ثاني أكبر هجوم ارهابي

ثاني أكبر هجوم ارهابي بعد 14 شباط يضرب طرابلس قبل ساعات من القمة اللبنانية - السورية

تاريخ الإضافة الخميس 14 آب 2008 - 9:04 ص    عدد الزيارات 5972    القسم محلية

        


شكل 13 آب "تاريخاً" لتطورين متناقضين وضعا لبنان امام مفترق معقد وغامض. فالتفجير الارهابي في طرابلس صباح امس ايقظ المخاوف من موجة ارهابية جديدة تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار من خلال الاستهداف الواضح للجيش. والثمرة الاولى لزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدمشق، باعلان سوريا ولبنان اقامة علاقات ديبلوماسية بينهما، فتحت الباب امام صفحة جديدة بين البلدين نظراً الى "تاريخية" هذه الخطوة غير المسبوقة في علاقاتهما التي شابتها تجارب موغلة في السلبية والقطيعة في السنوات الاخيرة.
وفي انتظار استكمال نتائج القمة بين الرئيس سليمان والرئيس السوري بشار الاسد اليوم وما يمكن ان تحقق من نتائج في الملفات الاخرى المدرجة في جدول اعمالها، أثقل تفجير طرابلس على الحكومة التي فوجئت غداة نيلها ثقة مجلس النواب بالتحدي الارهابي الذي ضرب في طرابلس موقعا 14 قتيلاً تسعة منهم من العسكريين ونحو 50 جريحا. واتسم هذا التفجير بخطورة بالغة نظرا الى اختيار مكانه في وسط طرابلس في ساعة الذروة الصباحية لايقاع اكبر عدد من الضحايا. كما ان توقيته استرعى الانتباه نظرا الى تزامنه مع مجموعة تطورات مهمة من ابرزها زيارة الرئيس سليمان لدمشق، وانطلاق الحكومة في عملها غداة نيلها الثقة، وتعزيز الخطوات التي يتخذها الجيش في طرابلس لمعالجة الاشتباكات بين باب التبانة وبعل محسن.
وحيال هذه الاستهدافات الخطيرة للتفجير، علمت "النهار" ان الاتصالات التي اجريت قبيل توجه الرئيس سليمان، الى دمشق، وبعد وصوله اليها، ادت الى اتفاق بين المعنيين على عقد اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع مساء اليوم، عقب عودة الرئيس سليمان الى بيروت من دمشق. وافادت المعلومات ان ثمة اتجاها الى اتخاذ خطوات استثنائية او القيام بتحرك يكون على مستوى هذا التحدي الارهابي لتحصين الامن، ومواجهة احتمال وجود مخطط لزعزعة الاستقرار برزت ملامحه مع تزامن تفجير طرابلس ومجموعة تفجيرات تلاحقت اخيرا في مخيم عين الحلوة فضلا عن عودة ظاهرة رمي القنابل ليلا بين التبانة وبعل محسن.
وقد سقط في انفجار طرابلس العدد الاكبر من الضحايا في سلسلة التفجيرات التي شهدها لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وهو التفجير الثاني يستهدف حافلة للركاب بعد تفجير حافلتين في عين علق في شباط 2007.
وتبين ان العبوة الناسفة وضعت قرب حافلة للركاب تعمل بانتظام بين طرابلس والجنوب وتنقل عسكريين. وقدرت زنة العبوة بكيلوغرامين ودست بين حقائب الركاب على مسافة اربعة امتار على الاكثر من الحافلة المستهدفة. وتبين ايضا ان جميع العسكريين والمدنيين الذين قتلوا كانوا يقفون خارج الحافلة على الرصيف في شارع المصارف في انتظار انطلاقها. وقد ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد الذي كشف على مكان الانفجار على مجهول وعلى كل من يظهره التحقيق بجرم الاعتداء على امن الدولة الداخلي والقيام بأعمال ارهابية وتفجير عبوة ناسفة في حافلة مدنية مما ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى وألحق الضرر بالمباني والسيارات والمنشآت العامة والخاصة والطرق العامة. واحيل الادعاء على قاضي التحقيق العسكري المناوب مارون زخور الذي انتقل بدوره الى طرابلس وعاين مكان الانفجار وباشر تحقيقاته ميدانيا، وجرى الاستماع الى افادات عدد من الشهود.
واعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مساء امس "الحداد العام على ارواح الشهداء الضحايا من عسكريين ومدنيين "الذين سقطوا في التفجير الارهابي و"لذلك يتوقف العمل مدة ساعة اعتبارا من الساعة الثانية عشرة ولغاية الأولى ظهر الخميس (اليوم) على جميع الاراضي اللبنانية". وطلب في مذكرته من جميع اللبنانيين "الوقوف مدة خمس دقائق من الأولى ظهراً حيثما وجدوا استنكاراً لهذه الجريمة النكراء وتعبيراً لبنانياً وطنياً شاملاً ضد الارهاب والارهابيين وتضامناً مع عائلات الشهداء الأبرار والجرحى وعائلاتهم".

