أخبار لبنان.. إسرائيل تخترق مخازن «حزب الله» وتترك رسائل في داخلها..علاقة فرنسا - «حزب الله» تحطّ على رصيف حاويات مرفأ بيروت... القضاء المنقسم ينتظر قانون استقلاليته.. وغضب أهالي شهداء المرفأ مرشّح للتصعيد... برّي يترقب نهاية "جائحة" العهد..إيران تدعو إلى دعم دولي لاستقرار لبنان دون تدخل في سياساته...صفي الدين: سنبني «لبنان الجديد»... ونكنِس الأميركيين وأزلامهم...مصارف لبنان تقفل عشرات الفروع..زعامات المناطق اللبنانية يلتحقون بقوائم الأحزاب.. «الكتائب اللبنانية» يطلق ماكينته الانتخابية... جعجع: نخوض معركة إنقاذ لبنان..مصير الانتخابات بين السنّة!.. مرضى السرطان في لبنان يموتون في منازلهم..اسرائيل ترغب: يخسر أصدقاء حزب الله المسيحيون ويربح أصدقاؤنا..

تاريخ الإضافة الإثنين 21 شباط 2022 - 3:44 ص    عدد الزيارات 1518    القسم محلية

        


إسرائيل تخترق مخازن «حزب الله» وتترك رسائل في داخلها..

الراي... | كتب علي العنزي |... قالت مصادر ديبلوماسية أميركية لـ «الراي» إن إسرائيل قامت أخيراً بعمليات أمنية تخريبية وتَجَسُّسية داخل الأراضي اللبنانية استهدفتْ مواقع حساسة لـ«حزب الله» استطاعتْ خلالها تدمير منشآت سرية في الداخل ومصادرة معلومات مهمة تتعلق ببرنامج الحزب التسلّحي وأماكن ومراكز متعددة، وبكيفية التواصل والمراسَلة بين الوحدات القتالية. وقد خرج الأسبوع الماضي الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مهدِّداً إسرائيل بـ«أنصارية 2» في تذكيرٍ بالعملية التي قام بها كوماندوس إسرائيلي في سبتمبر 1997 حيث وقعت القوة الخاصة من وحدة النخبة في سلاح البحرية «شييطت 13» في فخ ألغام قُتل فيه 12 جندياً وضابطاً، واستطاع «حزب الله» الحصول على عدد من أشلاء الجنود تُركت في أرض قرية انصارية الجنوبية ما سمح بمبادلتها مع عدد كبير من السجناء والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية. واعترفت اسرائيل بأن القوات الخاصة تعرّضت لكمين لم يكن عَرَضياً بل مخططاً له مسبقاً بناءً على معلومات دقيقة تمكّن «حزب الله» من الحصول عليها من مقاطع من المسيَّرات الإسرائيلية التي صوّرت المكان مرات عدة قبل العملية، ما أتاح لرئاسة الأركان التابعة لحزب الله تحضير الكمين مسبقاً واستنتاج مسار وحدة النخبة التي تَقَدَّمت إلى بلدة انصارية لاعتقال قائد من الحزب. وتقول المصادر الديبلوماسية الأميركية لـ«الراي» إن وحدات من قوات النخبة الإسرائيلية قامت في الأشهر الأخيرة بعملياتٍ في مناطق عدة في لبنان ودخلت مراكز تابعة لـ«حزب الله». وقد تركت هذه القوات رسائل للحزب تدعوه لتفكيك محتويات معامل التصنيع. وفي مراكز أخرى قامت بترْك بصمات تخريبية لمحتويات المكان، وفي نقاط أخرى تمكّنت من الحصول على معلومات ثمينة جداً كشفت العديد من القدرات ووسائل الاتصال والتصنيع ومعلومات استخبارية أخرى تُعتبر ثمينة جداً بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية. ويعني تهديد الأمين العام لـ «حزب الله» في إطلالته الأخيرة بـ «أنصارية 2» أن قواته ستنصب كمائن للقوات الإسرائيلية التي استطاعت التسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية. واستطاع «حزب الله» – بحسب المعلومات الخاصة – القبض على أحد العملاء الذين يعملون لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية وكان التقى بضباط إسرائيليين في أماكن متفرّقة من العالم، وأرشدهم إلى مواقع مهمة سرية للحزب وللقوات التابعة للحرس الثوري الإيراني في سورية. وتقول المعلومات إن إسرائيل لا تزال تنشط في تجنيد العملاء لمصلحة أجهزتها الاستخبارية وأن عدداً لا يُستهان به من العملاء تطوّعوا بأنفسهم للعمل ضد «حزب الله» وإيران في لبنان وسورية. وبالتالي فإن الحرب الاستخباراتية لن تتوقف أبداً. وهذا ما يؤكده إرسال «حزب الله» مسيَّرة «حسان» التي قطعت مسافة عشرات الكيلومترات ولمدة 40 دقيقة لتحلّق في الأجواء الإسرائيلية وتعود من دون أن تتمكّن «القبة الحديدية» من إسقاطها. وهذه العملية التي أربكت إسرائيل تُعدّ رداً على الخروق الاستخباراتية التي قامت بها وحدات النخبة الإسرائيلية والتي أغضبت وأربكت «حزب الله» ليختار الردّ بالطريقة «المسيَّرة».

«الراي» تضيء على الصفقة الاقتصادية بـ «غلاف» سياسي

علاقة فرنسا - «حزب الله» تحطّ على رصيف حاويات مرفأ بيروت

مرفأ بيروت المُدمّر... علاقة فرنسا - «حزب الله» تحطّ على رصيف حاوياته

| بيروت - «الراي» |

- لودريان إلى بيروت «قريباً جداً»

- السعودية «نحتاج لرؤية قيادة جَماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها»

- عبداللهيان التقى ميقاتي ودعا جميع الدول «لدعم استقرار لبنان من دون تدخل أي بلد بسياساته الداخلية»

حَجَبَ غبارُ معركةِ «تَكسير العظام» القضائية - السياسية التي يخوضها فريق رئيس الجمهورية ميشال عون على جبهة ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتي تمدّدت إلى حدّ ملاحقة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، التطورَ البارز الذي شكّله تلزيم شركة cma –cgm الفرنسية العالمية إدارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في مرفأ بيروت لمدة 10 سنوات، قبل أن يساهم الحدَث الأوكراني الساخن والرياح الانفراجية التي تهبّ على مفاوضات النووي الإيراني في المزيد من احتجابِ أبعاد هذا العنوان البوليتيكو - اقتصادي. وعشية أسبوعٍ لبناني «مشحونٍ» بتداعياتِ بلوغ ملف سلامة ذروة التدافع الخشن الذي جرّ القضاء والأمن إلى حلبة «المصارعات السياسية»، وفيما تضجّ الكواليس بمحاولاتٍ لاستشراف تأثيراتِ ما بعد الإحياء المرجّح للاتفاق النووي على مجمل رقعة الشطرنج الإقليمية بما فيها اللوحة اللبنانية التي «حجزتْها» إيران - بقوة الوقائع التي فرضتْها تباعاً عبر «حزب الله» - كأكثر أوراقها الـ «ما فوق أي تَبادُل بين الساحات»، قاربتْ أوساط مطلعة تلزيم محطة الحاويات في المرفأ للشركة الفرنسية التي يملكها رجل الأعمال اللبناني رودولوف سعادة (نجل قطب رجل الأعمال في الميدان البحري جاك سعادة) والتي تتولى صيانة وإدارة مجموعة من المرافئ في العالم، من زاويةٍ «ما فوق اقتصادية» نظراً لـ «شبكة ارتباطاتٍ» لهذا العقد تطلّ على اللحظة السياسية المحلية والإقليمية بتعقيداتها كما مقتضياتها. وتنطلق هذه الأوساط في توصيف الأهمية التي انطوى عليها «أصل» تلزيم محطة الحاويات، من أن الأمر يتعلق بمرفأ بيروت الذي أطاح به الانفجار الهيروشيمي الذي دمّر نصف العاصمة في 4 أغسطس 2020، ما يجعل أي صفقة تتعلق بالمرفأ تنصبّ عليها الأنظار، ولا سيما أن التحقيقات في الملف لا تزال معلَّقة بفعل التدخلات السياسية في القضاء وزرْع أفخاخ بطريق عمل كبير المحققين طارق بيطار، فيما أهالي الضحايا لا يزالون ينتظرون نتائج التحقيق لتحديد المسؤولياتِ، وسط طرْح بعض القوى السياسية في الأيام الأخيرة تساؤلاتٍ حول العلاقة بين طمس الحقيقة وبدء تلزيم المرفأ لإعماره تدريجاً، بحيث يكون مقدمة لطي ملف التحقيق بالانفجار. ولاحظت الأوساط أنه ما أن انتشر خبر التلزيم، حتى بدأ الكلام عن صفقة سياسية بين باريس وحزب الله، انطلاقاً من كون وزير الأشغال علي حمية محسوباً على الحزب ويحمل جنسية فرنسا ودرس في جامعاتها وعمل فيها، واختياره «على أنقاض» المبادرة الفرنسية التي كانت انطلقت على أساس تشكيل حكومة اختصاصيين أثار تكهنات حول كونه صلة وصل بين الضاحية الجنوبية وباريس. علماً أن حمية كان قام بزيارة رسمية لفرنسا قبل نحو شهر من الإعلان عن الصفقة، وجال في مرفأ مرسيليا حيث استقبله رئيس cma –cgm ردولوف سعادة، واطلع بحسب بيان الوزارة على المخطط التوجيهي الذي أعدّته نائبة رئيس مرفأ مرسيليا لمرفأ بيروت بعد 4 أغسطس. وبعيد إعلان التلزيم، أثيرت شكوك حول اذا كانت جرت مناقصة فعلية أم أن التلزيم تم بناء على صفقة سياسية واتُفق عليها بالتراضي. لكن حمية خرج بتصريحات عدة أكد فيها أن المناقصة حصلت على موافقة إدارة المناقصات وفق القوانين، وان الشركة استوفت الشروط وستسدد للبنان 20 مليون دولار من أصل 33 مليوناً عن فترة سنتين. على أن ما جرى من تأويلات حول المناقصة أو التلزيم بالتراضي، لا يلغي حيثيات ما جرى في فرنسا، لأن كل ما أحاط بزيارة حمية في ما خص الشق المتعلق بالمرفأ، بدا وكأنه مقدمة لإعلان الصفقة مع الشركة الفرنسية، عبر وزير الأشغال المحسوب على «حزب الله». وفي سياق متصل، كان واضحاً الاهتمام الاعلامي العالمي ليس بحجم الصفقة بل بمجرد حدوثها، خصوصاً أنه بعد انفجار المرفأ تسابقت عدة شركات صينية وألمانية وفرنسية وروسية على إعمار المرفأ. وقد نشطت ألمانيا على تقديم نموذج واسع الأهداف من أجل الحصول على حق العمل فيه. وفي الوقت نفسه فإن شركة سعادة قدمت بحسب ما أُعلن بعد أشهر من الانفجار، مشروعاً متكاملاً على ثلاث مراحل لإعادة إعمار المرفأ وتوسيعه وتطويره، وقُدرت قيمة المرحلتين الأولى والثانية بما بين 400 إلى 600 مليون دولار. ولا تدخل الصفقة الحالية في مشروع إعادة إعمار المرفأ ككل، لأنها تتعلق فقط بمحطة الحاويات. علماً أن الشركة نفسها تقوم بإدارة محطة الحاويات في مرفأ طرابلس. والشركة الفرنسية معروفة في مجالات العمل البحري، لكن بما أن صاحبها لبناني الأصل، فتتركز عليه الأنظار خصوصاً أنه أبدى في كثير من المناسبات اهتمامه بالاستثمار في «بلاد الأرز»، وفي قطاعات حيوية منها الاستثمار الزراعي في سهل البقاع، كما أن شركة ميريت هولدينغ التي تملكها عائلة سعادة اشترت شركة الرفاعي للمكسرات في مارس 2021. ولأنه لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد في لبنان، خصوصاً في ما يتعلق بصفقات اقتصادية، فإنه سرعان ما بدأت التكهنات حول احتمال فتْح قنوات اتصال بين باريس و«حزب الله» على خلفيةٍ سياسية، في وقت تمت استعادة ما كتبه الصحافي في جريدة «لوفيغارو» جورج مالبرونو في كتابه الأخير، حول ملامح اتصالات بين فرنسا والحزب، بعد زيارة ماكرون لبيروت (مرتان عقب انفجار المرفأ)، مع استحضارٍ لغض باريس النظر عن سلاح «حزب الله» وموافقة الحزب على تلزيم الشركة الفرنسية إعمار المرفأ. علماً أن سعادة كان رافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للبنان وقد ساهمت شركته في تقديم سفينة الاغاثة التي حملت مساعدات طبية وإنسانية لعدد من الجمعيات لإغاثة منكوبي «بيروتشيما» ضافة إلى مساعدات من المواد اللازمة لإعادة الإعمار. لكن الإطار السياسي للعلاقة بين حزب الله وباريس بقي منذ سنة والى اليوم موضع تداول، في ضوء تفاصيل جرت في حينه، وتناولت الحوار بين ماكرون ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، إضافة الى أن موفدين ديبلوماسيين فرنسيين زاروا الضاحية أكثر من مرة وعقدوا لقاءات على مستوى عال مع مسوؤلين في الحزب. وقد أثيرت في حينه تساؤلات حول الانفتاح الذي أبداه الفرنسيون تجاه«حزب الله»، رغم انه تَزامَن مع تصريحات حادة اللهجة من ماكرون ضدّ الطبقة السياسية اللبنانية وتحميلها مسؤولية ما وصل إليه الوطن الصغير. واذا كان الانفتاح الفرنسي جرى تغليفه بواقعة اقتصادية، إلا أن من الصعب في لبنان الاعتقاد أن صفقة على مستوى سياسي واقتصادي تتعلق بالمرفأ يمكن التعامل معها، في ظل الوضع الذي نتج بعد الانفجار، على أنها مجرد صفقة بين دولتين، في ظل النفوذ الذي يملكه «حزب الله»، وأهمية محطة الحاويات أمنياً واقتصادياً. وكان لافتاً أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التقى على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن في ميونيخ وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لودريان حيث جرى «عرض العلاقات اللبنانية - الفرنسية ومساعي باريس لدعم لبنان في كل القطاعات». كما تم الاتفاق على استكمال البحث خلال الزيارة المرتقبة للودريان إلى لبنان «قريباً جداً». وكان الملف اللبناني حضر في لقاء لودريان مع نظيره الأميركي انتوني بلينكن الذي لفت عبر حسابه على «تويتر» إلى أنهما ناقشا الجهود المشتركة لمعالجة الأزمة التي أحدثتها روسيا، كما ملف إيران ومنطقة الساحل ولبنان. وفيما أبلغ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمس إلى ميقاتي الذي التقاه أيضاً على هامش مؤتمر ميونيخ، أن بلاده تشدد «على ضرورة تعزيز العلاقات بين إيران ولبنان في المجالات السياسية والاقتصادية»، داعياً «جميع الدول لدعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخل أي دولة في سياساته الداخلية»، فإن العنوان اللبناني لم يغب عن كلمة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في المؤتمر، اذ أكد في ضوء التوترات الأخيرة الحاصلة في «بلاد الأرز» على «ضرورة حلّ أي أزمة عبر الحوار»، معلناً «أنَّ الإصلاح في لبنان أولوية، وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيفية حُكْمِ بلادهم، ونحتاج لرؤية قيادة جَماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها».

