أخبار لبنان..إسرائيل تعلن إسقاط مسيَّرة دخلت مجالها الجوي من لبنان..ليس لنا مصلحة في التصعيد..حزب الله يبلغ إسرائيل بعدم علمه بالصواريخ..تل أبيب: نفي حزب الله لديه مصداقية وليس من مصلحة الجميع التصعيد..لبنان يتخوّف من «حماس لاند» جديدة في الجنوب..سهل القليلة في جنوب لبنان: منصة لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل..واشنطن تحمّل «حزب الله» المسؤولية عن إطلاق الصواريخ..الهجوم الصاروخي على إسرائيل يشعل سجالا حادا بين القوى السياسية..

تاريخ الإضافة السبت 8 نيسان 2023 - 1:43 ص    عدد الزيارات 605    القسم محلية

        


إسرائيل تعلن إسقاط مسيَّرة دخلت مجالها الجوي من لبنان..

تل أبيب: «الشرق الأوسط»...أعلنت إسرائيل، اليوم الجمعة، إسقاط طائرة مسيَّرة دخلت مجالها الجوي من لبنان، وسط تصعيد غير مسبوق على الجبهة الإسرائيلية - اللبنانية منذ عام 2006. ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان قصير نُشرت نسخة منه بالعربية: «أسقطت قوات جيش الدفاع مسيّرة درون اجتازت الأراضي الإسرائيلية من جهة لبنان، في منطقة بلدة زرعيت، بعد رصدها ومتابعتها من قِبل وحدة المراقبة، طيلة الحادث». وأضاف: «سيواصل جيش الدفاع العمل لمنع أي خرق لسيادة إسرائيل». وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه قصف، قبل فجر اليوم الجمعة، 3 «منشآت» تابعة لحركة «حماس» الفلسطينية، في منطقة الرشيدية؛ حيث يقع مخيم للاجئين الفلسطينيين، قرب مدينة صور، وذلك رداً على إطلاق نحو 30 صاروخاً، الخميس، من لبنان باتجاه إسرائيل، أدت إلى إصابة شخص وخلّفت أضراراً مادية. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ، التي أُطلقت من جنوب لبنان، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، هي «نيران فلسطينية»، قد يكون من أطلَقها «حماس» أو «الجهاد الإسلامي». كما استهدفت إسرائيل بنى تحتية لحركة «حماس» في قطاع غزة؛ على خلفية تصاعد العنف والتوترات في القدس، في خضم موسم الأعياد اليهودية والمسيحية والإسلامية.

ليس لنا مصلحة في التصعيد..حزب الله يبلغ إسرائيل بعدم علمه بالصواريخ...

تل أبيب: نفي حزب الله لديه مصداقية وليس من مصلحة الجميع التصعيد

العربية نت...واشنطن _ بندر الدوشي...قال مسؤولان إسرائيليان في وزارة الدفاع إن إسرائيل ركزت ضرباتها الليلية في غزة ولبنان على أهداف لحركة حماس في محاولة لتجنب صراع أوسع مع حزب الله. وبعد إطلاق الصواريخ من لبنان، يوم الخميس، نقل حزب الله رسائل إلى إسرائيل عبر عدة وسطاء دوليين مفادها أنه لم يكن جزءًا من الهجوم، ولم يكن على علم به مسبقًا، وفقًا لمسؤول دفاعي إسرائيلي. وقال المسؤول الدفاعي إن تقييمات المخابرات العسكرية الإسرائيلية تميل إلى قبول ادعاء حزب الله على أنه واقعي وفقا لموقع أكسيوس. وفي مناقشة ردهم على وابل من الصواريخ أطلقت من لبنان يوم الخميس، خلص الوزراء الإسرائيليون إلى أن إسرائيل ليس لديها أي مصلحة في الانجرار إلى حرب في لبنان من شأنها المخاطرة بالتحول إلى صراع إقليمي، حسب المسؤولين الإسرائيليين. وألقت إسرائيل باللوم على حماس في إطلاق الصواريخ من لبنان، وردت بشن غارات على الأنفاق ومواقع تصنيع الأسلحة في غزة التي قال الجيش الإسرائيلي إن الجماعة المسلحة استخدمتها. ثم أطلق نشطاء فلسطينيون في غزة عشرات الصواريخ خلال الليل. وشنت إسرائيل أيضا ضربات نادرة ضد أهداف لحركة حماس في جنوب لبنان. ولم تعلن حماس إطلاق الصواريخ من لبنان لكنها قالت إنها تحمل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير والعدوان السافر على قطاع غزة والعواقب التي ستلحق بالمنطقة". ورفع الجيش الإسرائيلي جميع القيود المفروضة على تحركات المدنيين في البلدات والمدن القريبة من الحدود مع كل من غزة ولبنان وهي علامة رئيسية على أن الوضع قد هدأ. ومع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه استدعى بعض قوات الاحتياط خاصة من وحدات الدفاع الجوي والقوات الجوية. وفي المشاورات التي أجراها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت قبل اجتماع مجلس الوزراء الأمني يوم الخميس، قدم الجيش الإسرائيلي والموساد تقييمات مختلفة حول ما سيكون رد حزب الله على الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان، وفقا لمسؤول دفاعي. وقال رئيس الموساد، ديفيد بارنيا، إن حزب الله سيرد على الأرجح على أي غارة جوية إسرائيلية، وبالتالي يجب على إسرائيل أن تضرب المنظمة، بالإضافة إلى أهداف حماس والأهداف اللبنانية، وفقًا للمسؤول الدفاعي. لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرزي هاليفي، قال إن المصلحة الإسرائيلية هي إبقاء حزب الله خارج المعادلة، وللقيام بذلك، يجب أن يظل رد إسرائيل مركزًا على حماس، حسبما قال المسؤول. وأضاف المسؤول أن موقف هاليفي ساد في نهاية المطاف، باعتباره التوصية التي سيتم اتخاذها في اجتماع مجلس الوزراء الأمني. وقال مسؤولون إسرائيليون إن إحدى القضايا الرئيسية التي نوقشت خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في وقت لاحق من يوم الخميس، كان نطاق الرد الإسرائيلي في لبنان. وقال مسؤول دفاعي إن قادة الأمن أبلغوا الوزراء أن الرد الأوسع على حزب الله قد يؤدي على الأرجح إلى إطلاق المنظمة صواريخ دقيقة على المدن الإسرائيلية، مما قد يتصاعد إلى حرب. وصوّت جميع الوزراء لصالح توصية الجيش الإسرائيلي بتركيز الرد على حماس. وكان الهدف الرئيسي للرد هو تجنب الاشتباك العنيف مع حزب الله في لبنان ومنع توحد الجبهات مع حماس في كلا المكانين، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين. وقال أحد المسؤولين لأكسيوس: "لقد تم تحقيق هذا الهدف حتى الآن". ويبدو أن مسؤولي حزب الله قللوا من شأن الضربات الجوية الإسرائيلية وامتنعوا عن تصعيد الخطاب.

