أخبار لبنان..«حزب الله» يُعْلي «الصبر الاستراتيجي» في مقاربة الملف الرئاسي.. وفد أوروبي يدعو لعقوبات ضد السياسيين الفاسدين..مزارعون لبنانيون يختبرون القنب الهندي بديلاً عن الحشيشة..البلديات اللبنانية تقر بعجزها عن ضبط أوضاع النازحين السوريين..

تاريخ الإضافة الأحد 7 أيار 2023 - 4:00 ص    عدد الزيارات 527    القسم محلية

        


«حزب الله» يُعْلي «الصبر الاستراتيجي» في مقاربة الملف الرئاسي...

الانتخابات الرئاسية على محكّ «اللبْنَنة» الشائكة

- سكاف: لا نريد أن يُفرض علينا رئيس على قاعدة الربح والخسارة

- لبنان «مكسور الخاطر» وهو يرصد مراسم تتويج الملك تشارلز وسط مَواسم الأزمات

الراي...مكسور الخاطر بدا لبنان وهو يرصد من على قارعة العالم، مَراسم تتويج الملك تشارلز الثالث في احتفاليةٍ للتاريخ... ومرصّعة بالتاريخ. وفيما كان العالَم شاخصاً أمس على لندن وحاضراً تَولّي تشارلز الثالث العرش البريطاني وما رافَقَه من احتفالاتٍ رمزية مبهرة انطبعتْ بقواعد تعمّر منذ أكثر من ألف عام، تَحَسَّر اللبنانيون على «جمهورية العزّ» التي تطلّ على الخريطة الدولية «بلا رأس» وكأن القيّمين عليها يتسابقون على دفْن لبنان الكبير في مئويته الأولى التي يُخشى أن تكون... الأخيرة. ورغم مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في اليوم الملوكي الذي ارتدى معه تشارلز التاج البريطاني، فإن هذا الحضور لم يكن أكثر من «إنقاذ ماء الوجه» للبنان الذي «يتربّع» لوائح الفساد والانهيارات المالية «على أنواعها» ويَمْضي في إكمال دفتر شروط الالتحاق بتصنيف الدول الفاشلة التي بات واقعياً في عِدادها وإن مع... وقف الإعلان. في لندن، 6 مايو تجدّد معه النظام الملكي تحت عباءةٍ تقليدية مقدّماً أبهى صورة لأمةٍ تتطلّع إلى مستقبلٍ «صادَقَ» عليه الشعب بإعلان «ولاء جماهيري» غير مسبوقٍ للملك، وفي بيروت ماضٍ، على انتكاساته، يَسْتحي من حاضرٍ مدجَّج بالنكبات ويوشك أن يخنق أيّ قطرة أملٍ بغدٍ مُشْرِق ولو من زمن... لبنان الذي كان. في بريطانيا يصدح «حفظ الله الملك»، وفي «بلاد الأرز» ملوك طوائف وأحزاب ما عاد الوطن معهم «في الحفظ والصون» بعدما وُضع في مهبّ أعتى العواصف المالية التي تكاد أن تَصْرَعَهُ وتُرك ليصارِعَها مُثْقَلاً بأزمةٍ رئاسيةٍ دخلتْ مطلع مايو شهرها السابع، ويتقاذف المعنيون بها المسؤولية عن استعصائها الداخلي الذي عرّتْه إعلاناتٌ متوالية من الخارج بالوقوف «على الحياد». ورغم الانشداد الكبير إلى الحَدَث البريطاني، وحلول ذكرى شهداء الصحافة في لبنان، فإنّ الاهتمام لم يتراجع بتقفّي ولو «أثَرٍ» لمخْرَجٍ للمأزق الرئاسي، في ضوء رفْع الخارج المعني بالوضع المحلّي شعار «إلى اللبْننة دُر»، وما يستتبعه ذلك من تحميل الداخل مسؤولية كل يوم إضافي من «عهد الشغور» الذي بدأ في 1 نوفمبر وتتعاظم المخاوف من أن تنتهي القدرةُ على احتواء تشظياته المميتة بحال انقضى يونيو المقبل ولم يكن دَخَل قصر بعبدا رئيس «صُنع في لبنان». ولم يكن عابراً أن يبْقى الموقف السعودي من الاستحقاق الرئاسي والذي تَبَلْور من خلال حركة السفير وليد بخاري المتعددة الاتجاه، في صدارة المشهد والتقييم الداخلي لليوم الرابع على التوالي، وسط تعاطي حلفاء المملكة كما فريق 8 مارس الذي يقوده «حزب الله» مع إعلان الرياض أن الانتخابات الرئاسية «شأن سيادي لبناني ولا فيتو على أي مرشح وما يتوافق عليه اللبنانيّون نُرحِّب به» على أنه ينطوي على إيجابياتٍ لكلّ منهما، من دون أن يَظْهر في الأفق حتى الساعة ما يشي بأن التقاطع الأميركي - السعودي على إعلان «ان الحلّ في لبنان» في موازاة تسليم طهران هذا الملف بالكامل لحزب الله، من شأنه أن يجعل الأطراف الداخلية تقتنع بأن وحدها دينامية «خارج الصندوق» ستكون كفيلة بتجنيب البلاد... الشر المستطير. فالموقف السعودي فُسِّر من المعارضة على أنه يحمل «لا صريحة لأيّ صغطٍ راهَنَ البعض في الداخل والخارج» على أن يُمارَس على رافضي انتخاب زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، فيما قرأه داعمو الأخير وفي مقدّمهم «حزب الله» والرئيس نبيه بري بوصْفه ينفي وجود «لا» على فرنجية، وبينهما محايدون اعتبروا أن المملكة أكدت لمَن لم يتأكّد بعد أن ليس لديها أيّ مرشح وأنها تقف خلف ما يتفق عليه اللبنانيون، ليبقى دعْمَها للعهد الجديد رهناً بسياسات الرئيس العتيد الإصلاحية والسياسية بمعنى «أن لا دعم على بياض» بل سيكون القادة اللبنانيون مسؤولين أمام شعبهم قبل الخارج عن خياراتهم التي ستكون محور مرحلةٍ اختبارية تطول أو تقصر بحسب الرئيس وبرنامجه مع الحكومة التي ستنبثق عن إنجاز هذا الاستحقاق. وفي ضوء المرحلة الجديدة التي دخلها المأزق الرئاسي مع انتقال كرته بشكل شبه كامل إلى الملعب اللبناني، تعتبر أوساط مطلعة أن ترجمات هذا الأمر تعني أن هذا الاستحقاق وأفقه بات في الوقت نفسه محكوماً بأمرين:

