أخبار لبنان.... ميقاتي يؤكد إصرار حكومته على تطبيق «النأي بالنفس».. باسيل: لا حلّ في لبنان إلا بتغيير النظام أو تطويره..«حزب الله» يهاجم وزير الخارجية بسبب مطالبته روسيا بوقف الحرب.. بهاء الحريري: أؤيد «المبادرة الكويتية» ولم أنسّق مع دول الخليج لخوض الانتخابات..موقف لبنان من «الاجتياح الروسي لأوكرانيا» يكشف... «عورته» الديبلوماسية.. الحرب على أوكرانيا تهدّد لقمة العيش في لبنان.. فضل الله عن بيان «الخارجية»: ظنّنا أننا في دولة عضو في الحلف الأطلسي...باسيل يستعرض خريطة عمله ... وزير الثقافة الإيراني في بيروت...

تاريخ الإضافة الأحد 27 شباط 2022 - 4:36 ص    عدد الزيارات 1347    القسم محلية

        


وزير خارجية لبنان «يتحمّل» ردود الفعل على انتقاد الغزو الروسي لأوكرانيا...

البيان جاء بخلاف المسودّة التي أعدها بوحبيب... ومصادر نيابية تتحدث عن التخلي عنه...

الشرق الاوسط... بيروت: محمد شقير.... إحجام مجلس الوزراء عن إدراج البيان، الذي صدر عن وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب حول الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية على جدول أعمال جلسته المنعقدة عصر أول من أمس، من شأنه أن يضيف جرعة من الغموض على الموقف اللبناني، برغم أن بو حبيب قرر أن يأخذ ردود الفعل السلبية على ما ورد في البيان بصدره، بقوله: «أنا لابس درع قوّصوا عليي وحدي بموضوع البيان»، بذريعة أن لا مجال لتسليط الأضواء على أسرار الدولة التي يجب أن تبقى سرية، مع أنه أدى إلى إرباك معظم الوزراء، تحديداً الذين انتقدوا مضامينه في العلن، وإن بحياء، لخروجه عن الحياد وسياسة النأي بلبنان عن صراع المحاور الذي يدور في المنطقة. فإصرار الوزير بو حبيب على أن يتحمّل وحده ما ترتّب على البيان الذي أصدره من تداعيات تمثّلت باستياء موسكو منه، وهذا ما تبلّغه سفير لبنان لدى روسيا شوقي بو نصار من نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، وأيضاً الوزير بو حبيب من سفير روسيا لدى لبنان، لا يفي بالغرض المطلوب ولا يشفي غليل القيادة الروسية من خلال الاتصالات التي تولاها أكثر من مسؤول لبناني مع مسؤولين في الإدارة الروسية، وعلى رأسهم بوغدانوف. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وثيقة الصلة بدوائر القرار في الدولة اللبنانية بأن بو حبيب قرر أن يتحمل وحده العبء الذي أحدثه بيان وزارة الخارجية، وقدّم نفسه على أنه من أراد التضحية لحجب الأنظار عن المفاعيل السلبية الناجمة عن البيان الذي تضمّن عبارات أقل ما يقال فيها إنها تجاوزت الأصول الدبلوماسية المتّبعة في مخاطبة وزارة الخارجية للدول، أكانت شقيقة أو صديقة. وكشفت المصادر اللبنانية أن بو حبيب تُرك وحيداً «يقلّع شوكه بيديه»، مع أن من يقارن مسودة البيان الذي أعدّه شخصياً مع مضامين البيان بصيغته النهائية سرعان ما يكتشف وجود «قطبة مخفيّة» أتاحت لمن أراد بو حبيب أن يحميهم بصدره التدخّل لتعديله بتضمينه عبارات شديدة اللهجة ضد موسكو لم ترد على لسان كبار المسؤولين الأوروبيين الذين وقفوا سدّاً منيعاً في وجه الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية. ورأت المصادر نفسها أنه لم يسبق لوزير الخارجية أن أورد في البيانات الصادرة عن الوزارة عبارات شديدة اللهجة، وهو الدبلوماسي العريق، وسألت من تخلّى عنه فور اشتداد الحملات عليه: لماذا قرر هؤلاء تقديمه ضحية على مذبح العلاقات اللبنانية - الروسية بدلاً من أن يبادروا إلى احتضانه، ولو من باب التضامن الخجول لاستيعاب ردود الفعل؟... كما سألت: هل يجرؤ بو حبيب على إصدار البيان باسم وزارة الخارجية من دون أن يكلّف خاطره بالتشاور مع الذين يقفون على رأس الدولة؟ خصوصاً أن مجرد المقارنة بين ما أورده في بيانه وبين البيان الذي تلته مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة آمال مدلّلي حول موقف لبنان من الاجتياح الروسي، سيكتشف فوراً وجود تناقض في العمق بين البيانين، مع أن بو حبيب هو من أعطى التعليمات لها وهو على تشاور دائم معها. ولفتت إلى أن مجرد المقارنة بينهما لن يصدّق بأن بو حبيب تحدّث بلسانين، وأن هناك من تدخّل إصراراً منه على تعديل بيان الخارجية بما يُرضي الولايات المتحدة الأميركية أولاً ودول الاتحاد الأوروبي ثانياً، وإن كان هناك من حاول من وراء ظهره التواصل مع موسكو في محاولة لرأب الصدع وصولاً إلى التخفيف من امتعاضها. واعتبرت المصادر نفسها أن «حزب الله» دخل على خط السجال الدائر حول بيان بو حبيب، سواء من خلال وزير العمل المحسوب عليه مصطفى بيرم أو النائبين حسن فضل الله وإبراهيم الموسوي، وتوخّى من دخوله تسجيل موقف مناقض تماماً لبيان وزارة الخارجية تحت عنوان أنه أخرج لبنان عن حياده وسجّل خرقاً لسياسة النأي بالنفس التي تتبعها الحكومة اللبنانية. فـ«حزب الله» تناسى أو غاب عن باله، كما يقول مصدر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، أنه كان ولا يزال يستعصي على البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة التي تلتزم بتحييد لبنان عن الحرائق المشتعلة من حوله في المنطقة وتنأى به عن التدخّل في شؤون الدول، وهذا ما أدى إلى تصدّع العلاقات اللبنانية - العربية تحديداً الخليجية منها، ولم تفلح المحاولات التي تتولاّها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لإعادة بناء الثقة مع دول الخليج، مع أنها تقدّمت بمجموعة من الأفكار رداً على الورقة التي حملها وزير خارجية الكويت أحمد ناصر الصباح باسم الدول العربية والخليجية والمجتمع الدولي إلى لبنان لإصلاح ذات البين على خلفية ضرورة تصويب العلاقات وإخراجها من التأزُّم الذي لا يزال يحاصرها. وسأل المصدر في المعارضة «حزب الله» كيف يجمع بين الأضداد تحت سقف واحد، خصوصاً أنه مع النأي بالنفس حيال الاجتياح الروسي في مقابل الانقلاب عليه بكل ما يتعلق بعلاقات لبنان العربية، وقال إن الحزب يتّبع بلا أي تردد الانتقائية والاستنسابية في رسمه للإطار السياسي العام للنأي بالنفس والحياد؟..... وقال إن هذا الأمر ينسحب أيضاً على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي بادر للاتصال بالسفير الروسي لدى لبنان ليبلغه بأن لا علاقة له ببيان وزير الخارجية القريب من رئيس الجمهورية ميشال عون، وبالتالي فهو يتمسك بحياد لبنان وبسياسة النأي بالنفس، مع أنه من أصحاب «السوابق»، بحسب المصدر نفسه، في توفير الغطاء السياسي لحليفه «حزب الله» في اجتياحه لعلاقات لبنان بدول الخليج من جهة، وفي دفاعه، بلا أي تردّد، عن محور الممانعة بقيادة إيران، وإلا لماذا لم يحرّك ساكناً لدى تهديد الحزب للمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، أو لدى إعلان أمينه العام حسن نصر الله بأن لدى الحزب أكثر من 100 ألف مقاتل؟....... ولم يكتفِ باسيل بالتبرّؤ من بيان بو حبيب وقرّر إيفاد مستشاره للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد إلى موسكو للقاء بوغدانوف في مهمة خاصة تتجاوز الاعتذار إلى ترتيب أوضاعه خدمة لطموحاته الرئاسية، مع أنه أثناء تولّيه وزارة الخارجية كان وراء تدمير العلاقات اللبنانية - العربية. لذلك، فإن الحكومة تأمل في أن تتجاوب موسكو مع رغبة ميقاتي بطي صفحة ما ترتّب على بيان بو حبيب من ارتدادات سلبية وتتعامل معه على أنه أصبح من الماضي، وهذا ما أدى إلى وضع وزير الخارجية في دائرة «الاتهام» بتعكير العلاقات اللبنانية - الروسية، مع أنه «في فمه ماء»، لأن هناك من أدخل تعديلات على البيان بخلاف المسودّة التي أعدها، فيما تقرر سحبه من التداول في جلسة مجلس الوزراء، وإن كان بعض الوزراء، وهم قلائل جداً، أراد تسجيل مواقف اعتراضية، من دون أن يلقى هؤلاء أي دفاع عنه ولو من باب رفع العتب. وعليه، هل يبقى الكتمان يحيط بالجهة التي أدخلت التعديلات على بيان بو حبيب التي أُسقطت عليه بخلاف المسودّة التي أعدها؟ أم أنه يحرص على الإبقاء على أسرار الدولة بعيدة عن الأضواء؟ مع أنه لم يعد من سر بعد أن تبرّع وحيداً بتحمّل المسؤولية برغم أن مصادر نيابية تجزم بأن هناك من تخلى عنه لكنها ارتأت لنفسها عدم الدخول في التفاصيل.

