أخبار لبنان..إيران وتثبيت الحضور في سورية ولبنان..ماذا يحمل رئيسي للأسد؟..« حزب الله» يستدرك في الملف الرئاسي أم يستدرج خصومه ؟..«حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم..تيمور جنبلاط لاعتماد مقاربات وطنية بدل انتظار الخارج..باريس تتذرع بـ«الواقعية السياسية» في دعمها فرنجية رئيساً للبنان..

تاريخ الإضافة الأحد 30 نيسان 2023 - 3:50 ص    عدد الزيارات 518    القسم محلية

        


إيران وتثبيت الحضور في سورية ولبنان..ماذا يحمل رئيسي للأسد؟..

الجريدة... منير الربيع ...يبقى ما لم يُعلن في زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان إلى لبنان هو الأهم من بين كل المواقف التي أطلقت. وفي خلاصة واضحة للزيارة، يمكن التقاط مؤشرات عديدة، أبرزها دعوة وزير الخارجية الإيراني لعدد من النواب من كتل مختلفة لعقد لقاء معه، فيما رفضت كتل متعددة، ولا سيما مسيحية وسنيّة، المشاركة في اللقاء. أما المؤشر الآخر، فكان زيارة عبداللهيان إلى الجنوب، وتحديداً منطقة مارون الراس لتدشين تمثال جديد للجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي اغتاله الأميركيون في بغداد، وزراعة شجرة زيتون، وهي خطوة لها رمزيتها بما يتعلق بالسلم أو بالحرب. وبناء على هذه المؤشرات قال عبداللهيان إن إيران حاضرة في بيروت، وحريصة على هذا الحضور بعد الاتفاق السعودي - الإيراني، وأن هذا الاتفاق لا يشمل الجبهة مع إسرائيل. سياسياً، لم يتدخل عبداللهيان في تفاصيل الملف اللبناني، خصوصاً مسألة انتخاب رئيس للجمهورية، وقد أكد في أكثر من محطة ومناسبة أن هذا الملف بيد اللبنانيين الذين يجب أن يتفقوا فيما بينهم، وهذا يعني أن إيران تُوكل إدارة هذا الملف إلى حزب الله، وتحديداً الأمين العام الحزب حسن نصرالله، وقد حضر الملف بتفاصيله في اللقاء بين الرجلين. فيما هناك سؤال أساسي يُطرح حول ما تم بحثُه أيضاً ربطاً بالاتفاق السعودي - الإيراني، وإمكانية الذهاب إلى تفاوُض مباشر بين السعودية وحزب الله، مادامت طهران توكل الملف اللبناني للحزب، لا سيما أن إيران تريد للرياض أن تتفاوض مع حلفائها، كما حصل في اليمن، أو في سورية، أو حتى في العراق، بشكل غير مباشر، وتبقى الإجابة عن هذا السؤال رهن الأيام المقبلة. في خلال زيارة عبداللهيان إلى بيروت، تم الإعلان عن زيارة سيجريها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية الأربعاء المقبل، وهي الأولى لرئيس إيراني إلى دمشق منذ اندلاع الأزمة عام 2011. وقد أجلّت هذه الزيارة مراراً، حيث كانت طهران تشترط الحصول على استثمارات كبيرة مقابلها، وهو ما تعقّد أكثر الآن في ظل الانفتاح العربي عليها. وتشير المعلومات إلى أن الرياض كان قد طلبت من دمشق عدم الاستمرار في منح طهران استثمارات طويلة الأجل، والتخفيف من الوجود العسكري الإيراني. وبحسب ما تؤكد المعلومات، فإنّ الإيرانيين وحزب الله عملا على اتخاذ إجراءات للتخفيف من المشاهد العسكرية والأمنية للإيرانيين والحزب العلنية والمكشوفة، من خلال إزالة حواجز في مناطق متعددة من دمشق، وعملية إعادة تموضع للقوات. وفي ظل هذه التطورات، تنطوي زيارة رئيسي على أهمية كبرى، نظراً لما سيتم الاتفاق عليه، بينما المؤشر الأول الذي يمكن استنتاجه يرتبط بإثبات إيران وجودها في سورية أيضاً، بعد الاتفاق السعودي - الإيراني، وفي ظل الانفتاح العربي على دمشق، ومطالبتها بخطوات أساسية لخروج القوات الأجنبية من الأراضي السورية. لا بدّ لرئيسي أن يكون حاملاً الكثير من العروض لدمشق، وقد يكون من بينها مساعدات مالية كبرى لطالما طالبت بها دمشق، وقد يكون من مصلحة طهران تلبيتها الآن، وفق ما تقول مصادر متابعة.

« حزب الله» يستدرك في الملف الرئاسي أم يستدرج خصومه ؟..

لبنان يتهيأ لـ «تدليك» المسار الداخلي بحثاً عن رئيس

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- العميد البيسري زار دمشق ولبنان يطلب توضيحات من السويد عن اللبواني وحضّه النازحين على حمل السلاح

- حركة بو صعب تجاه رعد لفتْح كوّة مع باسيل وهل يزور جعجع ؟

يُنتظر أن يشهد لبنان بعد عطلة عيد العمال محاولةً جديدة لكسْر الاستعصاء الداخلي الذي يحتجز الانتخابات الرئاسية التي لا يمكن إغفال أبعادِها الإقليمية وتأثيراتها في تحديد اتجاهاتِ استحقاقٍ يراوح في دائرة الفراغ منذ الأول من نوفمبر الماضي. وتشير معطياتٌ في بيروت إلى أن مساعي ستُبذل لإحياء قنوات التواصل، بطريقةٍ أو أخرى، بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، الذي يقوده النائب جبران باسيل في سياق محاولةِ إزالة العقبة الرئيسية الداخلية في طريق وصول زعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، والمتمثّلة في رفْض الكتل المسيحية الرئيسية، على ضفتيْ الموالاة والمعارضة، انتخابه، من دون أن تكون قادرةً على الاتفاق على اسمٍ مشترك يشكل مرتكزاً لتقاطعاتٍ سياسية تُبْعِد هذا الاستحقاق عن منطق «الصفقات» سواء التي تروِّج لها فرنسا لإمرار فرنجية أو التي يدفع باتجاهها بعض الداخل لإكمال النصاب العدَدي لهذا الخيار، وتالياً تسهيل حصوله على laissez-passer عربي - دولي.