الأول بالتوازن السلبي في البرلمان بين «حزب الله» وحلفائه وبين المعارضة، وبينهما «التيار الوطني الحر» الذي تحوّل بافتراقه عن الحزب حتى الساعة «بيضة القبان» التي من شأنها ترجيح كفة فرنجية بحال تراجع النائب جبران باسيل عن اعتراضه الشديد عليه، وهذا ما لا يُسْقِط «حزب الله» من حسابه أن يحصل في توقيت ما، أو تَشارَك مع المعارضة أو غالبيتها في اسمٍ تسْووي يتقطاع عليه خصوصاً مع «القوات اللبنانية».

والثاني بأن الموازين في الواقع اللبناني بشموليته تصبّ في مصلحة «حزب الله»، المُمْسِك بأوراق قوة «عميقة» والذي يتكئ على وضعيةٍ صارت أكثر اريحية لإيران إقليمياً، وهو ما يجعله يراهن على تأخُّر المعارضة في «مبادرات خلاقة» تكسر المراوحة وتقطع الطريق على فرنجية عبر مرشّح قادر على خرْق الاصطفافات، لجذْب متردّدين ولو «بالمفرّق» ممن كانوا يبرّرون عدم السير بزعيم «المردة» بما قالوا إنه فيتو سعودي عليه، فيكمل نصاب الـ 65 صوتاً لفرنجية بما يُحرج مَن سبق أن جاهروا بأنهم لن يوفروا نصاب جلسة لانتخابه.

