أخبار لبنان.... وزير لبناني لإخراج الأعمال الحربيّة والإرهابيّة من مسببات «بيروتشيما»...لبنان «يضرب رأسه» في الجدار الحكومي والانهيار... يتسارع...السنيورة يتخوف من «مزارع شبعا بحرية» مع إسرائيل... تأجيل زيارة دياب للعراق يثير جدلاً سياسياً في لبنان...تبادل اتهامات بين «الوطني الحر» و«المستقبل» حول إفشال المبادرة الفرنسية... الأحزاب اللبنانية تواجه فقر جماهيرها بـ«الحصص الغذائية»...

تاريخ الإضافة الأحد 11 نيسان 2021 - 4:59 ص    عدد الزيارات 2178    القسم محلية

        


وزير لبناني لإخراج الأعمال الحربيّة والإرهابيّة من مسببات «بيروتشيما» وأهالي الضحايا توعّدوه قضائياً....

بيروت - «الراي»:.... تسبّب كتابٌ وجّهه وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية راؤول نعمة الى المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت ببلبلة كبيرة على المستويين السياسي والشعبي، ولا سيما أنه طلب «إصدار تقرير رسمي يُخرج الأعمال الحربيّة والإرهابيّة من دائرة الأسباب التي أدّت إلى وقوع انفجار 4 اغسطس 2020» الذي أدى إلى وقوع أكثر من 200 ضحية و 6500 جريح ودمار نصف العاصمة. وعزا نعمة طلبه الذي لم يكتمل وصوله الى المحقق العدلي القاضي طارق بيطار عبر وزيرة العدل ماري - كلود نجم، إلى «تمكيننا من إصدار التوجيهات والإرشادات المناسبة لهيئات الضمان اللبنانيّة ومخاطبة هيئات إعادة الضمان الدوليّة، لتسديد التزاماتها الماليّة حفاظاً على حقوق المواطنين المؤمّنين». وعلى وقع تفاعُل انكشاف أمر هذا الطلب المؤرخ في 8 الجاري، أوضحت وزيرة العدل في بيان لها أنه «تعقيبا على ما تداولته بعض وسائل الاعلام بخصوص كتاب مرسل من وزير الاقتصاد الى المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، أن الكتاب المذكور لم يرد إلى وزارة العدل». بدوره، أشار نعمة في بيانٍ إلى أن «وزير الاقتصاد مسؤول عن لجنة مراقبة هيئات الضمان، وهو يحض بشكل متواصل شركات التأمين على تعويض المتضررين من انفجار مرفأ بيروت، حماية لحقوقهم، إنما لا يمكن إلزامهم التعويض من دون صدور تقرير رسمي يبيّن الأسباب وراء الانفجار، لأن غالبية عقود التأمين وإعادة التأمين تستثني أعمال الحرب والإرهاب من نطاق التغطية». وقال: «عليه، وجّهت لجنة مراقبة هيئات الضمان كتاباً إلى المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، للاضاءة على أهمية تبيان بأسرع وقت الأسباب التي أدت الى انفجار مرفأ بيروت، آملة منه في حال خلصت التحقيقات، الى إعلان ذلك في سبيل اتخاذ اللجنة الإجراءات اللازمة». وختم: «الكتاب لا يهدف بأي شكل الى التدخل في عمل القضاء، وتبدي اللجنة كامل استعدادها لسحب الكتاب وإعادة صياغته، نظرا إلى سوء تفسيره بما لا يتماشى مع الهدف المنشود منه». ولم يهدئ بيان نعمة من غضب أهالي الضحايا الذين نفّذوا وقفة في محيط منزل وزير الاقتصاد في الاشرفية، معتبرين أن الكتاب الذي وجّهه تدخل سافر بمسار التحقيقات. وإذ أشاروا إلى أن فعل نعمة «يُعَدّ جرماً تصل عقوبته لـ3 سنوات سجن»، أعلنوا أنهم سيرفعون دعوى ضده، فرادية وجماعية. ويُذكر أن القضاء اللبناني يمضي بتحقيقاته في «بيروتشيما» الذي لم تُفك بعد كامل شيفرة «صندوقه الأسود» وأسباب انفجار أطنان نيترات الأمونيوم في مرفأ العاصمة، وسط تقارير تواترتْ في الأشهر الأخيرة عن أن شحنة النيترات (كانت نحو 2700 طن) التي حملتْها الباخرة روسوس قبل نحو 7 أعوام وخُزنت حتى يوم انفجار ما بقي منها، كانت في إطار محاولات مسؤولين سوريين ‏الحصول عليها لاستخدامها في الأسلحة، وأن الشركة التي اشترت النيترات مرتبطة بثلاثة رجال أعمال سوريين يحملون الجنسية الروسية ويوصفون بـ «رجال الأسد». وفيما ارتبطت السفينة روسوس بتمويه لمسارها وملكيتها قبل رسوها في بيروت التي رجّحت التقارير أنها كانت من الأساس وجهتها الرئيسية (وليس الموزمبيق) منذ انطلاقها من جورجيا، سطّر المحقق العدلي اللبناني في القضية قبل شهر إستنابات قضائية تتعلق بكيفية شراء الأمونيوم ومالكي الشحنة والشركات التي انخرطت في هذه الصفقة ولصالح مَن تّم استيرادها ومَن دفع ثمنها ولحسم هوية المسؤولين عنها.