«حزب الله»: المقاومة «يقظة» بعد تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية

الراي... قال نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم على تويتر اليوم الجمعة إن «محور المقاومة في يقظة» بعد تبادل القصف عبر الحدود مع إسرائيل أمس الخميس. وقصف الجيش الإسرائيلي مواقع في لبنان وغزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة بعد هجمات صاروخية ألقى باللوم فيها على حركة حماس الفلسطينية.

لبنان يتخوّف من «حماس لاند» جديدة في الجنوب

إطلاق الصواريخ يكشف ضعف الحكومة اللبنانية

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. أثارت عملية إطلاق القذائف الصاروخية من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل المخاوف على الوضع الأمني في الجنوب، وطرحت علامات استفهام حول تظهير دور حركة «حماس»، وفرضها لاعباً أساسياً في الأمن اللبناني، وهو ما أحيا في ذاكرة اللبنانيين مرحلة «فتح لاند» في سبعينات القرن الماضي، التي مكنت رئيس السلطة التنفيذية ياسر عرفات (أبو عمّار) من تحويل لبنان إلى منصّة للعمل العسكري ضدّ إسرائيل مستفيداً من «اتفاق القاهرة». وقرأ مراقبون في العملية التي يعتقد أن جهات فلسطينية قامت بها بمباركة «حزب الله»، تأسيساً لمرحلة جديدة من المواجهة، قد تطيح بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي أقرّ في أعقاب حرب يوليو (تموز) 2006، ورسم قواعد الاشتباك بين لبنان والدولة العبرية. ورأى منسّق الأمانة العام السابق لـ«قوى 14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، أن «ما حصل يعدّ أول خرق حقيقي للقرار 1701 منذ 17 عاماً». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا التطور خطير للغاية بغض النظر عن الردّ الإسرائيلي، لأنه ينسف القرار 1701، ويعيدنا إلى مرحلة (فتح لاند)، ويكشف ضعف الحكومة اللبنانية أمام (حزب الله)». وتتضارب الروايات حول الأبعاد الأمنية للرسالة التي بعث بها فصيل فلسطيني من جنوب لبنان، لكنّها تجمع على أنها تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العسكري، ويقول فارس سعيد، «لمسنا بالوقائع إنشاء شيء جديد في جنوب لبنان اسمه (حماس لاند)، وكأنه يرث (فتح لاند)، الذي نشأ على أثر (اتفاق القاهرة) في عام 1969، الذي سمح باجتزاء منطقة من جنوب لبنان، لتكون منطلقاً للأعمال الفدائية ضدّ إسرائيل، وهذا ما أسس للحرب الأهلية اللبنانية». وتوقّف سعيد عند «اختيار هذه العملية في مرحلة حرجة جداً، عنوانها التفاهم السعودي - الإيراني». وسأل: «هل هذا مؤشر على خلاف بين أجنحة إيران العسكرية في المنطقة؟ أم أنه تحوّل نحو مشروع مواجهة جديد؟». ورأى أن «مشهد أمس (الخميس) يدل على أننا تحولنا إلى صندوق بريد لإرسال الرسائل إلى إسرائيل، بالتزامن مع انهيار اجتماعي واقتصادي ومالي، وفي وقت لا يحتمل البلد نزوحاً جديداً، ولا يتحمّل تحويل اللبنانيين إلى أكياس رمل». المعطيات السياسية تفيد بأن عملية إطلاق الصواريخ لم تأت كردّ فعل على اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين، وليست رداً على الغارات الإسرائيلية على مواقع لإيران و«حزب الله» في العمق السوري، بل أتت بعد ساعات من لقاء جمع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية بأمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، والحديث عن غرفة عمليات مشتركة لقوى المقاومة، واعتبر السياسي اللبناني توفيق سلطان، أن «قضية مقاومة إسرائيل لا تزال حيّة في الوجدان العربي، وإن تقدمت حيناً وتراجعت حيناً آخر»، ورأى أن «ما يجري من انتهاكات في القدس وداخل المسجد الأقصى وفي غزة، ولّد شعوراً بالغضب والاحتقان لدى الشعوب العربية، خصوصاً دول الطوق، ومن هنا أتى الاختراق من جنوب لبنان، مستغلاً الوضع الهشّ». وعبّر سلطان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن اطمئنانه إلى أن «الموقف الرسمي للحكومة جدد التزام لبنان بالقرارات الدولية، كما أن المنظمات الفلسطينية الأساسية الموجودة في لبنان نأت بنفسها عن هذا العمل، وكذلك (حزب الله) الذي لم يتبنّ هذه العملية، وهذا يدلّ على غياب أي رغبة بالتصعيد، والذهاب إلى حرب واسعة، خصوصاً أن الصواريخ كانت محدودة الأثر، والردّ عليها غير ذي أهمية، بدليل أن الوضع في الجنوب هادئ ولا يوحي بالذهاب إلى حرب». ولم تلغِ عودة الهدوء إلى مناطق التوتر في الجنوب اللبناني، القلق من العودة إلى دوامة العنف، وهو ما أبقى أبناء المنطقة في حالة ترقب وحذر لأي تطوّر مماثل، غير أن توفيق سلطان شدد على أن «الاختراق الذي حصل ليس له مناخ يحميه، فلبنان الذي قدّم للقضية الفلسطينية أكثر من طاقته، لا يتحمّل مثل هذه العمليات». وقال: «تستطيع القوى الفلسطينية ممارسة عملها المقاوم داخل فلسطين المحتلّة، لأن لبنان لم يعد مهيأ لها، من هنا جاء الموقف الرسمي للحكومة وللجيش اللبناني وقوات (اليونيفيل) في غاية المسؤولية»، وشدد على أن «المناخ الذي كان سائداً أيام أبو عمّار (ياسر عرفات) غير متاح حالياً، وبالتالي لا خوف من تحويل لبنان مجدداً منصّة للعمل العسكري الفلسطيني». وقال توفيق سلطان إن «الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى خطيرة للغاية». ولفت إلى أن «مواجهة هذا النمط العدواني يتطلّب موقفاً عربياً حاسماً ومؤثراً، ولا يكون الردّ عليها بعملية من هنا وهناك، لا تخدم أبناء القدس، بل تزيد الأمور تعقيداً».