ولم يكن عادياً في هذا السياق، معاودة «حزب الله» إحياء مفهوم «الصبر الاستراتيجي» في مقاربة الملف الرئاسي، وفق ما عبّر عنه رئيس كتلة نوابه محمد رعد بتوجّهه إلى خصومه «يقولون لنا أسقِطوا مرشحكم وتعالوا لنتفاهم، هم لا يريدون الحوار بل يريدون أن نتخلى عن مرشحنا، فيما يريدوننا أن نستمع الى أسماء مرشحيهم ونتحاور حول الاسماء التي يطرحونها ثم يتهموننا بأننا نرفض الحوار ونرفض التفهم والتفاهم»، مؤكداً «قد يطول الوقت حتى يستوعبوا الحقيقة، لكن هذا شأنهم لأن الإستحقاق الرئاسي واختيار الرئيس له علاقة برسم مسار البلد الاستراتيجي. لا يمكن أن يحصل تسامح وتساهل في اختيار الشخص الذي يُشكل ضمانة لهم ولأمنهم ولسيادتهم ومصالحهم، والشخص الذي لا يُدار من الأعداء على الهاتف هذا ما نصبو إليه وما نصبر من أجله». في موازاة ذلك، كان لافتاً ما أعلنه النائب المستقلّ غسان سكاف بعد زيارته السفير السعودي وليد بخاري إذ أكد «أن علينا أن نستغل فرصة الهدوء الاقليمي بعد الاتفاق السعودي - الإيراني من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولكن لا نريد أن يفرض علينا هذا الاتفاق رئيساً على قاعدة الربح والخسارة». وجاء موقف سكاف، الذي يتحرك في اتجاه مختلف القوى المعارضة للاتفاق على اسم موحّد لرئاسة الجمهورية، غداة زيارته البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، معلناً بعد اللقاء «هناك بصيص أمل في الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية» مرجحاً أن يحصل الانتخاب في يونيو المقبل، وكاشفاً «أننا حصرنا الأسماء بـ 3 من أصل 11 تم البحث فيها».

لبنان: وفد أوروبي يدعو لعقوبات ضد السياسيين الفاسدين

النائب غسان سكاف تابع جولاته بلقاء السفير السعودي

بيروت: «الشرق الأوسط»... أنهى وفد برلماني أوروبي من مجموعة «Renew Europe» جولة له في لبنان، التقى خلالها عدداً من نواب المعارضة. وأصدر بياناً أمس، في ختام جولته، جاء فيه أنّ «أوروبا يجب أن تُساعد لبنان في الخروج من الهوة، وإنقاذ ديمقراطيّته وشعبه قبل فوات الأوان». ودعا الوفد، المؤسسات الأوروبية، إلى «البدء بتنفيذ عقوبات صارمة ضد السياسيين ورجال الأعمال والمصرفيين الفاسدين وجميع المتورطين في فساد واسع النطاق وعرقلة الحياة الديمقراطية في البلد». وأضاف: «فيما يتعلّق بجريمة مرفأ بيروت، يجب أن يكون هناك تحقيق دولي مستقلّ بالأسباب وتحديد المسؤولين عن الانفجار الذي أودى بحياة وجرح آلاف الأبرياء»، مُشدّداً على أنّه «لا يمكننا القبول بالإفلات من العقاب، وهذا يبدأ باحترام العدالة المستقلة». في هذا الوقت تراجعت اللقاءات والاجتماعات الساعية لإيجاد حلول للأزمة الرئاسية المستمرة منذ نحو 7 أشهر، مع ترجيح عدد من المصادر أن تنشط الحركة مجدداً مطلع الأسبوع المقبل، سواء من «حزب الله» وحلفائه الذين يحاولون البناء على المستجدات الإقليمية والدولية التي يعتبرون أنها تصب لصالح مرشحهم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، أو من قبل المعارضة التي تسعى للتفاهم على مرشح آخر بديل عن رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض، قادر على أن يخوض مواجهة فعلية داخل مجلس النواب في وجه فرنجية. وفي إطار المبادرة والجولات التي يقوم بها النائب غسان سكاف لإيجاد خرق في جدار الأزمة الرئاسية، التقى أمس (السبت)، السفير السّعودي وليد بخاري. وشدد بعد اللقاء، على أنّ «علينا أن نستغلّ فرصة الهدوء الإقليمي بعد الاتفاق السعودي - الإيراني، من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولكن لا نريد أن يفرض علينا هذا الاتفاق رئيساً على قاعدة الرّبح والخسارة». من جهته، أقر «حزب الله» بعدم قدرته على ضمان فوز مرشحه الرئاسي دون التفاهم مع باقي المكونات. واعتبر النائب عن الحزب حسين الحاج حسن، أن «مفتاح الحل للأزمات التي يتخبط فيها لبنان هو انتخاب رئيس الجمهورية، لأنه بعد انتخاب الرئيس تتوالى الخطوات؛ منها تشكيل حكومة وبدء المعالجات لكل هذه الأزمات التي يمر بها البلد». وقال الحاج حسن خلال لقاء سياسي: «من جهتنا نحن في الثنائي الوطني (الشيعي) أيدنا ودعمنا مرشحاً طبيعياً اسمه الوزير سليمان فرنجية، لما يتمتع به من خصال شخصية وسياسية وإمكانية وصوله إلى الرئاسة، أما الفرقاء الآخرون حتى الآن فليست لديهم إلا سياسة التعطيل السلبي، وهم يقولون ويعترفون بذلك. ولأن الانتخاب يحتاج إلى نصاب الثلثين لانعقاد جلستي الانتخاب في الدورتين الأولى والثانية، ونصاب الثلثين لانتخاب الرئيس في الدورة الأولى، والنصف زائد واحد في الدورة الثانية، ولأن المجلس الحالي يتكون من عدد كبير من الكتل، ولا تؤمن أي كتلة أو أي تحالف أكثرية موصوفة، سواء لجهة النصاب أو الانتخاب، فلا سبيل ولا طريق للوصول إلى الانتخاب إلا بالحوار واللقاء والنقاش والتفاهم». وأضاف: «للأسف حتى الآن الفريق الآخر يعلن رفضه لأي نقاش أو حوار أو تفاهم، ورفضه للمرشح الذي دعمناه، ولا يعلن مرشحاً، يعني الفريق الآخر حتى الآن يتعاطى بسلبية كبيرة، وهو يتحمل المسؤولية عن إطالة أمد الأزمة، وعن مزيد من المعاناة للبنانيين».

