أخبار لبنان..«ضربات قاتلة» في الجنوب على مسامع هوكشتاين مع تهديدات غالانت..ميقاتي يكشف عن آلية للقرار 1701 ويطالب بمحاكمة باسيل.. وحزب الله يتمسك بفرنجية ويقرُّ بتعليق التفاهم مع التيار..تغير نوعي بالعمليات العسكرية في جنوب لبنان..«حزب الله»: أسلحة الحرب المفتوحة لم نفتح مخازنها بعد..هوكشتين أبقى مساعده في بيروت: لبنان يريد «ورقة مقنعة» لما بعد الهدنة..

تاريخ الإضافة الأربعاء 6 آذار 2024 - 4:25 ص    القسم محلية

        


«ضربات قاتلة» في الجنوب على مسامع هوكشتاين مع تهديدات غالانت..

ميقاتي يكشف عن آلية للقرار 1701 ويطالب بمحاكمة باسيل.. وحزب الله يتمسك بفرنجية ويقرُّ بتعليق التفاهم مع التيار..

اللواء...تقدمت الضغوط الاميركية والدولية والاقليمية من اجل التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، يفتح الباب امام هدنة انسانية، ترتكز على تبادل الاسرى والمحتجزين وادخال المساعدات الغذائية والطبية للاهالي الصامدين في القطاع، وسط الدمار الرهيب. واتجهت الانظار الى اجتماعات القاهرة، التي لم تنضم اليها اسرائيل بعد، في حين ان الاتصالات الاميركية - القطرية شددت على ضرورة التقدم بخطوة عملية نحو وقف النار، وفي وقت قريب. وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن موضوع التهدئة على جبهة الجنوب والذي كان في صلب مناقشات الوسيط الأميركي آموس هوكشتين في بيروت لم يحدد موعده، وإن التوقعات الرسمية بأنطلاقة البحث عن العمل على هذه التهدئة قريبا قد تصطدم بما يحصل في الميدان، ورأت أن الأيام الفاصلة عن طرح الموفد الأميركي قد تشهد تطورات متسارعةو دراماتيكية في الجنوب والوقائع التي سجلت مؤخرا قد تجر معها هذه التطورات. واعتبرت أنه في كل الأحوال اتصالات المسؤولين الرسميين مع هوكشتين تتواصل في إطار المتابعة لإرساء حل ديبلوماسي. ولم يكن الرئيس نجيب ميقاتي بعيداً عن التفاؤل بمجرى مساعي الهدنة في غزة. واشار الى ان «تفاهم رمضان» سيكون في غزة والمعلومات تقول ان وقف اطلاق النار هناك سيحصل قبل رمضان.

آلية تطبيق القرار 1701

وكشف ميقاتي ان عنوان ما حمله هوكشتيان الآلية لوضع القرار 1701 موضع التنفيذ، انطلاقاً من تفاهم نيسان، مشيراً الى ان المفاوضات تبدأ في لبنان خلال شهر رمضان. وطالب باستعادة الاراضي اللبنانية من القرى السبع الى مزارع شبعا. وأكد ان الجميع يعمل لتهدئة جبهة جنوب لبنان والمضي نحو استقرار طويل الامد، وطروحات الوسيط الاميركي هوكشتاين قيد النقاش. واكد: عندما نصل الى وقف الانتهاكات واستعادة الاراضي اللبنانية المحتلة، فنحن نكون ملزمين بالقرار 1701، وبتعهد بتطبيقه كاملاً عبر وجود الجيش اللبناني في الجنوب، مؤكداً ان مبادرة هوكشتاين ستحظى مع الوقت بتغطية دولية. وشدد على السعي الى تعزيز الجيش وتقويته، ليقوم بواجبه كاملاً في الجنوب ولدينا ثقة بذلك في ظل وجود هذه القيادة، وان ما من ضابط او عسكري تخلف عن الالتحاق بموقعه في الجنوب، مشيراً الى ان فرنسا سند لبنان، ونوايا باريس طيبة تجاهنا، واشار الى ان حزب الله يتمالك نفسه، ولم يقدم على الرد الذي يفتح جبهات كبيرة لانه حريص على الوصول الي استقرار في جبهة لبنان، موضحاً ان لوزير الخارجية كل الاحترام، وعادة ما ادعوه للاجتماع مع هوكشتاين، وكان من المفترض ان يزوره، لكن هذا لم يحصل، وفوجئت بالامر. وفي الشأن المحلي، اكد الرئيس ميقاتي ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضروري للبنان، ويجب على الجميع العمل للحفاظ على الوطن وابقاء الدولة. وقال: مستعد للمحاكمة، وانه لا يمكن فصل السلطة والمسؤولية والصلاحيات عن بعض، داعياً لمحاكمة من يتقاعس عن القيام بدوره، في اشارة الى النائب جبران باسيل، ورداً على سؤال قال: أكن الاحترام لوزير الدفاع، وهو رجل عسكري، ولديه مناقبية كبيرة، لكنني لن ألاحقه لانه مسيَّر من الآخرين. وحول رواتب الموظفين، اكد ميقاتي انها ستدفع قبل نهاية هذا الاسبوع، مشيراً الى اننا سنقدم خلال الاشهر المقبلة مشروع قانون لسلسلة رتب ورواتب جديدة مع رزمة اصلاحية ضرورية يجب الاخذ بها، مشيراً الى اننا نقوم شهرياً بجمع 25 الف مليار ليرة لبنانية، والمالية العامة «مرتاحة» ونحن محكومون بسقف الانفاق المحدّد في الموازنة.