لبنان: ميقاتي يؤكد إصرار حكومته على تطبيق «النأي بالنفس»

بيروت: «الشرق الأوسط».... أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إصرار حكومته على تطبيق سياسة النأي بالنفس، ودعا الدول العربية إلى الوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته لتحمل الأعباء، مؤكداً أنه كان وسيبقى جزءاً من العالم العربي. وجاء كلام ميقاتي خلال رعايته حفل تكريم الفائزين بـ«الجائزة العربية لأفضل أطروحة دكتوراه في العلوم القانونية والقضائية في الوطن العربي»، في حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ورئيس الدورة 37 لمجلس وزراء العدل العرب وزير العدل الجزائري عبد الرشيد طبي ووزير العدل الفلسطيني محمد شلالدة، ووزراء لبنانيين. وقال أبو الغيط إن «هذا الحفل ينظم انطلاقاً من مبادرة الأمانة العلمية لمجلس وزراء العدل العرب ممثلة بالمركز العربي للبحوث القانونية والقضائية وبمباركة المجلس الوزاري لإطلاق هذه الجائزة العربية في مجال القانون والقضاء، ونعتز بأن تحتضنه مدينة بيروت منارة العلم التي لا تألو جهداً في دعم وتأييد كل نشاط يثري العمل العربي المشترك في كافة مجالاته». من جهته، أكد ميقاتي أن «لبنان الذي كان وسيبقى جزءاً من العالم العربي، يعيش أزمة غير مسبوقة على كل المستويات، وتحاول حكومتنا حلها بكل الإمكانات المتاحة متكلة على دعم أشقائه العرب وأصدقائه في العالم، ومن غير الإنصاف تحميل وطننا ما لا طاقة عليه، ونحن ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهموا واقعنا جيداً، وأن يقفوا إلى جانبنا لتجنيب لبنان الأخطار ومساعدتنا على تحمل الأعباء التي فاقت قدراتنا». وتوجه إلى الإخوة العرب بالقول: «لبنان بحاجة إلى دعمكم ومؤازرتكم في هذه المرحلة بالذات، ليستعيد عافيته، ونحن واثقون بأنكم ستحملون معنا هذه الهواجس وستكونون المدافعين عنها في كل المحافل». وأضاف: «أدركنا منذ البداية أننا غير قادرين على الوقوف في خندق هنا أو على خط تماس هناك، فاعتمدنا سياسة النأي بالنفس تجاه أي خلاف عربي، ونصرّ على تطبيقه».