هيل إلى بيروت هذا الأسبوع والعقوباتُ الأوروبية «على النار»

لبنان «يضرب رأسه» في الجدار الحكومي والانهيار... يتسارع

الراي.... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |..... ... عيْنٌ على حرب 13 أبريل 1975 التي مضتْ ولكن ترسيماتها «السحيقة» ما زالت محفورةً في الأبعادِ العميقةِ للمأزق الشامل الذي يقبض على لبنان الفاقد كل مناعةٍ تجاه الأزمات القاتلة، وعيْنٌ على ومضاتٍ من التاريخ الأسود الذي كَتَبَ فجر 15 أبريل 1912 نهايةً مأسويةً لسفينة «التايتانيك»، التي لم يَعتقد أحدٌ أن بلداً قد «يركبها» يوماً في طريقٍ لم تبقَ منه إلا أمتار قليلة قبل الارتطام الكبير. هكذا تبدو بيروت عشية أسبوعٍ سـ«تعود» فيه حرب الـ 15 عاماً للمرة 31 منذ انتهائها (العام 1990) على شكل ذكرى ربما لا تتوافر ظروفُ ولا نياتُ «إحيائها» بمعناها العسكري، ولكن لبنان يعيش تشظياتِ ما هو أسوأ منها على صعيد واقعه المالي والاقتصادي والمعيشي الذي صار «حُطاماً»، وسط طغيان المخاوف من أن يكون «الأوان قد فات» لتفادي «الطوفان» المدمّر الذي يُخشى أن تغرق معه حتى أسطورة طائر الفينيق المنبعث من... الرماد. و«التايتانيك» اللبنانية لن تحتفلَ بذكرى الحرب على وقع الموسيقى التي رافقتْ «آخِر أنفاس» السفينة العملاقة... فحتى هذا «الرحيل الأسطوري» لن تنعم به «بلاد الأرز» التي يطغى على رحلة سقوطها نحو القعر «صليل» عقوباتٍ خارجية آتية، وقرقعة انفجارٍ اجتماعي يزداد هديره يوماً بعد آخر، وأنين جائعين خلف جدران بيوتاتٍ تستعدّ لرمضان سيحلّ هذه السنة بـ«شق النفَس»، بلا فرحٍ خنقتْه أزمة الدولار التي أفقرتْ المائدةَ الرمضانية، ولا أضواء «قتلتْها» عتمةُ الكهرباء، بانتظار فرَجٍ صار الانفجارُ يسبقه بأشواط. وإذا كانت أزمةُ تشكيل الحكومة الجديدة باتتْ «القفلَ والمفتاحَ» في الواقع اللبناني وإمكان خروجه من الحفرة قبل الاصطدام المروّع، فإن وقائع الأيام الماضية لم تشهد ما يشي بأن لعبة «ليّ الأذرع» الداخلية بامتداداتها الإقليمية تقترب من نهايتها، رغم كل الضغوط الخارجية التي عبّرت عن نفسها عبر حركة مصرية وللجامعة العربية في اتجاه بيروت، ورفْع باريس «أعلى صوت» بإزاء المماطلة في تأليف حكومة المَهمة، مع تلويحٍ بعقوباتٍ على شكل منع سفر وتجميد أموال تشير تقارير إلى أنها أصبحت قاب قوسين وقد تتبلور بعد اجتماعٍ لوزراء خارجية الاتحاد الأوربي في غضون نحو أسبوع. وفي حين تتقاطعُ الحركة العربية - الفرنسية حيال الأزمة اللبنانية عند وجوب تشكيل حكومة من اختصاصيين غير حزبيين وبعيداً من أي محاصصة حزبية وسياسية وتالياً بلا ثلث معطّل لأي فريق وبلا أي محاولاتٍ للعودة إلى صيغة التكنو - سياسية، باعتبار ذلك شرطاً للإفراج عن أي دعمٍ مالي دولي للبنان، فإنّ الولايات المتحدة وبعد ما يشبه الانكفاء عن الانخراط المباشر في الملف اللبناني في غمرة انهماك الإدارة الجديدة بجبهاتٍ أخرى، بدت وكأنها تعطي إشاراتِ اهتمامٍ أكبر من دون الخروج عن منطوق المبادرة الفرنسية ومرتكزاتها. وغداة تأكيد وزيريْ الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والفرنسي جان ايف لودريان في اتصال بينهما (الجمعة) على القادة السياسيين في لبنان «تحقيق إصلاحات حقيقية تخدم مصالح الشعب اللبناني»، في موقفٍ جاء على وهج تهديد لودريان بأن «بلاد الأرز» أمام «أيام مصيرية» كاشفاً أن بلاده بصدد «اتخاذ إجراءات بحق مَن عرقلوا حلّ الأزمة» الحكومية، فإن واشنطن ستدخل الأسبوع الطالع على الملف اللبناني عبر «معاينةٍ ميدانية» ستوفّرها زيارة وكيل وزارة الخارجية ديفيد هيل لبيروت من ضمن جولة تشمل عدداً من دول المنطقة. وتشير معطياتٌ إلى أن هيل سيتناول عنوانين رئيسييْن: الأول الملف الحكومي عبر الحض على الإسراع باستيلاد تشكيلة مقبولة دولياً، حيث نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر مطلعة أن «واشنطن ستقرر التعاون مع الحكومة العتيدة