قاسم: فرنجية قادر على جمع اللبنانيين

وفي الشأن السياسي، كشف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة سيزور الرابية، ويلتقي الرئيس ميشال عون. واستدرك: وصلنا مع التيار الى مكان اختلفنا فيه على امور عدة، ومع الاختلافات لم يعد هناك امكانية للقول «ما في شيء ونحن سنستمر بقناعتنا وهم ايضاً، والتفاهم عملياً كان معلقاً». وكشف: لم نقدم جواباً نهائياً لكتلة الاعتدال الوطني، وستدرس العرض الذي قدموه. واكد ان لا احد بقادر ان يفرض على احد امراً على الآخرين، وبالعكس، رافضاً ان يكون الحزب مسؤولاً عن التعطيل، متسائلاً: هل المطلوب ان ننتخب رئيساً معادياً للمقاومة، موضحاً ان النائب السابق سليمان فرنجية قادر على جمع اللبنانيين اذا انتخب رئيسا للجمهورية والدستور يضمن الميثاقية، وفرنجية لديه قابلية بأن ينفتح على العالم، معتبراً ان مشكلة المبادرة الفرنسية داخلية قبل ان تكون خارجية، موضحاً لن نذهب الى مرشح آخر. وحول ما يحصل في غزة قال قاسم: سمعنا في هذه الحرب كلاماً لم نسمعه من قبل: الحزب كان حكيماً ونحن لا نربط الحرب بانتخابات الرئاسة. وقال: تحملنا كل العبء حتى لا يتحمله البلد. واشار: لم نجر لبنان الى الحرب بل هناك عدو اسرائيلي خطر، وفي اي ساعة يمكن ان يشن حرباً على لبنان، موضحاً في تجربتنا السابقة في سوريا اوقفنا داعش، بدفاع استباقي، وهذا ما نقوم به اليوم ضد اسرائيل. وقال: نحن غير معنيين برسائل يرسلها هوكشتاين، مذكراً بالموقف الواضح: ما دامت الحرب مفتوحة علىغزة، فجبهة الجنوب مستمرة، وأن لا امكانية لاتفاقيات والمعركة «قايمة قاعدة»، رافضاً ان تفرض اسرائيل شروطها، فاذا لم تقبل اسرائيل هدنة بالجنوب، فنحن نستمر بالرد. وقال قاسم: لسنا اقرب الى الحرب الشاملة في لبنان، لكننا مستعدون لها فيما لو حصلت غداً وبنسبة 90٪، واعتبر ما قامت به المقاومة في الجنوب مصلحة لبنان ومراعاة للداخل، ومصلحة لمساندة غزة. وسيكون هناك كلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاربعاء 13 آذار الجاري في ثالث ليال شهر رمضان المبارك.

مبادرة الاعتدال

على صعيد آخر، يفترض أن يصدر بيان عن تكتل الاعتدال الوطني بشأن المسعى الذي تقوم به في الملف الرئاسي، فأما تعطى إشارة عن استكمال المسعى أو قد تتم الإشارة إلى أنها تواجه عقبات وفي كل الأحوال لا بد من أن يتحدث نوابها عن نتائج حراكهم ولقاءاتهم مع الكتل النيابية والقيادات في لبنان. ودخلت «القوات اللبنانية» على خط السجال مع الرئيس نبيه بري لجهة اعتباره ان طرح تداعي عدد من النواب الى التلاقي في المجلس هو طرح عجيب غريب ويعكس نوعاً من الخفة.. وطالبت الدائرة الاعلامية في «القوات» الرئيس بري بالقول: وإذا كنت، يا دولة الرئيس بري، متمسكًا بمرشحك فهذا حقك، ولكن ليس من حقك إطلاقًا الاستمرار بتعطيل الانتخابات الرئاسية لأنك لم تستطع أن تؤمِّن له الأكثرية النيابية التي تخوِّله الفوز. والعجيب والغريب فعلا، يا دولة الرئيس، إبقاء لبنان من دون رئيس جمهورية ومن دون انتظام دستوري في واحدة من أدقّ المراحل التي يمر فيها البلد، وذلك فقط تحقيقًا لمعادلة «إما مرشحنا وإما الشغور وعلى لبنان الطوفان». واعتبر بيان «القوات» الإصرار على التعطيل في لحظة حرب وانهيار وعدم استقرار، والأسوأ تبرير التعطيل بخفّة واستخفاف قلّ نظيرهما.

هوكشتاين وغالانت

على صعيد الوضع الجنوبي، ابلغ غالانت الوسيط الاميركي هوكشتاين ان اسرائيل مع الجهود الدبلوماسية، لكن ما وصفه بـ«عدوان حزب الله يقربنا من نقطة حرجة في اتخاذ قرار بشأن الانشطة الحربية حيال لبنان». وفي واشنطن ابلغ عضو مجلس الحرب الاسرائيلي بيني غانتس مستشار الأمن القومي الأميركي أن «إسرائيل لا تسعى للحرب مع لبنان». «غانتس أبلغ سوليفان أن تزويد واشنطن لإسرائيل بالسلاح سيجعل حزب الله يفكر مرتين قبل أي تصعيد». بدوره جدد النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة تأكيده ان حزب الله لا يريد الحرب، ولكنه يستعد لها اذا حصلت.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن حزب الله انه استهدف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة بالاسلحة المناسبة، واصابها اصابة مباشرة. كما اعلن حزب الله استهداف دبابة ميركافا على تلة الطيحات بالاسلحة المناسبة مما ادى الى اصابتها وتدميرها. وواصل الاحتلال الاسرائيلي قصف القرى الحدودية الآمنة، حيث سقط 3 شهداء من عائلة واحدة هم: حسن حسين وزوجته رويدة مصطفى وابنهما علي وعمره 25 عاماً، بقصف مباشر استهدف منزلهما في القرية. واعلن الجيش الاسرائيلي عن استهداف مسيرة آتية من الجولان السوري. كما اغارت الطائرات المعادية على خراج بلدة عيتا الشعب وبلدة كفرا. وأغار الطيران المعادي على مبنى مؤلف من 3 طوابق في بلدة جبال البطم في قضاء صور.