وترتكز محاولة «تدليك» المسار اللبناني للأزمة الرئاسية على:

* أولاً كون العقدة الداخلية والمسيحية خصوصاً مانِعاً حقيقياً أمام فرنجية ولا يجوز التقليل من أهميته، بمعزل عن كل المناخات المتضاربة عن أجواء إقليمية، إما ما زالت غير راضية عن وصوله وإما باتت غير مُمانِعة.

* ثانياً أن «المنصة» العربية - الدولية التي أريد لها أن تشكل عاملَ إحاطة بالواقع اللبناني انطلاقاً من الأزمة الرئاسية، لم تَظهر «على الموجة نفسها» في ما خص أسس الحلّ، ولا سيما في ظلّ تَفَرُّد فرنسا بالإصرار على تبنّي خيار فرنجية على قاعدة مقايضته برئيس حكومة قريب مما كان يُعرف بـ 14 مارس، وهو ما نُقل عن أجواء أميركية أنه «اجتهاد خارج النص» و«ذَهَبَ أبعد من المطلوب»، فيما اعتُبر تحرُّك الموفد القطري الذي يُنتظر أن تكون له جولة لقاءات جديدة في بيروت قريباً إشارةً إلى «مسار موازٍ» يعبّر عن مقاربة الثلاثي العربي، السعودية ومصر وقطر، لمرتكزات المخرج الذي يتجاوز الانتخابات الرئاسية واسم الرئيس إلى التوازنات التي سترعى مجمل الوضع في «بلاد الأرز» وتؤشر إلى استعادته توازنه السياسي كما إلى وضْعه على سكة الإصلاح المالي.

* وثالثاً أن إيران التي زار وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان لبنان على مدى يومين، أطلقت ما بدا رسالة استباقية إلى أنها ليست في وارد الضغط على حلفائها للتراجع عن دعْم فرنجية، مكرّسة وضْع هذا الملف في عهدة ورعاية قيادة «حزب الله»، مع تأكيد أن «طهران ستستفيد من القدرات السياسية لديها في تشجيع استكمال العملية السياسية من خلال التوصيات التي تعطيها بشكل أخوي إلى أصدقائها في لبنان»، مشدداً على أنه «استناداً إلى الدستور اللبناني فإن أي شخصية لبنانية مرموقة تصل إلى سدة الرئاسة استناداً إلى التوافق بين اللبنانيين سيكون مرحَّباً بها في إيران، ونحن لم ولن نتدخّل في انتخاب اللبنانيين لرئيسهم، واللبنانيون عندما يتفقون على أي شخص فان إيران ستدعم ذلك بكل قوة». وفي حين عَطَف عبداللهيان موقفه من الملف الرئاسي على «أن وجود لبنان في الخط الأمامي للمواجهة والمقاومة يجعله يحظى دائماً باهتمام الجمهورية الإسلامية - الإيرانية»، فإن خصوم «حزب الله» المحليين لم يتوانوا عن اعتبار أن وزير الخارجية الإيراني لم ينجح في الإبقاء على «القِناع» الذي ارتداه خلال محطته اللبنانية ساعياً إلى إظهار «وجه جديد» لبلاده في أعقاب تفاهم بكين مع الرياض، عبر دعوة مختلف الكتل النيابية (ما عدا القوات اللبنانية) إلى لقاء السفارة الذي قاطعتْه غالبية المعارضة (ما خلا ممثل لكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي حَمَل ثوابت الحزب التقدمي)، كما من خلال النأي عن الدعم المعلَن لفرنجية واعتبار هذا الاستحقاق لبنانياً بحت.