أو مقاطعتها بعد أن تطّلع على طبيعتها، وأن هيل سينقل رفض إدارته لتحكّم أي فريق سياسي بقرار مجلس الوزراء العتيد، أكان رئيس الجمهورية ميشال عون أو التيار الوطني الحر أو حزب الله، وأن انضمام فاسدين أو جهات مصنّفة على لائحة أميركا السوداء إلى الحكومة، لن يسعفها كثيراً في نيل ثقة المجتمع الدولي». والثاني ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وخصوصاً في ضوء محاولة بيروت الخروج من «الاتفاق - الإطار»، الذي انطلقت على أساسه المفاوضات برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية قبل تعليقها، وذلك على قاعدة اقتراح تعديل مرسوم الحدود البحرية اللبنانية (الصادر العام 2011) لإضافة مساحة 1430 كيلومتراً مربعاً إلى الـ 860 كيلومتراً مربّعاً التي يجري التفاوض في شأنها، بما يجعل حقل «كاريش» ضمن منطقة متنازَع عليها ويقطع الطريق على بدء شركة «إنرجين» عملها فيه بعد نحو شهرين. علماً أن هذا التعديل علِق في شباك خلافاتٍ سياسية لبنانية اتخذت شكل «مَن يوقّع» المرسوم أولاً، وما زالت حتى الساعة تحول دون إنجازه. وفي حين دعت أوساط سياسية لرصْد أجندة لقاءات هيل اللبنانية والتي يُنتظر أن تُلاقي بطبيعة الحال المقاطعة التي خصّ بها وزير الخارجية المصري سامح شكري رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وخصوصاً أن الأخير مدرَج منذ نوفمبر الماضي على لائحة العقوبات الأميركية، فإنّ «التيار الحر» لم يُبْدِ أي إشارات مرونة في الملف الحكومي بل بقي مستظلاً شعار «الحكومة مهمة جداً، لكن التدقيق الجنائي أهمّ بلا مزيد من المماطلة والهرب إلى الأمام» وفق «المعركة» التي أطلقها الرئيس عون قبل أيام واتُهم فيها بأنه «يضع العربة أمام الحصان». وقد عبّر بيان «التيار الحر» أمس، عن هذا المنحى المتشدّد، إذ ردّ ضمنياً على الاتهامات لفريق عون بأنه يريد الثلث المعطّل في أي حكومة، آخذاً على الرئيس المكلف سعد الحريري أنه «يسعى لتأخير تشكيل الحكومة، ويأتي في هذا السياق تفشيله للمسعى الفرنسي الأخير (لعقد لقاء بين باسيل والحريري)»، وأن «نياته الحقيقة السعي للحصول على نصف أعضاء الحكومة زائد واحد». وعلى وقع الأفق المقفل حكومياً، استغربت الأوساط السياسية إدخال تأجيل الجانب العراقي زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوفد المرافق التي كانت مقررة لبغداد في 17 الجاري، في «الحروب الصغيرة» اللبنانية ومقاربة خلفيات إرجائها من زاويةٍ قد ترتّب تداعيات ديبلوماسية على العلاقات مع العراق. إذ بعدما عزا المكتب الإعلامي في رئاسة الوزراء اللبنانية قرار التأجيل بأنه «لأسباب عراقية داخلية»، ذهبت تقارير في وسائل إعلام قريبة من «حزب الله» إلى اعتبار الأمر رضوخاً من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لضغوط طرف إقليمي والحريري بهدف «خنق لبنان» وزياد الضغوط «لانتزاع استسلام فريق رئاسة الجمهورية وإقصاء حزب الله عن الحكومة». وقد سارع الحريري لنفي «الخبر الملفق بنسبة 100 في المئة والذي يشكل إساءة متعمدة لرئاستي الحكومة في العراق ولبنان». ومعلوم أن زيارة دياب كان هدفها توقيع اتفاق مبدئي للحصول على 500 ألف طن من النفط مقابل خدمات صحية وطبية، ثم أكثر من مليونَي طن. وفيما اعتُبر التصويب على الرئيس المكلف في موضوع زيارة العراق «رسالة» له، ليس حزب الله بعيداً عنها، بإزاء تصلُّبه في الملف الحكومي، تزداد فصولُ الشقاء اللبناني وسط تناسُل الأزمات التي باتت تستجرّ إشكالاتٍ يومية منها عِراك بين القصابين وتجار اللحوم والماشية في وسط بيروت، بسبب خلافٍ على التسعيرة، تخلله تضارب بالسكاكين قبل أن يحصل إطلاق نار من رشاش حربي ما أدى لوقوع جريحين أحدهما أصيب برصاصة في رجله والثاني إصابته طفيفة بسكين في رقبته، ناهيك عن أزمة الخبز التي تتكرّر وهذه المرة بسبب خلاف بين وزارة الاقتصاد ونقابة أصحاب الأفران حول زنة وتسعيرة ربطة الخبز.