سهل القليلة في جنوب لبنان: منصة لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل

تحيط به المخيمات الفلسطينية وتستخدمه منظمات لتوجيه «رسائل أمنية»

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... تحوَّل سهل القليلة - رأس العين الواقع في جنوب مدينة صور بجنوب لبنان، منذ عام 2009، إلى منصة إطلاق رسائل نارية باتجاه إسرائيل، عبارة عن «صواريخ لقيطة»، غالباً ما لا يتبنى أحد إطلاقها، رغم أن الجهات الأمنية اللبنانية تؤكد أن منظمات متشددة ومنظمات فلسطينية تقف وراء إطلاقها. والقليلة، البلدة الساحلية التي تقع في نقطة وسطية تقريباً بين الحدود مع إسرائيل (تبعد 16 كيلومتراً إلى الشمال من الخط الحدودي، ونحو 12 كيلومتراً إلى جنوب مدينة صور)، تنتشر فيها بساتين الموز والمساحات الخضراء، وتمتد إلى وديان عميقة وطويلة تصل إلى وديان أخرى ممتدة إلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل. وتشكل سهول القليلة نقاط اتصال جغرافي بين مدينة صور والقرى التابعة لها، وصولاً إلى الناقورة، ومخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، الواقع أيضاً على الشاطئ الجنوبي. وتعد البساتين القائمة هناك واحدة من أكبر الغطاءات النباتية على سواحل الجنوب. وغالباً ما شهدت المنطقة الحدودية اللبنانية الإسرائيلية، منذ عام 2007، إطلاق عدد محدود من الصواريخ باتجاه الشمال الإسرائيلي، كان أولها في يونيو (حزيران) 2007، حين أعلنت جماعة متشددة، تطلق على نفسها «كتائب بدر الجهادية - فرع لبنان»، مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ باتجاه كريات شمونة، انطلاقاً من جنوب شرقي لبنان. وخلال مسار إطلاق الصواريخ، تبنّى «حزب الله» اللبناني مسؤوليته عن إطلاق بعضها، كما هي الحال في عام 2021، رداً على استهداف إسرائيلي، ونفى مسؤوليته عن أخرى، في حين أدرجت الصواريخ، التي لم يعلن أحد المسؤولية عن إطلاقها، ضمن خانة «الصواريخ اللقيطة». وتصدرت سهول بلدة القليلة على الساحل الجنوبي، استضافة إطلاق «الصواريخ اللقيطة»، وبدأ اعتماد المنطقة باعتبارها منصة إطلاق، في يناير (كانون الثاني) 2009، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة، مما دفع المدفعية الإسرائيلية للرد، قبل أن يتكرر الأمر في فبراير (شباط) من العام نفسه، وأعيدت الكَرّة، في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، حيث جرى إطلاق صاروخين أيضاً، قبل أن تردّ المدفعية الإسرائيلية. وبالتزامن مع الحرب السورية، تبنّى تنظيم متشدد يحمل اسم «كتائب عبد الله عزام» إطلاق 4 مقذوفات باتجاه شمال إسرائيل، سقط صاروخان بالقرب من بلدتيْ بيرانيت ونيتوا في الجليل الغربي، على بُعد 700 متر من الحدود اللبنانية، وردّت القوات الإسرائيلية بالمدفعية. وكرر الفصيل المتشدد نفسه العملية، في أغسطس (آب) 2013، حيث أطلق 4 صواريخ كاتيوشا باتجاه المستوطنات الشمالية، واعترض نظام «القبة الحديدية» الإسرائيلي أحد الصواريخ. وفي يوليو (تموز) 2014، رصدت قوات الأمم المتحدة، المؤقتة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، حادثتي إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل بفارق يومين، وتحدثت عن إطلاق 3 صواريخ من محيط بلدة القليلة، جنوب لبنان، نحو إسرائيل. وأبلغت السلطات الإسرائيلية «اليونيفيل» بأن صاروخين سقطا في البحر، وسقط الثالث في شمال إسرائيل، جنوب الخط الأزرق. وردّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذائف مدفعية نحو محيط زبقين. وتكرر الأمر في ديسمبر (كانون الأول) 2015، وفي يوليو 2021، حين أعلن الجيش اللبناني عثور وحدة من عناصره، في محيط منطقة القليلة، على 3 منصات لإطلاق صواريخ من نوع «غراد 122 ملم»، أحدها صاروخ كان مُعداً للإطلاق جرى تعطيله من قِبل الوحدات المختصة، وأطلقت الأخرى باتجاه إسرائيل. وتكرر ذلك في أبريل (نيسان) 2022، بالتزامن مع تطورات عسكرية في غزة، حيث جرى إطلاق صاروخ من منطقة رأس العين - القليلة، جنوب مدينة صور، باتجاه إسرائيل. ويسهم الموقع الجغرافي للمنطقة في تسهيل وصول أي أطراف تستعد لاستخدام المساحات غير المأهولة والبساتين، لإطلاق الصواريخ، فالمنطقة واقعة إلى جانب خط سريع يربط صور بالناقورة، ويحاذي شواطئ غير مأهولة أيضاً، وهو قريب من مخيمات فلسطينية موجودة في مدينة صور ومحيطها، بينها مخيم الباص، ومخيم برج الشمالي، ومخيم الرشيدية، وغيرها. وتغيرت ديموغرافية المنطقة، في السنوات العشر الأخيرة، فبعدما كانت قرى بلا سكان، بالنظر إلى أنهم نزحوا منها، على خلفية الاحتلال الإسرائيلي للبنان، عاد سكانها بدءاً من عام 2000، وباتت منطقة حيوية بعد عام 2006، بالنظر إلى أنها الطريق الرئيسي الذي ينقل قوات «اليونيفيل» من مقرهم في الناقورة إلى بيروت. أما في السنوات الأخيرة، فقد نشطت المنتجعات السياحية بشكل كبير في المنطقة.