وفي رأي هؤلاء الخصوم أن زيارة عبداللهيان لبلدة مارون الراس ونصب قاسم سليماني هي إشارة لا تحتمل اللبس حيال اعتبار طهران لبنان خطاً متقدماً للمحور الإيراني وأجندته الإقليمية، متوقفة عند تعمُّد وزير الخارجية الإيراني، الذي غادر لبنان إلى سورية، الاتصال من بيروت برئيس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في غزة يحيى السنوار. وتعاطى هؤلاء مع كلامٍ لرئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد أمس على أنه في إطار «حماية» الموقف الإيراني من «لبْننة الأزمة والحل» في الملف الرئاسي، وتجنيب طهران أي ضغوط خارجية لحضّها على تليين الحزب موقفه من ترشيح فرنجية، وذلك رغم عدم اقتناع دوائر أخرى بوجود مثل هذا الضغط، في ظل بقاء التحولات الإقليمية المستجدة في المنطقة في مرحلةٍ اختبارية وفق أولوياتٍ قد يكون الملف اللبناني آخِرها. فرعد أعلن أن «لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع». وقال: «دعمنا مرشحاً للرئاسة لكن لم نغلق الأبواب، ودعوْنا الآخرين وحثثناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم وقلنا تعالوا لنتباحث لكن ثمة مَن ينكر علينا الحق في أن ندعم مرشحاَ للرئاسة ويريد أن يفرض الرئيس الذي يريد». وأكد «أن الفعل الذي أحدثه شعبنا على مستوى المعادلات السياسية مع دول كبرى ومع عدو يتهدّد كل المنطقة، هذا الشعب يستطيع أن يفعل الكثير وأن يقرّر مصيره ولا نقول إنه يمكن أن يستغني عن الآخَرين، فلا أحد يستطيع أن يستغني عن الآخرين، والناس تمدّ يدها لبعضها البعض ولنا في العالم والمنطقة أصدقاء لكننا لسنا أتباعاً لأحد»، مشدداً على «أن من حافظ على كرامته وكرامة وطنه وضحى من أجل أن يصونها لا يمكن له أن يبذلها في صندوق اقتراع إرضاء لهذه الجهة الدولية أو تلك». ولفت إلى أن «الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق وطني بامتياز وعلى اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه هذا الاستحقاق، ويجب أن ينجز هذا الاستحقاق بأسرع وقت ولن يتحقق إنجاز هذا الاستحقاق إلا بتفاهم متبادل بين اللبنانيين. ويجب أن نختار من لا يثير العداوات والانقسامات ولا يحرض فئات من اللبنانيين ضد بعضهم البعض». وفي المقابل، تساءلت بعض الأوساط هل كلام رعد هو في إطار محاولة استدراج المعارضة للكشف عن أوراقها الرئاسية المكتومة، أم «توسيع الكوع» في الملف الرئاسي والسعي للبحث عن خيار غير فرنجية، عبر الإيحاء أن هذا تراجُع محلي وليس «خسارة بالنقاط» لطهران تُمْليه مخاطر ترْك الفراغ الرئاسي يستفحل أكثر، متوقفة عند مناخاتٍ تشيع بأن الحزب في خيار زعيم «المردة» يقف خلْف الرئيس نبيه بري الذي كان أول مَن جاهر بدعم فرنجية وحضّ الحزب على تبنيه بناء على نصيحة فرنسية. ولم يكن عابراً أمس موقف ستتضح آفاقه في الأيام المقبلة، وأطلقه الوزير السابق مروان شربل الذي أعلن أن رعد أبلغ إلى نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب (من تكتل باسيل ولكن متمايز عنه) الذي زاره «استعداد حزب الله للتفاوض مع الفريق الآخر على مرشح يرضي الجميع ويقنعه بالتخلي عن فرنجية على أن يلتقي بوصعب رئيس القوات سمير جعجع يوم الثلاثاء». علماً أن أوساطاً أخرى ربطت الزيارة لرعد ببداياتِ «كسْر الصمت» بين حزب الله والتيار الحر. وفي موازاة ذلك، بقي ملف النازحين السوريين على توهُّجه، حيث ذكرت قناة «إم تي في» اللبنانية أن المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد إلياس البيسري زار دمشق بعدما تم تكليفه رسمياً بمتابعة ملف النزوح السوري، كما التقى ممثلين عن مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة وأخذ منهم وعداً بتسليمه الداتا المتعلقة بالنازحين مطلع الأسبوع المقبل. وفي سياق متصل، طلب وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب خلال لقائه نائبة المدير العام ورئيسة إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية السويدية صوفي بيكر ترافقها سفيرة السويد في لبنان آن ديسمور «توضيحاتٍ رسمية حول التصريحات المتداولة في فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي للمواطن السويدي كمال اللبواني التي يدعو فيها النازحين السوريين في لبنان لمخالفة القوانين اللبنانية، ويحرضهم على العنف والكراهية وحمل السلاح في لبنان». ووفق بيان للخارجية «ستتابع الوزارة التطورات في هذه القضية التي تمس الأمن القومي الوطني بانتظار الحصول على التوضيحات المرجوة من السلطات المختصة».

«حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح... يبدو أن «حزب الله» أعاد النظر بسياسة التصعيد التي انتهجها، الأسبوع الماضي، حين خير القوى السياسية بين مرشحَيْن: رئيس تيار «المردة»، سليمان فرنجية، أو الفراغ؛ إذ أقر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، يوم أمس، بأنه «لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع». وقال: «نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة، لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثثناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم، وقلنا: تعالوا لنتباحث. لكن ثمة مَن ينكر علينا الحق في أن ندعم مرشحاً للرئاسة، ويريد أن يفرض الرئيس الذي يريد، ويتهم الآخرين بأنهم يحاولون فرض الرئيس الذي يريدون». ويأتي موقف رعد هذا بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى بيروت، وسط معلومات عن أنه نصح حلفاءه بتهدئة الخطاب الإعلامي، والدفع نحو التوافق الداخلي، وذلك بعد تصعيد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، واعتباره أن «البلد أمام مرشحَين: أحدهما جِدّيّ والآخر هو الفراغ»، داعياً لحسم خيارنا اليوم باختيار الأقرب إلى الفوز بالرئاسة. ورغم خلافهما على المرشح الرئاسي الواجب السير به، في ظل تمسك الحزب حتى الساعة بمرشحه، الوزير السابق فرنجية، يبدو أن هناك تقاطعاً بين الحزب و«التيار الوطني الحر» على وجوب حصول تفاهم مسبق بين القوى السياسية على اسم الرئيس العتيد، وهو ما عبر عنه عضو تكتل «لبنان القوي»، النائب آلان عون، الذي اعتبر أنه «لا انتخاب لرئيس من دون حد أدنى من التفاهم وأكثرية واضحة، حتى لو كان يجب التسليم بأنه لن يحصل إجماع في ظل مجلس نيابي مشرذم إلى حد كبير بين كتل متوسطة وصغيرة، خلافاً لمجالس سابقة كانت 3 أو 5 كتل فيه تضم أكثرية ساحقة من النواب»، لافتاً إلى أنه «ما دام الفريقان شهرا سلاح التعطيل، في حال شعر أحدهما بنجاح مرشح الفريق الخصم، فإن الكلام عن الذهاب إلى المجلس والتنافس بين مرشحَين أو أكثر يبقى قابلاً للتشكيك». ورأى عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» اتفاق «التيار الوطني الحر» مع المعارضة على مرشح، فيما لو حصل «سيشكل وسيلة ضغط في مفاوضات جرّ الفريق الآخر إلى حل وسط، بدل أن يكون فرصة جدية لانتخاب رئيس، ما دام هناك انتخاب رئيس من طرف واحد يبقى مهدداً بسلاح تعطيل النصاب»، مضيفاً: «بجميع الأحوال، ما زالت القوى التي ترفض خيار فرنجية عاجزة عن الاتفاق على اسم فيما بينها أولاً، ومع التيار ثانياً، دون أن يعني ذلك استحالة تحقيق خرق في لحظة ما». وعن إمكانية أن يحصل تفاهم، ولو متأخراً، مع «حزب الله»، على مرشح رئاسي، قال عون: «لم يحصل أي تقدم مع (حزب الله) في الموضوع الرئاسي، وما زالت المواقف متباعدة، دون أن نستبعد أن التطورات الخارجية ممكن أن يكون لها تداعيات تغير معطيات الاستحقاق الرئاسي ومواقف الأفرقاء كافة»، موضحاً أن «عدم تسمية (التيار الوطني الحر) لمرشح حتى الآن يندرج في إطار التسهيل وعدم خلق تعقيدات إضافية، في حال تم الإصرار على مرشح واحد. نحن نترك الأبواب مفتوحة بانتظار إنضاج الاتصالات مع الكتل الأخرى؛ ما يسمح بليونة أكبر للتوصل إلى توافق». وفي السياق عينه، أكد عضو تكتل «لبنان القوي»، النائب جيمي جبور، أنه «لا يمكن أن نذهب إلى انتخاب رئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية تحت أي ظرف من الظروف»، مشيراً إلى «أننا نحن وقوى المعارضة متفقون على عدم انتخاب فرنجية، والمعارضة مطالبة اليوم بالانتقال من السلبية إلى الإيجابية، وأن تقدم التنازلات، وهذا يعني الاتفاق جميعاً على قواسم مشتركة». وترفض «القوات اللبنانية» المنطق القائل باتفاق مسبق على رئيس قبل التوجه لانتخابه. وشدد النائب عن حزب «القوات»، غسان حاصباني، على أن «أي جلسة معلبة مسبقاً لانتخاب رئيس هي انقلاب على الدستور»، لافتاً في حديث تلفزيوني إلى أنه «ليس المطلوب التفاهم على رئيس، بل انتخاب رئيس وفق منطق الديمقراطية؛ فعقد جلسات للانتخاب ليس عملية انتقائية». وأضاف حاصباني: «نحن لا نلعب (فتة ورق)، ليطالبنا الفريق الآخر بطرح أسماء؛ فليفتحوا مجلس النواب، وحينها سيكون للمعارضة مرشح، فلدينا مروحة أسماء، ونملك رؤية للمرحلة». من جهته، قال النائب عن حزب «الكتائب» إلياس حنكش: «لم يعد لدينا والشعب اللبناني ما نخسره، وسنقوم بكل ما هو متاح لمنع فرض رئيس جمهورية من قبل الفريق الآخر، ولنا الشرف أننا اتخذنا الموقف عينه سابقاً».

تيمور جنبلاط لاعتماد مقاربات وطنية بدل انتظار الخارج

بيروت: «الشرق الأوسط».. اعتبر رئيس «اللقاء الديمقراطي»، النائب تيمور جنبلاط، أن «المطلوب إعلاء مصالح لبنان على سواها من استراتيجيات، وتحمّل الكتل البرلمانية جميعها مسؤولياتها الوطنية والدستورية أمام التاريخ والأجيال، وضرورة العمل على إنجاز الاستحقاقات بالسرعة المطلوبة». وعلى هامش لقاءات السبت في قصر المختارة، في منطقة الشوف، رأى جنبلاط: «إننا نمر بمرحلة وطنية دقيقة وحسّاسة، تتطلب منّا جميعاً تفادي التوترات الوطنية، وعدم إثارة مزيد من الخلافات، والابتعاد عن الشحن والتحريض في القضايا التي تحتاج إلى نقاش وطني وعقلاني، مثل موضوع النازحين السوريين، وموضوع اللامركزية الإدارية التي على الرغم من أننا نرى ضرورة اعتمادها، باعتبارها مسألة إدارية وإنمائية تتصل بتوفير مستوى أكبر من الخدمات للمواطنين ولا تهدد وحدة المجتمع اللبناني ونظامه السياسي، فإننا نرى في تحصين ساحتنا الداخلية رأسَ الأولويات بوجه ما يتهددها من مخاطر وأزمات اقتصادية واجتماعية ومالية ومعيشية». وإذ دعا إلى «مقاربات وطنية مسؤولة تضع البلد على سكة الأمل بدل انتظار الخارج وجولات الموفدين المختلفة»، شدد على وجوب «الشروع في البحث عن مخارج تكسر حدّة التعطيل القائم، لانتخاب رئيس للجمهورية وحكومة جديدة تعمل على اجتراح الحلول المطلوبة بغية عدم إبقاء الوطن في مهب العواصف والسيناريوهات المتعددة».

