هل يتحوّل لبنان الى "ضاحية جنوبية جديدة" في ظلّ استمرار "حزب الله" بأسر المطار واختطاف الدولة؟؟

تاريخ الإضافة السبت 17 تموز 2010 - 9:30 ص    عدد الزيارات 3202    القسم محلية

        


سلمان العنداري::

ابدت مصادر سياسية وامنية بارزة قلقها من الاحداث الاخيرة التي تتلاحق على الساحة اللبنانية الداخلية، والتي تمثّلت آخر فصولها "بالاختراق الامني الكبير" الذي شهده مطار رفيق الحريري الدولي اثر حادثة تسلل المواطن فراس حيدر الى منظومة العجلات في طائرة "ناس" التابعة للخطوط الجوية السعودية، معتبرةً ان ما حصل هو "بغاية الخطورة" ويفتح الباب على كثير من التساؤلات والممارسات والانتهاكات التي حصلت وتحصل في البلاد، مما يؤدي حتماً الى كشف الدولة بكل مؤسساتها ومرافقها وقواها، وافقادها المصداقية الدولية والوجودية والامنية، وبالتالي فمن غير المقبول ان يُسمح لحادثة من هذا النوع في المرفق الحيوي الاول في البلاد باعتباره البوابة الاساسية والواجهة الاولى للعالم اجمع، لأن مثل تلك الحوادث والخروقات في حال تكرارها، من شأنها ان تزعزع الثقة في القدرة على الحفاظ على سلامة الركاب والطائرات التي تحط في مطار رفيق الحريري الدولي، ليعتبر لبنان دولة خطرة وفاشلة ومارقة وُجب تحاشيها".

المصادر وفي حديث لموقع "14آذار" الإلكتروني أعربت عن قلقها من امكانية استمرار الاوضاع الامنية في البلاد على ما هي عليه، متّهمةً "حزب الله" بأنه يحاول بمختلف الطرق والوسائل "احتجاز" السلطة الامنية اللبنانية، وضرب مصداقيتها ومؤسساتها كي يؤمّن استمراريته في السيطرة على مقدرات هذا البلد، وصولاً الى وضع اليد على كل المراكز والمرافق الحيوية، "فالحزب اليوم يريد ان يحكم لبنان وهو يريد ذلك من كل النواحي, الامنية والسياسية والاقتصادية وحتى الثقافية. ونراه اليوم يفرض هذا المنطق وهذا الواقع من خلال السياسة التي ينتهجها في الداخل اللبناني، وبالتالي فمن غير المستغرب ان نشهد مثل هذه الخروقات الخطيرة على متن مطار رفيق الحريري الدولي طالما يمسك هذا الحزب بزمام الامور هناك، ولا يسمح للدولة بمؤسساتها الشرعية والامنية بتشديد قبضتها وتطبيق القانون على الجميع، اذ نراه مستمراً في "أسر المطار" باعتباره منطقة استراتيجية تمسّ امنه وتعزز موقعه العسكري والسياسي، بما يؤدي الى مزيد من تهشيم صورة الدولة في مقابل ترسيخ مفهومه ومنطقه الخاص في مقاربة الامور".

واعتبرت المصادر نفسها ان "حزب الله" اليوم ينفّذ مخططاً سياسياً كبيراً مرتبطاً بولاية الفقيه الايرانية، إن عبر الاستمرار في "قضم" مؤسسات الدولة الامنية والسياسية و"ترويضها" بما يخدم وجهته الاستراتيجية، او عبر الاستمرار في التهديد والتلويح بترسانة السلاح الضخمة التي يملكها والتي استعمل جزءاً منها في احداث 7 ايار 2008 بعد ان كانت موجهة نحو العدو الاسرائيلي، اذ وصلت الامور عند بعض "الملحقين" بهذا الحزب الى القول علنياً ان احداث السابع من ايار ستتكرر في حال مُسّ هذا السلاح بشكل او بآخر".


