الإمام موسى الصدر توفي في زنزانته بسجن طرابلس عام 1998! ..4 من عناصر حزب الله قتلوا في حمص

لبنان: إسقاط الحكومة لاتفاق أرباب العمل والعمال... سابقة تطيح الدور الوازن لرئيسها

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 كانون الأول 2011 - 6:10 ص    عدد الزيارات 2544    القسم محلية

        


لبنان: إسقاط الحكومة لاتفاق أرباب العمل والعمال... سابقة تطيح الدور الوازن لرئيسها
جريدة الحياة..بيروت - محمد شقير
 

قالت مصادر وزارية لبنانية إن مجلس الوزراء كان في غنى عن التداعيات السلبية للتصويت على مشروع القانون الذي أعدّه وزير العمل شربل نحاس لتصحيح الأجور وأدى الى إطاحة الاتفاق الذي توصل إليه الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية في هذا الشأن باعتبار أن هذه التداعيات ستنسحب على الجلسات المقبلة للحكومة في ضوء إصرار رئيسها نجيب ميقاتي على إعادة النظر في طريقة تعاطيه بالأمور الرئيسة المدرجة على جدول أعمالها.

وأكدت المصادر نفسها لـ «الحياة» أن الخطأ لم يقع على عاتق الوزير نحاس و «التيار الوطني الحر» الذي يمثله ولا على وزراء «حزب الله» وحركة «أمل» والآخرين المنتمين الى قوى 8 آذار، إنما على رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي اللذين سمحا لوزير العمل بإسقاط الاتفاق الناجز لتصحيح الأجور الذي توافق عليه الاتحاد العمالي مع الهيئات الاقتصادية ووافقا على طرح مشروع نحاس على التصويت من دون تقديرهما لتأثيره السلبي في الوضع الاقتصادي في لبنان ككل.

ولفتت الى أن نحاس حقق انتصاراً وهمياً لن يكتب له التطبيق وأن وزراء «حزب الله» وحركة «أمل» اضطروا الى مراعاته بناء لإلحاح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون وتهديده بالاستقالة بذريعة أن عدم إقرار مشروع وزير العمل يعني أن التحالف سقط في الاختبار خلافاً للتعهد الذي قطعه على نفسه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله للعماد عون.

وسألت المصادر عينها كيف سمح رئيسا الجمهورية والحكومة بتطيير اتفاق الاتحاد العمالي والهيئات الاقتصادية على رغم أنه حظي بتأييد وزراء «أمل» و «حزب الله» قبل أن ينقلبوا عليه لتفادي الوصول الى أزمة مع العماد عون، علماً أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان أول من سعى للوصول الى هذا الاتفاق ولعب دوراً للتقريب في وجهات النظر بين العمال وأرباب العمل.

ورأت المصادر أن تأييد وزراء «أمل» و «حزب الله» لمشروع نحاس لم يكن اقتصادياً وإنما سياسياً وإلا لما كانوا ترددوا في الدفاع عن اتفاق العمال وأرباب العمل. وقالت إن هذا الاتفاق بدا يتيماً لتراجع المدافعين عنه ممن شاركوا في صوغه.

وأكدت أنه لم يكن هناك مبرر لطرح مشروع نحاس على التصويت باعتبار أن تطبيق ما ورد فيه يلحق كارثة بالاقتصاد اللبناني لأنه يتضمن أفكاراً غير مدروسة ومتسرعة وشعبوية بصرف النظر عن المطالعة التي ستصدر في شأنه عن مجلس شورى الدولة.

وسألت المصادر: «هل يوقع رئيس الحكومة على مشروع نحاس على رغم أنه غير مقتنع بمضامينه؟». وقالت إن ليس هناك من قوة تفرض عليه توقيعه ليأخذ طريقه الى التنفيذ.

وعزت السبب الى أن لميقاتي رأياً وازناً في القرارات التي تصدر عن مجلس الوزراء، وبالتالي من غير الجائز تجاهل وجهة نظره، مع أن طرح أي قضية على التصويت هو من صلاحياته الدستورية.

وأضافت: «صحيح أن جلسة مجلس الوزراء كانت برئاسة رئيس الجمهورية الذي يحق له طرح الأمور الأساسية على التصويت في حال تعذر التوافق عليها، لكن الصحيح أيضاً أن رئيس الحكومة هو من يعد جدول الأعمال بعد التشاور معه وهو من يحق له أن يقترح التصويت».

ومع أن المصادر تعترف بأن تصويت وزراء «حزب الله» و «أمل» على مشروع نحاس كان سياسياً بامتياز وخلافاً لقناعاتهم، فإنها في المقابل لم تعرف حتى الساعة الأسباب الكامنة وراء تضامن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في التصويت على مشروع نحاس وهو المحسوب على رئيس الجمهورية.

ولا تجد هذه المصادر تفسيراً لانقلاب شربل على موقف رئيس الجمهورية سوى أن الوزير اتخذ موقفه قناعة منه بأنه لن يتحمل مسؤولية تلبيد الأجواء بين سليمان وعون بعد اجتماعهما في بعبدا بمبادرة قام بها عدد من الشخصيات المارونية في محاولة لإنهاء القطيعة بينهما وفتح حوار لعله ينتج اتفاقاً يضع حداً للاختلاف حول تعيين الرئيس الجديد لمجلس القضاء الأعلى.

كما أن المصادر لا تعرف الاسباب التي حالت دون مبادرة ميقاتي الى الطلب من سليمان، وقبل التصويت على مشروع نحاس، رفع الجلسة، فيما يتردد حالياً أن رئيس الحكومة يستعد للقيام بهجوم معاكس من أجل وضع جميع القوى السياسية أمام مسؤولياتها حيال ما أعلنه وزير الطاقة جبران باسيل من أن مجلس الوزراء سيشهد بعد الآن معادلة جديدة.

وأكدت أن المعادلة التي تحدث عنها باسيل لن ترى النور لأن ميقاتي لن يقبل بعد الآن أن يقال عنه إنه يرأس حكومة يتفرد «التيار الوطني» وحلفاؤه في اتخاذ القرارات فيها.

وبكلام آخر، لن يقبل ميقاتي، كما تقول المصادر، أن يكون ملحقاً بأحد في مجلس الوزراء، وكذلك الأمر بالنسبة الى وزراء «جبهة النضال الوطني» برئاسة وليد جنبلاط، إضافة الى أن لا مصلحة لرئيس الجمهورية في تغييب دوره الوازن في مجلس الوزراء، وإلا فإن عون سيتصرف على أنه الرئيس غير المنتخب للبلاد وهذا ما لم يعط له في السابق، فكيف سيعطى له اليوم.

واعتبرت أن أجواء الاحتقان التي خلّفتها الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء ستؤدي في حال استمرت من دون علاج الى انعدام الانسجام في مجلس الوزراء وتحويل الحكومة الى مجموعة من المربعات السياسية وهذا ما لا يتحمله وزراء «أمل» و «حزب الله» لما يترتب عليه من رد فعل من جانب ميقاتي.

وقالت إن نحاس ومن معه انتزع «هدية مسمومة» بسبب جرّه مجلس الوزراء للتصويت على مشروعه، إضافة الى أنه ليس في مقدور سليمان وميقاتي أن يكونا شريكين في هذه الهدية التي تضع البلد أمام المجهول بالمعنى الاقتصادي للكلمة وتقحم أرباب العمل والعمال في مشكلة على خلفية عدم قدرة الهيئات الاقتصادية على تطبيق المشروع، خصوصاً أنهما توصلا الى اتفاق لكن الحكومة صوتت ضده وهذه خطوة غير مسبوقة في تاريخ الحكومات في لبنان التي كانت تتبنى من دون تردد أي اتفاق من هذا القبيل.