برّي: موافقون على المبادرة الكويتية كلها باستثناء المس بسلاح «حزب الله»...

تقدُّم في ملف المساعدات الإنسانية بعد تصريحات بن فرحان...

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع... حضر لبنان مجدداً في المحافل الدولية والعربية، فعلى هامش مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في القاهرة عقد رئيس مجلس النواب نبيه بري سلسلة لقاءات، أبرزها مع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم. وبحسب ما تكشف مصادر قريبة من بري، فإن اللقاء كان إيجابياً وصريحاً وشفافاً، جرى خلاله التأكيد على التعاون بين لبنان والدول العربية في سبيل حماية المصالح المشتركة وتعزيز التعاون والتواصل، وأنه إذا كانت هناك أي خلافات أو مشاكل، فلا بد من حلّها بالحوار. وتؤكد المصادر أن برّي اقترح أن تتولى دولة الكويت رعاية مبادرة لعقد حوار لبناني - عربي هدفه تبديد كل الملابسات التي تعتري العلاقة بين لبنان ودول الخليج، وأكد أن لبنان يوافق على الورقة الخليجية باستثناء بند تطبيق القرار 1559 الذي يمس بحزب الله. واعتبر بري أن «هذا القرار لا يرتبط بالداخل اللبناني فقط، بل هناك عناصر خارجية تتحكم به، إذ ينص على انسحاب كل القوى العسكرية الأجنبية من لبنان، فالجيش السوري انسحب، فيما الجيش الإسرائيلي لم ينسحب، ولذلك هناك تمسك لبناني بالمقاومة». وعبّر بري عن أمله بتجديد المساعي الكويتية لحل الخلافات بين العرب، مشدداً على عروبة لبنان الذي دفع أثماناً باهظة في سبيل تثبيتها. وتقول مصادره، إنه بات مقتنعاً بأن الكويت سيكون لها دور بارز في المرحلة المقبلة على صعيد السعي لحلّ الأزمة اللبنانية، وتشير المصادر إلى أن بري حرص من خلال مواقفه على تثبيت مقولة إنه الشيعي العربي المتمسك بمبدأ العروبة. كذلك حضر لبنان في مؤتمر ميونيخ خلال لقاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزيري الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان والإيراني حسين أمير عبداللهيان . كذلك حضر خلال اللقاء بين لودريان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، إذ تم البحث في كيفية تقديم المزيد من المساعدات للبنان وعدم تركه يسقط في أزماته. وبرز موقف جديد لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إذ قال من ميونيخ، إن «الإصلاح في لبنان أولوية، وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيفية حكم بلادهم، ونحتاج لرؤية قيادة جماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها». وهو موقف يشير إلى الحرص السعودي على لبنان مع تمسك بضرورة إنجاز الإصلاحات. وكان هناك بحث في الملف اللبناني وفق ما تشير المعلومات بين بن فرحان ولودريان ومسؤولين آخرين، عملوا على السعي لبلورة تصور يتعلق بآلية تقديم المساعدات الإنسانية. وطرحت أسئلة في لبنان إذا كان ينطوي كلام بن فرحان على تغيّر في الموقف أو حصول تقدم، خصوصاً أنه اقترن بإعلان الوزير السعودي عن مساعٍ لعقد جلسة تفاوض خامسة مع إيران. التفسير السياسي والعملي لهذا الموقف واضح، وهو أن السعودية تريد استعادة التوازن السياسي في البلد، لا أن يكون القرار ملك طرف واحد بدون قدرة الأطراف الأخرى على إبداء الرأي، من خلال التركيز على القرارات التوافقية.

النفايات تتقدّم الكهرباء.. وتدابير الانتخابات برسم المصارف!...

القضاء المنقسم ينتظر قانون استقلاليته.. وغضب أهالي شهداء المرفأ مرشّح للتصعيد...

اللواء... بين جلسات مجلس النواب اليوم وغداً، وجلسة مجلس الوزراء عند الثالثة من بعد ظهر بعد غد الأربعاء في السراي الكبير لبحث جدول أعمال من 18 بنداً، أبرزها خطة النفايات وما قد يتفرع عنها موزعة على 10 بنود، فضلاً عن الموافقة على اتفاقية بين الولايات المتحدة الأميركية ولبنان تتعلق بقانون المساعدات الخارجية لعام 1961، والتشريعات اللاحقة به، والبحث بالتدابير الواجب اتخاذها لاجراء الانتخابات النيابية العامة للعام 2022، وإطلاق مزايدة تلزيم الخدمات البريدية، ودفتر شروط العقد الخاص بها، يموج الوضع السياسي الداخلي، بسلسلة من الخلافات والمعيقات والحسابات، المتداخلة بين ما هو إقليمي ودولي، عشية بحث مجلس الوزراء بالتدابير الواجب اتخاذها، فضلا عن الجلسة النيابية ومما يمكن ان يناقش في الجلسة، سواء في الأوراق الواردة أو سواها، مع بدء العد التنازلي لاقفال باب الترشيحات في 15 آذار المقبل، مع الإشارة إلى ان عدد المرشحين من الرجال لا يتجاوز الـ6، في حين ان المرشحين من النساء يقتصر على 3 فقط، مع إحجام الأطراف الحزبية والسياسية لتاريخه عن الكشف عن مرشحيها أو فتح حسابات مصرفية للمرشحين في المصارف العاملة في بيروت. وسط ذلك، اعتبرت مصادر سياسية أمعان فريق العهد بتوظيف القضاء في معاركه السياسية من خلال القاضية غادة عون اوغيرها من المحسوبين عليه، لن يعوض شيئا، عن الفشل الذريع الذي مُني به العهد منذ توليه المسؤولية قبل خمس سنوات، وان كان الضجيج السياسي والاعلامي الذي يصاحب اخراج سيناريوهات الملاحقات القضائية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وقبله احدى شركات شحن الاموال، واخيرا طلب استجواب المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواءعماد عثمان، يقتصر على دغدغة مشاعر جمهور التيار الوطني الحر عشية الانتخابات النيابية المقبلة، ولكن من دون تحقيق أي انجازات، يقدمها للبنانيين في أيامه الاخيرة،بعد انكشاف اوهام التدقيق الجنائي الفارغة، وانحدار الاداء الرئاسي الى الحدود الدنيا،بفعل العجز المطلق لرئيس الجمهورية ميشال عون عن ممارسة السلطة، والقيام بمهماته الدستورية في التعاطي مع الاطراف السياسيين، وتغاضيه المتواصل عن تعريض لبنان لمخاطر فوضى واستغلال سلاح حزب الله، في تهديد أمن واستقرار لبنان، كما حدث خلال الأيام الماضية، ولم يحرك ساكنا تجاه متحصل على الحدود الجنوبية أو بالداخل اللبناني. واشارت المصادر إلى ان فريق العهد أضاع السنوات الماضية، بلعبة استعداء متواصلة لجميع الاطراف السياسيين، والآن يسلك العهد اسلوب فبركة الملفات لتبييض صفحته، وهو اسلوب قديم وفاشل، مارسه من قبله رئيس الجمهورية السابق اميل لحود وغيره، ولم يؤد إلى اي نتيجة، بل انعكس عليه سلبا، وحصد منه فشل عهده ايضا. وتوقعت المصادر مراوحة قضية ملاحقة حاكم مصرف لبنان في محلها، لاسباب سياسية وقانونية، ظهرت بوادرها الاسبوع الماضي، من خلال التحرك المضاد لقطع الطريق على توظيف واستغلال هذه القضية، بالدعاية الانتخابية، بينما ترددت معلومات مفادها ان ملاحقة اللواء عثمان،تتطلب الحصول على اذن من وزير الداخلية الذي يرفض اعطاءه، لانه لا يعتبر أن عثمان خالف القانون بالقضية الملاحق بها. من ناحية ثانية، توقعت المصادر السياسية ان تاخذ خطة الكهرباء، التي سيستكمل مجلس الوزراء مناقشتها هذا الاسبوع حيزاً من النقاش، والتجاذب السياسي، لانها لاتحاكي عوامل عديدة، المطلوب ان تاخذها بعين الاعتبار، وانما ما زالت تدور في دائرة الاساليب التقليدية التي اتبعت بالسابق، ولم تعد تفي بالوقت الحاضر. ووصفت المصادر الخطة استنادا الى شروحات وزير الطاقة، وما تسرب في وسائل الإعلام، بانها،تحاكي القرن الماضي،ولا تتناسب مع القرن الحالي، ان لناحية الوقت الطويل المدرج بالخطة،للوصول بالتغذية إلى ٢٤ ساعة يوميا، او الى المواصفات التقنية للمعامل الجديدة، التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التطور التقني الاحدث ببناء المعامل الجديدة، والذي اصبح متوافر بسهولة، وما يمكن ان يحدثه، ان كان بالتخفيف عن كاهل المواطنين او بتنشيط الدورة الاقتصادية عموما. وكانت تراجعت نسبياً حدة معارك القضاء والملاحقات والطائرات المسيرة والنفاثة، فيما انتقل الحدث الى المانيا من خلال لقاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اجتمع مع وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان السبت، خلال مشاركتهما في مؤتمر الامن في ميونيخ بالمانيا.  وجرى خلال الاجتماع  عرض العلاقات اللبنانية- الفرنسية ومساعي باريس لدعم لبنان في كل القطاعات. كما تم الاتفاق على استكمال البحث خلال الزيارة المرتقبة للودريان الى لبنان قريباً جداً. كما التقى ميقاتي امس، وزير الدولة الألماني لشؤون التعاون الدولي نيلز أنين ، في حضور سفير لبنان في المانيا مصطفى اديب، وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود المانيا لدعم لبنان ومؤازرته في المحافل الدولية كافة. ومن اللقاءات المهمة للرئيس ميقاتي لقاء وزير خارجية مصر سامح شكري وجرى البحث في العلاقات الثنائية. وطلب منه نقل تحياته الى الرئيس عبد الفتاح السيسي وشكره على اهتمام مصر الدائم بلبنان والمساعدات الاخيرة التي ارسلتها مصر للبنان. ولقاء مع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، في حضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي يشارك ايضا في مؤتمر ميونيخ، والسفير اللبناني في المانيا. وقد وزع الوزير عبد اللهيان بعد اللقاء تصريحا اشار فيه الى «انه دعا كل الدول لدعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخل أي دولة في سياساته الداخلية». وشدد على أن «طهران تؤكد ضرورة تعزيز العلاقات بين إيران ولبنان في المجالات السياسية والاقتصادية». كذلك لقاء مع وفد من الكونغرس الأميركي ضمّ كلا من السيناتور كريس مورفي والسيناتور السيدة جين شاهين والسيناتور كريس فان هولن. وعقد رئيس مجلس الوزراء اجتماعا مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني. وجرى في الاجتماع مناقشة العلاقات بين لبنان وإقليم كردستان والتأكيد على ضرورة تعزيزها وتطويرها. كما تطرق البحث الى التطورات والمستجدات في العراق والمنطقة والجهود الرامية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. والتقى الرئيس ميقاتي الرئيس السابق للحزب المسيحي الديمقراطي الألماني والمرشح لمنصب المستشار وعضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني أرمين لاشيت. وقد حضر الوضع اللبناني يوم السبت على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ، في لقاء وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان بوزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن، الذي أعلن عبر حسابه على «تويتر»: أنهما ناقشا الجهود المشتركة لمعالجة الأزمة التي أحدثتها روسيا (في اوكرانيا)، كما ناقشا ملف إيران ومنطقة الساحل (الافريقي) ولبنان.

