لبنان، بمختلف الطوائف والمذاهب للقاءات روحية وسياسية واجتماعية"، ايمانا منا بان الوطن لا يكون عزيزا الا بالوحدة ولا تقوم الحرية الا بالتعاطف والتلاقي والمحبة، ولا يكون الامن والاستقرار الا عبر الدولة والمؤسسات، ولا تكون الحماية للوطن وسياجه الا بشعبه ومقاومته وجيشه.
نعمل من اجل هذه الوحدة ونتطلع اليوم مع كل لبناني الى الغد حيث تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها لبنان كل لبنان عبر اهله ومواطنيه فالكل يكون في هذه الحكومة ولا استئثار ولا عزل لاحد، لان الوطن لا يقوم الا بالجميع. لذلك جئنا الى هذه الدار المباركة بعد الزيارة المباركة لمشايخنا في الجبل الذين استقينا منهم الحديث الواحد، عليكم بالوحدة وعليكم ان تكونوا دعاة ومبادرين للوحدة. وكلنا متفقون على ان عدو لبنان هو عدو كل لبناني والعدو هو اسرائيل وعلينا ان نعمل من اجل تحصين هذا الوطن من هذا العدو، وانتم تعلمون ان رئيس وزراء هذا العدو يتدخل في شأننا اللبناني وفي تشكيل هذه الحكومة، وكان الرد عليه من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة، وكان ردا يعبر عن تطلعات اللبنانيين وانه تدخل في الشأن اللبناني ولا يمكن الحكومة الا ان تكون بكل مقومات الوطن ومكوناته. ونحن جميعا نمثل المكون الحقيقي للوطن لا اسرائيل ولا غيرها "من يريدون العبث بالوطن. نقول لكل العالم اننا في لبنان اليوم نتوجه الى وحدة وتماسك ليكون لبنان قوياً وتجذر بأهله وعقائده وارزه وسنديانه بكل مقوماته في مواجهة كل الالاعيب ليبقى لبنان عصيا على الآخرين، وقد اثبتنا بان لبنان باهله وشعبه وجيشه ومقاومته، وان مقولة "لبنان قوي بضعفه" ولت الى غير رجعة، نحن اقوياء بمحبتنا بعضنا لبعض وتعاوننا. من هذه الدار ننطلق بهذه الروحية، ونعاهد اهلنا وشعبنا في لبنان سنبقى الحماة والمدافعين عن الوطن لمواجهة اسرائيل وكل من تحدثه نفسه ان يعبث بأمن الوطن، ونسعى مع كل اللبنانيين الى مؤسسات ودولة قوية قادرة على حماية الوطن، ونأمل في القريب العاجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

 

حوار
 

وسئل يزبك عن أداء الرئيس المكلف سعد الحريري، فقال: "نرى في هذا الاداء ايجابيات عالية، ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقه في تشكيل حكومة وحدة وطنية".
وهل ستترجم الزيارة لقاءات مع طوائف أخرى؟ أجاب: "ان شاء الله".
وعن مواقف النائب جنبلاط قال: "نرى ان هذه المواقف طيبة وجديرة بالاهتمام، ونرى حرصه على وحدة لبنان ومكونات الوطن. وهذا اللقاء هو ترجمة للقاء الاستاذ وليد جنبلاط وسماحة السيد حسن نصرالله، وان شاء الله يكون هذا الانفتاح على كل اللبنانيين".
وعن زيارة النائب جنبلاط لدمشق قال: "الاستاذ وليد جنبلاط حدد ان الزيارة تكون بعد أن تزال كل العقبات من الطريق، ونحن مع دمشق نتطلع جميعا الى مصلحة لبنان وسوريا. وبالاحترام المتبادل الآن تُعبّد الطريق ان شاء الله لما يعود بالنفع للبنانيين وللعرب في شكل عام، ونعرف بأن الاستاذ وليد جنبلاط يتطلع من خلال رؤيته القومية والعربية، ولن يتخلى عن هذه الرؤية وسيلتقي مع كل أصحاب هذه الرؤية في دمشق وغيرها.
وعن تهديد (رئيس الوزراء الاسرائيلي) بنيامين نتنياهو لـ"حزب الله" والحكومة اللبنانية؟ قال: "نتنياهو يريد العبث بالساحة لأن حزب الله هو مكون من مكونات هذا الوطن، ولا يمكن ألا يكون حزب الله مشاركا في حكومة وحدة وطنية، والعدو الاسرائيلي لا يريد تحقيق حكومة وحدة وطنية، ولو كان في مقدور العدو ان يفعل أي شيء فلن يستأذن أحدا، ولكن وحدتنا والقوة التي يملكها لبنان من خلال احتضان المقاومة وأهلنا لها هي التي تجعل العدو يتوقف ويحسب حسابات".
وسئل، ما الذي يعوق زيارته مفتي الجمهورية، فأجاب: "ليست هناك أي اعاقة لزيارة مفتي الجمهورية عزيزنا وحبيبنا، وان شاء الله تكون الزيارة قريبا".