تغير نوعي بالعمليات العسكرية في جنوب لبنان

وزير الدفاع الإسرائيلي لهوكشتاين: عدوان «حزب الله» يقربنا من عمل عسكري

الجريدة... منير الربيع ..بالتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين للبنان وإسرائيل، كانت الحدود الجنوبية للبنان تشتعل بالتصعيد بين حزب الله والإسرائيليين، وكأن الطرفين اختارا الرد على طروحاته كل وفق طريقته، ففي تل أبيب هناك إصرار لدى بعض الجهات على ضرورة الذهاب الى التصعيد العسكري مع حزب الله، وأنه لا يمكن الوصول الى اتفاق بدون تغيير الوقائع العسكرية وابتعاد حزب الله وسلاحه الثقيل عن الحدود، أما في لبنان فإن الحزب يعتبر أن ما يطرحه المبعوث الأميركي يتلاءم الى حد بعيد مع المصلحة الإسرائيلية، وهو ما يرفضه الحزب كلياً، وبالتالي فهو لا يزال يتمسك بالربط بين مسألة وقف عملياته العسكرية بوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ومع هذا الانسداد، تأخذ المواجهات بين الحزب وإسرائيل على ضفتي الحدود في جنوب لبنان أشكالا متعددة، بينها اختبارات لقدرة حزب الله الدفاعية البرية من خلال محاولتي تسلل ليل الأحد - الاثنين. يؤشر هذا الحدث إلى المزيد من المخاطر من اتساع رقعة الاشتباك بالجنوب وتغير في آلياتها، لا سيما في ظل إصرار الإسرائيليين على الحديث عن الاستعداد لشن حملة برية على جنوب لبنان، وهو ما ترافق مع تسريبات أميركية تبدي التخوف من دخول إسرائيلي بري إلى الجنوب اللبناني في أواخر الربيع المقبل. ليس هذا التغير الوحيد في مسار العمليات، بل أصبح الإسرائيليون يعتمدون أسلوب التدمير الكامل والممنهج لأحياء سكنية كاملة في بعض القرى الحدودية، وهو ما يجري في بلدة عيتا الشعب قبل أيام، إذ كثف الإسرائيليون ضرباتهم باتجاهها ويعمدون على إحداث دمار كبير. وهذا الأسلوب له دلالتان، الأولى أن يكون هدفه إعدام كل مقومات الحياة في تلك المنطقة للتبرير أمام سكان الشمال بأنه تم إبعاد حزب الله والسكان عن الحدود، خصوصاً أن الإسرائيليين يروجون إلى أن لبنان لن يحصل على مساعدات سريعة لإعادة الإعمار، وبالتالي فهذه المناطق ستبقى مهجورة لفترة طويلة. أما الدلالة الثانية فهي أن يكون الهدف مسح مناطق جغرافية بذاتها تحسباً لاحتمال توغل بري، لا سيما أن عيتا الشعب كانت إحدى أبرز البلدات التي سعى الإسرائيليون للدخول إليها في حرب عام 2006، وقد تعرضوا فيها لكمائن كثيرة. إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس، عقب اجتماعه مع هوكشتاين، «نحن ملتزمون بالعملية الدبلوماسية، لكن عدوان حزب الله يقربنا من نقطة حرجة في اتخاذ قرار بشأن الأنشطة الحربية حيال لبنان». من ناحيته، قال رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد إن «أسلحة الحرب المفتوحة لم نفتح مخازنها بعد والعدو يعرف ذلك»، مضيفا: «جاهزون لنلاقي العدو إذا أخطأ بحساباته، وأراد أن يخرج من قواعد الردع التي فرضناها عليه، لكن حتى الآن نحن نتريث تجنيباً لبلدنا وأهلنا مغبة حرب مفتوحة ستكون فيها دماء وخسائر، لكن الخاسر الأكبر فيها سيكون العدو الصهيوني»...

ميقاتي: مفاوضات في شأن الاشتباكات على الحدود مع إسرائيل تبدأ في رمضان

الراي..قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الثلاثاء، إن المحادثات غير المباشرة في شأن وقف الأعمال القتالية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ستبدأ خلال شهر رمضان الأسبوع المقبل. وقال ميقاتي لقناة الجديد إن المسؤولين اللبنانيين يدرسون اقتراحا للمبعوث الأميركي آموس هوكستين الذي زار بيروت يوم الاثنين من أجل الدفع بحل ديبلوماسي لوقف تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.

«حزب الله»: أسلحة الحرب المفتوحة لم نفتح مخازنها بعد..

ضماناتٌ «غير مضمونة» من هوكشتاين وله..في لبنان وإسرائيل..

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- معلومات لـ «الراي» عن لقاءات هوكشتاين: مَهمة «مثلثة الضلع» ولا شيء محسوماً في نهائياتها

- بري رفع «بطاقة حمراء» بوجه مبادرة «التداعي للتشاور» حول الأزمة الرئاسية

- اندفاعة النار تزداد تَوَهُّجاً جنوباً... قصف إسرائيل واسع النطاق و«حزب الله» يردّ بِما يُناسِب

عيْنٌ على القاهرة وأخرى على تل أبيب. هكذا كانت بيروت أمس وهي تُحْصي الأمتار الأخيرة في المفاوضاتِ المُضْنية لبلوغ «هدنة رمضان» في غزة، وترصد «الخرطوشةَ الأخيرة» للموفد الأميركي آموس هوكشتاين في مهمته الشائكة لإخراج «العصي من دواليب» محاولاتِ شمول جنوب لبنان بأي تهدئة على الجبهة (غزة) التي أعلن «حزب الله» التوأمة معها بالنار منذ 8 أكتوبر الماضي. وفيما كانت مفاوضات القاهرة تلفّها «رياح متضاربة» بدت معها وكأنها على شفير إما الانهيار وإما «ولادة من الخاصرة» لهدنةٍ يُراهن أن تتناسلَ بينما يتمّ إكمال «الرسم التشبيهي» للحلّ السياسي لترجمته فيشكّل «الحمّالة» التي تخرج عليها غزة من «غرفة الإعدام»، سعى هوكشتاين في اسرائيل لـ «حجْز» مكانٍ لجبهة لبنان في «ملعب التهدئة» فلا تكون الخاصرةَ الرخوةَ التي تنزلق معها المنطقة إلى الارتطام الكبير، ولا سيما بعدما أعطت تل أبيب إشاراتٍ واضحةً إلى أن «وحدة الساحات» التي كرّسها «حزب الله» بالنار ستقابِلُها بفصْل الساحات عبر ربْط «هدنة الجنوب» بـ «بوليصة تأمين في ذاتها» تريد أن تحصل عليها حيال أفق «اليوم التالي» لبنانياً على قاعدة إبعاد خطر الحزب عن الحدود وطمأنة مستوطني الشمال إلى أن أمنهم بات «مضموناً» بموجب ترتيباتٍ على الأرض أو صيغة أمنية جديدة على طول الخط الأزرق. وإذ كان وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت يُبْلِغُ إلى هوكشتاين التزامَ تل أبيب بالجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق لتجنّب التصعيد على الحدود مع لبنان وأن بلاده لا تسعى للحرب وأن أي «عدوان» من حزب الله سيقرّبنا من الحسم العسكري في لبنان«، لم تُبْدِ أوساطٌ سياسيةٌ في بيروت اطمئناناً إلى المرحلة المقبلة على جبهة الجنوب التي بات مصيرها معلَّقاً في جزء منه على «الحرب الأمّ» في غزة ومصير الهدنة فيها وهل ستحصل أم لا، وفي جزء منفصل على آلياتٍ وَضَعَ خريطة طريقها الموفدُ الأميركي بـ«الأحرف الأولى» وتتمحور حول الحاجة لجعْل«هدنة الجنوب اللبناني»منصّةً لحلّ مستدام هو الاسم الحَركي لتطبيق القرار 1701 وبتّ النقاط البرية الخلافية على الخط الأزرق وإيجاد صيغة معيّنة لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا بما يحيل عملياً «على التقاعد» هذه الجبهة «لمرة واحدة ونهائية». وفي «استجماعٍ» للأفكار التي حمَلها هوكشتاين خلال زيارة الساعات السبع لبيروت أول من أمس أنه حاول أقلّه «حمْل عصفور في اليد» إلى اسرائيل على شكل ضماناتٍ أولاً بأن «حزب الله» سيلتزم بالهدنة في غزة إذا حصلت فيكون ذلك مرتكزاً لـ «اتفاق إطار» لحلّ مستدام ينطلق بالتوازي على 3 مراحل تشتمل على تعزيز انتشار الجيش اللبناني جنوباً بعد وقف العمليات العسكرية ومعالجة مسألة حضور «حزب الله» الظاهر في أرض الـ 1701 أو في عمق معيّن منها، وصولاً إلى التفاهم البري حول النقاط المتنازع عليها من الـ b1 إلى مزارع شبعا. ولم يتبدّل تفسير كلام الموفد الأميركي عن عدم ضمان أن تشمل هدنة غزة اوتوماتيكياً جبهة جنوب لبنان وتحذيره من أن «الحرب المحدودة لا يمكن احتواؤها» وأن وقف نار موقتاً ليس كافياً، إلا من ضمن «بازل» يعني متى جُمعت قِطَعه أن هوكشتاين سلّم بأن لا إمكان لعودة الأمور على الخط الأزرق لِما كانت عليه قبل 7 أكتوبر من دون صيغة أمنية جديدة موْصولة بأفق سياسي لحلّ متكامل، وأن من دون إعطاء لبنان و«حزب الله» إشارة إلى استعداد للسير بمثل هذا المسار بمجرّد سريان الهدنة فهو لن يستطيع «إغراء» تل أبيب بشمول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية بأي تهدئةٍ في غزة، ولا بطبيعة الحال ضمان عدم تدحرج كرة النار. ولكن الأوساط اعتبرتْ أن دون محاولة هوكشتاين عقبتين أساسيتيْن: الأولى التعاطي معه على أنه لا يضمن سير اسرائيل بالمرتكزات التي يسعى لأن تكون حَجَرَ الزاوية في أي حل مستدام ولا سيما في ما خص التفاهم البري، وسط تعميق الضوضاء في إسرائيل التي رافقتْ زيارة بيني غانتس لواشنطن علامات الاستفهام حيال مدى استعداد بنيامين نتنياهو - الذي يستشعر بمحاولاتٍ أميركية لـ«اللعب في حكومته» وعليه - لمنْح الرئيس جو بايدن ما يساعده في حملته الانتخابية الرئاسية على حساب دونالد ترمب الذي أظهر أنيابَه إبان حُكمه تجاه إيران والمحور الذي تقوده.