لذلك، فإن مجلس الوزراء، في ضوء تصويته على مشروع نحاس، سيدخل في مرحلة سياسية جديدة من مؤشراتها أنه سيكون لميقاتي أسلوب آخر في تعاطيه مع الأمور المدرجة على جدول أعماله، ناهيك بأن تباهي باسيل بأن ما حصل أدى الى استحداث معادلة جديدة ستقحم الحكومة في اشتباك سياسي جديد يمكن أن يرتد سلباً على السلطة التنفيذية التي لن تسلم بشروط عون في التعيينات الإدارية العالقة بسبب إصراره على أن تكون حصة المسيحيين فيها من نصيبه بذريعة أنه يمثلهم في الحكومة وأن لا شيء «يمشي» من دون موافقته مع أنه يدرك أنه سيواجه «فيتو» من قبل ثلث أعضاء الحكومة زائداً واحداً إلا إذا عدّل رئيس الجمهورية في موقفه.

وعليه فإن الاستئثار بالسلطة من جانب عون من شأنه - وفق المصادر الوزارية - أن يشل قدرة الحكومة على الإنتاج من ناحية وأن يعيد خلط الأوراق من ناحية ثانية ما لم يضغط «حزب الله» على حليفه ناصحاً إياه بالتكيف لضمان بقاء الحكومة.

 

 