اعتصام في بيروت للمطالبة بحكومة إنقاذ

بيروت: «الشرق الأوسط»... نظم عدد من التجمعات الشبابية والأهلية ومجموعات حراك 17 تشرين الأول (أكتوبر) أمس تحركاً في بيروت احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشيّة والمماطلة بتشكيل حكومة إنقاذيّة. وتجمع المعتصمون، رغم رداءة الطقس، في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت ثمّ انتقلوا إلى ساحة الشهداء، حيث أطلقوا الشعارات المنددّة بعجز السلطة عن إيجاد حلّ للأزمات المالية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان، مطالبين بالإسراع بتشكيل حكومة انتقالية. ورفع المعتصمون في التحرك الذي جاء تحت عنوان «لإن الدستور والقانون أصبحا وجهة نظر… حقي أن أغضب» الأعلام اللبنانيّة ولافتات تذكّر بارتفاع أسعار السلع وتراجع القدرة الشرائيّة للمواطنين مطلقين شعارات تطالب برحيل الرؤساء الثلاثة (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب) وبتشكيل حكومة مستقلة تعمل مع المجلس النيابي على إقرار قانون حول «الكابيتال كونترول». وأكّد المعتصمون على ضرورة استمرار الضغط في الشارع، ولا سيّما أنّ أفرقاء السلطة يتعاملون مع الأزمات التي تمرّ بها البلاد بطريقة غير مبالية ويتبادلون الاتهامات بدلا من البحث عن الحلول.

السنيورة يتخوف من «مزارع شبعا بحرية» مع إسرائيل

قال لـ «الشرق الأوسط» إن عدم الاستناد لأرضية قانونية سيعقّد المفاوضات

الشرق الاوسط....بيروت: نذير رضا.... أعرب رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة، عن مخاوفه من أن تتحول قضية ترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع إسرائيل إلى «مزارع شبعا أخرى»، في إشارة إلى التعثر القائم في مساعي ترسيم الحدود البحرية، وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنه «حين نستند إلى أرضية صلبة بالمطالب اللبنانية الجديدة، سيدعم اللبنانيون جميعاً الفريق المفاوض»، لكنه نبه إلى أنه في حال لم تكن المطالب الجديدة مثبتة قانونياً، فإن المفاوضات قد تمتد لسنوات ونتأخر بالاستفادة من ثرواتنا. وتوقفت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل برعاية ووساطة أميركيتين وتحت علم الأمم المتحدة، بعد أربع جلسات عقدت في مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة في أقصى جنوب غربي لبنان، عندما رفع الجانب اللبناني سقف شروطه، مطالباً بـ1430 كيلومتراً بحرياً إضافياً عن المطالب الأولى التي كانت تقتصر على 860 كيلومتراً متنازعاً عليها. وقال الوفد اللبناني المفاوض قبل أسابيع إنه لن يستأنف المفاوضات من غير تعديل المرسوم الذي أودعته الحكومة اللبنانية في الأمم المتحدة في عام 2010، معتبراً أن هذا المرسوم المعدل «هو سلاحنا لنكسب المفاوضات». وشرح السنيورة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، مسار الترسيم منذ عام 2007، موضحاً أن لبنان وقع مع قبرص ما يُسمى اتفاقية «خط الوسط» في 17 يناير (كانون الثاني) 2007 من غير تحديد النقاط الثلاثية في الشمال والجنوب، بسبب العداء مع إسرائيل جنوباً، ورفض دمشق لترسيم مشترك للحدود شمالاً. وقضت الاتفاقية بأنه لا يمكن لأي فريق أن يقوم بخطوة إضافية دون موافقة الفريق الثالث، وعليه قام الجانب اللبناني بترسيم الحدود بشكل منفرد. وأكد أن «ما قمنا به لا قيمة قانونية له لأنها خطوة أحادية الجانب». وأشار السنيورة إلى «أننا شكلنا في حكومتي الثانية في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2008 لجنة أصدرت تقريرها في 29 أبريل (نيسان) 2009، ووضعت خريطة إحداثيات للنقاط الحدودية بشكل منفرد، ووقع عليها عشرة أشخاص، من ضمنهم أربعة ضباط يمثلون قيادة الجيش، إلى جانب ممثلين عن وزارات أخرى»، لافتاً إلى أن حكومته أقرت التقرير في 13 مايو (أيار) 2009، فيما أودعت حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى في 14 يوليو (تموز) 2010 الأمم المتحدة إحداثيات خط الوسط والنقطتين 23 (جنوباً) و7 (شمالاً) في الأمم المتحدة. وقال السنيورة إن جميع القوى السياسية اعترفت بتلك النقاط، بمن فيهم «من يحملون الآن لواء التعديل إلى النقطة 29» التي يطالب بها الوفد المفاوض الآن وتزيد مساحة النزاع الحدودي إلى 2290 كيلومتراً مربعاً. وخلافاً للاتفاق مع لبنان، قامت قبرص بخطوة منفردة بعقد اتفاق مع إسرائيل في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2010 من غير استشارة لبنان، ما يعد خرقاً للاتفاق، وأودعت تل أبيب حدودها كما ترتئيها بالنقطة الثلاثية مع قبرص في الأمم المتحدة. واعترضت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على تلك الاتفاقية بتاريخ 20 يونيو (حزيران) 2011 لأنها تخالف النقطة «23» التي كانت حكومة السنيورة الثانية قد حددتها في عام 2008. بتاريخ 18 أغسطس (آب) 2011، صدر القانون رقم 163 القاضي بتحديد وإعلان المناطق البحرية للبنان، وأناط بالحكومة إصدار مرسوم لتعيينها. وقررت الحكومة اللبنانية الإبقاء على ما تم التوصل إليه في تقرير اللجنة الخاصة الصادر في عام 2009. وتبنت حكومة ميقاتي في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2011 القرار الصادر عن مجلس الوزراء في 2009. وبعد إعلان اتفاق الإطار، وانطلاق المفاوضات في 14 أكتوبر 2020، اختلفت المطالب. ويقول السنيورة: «لا مانع من التعديل إذا كانت الأسباب مقنعة وليست اختراعاً لأهداف سياسية»، لا سيما أن «ملف مزارع شبعا لا يزال عالقاً كون لبنان لا يزال يرى مزارع شبعا (الحدودية مع سوريا في جنوب شرقي لبنان) له، لكن لا شيء متفقاً عليه مع دمشق على أنها للبنان». وقال السنيورة: «أخاف من أن تكون لدينا مزارع شبعا أخرى في البحر»، موضحاً أنه لا يقول إن المطالب صحيحة أو خاطئة، لكنه يسأل: «ما استجد الآن لتعديل ما كان متفقاً عليه في السابق». وقال السنيورة: «لطالما كان لبنان حريصاً في سياسته الخارجية وبعلاقته مع العالم أن يكون هادئاً وبعيداً عن المبالغات، ويجب أن نحرص على ذلك... إذا كان هناك من سند قانوني وتقني يستدعي ذلك، فإنه يجب علينا أن نعيد النظر، ولا نمانع ذلك، أما إذا لم يكن هناك من سند قوي، فلماذا المبالغات التي تؤخر حصول لبنان على الاستفادة من ثرواته؟»، مؤكداً رفضه القيام بخطوات غير مدروسة. وقال السنيورة: «أتخوف من ألا نكون نستند إلى أرضية صلبة في مطالبنا، لأن ذلك لن يساهم في معالجة الأمور»، لافتاً إلى أن هناك «احتمالات جيدة» لوجود كميات من الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية اللبنانية، لكن «لا دليل على احتياطات مؤكدة». ورأى أن خلق توقعات مبالغ فيها لدى اللبنانيين «لا ينفعهم، بل يخدرهم». وإذ دعا إلى «عدم معالجة الأمور المتصلة بالنزاع البحري بطريقة شعبوية»، أكد أنه «عندما تثبت حقوقنا قانونياً، ونمتلك أرضية صلبة لإثباتها، يجب أن نكون جميعاً مع تعديل المرسوم» الذي طالب به الوفد المفاوض.