الحكومة اللبنانية تعالج تطورات الحدود دبلوماسياً والجيش أمنياً

بيروت: «الشرق الأوسط».. تولت الحكومة اللبنانية المعالجة الدبلوماسية للتطورات على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، عبر تقديم شكوى لمجلس الأمن، فيما تولى الجيش اللبناني المعالجة الأمنية بالتعاون والتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل)، حيث استكمل إجراءاته بالكشف عن مكان سقوط الصواريخ الإسرائيلية في سهل القليلة رأس العين، بعد تفكيك الصواريخ المعدة للإطلاق في جنوب غربي لبنان، وجنوب شرقيه. وساد هدوء حذر في جنوب لبنان، أمس الجمعة، عقب ضربات المدفعية الإسرائيلية التي استهدفت فجراً مناطق قريبة من مواقع إطلاق الصواريخ في جنوب مدينة صور. واستهدف الجيش الإسرائيلي فجر أمس، منطقة مفتوحة في جنوب مدينة صور، بثلاث قذائف مدفعية، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، مشيرة إلى أن الأضرار اقتصرت على تضرر ورشة صناعية بشكل خفيف نتيجة تطاير أحجار وأتربة، ولم يسجل وقوع إصابات. وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء أمس، إسقاط طائرة مسيرة أطلقت من لبنان، وذكرت أن الطائرة تابعة لـ«حزب الله». وحثّت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل)، في بيان الجمعة، على وقف التصعيد عبر الحدود. وقالت إن الجيش الإسرائيلي أبلغها، فجر الجمعة، أنه سيبدأ الرد المدفعي على إطلاق الصواريخ. وبعد ذلك مباشرة، «سمع أفراد (اليونيفيل) دوي انفجارات في محيط مدينة صور». وأكدت «اليونيفيل» أن رئيس بعثتها وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو «على اتصال مع السلطات على جانبي الخط الأزرق»، مضيفة أن «آليات الاتصال والتنسيق لدينا منخرطة بشكل كامل من أجل التهدئة»، وأشارت إلى أن الجانبين (اللبناني والإسرائيلي) «قالا إنهما لا يريدان الحرب». وحضت «اليونيفيل» جميع الأطراف «على وقف جميع أعمال التصعيد عبر الخط الأزرق الآن». وأكدت مصادر ميدانية عودة الهدوء، صباح أمس الجمعة، إلى المنطقة المستهدفة في جنوب صور، وذكرت «الوكالة الوطنية» أن الطريق الساحلية بين مدينة صور والناقورة تشهد حركة سير طبيعية منذ الصباح. وتولى الجيش اللبناني المعالجة الأمنية، حيث واصل إجراءاته ودورياته بالتنسيق مع «اليونيفيل» على طول الحدود والقرى والبلدات الواقعة ضمن عملها؛ بهدف ضبط الوضع، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وبعد تعطيل ثلاثة صواريخ في جنوب غربي لبنان كانت معدة للإطلاق، عثرت وحدة من الجيش في سهل مرجعيون في جنوب شرقي لبنان على راجمة صواريخ في داخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق، وعملت وحداته على تفكيكها. وبالموازاة، تولت الحكومة المعالجة السياسية دبلوماسياً، حيث أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي على أثر القصف والاعتداء الإسرائيلي، فجر أمس، لمناطق في جنوب لبنان، وذلك بعد التشاور مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وأكدت الخارجية اللبنانية أن «الاعتداء الإسرائيلي يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان، وخرقاً فاضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، ويهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني». وأكد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم خلال لقائه وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو في بيروت، أن «لبنان يلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي 1701»، وشدد على أن الجيش «كان، وسيبقى، حريصاً على أقصى درجات التعاون مع (اليونيفيل)، واتخاذ الإجراءات المناسبة لضبط الأمن، والحفاظ على الاستقرار والهدوء في الجنوب، والجاهزية الدائمة للتصدي لأي عدوان».

واشنطن تحمّل «حزب الله» المسؤولية عن إطلاق الصواريخ

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير...رغم أن الاتصالات التي تولاها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب أدت إلى استيعاب رد فعل إسرائيل على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، من دون أن يؤدي إلى تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها منذ الحرب على لبنان في يوليو (تموز) 2006، فإن السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا لم تأخذ بالمعلومات التي تبلّغتها من الحكومة اللبنانية بأنه لا علاقة لـ«حزب الله» بإطلاق الصواريخ متذرّعة، كما علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية غربية، بأن الكمّ الكبير من الصواريخ الذي أُطلق في غضون دقائق، والذي يُعد الأوسع منذ سنين طويلة يفوق قدرات حركة «حماس»، التي تعوزها حرية التحرك في منطقة خاضعة لنفوذ الحزب، حيث لا يستطيع أحد التصرف دون علمه، كما يفترض أن تكون خالية من السلاح غير الشرعي. فواشنطن، حسب ما أبلغته السفيرة الأميركية إلى من يعنيهم الأمر على رأس المسؤولية في الحكومة اللبنانية، تحمّل «حزب الله» مسؤولية مباشرة حيال التحضير لإطلاق الصواريخ، التي تزامنت مع وجود رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في بيروت إسماعيل هنيّة، لأنه لا قدرة لديها لإطلاق الصواريخ من دون تغطية كاملة من الحزب. لكن تحميل واشنطن المسؤولية لـ«حزب الله» لم يمنعها، كما تقول المصادر الدبلوماسية، من الدخول على خط الاتصالات لخفض التوتر والإبقاء على رد إسرائيل تحت السيطرة لقطع الطريق على إقحام الجنوب في حرب مفتوحة مع إسرائيل لا تريدها تل أبيب، ولا يسعى لها «حزب الله» الذي اكتفت قيادته بإعلام أركان الدولة بعدم علاقتها بإطلاق الصواريخ، نافيةً أن يكون لديها علم بالتحضيرات التي سبقت إطلاق الصواريخ من بقعة تقع في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش اللبناني بمؤازرة من «يونيفيل». وقالت المصادر الدبلوماسية إن الدور الذي لعبته قيادة «يونيفيل» أسهم في قطع الطريق على أن يتجاوز الرد الإسرائيلي الحدود المرسومة للحفاظ على التهدئة تحت سقف التزام لبنان بالقرار 1701. وأكدت أن الرد الإسرائيلي بقي محدوداً لئلا يؤدي التصعيد إلى دخول أطراف على خط المواجهة. وفي هذا السياق، تسأل المصادر اللبنانية، ما الجدوى من إطلاق الصواريخ بالتزامن مع استعداد مجلس الأمن الدولي للانعقاد بطلب عربي للنظر في الاعتداءات على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى؟ وهل المطلوب توفير خدمة لنتنياهو لصرف الأنظار عن الحملات التي يواجهها في الداخل؟ وما ذنب لبنان بتحميله مسؤولية أفعال من يستبيح سيادته؟ ...... وتقول إن الجهة التي أطلقت الصواريخ لم تكن قادرة على نقل العشرات من نوع «كاتيوشا» عيار 122، من دون أن يؤمَّن لها الغطاء السياسي، والدعم اللوجيستي المطلوب، خصوصاً أن إطلاقها تميّز بالدقة وبمهارة فنية عالية بخلاف المرات السابقة، التي كانت تُطلق فيها صواريخ لا يتجاوز عددها أصابع اليد من المنطقة نفسها، وتسقط في الأراضي اللبنانية أو في داخل إسرائيل في منطقة حدودية ليست مأهولة بالسكان، ولا تُحدث أضراراً.