الأكثرية تبدأ بمساءلة ميقاتي والحريري يدعو لفــرض حظر جوّي على سوريا

جريدة الجمهورية
لا تزال الأنظار مشدودة إلى سوريا في ضوء تسارع التطوّرات الميدانية في الساعات الأخيرة، ولا سيّما في حمص حيث تحدّثت المعارضة عن هجوم شنّته القوات السورية على المدينة، فقتل ما لا يقلّ عن 31 شخصا وجرح العشرات، ما دفع فرنسا إلى التذكير بهدف نشر المراقبين مشدّدة «على ضرورة إنهاء القمع والعنف غير المسبوق الذي يمارسه نظام دمشق، في حين يجب اتخاذ كل التدابير لإنهاء المأساة التي تواجهها مدينة حمص بعيدا عن الأنظار».
تبدأ بعثة المراقبين العرب عملها اليوم بزيارة حمص وحماة وإدلب، ثم القامشلي وطرطوس وبانياس ودير الزور غدا. وقد طالبها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالتزام الحياد التام وبعدم الانحياز إلى أيّ طرف على حساب الآخر.
ومن جهته، شدّد الرئيس سعد الحريري على وجوب القيام "بكل ما يمكن القيام به" لوقف المجزرة التي تحصل في حمص، ورأى ان على الجامعة العربية الذهاب الى مجلس الأمن وطرح الملف السوري هناك لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وفي حال لجأت روسيا الى حق النقض دعا الحريري الى قيام قوة مشتركة مع تركيا.
وتعليقاً على كلام وزير الدفاع فايز غصن عن تسلل عناصر من "القاعدة" الى سوريا، اعتبر الحريري أن "هناك قاعدة واحدة وهي شبيحة بشار" في إشارة الى الرئيس السوري بشار الأسد.
"قاعدة" غصن
محليا، انشغلت الساحة السياسية بكلام غصن الذي جدّد قوله امس ان ما "أعلنه عن تسلل عناصر "القاعدة" الى سوريا لم يكن من قبيل التكهن والتحليل والاستنتاج إنما هو نتيجة معلومات توافرت لدينا وارتأينا انه من المفيد اطلاع الرأي العام عليها".
ولم يقنع كلام وزير الدفاع قوى 14 آذار وتيار "المستقبل"، علما ان وزير الداخلية مروان شربل كان ناقض معطيات زميله بقوله ان لا معلومات رسمية عن وجود للقاعدة في لبنان.
وتحدثت مراجع أمنية لـ "الجمهورية" عن نقص هائل في المعلومات والقرائن التي تؤكد كلام وزير الدفاع عن وجود القاعدة في البقاع اللبناني او في عرسال تحديدا، وأصرّت على النظر الى تصريحاته من زواياها السياسية وليست الأمنية.
وتزامنا قالت مصادر سياحية ان إصرار غصن على معلوماته انعكست سلبا على حركة الحجوزات السياحية التي تشهدها البلاد وخصوصا انها تجاوزت 98 في المئة في معظم فنادق بيروت. وتمنّت ألّا تطلق التصريحات الحادة التي يمكن ان تنعكس في توقيتها على الحركة السياحية في الأعياد.
وفي السياق، اعتبر رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري في اتصال مع "الجمهورية" ان تصريحات غصن هي "مجرد فبركة إعلامية لها غاياتها وأهدافها، وربما جاءت متناسبة مع توقيت ما حصل في سوريا من انفجارات"، متسائلا عن المعطيات والمعلومات التي استند إليها، وأكّد أنّ "لا عناصر أصولية ولا سلفية ولا عناصر لا للقاعدة ولا لأيّ جهة أخرى في عرسال". وكشف انه سيزور الخميس المقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي لشرح حقيقة الوضع والمطالبة بوضع حدّ لما تتعرّض له عرسال في كلّ مرّة من حرب إعلامية واتهامات باطلة لا أساس لها من الصحّة".
المعارضة تتحرّك نيابياً
وإلى ذلك، قالت أوساط نيابية في المعارضة إنّه في حال عدم اتخاذ الحكومة في جلستها الأسبوعية يوم الأربعاء موقفا واضحا وصريحا بالتبرّؤ من كلام وزير الدفاع وإدانة موقفه الزاعم بتسلل عناصر «القاعدة» من بلدة عرسال إلى سوريا، فهي ستتجه إلى طرح الثقة بالوزير إن كان طرح الثقة بالحكومة مجتمعة متعذرا، خصوصا أن مسألة بهذه الدقة والخطورة لا تناقش في وسائل الإعلام، كما أن المعلومات التي تحدث عنها يجب أن تكون موثقة ودامغة وأن يعرضها على مجلس الوزراء مجتمعا، لا أن يتفرّد بإطلاق مواقف تشكّل في اللحظة السياسية المتفجرّة على مستوى المنطقة خطرا على لبنان واستقراره، في حين أن رئيس الجمهورية أبدى يقينه أن أي لبناني وأي بلدة لبنانية لا يقبلان بإيواء الإرهاب.
جفاء بين بري وميقاتي
إلى ذلك، جرت العادة أن تدخل البلاد في قيلولة سياسية تفرضها عطلة الأعياد، لكن هذه المرة انعكست الأمور، إذ تحوّلت الأعياد الى وقت ضائع، لتأجيل مواجهة سياسية حتمية بقيت ارتداداتها قوية المفعول بعد الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء وما شهدته من تصويت سياسي على ملف الأجور.
ففي معلومات لـ "الجمهورية" ان حالة جفاء تسود العلاقة بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي الذي أمضى فسحة من الوقت في سويسرا، في سفرة لم تكن في حساباته الشخصية لكنّه قصدها بسبب استيائه مما جرى داخل الجلسة، مع العلم أنه عاد ليل أمس الى بيروت. ومن المنتظر ان تشكّل الجلسة الوداعية لعام 2011 المقرّرة غدا في بعبدا محطة لتظهير الأمور: فإمّا حلحلة يعمل عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتساعد فيها مأدبة الغداء التي تقام في قصر بعبدا على شرف الوزراء ويشارك فيها بري، أو تذهب الأمور الى مزيد من التعقيد.
وفي اي حال، فإنّ الهزّة التي أصابت الحكومة في جلستها الأخيرة انسحبت سلبا على كلّ الملفات التي تأجّلت الى مطلع العام الجديد، بما فيها التعيينات الدبلوماسية التي حصدت توافقاً شبه كامل حولها ولم يبقَ على جدول أعمال جلسة الغد سوى بنود عادية إلّا إذا أعاد مجلس شورى الدولة مشروع الأجور مع تعديلات، فيدرج على جدول الأعمال، من غير ان يعني ذلك ان الحكومة ستقرّه في جلسة الغد لأنه ما يزال يحتاج الى مزيد من الحوار لتأمين التوافق حوله. أمّا في حال ردّه، فيبدأ البحث تلقائيا عن آلية جديدة لتصحيح الأجور، ما يعني العودة الى نقطة الصفر في هذا الملف.
محاكمة ميقاتي "أكثرياً"
في هذا الوقت، بدا ان الأكثرية الوزارية قرّرت الاستمرار في حشر ميقاتي الى النهايات التي تعيده الى صفوف الأكثرية التي أنتجت حكومته بعد التكليف.
ونقل عن مرجع قيادي كبير في قوى 8 آذار قوله بصراحة مطلقة ان "على الأكثرية البدء بمحاكمة رئيس الحكومة ومواجهته بالسلاح الذي استخدمه الى اليوم في العديد من الملفات"، واعتبر ان التجربة التي شهدها مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة واحدة من المحطات التي على ميقاتي ان يستعدّ لها بكل قواه".
واعتبر المرجع الذي طلب ان يكون كلامه بتصرّف "جميع الحلفاء" ان "لجوء رئيس الحكومة الى طائفته في ملف تمويل المحكمة وابقاءه القديم على قدمه في بعض المواقع الأمنية والإدارية سيجعله في موقع المواجهة مع الأكثرية الوزارية التي قرّرت المواجهة بكلّ الوسائل المتاحة".
وقال "ان حشرنا في الزاوية من باب التهديد والتلويح بالاستقالة أمر مرفوض وهو بعلم الجميع "سلاح ذو حدين" ولن ينجو منه أحد. ومتى حان الوقت للمكاشفة والمصارحة لن تكون هناك أوراق مستورة.
مواقف سليمان ـ الراعي
في مجال آخر، توقفت أوساط مسيحية مراقبة باهتمام شديد أمام المواقف التي أطلقها كلّ من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الجمهورية، لجهة تقاطعها وتكاملها تحت عنوان مشروع الدولة في لبنان، ففي حين تجاوز البطريرك مطلب قوى 14 آذار بإعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح، إلى الدعوة للبنان منزوع السلاح، مجدِّدا التأكيد "على عدم قدرة أحد على وقف العدالة"، ومطالبا بضرورة إصدار قانون يمنح العفو إلى اللبنانيين الذين لجأوا قسرا إلى إسرائيل، ذهب سليمان إلى حدّ رفع الغطاء عن وزير الدفاع بالقول: "أنا أكيد أن أي لبناني وأي بلدة لبنانية لا تقبل بإيواء الإرهاب"، مجدِّدا الدعوة إلى "إطلاق الحوار سريعا، ومن حيث توقف، أي عند نقطة الإستراتيجية الدفاعية"، معتبرا "ان السلاح المنتشر في المدن يجب نزعه وهو بات مطلبا لبنانيا شبه جامع"، مبديا ثقته بـ "إمكانية وضرورة التوصّل إلى قانون انتخاب يؤمّن حسن التمثيل للجميع".
واعتبرت الأوساط أن هذه المواقف تؤشر إلى وجود تواصل وتنسيق، بين المرجعيتين الروحية والزمنية، ما يمنح الرئاسة الأولى قوة دفع ويعزز دورها ومكانتها المسيحية كما الوطنية، خصوصا أن العلاقة الوطيدة التي تجمع الراعي بسليمان تختلف عن طبيعة العلاقة التي جمعت البطريركية مع رؤساء بعد الطائف نظرا للأسباب والظروف السياسية المعلومة، ويأتي هذا التقاطع في اللحظة التي شهدت فيها بكركي توافقا مارونيا استثنائيا على الاقتراح الأرثوذكسي، الأمر الذي يسجل في خانة البطريرك وجهوده على هذا المستوى.
وأشارت الأوساط إلى "أنه من أجل أن تتكلل جهود الراعي يجب سحب الموضوع الإداري من كونه مسألة بين سليمان والنائب ميشال عون إلى اعتباره قضية تخصّ كل المسيحيين داخل السلطة وخارجها، وذلك لعدة أسباب أهمها أن الانتقال الذي حصل على مستوى السلطة التنفيذية تم بطريقة غير ديموقراطية، وبالتالي لا مصلحة في العودة إلى الفصل في اللحظة التي نجحت فيها بكركي بالوصل".
ولفتت الأوساط إلى تكرار الراعي لموقفه من السلاح، ما يؤشر إلى رغبته بالرد على محاولات تفسير موقفه السابق التي ذهبت إلى حد تأويله ما لم يقله بالتمييز بين سلاح "المقاومة" والسلاح الفلسطيني، علما أن موقفه كان واضحا وضوح الشمس لناحية حصر السلاح بالدولة اللبنانية وحدها، وبالتالي الهدف من إعادة التأكيد على موقفه السابق إزالة أي التباس ووضع حد لأي تأويل من هنا أو من هناك.
وأكدت الأوساط أن "مواقف الراعي من المحكمة والعدالة والسلاح ومرجعية الدولة أعادت الاعتبار لأدبيات بكركي وثوابتها، مع فارق أن الراعي يبدي حرصا شديدا على ألّا تشكّل مواقفه سببا لقطيعة مع "حزب الله"، ولذلك يعمل على المزاوجة بين المواقف المبدئية والعلاقة الشخصية التي تفتح بنظره الباب أمام حوارات جدية يمكن أن تؤدي إلى تقاطعات قد تقود في لحظات معينة إلى تسوية لبنانية-لبنانية تحت عنوان الدولة".
كما نوّهت الأوساط بمواقف سليمان الذي رفض "التصريحات الأمنية" وما قد تجرّه على لبنان، ولعل أهمية هذا الموقف أنه أتى أولا من رئيس الجمهورية المسيحي الرافض وصم بلدة معظم سكانها من الطائفة السنية بالقاعدة والإرهاب، كما أنه نأى بلبنان عن الأزمة السورية وتداعياتها على الساحة المحلية.
أمّا حيال دعوة سليمان إلى نزع السلاح المنتشر في المدن ضمن أسس طاولة الحوار، فرأت فيه الأوساط مدخلا للعودة إلى هيئة الحوار، خصوصا في ظل دعواته المتكررة التي لم تلق صدى لغاية اللحظة، وبالتالي وجد سليمان في هذا المطلب الجامع فرصة لانعقاد الهيئة والبحث في الآليات التي تقود إلى نزع هذا السلاح، على أن تكون مقدمة للانطلاق مجددا بنقطة الاستراتيجية الدفاعية.
ولفتت الأوساط أخيرا إلى إشارة سليمان إلى "ضرورة التوصّل إلى قانون انتخابي يؤمّن حسن التمثيل للجميع"، في رسالة واضحة لتأييده ما تم التوصّل إليه في بكركي تحت عنوان حسن التمثيل وبمعزل عن شكل الاقتراح الانتخابي، خصوصا أن الهدف الأساس من اللقاءات المارونية في بكركي هو إعادة تصحيح الخلل في التمثيل المسيحي.
الجميّل لـ "الجمهورية"
وفي المواقف، قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل لـ «الجمهورية» تعليقا على دعوة سليمان الى إحياء طاولة الحوار: "نحن في الكتائب نادينا وما نزال بضرورة الحوار والتواصل البناء سبيلا الى معالجة كل الملفات العالقة في لبنان، لكننا وفي الوقت عينه نتوقف دائما عند الهدف من أي حوار. وإذا لم يكن الحوار وسيلة للوصول الى الهدف الواضح لا نرى جدوى منه. والمهم في أي دعوة الى الحوار متى وجّهها فخامة رئيس الجمهورية أن تكون مبنية على أفكار واقتراحات يمكن ترجمتها وتحقيقها وقائع". وأضاف: "من المهم أيضا ان نحضر إلى طاولة الحوار بقلوب وعقول مفتوحة وبنيّة الحوار، وإذا بقيت الأمور على ما هي عليه وجاء البعض إليها بموقف عقائدي ومتحجر فلِمَ الحوار؟".
وقال: "أنا لا أراهن على شيء، ولا شيء محسوم لأحد أو على حساب أحد، فإلى اليوم المواجهة القائمة في المنطقة صعبة ولم تنته بعد. ولربما هنالك من يراهن على أحداث سوريا ولذلك اعتقد أن هناك أطرافا معينة لم تبد الى الآن أي استعداد لأي خطوة أو مبادرة في الوقت الراهن".
 