ويقترح 4 خطوات لمعالجة الأزمة الحدودية البحرية مع سوريا

الشرق الاوسط....بيروت: نذير رضا... ينسحب النزاع في المنطقة الحدودية الجنوبية مع إسرائيل، على نزاع مستجد مع سوريا في المنطقة الاقتصادية الشمالية، فبعد اعتراض دمشق على تثبيت لبنان لنقاطه الحدودية بشكل منفرد برسالة إلى الأمم المتحدة في عام 2014، قامت بتحديد حدود منطقتها الاقتصادية بشكل منفرد أيضاً، ولزمت شركة روسية في شهر مارس (آذار) الماضي عقد التنقيب عن النفط في بلوك بحري محاذ للبلوكات اللبنانية (1) و(2)، وتتضمن تعدياً بمساحة تقارب الألف كيلومتر مربع على البلوكات اللبنانية الشمالية. ويرى الرئيس فؤاد السنيورة أن على الدولة اللبنانية الآن القيام بأربع خطوات، أولها إرسال رسالة إلى دمشق تلفت انتباهها بكل هدوء إلى التعدي على حقوق لبنان، وثانيها إبلاغ الأمم المتحدة بتلزيم المنطقة السورية من دون ترسيم للحدود، وثالثها إعداد رسالة للشركة الروسية وإبلاغها بالتعدي على المياه اللبنانية، ورابعها إرسال رسالة إلى دمشق وإبلاغها بأن لبنان مستعد لتأليف لجنة للبت بهذا النزاع بطريقة حبية بلا أي مشاكل. وأكد السنيورة أن «من حقنا تشكيل هذه اللجنة بغض النظر عن الأمور السياسية».