باريس تتذرع بـ«الواقعية السياسية» في دعمها فرنجية رئيساً للبنان

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير..تتعدد المحاولات للوصول إلى قواسم مشتركة بهدف الخروج من المراوحة التي لا تزال تمنع انتخاب رئيس للجمهورية. ولم تعد تقتصر على الاتصالات التي يجريها النائب غسان سكاف بعد أن انضم إليه من موقع الاختلاف نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بو صعب بمبادرة شخصية منه ولا يحظى، كما يتردد، بتأييد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. وينطلق بو صعب من تدوير الزوايا في محاولة لإحداث خرق، ويراهن على قدرته على مد جسور التواصل بين الكتل النيابية؛ بحثاً عن قواسم مشتركة لطي صفحة التمديد للشغور الرئاسي، وافتتح مشاوراته على الكتل النيابية بلقاء رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ويفترض أن يستكملها بلقاءات تشمل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس «اللقاء الديمقراطي» تيمور وليد جنبلاط، وقيادة حزب «الكتائب»، والبطريرك الماروني بشارة الراعي وآخرين، مع أنه لا عائق يحول دون اجتماعه بفرنجية، وكان سبق له أن أعلن استعداده لتأييده إذا احتاج إلى صوته، وهذا ما تسبب باهتزاز علاقة بو صعب بباسيل. ويتحرك بو صعب من موقعه كنائب لرئيس المجلس النيابي لتفادي الدخول في إحراج مع باسيل الذي يحصر بشخصه التعاطي مع الملف الرئاسي، كما أن بو صعب على تواصل مع الرئيس نبيه بري والنواب المنتمين إلى قوى «التغيير» أو المستقلين. ويتلازم تحرك بو صعب مع ما يقال بأن باريس لم تقطع الأمل في إقناع باسيل بالعودة عن قراره المناوئ لترشيح فرنجية، وهي تلتقي مع عدم انقطاع التواصل بين «حزب الله» و«التيار الوطني» رغم أن رئيسه ذهب بعيداً في معارضة فرنجية. ويقول مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» إن باسيل اعتاد في تصعيده السياسي الوقوف على حافة الهاوية لكنه سرعان ما يبادر إلى التموضع وينخرط في التسوية بعد أن يكون رفع «سعره السياسي» لتحسين شروطه، وهذا ما يدفع بـ«حزب الله» إلى توفير الضمانات المطلوبة لتأمين انتقاله إلى الضفة المؤيدة لفرنجية، وإن كان يعتقد بأنه قد يواجه صعوبة في تنعيم موقف حليفه في ظل ارتفاع منسوب التوتر السياسي بين حليفي الأمس. ويلفت المصدر نفسه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الوضع داخل «التيار الوطني» وتكتل «لبنان القوي» برئاسة باسيل يمر بمرحلة حساسة، ويشهد تصاعد الخلاف الصامت، وإن كان يظهر للعلن في بعض الأحيان، بين باسيل والنواب المحسوبين عليه وآخرين يأخذون عليه تفرده في اتخاذ القرارات، والذهاب بعيداً في هدم جسور التواصل مع معظم القوى السياسية. ولا يجد المصدر في «الثنائي الشيعي»، بحسب قوله، صعوبة في كسب تأييد نواب من تكتل «لبنان القوي» للمرشح فرنجية يتجاوز النواب المنتمين إلى حزب «الطاشناق» ومعهم النائب عن منطقة عكار محمد يحيى والتحاق آخرين بهم، لكنه لا يزال يراهن على دور الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في إقناع باسيل بضرورة تليين موقفه وعدم معارضته على الأقل لوصول زعيم «المردة» إلى الرئاسة. ويقول المصدر إن «حزب الله» يراهن على كسب تأييد «التيار الوطني» لفرنجية، على الأقل من خلال ضمان تأمين حضور أكثرية ثلثي النواب للجلسة المخصصة للانتخاب لتأمين فوز فرنجية، مؤكداً أن نصر الله يقف أمام مهمة شاقة في مسعاه لدى باسيل الذي ذهب بعيداً في خلافه مع الحزب؛ ظناً منه بأنه يستعيد دوره في الشارع المسيحي. لذلك، فإن إجماع حزب «القوات» و«التيار الوطني» و«الكتائب» على رفضهم تأييد فرنجية لم يفتح الباب أمام توافقهم على اسم المرشح القادر على خوض الانتخابات الرئاسية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر النواب الذين زاروا مؤخراً واشنطن، أن المسؤولين الأميركيين المعنيين بمواكبة الملف اللبناني يأخذون على باريس ذهابها بعيداً في خياراتها الرئاسية بدعمها ترشيح فرنجية، وهذا ما عبّرت عنه مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، بقولها أمام النواب إن الإدارة الأميركية اضطرت للتدخل لضبط إيقاع الاندفاع الفرنسي باتجاه فرنجية. وفي المقابل، تحاول سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو العائدة لتوها من باريس تلطيف الموقف الفرنسي. ويُنقل عنها قولها إن باريس لا تؤيد مرشحاً معيناً للرئاسة، وإنما تتعامل بواقعية سياسية مع الملف الرئاسي من زاوية أن فرنجية، من وجهة نظر فرنسية، لا يزال هو الطريق الأقرب لإنهاء الشغور الرئاسي. وتضيف، كما ينقل عنها، أنه لا يمكن تخطي «الثنائي الشيعي» في ترشيحه لفرنجية، وأن انتخابه يبقى الأسهل لوقف تدحرج لبنان نحو الانهيار، وتؤكد أن فرنجية يقف على رأس السباق إلى الرئاسة في ظل خلاف قوى المعارضة ودورانها في حلقة مفرغة برفضها فرنجية من دون أن تتمكن من توحيد موقفها حول اسم مرشح تخوض على أساسه الانتخابات.