وأسفت المصادر لـ"وقوع" المطار والمناطق المحيطة به تحت قبضة "حزب الله" الحديدية، اذ يتصرف "على كيفه" في هذا المرفق الاساسي والحيوي، ومن غير المستبعد ان تكون عمليات تهريب السلاح وتهريب بعض الاشخاص من دون المرور بالحواجز الرسمية والامنية تحصل بعلم "بعض الاجهزة" التي يسيطر عليها، ولا شكّ ان حادثة فراس حيدر الاخيرة فتحت العين على الواقع الامني، وعلى التجهيزات البدائية التي تحيط بالمطار، خاصةً في ما يتعلق بالمراقبة الامنية للمدرج، وبعدم وجود سواتر عالية تفصل الاحياء السكنية المحيطة (برج البراجنة والاوزاعي) عن حرم المطار، بما يتيح امكانية التسلل والرصد، ومن شأن ذلك ان يعرض عدد كبير من السياسيين والمواطنين والاجانب لخطر كبير".

وكشفت المصادر ان رئيس جهاز امن المطار وفيق شقير كان قد طالب وزارة الاشغال بتحصين التجهيزات المحيطة بمدرج المطار عبر تقارير ارسلها ورفعها الى الوزارة، ولكن هذا الامر لم يحصل، مما دفعه الى طلب اعفائه من الخدمة ووضعها بيد الوزير زياد بارود، الا ان هذا الواقع لا يعفيه من مسؤوليته في هذا الشأن، مع الاشارة الى ان شقير يحظى برضى حزب الله الذي "خاض" باسمه "معركة 7 ايار الدامية" قبل سنتين".

كما رأت المصادر ان "حزب الله" يعتمد سياسة واضحة هدفها "التقنيص" على الدولة وكسر مصداقيتها، ان عبر "قيادة الحملات" على الاتفاقيات الامنية المعقودة بين لبنان ودول اخرى كالولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، و"تسويق" الطرف السياسي المنافس له على انه "مرتبط" بمشروع صهيوني- اميركي يهدف الى الاجهاز على الحزب وتضييق الخناق عليه تمهيداً لكشفه امام اسرائيل والمجتمع الدولي"، اضافةً الى حملات التشكيك بالمحكمة الدولية"...

واضافت: "لا شك ان الاحتجاجات التي شهدتها بعض المناطق الجنوبية بين الاهالي وقوات اليونيفل لم تكن بريئة بأي شكل من الاشكال، خاصةً وان هذه الاشكالات المتزامنة مع التصريحات العلنية لقادة وكوادر "حزب الله"، جاءت بعد قرار فرض العقوبات على ايران من قبل مجلس الامن، وبعد التشدد الفرنسي الكبير في الدفع بهذه القرارات نحو التحقّق، وبهذا يمكن القول ان "حزب الله" مستمر في تنفيذ اجندة اقليمية ايرانية على الاراضي اللبنانية، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام عن الدور الذي سيقوم به في المدى المنظور إذا ما ارتفعت حدة الصراعات والتوترات بين طهران والمجتمع الدولي فيما يختص بالملف النووي".


وختمت المصادر بالقول: "لا يخفى على احد ان "حزب الله" يسعى الى امتلاك الساحة اللبنانية او خطفها الى حيث هو يريد، ولا شك ان "لائحة الممنوعات والتحريمات والخطوط الحمراء" الامنية والسياسية والدينية والثقافية التي وضعها ويضعها، ستؤدي إلى تحقيق مشروعه السياسي الكبير (والذي تكلم عنه الشيخ نبيل قاووق قبل سنوات)، وبالتالي ستعزل لبنان عن محيطه الخارجي، على ان تكون البوابة الاساسية للعبور تتمثل بسوريا وايران ومحور الممانعة". وسألت المصادر: "هل يتحول لبنان الى ضاحية جنوبية جديدة؟"...
المصدر : خاص موقع 14 آذار


المصدر: موقع 14 آذار

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,578,208

عدد الزوار: 6,955,926

المتواجدون الآن: 58