والثانية أن «الوجه الآخر» لعبارة «الموقت الذي لا يكفي» يعني جعْل أي وقف للنار في الجنوب مقدّمة لفصْلٍ واقعي لهذه الجبهة عن غزة فيما لو عاودتْ اسرائيل إدارة آلة الحرب على القطاع بعد الهدنة المفترضة، وهو ما لا ولن يقبل به«حزب الله»الذي لن يبحث في أي نهائياتٍ على أرض متحركة، أو يبدّل، وفق قريبين منه، مقاربتَه الكبرى لمجرّد أن اسرائيل وضعت على الطاولة إبقاء الجنوب بمنأى عن أي رياح تهدئة في القطاع وهو جوهر كلام هوكشتاين عن عدم ضمان التماثل التلقائي بين الجبهتين تبريداً.

أسلحة «الحرب المفتوحة»

وكان لافتاً في هذا السياق ما أعلنه نائب الأمين العام لـ«حزب الله»الشيخ نعيم قاسم غامزاً من الموفد الأميركي لجهة أن«من أراد أن يكون وسيطاً، عليه أن يتوسط لوقف العدوان، لا أن يتوسط لمنْع المساعدة من قبل (حزب الله)»، قبل أن يؤكد رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد أمس«اننا لا نتمنى الحرب ولا نسعى لها لكن نحن على أهبة الاستعداد لمواجهتها»، مشدداً على«أننا جاهزون لنلاقي العدو إذا أخطأ بحساباته وأراد أن يخرج من قواعد الردع التي فرضناها عليه، ونحن نعمل وفق حسابات دقيقة لأن المصلحة الكبرى هي التي ننشدها من خلال أدائنا ونهجنا في المقاومة حتى الآن»، ومحذراً«نحن لم نستعمل كل أسلحتنا، وأسلحة الحرب المفتوحة لم نفتح مخازنها بعد والعدو يعرف ذلك». وما عزّز أيضاً عدم اليقين حيال مهمة هوكشتاين، المعلومات التي تقاطعتْ حول مضمون لقاءاته في بيروت ولا سيما مع وفد من قوى المعارضة ضمّ حزبي «القوات اللبنانية» والكتائب والنائب ميشال معوض. وعلمت «الراي» أن فحوى هذه اللقاءات مفاده أن الجهد الأميركي ينصبّ على «مثلثٍ» احتوائي غير مضمون في أي من ضلوعه: «الهدنة في غزة وهي ليست مضمونة بعد رغم استمرار المساعي لإنجاحها. الهدنة في جنوب لبنان، وبلوغُها غير محسوم وإن كانت الاتصالات متواصلة لضمان أن تحصل بالتوازي مع وقف النار في القطاع. والحؤول دون انزلاق جبهة الجنوب الى حربٍ وهو ما لا يمكن إخراجه من الحسبان». وبحسب هذه المعلومات فإن الانتخابات الرئاسية لم تُبحث إلا عَرَضياً، وأن هوكشتاين لم يحمل أي «أوراق» ترتبط بهذا الاستحقاق وأن جلّ ما أثير كان رداً على سؤال من الموفد الأميركي حول آفاقه فكان الجواب بأن «القفل والمفتاح» هو عند فريق الممانعة الذي يرفض اعتماد الآلية الدستورية لانتخاب الرئيس، مع تأكيد أن المعارضة ستقف بوجه الإشارات من هذا الفريق إلى جعْل الملف الرئاسي مدخلاً لمقايضاتٍ ذات صلة بالوضع جنوباً وربما أيضاً بما هو أوسع على صعيد المنطقة والترتيبات الجديدة فيها في ضوء حرب غزة وأخواتها.