لبنان.. الهجوم الصاروخي على إسرائيل يشعل سجالا حادا بين القوى السياسية

أسرار شبارو – بيروت.. إسرائيل ردت على صواريخ لبنان بقصف مواقع قالت إنها تابعة لحماس

لم يطل تنفيذ الحكومة الإسرائيلية لتهديها بتوجيه ضربة عسكرية في لبنان رداً على إطلاق صواريخ أمس الخميس من سهل القليلة في مدينة صور جنوب البلاد، فقبل بزوغ فجر اليوم التالي هاجمت أهدافاً تابعة لحركة حماس بعد أن اتهمتها بالوقوف خلف الرشقات الصاروخية التي طالتها. بعد اجتماع أمني إسرائيلي أعقب إطلاق الصواريخ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، "سنضرب أعداءنا وسيدفعون ثمن عدوانهم"، ليأتي بعدها الرد محدوداً في لبنان، باستهداف ثلاثة مواقع في جنوب البلاد، حيث ذكر الجيش الإسرائيلي أنه لن يسمح "لمنظمة حماس الإرهابية بالعمل من داخل لبنان". طالت الضربات الإسرائيلية أراض زراعية في سهل رأس العين الواقع في محيط مخيم الراشيدية للاجئين الفلسطينيين، مسفرة عن أضرار في الجسر والطريق، كما طالت أرضاً زراعية وحظيرة ماشية في سهل القليلة، ما أدى إلى نفوق عدد من الماشية والطيور، كما تضررت منشآت مشروع ري القاسمية، بحسب ما أفادت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، مشيرة في بيان إلى إصابة إحدى العبّارات وجزء من قناة الريّ التي تروي البساتين في منطقة القليلة وما بعدها، وقد باشرت "الفرق الفنية بالكشف الفني تمهيداً لإجراء الصيانة لإعادة تشغيل المشروع قبل موسم الريّ 2023". ما أقدمت عليه إسرائيل وضعته حكومة تصريف الأعمال اللبنانية في خانة "الانتهاك الصارخ" لسيادة بلدها وخرقاً فاضحاً لقرار مجلس الامن الدولي 1701، وتهديداً للاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني، وبعد تشاور رئيسها مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، أوعز الأخير إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي. التصعيد على الحدود اللبنانية الجنوبية هو الأكبر منذ حرب يوليو 2006، إلا إن هذه المرة، الجانبان اللبناني والإسرائيلي لا يريدان حربا بحسب ما أبلغا قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، التي حثت جميع الأطراف على وقف أعمال التصعيد عبر الخط الأزرق، معتبرة "الإجراءات التي تمت خلال اليوم الماضي خطيرة وتنذر بتصعيد خطير". كذلك اعتبر وزير الدفاع اللبناني، موريس سليم أن "هذا التطور يشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في الجنوب" وإذ أكد التزام لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، شدد على أن "الجيش كان وسيبقى حريصاً على أقصى درجات التعاون مع اليونيفيل واتخاذ الإجراءات المناسبة لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار والهدوء في الجنوب والجهوزية الدائمة للتصدي لأي عدوان".

هنية.. والسيادة اللبنانية

ما إن أطلقت الصواريخ من جنوب لبنان حتى دان ميقاتي، العملية، مشدداً على أن "الجيش وقوات يونيفيل يكثفان تحقيقاتهما لكشف ملابسات العملية وتوقيف الفاعلين"، لافتاً في بيان إلى أن "لبنان يرفض مطلقا أي تصعيد عسكري ينطلق من أرضه، واستخدام أراضيه لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم". لكن وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، لم يرق له كلام رئيس الحكومة، فعلّق كاتباً "لا نسعى إلى الحرب، والكلام الرسمي اللبناني الذي صدر بهذا المعنى هو موقفٌ جميل. لكن هذه اللغة لا تجدي نفعاً مع إسرائيل، بل يمكن أن تجعلها تُسيء الفهم وتخطئ التقدير. الموقف الأوضح: أيّ اعتداء على لبنان سوف يجرّ على إسرائيل ويلات لا قدرة لها على استيعابها. إيّاها والتهوّر". ربط بعض اللبنانيين عملية إطلاق الصواريخ بزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية للبنان، حيث وصل يوم الأربعاء الماضي، لكن المحلل السياسي فيصل عبد الساتر ينفي ذلك، كون " زيارته كانت قائمة من دون أن يعلم أحد بالتصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى" لافتاً في حديث لموقع "الحرة" إلى أنه "دائما ما يطرح مثل هذا السؤال عند زيارة أي مسؤول رفيع من قادة المقاومة الفلسطينية إلى لبنان الذي احتضن حركات المقاومة، خاصة مع وجود حزب الله الذي يشكل رأس الحربة الآن في هذه المعادلة". لكن الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح يعتبر في حديث لموقع "الحرة" أن "زيارة هنية إلى لبنان هي الاعتداء على سيادة هذا البلد، وليس إطلاق الصواريخ من سهل القليلة واعتبار أن الفلسطينيين هم من أطلقوها، في وقت حماس وحزب الله ينتميان إلى ذات المنظومة". من جانبه وجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عدة أسئلة إلى الحكومة اللبنانية "أولها، ما هي الموجبات الوطنية التي تحتِّم في هذه اللحظة بالذات إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل؟، ثانياً، ماذا سيكون ردّ فعل الحكومة اللبنانية إزاء تعهداتها الالتزام بمندرجات القرار 1701؟ ....أما السؤال الثالث الذي وجهه جعجع للحكومة فهو "ماذا لو تحطّم لوح زجاجي واحد في منزل مواطن لبناني في الجنوب جراء تبادل الصواريخ والقصف المدفعي، فمن أين ستأتي الحكومة اللبنانية بالأموال اللازمة لإصلاحه؟ هذا عدا عن السؤال الأساسي والمحوري والملحّ: هل اجتمعت الحكومة اللبنانية أو اتخذت قرار إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه إسرائيل"؟. وأضاف في بيان "إن الحكومة اللبنانية، ولو كانت حكومة تصريف أعمال كما كل الحكومات التي سبقتها في الآونة الأخيرة، تكون بتخليها عن القرار الاستراتيجي للدولة لمصلحة محور الممانعة قد تخلّت عن مسؤوليتها الرئيسية في الحفاظ على أمن الوطن والمواطن. إن المرشح الرئاسي الذي لا يتعهّد بإعادة القرار الاستراتيجي بأكمله إلى الدولة اللبنانية لا يصحّ ان يكون لا مرشحاً ولا رئيساً". أما رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، فتوجه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، جاء فيها، "يبدو أن رئيس مجلس النواب اللبناني راضٍ عن استخدام جنوب لبنان كمنصة لإطلاق أكثر من 60 صاروخ من قبل حماس وتعريض أهله للخطر"، وأضاف، "فلم نسمع منه شيئاً".