باسيل: لا حلّ في لبنان إلا بتغيير النظام أو تطويره

بيروت: «الشرق الأوسط»... رأى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أنه «لا حلّ إلا بتغيير النظام في لبنان أو تطويره»، متعهداً بالعمل على تطبيق وثيقة الوفاق الوطني وإقرار اللامركزية الإدارية، وذلك في مؤتمر إطلاق مشروع «وثيقة لبنان المدني» الذي نظمه التيار. وقال باسيل: «نحن جربنا كل شيء، من الإقصاء الكامل بين 1990 و2005. ثم الإقصاء عن الحكم بين 2005 و2008، ثم المشاركة في الحكم... والنتيجة أنه لا حل إلا بتغيير النظام أو تطويره، نحن مقتنعون بأن فشل الدولة سببه سوء النظام وبأن الحلول لأزماته تكمن في إصلاحه وليس بفسخ العقد الاجتماعي بيننا»، مشدداً على «أننا في التيار الوطني الحر مؤمنون بوحدة لبنان، وبأن الحياة معاً يجب أن تبقى خيار اللبنانيين وليس فقط قدرهم». وقال باسيل: «وطننا على مفترق حقيقي، ففشل النظام صار مصدراً للانحلال، أما إصلاحه فسيكون سبيلاً للنهوض ويستلزم وعياً وإرادة وعملاً مشتركاً، نحن في تيار سيادي لا نقبل أن يقرر الخارج مستقبل وطننا، وننبه اللبنانيين إلى أن الفشل في الاتفاق فيما بيننا على نظام قابل للحياة والنجاح، سيعطي الخارج ذريعة ليفرض علينا ما يرضيه وليس ما يرضينا وما يؤمن مصالحه وليس ما يؤمن مصالحنا». وردّ على منتقديه لجهة مطالبته بحقوق المسيحيين بالقول: «لقد أُخِذَ علينا أننا في النظام الطائفي المعمول به، كنّا متشددين في المطالبة بحقوق المسيحيين في الدولة وهذه حقيقة لا ننكرها، بل نتمسَّك بها لأنَّنا نتمسَّك بالشَّراكة الوطنية فيما سعى غيرنا في السابق إلى فسخ الشراكة بحجة تأمين الحقوق». وأضاف: «إن اقتناعنا بالشراكة يقودنا إلى التمسك بالحقوق طالما بقي النظام طائفياً، أمّا طموحنا فهو الانتقال من حقوق الطوائف إلى حُقوق المواطن لأننا أساساً تيار عابر للطوائف وطامح لتجاوز الطائفية وصولاً لإلغائها وتحقيق العلمنة بالفصل الكامل بين الأديان والدولة». وقال: «إننا جاهزون لذلك، ليس تحدياً وإنما عن اقتناع تام بأن المواطنة هي الخلاص».

«حزب الله» يهاجم وزير الخارجية بسبب مطالبته روسيا بوقف الحرب

بيروت: «الشرق الأوسط»..... هاجم «حزب الله» وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بوحبيب، على خلفية البيان الذي أصدره حول الأزمة الأوكرانية، إذ اتهمه النائب عن الحزب حسن فضل الله بـ«الانبطاح» و«حشر أنفه في صراع دولي وعالمي». وقال فضل الله في لقاء شعبي في جنوب لبنان أمس، إن «ما صدر عن وزارة الخارجية اللبنانية حول ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني، ولا عن موقف الدولة اللبنانية، لأن هذه الدولة لها مؤسسات لم تناقش مثل هذا الموقف، فهو لم يصدر عن مجلس الوزراء ولم يناقشه، وبحسب الدستور فإن من يعبر عن الموقف الرسمي هو الحكومة». وأضاف: «لكن وجدنا هناك من يخرق هذا الالتزام ويطلق موقفاً عبر وزارة الخارجية اللبنانية يحشر أنفه في صراع دولي وعالمي، كي يبيعه من خلال بيان صيغ بمفرداته ولغته بما هو مغاير عن غالبية مواقف الدول العربية، علماً بأننا لم نقرأ في غالبية المواقف العربية موقفاً مشابهاً لموقف الخارجية اللبنانية الذي فيه إدانة واستنكار ودعوة معينة وما إلى هنالك، إلى درجة ظننا أنفسنا أننا أصبحنا في دولة عضو في الحلف الأطلسي، وكأن لبنان دولة معنية مباشرة بهذه الحرب التي لها تداعياتها وأسبابها ونتائجها الكبيرة على المستوى العالمي». وسأل فضل الله: «لماذا لم ينتظروا جلسة مجلس الوزراء ليناقشوا هذا الأمر؟»، مضيفاً: «بدأنا نرى أن هناك جهات كثيرة تتبرأ منه، لأن مجلس الوزراء لم يكن لديه علم به»، وتابع: «مثل هذه المواقف الرسمية لن ترضي من يطلبون رضاهم، فهم يريقون ماء وجههم في بيع مواقف لن يحصلوا في مقابلها على شيء، فلم يأكلوا الخبز، ولم يحافظوا على كرامتهم، ولم يجدهم نفعاً بيع المواقف، ولن يحصلوا من هذا الانبطاح إلا على هدر كرامتهم وماء وجههم». وكانت وزارة الخارجية قد أدانت في بيان لها اجتياح الأراضي الأوكرانية داعية روسيا إلى «وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة مثلى لحل النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين ويسهم في تجنيب شعبي البلدين والقارة الأوروبية والعالم مآسي الحروب ولوعتها»، وهو ما لاقى انقساماً لبنانياً على اعتبار أنه لم يتم بحثه في مجلس الوزراء مع التأكيد على ضرورة التزام سياسة النأي بالنفس. وبعيداً عن السجالات السياسية الداخلية المرتبطة بالأزمة الأوكرانية، اتخذت الحكومة خطوة عملية باتجاه الرعايا اللبنانيين في أوكرانيا، حيث أعلن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب بعد اجتماع عقده مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه «تقرر تكليف الهيئة العليا للإغاثة إجلاء الرعايا اللبنانيين المقيمين في أوكرانيا والذين لجأوا إلى بولندا ورومانيا، جواً في موعد يحدد لاحقاً، ووفقاً لظروف ومعطيات يعلن عنها في حينه بالتشاور مع سفارات لبنان في أوكرانيا وبولندا ورومانيا». وقال: «تبين عدم وجود ممرات آمنة لتاريخه لمغادرة أوكرانيا، ولذلك ننصح اللبنانيين الموجودين فيها حالياً بالبقاء في أماكن آمنة إلى حين جلاء الأمور». أما بالنسبة إلى اللبنانيين الذين قرروا التوجه إلى المعابر الحدودية على مسؤوليتهم الشخصية، «فيطلب منهم اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر حفاظاً على سلامتهم».

بهاء الحريري: أؤيد «المبادرة الكويتية» ولم أنسّق مع دول الخليج لخوض الانتخابات

• «لا يوجد فراغ سني... وحزب الله يمثل الفشل والانكسار»

• «أؤيد نظاماً غير طائفي يركز على توفير الحلول للجميع»

• «العلاقات مع الدول العربية راسخة... أما تركيا فلا تواصل معها أبداً».