«البطاقة الحمراء»

وكان بارزاً في هذا السياق أمس أن الرئيس نبيه بري رفع في تصريح صحافي ما يشبه«البطاقة الحمراء»في وجه مبادرة تكتل«الاعتدال الوطني»وموقف أفرقاء في المعارضة منها، غامزاً من مواقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر«الراي»، ومتحدثاً عن «ان ما سمعناه من البعض بعد جولة التكتل ليست له علاقة بجوهر المبادرة وبما اتفقنا عليه مع أصحابها»، ومستغرباً فكرة «تداعي عدد من النواب الى التلاقي في المجلس»، ومؤكداً «إذا تعذّر التفاهم على هوية الرئيس المقبل في سياق أي حوار أو تشاور مفترض، فأنا مستعدّ لعقد جلسة انتخابية بدورات متتالية أولى وثانية وثالثة ورابعة، ولكن في حال لم نتمكن خلالها من انتخاب رئيس فمن واجبي ان اقفل محضر الجلسة ثم أحدّد موعداً لجلسة أخرى في وقت قريب». وفي موازاة ذلك، بقي الميدن جنوباً على اندفاعة النار التي ازدادت توهجاً مع توسيع اسرائيل رقعة اعتداءاتها التي شملت عدداً كبيراً من البلدات غداة استهدافها في بلدة العديسة مركز الهيئة الصحية ما أدى الى سقوط 3 ضحايا. وفي المقابل مضى «حزب الله» بعملياته ضد مواقع وتجمعات للجيش الاسرائيلي، وهو استهدف دبابة ‏ميركافا في مستعمرة نطوعا أثناء اعتدائها على القرى والمدنيين بصاروخ موجه «وأوقعنا طاقمها بين قتيل وجريح»، وسط تقارير اسرائيلية عن إصابة منزل في كريات شمونة بصاروخ أطلق من لبنان من دون وقوع إصابات.

هوكشتين أبقى مساعده في بيروت: لبنان يريد «ورقة مقنعة» لما بعد الهدنة

الاخبار..ميسم رزق ... بعيداً عن الفولكلور اللبناني الذي يحيط بزيارة أي مسؤول أجنبي لبيروت، ومع رغبة الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين بتقديم نفسه «منقذاً» للبنان من ورطاته، فإن الجولة الأخيرة له بين بيروت وتل أبيب لم تقفل النقاش الذي انتقل إلى مرحلة جديدة.وعلمت «الأخبار» أن الموفد الأميركي الذي غادر ليل أول أمس إلى قبرص، وانتقل منها أمس إلى كيان العدو، أبقى أحد مساعديه البارزين في بيروت لمواصلة الاجتماعات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ومن خلالهما مع حزب الله. وقالت المصادر إن هوكشتين قال لبعض من التقوه إنه سيضعهم في أجواء اتصالاته مع القيادة الإسرائيلية، وإنّ لديه ثقة كبيرة بقرب الإعلان عن الهدنة في غزة، ويريد استغلالها لإطلاق مفاوضات مع لبنان لتثبيت الهدنة التي ستقوم حتماً بعد وقف إطلاق النار في غزة. فيما أعلن الرئيس ميقاتي أمس أن المفاوضات لتثبيت التهدئة في لبنان، في حال حصلت الهدنة في غزة، ستنطلق خلال شهر رمضان المقبل، وأن الاتصالات ستنتقل إلى مستوى جديد. وعُلم أن بيروت تنتظر أن يعود هوكشتين لاحقاً (في حال إعلان الهدنة في غزة) بتفاصيل خطته لتثبيت هدوء مستدام على الجبهة اللبنانية، وأن لبنان ينتظر منه خطوات تلتزم بها إسرائيل على أكثر من صعيد ليكون بالإمكان الحديث عن ضمانات لبنانية بالتهدئة. وأفادت المصادر بأن المسؤولين في بيروت أبلغوا الموفد الأميركي بأن لبنان ينتظر «ورقة عملية مقنعة». ما أحاط بزيارة هوكشتين، هي الثالثة له إلى بيروت منذ اندلاع «طوفان الأقصى»، عكسَ محوريتها في سعيه إلى «احتواء» التطورات التي تتسابق فيها الدبلوماسية مع الوقائع الميدانية على ضفتَي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. ومع أن تفسيرات كثيرة أُعطيت لمضمون البيان المكتوب الذي تلاه بعد اجتماعه مع الرئيس نبيه بري، تمّ التوقف عند إشارته إلى عدم انسحاب هدنة غزة تلقائياً على جبهة الجنوب اللبناني، ما فُهم بأنه «تهديد» ضمني لدفع المقاومة إلى وقف عملياتها ضد العدو الإسرائيلي. لكنّ تفاصيل ما قاله في الكواليس، أكّدت محاولته تأطير مرحلة المفاوضات بخطوط عريضة، طالباً من لبنان ضمانات بعدم لجوء حزب الله إلى التصعيد في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات حول غزة. وكان لافتاً أنه أسقط من سلّته هذ المرة بعض الشروط الصِّدامية كتحديد كيلومترات لانسحاب حزب الله بعيداً من الحدود. وبحسب معلومات «الأخبار» فإن الاجتماع الأساسي لهوكشتين كان مع الرئيس بري، وقد استمر نحو ساعة ونصف ساعة، بدأه المبعوث الأميركي بتقدير «بدا فيه جازماً»، يؤكّد أن المفاوضات في شأن غزة ستؤدي إلى هدنة قريباً، من دون تحديد موعد لذلك. لكنّ سؤاله الأساسي هدف إلى محاولة استكشاف سلوك حزب الله ولبنان الرسمي في حال لم يتم التوصل إلى هدنة، مشيراً إلى أنه يعرف أن موقف حزب الله محسوم لجهة بقاء الجبهة الجنوبية مفتوحة للإسناد طالما استمر العدوان على غزة. وقال هوكشتين إن «إسرائيل لا تريد الحرب، لكنها تعتبر أنها تعرّضت لاعتداء غير مبرّر من لبنان، كما تعرّضت لاعتداء في 7 تشرين، وهي تعتبر نفسها معنيّة بضمان عدم تكرار ذلك من الجنوب، كما تفعل مع غزة». وأكّد أن «الولايات المتحدة تفضّل الخيار السياسي»، زاعماً أن «المناخ التصعيدي في إسرائيل يُمكن احتواؤه من خلال صيغة تؤدي إلى خفض التوتر»، ما يعني ضمناً طلباً بأن «يخفّف الحزب عملياته فيؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط بما يتيح للمستوطنين العودة إلى منازلهم في الشمال وللنازحين من الجنوب بالعودة إلى قراهم». وقال هوكشتين لبري إنه سيقرأ بياناً مكتوباً، «وما سأقدّمه هو صيغة هدفها الوصول إلى حل يمنع إسرائيل من شنّ الحرب»، مكرّراً أن «إسرائيل معتدى عليها، لكن كما نجحنا في التوصل إلى اتفاق بحري رغم كل العقبات والضغوط، نحن حريصون على إيجاد تسوية تجنّبنا الصدام». وهنا أجابه بري: «كرئيس لمجلس النواب ومسؤول رسمي، أقول إن إسرائيل هي المعتدية، وهذا الكيان لم يكن يوماً يحتاج إلى ذريعة أو عذر لشنّ حرب على لبنان، وكابن للجنوب أؤكد أن المقاومة تنفذ عمليات عسكرية ضد مواقع وجنود، بينما يردّ العدو علينا باستهداف المدنيين وتدمير البيوت من دون سبب وهو من يرغب بالتصعيد». وأضاف: «إما إذا أردت الحديث بوصفي أعرف المقاومة، فأنا أجزم بأن المقاومة ستوقف العمليات بمجرد إعلان الهدنة في غزة، وأنا أعرف ومسؤول عن القول إن المقاومة كما كل لبنان، لم تكن يوماً ضد القرار 1701، وبالتالي، فإن النقاش حول القرار وكيفية تنفيذه وكل الأمور الأخرى يصبح قابلاً للبحث متى توقّفت الحرب في غزة». وهنا، حاول هوكشتين «جسّ نبض» بري عما إذا كانت هناك إمكانية للحصول على «ضمانات» من المقاومة لـ«إقناع المسؤولين في تل أبيب»، إلا أنه لم يسمع جواباً.