ميقاتي تلقّى «رسالة كبيرة» حدّها مطلع آذار المقبل
بين الأزمة السوريّة المتوالية فصولاً والتي تجعل ساعة الوضع اللبنانيّ معلّقة عليها، وبين استحقاق تجديد العمل ببروتوكول المحكمة الدوليّة أو عدمه مطلع آذار المقبل، يُنتظر أن يكون الوضع الداخليّ مفتوحا على احتمالات شتّى، خصوصاً إذا لم تستوِ العلاقة بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبين فريق 8 آذار بعد أزمة تمويل المحكمة الدوليّة.
جريدة الجمهورية..طارق ترشيشي
يقول قطب بارز في فريق 8 آذار إنّ "الرسالة وصلت"، معلّقاً على ما حصل في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء من تصويت لمصلحة مشروع وزير العمل شربل نحّاس أسقط مشروعا "رضائيّا" توصّلت اليه الهيئات الاقتصادية والاتّحاد العمّالي العام برعاية ميقاتي على هامش تلك الجلسة.
والذي وصلته الرسالة هو رئيس الحكومة الذي سارع الى التعليق إثر تلك الجلسة للتأكيد شخصيّاً أنّ "الرسالة وصلت" ملتزماً نتيجة التصويت الوزاري. لكن هذا القطب أكّد أنّ رئيس الحكومة كان تلقّى قبل أيّام سبقت جلسة التصويت على مشروع نحّاس "رسالة كبيرة جدّا" تتخطّى الرسالة المتعلّقة بموضوع زيادة الأجور الى مستقبل العلاقة بينه وبين فريق 8 آذار مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية العمل ببروتوكول المحكمة الدولية مطلع آذار المقبل، حيث سيكون رئيس الحكومة ملزماً بعرض أمر تجديد العمل بهذا البروتوكول على مجلس الوزراء، على الرغم من أنّه يدرك أنّ الاكثرية الوزارية لن توافق عليه، ويدرك في الوقت نفسه أنّه لا يستطيع ان يوجد ايّ مخرج لهذا الموضوع خارج مجلس الوزراء كما فعل في شأن موضوع تمويل المحكمة عبر حساب الهيئة العليا للإغاثة في مصرف لبنان استنادا الى المخرج الذي اوحى به اليه رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وجنّب الحكومة الاستقالة بعدم تنفيذ ميقاتي تهديده بالاستقالة إذا لم يتمّ التمويل، وجنّب البلاد تاليا خطر الوقوع في فراغ حكومي طويل.
ويشير القطب نفسه الى "أنّ لبنان غير ملزم، ولا أحد يستطيع أن يلزمه، بتجديد العمل ببروتوكول المحكمة، وأنّ ميقاتي في حال لوّح بالاستقالة مجدّدا إذا لم توافق الاكثرية الوزارية على هذا التجديد، وهو يعرف منذ الآن انّها لن توافق، فإنّ البلاد ستدخل في مرحلة سياسيّة جديدة محفوفة بكثير من المخاطر، خصوصا إذا تغيرت الاصطفافات والتموضعات السياسية الراهنة في ظلّ التطورات المتلاحقة التي تشهدها الساحة السوريّة". ويكشف القطب في هذا السياق أنّ ميقاتي الذي ردّ مباشرة على من ابلغه "الرسالة الكبيرة" مؤكّداً رغبته في فتح "صفحة جديدة"، مشفوعة بتبريرات للأسباب التي دفعته الى التلويح بالاستقالة، مشيرا الى أخذه بنصيحة برّي في شأن مخرج التمويل.
لكنّ ميقاتي سمع بالمقابل ممّن أبلغه الرسالة "عتباً كبيرا" على أنّه لم يستشر أحداً عندما لوّح بالاستقالة، في الوقت الذي تصرّف حلفاؤه في الأكثرية داعمين له لتكريس زعامة كبيرة في بيئته وعلى المستوى الوطني ولم يتوقّفوا عند أشياء كثيرة حصلت ومواقف اتّخذها ووجدوا في بعضها احيانا خروجا، او عدم انسجام مع توافقات سابقة تمّت بعد تأليف الحكومة حول ملفّات كثيرة حسّاسة، ومنها التمويل ومنها ما يتّصل بالعلاقات بين الحلفاء، ووجوب الأخذ في الاعتبار مصالحهم السياسية بما يحصّن مواقفهم، وتاليا موقف الجميع في موافقة الخصوم الذين رفعوا منذ سقوط حكومتهم وما يزالون شعار إسقاط الحكومة والأكثرية التي أنتجتها.
وبحسب القطب البارز نفسه فإنّ "الرسالة الكبيرة" التي تبلّغها ميقاتي احتوت ايضاً على الطلب منه ان يحسم أمره باكراً سلبا أو إيجاباً في شأن بروتوكول المحكمة، لكي لا يتكرّر ما حصل حول التمويل، من تلويح بالاستقالة وخلافه، حتى يبنى فريق 8 آذار على الشيء مقتضاه منذ الآن، وأنّه إذا كان ينوي الاستقالة فإنّ عليه ان يفعل ذلك منذ الآن، وأن يدرك أنّ خطوة كهذه ستضع البلاد أمام مرحلة مفتوحة على احتمالات شتّى لن تكون بالطبع مساعدة على تأليف حكومة جديدة بسلاسة وسهولة. أمّا إذا كان لا ينوي الاستقالة فإنّ عليه أن يطرح موضوع تجديد العمل ببروتوكول المحكمة على مجلس الوزراء ويتمّ التصويت عليه، فإذا جاءت النتيجة سلبيّة، عندئذ يمكن ميقاتي أن يكون في حلّ من أيّ إحراج، ومثل هذا المخرج كان متّفقاً عليه أن يتمّ في شأن التمويل، لأنّ رئيس الحكومة لم يطرحه في مجلس الوزراء ويترك للأكثرية الوزارية أن تصوّت عليه، بل ذهب الى خيار التلويح بالاستقالة، الأمر الذي دفع برّي الى الدخول على الخطّ والنصح بالمخرج الذي كان، لتلافي ما كان يمكن أن يكون...
وفي انتظار "استحقاق البروتوكول"، إذا جاز التعبير، وفي ضوء "الرسالة الكبيرة" أيّاها، يؤكّد القطب أنّ مرحلة جديدة ستبدأ مع بداية السنة الجديدة، ستنصبّ خلالها الاهتمامات على الآتي:
أوّلاً، بَتّ ملفّ "الشهود الزور" في قضيّة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بإحالته على القضاء اللبناني، بعدما رفعت المحكمة الدوليّة يدها عن هذا الموضوع معيدة الصلاحية إليه.
ثانياً، إجراء التعيينات الإداريّة لملء الشواغر في كلّ الإدارات والمؤسّسات العامّة، لأنّ التأخير في إنجاز هذه الخطوة ليس له ما يبرّره، ولا يجوز ان يكون هناك أيّ خلاف حوله بين "أبناء الصفّ الواحد الذين اجتمعوا في "حكومة كلّنا للوطن، كلّنا للعمل".
ثالثاً، السير قدُما في تنفيذ المشاريع الحيويّة والكبيرة التي تقرّرت وفي مقدّمها مشروع الكهرباء ومشروع التنقيب عن النفط في البحر والبر بعد إنجاز المراسيم التنفيذيّة والمناقصات وكلّ الترتيبات اللازمة، وإعطاء سلفات الخزينة اللازمة لهذه المشاريع، واستكمال تنفيذ مشروع سدّ العاصي بعد خروج الشركة الصينيّة التي كانت التزمته، بسبب بعض التعقيدات التي واجهتها، ولم تساعدها الحكومات السابقة على تذليلها.
 