مواقف متناقضة

وفي الوقت الذي آثرت بعض القوى السياسية عدم التعليق عما حدث حتى اللحظة، ندد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي عسيران، بما وصفه "العدوان الإسرائيلي" مؤكدا "التزام لبنان بالقرار الدولي 1701"، معتبرا ان "إسرائيل المعتدية، ما تزال تضع لبنان وجنوبه على منظار التصويب والاستهداف العسكري، وأن الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت بلدات في منطقة صور إنما هي خرق للقرار 1701 واعتداء على السيادة اللبنانية". ولفت في بيان، إلى أن "كما هي العادة، تقوم إسرائيل بالاعتداء على لبنان وغزة للفت الأنظار عن مشاكلها الداخلية وهذه الأمور لم تعد تجدي نفعا، والطريق الوحيد للقضية الفلسطينية ما قرره القادة العرب عام 2000 في القمة العربية التي انعقدت في بيروت، وهي الحل الأكيد في الدولتين، ولبنان سيتصدى للاعتداءات الإسرائيلية بكل ما لديه من قوة". وفي موقف معاكس، رفض رئيس ''المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان'' النائب السابق فارس سعيد "أن يتحوّل لبنان صندوق بريد بين أجنحة إيران أو بين إيران وإسرائيل" وأضاف في تغريدة "برّادات البيوت خالية من دون حرب كيف إذا دخلت الحرب إلى بيت كل منّا والكهرباء "شمّ و لاتدوء" كيف لو قصفت إسرائيل منشآتنا والدولة شبه موجودة كيف لو أحرجها حماس أو حزب الله أو إسرائيل أو الكل معاً؟ نريد الحياة". وفي تغريدة ثانية كتب سعيد "أنشأ حزب اللهُ عملياً "حماس لاند" في الجنوب تحت أعين قوات الـ 1701 والجيش…تتحمّل الحكومة مسؤوليّة الانحلال أمام حزب اللهُ تتحمّل الأحزاب ومن ضمنها "السياديّة" مسؤولية عدم اعتبار لبنان تحت الاحتلال الإيراني والاكتفاء بالكلام عن سلاح "غير شرعي". كما عبّر النائب نديم الجميّل عن غضبه من إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، معتبراً في تغريدة أن ميليشيا إيران وحليفتها حماس ومحور الإرهاب يصرون على أن يكون لبنان منصة صواريخ، ويصرون على جره إلى حروب لا علاقة له فيها وأن يدمروا ما تبقى منه، وكتب في تغريدة "إذا بدن يحرروا فلسطين يروحوا هني واسماعيل هنية يحرروها من داخل الاراضي الفلسطينية، مش من لبنان". واليوم الجمعة غرّد الجميل كاتباً "ما حدث في الجنوب ليس إلا نتيجة المصالح المشتركة بين الطرفين: فإسرائيل مصلحتها شد العصب ومواجهة المعارضة الداخلية، وحماس بغطاء حزب الله الذي استعجل ونفى علاقته، أوهمت الفلسطينيين أنها تقاوم الإسرائيلي من الأراضي اللبنانيّة" مضيفاً "باختصار مسرحية وتنسيق من تحت الطاولة.. إذا مش عملاء، حلفاء". "صحيح ما حدث في الأمس هو الأكثر سخونة منذ عام 2006 بالبعدين الأمني والسياسي، نظرا لحساسية الواقع والأزمة اللبنانية"، كما يقول عبد الساتر، لكن ما يستغربه أن "بعض الأجواء اللبنانية تنطق بلسان يخدم إسرائيل، كما طالعتنا بعض الصحف اللبنانية، فلو تم حذف اسم الكاتب، يدرك القارئ أنه يكتب بنفس إسرائيلي، وهو ما يسعد إسرائيل كونها وجدت صدى لما تريد أن تحدثه". ويشدد "لا تؤثر انتهاكات إسرائيل لسيادة لبنان على هؤلاء الصحفيين أو السياسيين، لكن ان يقوم أي فصيل فلسطيني او اي مقاوم لبناني ليس له ارتباط تنظيمي مباشر بحزب الله بما حدث في الأمس، تطرح الأسئلة فيما ان كان خلف ذلك قرار حزب الله وفيما ان كان الامر لمصلحة لبنان". يرفض عبد الساتر اعتبار بعض اللبنانيين ان لا علاقة للبنان بما يحدث، ويقول" هناك 400 إلى 500 ألف فلسطيني في لبنان، متواجدين منذ ما يزيد عن الـ 80 عاما، وفلسطين على بعد أمتار منهم، فهل المطلوب أن يروا ما يتعرض له شعبهم ويمنع عليهم حتى الصراخ ولو بصاروخ ممكن أن يحدث هذا الرعب لدى إسرائيل".