حرص هوكشتين في محادثاته على توضيح أن كلامه العلني لم يحمل أي تهديد

وكشفت مصادر بارزة أن «هوكشتين كان في كل محادثاته حريصاً على توضيح أن كلامه العلني لم يحمل أي تهديد»، مكرّراً أنه «سبق أن طرحت أفكاراً للحل، واليوم أعرض خطوات لتنفيذ الآلية في حال حصول هدنة في غزة». وهذه الخطوات، وفقَ ما تقول المصادر تقوم على: أولاً، التثبّت من وقف إطلاق النار، وثانياً تفعيل خطة نشر قوات كبيرة للجيش اللبناني في كل المنطقة الحدودية (من دون أن يحدد أي عمق)، وثالثاً الالتزام بعدم الظهور المسلّح لغير الجيش (لم يشر إلى انسحاب حزب الله من القرى الحدودية)».

وبحسب خطة أو «أفكار» هوكشتين، بعد إقرار هذه الخطوات، سيبدأ جولات تفاوضية لتسوية النزاعات على الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وسيسعى إلى وجود ضمانات سياسية بعدم تكرار المواجهات على جانبَي الحدود. وفي لقاءاته الأخرى، ناقش هوكشتين أفكاره مع الرئيس ميقاتي، وقال إنه سمع تصوّرات من رئيس الحكومة تخصّ مرحلة ما بعد توقف إطلاق النار، وإن ذلك سيساعده على وضع خطة تفصيلية في المرحلة اللاحقة. وفي الاجتماعات الأخرى، كان لافتاً عدم تورط هوكشتين في الحديث عن تنفيذ كامل وحرفي للقرار 1701. ونُقل عنه أن «الوقت حالياً لا يسمح بالحديث عن التطبيق الحرفي للقرار 1701، خصوصاً أن إسرائيل قد لا تلتزم بوقف الخروقات الجوية التي تعتبرها ضرورية لأمنها».

حزب الله: لسنا أقرب إلى الحرب الشاملة

الأخبار .. أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «أننا لسنا معنيّين بالرسائل التي يرسلها الموفد الأميركي عاموس هوكشتين، وموقفنا واضح: طالما أن الحرب مستمرة على غزة فالجبهة الجنوبية لن تتوقّف والعكس هو الصحيح». وأضاف: «هوكشتين يستطيع أن يقول ما يشاء ولن نقبل بأن يفرض علينا الإسرائيلي شروطه وهو في وضع المأزوم». وأكّد: «لن نقدّم أي جواب للإسرائيلي قبل وقف إطلاق النار». وشدّد على «أننا لم نجرّ لبنان إلى الحرب، بل هناك عدو إسرائيلي خطر وفي أي ساعة يمكن أن يشنّ حرباً على لبنان من دون ذرائع ولا مبرّرات، وفي حال لم نضع حداً له بشكل مبكر فقد يشكل خطراً على لبنان. ومصلحتنا أن يبقى الإسرائيلي مردوعاً». وتابع قاسم: «لسنا أقرب إلى الحرب الشاملة في لبنان، لكننا مستعدّون لها في ما لو حصلت غداً».

الهولنديون زوّروا رتبهم والإسباني رُحِّل إلى بلاده: هل يستفيد العدوّ من اختبارات أمنية للأجانب في الضاحية؟