الجريدة... كتب الخبر ربيع كلاس... أعلن بهاء الحريري، نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري تأييده لـ «المبادرة الكويتية» ولكل الجهود التي تُبذل لمساعدة بلاده، نافياً حصوله على «ضوء أخضر عربي وخليجي» لخوضه الانتخابات البرلمانية المقبلة والمقرّرة في 15 مايو المقبل. وشدّد الحريري على أن «هذه الانتخابات يقرّرها الشعب اللبناني، لأن بلدهم على المحك»، داعياً إلى التركيز على الفوز في هذه الانتخابات والحصول على قادة جيدين في المجلس النيابي. وبينما نفى وجود أي فراغ على الساحة السنية، قال إنه يدعم حركة «سوا للبنان»، لأنها حركة سياسية غير طائفية تملك حلولاً حقيقية لتلبية احتياجات الشعب اللبناني، مؤكداً أنه يضع كل ثقته وطاقاته في هذا المجال. ورفض إصدار أي إعلانات عن المرشحين أو الحلفاء حالياً، داعياً الناس إلى النظر بجدية إلى الأشخاص الذين سيتم الإعلان عنهم الذين سيكونون من الوجوه الجديدة. وإذ وصف علاقته بشقيقه سعد «رئيس الوزراء السابق» بأنها «شأن خاص بيننا، ولطالما أحببته وسأبقى كذلك»، اعتبر أن «حزب الله يمثل الفشل والانكسار»، مشيراً إلى أن «لبنان يحتاج إلى ترتيب بيته قبل أن نتوقّع الدعم من الشركاء والحلفاء». وأوضح الحريري رداً على سؤال أن «على لبنان أن يكون بلداً صالحاً في العالم مرة أخرى، بلداً يمكن الاعتماد عليه لاحترام قواعد ومعايير المجتمع الدولي، ولبنان كان دائماً شريكاً جيداً وموثوقاً به دولياً حتى وقت قريب، أنا أؤمن بألا يكون لبنان ساحة معركة لصراعات الدول الأخرى، ويجب أن يكون محايداً ومكاناً يرحب بالجميع، ونحن ننتمي إلى الأمة العربية، ونحن بحاجة لأن نكون مرة أخرى ذلك الضوء الذي يسطع في الشرق الأوسط، لذلك نحن بحاجة إلى البدء أولاً بترتيب وتنظيم بيتنا الداخلي». وتساءل «لماذا يجب على أي دولة أو مؤسسة دولية تقديم الدعم المالي لنا طالما تتم مصادرته واستغلاله من المسؤولين الفاسدين؟». وتابع «أؤيد كل الجهود التي تُبذل لمساعدة لبنان، ولكن أي شخص يعتقد أنّ الحكومة الحالية، أو أي حكومة لبنانية مكونة من نفس الوجوه القديمة التي تقوم بنفس السياسات الفاشلة يمكنها أن تفعل أي شيء آخر غير تكرار أخطاء الماضي سيُصاب بخيبة أمل». أما بالنسبة لعلاقاته مع الدول العربية، فأشار الحريري إلى أنها «علاقات راسخة وتمتد لعقود»، في حين أكد أنه «لا يرتبط مع تركيا بأي علاقة، ولا يوجد أي تواصل معها».

منذ «المسار والمصير» مع سورية تتنقّل من حقلٍ وعِر إلى آخَر

موقف لبنان من «الاجتياح الروسي لأوكرانيا» يكشف... «عورته» الديبلوماسية

بيروت – «الراي»:

- بيان بو حبيب بين التنصّل ومحاباة واشنطن... وروسيا غاضبة

- وزير الخارجية اللبناني يردّ على منتقديه «لابِس درع»