 
اجتماع تضامني مع الشعب السوري وأهالي عرسال ووادي خالد
"اللقاء العلمائي" يطالب لجنة الدفاع بمساءلة غصن على تصريحاته
عكار ـ "المستقبل"
عقد "اللقاء العلمائي في لبنان" لقاء تضامنياً مع الشعب السوري المظلوم وأهالي بلدة عرسال ومنطقة وادي خالد، في قاعة "اليلدزلار" في الكواشرة امس، حضره رئيس "اللقاء التشاوري المستقل" الشيخ محمد بكار زكريا، الشيخ سميح عبد الحي ممثلاً مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي ووفد من مشايخ الافتاء في عكار، ممثل عن الشيخ داعي الاسلام الشهال، شيخ القراء بلال بارودي، الشيخ زكريا المصري، امام وخطيب مسجد المنية ـ المخاضة الشيخ رسلان ملص، المشرف على "جمعية الوفاق والتنمية" الشيخ رائد كبارة، الشيخ زيد زكريا، الشيخ أحمد عبد الواحد، وحشد كبير من العلماء والأئمة والخطباء والفاعليات العكارية.
بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم للشيخ أحمد أيوب، وكلمة تنديد بالمجازر والوحشية في المدن السورية ألقاها الشيخ محمد مرعب، تلا الشيخ محمد بكار زكريا بياناً باسم المجتمعين جاء فيه: "إزاء تفاقم المجازر في سوريا وانتهاك الأعراض وقصف المدن واغلاق المساجد وكثرة الاعتقالات، بحيث وصل عدد القتلى إلى ما يزيد على ستة آلاف ومئتي شهيد، حسب احصاءات الأمم المتحدة، وبلغ عدد المعتقلين والمفقودين عشرات الآلاف مع وصول لجنة المراقبين المنبثقة عن الجامعة العربية، ومع اتهام السلطة اللبنانية للمناطق الحدودية التي اعتدى عليها شبيحة الأسد مراراً بأنها تأوي ارهابيين لا سيما منطقتي عرسال ووادي خالد، تداعى اللقاء العلمائي في لبنان إلى اجتماع عاجل في عكار ضمن سلسلة اللقاءات التي يقوم بها منذ بدء الثورة السورية المباركة".
وبارك للشعب السوري الأبي "استمراره في ثورته المجيدة"، ودعاه إلى "الثبات والتوكل على الله تعالى". وأهاب بوفد المراقبين العرب أن "يقوم بواجبه في حماية المدنيين العزل من آلة القتل الوحشية، التي بلغت حد الجنون بعد الأيام التي تلت توقيع البروتوكول"، مطالباً اياه بـ "العمل بمهنية لكشف الجرائم، التي ترتكب بحق الشعب السوري الثائر، واخذ الحذر من المراوغة التي يعتمدها النظام إلى الفبركات التي يجيدها النظام في التعامل مع الأحداث وليس من أواخرها التفجيرات المشبوهة على أرض الشام لصرف الأنظار عن أعماله البربرية والوحشية التي يرتكبها". وحذر من "استمرار الضغوط، التي تمارسها بعض الأجهزة الأمنية على أهالي المناطق الحدودية الذين احتضنوا اخوانهم السوريين الفارين من بطش النظام، لا سيما في منطقتي عرسال ووادي خالد". واستغرب "ما صدر عن وزير الدفاع اللبناني (فايز غصن) من تصريحات مريبة يتهم فيها بلدة عرسال بتهريب الأسلحة وايواء الارهابيين"، مطالباً غصن بـ "القيام بواجبه بضبط الحدود وحماية المدنيين العزل من اعتداءات عصابات الأسد المتكررة". وطلب من لجنة الدفاع البرلمانية "مساءلة وزير الدفاع لجهة ادعاءاته على بلدة عرسال خصوصاً وأن الادعاءات الرسمية لنظام البعث استندت إلى تصريحاته".
وأشاد بـ "الموقفين الليبي والتونسي بدعمهما للمعارضة السورية"، داعيا سائر الدول الاسلامية والعربية الى "الوقوف إلى جانب خيارات شعوبها بدعم الشعب السوري الثائر". وأبدى استغرابه لـ "الصمت المريب للمفتين وبعض العلماء حيال ما يجري ضد الشعب السوري الأعزل والمظلوم"، داعيا اياهم إلى "اتخاذ موقف شرعي في نصرة أهلنا المظلومين في سوريا".
وأهاب بـ "الشعوب العربية والاسلامية التعبير عن غضبها ازاء ما يجري ضد الشعب السوري من آلة النظام البعثي بالتحرك السلمي للضغط على الحكومات لطرد سفراء النظام المجرم من بلادهم"، مثنياً على "ثبات وتضحيات أهل درعا وحمص وحماة واللاذقية وريف دمشق وإدلب وجبل الزاوية وسائر المدن المنتفضة". وحض باقي المناطق وخصوصاً حلب والشام على "الالتحاق بركب اخوتهم الثوار".
وأعلن عن قيامه باعتصامات وتاهظرات في كل المناطق اللبنانية عقب صلاة الجمعة المقبل "للتعبير عن التضامن مع الاخوة في سوريا"، مطالبا "كل الخطباء بالمشاركة في هذا التحرك والدعوة إليه". وبارك للشهداء، متمنياً الشفاء للجرحى و"الفرج العاجل للشعب السوري بزوال النظام الجائر". وأهاب بأهل الخير "مواصلة دعم اخوانهم في الميادين كافة".
 
الموسوي: شرعية المقاومة مستمدّة من أعمالها ولا تنتظر توفّرها لمواجهة التهديد الذي يطالها
جريدة اللواء
طالب عضو كتلة <الوفاء للمقاومة> النائب نواف الموسوي خلال حفل تأبيني في بلدة طورا، الدولة اللبنانية بحماية مغتربيها من التهديد الذي يتعرضون له من قبل أعداء لبنان في العالم، معتبراً أن الدولة التي لا تعرف مكان انتشار جاليتها وعدد سكانها في هذا البلد أو ذاك، هي دولة عاجزة عن التواصل معهم وتجهيز بنية تحتية في الطوارئ والأزمات· مشيراً إلى أن السبب الرئيسي لهجرة أبناء الجنوب هو غياب المشاريع عن منطقتهم وعدم توفر فرص العمل في مؤسسات الدولة، فضلاً عن أن التوزيع الطائفي والمذهبي للمناصب والمواقع والوظائف يجعل حصة هذه المنطقة غير كافية لاحتواء الشباب الذي يتخرج من تعليمه· مذكّراً بضرورة تحويل مرفأ الناقورة إلى مرفأ تجاري للترانزيت، والعمل على بدء الدراسة الفعلية لإنشائه لما يحمله من أهمية في إطلاق عمليةٍ اقتصاديةٍ متكاملةٍ تشمل النسيج الوطني بأكمله، وتؤمن فرص عمل جديدة، وتجنب منطقة جبل لبنان مجازر الشاحنات المتكررة· مشيراً، بأن الحكومة اللبنانية مطالبة بتحمل مسؤولياتها تجاه الشريحة الأوسع من الشعب والتي تعاني من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية·
واعتبر النائب الموسوي أن استجابة الحكومة لمطالب فئةٍ كبيرةٍ من الشعب اللبناني متمثلةً بالاتحادات العمالية وهيئة التنسيق النقابي بإعادة الاعتبار للصفة أو للكيفية القانونية للحد الأدنى للأجور في لبنان يعد إنجازاً مهماً للحكومة لم يتحقق له مثيل منذ العام 1994· ورأى أن هذه الحكومة تحمي الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وتجنب لبنان صغارات الرؤى السياسية التي تخدم الأعداء·
وأكد النائب الموسوي أن <على الحريصين على تطبيق اتفاق الطائف أن يعلموا أن القرار في لبنان هو قرار جماعي وليس وقفاً على فئةٍ واحدةٍ أيا كان شكلها، وأن علينا جميعاً أن نعيش معاً ونستمع بإنصاف الى الأطروحات التي يعلنها شركاؤنا في الوطن، وأن نفهم هواجسهم آملين في المقابل أن يفهم من في البلد هواجسنا من الحرب الأميركية في لبنان والمنطقة، ومن الاختراق الأمني الأميركي الإسرائيلي الإستخباري للبنان، مطالباً الهيئات القضائية المعنية بممارسة واجبها والبدء بملاحقة العملاء والقتلة>·
ورأى الموسوي أن <هناك فريقاً في لبنان لم يهتم بما تقوم به المخابرات الأميركية في وطننا، وحوّل اهتمامه عما كشفته المقاومة عن وقائع تفصيلية لنشاط عملاء هذه المخابرات وضباطها إلى الاهتمام بما يفعله حزب الله في مواجهة هذه الخروقات ومسائلته، فكان الرد أننا كنا ولا نزال ننطلق من إرادةٍ شعبيةٍ مصممةٍ على حماية لبنان في مواجهة أعدائه، وأنه لو تولوا مهمة منع المخابرات الأميركية من أن تنشط في لبنان لما كانت المقاومة بحاجة الى إنفاق الجهود والمقدرات في مواجهتها، وأن المقاومة لن تنتظر في أي وقت من الأوقات شرعية من أجل مواجهة التهديد الذي يطالها>، مضيفاً: <هذه المقاومة تستمد شرعية أعمالها من الشرعية الشعبية والإنسانية والتشريعية والتنفيذية، ومن الشرعية الدستورية التي نالتها بالتزام البيانات الوزارية لكل الحكومات السابقة بنهج المقاومة وحصولها على ثقة المجلس النيابي>·
وأكد الموسوي أنه لولا الجهود الحكيمة التي يقوم بها الائتلاف المعبر عنه بالحكومة اللبنانية الراهنة لكان لبنان أمام منزلق خطير يجعله هدفاً للحرب الأميركية المباشرة تحت عنوان العمل الإستخباري كما يحصل في بغداد ودمشق وكل هذه المنطقة، والتي تحاول التعويض عن هزيمة العراق، وإرباك خصومها والمجتمعات المحلية، إما بعمليات أمنية قاتلة أو باستشراق الفكر التقسيمي المذهبي الطائفي التكفيري>·
 