مجلس النواب

ويلتئم مجلس النواب اليوم وغدا في قصر الاونيسكو، في جلسات صباحية ومسائية، وعلى جدول الاعمال 22 مشروع واقتراح قانون، يبرز من ضمنها بعض البنود الاصلاحية المطالب بها من المجتمع الدولي، قانون المنافسة وإلغاء الوكالات الحصرية والذي رحلت منه المادة المتعلقة بحماية اصحاب الوكالات الى الهيئة العامة، بعد جدل مطول في جلسة اللجان المشتركة، وقانون استقلالية السلطة القضائية والذي يشكل نقلة نوعية في استقلالية القضاء ويعنى بمكافحة الفساد ويحرّر القضاة من أي ضغط سياسي ممكن أن يتعرّضوا له»، مع الاشارة الى ان هذا الموضوع شرط اساسي لمساعدة لبنان، ولن يغيب في هذا المجال الحديث عن الخلافات حول ما توصلت اليه الامور في تفجير المرفأ والخلاف حول ما رسمه القاضي بيطار من جهة، وما تقوم به القاضية غادة عون مؤخرا مع حاكم مصرف لبنان ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عثمان، من جهة ثانية، مع الاشارة الى ان هناك تخوفا من طرح ما له علاقة بقانون الانتخاب وخصوصا في الدائرة 16 والميغاسنتر، وان كانت الكتل النيابية بمعظمها تتوجس من اي تعديل في قانون الانتخاب، بما يشكل محاولة التفافية لتطيير الانتخابات، وهو ما يعيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجهة السعي خلال الجلسة لعدم الدخول في مهاترات او خطابات في غير محلها، وسيصوب النقاش حصرا في جدول الاعمال، دون ان يعني ذلك غياب المحاولات النيابية للدخول من باب الحق في الاوراق الواردة - التي يتحاشى بري منذ فترة تخصيص وقت لها- الى كل الملفات بدءا بالانقسام الحكومي، مرورا بالوضع الاقتصادي والنقدي المأزوم، وصولا الى الوضع الامني والانتخابات، وما استجد على الساحة لجهة ما ذكره الامين العام لحزب الله مؤخرا حول التهديدات الاسرائيلية والمسيرات والصواريخ.

مجلس الوزراء

وعلمت «اللواء» انه تمت دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد في جلسة عادية بعد ظهر الاربعاء المقبل في السرايا الحكومية، وهي مخصصة في اغلبها لملف خطة معالجة النفايات وما يتفرع عنها ضمن جدول اعمال من 18 بنداً، بينما لن يتم طرح ملف الكهرباء لوجود وزير الطاقة والمياه وليد فياض في الامارات العربية المتحدة الاسبوع المقبل لحضور مؤتمردولي حول الطاقة. ومن أبرز بنود جدول اعمال الجلسة حول ما يتفرع من ملف النفايات: البند 2 مشروع مرسوم يرمي الى تنظيم الهيئة الوطنية لإدارة النفايات الصلبة وتحديد ملاكها وشروط التعيين ونظام العاملين فيها وسلسلة رواتبهم وفئاتهم ودرجاتهم والنظام الداخلي للهيئة. البند 9 عرض مجلس الانماء والاعمار تلزيم وصيانة وحراسة مطمر الناعمة الصحي. اضافة الى بنود اخرى تتعلق بتجديد عقود شركات الكنس وجمع النفايات وادارة وصيانة مراكز معالجة النفايات الصلبة في عدد من المناطق.

بري والمبادرة العربية – الكويتية

الى ذلك قال رئيس مجلس النواب نبيه بري حول مصير المبادرة العربية – الكويتية، في حديث لصحيفة الاهرام المصرية قبيل عودته الى بيروت بعدما شارك في مؤتمر اتحاد البرلمانات العربية: أن لبنان قدم جوابه لوزير الخارجية الكويتية، وفى جزء كبير منه لبى الطلب، وفى جزء آخر طلب الحوار، ثم إن الخلاف فى المبادرة يدور حول القرارين 1559 و1701، دعنا نناقش هنا الأمر: فالقرار 1559 صدر عام 2004، ويقضى بإخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضى اللبنانية، فخرجت القوات السورية ولم يخرج الاحتلال الإسرائيلي، فلماذا لا يطالبون أيضا بخروجه، وبعده فى 2006 صدر القرار 1701، حيث نص بصراحة كلية على تطبيق القرار وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وغيرها، وكل اللبنانيين رضوا ولا يزالون راضين عن القرار، فلماذا يصمتون أو يسكتون عن الموقف الإسرائيلي؟ وأقول لك أكثر من ذلك: فأنت إذا تأملت الوضع الآن فى لبنان تجد حصارا عربيا عليه، وهذا الحصار لا يعنى كل العرب، فالاستثناء من ذلك يقع أول ما يقع على مصر، هل تعلم أننى قبل أن أحضر إلى هنا، وصل إلى لبنان من مصر 487 طنا مساعدات، منها 265 طنا أدوية، ووصلت بحرا لضخامة المساعدات التى تحتاج نحو 37 طائرة لشحنها، هذا الجسر من المساعدات بدأته مصر منذ 4 أغسطس تاريخ انفجار مرفأ بيروت، ولم تتوقف، هذه المساعدات، بينما بقية العرب إما لا يستطيعون، وإما لا يريدون، لماذا هذا الحصار؟.... اضاف بري : وبعد الذى قلته في المؤتمر، أنتظر جواباً خلال ثلاثة أيام. وفي السياق الخليجي، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في كلمة خلال مؤتمر ميونخ للأمن، أن «الإصلاح في لبنان أولوية وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيف يتم حكم بلادهم، ونحتاج لرؤية قيادة جماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها». وشدّد  على «ضرورة حلّ أي أزمة عبر الحوار». ولاحظ مراقبون فرقا في حديث الرئيس برّي «للاهرام القاهرية»، ردا على سؤال حول تعليق الرئيس سعد الحريري العمل السياسي، فنقلت النسخة الانكليزية قول برّي ان الحريري منع من خوض الانتخابات، وان تعليقه العمل السياسي لم يكن بقرار شخصي منه، فيما تضمنت النسخة العربية ردا على السؤال نفسه عن تداعي قرار الحريري: لا تعليق.

البابا ولبنان

واستمر اهتمام البابا فرنسيس بلبنان، حيث استقبل المشاركين في الجمعية العامة لمجمع الكنائس الشرقية، وقال امامهم: تستمر مأساة لبنان التي تترك العديد من الأشخاص بلا خبز، وفقد الشباب والبالغون الرجاء وغادروا تلك الأراضي، التي هي البلد الأم للكنائس الشرقية الكاثوليكية، هناك تطورت وحافظت على تقاليد ألفية، والعديد منكم، أعضاء هذه الدائرة الفاتيكانية، هم أولادها وورثتها.

غضب أهالي الشهداء

على الأرض، وتحت عنوان «لا لإعادة إعمار المرفأ قبل جلاء الحقيقة»، نفّذت جمعية أهالي ضحايا ​انفجار مرفأ بيروت اعتصاماً على جسر شارل حلو، تخلّله قطع لمدخل بيروت الشمالي عند نقطة تمثال المغترب. تحرّك الأهالي يأتي بعد إعلان وزير الاقتصاد أمين سلام، الأسبوع الماضي اتخّاذ قرار هدم مبنى الإهراءات داخل مرفأ بيروت ونيّته إجراء مناقصة لاختيار الشركة التي ستتوّلى تنفيذ هذا المشروع. مبنى الإهراءات الشاهد على الجريمة، والذي حمى الشطر الغربي من بيروت من الانفجار المدمّر الذي وقع 4 آب، تسعى الدولة اللبنانية من خلال إعلان وزير الاقتصاد إلى القضاء على هذا الشاهد الأخير وتعديل معالم الجريمة التي وقعت، بحسب اهالي الضحايا، الذين لا يزالون يقفون عند جسر حلو ويستذكرون أبناءهم من خلال المبنى المتهالك، مؤكدين أنه من خلال هدم مبنى الإهراءات وإعادة الإعمار «يراهنون على أنّ ذاكرة اللبناني قصيرة، وسينسى الجريمة التي وقعت». وتوجّهت الجمعية بسلسلة من الأسئلة إلى الوزراء في الحكومة، ومنها «هل استأذنتم المحقق العدلي إن كان يسمح مساسكم بمسرح الجريمة؟ أكيد لم تسألوه. هل نفذتم مذكرات الجلب والتوقيف بحق المدعى عليهم والمطلوبين للتحقيق، أيضاً لا. هل أوقفتم عرقلة التحقيق؟ أكيد لا». وشددت الجمعية على أن ثمة حلاً وحيداً لبدء إعمار المرفأ «ولا حلّ آخر للحل المتمثّل بالعدالة والحقيقة». وأكد المشاركون في الاعتصام انه سيتّم التحرّك ضد أي شركة يتم تكليفها القيام بأي أعمال داخل مرفأ بيروت قبل انتهاء التحقيق وجلاء الحقيقة.