الأمن العام اللبناني يُعد آلية لإعادة النازحين السوريين

وزير الخارجية طلب من السويد إيضاحات حول «تحريض» كمال اللبواني

بيروت: «الشرق الأوسط».. بعد تكليفه من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، يوم الخميس الماضي، بمتابعة موضوع إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، كثّف مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد إلياس البيسري لقاءاته ومشاوراته بهدف وضع آلية تنفيذيّة لإعادتهم. كان الأمن العام اللبناني باشر بإعادة النازحين السوريين الراغبين بالعودة طوعاً إلى سوريا عام 2017، وسجل حتى الآن عودة 540 ألف نازح. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن الحملة القائمة لملاحقة الداخلين خلسة والمرتكبين والمقيمين بطريقة غير شرعية في لبنان «ليست جديدة وهي مستمرة منذ عام 2017 بقرار من المجلس الأعلى للدفاع الذي يقول بإعادة كل من يدخلون خلسة إلى سوريا». وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع الأخير للجنة الوزارية المعنية بملف النازحين أعطى «غطاءً لتحرك أوسع باعتبار أن الوضع لم يعد يحتمل، والسجون لم تعد تستوعب المزيد من السجناء، لذلك كل من لا يملك أوراقاً رسمية تسمح له بالوجود على الأراضي اللبنانية ستتم إعادته فوراً إلى سوريا». وأمس، طلب وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، خلال لقائه رئيسة إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية السويدية صوفي بيكر، توضيحات رسمية حول التصريحات المتداولة في فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي للمواطن السوري الذي يحمل الجنسية السويدية كمال اللبواني، التي يدعو فيها النازحين السوريين في لبنان إلى مخالفة القوانين اللبنانية، ويحرضهم على العنف وحمل السلاح في لبنان. وأعلنت الوزارة أنها ستتابع التطورات في هذه القضية «التي تمس الأمن القومي الوطني، بانتظار الحصول على التوضيحات من السلطات المختصة». من جهته، بحث رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا، أزمة النازحين السوريين والأعباء التي يشكلونها على لبنان، وأكد عدوان «ضرورة المباشرة الفورية بتنفيذ خطوات عملية لعودتهم إلى بلدهم، وضرورة تعاون المجتمع الدولي مع السلطة اللبنانية بهذا الخصوص، وتقديم المساعدات لهم في بلدهم لتشجيعهم على العودة».

قوى معارضة سورية تطالب بنقل اللاجئين في لبنان إلى «المناطق المحررة»