مزارعون لبنانيون يختبرون القنب الهندي بديلاً عن الحشيشة

الشرق الاوسط...التف مزارعو القنب الهندي في منطقة البقاع في شرق لبنان على العوائق الرسمية والقانونية التي حالت دون إصدار المراسيم التنفيذية لقانون أصدره البرلمان، وشرع زراعة القنب الهندي لأغراض طبية، قبل 3 سنوات، وذلك باختبار الأراضي وتقنيات زراعة هذا الصنف، عبر استيراده وزراعته في 3 حقول تجريبية. والقنب من النباتات التي تُستخدم في صناعات الأدوية وفي الصناعات المختلفة، وتم تشريع زراعته بديلاً عن زراعات أخرى، منها الحشيشة والأفيون الممنوعان قانونياً، والزعفران والكستناء، وهما من البدائل المقترحة، بعد فشل جميع الخطط والدراسات بشأنها، وكان آخرها تعثر «برنامج الأمم المتحدة للتنمية الريفية للزراعات البديلة»، في عام 1991، الذي انتهى إلى دراسات ومشاريع على الورق لم تُترجم على الأرض؛ ما دفع المزارع للتفلُّت من رقابة الدولة والابتعاد نحو الجرد والأماكن غير المكشوفة ليُزرع فيها الممنوعات من الحشيشة والماريوانا مع غياب شبه كلي لنبتة الخشخاش (الأفيون)، التي انتهت بقرار دولي قضى بمحاربتها وإتلافها بحملات أمنية وعسكرية بدءاً من عام 1991. وغالباً ما كان يتخلل عمليات الإتلاف إطلاق نار بين القوة المولجة الموكلة إليها عمليات الإتلاف والمزارعين. وبعد 3 سنوات على إصدار قانون تشريع زراعة القنب الهندي في لبنان، لا يزال تنفيذه يصطدم بعوائق متمثلة في عدم تعيين الهيئة الناظمة؛ ما أدى بالمزارعين إلى اللجوء لزراعة الممنوعات. وإثر هذا التأخير، برزت خطوة جديدة تمثلت بمشروع تجريبي في عدد من مناطق البقاع لزراعة «القنب» قد يؤسس لمستقبل هذه الزراعة في لبنان. ولم ينتظر المزارعون الخطوات القانونية لزراعة «القنب»، ولجأوا وإن متأخراً، بعد مرور فترة على بدء الموسم، إلى زراعته في مساحات محدودة من أراضيهم تبلغ 3 هكتارات (30 ألف متر مربع) موزعة في 3 مناطق بوادي البقاع. وتدعم «إدارة حصر التبغ والتنباك»، في لبنان، هذه الاختبارات العلمية، وبينما تحدثت معلومات عن أن «الجامعة اللبنانية الأميركية» تقدم مساعدة تقنية وعلمية للمزارعين، وأنها استوردت البذور من كندا وأميركا ودول أوروبية لتتناسب مع استخدام القنب للصناعات الطبية، نفت الجامعة هذه المعلومات بالكامل، وقال الدكتور محمد مروة المسؤول عن هذا الملف في الجامعة لـ«الشرق الأوسط» إن الجامعة «تناقش تعاوناً علمياً مع إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الريجي)»، من غير تقديم أي تفصيل إضافي. وعمد المزارعون إلى زراعة البذور في مشاتل زراعية حرارية بوصفها خطوة أولى قبل نقل شتولها إلى 3 حقول تجارب توزعت على مناطق متباعدة، بمساحة هكتار (10 آلاف متر مربع) لكل حقل. ومن المفترض أن تشكل هذه الخطوة تجربة بالنسبة إليهم، وتؤسس للمواسم في المستقبل، وذلك مع حصادها بين شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) المقبلين لتحديد الصنف الأفضل والأكثر جودة الذي يتناسب وطبيعة المناخ والتربة. ورغم مكافحتها أمنياً وعسكرياً، فإن زراعة الممنوعات (كالحشيشة والأفيون) لم تغب كلياً عن سهول البقاع، وعن الأماكن البعيدة عن رقابة الدولة في الجرد، لا سيما في قرى شرق وغرب بعلبك، وبعض مناطق الهرمل، لتعود القوى الأمنية والعسكرية وتعمل على مكافحتها من جديد في عمليات كر وفر بين المزارعين ومكتب مكافحة المخدرات. وقال وزير الزراعة السابق، عباس مرتضى، الذي أنجزت وزارته القانون في عام 2020، إن قانون تشريع زراعة القنب الهندي الذي صدر خلال توليه الوزارة أُقر في الشهر الرابع من عام 2020، لكن تطبيقه يحتاج إلى تعيين هيئة إدارية عليها إصدار المراسيم التطبيقية بشأنه، وهو الأمر الذي لم يحصل حتى الآن. وأكد مرتضى لـ«الشرق الأوسط»، أهمية القانون وفوائده المثبتة في أبحاث علمية وهي تُستخدم للأغراض الطبية، إضافة إلى جدواه الاقتصادية الكبيرة، مشيراً إلى أنه، وفقاً للدراسات التي قامت بها وزارته بالتعاون مع منظمات دولية، فإنه يمكن أن تصل الأرباح من زراعة القنب لمدة 5 سنوات إلى نحو مليار دولار، إذا تمت هذه العملية وفق خطة ممنهجة وسليمة. وأشار إلى اهتمام من قبل شركات كبرى معنية بصناعة الأدوية بهذه الزراعة في لبنان، مشيراً في الوقت عينه إلى أن الأرباح تكون أعلى إذا تم تصنيع الأدوية في لبنان، لا سيما أنه يملك يداً عاملة ماهرة بكلفة مقبولة أقل من تكلفة نقل المواد إلى الخارج، وبذلك سيكون المردود للبنان 3 مليارات دولار. وتحدث كذلك عن أرباح للمزارع الذي قد يحصل على نحو 5 آلاف دولار عن زراعة مساحة ألف متر مربع، إذا اعتمد الطرق التقنية الصحيحة بالزراعة وفق معايير سليمة ومدروسة، مشيراً كذلك إلى المردود الذي يصل لخزينة الدولة من الضرائب التي يدفعها المزارع والمصنع، من هنا أكد أن «القنب الهندي» يُعتبر «نفط البقاع»، بحيث إن هذه المنطقة تُعد من أفضل المناطق لزراعتها من ناحية الطبيعة والمناخ والتربة. من هنا، يشدد مرتضى على ضرورة الإسراع بتعيين الهيئة الإدارية التي يُفترض أن تضم ممثلين عن وزارتي الصحة والزراعة، تليها المراسيم التطبيقية من أجل أن تشكل هذه الزراعة انطلاقة جديدة، وفق ما يُعرف بـ«خطة ماكينزي». من جهته، يحمِّل أمين العلاقات العامة لاتحاد النقابات الزراعية في لبنان، علي شومان، الدولة اللبنانية مسؤولة انتشار زراعة الممنوعات في سهل البقاع نتيجة عدم تعيين الهيئة الإدارية والهيئة الناظمة لزراعة القنب. واستغرب شومان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» كيف أن الحكومة تجتمع لرفع الرواتب وتسمح لـ«المصرف المركزي» بطباعة الليرة اللبنانية، ولا تقوم بتعيين الهيئة الإدارية التي تسمح بصدور المراسيم التطبيقية لزراعة القنب التي تدر على لبنان أكثر من مليار دولار، تعود بمعظمها لصندوق الخزينة، بينما تلاحق المتورطين في زراعة الممنوعات الذين خرجوا قهراً عن القانون، وعرضوا أنفسهم للمخاطر عندما زرعوا الممنوعات، لتعود القوى الأمنية وتلاحقهم وتتلف محاصيلهم وتوقف المزارعين.