برّي يترقب نهاية "جائحة" العهد... ولودريان "قريباً" في بيروت

ميقاتي "من الآخِر": لا سلامة ولا عثمان!

نداء الوطن... جنوباً، تنكبّ "اليونيفيل" على ترقيع فتق "المسيّرات" الذي خرق أجواء الاستقرار الهش على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، فعملت نهاية الأسبوع على تفعيل قنوات الاتصال بين طرفي الجبهة لإعادة تبريد الأرضية الحدودية وخفض منسوب التوتر على طول "الخط الأزرق"، بينما استفاق الإسرائيليون من "سكرة" الغارة الاستطلاعية التي شنها "حزب الله" في أجوائهم، ليتوعدوا من "منتدى الأمن" في ميونيخ، الدولة اللبنانية بأنها "ستتحمل المسؤولية" عن أفعال "الحزب" إذا استلزم الأمر "الهجوم بقوة لإلحاق ضرر كبير به"، وفق تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، مع تذكيره في هذا المجال بـ"قدرات" المقاتلات الإسرائيلية و"أزيز محركاتها عن قُرب"! وعلى هامش المنتدى نفسه، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يجهد لإعادة تعويم الجانب الرسمي من المشهد اللبناني، فعقد سلسلة لقاءات شملت، فضلاً عن المسؤولين الألمان، وزراء الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، والمصري سامح شكري، والإيراني أمير عبداللهيان ووفداً من الكونغرس الأميركي، على أن يعود بعدها للغطس في مستنقع "المناكفات والنكد" الذي ينتظره في بيروت، على حد تعبير مصادر مواكبة للتحديات المرتقبة هذا الأسبوع. وأوضحت المصادر أنّ "الهدوء الذي شهدته الساحة الداخلية نهاية الأسبوع الفائت على مستوى المطاردة القضائية العونية لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، لا يعني أن توافقاً حصل بين الرئاستين الأولى والثالثة إزاء القضية، إنما كان هدوءاً أقرب إلى "حبس أنفاس" بانتظار ما ستعكسه أجواء اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي إثر عودته من ميونيخ، فإذا تبيّن أنّ الأول عازم على مواصلة عملية الضغط والتصعيد، فإنّ الثاني سيكون واضحاً وحاسماً في تظهير موقفه الرافض لإقحام حكومته في زواريب تصفية الحسابات السياسية والانتخابية، وسيؤكد "من الآخر" أنه ليس في وارد المضيّ قدماً في مجاراة النزعة العونية الإقصائية، لا تجاه سلامة ولا تجاه عثمان". وإذ سيكون سيناريو عدم تبليغ وزير الداخلية رسمياً، المدير العام للأمن الداخلي، بالموعد الذي حدده القاضي نقولا منصور لجلسة استجوابه في 24 الجاري، كفيلاً بنسف هذا الموعد، فإنّ المصادر نفسها كشفت في ما يتصل بقضية سلامة أنّ "رئيس الحكومة اتصل بمدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات طالباً منه عدم الادعاء على حاكم المصرف المركزي بعدما سرت معطيات تفيد بأنّ عويدات بصدد الادعاء عليه (غداً) الثلاثاء أو (بعد غد) الأربعاء"، مشيرةً إلى أنّ "ميقاتي أخذ على عاتقه كذلك إجراء سلسلة اتصالات داخلية ودولية لتطويق الهجمة العونية على حاكم المصرف المركزي، محذراً من تداعياتها الخطرة على الحكومة بشكل خاص وعلى البلد بشكل عام، ونبّه بهذا المعنى إلى أنّ "تطيير" سلامة من دون اتفاق مسبق على بديل مقبول داخلياً ودولياً من شأنه أن "يطيّر" الدولار وينسف كل خطط التفاوض مع صندوق النقد، وصولاً إلى إمكانية "تطيير" الانتخابات النيابية نتيجة تفلّت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية على الأرض". أما على المستوى الدولي، فالمعطيات المتواترة من الأروقة الديبلوماسية تشي بأنّ "الأوروبيين لن يجازفوا بتغطية استبدال سلامة إذا تبيّن لهم أنّ هذه الخطوة ستزعزع الاستحقاق الانتخابي، في حين أنّ الأميركيين لا يزالون يربطون تنحي حاكم المركزي بإيجاد اسم بديل يتمتع بالمواصفات المطلوبة دولياً، بعيداً عن حسابات الأطراف السياسية والحزبية اللبنانية الضيقة، لا سيما وأنّ المسؤولين عن الملف اللبناني في الإدارة الأميركية ينظرون من هذه الزاوية إلى الخلفيات السياسية للإجراءات القضائية التي تتخذها القاضية غادة عون بحق سلامة، ولا يركنون إلى أي ادعاء أو استدعاء صادر عن القضاء اللبناني لأنه بنظرهم جزء لا يتجزأ من تركيبة النظام اللبناني الفاسد، ولذلك فهم ينتظرون صدور أي إدانة قضائية أوروبية بحق سلامة للبناء عليها واتخاذ الموقف المناسب حياله". وكان الملف اللبناني، بمختلف تشعباته السياسية والاقتصادية والأمنية قد حضر السبت على هامش مؤتمر ميونيخ في محادثات وزيري الخارجية الفرنسية والأميركية جان إيف لودريان وأنطوني بلينكن، الذي أكد في تغريدة له أنّ التداول بأوضاع لبنان أتى في سياق متصل بالنقاش الذي دار حول "إيران ومنطقة الساحل" المتوسط، في وقت عُلم أنّ وزير الخارجية الفرنسي يعتزم "قريباً" القيام بزيارة إلى بيروت لإعادة ضبط عقارب الساعة اللبنانية على توقيت المطالب الدولية بوجوب الإصلاح وضمان إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر في 15 أيار... وهو ما أعاد التأكيد عليه الموقف السعودي من خلال تأكيد وزير الخارجية فيصل بن فرحان على كون "الإصلاح في لبنان أولوية، وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيفية حكم بلادهم ونحتاج لرؤية قيادة جماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها". أما على المستوى الداخلي اللبناني، فسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى طمأنة المجتمعين العربي والدولي من القاهرة إلى أنّ الانتخابات النيابية حاصلة في أيار والرئاسية في تشرين الأول، ملمحاً إلى أنّ عملية الإنقاذ في لبنان مستحيلة قبل نهاية "جائحة" العهد العوني، حسبما قرأ مراقبون في تعبيره لجريدة "الأهرام" عن وجود "كورونا سياسية في لبنان أدت إلى شيء لم يكن أحد ينتظره"، وربطه المباشر بين وجوب إجراء الانتخابات الرئاسية وبين حصول "تغيير في المنهجية" السياسية السائدة راهناً في البلد.

إيران تدعو إلى دعم دولي لاستقرار لبنان دون تدخل في سياساته...

المصدر | الخليج الجديد.... دعا وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان"، الأحد، جميع الدول لدعم استقرار لبنان وأمنه من دون تدخل في سياساته. جاء ذلك خلال لقائه برئيس الحكومة اللبنانية "نجيب ميقاتي" على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، بحسب بيان للخارجية الإيرانية. وذكرت الخارجية الإيرانية أن "عبد اللهيان" أكد خلال اللقاء "على عمق علاقات الصداقة بين الشعبين، ودعا إلى بذل جهود من قبل جميع الدول للمساهمة في استقرار لبنان وأمنه الداخلي، وعدم تدخل دولة ثالثة في الشأن الداخلي اللبناني وذلك لتحقيق أجندتها السياسية". وشدد وزير الخارجية الإيراني على "ضرورة متابعة تنفيذ الاتفاقيات السابقة بين البلدين من أجل تحسين العلاقات في مختلف المجالات بين طهران وبيروت". بدوره، أشاد رئيس الوزراء اللبناني "بدعم إيران للبنانيين حكومة وشعباً"، منوهاً بأن "الشعب اللبناني والحكومة يقدران دعم إيران للاستقرار والسلام في لبنان"، بحسب بيان الخارجية الإيرانية. وشدد "ميقاتي" على "التزام الحكومة اللبنانية بتطوير وتوسيع العلاقات المستدامة مع جميع الدول الإسلامية، لا سيما الدول المهمة والمؤثرة في المنطقة"، وأعرب عن أمله "في أن نشهد المزيد من التطور والتوسع في العلاقات بين طهران وبيروت". ويمر لبنان بأزمات بالغة الصعوبة اقتصاديا وسياسيا، مستمرة منذ شهور، جراء نقص السلع الأساسية والوقود والكهرباء والأدوية، وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية الذي زاد من الأسعار بشكل غير مسبوق. وتتهم دول عربية وغربية، إيران بالسيطرة على القرار اللبناني، عبر ذراعها هناك وهو جماعة "حزب الله"، كما تواجه طهران اتهامات بالتغلغل في 4 دول عربية عبر وكلائها؛ وهي لبنان واليمن وسوريا والعراق، وهو ما تنفيه إيران وتؤكد أن ما يحدث مجرد تعاون في بعض المجالات، مؤكدة حرصها على علاقات حسن جوار مع محيطها العربي.

صفي الدين: سنبني «لبنان الجديد»... ونكنِس الأميركيين وأزلامهم...

الاخبار... أعلن رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، السيد هاشم صفي الدين، اليوم، أن الضغوط الخارجية على لبنان، في حال استمرت، فإنها ستُواجه باعتماد اللبنانيين على أنفسهم، من أجل بناء «لبنان الجديد». وقال صفي الدين، من بلدة زوطر ـــ النبطية، إنه «يجب أن يعرف كل اللبنانيين، والأميركيون سيعرفون عاجلاً أو آجلاً، أنه إذا استمرت هذه الضغوط وهذا اللؤم والحقد على اللبنانيين في معيشتهم ومالهم، لن يكون أمامنا خيار إلّا أن نعتمد على أنفسنا ونبني بلدنا كما يجب أن تبنى الأوطان والبلدان»، مضيفاً: «نمتلك من العقول والإمكانات والقدرات التي تُؤهّلنا إن شاء الله مع كل المخلصين والشرفاء لإعادة بناء لبنان الجديد القوي المنيع المقاوم المحصن المستقل، الذي يحفظ سيادته البحرية والبرية ونفطه وثرواته المائية ويحفظ حاضرة هذا البلد ومستقبله للأجيال الآتية». وتابع: «إذاً، الأميركي يريد أن يأخذنا للضغط الأقصى، وأعتقد يجب علينا أن نذهب إلى الخيار الأقصى في الاعتماد على أنفسنا لبناء وطننا. عندها، منكنّس الأميركي وأزلامهم في لبنان (...) من هذه الضغوط سنجترح معجزة بناء لبنان الجديد على أولويات جديدة وثقافة جامعة حقيقية لكل الطوائف والمذاهب والمناطق، بعيداً من الزعماء والمتسلطين والإقطاعيين الذين تحكّموا بالبلد على مدى أكثر من سبعين، ثمانين عاماً إلى يومنا هذا». وأكد صفي الدين ألّا مجال من دون المقاومة لـ«أن نبني لبنان الجديد ولا الاقتصاد. ومن يمنع لبنان من بناء اقتصاد حقيقي هي الولايات المتحدة الأميركية، فهي لا تريد حلاً في لبنان من أجل مكاسب سياسية تخدم إسرائيل».