لجنة التحقيق درست وأوصت... ونصر الله اتخذ القرارات
إيلاف تكشف معلومات عن عودة حزب الله لنشاطاته في المثلث اللاتيني
إيلاف... سيف الصانع من لندن وعلي باقي من بيونس ايرس:
 توفرت لإيلاف معلومات من مصادر غربية وأوسطية أن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، عاود تعزيز بنيته التحتية، في أميركا اللاتينية، وأعاد تنشيط عملياته في منطقة المثلث الجنوبي (الأرجنتين، والبرازيل، وبراغواي) وفي المكسيك.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، اتخذ قرارا قبل حوالى سنة، بتجميد نشاط حزب الله في تلك المنطقة، إثر انكشاف البنية التحتية للحزب في أميركا اللاتينية، ويرأس البنية التحتية للحزب علي جميل ناصر، ويبلغ من العمر 30 عاما، وهو مواطن مكسيكي، ومصمم غرافيكي يعيش في مدينة تيخوانا، وعلى علاقة وثيقة، مع أشخاص آخرين يعملون في المجال نفسه، في كل من البرازيل والأرجنتين.
وتوفر لإيلاف أيضاً أن النشاط جرى تجديده، إثر توصية من قبل لجنة تحقيق، أمر السيد نصر الله بتشكيلها فور انكشاف أمر البنية التحتية العملياتية لحزب الله.
ويترأس اللجنة المساعد الامني للسيد نصر الله، مصطفى بدر الدين، الذي حل محل عماد مغنية كرئيس للجناح العسكري والعملياتي لحزب الله، وفي الوقت نفسه هو أحد المطلوبين الدوليين في قضية مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
ومن المعروف أن مصطفى بدرالدين، الذي يستخدم الاسم الحركي (إلياس صعب)، هو ابن عم وصهر القيادي العسكري في "حزب الله" عماد مغنية الذي اغتيل في سوريا العام 2008.
وأمضى بدر الدين سنوات في السجون الكويتية في الثمانينات من القرن الماضي بعد أن قاد محاولة فاشلة لاغتيال أمير الكويت الراحل جابر الأحمد الصباح، إلا ان الجيش العراقي اطلق سراحه بعد غزوه الكويت عام 1990.
اللجنة التي شكلها نصرالله توصلت إلى أن أفراداً من الحزب "تهاونوا" في عملهم ما سهّل اختراق الخطط الموضوعة، خصوصاً مع تزايد النشاط الاستخباراتي الغربي في تلك الدول اللاتينية، وهو ما أفشل سنوات من الجهود العملية والخططية والأموال الضخمة التي استثمرها الحزب لبناء قاعدة صلبة ومتينة تمكنه من القيام بعملياته بسرية وسرعة كبيرة.
ويهدف حزب الله من خلال هذه الخطط إلى تسهيل نقل الأسلحة والمعدات بين دول مختلفة في القارة، إضافة إلى تنفيذ الهجمات التي يقررها الحزب أو إيران بسرعة ودون ترك بصمات تتبع أثرهم.
ووفقاً للمصادر ذاتها فإن اللجنة درست أيضاً التعاون الوثيق بين البنية التحتية في هذه الدول وبين المخابرات الإيرانية وضباط من الحرس الثوري يخدمون في تلك المناطق، وأوصت اللجنة بتثبيت هذا التعاون لأن من شأن ذلك أن يعزز قدرات البنية التحتية من خلال تزويدها بالوثائق والمعلومات والأسلحة، فضلاً عن الغطاء اللوجستي. ويتكون غالبية أعضاء البنية التحتية في تلك الدول من شيعة لبنانيين استقروا هناك، أو من أبناء الشيعة المهاجرين الذين يحملون جنسية هذه الدول.
هذه الخطوات التي قام بها حزب الله استغلت شهر رمضان، الذي توافق مع مطلع شهر آب لهذا العام، وكذلك قبيل عيد الأضحى، إذ تم إيفاد بعض الكوادر تحت غطاء زيارات دينية يقوم بها رجال دين شيعة أتوا ليلقوا خطباً ومواعظ دينية في الجوامع الخاصة بشيعة أميركا اللاتينية، حيث تلقى هؤلاء الكوادر تعليمات بالاتصال بشخص يعرف باللقب (R)، وهو ما يشير بصورة شبه مؤكدة إلى شقيق محسن رياني المقيم في البرازيل، فيما سيعمل آخرون مع جميل ناصر المقيم في المكسيك.
 