الشرق الاوسط...إدلب: فراس كرم... أعلنت فعاليات مدنية وهيئات وجهات سياسية في شمال غربي سوريا، استعدادها الكامل لاستقبال اللاجئين السوريين في لبنان، في مناطق الشمال السوري، بسبب ما يتعرضون له من انتهاكات وفرض الإعادة القسرية إلى مناطق النظام السوري. وأكدت «إدارة الشؤون السياسية» في إدلب، الخاضعة لنفوذ فصائل المعارضة، و«هيئة تحرير الشام»، شمال غربي سوريا، في بيان لها، أول من أمس (الجمعة)، استعدادها الكامل لاستقبال أكثر من مليوني لاجئ سوري في لبنان، ضمن مناطق الشمال السوري المحرَّر، يواجهون خطر الترحيل القسري إلى مناطق سيطرة النظام السوري غير الآمنة على حياتهم. وطالبت السلطات اللبنانية بتحكيم لغة العقل والقيام بمسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية تجاه اللاجئين المدنيين، وذلك وفقاً للقوانين والأعراف الدولية التي توجب حمايتهم. وقالت: «نتيجة العنف الذي شنَّه نظام الأسد المجرم ضد شعبه، لجأ ما يقارب مليوني لاجئ الشعب السوري إلى لبنان هرباً من مصير الاعتقال أو القتل، وكذلك الشعب كان قد عانى من ممارسات نظام الأسد وجرائمه قبيل انسحابه عام 2005 من لبنان، اليوم يتعرض اللاجئون السوريون في لبنان لعنف لفظي وجسدي ممنهج، وقرارات حكومية بترحيل قسري دون مراعاة لما قد يتعرض له اللاجئون على يد نظام الأسد المجرم حين إعادتهم»، معلنةً في الوقت ذاته «استعدادها الكامل لاستقبال اللاجئين السوريين في مناطق الشمال السوري المحرر». وخرج العديد من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في مدن أعزاز والباب وعفرين بريف حلب ومدينة إدلب، شمال غربي سوريا، للتنديد بالممارسات والانتهاكات التي تقوم بها السلطات اللبنانية تجاه اللاجئين السوريين وعملية الترحيل القسرية للمئات منهم إلى مناطق النظام السوري التي تشكل على حياتهم خطراً حقيقياً، مع المطالبة بتوفير الحماية لهم أو ترحيلهم إلى مناطق الشمال السوري، حرصاً على سلامتهم من القتل أو الاعتقال، بحسب ما أدلى به عدد كبير من المتظاهرين. وقال سيف حمود، وهو أحد المُهجرين من ريف حمص في مدينة أعزاز شمال حلب، إنه «يخشى على مصير أهله (والده وأمه وأخويه)، الذي يعيشون في أحد المخيمات ضمن قضاء بعلبك في لبنان من خطر ترحيلهم قسرياً إلى مناطق النظام، بعد مطالبة كُثر من اللبنانيين إلى جانب السلطات هناك بترحيل اللاجئين السوريين». أضاف: «يعيش في مناطق شمال غربي سوريا، وتحديداً في عفرين وأعزاز والباب بريف حلب ومناطق إدلب، آلاف السوريين المهجرين من مناطق مختلفة من سوريا، وفي مقدمتها مناطق حماة وحمص وريف دمشق، الذين لديهم صلات قرابة مع عائلات لجأت إلى لبنان مع اندلاع الثورة السورية، والجميع هنا يعيش الآن حالة قلق بالغة على مصير ذويهم من اللاجئين في لبنان، مع الرغبة الكبيرة في نقلهم إلى مناطق الشمال السوري، وفق آلية تحددها الأمم المتحدة لطالما لم تجد لهم حلاً حتى الآن على الأراضي اللبنانية تحميهم من تلك الممارسات والانتهاكات التي يتعرضون لها؛ بدءاً من حملات الاعتقال والإهانة، وصولاً إلى ما هو أخطر من ذلك، وهو ترحيلهم إلى مناطق النظام الذي سبق أن اعتقلت شبيحته عشرات المرحلين قسرياً سابقاً بينهم نساء، ولا يزال مصيرهم مفقوداً حتى الآن». وفي لقاءات تشاورية وبحثية عقدها ناشطون سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي («تويتر» و«واتساب») تحت عناوين عدة، ومنها: «أنقذوهم - العودة إلى المجهول»، لبحث ومناقشة أخطر أزمة إنسانية تواجه اللاجئين السوريين في لبنان التي تتمثل بإعادتهم قسرياً إلى مناطق النظام السوري، يرى غالبية الناشطين أن الحل الأمثل لهذه الأزمة نقل المعارضين من اللاجئين السوريين الذين يواجهون خطر الترحيل القسري إلى مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا». وقال دياب الأحمد، وهو ناشط من إدلب: «بعد عجز الأمم المتحدة عن وضع حد للانتهاكات والممارسات التي تجري بحق أهلنا اللاجئين من السوريين في لبنان، من قبل السلطات هناك، وبدء عملية الترحيل القسرية التي طالت عشرات العائلات بطريقة مهينة، وتركها لمصيرها عند الحدود السورية - اللبنانية، كان لا بد للناشطين السوريين في مناطق المعارضة (ريف حلب وإدلب)، اتخاذ موقف محدد حيال ذلك من شأنه حماية أهلنا اللاجئين في لبنان، وتحديداً المعارضين منهم، وهو المطالبة بنقلهم إلى مناطقنا والعيش معنا بحرية وكرامة، بعيداً عن القتل والموت على يد شبيحة النظام وأجهزته الأمنية، تحت أي حجة أو ذريعة». وأشار إلى أنه «ربما هناك مَن يرى أن المبادرة بالإعلان عن استعداد المناطق المحررة في شمال غربي سوريا لاستقبال أهلنا اللاجئين في لبنان من عدة فعاليات وجهات إنسانية وسياسية، أمر صعب، وقد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة، نظراً لكثافة السكان والنازحين فيها، ولكن حماية أهلنا اللاجئين في لبنان واجب إنساني وأخلاقي، ولدينا المقدرة على تحملهم وتقاسم الطعام معهم حتى يتوفر حل سياسي شامل للمسألة السورية، وفق قرار الأمم المتحدة (2254)، الذي يضمن انتقالاً سياسياً للسلطة، ويؤمن عودة آمنة للاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم». وكانت حملة دهم قام بها الجيش اللبناني، خلال الأسابيع القليلة الماضية، ضد لاجئين سوريين في عدد من المخيمات والمناطق اللبنانية التي يلجأ إليها آلاف السوريين، وأسفرت عن توقيف نحو 450 شخصاً، جرى ترحيل أكثر من 60 منهم إلى سوريا، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة على ملف اللاجئين، أثارت موجة غضب عارمة على وسائل التواصل الاجتماعي، وخروج مظاهرات شعبية في مناطق الشمال السوري تنديداً بتلك الممارسات التي تجري بحق اللاجئين السوريين.