سلسلة لقاءات لميقاتي في ألمانيا... أهمّها مع عبد اللهيان ولودريان

الاخبار... التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على هامش مشاركته في «مؤتمر ميونخ للأمن» المنعقد في ألمانيا، كلّاً من وزيرَي خارجية مصر سامح شكري وإيران حسين أمير عبد اللهيان، إضافةً إلى وفدٍ من الكونغرس الأميركي ومسؤولين من أكثر من دولة. وبحث ميقاتي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري العلاقات الثنائية، وطلب منه نقل تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وشكره على «اهتمام مصر الدائم بلبنان، والمساعدات الأخيرة التي أرسلتها مصر إلى لبنان». كما اجتمع ميقاتي بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في حضور المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم. وفي تصريح بعد اللقاء، دعا عبد اللهيان كلّ الدول إلى «دعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخل أي دولة في سياساته الداخلية»، مؤكداً «ضرورة تعزيز العلاقات بين إيران ولبنان في المجالات السياسية والاقتصادية». كذلك، ناقش ميقاتي مع وزير الدولة الألماني لشؤون التعاون الدولي نيلز أنين، العلاقات الثنائية بين البلدين، وجهود ألمانيا لـ«دعم لبنان ومؤازرته في المحافل الدولية كافة». وأيضاً، التقى ميقاتي الرئيس السابق لـ«الحزب المسيحي الديموقراطي» الألماني، المرشّح لمنصب المستشار، أرمين لاشيت. ثم عقد ميقاتي اجتماعاً مع وفد من الكونغرس الأميركي، ضمّ كلّاً من السيناتور كريس مورفي والسيناتور جين شاهين والسيناتور كريس فان هولن. وأيضاً، التقى ميقاتي رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني. وجرى خلال لقائهما تأكيد ضرورة تعزيز العلاقات وتطويرها. وفي وقت سابق، اجتمع ميقاتي بوزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، وعرض معه العلاقات اللبنانية الفرنسية ومساعي فرنسا لـ«دعم لبنان في كلّ القطاعات». واتفقا على استكمال البحث خلال الزيارة المرتقبة للودريان إلى لبنان «قريباً جداً». وكان ميقاتي قد شارك، أول من أمس، في افتتاح أعمال الدورة الثامنة والخمسين لـ«مؤتمر ميونخ للأمن»، في فندق بايريشرهوف، في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بمشاركة دولية وعربية واسعة. وكان قد التقى قبل ذلك عدداً من المسؤولين، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

مصارف لبنان تقفل عشرات الفروع وتسرّح آلاف الموظفين للتكيّف مع تبعات الانهيار...

الراي... في مواجهة الانهيار المستمر منذ عامين، يعمل القطاع المصرفي الذي كان يعدّ فخر الاقتصاد اللبناني على إعادة تنظيم ذاته عبر تسريح آلاف الموظفين وإقفال عشرات الفروع، في خطوة تسبق التوافق على خطة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي. طيلة عقود، شكّل القطاع المصرفي ركيزة رئيسية للاقتصاد. وتمكّن من جذب الودائع ورؤوس الأموال، سواء من المستثمرين العرب أو المغتربين الذي رأوا في مصارف بلدهم ملاذاً آمناً لجنى عمرهم. وبلغت قيمة الودائع الإجمالية في ذروتها أكثر من 150 مليار دولار قبل عام من بدء الأزمة عام 2019، وفق تقديرات رسمية. لكنّ المشهد تغيّر كلياً على وقع الانهيار الاقتصادي الذي صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، وفرض المصارف لقيود مشددة على عمليات السحب بالدولار ومنع التحويلات الى الخارج. وجعل ذلك المودعين عاجزين عن التصرّف بأموالهم خصوصاً بالدولار، بينما فقدت الودائع بالليرة قيمتها مع انهيار قيمة العملة المحلية في السوق السوداء. وشهدت قاعات الانتظار في المصارف خلال العامين الماضيين سجالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين بالحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين بتعليمات إداراتهم. وانعدمت الثقة تدريجياً بالقطاع المصرفي الذي تراجع نشاطه ليقتصر على عمليات بسيطة خصوصاً السحب بالليرة. إزاء هذا الواقع، لجأت المصارف، وفق ما قالت جمعية المصارف رداً على أسئلة لوكالة فرانس برس، الى «تقليص حجمها مجبرة، للتكيف مع الأوضاع الاقتصادية المستجدة». وانخفض، وفق الجمعية، عدد الفروع المصرفية من 1081 نهاية عام 2018 الى 919 فرعاً نهاية نوفمبر، أي بنسبة 15 في المئة. كما تقلّص عدد الموظفين في الفترة ذاتها من 25908 موظفين إلى نحو عشرين ألفاً، أي بنسبة 23 في المئة. وانخفضت محفظة التسليفات للقطاع الخاص المقيم وغير المقيم من 59 مليار دولار نهاية 2018 إلى 29،2 مليار دولار (وفق سعر الصرف الرسمي) نهاية أكتوبر 2021. وتعتبر الجمعية أن «التطورات المالية خلال السنتين الماضيتين في ظل استمرار التلكؤ في إيجاد حلول فرضت واقعاً جديداً على الاقتصاد ومؤسساته ومواطنيه». في وقت الذروة، بلغ حجم القطاع المصرفي ثلاثة أضعاف الناتج الإجمالي المحلي، وكان معدل نموه يعادل ثلاثة أضعاف معدل نمو الاقتصاد. ووسّعت مصارف كبرى نطاق عملها الى خارج لبنان وصولاً الى أوروبا وافريقيا. وقدمت فروع 63 مصرفاً في لبنان فوائد عالية لجذب المودعين. وفضّل كثر في السنوات القليلة التي سبقت الأزمة إيداع أموالهم وتعويضاتهم في المصارف بدل استثمارها طمعاً بهذه الفوائد. كما قدمت تسهيلات إزاء مروحة واسعة من القروض، بدءاً من السكن مروراً بشراء السيارات والسفر وصولاً الى عمليات التجميل. ويقول الخبير المصرفي جان رياشي لفرانس برس «لم تعد البنوك اللبنانية تمارس أنشطتها المصرفية تقريباً، لذا فهي مضطرة إلى تقليص عملياتها»، موضحاً أن «معظم عائدات المصارف ارتبطت بفوائد جنتها من الدولة والبنك المركزي» مقابل الديون التي منحتها للدولة اللبنانية. ويحمّل كثر المصرف المركزي مسؤولية السياسات النقدية التي تمّ اعتمادها طيلة عقود باعتبار أنّها راكمت الديون، لكن حاكم المصرف المركزي رياض سلامة يقول إن الدولة هي التي صرفت الأموال. ويرى المحلل الاقتصادي باتريك مارديني أنّ المصارف باتت عبارة عن «مصارف زومبي»، وهي تسمية غالباً ما تطلق على المصارف التي يتدخل البنك المركزي من أجل إبقائها على قيد الحياة. ويعتبر أن الحكومة الحالية «تبدو مهتمة بتنظيف ميزانيات المصارف» أكثر من إعادة هيكلة القطاع المصرفي.

زعامات المناطق اللبنانية يلتحقون بقوائم الأحزاب لـ«ضمان الاستمرار»

قانون الانتخاب أبعد «بيوتات سياسية» عن التمثيل البرلماني

الشرق الاوسط.. بيروت: نذير رضا.... قوض قانون الانتخابات المعمول به في لبنان، حضور الزعامات المناطقية التقليدية في المجلس النيابي، حيث أقصت الجولة السابقة من الانتخابات وجوها بارزة تتمتع بحيثية في مناطقها، فيما ألزم آخرين بالانضواء ضمن الأحزاب والتكتلات الكبيرة، بغرض الحفاظ على تمثيلهم البرلماني، وهو مؤشر جديد على تحول سياقات الحكم في لبنان. وتراجع تمثيل الزعامات المناطقية في البرلمان، التي كانت تتمتع باستقلالية إلى حد كبير، لصالح التكتلات الحزبية، وهي الجولة الثانية التي تطال بشكل خاص الزعامات المناطقية المسيحية، بعد جولة سابقة بدأت في العام 1992، وألغت كثيرا من الزعامات المناطقية عند الشيعة بشكل خاص، لصالح الأحزاب الكبرى. وتجد العائلات المعروفة في مناطق المسيحيين الآن نفسها مضطرة لنسج تحالفات سياسية مع القوى الحزبية والتكتلات الكبيرة. فبعد خسارة المشرع النائب بطرس حرب في الانتخابات السابقة، يتحالف نجله مجد مع «حزب الكتائب» الآن، فيما أقصت نتائج الانتخابات السابقة النائب فارس سعيد الذي لم يحدد خياره بعد بالترشح من عدمه، رغم التقديرات بامتناعه عن الترشح، في حين لم تستقر خيارات الوزير الأسبق ميشال فرعون في بيروت، ورئيسة «الكتلة الشعبية» في زحلة ميريام سكاف في زحلة في شرق لبنان بعد على تحالفات واضحة، في مساع لمقاومة إقفال البيوت السياسية المعروفة في مناطقها. ويشير الباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور رشيد شقير إلى أن التمثيل السياسي للطائفة «هو في مرحلة انتقال من الزعامات التقليدية المحلية التي غالباً ما تكون عائلية إلى مرحلة الأحزاب السياسية كونها تتجاوز الزعامة المحلية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الزعامات المحلية تواجه صيرورة زوال لمصلحة الأحزاب، وهو الاتجاه الذي أرساه قانون الانتخابات الأخير، لكنها بتحالفاتها مع الأحزاب، تقاوم الزوال وتحتفظ بهامش تمثيل حتى لو اضطرت لخوض المعارك الانتخابية ضمن تحالفات كبيرة». ويقول خبراء انتخابيون إن القانون الحالي الذي يعتمد نظام الاقتراع النسبي مع صوت تفضيلي واحد، «أظهر حاجة الزعامات المناطقية لاستقطاب التحالفات لضمانة استمراريتهم»، وأجبر الزعامات المحلية الصغيرة على الانضواء في التحالفات الكبيرة، بالنظر إلى أن الأحزاب تستقطب الأعداد الكبرى من الناخبين على مستوى القضاء (المحافظة تتألف من مجموعة أقضية) ما يوفر لها رفع حواصلها الانتخابية، وبالتالي فإن قانون الانتخاب يثبت الزعامات على مستوى الأقضية وليس على مستوى الدوائر الصغرى، وهم بطبيعة الحال زعامات حزبية أو رشحتها الأحزاب، مثل أحزاب وتيارات «التقدمي الاشتراكي» و«الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«المردة». واللافت في قانون الانتخابات، أن المنافسة لم تقتصر على الأحزاب فحسب، بل تمتد إلى اللائحة نفسها بين الشخصيات المدرجة فيها لتحصيل أصوات تفضيلية تؤهلها للفوز بالمقعد قبل سواها، بالنظر إلى أن كل لائحة تحوز على نسبة محددة من الفائزين بحسب عدد الحواصل الانتخابية التي تحققها. ويقول خبراء انتخابيون إن حجم الزعامة الشعبية لأي شخصية تظهر في أصواته التفضيلية التي تعطي المؤشر النهائي لحجم التمثيل وليس التحالف بحد ذاته، أما اللوائح فيظهر حجمها نتيجة التحالفات والمفاتيح الانتخابية التي تستقطبها. والواضح أن الفائدة مزدوجة بين الأحزاب والشخصيات التي تنضوي فيها. ففيما تسعى الشخصيات المحلية للحصول على فرصتها بالانضمام إلى لوائح كبرى، تسعى الأحزاب لاستقطاب أصوات الزعامات المحلية لرفع حواصل لائحتها الانتخابية. ويقول شقير إن «قانون الانتخاب لعب دوراً مزدوجاً، فمن ناحية، أعطى الأحزاب مجالاً على الصعيد المناطقي للسيطرة، وأعطى في الوقت نفسه للزعامات المحلية مجالاً للتمثيل تحت عباءة الكتل الكبيرة كونه يعتمد الدوائر المحلية»، لافتاً إلى أن الأحزاب «لم تستثن أبداً نفوذ الزعامات المحلية والعائلية في المناطق لإدراكها بأنها قادرة على رفد اللوائح بأصوات تصب لصالح تجميع الحواصل». ويرى شقير أن «العائلية موجودة كرابط اجتماعي في النظام اللبناني، وتعتمد الصيغة الطائفية على قرابة الدم ما يجعل العائلية أكثر تأثيراً، لذلك يصعب تجاوزها في الكثير من المناطق وخصوصاً في الأطراف». وتناضل عائلات كثيرة المتغيرات، وترشح شخصيات من طرفها منعاً لإقفال بيوتها السياسية، أبرزهم آل المر حيث يترشح ميشال إلياس المر الحفيد في مقعد جده في المتن، كما يترشح ميشال معوض في مقعد والدته للمرة الثانية في دائرة الشمال الثالثة، فيما يحافظ آل الخازن على تمثيلهم في كسروان، ومثلهم آل المرعبي والبعريني وحبيش في عكار. أما العائلات التي نظمت نفسها ضمن أحزاب كبرت وتجاوز بعضها امتدادها الجغرافي، فلا تعاني نفس الهاجس، مثل آل جنبلاط في الشوف، وآل فرنجية في زغرتا.