البلديات اللبنانية تقر بعجزها عن ضبط أوضاع النازحين السوريين

الشرق الاوسط.. بيروت: بولا أسطيح.. يشكو عدد كبير من البلديات في لبنان، والتي تراجعت مداخيلها بشكل كبير نتيجة انهيار سعر الصرف ما أدى للتخلي عن خدمات قسم كبير من موظفيها، من توكيلها بمهام جديدة مرتبطة بملف النازحين السوريين؛ إذ أطلقت وزارة الداخلية والبلديات مؤخراً حملة مسح وإحصاء وتسجيل شامل لأعداد النازحين السوريين، مطالبة البلديات بتسجيل كل المقيمين ضمن نطاقها وملاحقة المخالفين. ولم تعد البلديات مند عام 2019، ونتيجة الأزمة المالية، قادرة على القيام بأبسط واجباتها وخصوصاً في القرى والبلدات الصغيرة؛ لكون الأموال التي تجبيها وتحصل عليها من الصندوق البلدي المستقل لا تزال على سعر صرف 1500 ليرة للدولار، علماً بأن سعر الصرف الفعلي تجاوز الـ100 ألف ليرة. وسعياً منه لإبقاء أبواب البلدية مفتوحة وقادرة على خدمة سكان البلدة بالحد الأدنى، قرر مجلس بلدية عاريا (قضاء بعبدا) زيادة الرسوم المباشرة على المكلفين 4 أضعاف ليحاول على الأقل تأمين رواتب الموظفين الذين تم التخلي عن خدمات الكثيرين منهم. ويقول رئيس بلدية عاريا بيار بجاني لـ«الشرق الأوسط»: «أقروا زيادات لموظفي القطاع العام من دون أن يقروا زيادات لمداخيل البلديات، ودون أن يعدلوا قانون الرسوم والعلاوات، ما وضعنا أمام مأزق كبير، خاصة أنه بعد عام 2019 تراجعت إيراداتنا بشكل كبير من رخص البناء واللوحات الإعلانية وغيرها، وبتنا نلجأ إلى المقتدرين في البلدة لتأمين بعض الأموال لضمان استمرارية البلدية». ويشير بجاني إلى أن لديه حالياً شرطيين بلديين يقومان بعمل فعلي، «باعتبار أننا غير قادرين على تأمين رواتب لنحو 10 كانوا مؤقتين. لذلك سيكون من الصعوبة تنفيذ كل ما تطلبه وزارة الداخلية منا وعدد موظفي البلدية لا يتجاوز الـ10». ويشرح بجاني أن «العمل الذي تطلبه الوزارة يتطلب وجود فريق وحراس للقيام بأعمال المتابعة والمراقبة والحراسة، وهو ما نحاول القيام به أصلاً منذ سنوات، ولدينا داتا نعمل على تطويرها، لكن المطلوب أن يؤمنوا الإيرادات لتوازي أقله الزيادات التي أقرت للموظفين». وليست هذه المرة الأولى التي تخطط فيها وزارة الداخلية إجراء مسح شامل للنازحين السوريين؛ إذ باشرت هذه المهمة عام 2021 من دون أن تصل إلى نتائج نهائية. وهي تطالب مفوضية شؤون اللاجئين منذ ذلك الوقت بالحصول على بيانات النازحين من دون أن يتحقق ذلك حتى الآن. وللمرة الثانية خلال عامين، أجّل مجلس النواب، الشهر الماضي، الانتخابات البلدية التي كان من المقرر إجراؤها هذا الشهر بحجة عدم قدرته على تأمين التمويل اللازم، علماً بأنه من أصل 1058 بلدية في لبنان، هناك نحو 109 منحلّات، بحسب «الشركة الدولية للمعلومات». ويعتبر الناشط السياسي، المستشار في وزارة الداخلية سابقاً، ربيع الشاعر أن «لا إمكانية لاستمرار البلديات بوضعها الراهن في ظل الشغور الكبير في الكادر الوظيفي نتيجة تحول الرسوم التي تحصلها إلى رسوم رمزية مع انهيار سعر الصرف، ما يوجب تعديل قيمتها وطريقة جبايتها». ويقول