- عون وباسيل نفضا اليد من بيان «وزيرهما» في الخارجية وحكومة ميقاتي لم تعدّله

- منذ 2020 وزير خارجية استقال اعتراضاً وثانٍ استُقيل

- تَهَوُّر السياسية الخارجية للبنان أحد أسباب تَدَهْوُر علاقاته مع الخليج

كشف موقف بيروت «المثير» من الحرب الروسية على أوكرانيا ملامح التخبّط في السياسة الخارجية اللبنانية منذ أن تولى رئيس الجمهورية ميشال عون مهماته، إذ لا تكاد «بلاد الأرز» تفلت من كبوة ديبلوماسية فادحة، حتى تقع في حفرة جديدة يصعب أن تخرج منها من دون آثار سلبية. خمسة ورزاء خارجية حتى الآن، جبران باسيل، ناصيف حتي، شربل وهبه والوزيرة بالوكالة زينة عكر، وعبدالله بو حبيب. ومع كلٍّ من هؤلاء، خطا لبنان خطوات ديبلوماسية متعثرة، ولعل استقالة حتي من الخارجية (اغسطس 2020) كانت أكثر الخطوات تعبيراً في رمزيّتها عن غياب سياسة خارجية واضحة ينتهجها لبنان. منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحربَ اللبنانية في 1990، كانت السياسة الخارجية في خدمة عنوان رئيسي يحكمها وهو تَلازُم المسارين بين لبنان وسورية في المؤتمرات الدولية والتعامل مع الشرعية الدولية. وكان موقف وزير الخارجية يعبّر تماماً عن السياسة التي اعتمدها عهدا الرئيسين الياس الهرواي واميل لحود تماهياً مع ما كانت ترسمه سياسة النظام السوري. وكان الوزراء المتعاقبون، فارس بويز والرئيس سليم الحص، محمود حمود وجان عبيد، يعكسون هذا الموقف الأقرب الى ما يرسمه وزراء خارجية سورية، من عبد الحليم خدام، الى فاروق الشرع ووليد المعلم. بعد العام 2005، وخروج الجيش السوري من لبنان على وهج «ثورة 14 مارس»، أصرّ الثنائي حزب الله وحركة أمل على تولي الوزارة محدّديْن سياسةً أقرب ما تكون استمراراً لِما سبق الانسحاب السوري، مع بعض الروتوشات التي تجمّل شكلاً الموقف من بعض القضايا الحساسة. فتولى الوزارة كل من فوزي صلوخ وعلي الشامي وعدنان منصور الذي وخلال ولايته في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي (بين 2011 و 2013) عارَضَ لبنان قرار وزراء الخارجية العرب بتعليق مشاركة سورية في اجتماعات الجامعة العربية. ومع حكومة الرئيس تمام سلام (فبراير 2014) التي سبقت الفراغ الرئاسي، أصر «التيار الوطني الحر» (حزب عون) على الحصول على حقيبة الخارجية، فتولاها الوزير جبران باسيل منذ 2014 وحتى 2020. ست سنوات بدت لباسيل وكأنها ولاية رئاسية، تمكّن خلالها من فرض إيقاعه على الوزارة، في التشكيلات الديبلوماسية وفي التعيينات الداخلية، وفي خلافه مع الرئيس نبيه بري حول بعض مهمات مديرياتٍ فيها. وباستمراره في موقعه بعد انتخاب الرئيس عون (31 اكتوبر 2016)، حفر باسيل لنفسه موقعاً في الاغتراب اللبناني وجولات عابرة للقارات وصل فيها إلى أقصى ما يمكن ان يصله وزير للخارجية، ونَسَجَ علاقاتٍ مع الديبلوماسية الغربية من دون أن ينجح تماماً في كسر الحلقة العربية تجاهه، ولاحقاً تجاه العهد. عام 2016، كان باسيل يمثّل لبنان في مؤتمر وزراء الخارجية العرب بعد تعرض السفارة والقنصلية السعودية لهجمات في طهران ومشهد. ورغم أن الحكومة اللبنانية بلسان الرئيس تمام سلام حينها دانت الهجمات، إلا أن باسيل لم يسِر بالإدانة وتحفّظ عن تصنيف الجامعة العربية «حزب الله» منظمة إرهابية وذلك بعد أسبوع من قرار مماثل اتخذه مجلس التعاون الخليجي. وقال باسيل حينها إن لبنان «يتحفظ عن ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي لأن هذا الأمر غير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب. وحزب الله هو حزب لبناني لديه تمثيل واسع ومكوّن أساسي في لبنان». وأضاف: «ندين الاعتداءات على بعثات السعودية في ايران، ونرفض وندين ونستنكر أي تدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، وكل ما هو مناقض له نرفضه، أما تصنيف حزب الله بالارهابي فهذا أمر آخَر». ورغم أن نتيجة هذا السلوك في أداء الديبلوماسية اللبنانية كان وقف السعودية العمل بالهبة العسكرية للبنان بقيمة 3 مليارات دولار، فقد ظلت سياسة بيروت الخارجية «باب رياح ساخنة» على «بلاد الأرز». وفي عام 2017 تحفّظ باسيل أيضاً عن بيانٍ للجامعة العربية اعتبر أنه لم يكن على المستوى المطلوب حول فلسطين ومبادرة السلام. وأمسك باسيل واقعياً بالسياسة الخارجية للعهد منذ ان انتُخب عون رئيساً، بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري. وبعد استقالة حكومة الحريري إثر تظاهرات 17 اكتوبر (2019)، وتأليف الرئيس حسان دياب الحكومة، أُسندت الخارجية الى الوزير ناصيف حتي، الآتي من تجربة ديبلوماسية خارجية وعربية ويتمتع بصدقية. وهو اختير لهذا المنصب في مرحلةٍ كانت عيون العالم منصبّة على لبنان للقيام بالإصلاحات ومحاربة الفساد. لكن سرعان ما اصطدم بحسابات العهد والتيار الوطني داخل الوزارة التي بقي الجهازُ الإداري والديبلوماسي فيها موالياً لباسيل. ولم يَمْضِ على تَسَلُّم حتي مهمته ستة أشهر حتى أعلن استقالته في 3 اغسطس 2020. وقال في بيان استقالته إنه قام بهذه الخطوة «لتعذُّر أداء مهامه في غياب إرادة فاعلة في تحقيق الاصلاح الهيكلي الشامل المطلوب»، لافتاً إلى أنه وجد في لبنان «أرباب عمل ومصالح متناقضة»، محذراً من انزلاق لبنان نحو دولة فاشلة. اختار الرئيس عون أحد المقرّبين من باسيل السفير شربل وهبه وزيراً للخارجية. وفي مايو 2021 أدلى وهبه بتصريحات (عبر قناة «الحرة») مسيئة للسعودية وأثارت ردّ فعل خليجياً غاضباً، بعدما بلغ رئيس الديبلوماسية اللبنانية ذروة التهوّر مستخدماً مصطلح البدو وكأنه إهانة للضيف السعودي ومتهماً دول الخليج بإرسال الدواعش إلى البلدان العربية. وتسببت عاصفة الغضب الخليجي - العربي بحملةٍ على العهد، فاضطر وهبه الى تقديم استقالته، بعدما حاول التيار الوطني التضحية به لمصلحة فتْح قنوات اتصال مع الدول العربية والتبروء منه. فسارع عون الى تعيين وزيرة الدفاع المحسوبة على العهد والحزب السوري القومي الاجتماعي وزيرةً للخارجية بالوكالة. وبعد شهر من تعيينها زارت زينة عكر دمشق على رأس وفد وزاري، وكانت الخطوة الفضيحة حين عقدت اجتماعاً مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد من دون وجود عَلَمٍ لبناني. وجرت تبريرات سورية ولبنانية تذرّعتْ بأخطاء بروتوكولية، لكن الواقعة حصلت أمام عدسات الكاميرات. ومع تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي (سبتمبر الماضي)، عُيِّن الإعلامي جورج قرداحي وزيراً للاعلام. ورغم أنه جاء من حصة تيار المردة، إلا أن كلامه حول حرب اليمن ودفاعه عن الحوثيين في وجه السعودية، أثار زوبعة سياسية كونه وزير في الحكومة، ولو أنه أدلى بكلامه قبل تعيينه. وحاول عون دفع قرداحي للاستقالة، لكن حزب الله والمردة لم يوافقا، فكانت لطخة جديدة في مسار الديبلوماسية اللبنانية انتهت بتدخلات فرنسية أسفرت عن استقالة قرداحي. ومع الحرب التي شنّها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، ساد التريث الداخلي، إلى أن جاء الموقف الرسمي الذي أصدرتْه وزارة الخارجية. فالوزير عبدالله بو حبيب السفير اللبناني السابق في واشنطن والمرتبط بعون، أعلن أنه يتحمل مسؤولية البيان المعارض لما وصفه بـ «اجتياح الأراضي الأوكرانية»، داعياً روسيا «إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين»، وعازياً هذا الموقف إلى «إيمان لبنان بوجوب حلّ كافة النزاعات التي قد تنشأ بين الدول بالوسائل السلمية، ومن خلال آليات الوساطة التي يلحظها القانون الدولي». لكن ما أن صدر البيان حتى بدأت ردود الفعل والأجواء تتسرّب حول خلفيات هذا الموقف المفاجىء. فبو حبيب لم يكن ليُصْدِر بياناً مماثلاً من دون موافقة القصر الجمهوري وباسيل عليه، رغم محاولة الطرفين التنصل ورمي موقف الإدانة على الرئيس ميقاتي. ورغم أن باسيل سعى لنفي أي صلة له بالبيان موضحاً للسفارة الروسية عدم علاقته وعون به، لكن النفي لم يمنع الأجواء المتداولة عن أن رئيس التيار الوطني «غطى» هذا البيان في سياق تقديم أوراق اعتماد لأوروبا وواشنطن، علماً أن أحد ممولي ومستشاري باسيل وعون، أي النائب السابق أمل ابو زيد هو موفد رئيس الجمهورية لدى روسيا، التي أغضبتْها المواقف اللبنانية الرسمية، بذريعة أن موسكو وقفت دائماً الى جانب لبنان ولم تتدخل في شؤونه. وجاء بيان السفارة الروسية في بيروت مدجَّجاً بالمعاني البارزة في معرض الإعراب عن «الدهشة» من بيان الخارجية اللبنانية، معتبرةً أن الأخيرة خالفت «سياسة النأي بالنفس» واتّخذت «طرفاً ضدّ طرف آخر»، ما عكس أن موسكو فوجئت بالموقف اللبناني الذي وللمفارقة لم يَصدر عن مجلس الوزراء (في جلسته الجمعة)، أي موقف معاكِس أو بالحدّ الأدنى يتبنى أو يعدل بيان بو حبيب الذي أعلن «أنا لابِس درع، قوّصوا عليي وحدي بموضوع البيان» وذلك رداً على اعتبار أحد وزراء الثنائي الشيعي ما قام به الأخير مخالفاً «لمبدأ الحياد الذي أعلنته الحكومة اللبنانية، فضلاً عن عدم التشاور في ذلك وتحميل لبنان تبعات الدخول في مثل هذا النزاع ذي الأبعاد الخطيرة». وإذ حاولت الرئاسة اللبنانية إعطاء تفسيرات لموقف الخارجية الذي تحدث باسم «لبنان» ونفي علاقتها به، إلا أن «بلاد الأرز» ستكون أمام مسؤولية اتخاذ موقف رسمي موحد في الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيال أي قرار يتخذه مجلس الأمن ضد روسيا، وخصوصاً بعد طلب فرنسا وألمانيا ذلك من وزير الخارجية، إذ حينها لن يكون للزواريب الداخلية وحسابات الرئاسة مكان. ويُذكر أن سفارة اوكرانيا في بيروت استضافت (الجمعة) «اجتماعاً مع سفراء مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي في لبنان، الذين حضروا للتعبير عن تضامنهم ودعمهم للشعب الأوكراني في قتاله ضد العدوان الروسي». وبحسب بيان السفارة فقد أعرب المجتمعون «عن استعداد قيادات بلادهم لمد يد المساعدة المالية والإنسانية لأوكرانيا التي تحمي القيم الأوروبية حالياً من العدو الشرقي. وأشادوا ببيان الخارجية اللبنانية الصادر في 24 فبراير 2022 في شأن العدوان الروسي على أوكرانيا، والذي يدين غزو الأراضي الأوكرانية ويدعو روسيا إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وسحب قواتها والعودة إلى منطق الحوار»...

الحكومة «تكتشف»: مخزون القمح يكفي لشهر واحد

الحرب على أوكرانيا تهدّد لقمة العيش في لبنان

بيروت - «الراي»:.... سريعاً، لفحت الرياحُ الساخنةُ للحرب الأوكرانية لقمةَ عيشِ المقيمين في لبنان، بعدما اكتشفت حكومته، «على حين غرّة»، أن إهراءات القمح تدمّرت تماماً بفعل الانفجار الهائل في مرفأ بيروت قبل نحو 19 شهراً وأن المخزون الاستراتيجي لهذه المادة الأساسية يكفي لشهر واحد، وذلك وسط قلق عارم من فقدان الخبز كسلعةٍ أساسية لا تزال تقي مذلة الجوع عن نحو 85 في المئة من سكانه وضيوفهم من سوريين وفلسطينيين. وإذ يؤكد وزير الاقتصاد أمين سلام أن لبنان يستورد ما نسبته 50 الى 60 في المئة من القمح من أوكرانيا، والباقي من روسيا ورومانيا وبعض بلدان الجوار وان «العقوبات على روسيا يمكن ان تصعب علينا إمكان اللجوء الى أسواق أخرى لاستيراد القمح»، لم يفته التنويه لاحتمال ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والزيوت بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مع ما سيتركه ذلك من تداعيات أيضاً على أسعار السلع. وليس من المستغرَب، بحسب مصادر اقتصادية متابعة، وقوع لبنان في شرك منهجية المماطلة والتسويف التي يصح اعتمادها كعنوانٍ عريضٍ لمجمل أداء الدولة وسلطاتها المركزية. فبمعزل عن الذرائع الضعيفة التي تسوّقها الحكومة ووزير الاقتصاد لتبرير التأخير وعدم تسريع إقرار تخصيص اعتمادات مالية وطلب التغطية من مصرف لبنان لاستيراد كميات من القمح من خلال أسواق أخرى، فإن ما يتم التغافل عنه عمداً هو حقيقة القرع المبكر لطبول الحرب ومسارعة غالبية الدول المستوردة للقمح والزيوت والحديد من أوكرانيا إلى اتخاذ اجراءات احتياطية متدرّجة عبر زيادة المخزون والتعاقد مع دول مصدّرة بديلة. وتلفت المصادر إلى الترقبات المسبقة لارتفاع أسعار السلع الحيوية وبشكل أساسي النفط والحبوب والزيوت والمعادن، في حال تنفيذ روسيا لتهديداتها بغزو اوكرانيا، وهي الترقبات الني أوجبت التحسب عالمياً ومن غالبية الأسواق حتى في الدول الغنية باحتياطاتها ومواردها، فكيف يمكن للبنان الغارق بأزماته النقدية والمالية أن يتردد في زيادة المخزون من القمح الذي يستمر البنك المركزي بدعم مستورداته بسعر 1515 ليرة لكل دولار، فيما تبلغ التغطية التامة لسنة كاملة نحو 120 مليون دولار؟ أي أنه كان بإمكان الحكومة التصرف بربع هذا المبلغ لتكوين احتياطي لمدة ثلاثة أشهر. أما في شأن تعذُّر التخزين بسبب دمار الاهراءات، فتشير المصادر إلى وجود مستودعات طوارىء يمكن تأهيلها والعمل بسرعة على تلبية المعايير الأساسية لسلامة التخزين قبيل استخدامها، وذلك على غرار منشآت المدينة الرياضية في بيروت والتي تم استعمالها سابقاً لتخزين بضعة آلاف أطنان من هِبة الطحين العراقي عقب انفجار المرفأ. علماً أن فارق سعر القمح قبل الحرب وبعدها يكفل تغطية أي مصاريف إضافية، حيث أكد تجمع المطاحن «ان الحرب والأحداث التي تشهدها اوكرانيا التي تُعتبر المصدر الرئيسي لمادة القمح، أدت إلى إلغاء كل صفقات بيع القمح بسبب القوة القاهرة، ما أدى الى ارتفاع سعر طن القمح بما بين 45 و50 دولاراً أميركياً». وأكد وزير الاقتصاد في مؤتمر صحافي أنه «إذا تطوّرت هذه الظروف وتوقف سوق القمح، نستطيع أن نستهلك لمدة شهر وبعدها ينتهي المخزون الاحتياطي، وبالتالي من المهم جداً أخذ هذا المنحى بغاية من الأهمية. والنموذج عندنا واضح في عدم وجود إهراءات في لبنان لتخزين القمح. ونحن نستورد القمح بحسب حاجتنا، والكميات الموجودة لدينا تكفينا لشهر واحد فقط، لأنها تخزَّن عند المطاحن ولا يوجد مخزون احتياطي وطني اليوم من دون إهراءات، وبالتالي مشروع إعادة الإعمار من ضمن الأمن الغذائي هو مطلب ضروري لحماية الأمن الغذائي الوطني ». ورداً على سؤال حول التأخير في اتخاذ الاجراءات التحوطية، قال سلام «إن موضوع تأمين القمح لم يُطرح اليوم. فنحن بدأنا معالجته منذ المرحلة الأولى لتشكيل الحكومة، ومنذ تسلّمنا وزارة الاقتصاد بدأنا البحث مع دول أخرى لاستيراد القمح، وكان علينا مسؤولية إيجاد حلول لأن المطاحن كانت عاجزة عن التخزين لكميات أكثر من قدرتها. لدينا نحو 12 مطحنة، وللمطحنة قدرة استيعابية معينة تستطيع تخزين مخزون شهر فقط. ونحن نحتاج بين 40 و50 الف طن شهرياً لتغطية حاجة السوق المحلية، وخلال فترة الاستهلاك نطلب بواخر جديدة لتصل قبل نفاد الكميات الموجودة. وهذه الآلية تتم من قبل وزارة الاقتصاد لأنها تعطي أوامر السماح بدخول واستيراد القمح بالتنسيق مع مصرف لبنان، الذي يدعم القمح بنسبة مئة في المئة».