البنك الدولي: لبنان يتصدر أعلى نسبة تضخم في أسعار الغذاء عالمياً

قال إن الحالة الاقتصادية تتدهور بشكل سريع

الشرق الاوسط...بيروت: علي زين الدين.. وثّق البنك الدولي في أحدث تقاريره عن الأمن الغذائي حول العالم، تسجيل لبنان أعلى نسبة تضخّم اسميّة في أسعار الغذاء ضمن الترتيب العالمي، إذ بلغت النسبة 261 في المائة، في ارتفاع مؤشر غلاء منظومة الغذاء، كنسبة تغير سنوية للفترة بين نهاية فبراير (شباط) الماضي، والشهر ذاته من عام 2022، وبفارق مضاعف عن نتيجة زيمبابوي التي حلت في المرتبة الثانية بنسبة 128 في المائة في مؤشر تضخم أسعار الغذاء. وفيما خصّ نسبة التضخّم الحقيقيّ، رصد التقرير ارتفاع التغيّر السنوي في أسعار الغذاء بلبنان بنسبة 71 في المائة خلال فترة المقارنة، تبعته زيمبابوي بنسبة 40 في المائة، ورواندا بنسبة 32 في المائة، ومصر بنسبة 30 في المائة. مع التنويه بأنّ نسب التضخّم ترتكز على أحدث الأرقام الفصلية والمحققة بنهاية الفصل الأول من العام الحالي، وضمن جدول يضم البلدان التي أنجزت أرقام نسب تضخّم أسعار الغذاء ونسب التضخّم الإجماليّة. وفي تقرير منفصل عن الفقر، نبّه البنك الدولي إلى أنّ الحالة الاقتصاديّة في لبنان تتدهور بشكلٍ سريع، بحيث إنّ سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار الأميركي يتمّ تداوله عند نحو 100 ألف ليرة للدولار الواحد، أيّ ما يعكس تراجعاً في سعر الصرف بنسبة 98 في المائة عمّا كان عليه قبل اندلاع الأزمة في الفصل الأخير من عام 2019. ولاحظ أنّ عدم التوصّل إلى حل لمسألة خسائر القطاع المالي المقدّرة بنحو 72 مليار دولار، أي أكثر من 3 أضعاف الناتج المحلّي الإجمالي، يعمّق من أثر الأزمة، مع العلم بأنّ الفقراء كانوا الأكثر تأثراً بالأزمة، بحيث أظهرت استطلاعات ميدانية حديثة استمرار ارتفاع نسبة الفقر، حيث إن 3 من بين كل 5 أسر يصنّفون أنفسهم فقراء أو فقراء جداً، لا سيما بينهم الذين لا يتلقون تحويلات من الخارج. وفي حين تراجعت مستويات البطالة، فإن غالبيّة الأشخاص أصبحوا يعملون في وظائف ذات جودة منخفضة. وفي التوقعات المحدثة، قدّر البنك الدولي انكماش الاقتصاد في لبنان بنسبة 0.5 في المائة بنهاية العام الحالي، بعدما تقلصت نسبة الانكماش 2.6 في المائة بنهاية العام الماضي، وبخلاف التوقعات السابقة بتسجيل تراجع في النمو بنسبة 5.4 في المائة، وذلك بنتيجة تسجيل أداء أفضل من المتوقّع لبعض المؤشّرات الاقتصاديّة كالقطاع السياحي. بينما يتأخر، بالمقابل، القيام بأي إصلاحات جذريّة، وهو نمط من المتوقع أن يستمرّ في العام الحالي. وبحسب برنامج الغذاء العالمي، ومع استمرار الأزمة الاقتصاديّة ومواصلة ارتفاع أسعار الغذاء، فمن المتوقّع أن يؤثّر انعدام الأمن الغذائي على نحو 1.46 مليون لبناني، ونحو 800 ألف لاجئ مع نهاية الشهر الحالي. وهذا ما تترجمه مساهمة نسبة تضخّم أسعار الغذاء في لبنان وحدها بحصة 40 في المائة من الارتفاع في مؤشّر تضخّم الأسعار في الشهر الأول من العام الحالي. وكشفت الأرقام المحدّثة للأمن الغذائي الصادرة عن البنك الدولي، التي تعطي لمحة عن نسب التغيّر السنويّة لمؤشّر الغذاء في مؤشّر تضخّم الأسعار بعدد من البلدان حول العالم، أن نسبة تضخّم أسعار الغذاء لا تزال مرتفعة حول العالم، وتخطت متوسطاتها 5 في المائة، لتبلغ نحو 10 في المائة، لدى كلّ فئات الدخل في 70.6 في المائة من الدول ذات الدخل المنخفض، و90.9 في المائة من البلاد ذات الدخل المتوسّط الأدنى، و87 في المائة من البلاد ذات الدخل المتوسّط المرتفع. أما لجهة التوزيع الجغرافي الذي استخلصه تقرير البنك الدولي، فقد برزت البلدان التي عانت من أعلى نسب تضخّم في أسعار الغذاء بالقارّة الأفريقيةّ، وشمال أميركا، وأميركا اللاتينيّة، وجنوب آسيا، وأوروبّا وآسيا الوسطى. كما نوّه التقرير بأنّ نسبة التضخّم الحقيقيّة في أسعار الغذاء تعدت نسبة التضخّم الحقيقيّة في 86.5 في المائة من إجمالي عدد البلدان البالغ 163 التي شملتها الدراسات.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..«مجلس أوروبا»: نقل أطفال أوكرانيين عنوةً.. يرقى لمستوى «إبادة جماعية»..بوتين يوقع قراراً يمهد لترحيل أشخاص من مناطق أوكرانية ضمتها روسيا ..روسيا تطرد "جزار ماريوبول" من منصبه في وزارة الدفاع..هجمات مكثفة على مناطق مختلفة بأوكرانيا..وبوتين يأمر بإنشاء متاحف تخلد "مآثر" الغزو..تحليل: خطة الصين الأوكرانية تمزج بين السلام والمصلحة الذاتية..هل تملك كييف ما يكفيها من عتاد لشن هجوم الربيع؟..«البنتاغون» قلق بشأن جهوزية أسطول النقل البحري والجوي بعد حرب أوكرانيا..الفيلبين تعلن عن «مواجهة» مع سفن صينية في بحر الصين الجنوبي.."مداهمات واعتقالات".. الصين تصعد حملتها ضد الشركات الأجنبية..الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»..تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان..وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً..البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا..البابا فرنسيس حذّر من «عودة زئير القوميات»..

التالي

أخبار سوريا..إسرائيل تدمر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» في ريف حمص..مسؤول أميركي: الطيارون الروس يستفزون مقاتلاتنا..في سورية..تركيا ترجح انعقاد «رباعي موسكو» للتطبيع مع سوريا أوائل مايو..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,141,196

عدد الزوار: 6,756,617

المتواجدون الآن: 123