الشاعر لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك بلديات قادرة على المشاركة الفاعلة بعملية المسح التي أطلقتها وزارة الداخلية. كما أن هناك عدداً كبيراً من البلديات قد يكون غير قادر بخاصة لجهة ضبط أي إخلال بالأمن؛ لأن صلاحيات هذه البلديات محصورة، ويُمنع على الشرطي البلدي حمل السلاح، لذلك يتوجب عليها ابتكار وسائل لإنجاز هذه المهمة ذات البعد الوطني من خلال شراكات مع المجتمع الدولي، ومن خلال تشجيع العمل التطوعي». ويُقدر العدد الإجمالي للنازحين السوريين الموجودين بلبنان بنحو مليونين، بحسب الأمن العام اللبناني، أي ما نسبته تقريباً 35% من سكان لبنان. ومن بين هؤلاء 804326 مسجلاً لدى مفوضية اللاجئين التي أوقفت تسجيل المزيد منهم بعد قرار الحكومة اللبنانية عام 2015. وقررت الحكومة اللبنانية، الشهر الماضي، التشدد في التعامل مع ملف النزوح بعدما اعتبر أكثر من مسؤول أنه يشكل «خطراً وجودياً» على لبنان. وكلّف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد إلياس البيسري ووزيري العمل والشؤون الاجتماعية متابعة موضوع إعادة النازحين السوريين، والتأكيد على التدابير والإجراءات المتخذة من قبل الجيش والأجهزة الأمنية كافة بحق المخالفين، خاصةً لجهة الداخلين بصورة غير شرعية وغير الحائزين على الوثائق الرسمية والقانونية، والطلب من المفوضية العليا لشؤون النازحين تزويد وزارة الداخلية والبلديات بالداتا الخاصة بالنازحين السوريين على أنواعها، على أن تسقط صفة النازح عن كل شخص يغادر الأراضي اللبنانية. ومن الإجراءات الحكومية الجديدة، الطلب من وزارة العمل التشدد في مراقبة العمالة ضمن القطاعات المسموح بها، والطلب من وزير العدل البحث في إمكانية تسليم الموقوفين والمحكومين للدولة السورية.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..رئيس «فاغنر» يهدّد بسحب مقاتليه من باخموت بسبب نقص الذخيرة..وأوكرانيا تشير لحسم المعركة قريبا..موسكو: واشنطن وراء «الهجوم على بوتين»..أوكرانيا تكثف قصفها..وروسيا تخلي مناطق قريبة من الجبهات..بوادر «انسحاب» روسي في الجنوب الأوكراني..خسائر كبيرة للمحافظين في الانتخابات المحلية في إنكلترا..دعوى قضائية ضد وزارة الخارجية الأميركية بسبب لحية موظف مسلم..الأمم المتحدة تؤكد «التزامها البقاء والعمل» في أفغانستان..جهود فرنسية لاحتواء الأزمة الدبلوماسية الناشئة مع روما..بلينكن يرى «تقدماً ملموساً» للتطبيع بين أرمينيا وأذربيجان..فرنسا والهند عازمتان على تعزيز شراكتهما الإستراتيجية..

التالي

أخبار سوريا..وزراء الخارجية العرب يبلغون سوريا العمل بمبدأ خطوة مقابل خطوة..وزراء الخارجية العرب يحسمون الأحد عودة سوريا لـ«الجامعة»..تركيا: غالبية الدول لن تمنح الأسد «شيكاً على بياض» بالعودة لـ «الجامعة»..طهران ستساعد سوريا «في صنع أقمار صناعية»..ارتفاع عدد قتلى الاستهداف الإسرائيلي الـ16 لسوريا إلى 8..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,148,856

عدد الزوار: 6,757,161

المتواجدون الآن: 121