عبد اللهيان بعد لقائه ميقاتي: دعوت كل الدول إلى دعم لبنان بلا تدخل

بيروت: «الشرق الأوسط»... التقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان على هامش مشاركتهما في «مؤتمر ميونيخ للأمن». وعقد ميقاتي لقاءه مع عبد اللهيان في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي يشارك أيضاً في مؤتمر ميونيخ، والسفير اللبناني لدى ألمانيا مصطفى أديب. ووزع عبد اللهيان بعد اللقاء تصريحاً أشار فيه إلى أنه دعا «كل الدول إلى دعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخل أي دولة في سياساته الداخلية»، مشدداً على أن «طهران تؤكد ضرورة تعزيز العلاقات بين إيران ولبنان في المجالات السياسية والاقتصادية». وعقد ميقاتي اجتماعاً مع وزير الدولة الألماني لشؤون التعاون الدولي نيلز أنين، في حضور السفير أديب، وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود ألمانيا لدعم لبنان ومؤازرته في المحافل الدولية كافة. وكانت العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر محور بحث بين ميقاتي ووزير خارجية مصر سامح شكري، حيث شكر ميقاتي اهتمام مصر الدائم بلبنان والمساعدات الأخيرة التي أرسلتها للبنان. كما اجتمع الرئيس ميقاتي مع وفد من الكونغرس الأميركي ضم كلاً من السيناتور كريس مورفي والسيناتورة جين شاهين والسيناتور كريس فان هولن. وكذلك مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، وجرى في الاجتماع مناقشة العلاقات بين لبنان والإقليم والتأكيد على ضرورة تعزيزها وتطويرها، كما تطرق البحث إلى التطورات والمستجدات في العراق والمنطقة والجهود الرامية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

«الكتائب اللبنانية» يطلق ماكينته الانتخابية في مواجهة «المنظومة» تحالفاته تقتصر على المعارضة ترشيحاً واقتراعاً

الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم... أطلق «حزب الكتائب اللبنانية» ماكينته الانتخابية أمس (الأحد). وأعلن رئيسه سامي الجميل «أننا مشروع تغييري سيادي نظيف بمواجهة المنظومة هدفه الانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة»، في وقت باتت فيه مفاوضات التحالفات الانتخابية في مراحلها الأخيرة وتقتصر بشكل أساسي على مجموعات وجهات معارضة، وذلك عبر أربعة مرشحين حزبيين أساسيين حتى الساعة، على أن تكون المعركة الكاملة عبر حلفاء ومقربين منهم في دوائر أخرى. وبانتظار انتهاء خريطة التحالفات واللوائح التي سيشارك فيها «الكتائب» ترشيحا أو اقتراعا، فهو حسم قراره في «دائرة الشمال الثالثة» التي سبق أن وصفها الجميل بـ«أم المعارك» و«المعركة الكبيرة»، معلنا التحالف مع المحامي مجد بطرس حرب بدل النائب السابق سامر سعادة، إضافة إلى تحالفه مع النائب ميشال معوض، علما بأن حرب أعلن أنه سينضم إلى كتلة «الكتائب» في حال فوزه. وفيما حسم التحالف في كسروان حيث سيرشح «الكتائب» نائب رئيس الحزب الوزير السابق سليم الصايغ، مع النائب المستقيل نعمة أفرام و«الكتلة الوطنية»، فإن خوض معركة «المتن»، حيث للكتائب مرشحان هما النائبان المستقيلان سامي الجميل وإلياس حنكش، سيكون مع أمينة عام «مجموعة تقدم» (من مجموعات الانتفاضة) لوري هاتيان، وهناك اتصالات متقدمة مع النائب السابق غسان مخيبر لضمه إلى اللائحة إضافة إلى قدامى العونيين، أي قياديين سابقين في التيار الوطني الحر، بحسب ما تقول مصادر في «الكتائب» لـ«الشرق الأوسط». وفي بيروت الأولى، حيث مرشح الكتائب النائب المستقيل نديم الجميل، فيبدو أن التحالف قد حسم مع النائب جان طالوزيان، فيما باتت المفاوضات في مرحلتها الأخيرة مع رفاق الراحل مسعود الأشقر (كان مرشحا على لائحة التيار الوطني الحر ويملك حيثية تاريخية في المنطقة). وفي بعبدا يبدو أن «الكتائب» رضخ للضغوطات، وقرر سحب مرشحه استجابة لمطلب توحيد المجموعات المعارضة التي تسعى لخوض الاستحقاق بلائحة موحدة على أن يدعم مرشح «الكتلة الوطنية» ميشال الحلو، بحسب المصادر. أما في دائرة «الشوف - عاليه» فالتحالف محسوم، وفق المصادر، مع الناشط مارك ضو ضمن جبهة المعارضة من دون أن تحسم صورة اللائحة بشكل نهائي، وهو الأمر الذي لا يختلف كثيرا عن دائرتي زحلة والبقاع الغربي، إذ في حين حسم التحالف في الأولى مع النائب ميشال الضاهر الذي يسعى لتشكيل لائحة بالتعاون مع النائب السابق يوسف المعلوف، فإن «الكتائب» سيتجه لدعم لائحة «سهلنا والجبل» التي أعلن عنها قبل أيام وتضم مجموعات معارضة منبثقة من الانتفاضة. وفي أقضية الجنوب وبعلبك – الهرمل، المعروف أنها خاضعة لسيطرة «حزب الله» بشكل أساسي، ينجه «الكتائب» لدعم مجموعات المعارضة التي يسجل لها حراك في المنطقة. وقال رئيس الحزب سامي الجميل في حفل إطلاق الماكينة الانتخابية: «نحن اليوم مشروع تغييري سيادي نظيف بمواجهة المنظومة هدفه الانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة»، مشيرا إلى أن «الكتائب واجه وحده الاستسلام لإرادة حزب الله وكذلك التسوية وعزل لبنان عن محيطه وانتخاب ميشال عون رئيساً وقانون الانتخابات الذي أعطى الأكثرية لحزب الله، كذلك المحاصصة والموازنات الوهمية، كما الضرائب وبواخر الكهرباء والمطامر البحرية». وقال: «وصلنا إلى الاستحقاق الذي ننتظره... في المرة الماضية كانت الحقيقة مخبأة وغشوا الناس وربحوا الانتخابات إنما خسر لبنان لكن هذه المرة يجب أن يخسروا هم ليربح لبنان»، لافتا إلى أنه «بعد 4 سنوات من الانتخابات و8 سنوات على التسوية سلمونا بلداً منهاراً، وسلموا البلد لحزب الله ودمروا حياتنا واقتصادنا وضربوا قدرة الناس الشرائية ودهوروا الليرة وصرفوا أموالنا ولم يتركوا من الناس شيئاً... فضلوا التمسك بكراسيهم و«التفرج» على الانهيار». وتطرق إلى مسيرات «حزب الله»، قائلا: «حزب الله الذي يسير طيراناً فوق إسرائيل ويورطنا بويلات وويلات وما من رئيس جمهورية أو حكومة أو مجلس يسأله من كلفك وبقرار من وباستراتيجية من؟ لأن القرار عند حزب الله وليس عند الدولة، وباقي الأطراف عاجزون وضائعون ويضيعون البلد معهم». ورأى «أننا وصلنا إلى مكان يقال فيه إن الحزب سمح للدولة بأن تتابع مفاوضات الترسيم والدولة تسمع الكلمة»، متحدثا عن محاصصة في الوزارات والإدارات العامة والأجهزة الأمنية والقضاء. واقل: «لكن الطابة بملعب الناس ولننقل لبنان إلى الأمام لا بد من المحاسبة واختيار البديل الصح»، مشددا على أن «المحاسبة قد تكون قضائية وسياسية في صناديق الاقتراع». وأضاف «الاستسلام لإرادة حزب الله واجهته الكتائب وحدها وكذلك التسوية وعزل لبنان عن محيطه وانتخاب ميشال عون رئيساً هو قرار جامع للمنظومة واجهته الكتائب لوحدها وقانون الانتخابات الذي أعطى الأكثرية لحزب الله، وكذلك المحاصصة والموازنات الوهمية التي تم التصويت عليها بإجماع مجلس النواب وهي أساس تدمير اقتصاد لبنان وكانوا يتغنون بها وهي تمهد للانهيار الكبير كل هذا واجهته الكتائب وحدها». وأكد الجميل «أننا مشروع تغييري سيادي نظيف هدفه الوحدة بمواجهة المنظومة للانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة»، موضحا أن «البديل يتطلب تغييراً بالذهنية، ويجب أن يكون نهجاً جديد في البلد متحررا من كل حسابات وحساسيات الماضي،... فلا يقنعنا أحد أن معركته ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وهو من مدد له (في إشارة إلى التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية)»، مشددا «التغيير يتطلب تضحية... يتطلب إرادة وقدرة ألا يتسكع أحد ويتحالف مع جزء من المنظومة، فإما أننا في مواجهة المنظومة أو أننا جزء منها... والكتائب جزء من البديل الذي سيخوض المعركة في كل لبنان». وأكد أن «الكتائب وحلفاءنا في جبهة المعارضة اللبنانية (تضم مجموعات معارضة) من يشبهوننا في النظرة إلى لبنان سيخوضون المعركة وعلينا مسؤولية كبرى، لنساهم بتنظيمنا وانتشارنا في إنجاح مشروع المواجهة في وجه المنظومة».