تأجيل زيارة دياب للعراق يثير جدلاً سياسياً في لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»....أثار الإعلان عن تأجيل زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إلى العراق، جدلاً في لبنان وسط أسئلة عن أسباب التأجيل ما إذا كانت عراقية أو محلية لبنانية. وكان المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة اللبنانية أعلن في بيان مساء الجمعة عن «تأجيل زيارة دياب والوفد اللبناني إلى العراق، والتي كان موعدها في 17 أبريل (نيسان) الحالي من قبل الأشقاء في العراق»، لافتاً إلى أن مديرية المراسم في رئاسة الحكومة العراقية أبلغت مديرية المراسم في رئاسة مجلس الوزراء في لبنان الجمعة عن طلب تأجيل الموعد، وذلك لأسباب عراقية داخلية. وبدأ الجدل مع اتهام جريدة «الأخبار» القريبة من «حزب الله»، لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بممارسة ضغوط على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتأجيل الزيارة، وهو ما دفع الحريري إلى نفي الخبر. وقال الحريري في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إن «الخبر ملفق بنسبة 100 في المائة، ولا يمت للحقيقة بأي صلة ويشكل إساءة متعمدة لرئاستي الحكومة في العراق ولبنان». وقالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» إنه تم إبلاغها بتأجيل موعد الزيارة من غير تقديم تفاصيل إضافية، مجددة الإشارة إلى أنها عائدة لأسباب عراقية. وكان دياب بصدد زيارة العراق لتوقيع اتفاقيات تشمل قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والصحة والطاقة، ويرافقه فيها وزراء مسؤولون عن تلك القطاعات. وتأجلت زيارة دياب في السابق بانتظار انتهاء الحكومة العراقية من إقرار موازنتها الجديدة. ويتضمن الاتفاق الذي ينوي دياب توقيعه، تزويد لبنان بـ500 ألف طن من النفط الخام، وفي المقابل تسهل الحكومة العراقية وصول المواد الغذائية والمنتجات الزراعية والصناعية إلى لبنان، كما يشمل اتفاقات تعاون طبي بلورها وزير الصحة العراقية خلال زيارته إلى لبنان في الأسبوع الماضي. وأثار خبر تأجيل الزيارة أسئلة في الداخل اللبناني، وسأل عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد خواجة: «‏لماذا تأجلت زيارة الوفد الحكومي إلى العراق؟ هل الأسباب لبنانية أم عراقية؟ وهل يندرج الأمر ضمن سياق إحكام الحصار لتركيعنا وإخضاعنا؟». وقال: «من حقنا كمسؤولين ومواطنين معرفة من يقف وراء ذلك، أكان من أهل الداخل أو الخارج». ورأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم أن «اللغط الذي لف تأجيل زيارة رئيس الحكومة للعراق، يحتاج إلى تبيان ما حصل، لأن أهميتها تكمن في الإسراع في الحصول على المحروقات قبل الوصول إلى العتمة أو العودة إلى سرقة ما تبقى من أموال المودعين، عبر بدعة السلفات».

تبادل اتهامات بين «الوطني الحر» و«المستقبل» حول إفشال المبادرة الفرنسية

بيروت: «الشرق الأوسط»... اتهم «التيار الوطني الحر» رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بـ«إفشال» المبادرة الفرنسية لتشكيل الحكومة، معتبراً في بيان أصدرته «الهيئة السياسية» بعد اجتماعها الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، أنه «لم يعد من شك في أن رئيس الحكومة المكلف يسعى لتأخير تشكيل الحكومة، ويأتي في هذا السياق تفشيله للمسعى الفرنسي الأخير»، وهو ما دفع «المستقبل» للرد، قائلاً إن «قيادة التيار تعاني التخبط والإنكار السياسي». ورأى التيار أن «الاختبار الجدي لاقتراب موعد التشكيل هو قيام الحريري بتقديم صيغة حكومية متكاملة لا غموض فيها لرئيس الجمهورية، وهو ما سوف يكشف نواياه الحقيقية بالسعي للحصول على نصف أعضاء الحكومة زائد واحد». ورد «تيار المستقبل» ببيان جاء فيه أن قيادة «التيار» «تعاني التخبط والإنكار السياسي في أسوأ مراحلهما، وتقدم الدليل تلو الآخر على التصرف كحزب حاكم يستولي على توقيع رئاسة الجمهورية بشأن تأليف الحكومة». وقال «المستقبل»: «من علامات الإنكار المستجدة لدى قيادة التيار، قولها إن الرئيس المكلف سعد الحريري مسؤول عن تفشيل المسعى الفرنسي الأخير، خلافاً لكل التصريحات والتقارير والمواقف التي صدرت من باريس ومن بيروت في هذا الشأن». وأضاف: «أما الخبرية التي تلجأ إليها قيادة التيار، بالحديث عن نية لدى الرئيس المكلف بالعمل للحصول على النصف زائد واحد في الحكومة، فهي محاولة مكررة للهروب إلى الأمام لتبرير التمسك بالثلث المعطل». وأكد أن الرئيس المكلف «هو رئيس لمجلس الوزراء مجتمعاً، ولن يكون رئيساً لنصف المجلس أو ثلثه أو ربعه، والذين يقولون بأنه يطلب النصف زائد واحد، يريدون رئيسين للحكومة، رئيس كلفه مجلس النواب تشكيل الحكومة، ورئيس مكلف من التيار الوطني الحر لتعطيل عملها». وأكد أن «هذا الأمر لن يمر، وتجربة الرئيس الأصيل والرئيس غير الأصيل لن تتكرر». ووسط السجال، تتصاعد الدعوات لتشكيل الحكومة. ورأى مقرر لجنة المال والموازنة النيابية النائب نقولا نحاس أن «الجميع يضع حكومة المهمة نصب أعينه ويفعل عكس ذلك». واعتبر في حديث إذاعي أن «المبادرة الفرنسية هي باب للولوج إلى الحلول الفعلية والإصلاحات، أما الزيارات العربية إلى بيروت فتتكامل مع الحراك الفرنسي وهدفها تأكيد الوجود العربي في المعادلة أن لبنان هو جزء من العالم العربي، وعليه احتضان الحلول للازمة اللبنانية، كما أنها أعطت منحى بتأييد خيارات الرئيس سعد الحريري». واعتبر رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان أنه «ليس من المفروض وضع الملف الحكومي جانباً، كما أنّ تصوير الأمر أن هناك تعارضا بين استمرار مسار التدقيق الجنائي وتأليف الحكومة لا يعدو كونه تهيئات»، مشدداً على أن «الاثنين أولوية». ودعا كنعان في حديث تلفزيوني إلى التفاهم على مشروع الحكومة المقبلة بدءاً بالإصلاحات، قائلاً: «يجب تأليف الحكومة ومعالجة مسألة غياب الثقة بين مكوناتها، لأن التمترس داخل الحكومة مضرّ أكثر من عدم التأليف ويضرب آخر أمل لدى اللبنانيين».