استبعاد التصعيد

الصواريخ التي أطلقت ليست بالفعالية الميدانية المهمة كالصواريخ التي يمتلكها حزب الله، كما يقول عبد الساتر "مما يدل على أن الفصائل الفلسطينية هي المسؤولة عنها، إلا أنها تحمل رسالة رد على استباحة الإسرائيليين المتواصلة، والأهم من ذلك أنها أحدثت خوفا غير مسبوق لديهم خاصة في منطقة الجليل المحاذية للبنان" مرجحاً "عدم إقدام إسرائيل على فعل أي شيء تجاه لبنان كونها تعلم أن ما ينتظرها أشياء وأشياء وبأن جهوزية حزب الله في لبنان في أعلى المستويات". وفيما إن كان بإمكان أي فصيل فلسطيني إطلاق صواريخ من دون علم حزب الله، أجاب "هذا السؤال دائما ما يطرح وكأن الحزب شرطي حدود" متسائلاً "لماذا لا تسأل قوات اليونيفيل والجيش اللبناني والحكومة اللبنانية على ذلك، مع العلم أن طبيعة الجغرافيا الموجودة في الجنوب تحول دون تمكن أحد من ضبطها". كذلك اعتبر رباح أن نوعية الصواريخ المستخدمة "الكاتيوشا" دليل على عدم رغبة حزب الله بتبني العملية، "فمن الواضح أنه لا يريد فتح جبهة مع إسرائيل في هذا التوقيت بل فقط غسل ماء وجهه من خلال الإيحاء بأنه يدافع عما يجري في المسجد الأقصى وأنه يوحّد الجبهات". ويضيف رباح "هناك أمر عمليات واضح بتوحيد كلام محور الممانعة، في تذكير إضافي بأن لبنان محتل من حزب الله الذي يستخدم هذا البلد ورقة ضغط في وقت المنطقة كلها تتغير، كما أن إسرائيل لا تريد فتح جبهة وقد بدى ذلك من خلال اعلانها السريع عن أن تنظيماً فلسطينياً هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ، واختصار الرد بضرب محيط مخيم الراشيدية وسهل القليلة".

يونيفيل: لبنان وإسرائيل لا يريدان الحرب

فرانس برس... أكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، في بيان فجر الجمعة، أعقب قصفا نفذته إسرائيل على الجنوب اللبناني، أن الطرفين "لا يريدان الحرب"، داعية إياهما إلى التهدئة. وأعلنت القوة الدولية التي تنتشر في جنوب البلاد للفصل بين إسرائيل ولبنان، أن الجيش الإسرائيلي أبلغها باعتزامه الرد على الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان، قبل دوي انفجارات في محيط مدينة صور. وأوضحت أن "الطرفين قالا إنهما لا يريدان الحرب". وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، أن قواته شنت غارات على مواقع تابعة لحركة حماس الفلسطينية في جنوب لبنان، في تطور يأتي بعد إطلاق وابل من الصواريخ من الأراضي اللبنانية تجاه إسرائيل. وقال الجيش في بيان مقتضب إن قواته "تنفذ ضربات في لبنان حاليا، التفاصيل تأتي لاحقا". وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تغريدة عبر تويتر: " أغار جيش الدفاع على مواقع بنى تحتية وأهداف أخرى تابعة لمنظمة حماس الإرهابية في جنوب لبنان. جيش الدفاع لن يسمح لمنظمة حماس الإرهابية العمل انطلاقا من لبنان ويعتبر الدولة اللبنانية مسؤولة عن أي عملية اطلاق نار تنتطلق من داخل أراضيها". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، توعد، الخميس، بجعل أعداء بلاده يدفعون "ثمن كل اعتداء"، في أعقاب إطلاق وابل من الصواريخ من لبنان. فيما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، رفض بلاده "أي تصعيد عسكري" من أراضيه. وشدد ميقاتي عقب استقباله وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروزيتو، على "إدانة لبنان وشجبه عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان"، موضحا أن بلده "يرفض مطلقا أي تصعيد عسكري ينطلق من أرضه واستخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم". وأعلن الجيش اللبناني، الخميس أن وحداته عثرت على صواريخ معدة للإطلاق في محيط بلدتين في جنوب البلاد. وقال في بيان إنه عثر "على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ المعدة للإطلاق في محيط بلدتي زبقين والقليلة" في قضاء صور، موضحا أنه "يجري العمل على تفكيكها". ونشر صورا لصواريخ ومنصات مثبتة بين أشجار زيتون. ووكانت قوة يونيفيل قد حذرت من أن "الوضع الحالي خطر جدا"، داعية إلى "ضبط النفس". وأضافت أن رئيسها، أرولدو لازارو، "على اتصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق" الذي يقوم مقام خط الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وكيل رياض سلامة يطعن في «قانونية» ملاحقة فرنسا لموكله

حكومة لبنان طرف في الدعوى ضد حاكم «المركزي»