جعجع: نخوض معركة إنقاذ لبنان بكل صوت في الانتخابات

بيروت: «الشرق الأوسط».... أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان «مصيرية، وتتوقف عند كل ورقة توضع في صناديق الاقتراع»، عادّاً أن «ما وصلنا إليه من أزمات على الصعد كافة جاء نتيجة تصويت الناخبين في انتخابات 2018»، ومحذراً من أنه «إذا بقيت السلطة الحالية؛ فسنشهد مزيداً من الانحدار والانهيار». كلام جعجع جاء في كلمة له خلال مشاركته في ورشة عمل انتخابية لمنسقية بيروت بحضور مرشح «القوات» عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى النائب السابق لرئيس الحكومة غسان حاصباني. ومع تأكيده أن الانتخابات المقبلة مصيرية، قال جعجع: «البعض يفكر أن هذه الانتخابات لن تغير شيئاً، والبعض الآخر يتأثر بالمال الانتخابي الذي ينتهي بعد الانتخابات أو بتقديم الخدمات التي تعد أساساً حقاً من حقوقه ويجب على الدولة تأمينها»، مضيفاً: «ما وصلنا إليه من أزمات على الصعد كافة جاء نتيجة تصويت الناخبين في انتخابات 2018. من هنا؛ ضرورة تحفيزهم على وجوب المشاركة في العملية الانتخابية وحسن الاختيار». وقال: «لو نالت (القوات) آنذاك (الكتلة الأكبر) لما كنا عشنا ما نعيشه، وكانت اللعبة النيابية والوزارية تغيرت... (القوات) ليس هدفها نيل كتلة نيابية وازنة لزيادة عدد نوابها، بل الأمر متعلق بمصير البلد خلال الأربع سنوات المقبلة؛ إذ سنشهد مزيداً من الانحدار والانهيار في حال بقيت السلطة الحالية، إلا إذا وجد من يضع حداً لها للبدء بعملية النهوض، وهذا الأمر لن يتحقق بتغيير بسيط في عدد المقاعد النيابية؛ بل يتطلب كتلاً وازنة». وتحدث عن عمل وزراء «القوات»، قائلاً: «في الوزارات، أنجزنا ما قدرنا عليه، ولكن في الحكومة كنا الأقلية، ولا نتمتع بالثلث المعطل، كما ليس لدينا حلفاء كثر ولا نملك الأكثرية النيابية، فيما غيرنا لم يستطع رغم امتلاكه كل هذه المقومات لأنه لا يقدر أو لا يريد»، مؤكداً: «لو حصلنا على مقاعد نيابية أكثر لكنا حققنا إنجازات أوسع». وأضاف: «(القوات) تخوض معركة إنقاذ لبنان، ففي السابق قيل إنها كانت تحمي المسيحيين، أما اليوم فهي تسعى إلى حماية جميع اللبنانيين من خلال الفوز بالاستحقاق النيابي المقبل. هناك أمل في التغيير من خلال وصول أكثرية نيابية جديدة». وفي حين شدد على أن «المواقع الشرعية هي الأقوى في أي مكان وزمان»، أسف لـ«غياب حس المسؤولية لدى معظم المسؤولين منذ سنوات، بحيث فرغوا المواقع من مسؤولياتها، ليأتي قاض واحد وهو القاضي طارق البيطار (المحقق في قضية انفجار المرفأ) ويذكر بهذه المراكز حين قام بمهامه؛ الأمر الذي أزعج المتضررين من أدائه، فحبذا لو نجد مسؤولين آخرين يحذون حذوه». من جهته، وفي كلمة له شدد حاصباني على «أهمية المعركة على الصعيد المصيري للبنان، فهي ستحدد هويته ووجهته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية لسنوات عديدة».

مصير الانتخابات بين السنّة!

الاخبار... نقولا ناصيف ... السنيورة يلتزم الصمت حيال ترشّحه لئلّا يقدّم هدية إلى أحد ... يكاد الرئيس فؤاد السنيورة وحده، من المرجعيات السنّية، لم يقل ماذا سيفعل قبل أيار المقبل. الرئيس تمام سلام سبق الرئيس سعد الحريري إلى الانكفاء، ثالثهما الرئيس نجيب ميقاتي غير مرشّح إلى إشعار آخر. أما ما يقوله السنيورة، فمقتضب: لن يقدّم هدية إلى أحد الآن..... ما سمعه مسؤول رسمي من ديبلوماسي غربي رفيع عن شكوك محتملة بإزاء إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، أعاد الاعتبار إلى حد ما إلى الإشاعات والمخاوف من أن الاستحقاق ربما كان في خطر. رداً على سؤال المسؤول الرسمي عن جدية الضغوط المتلاحقة التي يثابر عليها المجتمع الدولي، وتأكيد إصراره على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المعلن، قال الديبلوماسي الرفيع الزائر: أنا هنا أمثّل المجتمع الغربي. ضغطنا لإجراء الانتخابات النيابية الليبية التي كانت مقرّرة في نهاية السنة المنصرمة أكثر مما نضغط الآن في لبنان، إلا أنها تأجّلت وفُرض أمر تأجيلها على المجتمع الدولي الذي قَبِلَ على مضض. ماذا عسانا أن نفعل أكثر؟ ما مانع أن لا يتكرر ذلك هنا أيضاً. هذا لا يعني أننا نوافق على تأجيل الانتخابات أو نتقبّله. ماذا نفعل إذا كانت ثمة إرادة بالتأجيل فُرضت هنا؟». لم يرمِ الشرح الطويل للديبلوماسي الغربي الرفيع سوى إلى أن المجموعة الدولية - وإن في ظل ضغوطها المتواصلة - لا تستبعد خيار التأجيل قبل وقت قصير من الوصول إلى موعد صناديق الاقتراع. إلا أن الرجل الذي لم يكن يخدم في لبنان عام 2004، ذكّره محدّثه المسؤول الرسمي بأن لهذا البلد تجربة أدهى في عصيان الإرادة الدولية أياً بلغت وطأة تهديداتها، هو ما حصل في أيلول 2004 عندما مُددت ولاية الرئيس إميل لحود في الساعات التالية لصدور قرار مجلس الأمن الرقم 1559، وفي أحد بنوده رفض تعديل الدستور لهذه الغاية. لم يُصغَ إليه، ولم تخرب البلاد للفور إلا في وقت لاحق، بعد خمسة أشهر، باغتيال الرئيس رفيق الحريري. عشية انتهاء ولاية مجلس النواب عام 2013، على وفرة النداءات والمطالبات التي أطلقها سفراء دول كبرى في دعوة اللبنانيين إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع، التأم مجلس النواب في اليوم الأخير من العقد العادي الأول في 31 أيار عامذاك، وصوّت على اقتراح قانون معجّل مكرّر بتمديد ولايته سنة وخمسة أشهر بذرائع واهية. كان في البرلمان حينذاك، كالنائب السابق نقولا فتوش، مَن تجرّأ على أن يكون أول مَن يُقدِم، ويعدّ اقتراحاً كي تلحق به الغالبية النيابية المتحفّزة في الأصل. حينذاك، على نحو قد يكون لبنان مرشحاً لأن يقبل عليه مجدداً، تقاطعت الانتخابات النيابية والرئاسية. قبل أن تنتهي ولاية البرلمان الممدّدة إلى تشرين الثاني 2014، كانت رئاسة الجمهورية شغرت منذ أيار، فترافق هذان الشغوران. في ما يقوله المسؤولون اللبنانيون في الآونة الأخيرة، لدحض فكرة التأجيل حتى، إن أحداً من كتل البرلمان أو أحزابه لن يجرؤ بدوره على أن يكرر سابقة النائب الزحلي المستقلّ وقتذاك. ربما بسبب هذا العامل المعلن، يتصرّف زعماء الكتل والأحزاب كما لو الانتخابات النيابية واقعة في موعدها. سقط الحاجز المالي أخيراً، ولا أسباب للتذرّع بمشكلة أمنية. قبل ذلك، بَانَ من المنطقي أنها حاصلة حتماً بلا عقبات أو حجج، لو لم يفاجئ الرئيس سعد الحريري حلفاءه وخصومه في آن باعتزاله السياسة والعزوف هو وعائلته وتياره عن الترشح. مذ اتّخذ قراره هذا في 24 كانون الثاني الفائت، حامت الشكوك مجدداً من حول مصير الانتخابات: تارة بالقول إن من غير الطبيعي القبول بإجرائها في غياب طائفة أساسية كالسنّة، إن لم تقاطعها فهي على الأقل لن تُقبل عليها، وهذا ما لم يقله الحريري الذي أخرج نفسه وعائلته وتياره من الاستحقاق وليس طائفته. وطوراً بالقول إن إفقاد الطائفة السنّية مرجعيتها التمثيلية سيضعها في مهبّ مرشحين مغامرين يخطفون مقاعدها، بلا أي مرجعية تنبثق منهم بعد إقفال صناديق الاقتراع.

ديبلوماسي غربي رفيع: ضغطنا في ليبيا أكثر من لبنان لإجراء الانتخابات فلم تُجرَ

يضاعف هذا القلق الاعتقاد الشائع بقرار خارجي جمّد الحياة السياسية للحريري وفريقه إلى إشعار آخر على الأقل، لم يسع الرئيس السابق للحكومة إلا الامتثال له. ليست الإجراءات التي أعلنها تيار المستقبل أخيراً حيال نوابه أو أعضاء فيه يفكرون في الترشح لانتخابات أيار، سوى تأكيد الامتثال الكامل لرئيسه لما دُعي إليه بلا تلاعب أو تحايل أو اجتزاء، بأن خيّر هؤلاء بين عدم الترشح للبقاء في التيار أو الاستقالة منه. عنى مجموع الإشارات التي عبّر من خلالها الحريري عن تسليمه بقرار اعتزاله، ليس الظنّ فحسب بالسعودية بأنها وراء كل ما حدث على أنه استكمال لما لم يكتمل حلقات في 4 تشرين الثاني 2017 والأيام التالية، بل إن الرجل فقد كذلك المرجعية العربية الاحتياطية التي مثّلتها مصر له وللسنّة اللبنانيين، تاريخياً وحديثاً. قيل إن القاهرة أحجمت عن تحديد موعد للحريري لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان قد طلبه وهو في طريق عودته إلى بيروت في 20 كانون الثاني. الأكثر مدعاة للقلق، بعد إمرار انتخابات أيار، أن الطائفة السنّية ستبدو كأنها مستبعدة عن الاستحقاق التالي بعد أشهر، وهو انتخابات الرئاسة، فلا تكون عاملاً أساسياً مقرّراً فيها، وتالياً التعامل معها على أنها على هامش هذين الاستحقاقين. كانت السفيرة الأميركية دوروثي شيا أول مَن تلقّف هذه الإشارة وتداعيات إخراج الحريري من المعادلة الوطنية على أبواب استحقاقين دقيقين، يوم اعترفت أمام رئيس الجمهورية ميشال عون، غداة اعتزال الحريري، أنها تحدثت إليه بإلحاح قبل ساعتين من إعلانه قراره، تطلب منه التراجع عنه، فلم يستجب. يومذاك سألت رئيس الجمهورية ماذا يسعه أن يفعل؟

اسرائيل ترغب: يخسر أصدقاء حزب الله المسيحيون ويربح أصدقاؤنا

الاخبار.. تقرير يحيى دبوق ... تُعدّ الانتخابات النيابية المقبلة فرصة نظرية يأمل العدو، إلى جانب أصدقائه في الداخل والخارج، بأن يحققوا عبرها في مواجهة حزب الله ما عجزوا عن تحقيقه بواسطة الخيارات الأخرى. ورغم أن تل أبيب ترى أن هذه الفرصة ضبابية وذات إمكانات محدودة، لكنها تبقى بالنسبة إليها أفضل من الوقوف بلا حراك أمام عدو عجزت عن مواجهته بوسائل التحييد التقليدية.