الأحزاب اللبنانية تواجه فقر جماهيرها بـ«الحصص الغذائية»

تشمل المساعدات المالية والغذائية وتوزيع لقاحات «كورونا»

الشرق الاوسط....بيروت: إيناس شري.... نشطت مبادرات اجتماعية تقوم بها الأحزاب اللبنانية بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث بدأت بتقديم المساعدات والحصص الغذائية في مناطق نفوذها، في محاولة لتأمين ركائز الصمود للبيئة الداعمة لها، في حل جزئي يؤمن الأمن الغذائي بعدما فشلت الدولة في إيجاد حلول جذرية شاملة تنفذ لبنان من الانهيار. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية صور لصناديق مساعدات، تتضمن حصصاً غذائية يقوم بعض الأحزاب بتوزيعها على بيئته، ما أثار غضب عدد من الناشطين الذين عدوا أنّ لبنان بات بحجم صندوق إعاشة. ولا تقتصر المساعدات الحزبية على الحصص الغذائية، بل تتخطاها إلى مساعدات مالية شهرية توزع على عدد من العائلات، انطلاقاً من قاعدة معلومات تمتلكها الأحزاب، فضلاً عن دفع فروقات الضمان للمستشفيات وتأمين أدوية ومازوت وعبوات أوكسيجين لمرضى كورونا، وحتى توزيع بذور وشتلات ودواجن، كما يفعل «الحزب التقدمي الاشتراكي» على سبيل المثال. ويوضح مصدر في «الاشتراكي» لـ«الشرق الأوسط» أن الحزب يهتم بالمساعدات الاجتماعية منذ سنوات، إلا أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي تسوء يوماً بعد يوم فرضت توسيع الدائرة، بهدف تأمين عناصر الصمود للفئات الأكثر تضرراً من الأزمة، ليس فقط من بيئة الحزب، إذ إن المساعدات لا تفرق بين المواطنين، لا على أساس طائفي ولا مناطقي. ويتم توزيع المساعدات، حسب المصدر، إما من قبل الحزب مباشرة أو من قبل المؤسسات الرديفة، مثل «مؤسسة الفرح الاجتماعية». أما مصدر تمويل هذه المساعدات، فمنها ما يأتي عن طريق رئيس الحزب مباشرة، ومنها ما يقدم من المتمولين أو مغتربين حزبيين أو مقربين من الحزب. ويعد المصدر أن «الاشتراكي» لا يعلن عما يفعله بهذا الإطار حتى لا يوضع الأمر خارج سياقه، فالمساعدات بالنسبة له لا تدخل ضمن إطار التوظيف السياسي، بل تنطلق من التزام الحزب بالعمل المجتمعي. وبدوره، يعمل «تيار المستقبل» منذ فترة، ومن خلال مكاتبه المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، على توزيع حصص غذائية ومساعدات مالية، وتأمين أدوية، من خلال قاعدة معلومات يتم تجديدها بشكل مستمر، ويتم تمويل هذه المساعدات عبر التبرعات ومن جهات مانحة، وكذلك من مشاريع. وبالإضافة إلى هذا النوع من المساعدات، دخل «تيار المستقبل» على خط اللقاح ضد كورونا، إذ فتح مؤخراً باب التسجيل للراغبين في الحصول على اللقاح مجاناً، وذلك بعدما أحضر الرئيس سعد الحريري عدداً من اللقاحات من الخارج. ويوضح مصدر من «تيار المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» أن الأحزاب السياسية تتعاطى الشأن العام، وعليها واجبات تجاه بيئتها والمحيطين بها، وعليها الوقوف إلى جانبهم كما وقفوا إلى جانبها، واضعاً الأمر في إطار التفاعل الطبيعي البعيد عن التوظيف السياسي، لا سيما أن تيار المستقبل يعمل منذ أكثر من 30 عاماً على خط المبادرات الاجتماعية، خصوصاً الصحية والتعليمية. ولطالما اعتاد اللبنانيون على مساعدات الأحزاب التي غالباً ما كانت تأتي على شكل منح دراسية أو تسهيل توظيفات في مؤسسات تابعة لها، لتتحول إلى صناديق حصص غذائية أو حتى مبالغ مالية، لا سيما في فترة الانتخابات، إلا أن هذه المساعدات باتت بشكل منظم مؤخراً، واتسعت دائرتها مع اتساع رقعة الفقر في لبنان. وكانت دراسة أعدتها لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا) قد أشارت إلى أن نسبة الفقراء من سكان لبنان تضاعفت، لتصل إلى 55 في المائة في عام 2020، بعد أن كانت 28 في المائة في عام 2019، وأن نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع تضاعفت 3 مرات، من 8 في المائة إلى 23 في المائة، في الفترة نفسها. وأشارت الدراسة إلى أن العدد الإجمالي للفقراء من اللبنانيين أصبح يفوق 2.7 مليون، بحسب خط الفقر الأعلى (أي عدد الذين يعيشون على أقل من 14 دولاراً في اليوم)، ما يعني تآكل الطبقة الوسطى، وانخفاض نسبة ذوي الدخل المتوسط إلى أقل من 40 في المائة من السكان، فضلاً عن تقلص الفئة الميسورة إلى ثلث حجمها، من 15 في المائة في عام 2019 إلى 5 في المائة في عام 2020. ويدخل حزب «القوات اللبنانية» أيضاً على خط دعم بيئته، على قاعدة «بحصة تسند خابية»، من خلال تقديم حصص غذائية وأدوية، وغيرها من المساعدات المحدودة التي تأتي ضمن قدراته، معتمداً على القاعدة الحزبية في الخارج، كما يؤكد مصدر في «القوات» لـ«الشرق الأوسط». ويشير المصدر إلى أنه مع الأزمة الاقتصادية، يسعى كل فريق سياسي لأن تبقى قاعدته صامدة، في ظل هذه الأزمة الخطيرة، لافتاً إلى أن حزب «القوات» معني ببيئته السياسية، ولكن بالنسبة له لا يمكن لأي حزب سياسي أن يحل محل الدولة، فالأزمة يجب أن تعالج بشكل شامل، وليس بشكل جزئي عبر تقديم المساعدات، رافضاً ربط المساعدات بأي توظيف سياسي، انطلاقاً من أن الأحزاب أولويتها دعم البيئة القريبة منها والملاصقة لها، والتوظيف السياسي يبدأ عندما يكون هناك إمكانات كبيرة جداً. أما «حزب الله» الذي تفوق إمكانياته المادية إمكانيات معظم الأحزاب، فكانت مساعداته الشغل الشاغل للبنانيين في الآونة الأخيرة، إذ إنه بالإضافة إلى الحصص الغذائية والمساعدات المالية، افتتح فروعاً لتعاونيات «السجاد»، و«مخازن النور» التي تقبل استخدام بطاقة اسمها «السجاد» وزعها بدءاً من الشهر الماضي على عشرات الآلاف من الأشخاص غير المحازبين. وتمكن هذه البطاقة حاملها من شراء منتجات غذائية بسعر أقل من 60 في المائة تقريباً من سعرها في السوق.