ازدواجية في مواقف ميقاتي: «تحيّزٌ» في السر... و«حيادٌ» في العلن...

الاخبار... يتحدّث رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، عن سياسة النأي بالنفس، وكأنّ شخصاً آخر سواه تدخّل لدى وزارة الخارجية وطلب إدانة «الاجتياح الروسي» لأوكرانيا. ميقاتي، وفي كلمة له خلال تكريم الفائزين بالجائزة العربية لأفضل أطروحة دكتوراه في العلوم القانونية والقضائية في الوطن العربي، لم يكتف بالتشديد أمام «الأشقاء العرب» على اعتماد لبنان سياسة النأي بالنفس، بل تجاوز ذلك إلى التأكيد أنّ لبنان غير قادر «على الوقوف في خندق هنا أو على خط تماس هناك». وهنا لا بدّ من التذكير بالرواية التي حصلت عليها «الأخبار» من مصادر عدة، وتقاطعت عند إصرار ميقاتي على تضمين بيان وزارة الخارجية حول ما يحصل في أوكرانيا عبارة «الاجتياح الروسي»، بطلب مباشر من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، ما يتعارض حتماً مع سياسة النأي بالنفس التي يتحدّث عنها ميقاتي نفسه. وقال ميقاتي، في كلمته، إنّه «من غير الإنصاف تحميل وطننا ما لا طاقة عليه، ونحن ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهّموا واقعنا جيداً وأن يقفوا إلى جانبنا لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدتنا على تحمّل الأعباء التي فاقت قدراتنا». وناشد «الأخوة العرب» قائلاً إنّ لبنان «بحاجة إلى دعمكم ومؤازرتكم في هذه المرحلة بالذات ليستعيد عافيته»، معتبراً أنّ «عقد هذا اللقاء في عاصمتنا في هذا الظرف بالذات هو تأكيد متجدد على إيمانكم بلبنان الدور والرسالة وبالقيم التي يجسدها». ورأى أنّ «لبنان يعيش أزمة غير مسبوقة على كلّ المستويات وتحاول حكومتنا حلّها بكل الإمكانات المتاحة متّكلة على دعم أشقائه العرب وأصدقائه في العالم». وقال: «أدركنا في لبنان منذ البداية أننا غير قادرين على الوقوف في خندق هنا أو على خط تماس هناك، ولهذا اعتمدنا سياسة النأي بالنفس تجاه أيّ خلاف عربي ونصرّ على تطبيقها والخاسر في كلّ خلاف أو نزاع هو عالمنا العربي، والتقاتل لن يوصل إلى رابح وخاسر». ميقاتي استقبل صباح اليوم في السرايا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في حضور الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي.

فضل الله عن بيان «الخارجية»: ظنّنا أننا في دولة عضو في الحلف الأطلسي...

الاخبار.. رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب حسن فضل الله، أنّ ما صدر عن وزارة الخارجية اللبنانية حول ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا لا يعبّر عن موقف الشعب اللبناني، ولا عن موقف الدولة اللبنانية. وقال، خلال لقاء حواري شعبي في بلدة برعشيت، إنّ «الدولة لها مؤسّسات لم تناقش مثل هذا الموقف، فهو لم يصدر عن مجلس الوزراء ولم يناقشه، وبحسب الدستور فإنّ من يعبّر عن الموقف الرسمي هو الحكومة، ولكن وجدنا أنّ هناك من يخرق هذا الالتزام ويطلق موقفاً عبر وزارة الخارجية اللبنانية يحشر أنفه في صراع دولي وعالمي، كي يبيعه من خلال بيان صيغ بمفرداته ولغته بما هو مغاير عن غالبية مواقف الدول العربية، علماً أننا لم نقرأ في غالبية المواقف العربية موقفاً مشابهاً لموقف الخارجية اللبنانية الذي فيه إدانة واستنكار ودعوة معينة وما إلى هنالك، إلى درجة ظنّنا أنفسنا أننا أصبحنا في دولة عضو في الحلف الأطلسي، وكأنّ لبنان دولة معنية مباشرة بهذه الحرب التي لها تداعياتها وأسبابها ونتائجها الكبيرة على المستوى العالمي». وسأل فضل الله: «لماذا لم ينتظروا جلسة مجلس الوزراء ليناقشوا هذا الأمر، ويستمعوا إلى الآراء والمواقف، وبدأنا نرى أنّ هناك جهات كثيرة تتبرأ منه، لأنّ مجلس الوزراء لم يكن لديه علم به». وأضاف أنّ «مثل هذه المواقف الرسمية لن ترضي من يطلبون رضاهم»، معتبراً أنّهم «لن يحصلوا من هذا الانبطاح إلا على هدر كرامتهم وماء وجههم». ولفت إلى أنّ «البعض في لبنان لا يزال يراهن على أوهام التبني والدعم الأميركي، ولم يتعلم من كل التجارب الماضية، وعليه، فإنّنا ننصح هؤلاء رغم أنهم في موقع الخصومة السياسية لنا، بأن يتابعوا ما يجري في أوكرانيا، ويطلعوا على حقيقة الموقف الأميركي وموقف الحلف الأطلسي وموقف الدول الأوروبية، وأن يستمعوا إلى استجداء الرئيس الأوكراني لهؤلاء الذين حرّضوه ودفعوه إلى هذا الخيار، ثم تركوه يواجه مصيره، وتخلوا عنه، لأن الإدارة الأميركية تمارس سياسة التحريض وترفع سلاح العقوبات، بينما بايدن يقول لن نقاتل عن أحد ويترك المراهنين عليه ويتفرج عليهم، وهذا ما فعلوه تماما في لبنان».ورأى أنّ «الذين يراهنون ويتوهّمون في لبنان أنهم يستطيعون أن يستندوا إلى الدعم الأميركي لإحداث تغيير سياسي، إنما يعيشون في أضعاث أحلام، فأميركا قد تتخلّى عنهم في أي لحظة، وبالتالي فإننّا ندعوهم إلى أن يعودوا إلى لبنانيتهم وانتمائهم الوطني، وإلى شركائهم في الوطن، وأن لا يراهنوا مرة أخرى على الإدارة الأميركية، وحتى هذه الجمعيات التي تفرخها هذه الإدارة في لبنان من أجل أن تخوض الانتخابات، لن تستطيع أن تحقق ما تصبو إليه». وأشار إلى أنّ «ما يحصل في بلدنا اليوم هو تحريض أميركي للبنانيين بعضهم ضد بعض، ومحاولة استغلال الوضع الاقتصادي والمالي والدخول عليه من خلال الحصار كي تحقّق الإدارة الأميركية مكاسب سياسية، وعندما لا تحصل على ما تريده من الانتخابات النيابية تغيّر موقفها وتبيع جماعتها كما فعلت في أوكرانيا».