بيروت: «الشرق الأوسط»... بعدما اتخذت الدولة اللبنانية صفة الطرف المدني في الدعوى التي يحقق فيها القضاء الفرنسي في ثروة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في أوروبا، نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن وكيل الدفاع عن سلامة المحامي الفرنسي بيار - أوليفييه سور أنّ موكّله البالغ من العمر 72 عاماً استُدعي فعلاً للمثول أمام القضاء الفرنسي في 16 مايو (أيار) المقبل، وأنّه «يدرس جدوى» تلبية هذا الطلب. وسلامة ملاحق في فرنسا بشبهة جمع ثروة ضخمة في أوروبا، تشتمل على أموال وعقارات، من خلال ترتيبات مالية معقّدة واختلاس كمّيات ضخمة من الأموال العامة اللبنانية. ويطعن وكيل سلامة بقانونية الإجراءات المتّخذة في حقّ موكّله، معتبراً أنّ المحقّقين الفرنسيين الذين استمعوا إليه في لبنان في منتصف مارس (آذار) الماضي خالفوا القانون؛ لأنّهم استجوبوه بصفته «مجرّد شاهد»، فيما هم بصدد توجيه اتهام إليه. ويؤكّد المحامي أنّ قانون العقوبات الفرنسي «يحظر بشكل صارم الاستماع» إلى شخص بصفة «مجرّد شاهد» إذا كانت هناك «ضدّه مؤشرات خطرة أو متّسقة بشأن مشاركته في الجرم» الذي يتمّ التحقيق فيه. كذلك رفع المحامي سور دعوى أمام قضاء الاستئناف الفرنسي للطعن بقرارات الحجز على أموال موكّله والتي صدرت في مارس 2022. وأرجأت محكمة الاستئناف في باريس الجلسة التي كانت مقرّرة للنظر في هذا الطعن من 4 أبريل (نيسان) إلى 23 مايو. ويشكل توجيه الاتهام إلى سلامة خطوة كبيرة في التحقيق القضائي الذي بدأ في يوليو (تموز) 2021 في فرنسا، بالتوازي مع إجراءات قضائية أخرى في أوروبا وسويسرا. وذكر مصدر قضائي لبناني أنّ الدولة اللبنانية اتّخذت مؤخّراً صفة الطرف المدني في فرنسا في هذه القضية. وأوضح المصدر القضائي أنّ بيروت «تريد بالتالي الاحتفاظ بحقّها في أن تستردّ لحساب الخزينة اللبنانية أيّ أموال أو ممتلكات يمكن أن يكون سلامة قد استحوذ عليها بصورة غير مشروعة إذا ما تمّ تجميد هذه الأموال». وتحرّكت الدولة اللبنانية لرفع دعاوى في أوروبا، وفي الدول التي وضعت حجزاً على أموال أو ممتلكات لسلامة، حتّى يتمّ حجز الأموال لصالح الخزينة اللبنانية في حال تبيّن أنّ مصادرها غير شرعية. ورفض أحد محامي الدولة اللبنانية في فرنسا الردّ على استفسارات «الصحافة الفرنسية» بهذا الشأن. وقال المحامي ويليام بوردون، وكيل جمعية «شيربا» وتجمّع «ضحايا الممارسات الاحتيالية والإجرامية في لبنان»، وهما طرفان مدنيّان في هذه القضية، إنّ القانون الفرنسي الصادر في أغسطس (آب) 2021 بشأن ردّ ممتلكات تم الاستحواذ عليها بطريقة غير مشروعة «هو الذي يطبّق عندما يتمّ توجيه اتّهام إلى واحد أو أكثر من الموظفين العموميين اللبنانيين». وفي حال أدين سلامة بصورة نهائية وباتّة، فإنّ المحامي بوردون يقول إنّ «الأموال المصادرة بصورة نهائية لن تعود بالتالي إلى الدولة اللبنانية بل ستذهب لتمويل مشاريع لصالح المصلحة العامّة» في لبنان. وقال وكيل الدفاع عن سلامة إنّ اتّخاذ صفة الطرف المدني في القضية كان «الذريعة المناسبة لإرجاء» جلسة الاستماع التي كانت مقرّرة في 4 أبريل أمام محكمة الاستئناف في باريس، في تأجيل شكّك المحامي أيضاً في مدى قانونيته. ووفقاً للمحامي سور، لا بدّ للحكومة اللبنانية من أن تضفي الطابع الرسمي على صفة الطرف المدني هذا بمرسوم يصدر عنها. وقال إنّه إذا لم تصدر الحكومة اللبنانية هذا المرسوم «فسنقدّم شكوى جنائية بتهمة التزوير ومحاولة احتيال». ووضح مصدر قضائي لبناني أن السلطات اللبنانية لا يمكنها إرغام سلامة على الذهاب إلى فرنسا، لا سيّما أنّه يخضع لمنع سفر فرضته عليه القاضية اللبنانية غادة عون، علماً بأنّ قرار منع السفر هذا يمكن أن يُرفع. من جهة أخرى، وجّهت قاضية التحقيق المالي أود بوريزي لائحة اتهام رسمية إلى المصرفي المعروف مروان خير الدين (55 سنة)، رئيس مجلس إدارة «بنك الموارد»، على خلفية اتهامه بالارتباط بـ«عصابة إجرامية بهدف اختلاس أموال عامّة من قبل موظف عمومي على حساب الدولة اللبنانية، وخيانة الأمانة، وإفساد موظف عمومي». وسبق أن استمع محقّقون أوروبيون في لبنان في يناير (كانون الثاني) إلى خير الدين، الذي كان وزيراً في العقد الماضي ووُضع تحت مراقبة قضائية بكفالة قدرها مليون يورو ومُنع من السفر من فرنسا. ويُشتبه بأنّ «بنك الموارد» لم يتحقّق كما ينبغي من الحسابات التي كان يستفيد منها سلامة، وذلك في مقابل حصول المصرف على مزايا مختلفة من حاكم المصرف المركزي اللبناني. ويقول المحامي ويليام بوردون إن «عمليات غسل الأموال التي قام بها سلامة والمقرّبون منه ما كان ممكناً أن تحصل إلا بمساعدة مصرفيين في فرنسا وأماكن أخرى».



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..قائد قوات "فاغنر" الروسية يقرّ بخسائر بشرية كبيرة في أوكرانيا..للمرة الثانية.. موسكو تتحدث عن إحباط محاولة تسلل أوكرانية إلى أراضيها..زيلينسكي يطالب وارسو بـ150 مركبة مشاة قتالية..الاقتصاد الروسي يواجه صعوبات اعترف بها بوتين بعد عام من العقوبات..موسكو ومينسك لتعزيز التحالف في مواجهة «العدوان الغربي»..شي وماكرون يدعوان لمفاوضات في أوكرانيا وموسكو ترفض..دوريات صينية قرب تايوان بعد لقاء مكارثي وتساي..بيونغ يانغ تتهم واشنطن وسيول بتصعيد التوتر إلى «شفا حرب نووية»..السويد: لم يتم بعد التوصل لمرتكب تفجيرات «نورد ستريم» ..تحذيرات في ألمانيا من تزايد تهديد «داعش خراسان»..ترمب يحرج الجمهوريين بدعوته لوقف تمويل وزارة العدل و«إف بي آي»..صفقة لبيع «مقلاع داود» إلى فنلندا بقيمة 344 مليون دولار..

التالي

أخبار سوريا..انفجار في السليمانية..وأنباء عن استهداف قائد «قسد»..موسكو تتحدث عن «عملية طويلة» في مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق..تلويح أميركي بـ «محاسبة» الأسد..في ذكرى هجوم خان شيخون الكيماوي..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,104,649

عدد الزوار: 6,752,955

المتواجدون الآن: 92