مجموعة فرنسية: يمكن إعادة بناء مرفأ بيروت في أقل من 3 سنوات

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»... قال مسؤول في مجموعة «سي إم إيه سي جي إم» الفرنسية لشحن الحاويات إن المجموعة تريد تنفيذ خطة لإعادة بناء مرفأ بيروت في غضون ثلاث سنوات، رغم الأزمة السياسية التي تحول دون صدور قرارات بشأن المرفأ منذ وقوع انفجار فيه في أغسطس (آب)، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وكان انفجار مواد كيماوية في مرفأ بيروت قد أودى بحياة 200 شخص ودمر أحياء كاملة من المدينة مما عمق أسوأ أزمة سياسية واقتصادية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990. وقال جو دقاق المدير العام لمجموعة (سي إم إيه سي جي إم) في لبنان، اليوم (السبت)، إن خطة المجموعة التي عُرضت على السلطات اللبنانية للمرة الأولى في سبتمبر (أيلول) تتضمن إعادة بناء الأحواض والمخازن المدمرة مع توسيع المرفأ وتحويله إلى النظام الرقمي بتكلفة إجمالية تتراوح بين 400 و600 مليون دولار.



السابق

أخبار وتقارير... بايدن يطلب 753 مليار دولار لتمويل الأمن القومي...بعدما وصفه بايدن بـ"القاتل".. صدمة بوتين تتحول لحشد عسكري بالخارج وقمع بالداخل...واشنطن «قلقة للغاية» من تحركات روسيا ضد أوكرانيا...قصة ناقلة نفط الكورية الجنوبية التي أفرجت عنها طهران... أوستن يغادر واشنطن غدا في جولة تشمل إسرائيل وثلاث عواصم أوروبية... الكونغرس يدعو لفرض عقوبات إضافية ضد بكين وتعزيز العلاقات مع تايوان...روسيا تعلن إحباط هجوم إرهابي لـ«هيئة تحرير الشام» في القرم...«غلوبال فايرباور»: الجيش الأميركي لا يزال الأول عالمياً...مقتل 9 من قوات حرس الحدود في هجمات غربي أفغانستان...

التالي

أخبار سوريا... تفاقم آثار الأزمة الاقتصادية في سوريا... وتوتر في معقل عائلة الأسد... «المرصد» يتحدث عن تصاعد الفلتان الأمني في دمشق وريفها....انتقاد أممي لسياسة الدنمارك حيال لاجئين سوريين...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,150,059

عدد الزوار: 6,757,244

المتواجدون الآن: 122