العلاقات الديبلوماسية
اما بالنسبة الى زيارة الرئيس سليمان لدمشق، فأفادت موفدة "النهار" هدى شديد التي ترافق الوفد الرئاسي ان "أول الغيث" في هذه الزيارة الرسمية الاستثنائية كان اعلان اقامة العلاقات الديبلوماسية بين الجمهوريتين اللبنانية والسورية على مستوى السفراء وتكليف وزيري الخارجية للبلدين مباشرة اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك فوراً.
وعكس الاستقبال السوري حفاوة بالغة بالرئيس اللبناني الذي وصل للمرة الأولى جواً الى العاصمة السورية في العقدين الاخيرين أقله، وكان الرئيس الاسد وزوجته السيدة اسماء ووزير الخارجية وليد المعلم في استقبال سلمان وزوجته السيدة وفاء والوفد المرافق له في مطار دمشق. كما اقيمت مراسم استقبال رسمية للرئيس اللبناني في قصر الشعب الذي انتقل اليه الرئيسان في طوافتين.
وعقد الرئيسان جلسة محادثات اولى مع الوفد المرافق لسليمان ومسؤولين سوريين، ثم عقدا اجتماعاً ثنائياً، وبعد ذلك عقدت جلسة محادثات مسائية استمرت اكثر من ثلاث ساعات في حضور الوفدين اللبناني والسوري.
وقد أدرجت كل الملفات الشائكة والعالقة بين البلدين في جدول اعمال القمة من التبادل الديبلوماسي، الى العمل على ترسيم الحدود وضبط المعابر الحدودية، ومراجعة الاتفاقات المعقودة بين البلدين، وملف المفقودين والموقوفين في كلا البلدين، على ان يعهد الى الامانة العامة للمجلس الاعلى السوري – اللبناني الذي يتجه الرئيسان الى الحفاظ عليه، في متابعة البحث في تفاصيل هذه الملفات. كما فهم ان الملف الاقليمي كان حاضراً في المحادثات وان الرئيس سليمان اطلع من الرئيس السوري على ما آلت اليه المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل عبر الوسيط التركي.
وعقب الاجتماع بين الرئيسين تلت المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان الاعلان الخاص باقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا وجاء فيه:
"في اطار تعزيز العلاقات الاخوية القائمة بين البلدين الشقيقين، ونتيجة للمحادثات التي اجراها الرئيسان بشار الاسد وميشال سليمان في تاريخ 13 آب 2008، فقد اتفق الرئيسان على اقامة علاقات ديبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية على مستوى السفراء، بما ينسجم مع ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي بما في ذلك اتفاق فيينا للعلاقات الديبلوماسية، وتكليف وزيري الخارجية للبلدين اعتباراً من تاريخه، اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك، وفقاً للأصول التشريعية والقانونية في كل من البلدين".
ومن المقرر ان تستكمل المحادثات اليوم على ان يصدر بيان مشترك في ختام الزيارة.
وعلمت "النهار" ان الدولة السورية هي في صدد التفاوض لشراء قطعة أرض على مقربة من السفارة الكويتية في منطقة بئر حسن لتشييد مبنى السفارة السورية عليها.

واشنطن
ومن واشنطن، نقل مراسل "النهار" هشام ملحم عن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان اتفاق لبنان وسوريا على اقامة علاقات ديبلوماسية بينهما "سيكون خطوة اولى وجيدة" اذا تبع ذلك قيام سوريا "بترسيم الحدود مع لبنان" واحترامها لسيادة لبنان في مختلف المجالات. واضافت ان الحكومة الاميركية كانت دوماً تدعو "الى علاقات طبيعية بين سوريا ولبنان على اساس المساواة واحترام سيادة لبنان... واحدى الخطوات المطلوبة منذ زمن هي اقامة علاقات ديبلوماسية مناسبة حيث يكون لسوريا سفارة في لبنان والعكس".
وكانت واشنطن قد نددت بقوة بتفجير طرابلس، ورأت ان المسؤولين عنه يريدون ابقاء لبنان مكانا يسوده الخوف والاضطرابات، واعتبرت ان "هذا الحادث المأسوي يؤكد مجدداً أهمية وضع كل الاسلحة في لبنان تحت سيطرة مؤسسات الدولة". وجددت دعمها القوي للجيش اللبناني.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الاميركية ان الهجوم في طرابلس كان موجها "ضد المدنيين وأولئك الذين يعملون من اجل حماية الشعب اللبناني ولضمان استقلال لبنان وسيادته"، في اشارة الى الضحايا من العسكريين. وقال ان الولايات المتحدة " تدعم بقوة القوات المسلحة اللبنانية بصفتها الحامي الشرعي لامن لبنان، ونحن نقف مع المجتمع الدولي في التزامنا الحازم مواصلة دعم الحكومة اللبنانية، ومؤسساتها الديموقراطية واجهزتها الامنية". واضاف: "نحن ندعم الحكومة اللبنانية وجهودها الرامية الى جلب المسؤولين عن هذا العمل الرهيب امام العدالة، ونعبّر عن تعازينا العميقة للقوات اللبنانية المسلحة ولعائلات الجنود والمدنيين الذين قتلوا في هجوم اليوم".
 


المصدر: جريدة النهار - السنة 76 عدد 23442

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,784,333

عدد الزوار: 6,914,816

المتواجدون الآن: 97