4 من عناصر حزب الله قتلوا في حمص وأمن المقاومة يحقق مع سوريين ويصوّرهم في الأوزاعي والضاحية...ومئات من عناصر جيش المهدي دخلوا من العراق
 موقع 14 آذار.. طارق نجم
بعد 10 أشهر من الثورة السورية، بات نظام بشار الأسد يعول أكثر فأكثر على عناصر أجنبية من أجل الإمساك بالأرض. لم يظهر ثوار سوريا عبثاً على شاشات التلفزة وهم يحرقون صور حسن نصرالله أمين عام حزب الله وأعلام حزبه. نعم لقد بات بشار الأسد قدوة لحزب المقاومة الذي أدار ظهره على ما يبدو للعدو الإسرائيلي كما فعل الأسد (أباً وإبناً) في الجولان، وبات أمن الحزب وعناصره معنيون بالمعارضين السوريين في سوريا ولبنان. هذا ما أشارت إليه آخر المعلومات التي نقلها مواطنون سوريون آتون من سوريا الى لبنان رووا لموقع "14 آذار" مشاهداتهم وما مرّوا به. هذه التحركات الأمنية والعسكرية جاءت ترجمة لمواقف نصرالله الذي "أثنى على بشار الأسد باعتباره "رئيس مقاوم".
وقد روى أحد هؤلاء المواطنين حكاية سرفيس (أي فان لنقل الركاب) يحمل نمرة خضراء حكومية كان ينتقل بين منطقة المشرفة (وهي قرية علوية) وبين حمص منذ أسبوع ولما وصل الى قرب منطقة تلبيسة التي يعرف عنها أنها منطقة ساخنة ينشط فيها الثوار، قرر من كان فيه المرور في قريتي الريان والسكرة حيث تعرضوا لمكمن تابع للثوار من منشقي الجيش السوري الحرّ الذين كانوا يراقبوه منذ فترة من الزمن. وحسب رواية الشاب الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه بعدما أُطلقت النار على السرفيس تبيّن أنه كان يقلّ 7 لبنانيين من عناصر حزب الله يلبسون بذلات موحّدة ويحملون السلاح بمختلف أنواعه تعاونهم امرأة سورية تدلهم على الطرقات. وقد قتل من هؤلاء اللبنانيين 4 عناصر وأصيب 3 بجراح لينسحب بعدها الثوار عقب وصول قوات الأمن التي نقلت الجثث والجرحى الى مكان مجهول. الذين ظلوا على قيد الحياة ظهروا لاحقاً على التلفزيون السوري باعتبارهم موظفين في شركة الغاز السورية.
مواطن سوري آخر قدم الى لبنان وهو يعمل هنا منذ سنوات، روى كذلك تجربته التي بدأت في سوريا ولم تنته في الأوزاعي في لبنان. فقال "خلال وجودي في قريتي في ريف حمص، شاركت بتشييع أحد الشهداء. فتمّ تبليغي على أثر ذلك أنني بتت من المطلوبين على الحاجز الحدودي وبقيت في قريتي لمدة 6 أسابيع قررت بعدها بالتوجه الى الحدود باتجاه لبنان. وعند الحاجز واجهنا صعوبة من قبل الأمن السوري بالسماح لنا بالتوجه باعتبار كنا عائلة (زوجتي وابنتي وانا) وكان لدى الأمن تخوف أن نكون لاجئين الى لبنان. قبل السماح لي بالتوجه دققوا بكل شيء نحمله حتى تلفوني الخليوي"، وفق ما جاء على لسان الشاب السوري.
وتابع حديثه "بعد ان وصلت الى بيروت توجهت الى مكان عملي في منطقة الاوزاعي حيث أعمل مع عدد من الشباب السوريين، فوجئنا بعيد وصولنا بثلاثة شبان يركبون الدراجات النارية وصلوا الى مكان العمل. كانت ملابسهم سوداء وشبه عسكرية وعرّفوا عن أنفسهم بانهم ينتمون إلى الهيئة الأمنية لحزب الله. طلبوا منا أمرين إثنين: الإجابة عن أسئلة لديهم محضرة سلفاً وكذلك أن يصورونا بكاميرات كانوا يحملوها. ولدى استفهامنا عن السبب قالوا لنا أنها تتعلق بأمن الضاحية والمقاومة وسالناها لجميع السوريين المتواجدين في المنطقة! بحسب هذا المواطن السوري فإن لائحة الأسئلة كانت صفحات طويلة أهم ما جاء فيها:
- الأسماء التفصيلية لكل من الشباب السوريين المتواجدين
- أماكن ولادتهم وقراهم وسكنهم في سوريا بالتفصيل
- نوعية العمل الذي يمارسونه ومكانه والمدة التي قضوها في لبنان
- معلومات عن الرواتب التي يتقاضوها وإن كان تكفيهم أم لا
- سؤال عن قيامهم بارسال أموال الى سوريا إلى أقربائهم أم لا
- أين قضوا خدمته العسكرية وفي اي قطعة عسكرية في الجيش السوري
- السلاح الذي يجيدون استعماله بالتفصيل (خفيف، ثقيل، آليات، رشاشات...)
- عن قدرتهم عن استعمال الكومبيوتر والانترنت
كما ينقل هذا المواطن عن أخيه انه "اعتقل لاسابيع لدى المخابرات تعرض خلالها للتعذيب من خلال سحب الأظافر جزئياً ومن ثم تعريض جسمه للصعقات الكهربائية بشكل متقطع مما يسبب آلاماً مبرحة. وظلّ طوال شهر بعيد اطلاق سراحه غير قادر على الحركة. ومن الأسئلة التي أجاب عليها فتتضمت معلومات عن اللبنانيين الذين تواصل معهم وبالتحديد عدداً من المشايخ اللذين سماهم المحقق العسكري بالأسماء. مع الإشارة هنا إلى أن أسوأ انواع الاتهامات هي الشغب اي المشاركة بالتظاهرات".
مواطن ثالث قادم من حمص روى لموقعنا أيضاً "أنّ ثوار حمص ألقوا القبض على رجل أخرس يحمل مسدساً ويتجول في مدينتهم وبعض التحقيق معه، تبيّن أنه يتكلم وأعترف بأنه واحد من ما يزيد عن 400 عنصر عراقي ينتمون الى جيش المهدي (أي جماعة مقتدى الصدر) تم ادخالهم الى سوريا ليقاتلوا كشبيحة في حمص. ولدى السؤال عن كيفية تنقله في مدينة حمص التي يجهلها وهو العراقي، أخرج من عقب الحذاء الذي يلبسه خريطة مصغرة للمدينة تبيّن اسماء الشوارع بالاضافة الى التقسيمات الطائفية فيها من سنة (مثل الخالدية ودير المعلمية)، وعليويين (الزهرا) ومسيحيين". ونقل هذا المواطن كيف أنّ الشبيحة يتمتعون بحماية الجيش السوري الذي يؤمن لهم الأسلحة، ويسلمهم المطلوبين حيث يعمد هؤلاء الشبيحة إلى مبادلتهم بالأموال أو يقتلوه كما حصل عدد من آل عودة تعرضوا للقتل لأن أهلهم لا يملكون المال لدفعه كفدية لهم".
 