الأخبار .... لا توجد مرجعية رسمية، أمنية أو سياسية، قادرة على الجزم، بصورة أكيدة، بمعرفة عدد العناصر العسكريين والأمنيين الذين يعملون في لبنان باسم سفارات عربية وأجنبية. فيما كلّ من الأجهزة الأمنية اللبنانية يعمل في مسار مغاير للآخر، حتى بات لدى الجهات الخارجية تصنيف خاص لكل جهاز، لناحية قدراته وميول قيادته وسلوك عناصره وطبيعة المهام التي ينفّذها. وبناءً على هذا التقييم، تقرر هذه الجهات كيفية بناء العلاقة مع هذا الجهاز أو ذاك. والعلاقة هذه تشمل تبادل المعلومات وطلبات التعاون، وكذلك برامج الدعم التقني والتسليحي، والمالي أيضاً.هذه «المجموعات العسكرية والأمنية» استقدمتها سفارات إلى لبنان على خلفية الحرب على غزة، بذريعة أنها مكلّفة بمهام تتعلق بإجلاء دبلوماسيّيها ورعاياها في حال توسّعت الحرب. وتقرّ جهات رسمية بأن هذه السفارات تحدّثت عن «حاجة هذه المجموعات إلى أنشطة استطلاعية - اختبارية»، لكن ما طُلب رسمياً اقتصر على تدريبات وأعمال رماية قامت بها هذه المجموعات في حقول تتبع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. إلا أن النقاش أخذ بعداً مختلفاً في الآونة الأخيرة، ربطاً بـ«أخطاء» ترتكبها هذه المجموعات خصوصاً في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبمعزل عما إذا كان ما يحصل خطأ فعلاً أم خللاً أم عملاً متعمّداً، يتصرف حزب الله مع الأمر وفق ما تمليه الاعتبارات المتعلقة بالحرب مع العدو. ويتعامل بارتياب كبير حيال كثير من التحركات في أكثر من منطقة تضمّ عناصرَ أو مراكزَ للمقاومة، ولا سيما في الضاحية الجنوبية، خصوصاً أن تحقيقات مع مشتبه في تعاملهم مع العدو، أظهرت أنهم قاموا بأعمال استطلاع واسعة في مناطق عدة، ولا سيما في الضاحية، كما تبيّن أخيراً أن بعض العمليات العسكرية التي نفّذها العدو ضد مقاومين استندت إلى هذه الشبكات التي تم توقيف ثلاث منها في الأسابيع الأخيرة. وفي هذا السياق، تبيّن من حادثتَي توقيف إسباني وثلاثة هولنديين في مناطق في الضاحية أخيراً، ورغم حرص الجانبين الهولندي والإسباني على التأكيد لجهات لبنانية رسمية وسياسية عدم وجود أي عمل أمني تجسّسي ضد حزب الله، أن هذه التوضيحات لا يمكن الركون إليها لعدم الأخذ في الاعتبار وجود «عناصر جرمية». ففي ما يتعلق بتوقيف الهولنديين الثلاثة، في محلة بئر العبد الأربعاء الماضي، تبيّن أن المقهى الذي قصده هؤلاء لـ«الاستراحة» كما قالوا، ليس له عنوان على محرّك غوغل. كما أثار استغراب المعنيين وجود كاتم صوت في حوزة أحد الموقوفين، فيما تبيّن بعد التدقيق عدم وجود رعايا لهولندا في المنطقة بما يبرّر القيام بتمرين لإجلائهم في حالات الطوارئ. أضف إلى ذلك أن الأوراق الثبوتية التي كانت في حوزة هؤلاء تفيد بأنهم «جنود» في الجيش الهولندي، من دون أن تشير إلى رتب كما هي العادة مع الضباط والعسكريين، وهو أمر لافت، خصوصاً أن بعضهم في العقد الخامس من العمر. أما بالنسبة إلى «الدبلوماسي» الإسباني الذي أُوقف في منطقة الكفاءات الشهر الماضي فيما كان يستخدم هاتفه للتصوير، فقد أكّد أمام جهاز أمن المقاومة الذي أوقفه، وفي التحقيق المحدود جداً معه أمام جهاز الأمن العام قبل تسليمه لسفارة بلاده، أنه كان يقصد أحد الأمكنة وأخطأ في العنوان، وهو أمر مفهوم حتى لدى جهاز أمن المقاومة، كون كثيرين من الأجانب ممن يدخلون الضاحية يواجهون صعوبات في الوصول إلى العناوين المطلوبة ما لم يكن معهم أحد من أبناء المنطقة. لكنّ اللافت أن الرجل كان يحمل هاتفاً يحتوي على تطبيقات خاصة تتيح كشف الكثير من الأمكنة، كما هو عمد إلى تسجيل أسماء متاجر ومحالّ في الأمكنة التي صوّرها، زاعماً أنه أرسل صورها إلى السفارة لمساعدته في الخروج من المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن السفارة الإسبانية التي تسلّمت الموقوف، واسمه دييغو مورينو نوغاليس كما ورد في جواز سفره الدبلوماسي، اعتذرت عن الخطأ، وقالت إنها اتّخذت قراراً بإبعاده عن لبنان. وقد غادر إلى بلاده بالفعل في 23 شباط الماضي، وأبلغت الجهات اللبنانية بأنه لم يعد من طاقم السفارة. وبحسب مصدر معنيّ، فإن لجوء الهولنديين إلى استخدام سيارة مستأجرة، ووجود تطبيقات خاصة على هاتف الدبلوماسي الإسباني، وتفاصيل بعض الخطوات التي جرت على الأرض من قبل آخرين، تعزّز المخاوف لدى جهاز أمن المقاومة من محاولة العدو الاستفادة من هذه التحركات لاستطلاع الوضع على الأرض، واختبار مدى جهوزية المقاومة في حال قرّر العدو القيام بعمل أمني بواسطة أشخاص يدخلون من خارج لبنان، وهو أمر سبق أن حصل مرات عدة.

أوسع غارات على جنوب لبنان وأكبر خسائر مدنية

إسرائيل بعد جولة هوكستين: «حزب الله» يقربنا من اللحظة الحرجة

بيروت: «الشرق الأوسط».. شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، أمس (الثلاثاء)، أوسع هجمات جوية على مناطق واسعة في جنوب لبنان، شملت 4 أقضية في محافظتَي الجنوب والنبطية، وأسفرت عن أكبر خسائر تمثلت في سقوط 3 قتلى مدنيين على الأقل وتدمير منازل، في حين خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت فوق مناطق صيدا والزهراني والنبطية، وحلق على مستويات منخفضة جداً في أجواء عديد من المناطق في جنوب لبنان، ملقياً عشرات البالونات الحرارية. وقُتل 3 مدنيين من عائلة واحدة، وأُصيب آخرون جراء تدمير منزلين في بلدة حولا، كما استهدفت الغارات بلدات عيتا الشعب، ومجدل زون، وزبقين، وجبال البطم، وكفرا. وجاء ذلك بعد تقارير إسرائيلية أكدت إصابة مبنيين في كريات شمونة بقذائف صاروخية أُطلقت من الجنوب اللبناني. كما أعلن «حزب الله» استهداف «دبابة ‏ميركافا في مستعمرة نطوعا خلال اعتدائها على القرى والمدنيين بصاروخ موجه، وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح». وتصاعدت التوترات بعد ساعات على لقاء المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، بوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تل أبيب، قادماً من بيروت. وكرّر غالانت تحذيره من أن التوتر المستمر مع «حزب الله» «يقرب الأمور إلى التصعيد العسكري». وقال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، بعد لقاء غالانت وهوكستين، إن الطرفين «بحثا في لقائهما العدوان المستمر من جانب حزب الله». وأشار إلى أن غالانت وهوكستين «بحثا الجهود السياسية المبذولة للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى عودة سكان الشمال الإسرائيلي إلى منازلهم بعد تغير الوضع الأمني في المنطقة الحدودية مع لبنان». وأبلغ غالانت هوكستين بالتزام تل أبيب الجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق لتجنب التصعيد على الحدود مع لبنان، محذّراً من أن «عدوان (حزب الله) يقربنا من نقطة حرجة في اتخاذ قرار بشأن الأنشطة الحربية حيال لبنان»، وفقاً لما جاء في بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية. وتوعّد «حزب الله» بالرد على أي توسيع إسرائيلي للحرب. وقال رئيس كتلته النيابية، النائب محمد رعد: «نحن لم نستعمل كل أسلحتنا وأسلحة الحرب المفتوحة، لم نفتح مخازنها بعد، والعدو يعرف ذلك».

تردد حكومي في التجاوب مع خطة «الخارجية» لإغلاق بعثات دبلوماسية لبنانية

تشمل التضحية بست بعثات… لإنقاذ البقية

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. أثار إدراج اقتراح وزارة الخارجية اللبنانية إغلاق ست بعثات دبلوماسية على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، استياء عدد كبير من المغتربين وقوى سياسية عدّت أن إجراءً كهذا، ورغم أسبابه المرتبطة بالأوضاع المالية الصعبة، يهدد علاقات لبنان الدولية، كما يشكل صفعة لأعداد كبيرة من المغتربين اللبنانيين. وارتأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تأجيل بت هذا البند خلال الجلسة الحكومية الأخيرة التي عُقدت الأسبوع الماضي، في ظل عدم حماسة العدد الأكبر من الوزراء لإجراء مماثل، وتم الطلب من وزير الخارجية عرض جدوى خطوة مماثلة. ويلحظ اقتراح الخارجية إقفال خمس بعثات في أميركا اللاتينية، وهي سفارات لبنان في تشيلي والأوروغواي والإكوادور والباراغواي، والقنصلية اللبنانية في ريو دي جانيرو البرازيلية، إضافة إلى السفارة اللبنانية في ماليزيا.