عند الغريب
 

ولاحقا زار (الشويفات - "النهار") الشيخ يزبك والوفد شيخ عقل طائفة الموحدين المسمى في لقاء خلدة نصر الدين الغريب في منزله في كفرمتى، في حضور جمع من مشايخ الطائفة وممثل الوزير طلال أرسلان لواء جابر.
بعد اللقاء تحدث يزبك ومما قال: "نحن واياكم جسد واحد ومنطلق ورؤية واحدة، وشاء الله ان يعزنا بهذا الوطن لبنان، وأن يعز لبنان بوجودنا المتنوع، باجتهاداتنا المتعددة التي تصب في نهاية المطاف في خدمة الوطن ووحدته وخدمة الانسان، والاخذ بيده الى ما فيه خيرنا وصلاحنا، وان شاء الله من خلال العقل والعقلاء والحكمة والحكماء، نستطيع أن ندفع عن هذا الوطن كل ما يكون سببا لتمزيقه، وازعاجه، ولذلك نحن اليوم معكم من أجل المحافظة على الوطن وتحصينه، ولا يحصن الوطن الا بوحدة أهله وشعبه وقدرته وامكاناته وقواه الأمنية وجيشه المدافع عنها ومقاومته التي أخذت على عاتقها ان تحفظ الوطن وتحميه. ونحن ندرك جيدا ان انطلاقة المقاومة هي من هذا الجبل الاشم الذي يرفض الذل والهوان، ولا سيادة ولا كرامة الا بسيادة المواطن وحريته وعزته (...)". واضاف: "نحن اللبنانيين اليوم أمام فرصة، فهل نستطيع أن نقرر مستقبلنا ومستقبل أجيالنا بحكومة وحدة وطنية لا عزلة فيها ولا انعزال لأحد، ولا استئثار بأمر على حساب الآخرين؟ فالكل شركاء في كل الامور، ونحن نعمل من أجل هذه المسائل ونبعد الذين يحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يمزقوا هذا الصف تحت عناوين متعددة ليبتلى لبنان بما أرادوا ان يقع فيه، فيكون فريسة في أيديهم".
ورحب الشيخ الغريب بالوفد قائلا: "ان ما يجمعنا معكم كثير، وأما ما يباعد بيننا فليس له وجود. أول ما يجمعنا في هذا الوطن هو لبنان، الوطن الحبيب الذي نتفيأ ظلال أرزه الخالد جميعا، مسلمين ومسيحيين، وما يجمعنا ايضا هو الدفاع المشترك عن الوطن، والمقاومة أساس فيه بجانب الجيش الوطني اللبناني. وبما أننا ذكرنا لبنان وأرزه الخالد، صار حريا بنا أن نذكر ثورة الارز. إن ثورة الارز هي التي كانت لحماية الثغور اللبنانية منذ ألف سنة، ولاسقاط 17 ايار في وجه الدول الغازية وعلى رأسها العدو الاسرائيلي. ثورة الارز هي المقاومة التي حررت جنوبنا الحبيب والتي دفعت الثمن الغالي بالدم وغير الدم من أجل لبنان كله. ان ما قيل في الماضي وهنا وهناك ربما كان افتراء. اننا نقدر لهذه المقاومة ولهذا الشعب النضال المستمر والتضحيات من أجل لبنان وشعبه وعروبته. ولقد ثبت أن المقاومة أينما كانت في لبنان او في فلسطين او العراق هي العنصر الاساسي في تحرير الاوطان الى جانب جيوشها، وان هذا العدو الرابض على حدودنا لا يفهم بلغة التفاوض بل بلغة السلاح".
وسأل: "أيصح أن تحضر سفيرة دولة أجنبية لتخريج ثلة من الامن الداخلي في لبنان؟ هذا لم يحدث حتى في وقت الانتداب، فكيف بنا اليوم؟".
وتوجه الى المسؤولين الروحيين والسياسيين "ليكونوا على المستوى المطلوب من المسؤولية".


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,756,986

عدد الزوار: 6,913,230

المتواجدون الآن: 106