باسيل يستعرض خريطة عمله في «مجلس النواب المقبل»: همّي ترسيخ الدولة المدنية

الاخبار... عرض رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، خريطة عمله في مجلس النواب المقبل، وقال إنّ «همّه» سيكون ترسيخ الدولة المدنيَة، ورأى أنّ فشل الدولة سببه سوء النظام، معتبراً أن لا حلّ إلا بتغييره أو تطويره وإصلاحه وليس بفسخ العقد الاجتماعي بين اللبنانيين. وقال باسيل، في مؤتمر إطلاق مشروع وثيقة «لبنان المدني»، إنّ التيار الوطني الحر يملك مقترحاً «نضعه أمام اللبنانيين وندعو إلى حوار حوله»، وحصر «همّه» بسبعة محاور، تقوم على «العمل على سدّ الثَّغَرات في الدستور، استكمال تطبيق وثيقة الوفاق الوطني وتطويرها، العمل على إقرار القانون المدني الموحّد للأحوال الشخصية، إقرار قانون اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة ليصبح للبنان نظام إداري ومالي عادل وفعّال، إقرار قانون انتخابات نيابية على أساس النسبية في الدوائر الموسّعة مع تحديد برنامج زمني للخروج من القيد الطائفي، إنشاء مجلس للشيوخ يتمّ انتخابه وفقاً للتمثيل المذهبي وتكون صلاحياته متصلة بالمسائل ذات الطابع الكياني والمرتبطة بخصوصيات المكوّنات ويجوز لنا هنا التفكير جدياً بانتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب على دورتين للحفاظ على خصوصية الموقع ورمزيته وتمثيله للبنانيين كافة، والعمل على إنشاء صندوق إئتماني يملك ويدير أصول الدولة بمشاركة القطاع الخاص من دون المسّ بحق الدولة السيادي». وأشار إلى أنّنا «ننطلق في مشروعنا، في محاوره السبعة، من وثيقة الوفاق الوطني التي كنا خارجها ولكننا ارتضيناها دستوراً». ورأى باسيل أنّ الانهيار المالي الحاصل يشكّل «مؤشراً خطيراً إلى إنهيار بُنْيوي في النظام بمستوياته الأخلاقية والسياسية وبخياراته الاقتصادية والمالية، وما أزمة تهريب أموال اللبنانيين إلى الخارج ورفض استعادتها وسرقة أموال المودعين ورفض محاسبة المرتكبين سوى دليل على أكبر انحطاط أخلاقي شهده لبنان». وقال: «نحن تيار سيادي لا نقبل أن يقرّر الخارج مستقبل وطننا، وننبّه اللبنانيين إلى أنّ الفشل في الاتفاق في ما بيننا على نظام قابل للحياة والنجاح سيعطي للخارج ذريعة ليفرض علينا ما يرضيه وليس ما يرضينا وما يؤمّن مصالحه وليس ما يؤمّن مصالحنا». ولفت إلى أنّ «نحو لبنان المدني» هو «عنوان نضالنا في المرحلة الآتية، ونريد الانتخابات النيابية استفتاء عليه، على بناء المواطنة وعلى الخيارات الاقتصادية والمالية المطلوبة للانتقال من نظام الريع والمضاربة إلى الاقتصاد المنتج، ومن نموذج الاستدانة المكلفة للاستهلاك إلى الاستثمار المربح للإنتاج».

وزير الثقافة الإيراني في بيروت

الاخبار.. وصل وزير الثقافة والإرشاد الإيراني، مهدي اسماعيلي، اليوم إلى مطار بيروت الدولي، على رأس وفد إيراني للمشاركة في افتتاح «أيام الفجر الثقافية» في لبنان. واستقبله في المطار وزير الثقافة، محمد المرتضى، وسفير إيران لدى لبنان، محمد جلال فيروزنيا.

 



السابق

أخبار وتقارير.. ما هو نظام «سويفت»؟...مصارف صينية تحدّ من التمويل لشراء المواد الروسية خوفاً من العقوبات...القطاع المالي محور استراتيجية الغرب لـ«محاصرة» روسيا بعد غزو أوكرانيا..«سيف القمح» على رقبة الشرق الأوسط..الأسواق العالمية تلعق «جراح الغزو» بـ«تصيّد الفرص».. «حرب تضخم» تحكم المواجهة الغربية ـ الروسية.. «تجارة السلع» تنجو من المعركة..طيار غامض "يدمر" المقاتلات الروسية.. ما حقيقة "شبح كييف"؟.. "استراتيجية جديدة" من القوات الأوكرانية لمنع الروس من الوصول إلى كييف... لهذا السبب تحتاج الولايات المتحدة إلى السعودية للضغط على بوتين.. "اذهبوا للجحيم".. تسجيل لموقف بطولي من حرس الحدود الأوكراني.. تعطل الموقع الرسمي للكرملين على شبكة الإنترنت..

التالي

أخبار سوريا... الحرب الأوكرانية تشغل قوات روسيا في سوريا...القطاع الصحي السوري ينزف أطباءه.. تركيا تضع خطة جديدة لتخفيف مشاعر العداء ضد السوريين.."حزب الله" في قلب التعاون بين قاعدة التنف الأميركية وحزب "اللواء السوري"..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,172,788

عدد الزوار: 6,758,802

المتواجدون الآن: 129