جعجع في السعودية يرفع ستاراً عن حقبة جديدة
الحريري يردّ الجَميل وفكرة "الأرثوذكسي" انطوت
جريدة النهار..
بهدوء تام انتقل رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع ثاني أيام عيد الميلاد الى السعودية. بهدوء تام خرجت عملياً من التداول فكرة "اللقاء الأرثوذكسي" الآيلة الى انتخاب كل مذهب نوابه.
كانت الأضواء انزاحت عن فكرة مجموعة المرشحين الأرثوذكس التي أثارت لغطاً واسعاً ونقزات في كل اتجاه، الى حقول الحكومة وتناقضاتها في قضية الأجور، فالى جرود عرسال المتهمة بـ "القاعدة" والمقصود "المستقبل".
تلاشى حتى السؤال الهامس الذي انحصر أياماً في الكواليس: لماذا ظهرت فجأة في قوى 14 آذار ملامح صدع كاد أن يتسبب بصداع، واتجهت الأنظار مع جعجع الى الرياض التي عاد اليها الرئيس سعد الحريري بعد زيارة لأنقرة حملت هي أيضاً كثيراً من الرموز والدلالات في الزمن السوري الدموي.
أول معنى لزيارة جعجع للسعودية انها اسدال للستار على فصل ليفتح على فصل آخر من المشهد السياسي. صحيح أن همهمات سرت بعد "القمة المارونية" في أوساط مسلمي 14 آذار لعلّ النائب نهاد المشنوق كان أبلغ من عبّر عنها باقتضاب قائلاً انها "لا تطمئن"، لكنها كانت غيمة قلق عبرت أجواء العلاقة بين أفرقاء التحالف الذي صنع "ثورة الأرز". غيمة تسبب بها طرح الخيار الماروني وحيداً بلا بدائل، وفجأة بلا مقدمات ولا كلام سابق على وجود مشكلة، ولم تكن اعتراضاً على طرح الموضوع للمناقشة. مجرد خطأ في التكتيك والأسلوب في التعامل مع الشريك المسلم ، في 14 آذار كما في 8 آذار.
كان الرئيس الحريري فور تلقيه الخبر عن لقاء بكركي عمّم على نواب "المستقبل" والمسؤولين الامتناع عن التعليق كما فعل هو، في انتظار التشاور مع حلفائه المسيحيين الذين تمثلوا برئيسي الكتائب و"القوات" أمين الجميّل وجعجع والنائب بطرس حرب وغيرهم. وبعد لقاءات عدة مباشرة في "بيت الوسط" بين القيادات وأخرى بالواسطة تابعها الحريري تفصيلياً تقرر أن أهم ما يجب أن تقدمه قوى 14 آذار في هذه المرحلة الدقيقة هو وحدتها لأنها الميزان والمؤشر والعنصر الحاسم ربما في ما سيجري. هي الوحدة التي مكنت اللبنانيين مسلمين ومسيحيين من تحقيق انجازات متلاحقة: اخراج الجيش السوري من لبنان، اقرار المحكمة الدولية، والتصدي للانتفاضة المضادة التي قادها "حزب الله" للانقضاض على كل الانجازات واعادة الزمن الى الوراء. صحيح ان قانون الانتخابات أساسي ويهم المسيحيين جداً التوصل الى صيغة لهم تشعرهم بأنهم ينتخبون نوابهم كما يريدون وتجيب عن هواجسهم، لكن هذه مسألة يمكن معالجتها بالحوار الداخلي الذي يحفظ مصالح جميع الأفرقاء. ربما كان ارجاء هذا البحث بفعل طبيعة المرحلة والاهتمامات المتعددة والمتناقضة أحياناً من أخطاء قوى 14 آذار، علماً انها ليست مكونة من مسيحيين فحسب، كما أن هؤلاء لم يطرحوا الموضوع على أنه مسألة ملحة اليوم وليس غداً.
وأياً يكن، رب ضارة نافعة: أشارت حادثة قمة بكركي الى خلل ما يزعج فريقا من اللبنانيين ويستدعي الحوار والمناقشة، ولم تكن اطلاقاً محاولة لفرض خيار وحيد على الآخرين، كما قال الرئيس أمين الجميّل لمن استوضحوه، مشدداً مرة أخرى على ميثاقية حزب الكتائب خياراً نهائياً.
أما جعجع فلا شك أنه حفظ جميلاً للرئيس سعد الحريري الذي لم ينتقد موقفه في بكركي ولم يتخل عنه، عارفاً بأن حليفه المسيحي "الصلب والمستقيم" في مواقفه الوطنية وتحالفاته - على ما يوصف في أوساط "المستقبل" - كان يسبح وسط مزايدات من أمامه وخلفه وعن يمينه ويساره. الحريري أيضاً يحفظ لجعجع بلا شك جميلاً أنه لم ينتقده ولم يتركه عندما اضطرت مزايدات خارجية رئيس الحكومة آنذاك الى السباحة في ظروف صعبة ودقيقة وغير مؤاتية، أيام كان مسار العلاقات السعودية - السورية يفرض عليه السير عن غير اقتناع في المعادلة التي سميت بـ"السين – السين"، الى درجة النوم في فراش من يعتقد أنهم قتلة والده.
وتقول لـ "النهار" مصادر مطلعة على خلفيات زيارة جعجع للسعودية انه سيلتقي أو التقى (نظراً الى التكتم الاعلامي الذي يتبع أحيانا هناك) مسؤولين في المملكة على أعلى المستويات، فضلاً عن لقاءاته طبعاً مع الحريري. وتضيف أن مواضيع البحث بين الرجلين تتركز على المرحلة الانتقالية في لبنان بعدما تأكد ذهاب النظام السوري الى السقوط عاجلاً أم آجلاً، سواء في أسابيع أو أشهر أو أكثر. وذلك انطلاقاً من ضرورة أن تكون قوى 14 آذار مستعدة للتعامل مع كل الاحتمالات الخطرة المقبلة، لا سيما في ضوء ما يشهده العراق من انقسامات خطيرة ذات طابع مذهبي كما تتصل بالاصطفاف الذي تفرضه سياسة ايران في المنطقة بأسرها.
يجيء هذا المنحى في العمل بعدما أدرك الجميع أن الاستحقاق الحقيقي المقبل مصدره سوريا، وأنه سيشكل فارقاً بين حقبتين في لبنان. ويستلزم وضع مشروع انقاذي تكون قاعدته اتفاق الطائف الذي يمثل العامل المشترك والنادر بين جميع اللبنانيين وان بالحد الأدنى. ومن ضمن هذا الاتفاق بل في طليعته للمرحلة الآتية بند حصرية امتلاك السلاح بيد الدولة، وأيضاَ هواجس المسيحيين الذين لن يكرروا طرح قانون انتخابات أو ما شابه من خارج الاتفاق التاريخي.
 
مصدر في المجلس الوطني الليبي يكشف لـ<اللواء> معلومات تنشر لأول مرة
الإمام موسى الصدر توفي في زنزانته بسجن طرابلس عام 1998! القذافي أمر بحفظ الجثمان في برّاد السجن حتى عشية سقوط طرابلس·· وذلك لأسباب مجهولة.. تمّ دفن الجثة في مقبرة جماعية·· ولا معلومات حتى الآن عن مصير رفيقي الإمام يعقوب وبدر الدين
كشف مصدر موثوق في المجلس الوطني الليبي لـ<اللواء> ان سماحة الإمام المغيب موسى الصدر قد توفي في الزنزانة التي أُحتجز فيها منذ اختفائه على ايدي اجهزة نظام القذافي عام 1978·
واشارت معلومات المصدر الليبي ان الإمام الصدر ادركه الموت بوفاة طبيعية في صيف 1998، بينما كان محتجزاً في سجن طرابلس المركزي في زنزانة تحت الارض، وتحديداً تحت غرفة مدير السجن الذي كان على ما يبدو يتولى مسؤولية متابعة اوضاع السجين المخطوف، الذي كان يعيش في ظروف صحية صعبة·
وذكر المصدر باستغراب واضح ان جثمان الصدر تم حفظه في براد السجن، بناء لاوامر من القذافي شخصياً، او تنفيذاً لتعليمات كبار معاونيه، وتبين من التحقيقات الاولية ان الجثمان بقي محفوظاً في براد سجن طرابلس المركزي حتى الايام الاولى من اندلاع الثورة ضد نظام القذافي، اي ما يقارب الاثنتي عشرة سنة ونيّف!! وذلك لاسباب ما تزال غامضة ومجهولة بالنسبة لنا·
ورداً على سؤال <اللواء> حول مكان وجود الجثمان الآن واسباب عدم اعلان هذه الوقائع بشكل رسمي وشفاف، يقول المصدر الموثوق في المجلس الوطني الليبي:
ان التحقيقات الفورية التي اجريناها عقب وضع يدنا على هذا المف رجحت ان يكون جثمان الامام الصدر قد أُخرج من براد السجن، مع بدء اطلاق بعض المساجين عند اقتراب قوات الثوار من طرابلس، على ان مثل هذه الخطوة تكون قد تمت بأوامر من الدائرة المحيطة بالقذافي وآمر السجن بهدف اخفاء معالم الجريمة التي تهرب منها النظام البائد طوال اكثر من ثلاثين عاماً·
واستناداً الى بعض القرائن وروايات عدد من الشهود، يتابع المصدر الليبي، فمن المرجح ان يكون جثمان الصدر قد دفن في مقبرة جماعية في احدى ضواحي طرابلس، تم العثور عليها مؤخراً بعد التحقيق مع بعض مسؤولي السجن السابقين، والبحث جارٍ حالياً لتحديد هويات الضحايا المدفونين في هذه المقبرة الجماعية، بما في ذلك التعرف على جثمان الامام الصدر·
{ ولكن ماذا بالنسبة لرفيقي الإمام الصدر الشيخ محمد يعقوب والزميل عباس بدر الدين؟
يجيب المصدر الليبي بكل وضوح: الواقع لم نعثر على اي اثر يفيدنا عن مصيرهما، او عن مكان احتجازهما، وليس لدينا حتى الآن ما يفيد اذا كان اعتقلا في مكان آخر غير سجن طرابلس المركزي، ام تمت تصفيتهما فور عملية الخطف والاخفاء التي استهدفت الصدر ورفيقيه·
{ <اللواء> تضع هذه المعلومات بكل تحفظ، بين ايدي المراجع اللبنانية المطلعة·
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,822,798

عدد الزوار: 7,044,312

المتواجدون الآن: 87