هل يوفر الاستحقاق النيابي «هزيمة» حزب الله كما ترغب إسرائيل؟

سؤال قد يكون أكبر بكثير من أي إجابة. وعلى فرضية أن الإجابة هي «نعم»: هل تؤدي خسارة حزب الله الانتخابات إلى تغيير الواقع في لبنان؟

وفقاً لتسريبات إسرائيلية عن طاولة التقدير في تل أبيب، فإن الأمل محدود في ما يمكن أن تسفر عنه انتخابات أيار المقبل، حتى ولو كانت الولايات المتحدة، بقدراتها الهائلة، تقف وراء خصوم حزب الله في الداخل، وتتولى قيادة الأتباع وتأطيرهم وتوجيههم بشكل مباشر، إذ إن لدى تل أبيب وجهة نظر مغايرة عن الحليف الأكبر: فحتى مع رافعات الضغط الاقتصادي والأزمة المتفاقمة في لبنان التي تتحكّم الولايات المتحدة في مستوياتها واتجاهاتها، إلا أن الهدف سيكون صعباً، ليس فقط في ما يتعلق بنتيجة الانتخابات نفسها، بل تحديداً في تثمير فوز كهذا لاحقاً، هو في طبيعته فوز نسبي في أحسن حالاته. في قراءة الانتخابات النيابية اللبنانية، تبرز تقارير ومواقف لعدد من الخبراء الإسرائيليين، تخلط بين الواقع والآمال، إلا أنها قد تكون الأكثر تعبيراً عن «الجو العام» في إسرائيل. ومن أبرز ما صدر في الأسبوعين الماضيين، تقرير لـ«الخبير المخضرم» في الشؤون العربية في «القناة 13» العبرية، إيهود يعري، تحت عنوان: «هزيمة حزب الله في صناديق الاقتراع». اللافت في مضمون التقرير، «الرغبوي» في معظمه، شبه التطابق بينه وبين ما يجري من «فذلكات» بإشراف الجانب الأميركي، عن وجهة الانتخابات، وأسباب فوز الأتباع بها، إذ يرد في مقدمة التقرير الآتي:

«نعم، هناك طرق للتأثير في صناديق الاقتراع المقبلة في لبنان، مع الأميركيين والفرنسيين ودول الخليج. القليل من المساعدة المالية، والمساعدة المهنية للحملات الانتخابية، والوساطة الهادئة بين السياسيين الذين يجدون صعوبة في تشكيل قوائم مشتركة. وهذه يمكن أن تؤدي إلى نجاح معارضي وخصوم حزب الله في لبنان». ويوضح: «الشريك المسيحي الأكبر لحزب الله هو التيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل، صهر الرئيس ميشال عون الذي سيُنهي ولايته قريباً. ومن المحتمل أن يخسر الآن نصف مقاعده في البرلمان، وسينتقل عدد كبير من هذه المقاعد إلى أطراف معادية لـ(الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله، مثل حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، صديقنا في حرب لبنان الأولى عام 1982». ويضيف: «أحدثت استقالة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري فراغاً في المعسكر السني. وأخوه وعمته ليسا قائديْن. مع ذلك، تستعد شخصيات سنية أخرى من المنافسين اللدودين لنصرالله لنسج تحالفات مغلقة في الدوائر الانتخابية الخمس عشرة. سيجد نصرالله صعوبة في إدخال مرشحين سنّة (من هذه الدوائر) إلى البرلمان»، كما «سيصوّت عشرات الآلاف من اللبنانيين من المهاجرين خارج لبنان، إذ تسجّل للتصويت 250 ألفاً، علماً أن العدد كان تسعين ألفاً في انتخابات 2018. ويخشى حزب الله من أن هذه الأصوات ستقلب الموازين، إذ إن معظم هؤلاء الناخبين هم من المسيحيين الموارنة».

تل أبيب ترى أن فرصة أن يُلحق الاستحقاق الانتخابي هزيمة بحزب الله ضبابية ومحدودة

ويهتم كاتب التقرير بالإشارة إلى أن هناك مرشحين شيعة «سيعملون على منافسة قوائم حزب الله وحركة أمل بشكل مستقل. وهنا سيكون نصرالله معنياً بتحييدهم عن خوض الانتخابات، إما عن طريق الإغراء أو عن طريق التخويف كي يدفعهم للانسحاب من السباق الانتخابي». كما «يتوقع نشوب معركة انتخابية لدى الدروز، بين رجال وليد جنبلاط، العدو القديم لحزب الله، وبين متماهين مع نصرالله مثل الأمير طلال أرسلان. لكنّ دروز لبنان، كما دروز إسرائيل، غاضبون من نصرالله نتيجة المعاملة التي يتلقاها إخوانهم في سوريا». ويختم الكاتب الإسرائيلي تقريره بـ«نصيحة»: «واضح أن شعور نصرالله بالخطر، سيدفعه إلى البحث في تأجيل الانتخابات، حتى لو ألزمه ذلك اللجوء إلى العنف من أجل التأجيل. لن نكون في وضع التعاطف معه في حالة كهذه، لكن دعونا ندفعه إلى تلك الزاوية. ليس هناك الكثير من الوقت، إذ إن هناك ما يجب القيام به، وكذلك هناك من يمكن العمل معه، وفي النهاية، هناك ما يمكن ربحه».

مرضى السرطان في لبنان يموتون في منازلهم لعدم قدرتهم على تأمين الدواء وتكاليف المستشفيات

الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... لا وجع يفوق وجع مرضى السرطان في لبنان الذين لم يعودوا يواجهون «المرض الخبيث» حصريا، إنما يخوضون معركة وجودية لتأمين أدويتهم، وتكاليف علاجهم ما يؤثر على وضعهم النفسي، ويجعل استجابتهم للعلاج، متى توفر، بطيئة أو صعبة للغاية. ويؤكد هاني نصار، رئيس جمعية «بربارة نصار» لدعم مرضى السرطان، أن هناك 30 ألف مريض سرطان سنويا في لبنان، و18 ألف حالة جديدة كل عام. لكن الأزمة لم تعد بالأرقام والنسب المرتفعة للمرض، فتحديد أسبابها ووضع أسس للحل بات ترفا في بلد غير قادر على تأمين الدواء والعلاج لمرضاه، ما يؤدي لوفاة عدد كبير منهم في منازلهم. ويقول نصار، الذي يتواصل يوميا مع مئات الحالات، لـ«الشرق الأوسط: «الدواء متوفر بالقطارة وليس لكل المرضى. كثيرون يتلقون العلاج لشهر ولا يستطيعون تأمينه خلال شهرين ما يؤثر على عملية شفائهم ويؤدي لوفاة البعض. كما أن البعض الآخر وفي حال حصل على أدويته فهو غير قادر على تغطية تكاليف المستشفيات التي بات بعضها يبتز المرضى بعد أن لامست فواتيرهم أرقاما خيالية ما يجعل المئات يلازمون منازلهم بانتظار الموت». ويشير نصار إلى أن «في لبنان 445 دواء سرطان مسجلا، وبالتالي حين يتم الإعلان عن وصول شحنة أدوية نحن لا نتحدث عن كامل هذه الكمية إنما عن كميات قليلة باتت توزع أحيانا في يوم واحد في وزارة الصحة»، موضحا أن «هناك أدوية مقطوعة منذ أشهر ما حتم علينا البحث عن أدوية جنيريك في دول كالهند، بحيث نسعى لتأمين التواصل بين المريض والشركات المصنعة للحصول على أدويته بأسعار معقولة مقارنة بأسعار الدول المصنعة أوروبيا... ولكن حتى هذه المبالغ التي قد تتراوح ما بين 200 و500 دولار شهريا مقارنة بـ6 آلاف للدواء المصنع في دول أوروبا، قسم كبير من المرضى غير قادر على تأمينها». وتبحث لينا. ق (٤٠ عاما) منذ أسابيع عن دواء لوالدها الذي عاوده السرطان في الأوتار الصوتية. فبسبب تقدمه بالسن يفترض أن يخضع لنوعي علاج وبسبب عدم توافر الدواء يخضع حاليا لعلاج واحد ما قد يؤثر على عملية الشفاء من جديد. وتقول لينا لـ«الشرق الأوسط»: «لم نعد نستطيع انتظار الحصول على الدواء مجانا من وزارة الصحة. نحن مستعدون لدفع أي مبلغ مقابل تأمين الدواء من أي جهة كانت». والد لينا كما وائل طرابلسي (٣٦ عاما) المصاب بسرطان الأمعاء درجة رابعة، من المرضى المحظوظين باعتبارهم قادرين على تأمين تكاليف علاجهم. وائل نجح بعد رحلة طويلة من العذاب والذل، كما يقول لـ«الشرق الأوسط» بتأمين الأدوية لـ6 جلسات سيتلقى خلالها علاجا كيميائيا، بعدما دفع مبالغ طائلة، مضيفا: «لو كان المسؤولون في لبنان يتحلون بذرة إنسانية لتركوا كل شيء وانكبوا على تأمين الدواء والعلاج لمرضى السرطان... لكن للأسف الإنسانية مفقودة لديهم». ويشهد لبنان شحاً كبيراً بأدوية السرطان والأمراض المستعصية باعتبارها مدعومة من مصرف لبنان بخلاف باقي الأدوية التي تم رفع الدعم عنها في الأشهر الماضي. ويوضح رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي أنه «وبعدما كان مصرف لبنان يدعم هذه الأدوية بمبلغ 115 مليون دولار بات المبلغ حاليا يقتصر على 35 مليون دولار يذهب منها 10 ملايين لدعم المستلزمات الطبية، وهو مبلغ غير كاف خاصة أن بعض الأدوية المدعومة التي تصل بالقطارة يوزع جزء منها للقطاع الخاص ولا تذهب بالكامل إلى وزارة الصحة». ويضيف عراجي لـ«الشرق الأوسط»: «منذ نحو 3 أشهر ونصف نشعر أن الأزمة تزداد... الحل الوحيد هو برفع الدعم ليبلغ 50 مليون دولار على أن يترافق ذلك مع نظام تتبع للمرضى للتأكد أن الدواء يذهب إليهم وليس للتجار... لكن للأسف لا يبدو أن الحل قريب وللأسف الأزمة طويلة». وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد كشف بمناسبة «اليوم العالمي للوقاية من السرطان» في 5 فبراير (شباط) الحالي بأن الدولة لن تكون قادرة على مواصلة تأمين الأموال المطلوبة للاستمرار بدعم أدويتهم، قائلا: «أصارحكم القول بأن الدولة لم تعد وحدها قادرة على هذا الحمل في الفترة المقبلة لتزايد الحاجات وضآلة الإمكانات. من هنا نطلق اليوم نداء إلى الجميع، من مسؤولين وقطاع خاص ومجتمع أهلي محلي، وإلى المنظمات والهيئات الدولية والدول المانحة، لمد يد العون لنا في هذا الظرف الدقيق، لأن المريض لا يمكنه انتظار إنجاز الموازنة أو بلورة خطة التعافي».



السابق

أخبار وتقارير...ماذا سيحدث إذا غزت روسيا أوكرانيا؟ (سؤال وجواب)... ​​​​​​​CBS عن المخابرات الأميركية: الأوامر صدرت للقادة الميدانيين الروس لبدء غزو أوكرانيا..هل يقوم بوتين «العقلاني» بخدعة استراتيجية أم تحوَّل إلى زعيم متهور؟...البيت الأبيض: روسيا قد تشن هجوماً على أوكرانيا في أي وقت... الرئيس الأوكراني يقلب الطاولة على حلفائه الغربيين..الروس أمام خيارين... «قوة عظمى» أم دولة «طبيعية» تمتلك اقتصاداً ناجحاً؟..مناورات «الردع الاستراتيجي» الروسية تفاقم التوتر... التقارب الروسي - الصيني يُقلق الغرب.. «حرب بلا رصاص»... بوتين يضعف الاقتصاد الأوكراني؟.. (تحليل إخباري): الحرب الباردة الثانية: أوكرانيا بدلاً من برلين؟..زوجان أميركيان يعترفان بمحاولة بيع أسرار غواصات نووية لـ«دولة أجنبية»..

التالي

أخبار سوريا.. نزاع بين «قسد» والنظام يعلق الامتحانات في جامعة الحسكة.. الغوطة الشرقية تعاني من مخلفات الحرب و«القبضة الأمنية».. مقتل 5 عناصر من النظام وإصابة ضابط في البادية السورية.. اشتداد الصراع الفصائلي في ريف حلب: الجولاني يستعدّ للقضم... بغطاء من أنقرة..مكتبات دمشق تشتاق لروادها في ظل التدهور الاقتصادي..«أوميكرون» يغزو ريف إدلب..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,536,709

عدد الزوار: 6,899,722

المتواجدون الآن: 94