فجوة مالية

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن «الخارجية» تعاني من «فجوة مالية تتراوح ما بين 30 و35 مليون دولار، وهي، وبعد إجراءات تقشف كثيرة قامت بها في السنوات الماضية لجهة خفض عدد الموظفين ورواتب الدبلوماسيين والمصاريف التشغيلية، عدّت أن إقفال البعثات الـست يؤدي للحفاظ على باقي البعثات»، لافتة إلى أنه «تم خفض موازنة الخارجية من 95 إلى 70 مليون دولار في الأعوام الـ 3 الماضية». وشددت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «الهدف ليس إقفال البعثات، إنما محاولة سد الفجوة المالية، وبنهاية المطاف القرار النهائي في هذا المجال للحكومة». وأوضحت المصادر أنه «تم الاعتماد على أكثر من معيار لاختيار هذه البعثات دون سواها، وأبرز هذه المعايير عدد اللبنانيين في الدول السابق ذكرها، وحجم التبادل التجاري، ووجود سفارات في دول مجاورة قادرة أن تغطي أعمال السفارة التي سوف تقفل، إضافة للعجز لدى البعثة». ولم تطلع لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية بعد على حيثيات اقتراح وزارة الخارجية، ويفترض، بحسب رئيسها النائب فادي علامة، أن تجتمع بالوزير عبد الله بو حبيب قريباً للحصول على إيضاحات. ويشدد علامة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «أي قرار يتخذ، وبخاصة في هذا المجال يجب أن يكون معتمداً على أسس علمية، وبالتالي، أن تكون له جدوى اقتصادية، ولا يضر بالاغتراب، ويحقق وفراً يمكن الاستفادة منه لتفعيل حضور لبنان الدولي في بلدان أخرى حيث عدد المغتربين أكبر، وعندها يصبح الاقتراح مفهوماً».

اعتراضات

واستهجن رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، اقتراح إقفال السفارات، وعد أن «مجرد تفكير حكومة تصريف الأعمال، الناقصة الشرعية والفاقدة الميثاقية، بإقفال السفارات هو خنق للبنان وإجرام بحق ملايين اللبنانيين المنتشرين في هذه البلدان»، مشدداً على أن «من لا يدرك قيمة الانتشار اللبناني لا يفهم معنى لبنان». كذلك، شنت الهيئة الاغترابية في حزب «الكتائب اللبنانية» حملة عنيفة على اقتراح «الخارجية» ووصفته بـ«الخطوة المرتجلة التي من شأنها أن تقطع الخيط الرفيع الذي يربط اللبنانيين في الخارج بوطنهم الأم، في وقت يحتاج إليهم وطنهم أكثر من أي وقت مضى». وأشارت الهيئة إلى أن «آلاف المغتربين عبّروا لديها عن رفضهم المطلق لهذه الخطوة»، وطالبت وزير الخارجية بـ«مراجعة لوائحه وتنقيتها من الموظفين الذين حشروا في البعثات الخارجية من ضمن سياسة المحسوبية التي كانت سائدة، وعندها سيحقق وفراً أكبر من المبلغ الذي يدعي أنه سيوفره بإغلاق السفارات والقنصلية التي يقترح وقف العمل فيها، ويحافظ على الروابط التي تجمع اللبنانيين في الداخل بأبناء وطنهم في الخارج». وكانت وزارة الخارجية اللبنانية أعدت مشروعاً في عام 2022 لإغلاق 17 بعثة بمسعى لتحقيق وفر بنحو 15.5 مليون دولار خلال خمس سنوات. وطلبت الوزارة من السفارات البحث عن مانحين للمساعدة في تغطية نفقات تشغيلها، وذلك من خلال السعي للحصول على تبرعات بشكل أساسي من المغتربين اللبنانيين. ويبلغ عدد البعثات الدبلوماسية اللبنانية 89 بعثة موزعة بين 74 سفارة و15 قنصلية، فيما كان يصل مجموع رواتب الدبلوماسيين سنويا إلى 30 مليون دولار. ويرزح لبنان منذ عام 2019 تحت ما وصفه البنك الدولي بأنه واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والمالية منذ منتصف القرن التاسع عشر، ما دفعه لاعتماد إجراءات تقشفية على كل الصعد، وبخاصة مع شح احتياطي العملات الأجنبية في مصرف لبنان وانهيار الليرة اللبنانية.



السابق

أخبار وتقارير..بوتين: أصدقاؤنا أكثر من الأعداء..سفراء أوروبا يقاطعون اجتماع لافروف..كييف تحضّ الغرب على تحويل الأصول المجمّدة لموسكو إليها..كندا: أوكرانيا لم تطلب منا إرسال قواتنا إلى أراضيها..تفاقم أزمة «تسريب جسر القرم» بين موسكو وبرلين..قاعدة جوية جديدة لـ«الناتو» في ألبانيا..تقرير: الميزانية العسكرية للصين ستزيد بنسبة 7.2 في المئة في 2024..المحكمة العليا ترفض حكم كولورادو بعدم أهلية ترامب..مناورات «درع الحرية» بين كوريا الجنوبية وأميركا..سياسات ديموغرافية وعقارية هي صلب مقترحات الاجتماع السياسي الرئيسي في الصين هذه السنة..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..قوات أميركية على الأرض؟.. خيارات واشنطن الأخرى لإيصال المساعدات إلى غزة..واشنطن تدفع الأمم المتحدة لدعم وقف إطلاق نار "فوري" و"مؤقت" في غزة لتحرير الرهائن..الجيش الأميركي يسقط مزيدا من المساعدات على غزة..مقترح جديد وتشكيك أميركي..مفاوضات غزة بلا "اتفاق" قبل رمضان.. تحذيرات دولية من مجاعة وأزمة إنسانية في غزة.."كما في السنوات الماضية"..إسرائيل ستسمح بدخول الأقصى في رمضان..واشنطن تطالب غانتس بجدول زمني لإنهاء الحرب..اجتماع إسلامي في جدة وعربي بالقاهرة..تفكيك «الأونروا» سيؤدي إلى التضحية «بجيل كامل من الأطفال» و«زرع بذور» نزاعات مقبلة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,040,537

عدد الزوار: 6,976,391

المتواجدون الآن: 76