أخبار لبنان.... تحذيرات لبنانية من ربط الحكومة بانتخابات أميركا... الكنيسة على خط التأليف: تحسين شروط أم خلافات بين المسيحيين؟.. الراعي للرئيس المكلّف: لا تضع المسيحيّين وراء ظهرك.... إعلان الحكومة ينتظر «التمثيل المسيحي»؟... .لبنان أمام أسبوع «كشْف الأوراق» في مسار تأليف الحكومة... لبنان يتحول من الاقتصاد النقدي إلى «الورقي»...

تاريخ الإضافة الإثنين 26 تشرين الأول 2020 - 3:37 ص    عدد الزيارات 2516    القسم محلية

        


لبنان: «حصة المسيحيين» بين ميشال عون وسعد الحريري و«الجو إيجابي»... الرئيس المكلف لا يرفض «التكنوسياسية» والقوى ستسمي وزراءها....

كتب الخبر الجريدة – بيروت.... شكلت محادثات الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أمس، «البوصلة» السياسية لتحديد المسار الذي ستسلكه عربة «التأليف»، وما إذا كان سيكون سهلا أم معقدا، اضافة الى المدة التي ستستغرقها العملية. وقال الحريري بعد اللقاء أن «جو اللقاء كان ايجابياً». وكشفت مصادر سياسية متابعة، أمس، أن «شكل الحكومة وحجمها كان محور اللقاء بين الرجلين، حيث يريدها الرئيس المكلف مصغرة، بينما يفضلها حزب الله والتيار الوطني الحر موسعة»، لافتة إلى أن «هذه المسألة لن تكون عائقا أمام التشكيل». ورأت المصادر أن «الحريري لم يقل إنه يرفض حكومة تكنوسياسية، وتحدث عن اختصاصيين، وهذا يعني أنه لا يرفض مثلا وجود 5 أو 6 أسماء تكنوسياسية في الحكومة»، مشيرة الى أن «رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قال للحريري أمس (الجمعة) خلال الاستشارات إن معايير التشكيل يجب أن تكون واحدة، بمعنى أنه إما الجميع يسمون وزراءهم أو الجميع لا يفعلون، وإن كان الجميع لا يسمون فتشكل الحكومة أنت ورئيس الجمهورية، ونحن نوافق مسبقا على كل ما تتفق عليه معه». وأفادت بأنه «بات محسوما أن القوى السياسية ستسمي وزراءها، وأن مبدأ المداورة سقط، وأن الحصة الشيعية شبه متفق عليها، ووزارة المال ستكون لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وحقيبة الصحة ستبقى مع حزب الله»، ووزير الصحة سيكون اختصاصيا وليس حزبيا، أي لا يمتلك بطاقة حزبية»، متابعة: «حصة الدروز والسنة والشيعة في الحكومة، شبه محسومة، ويبقى التفاهم على حصة المسيحيين، وهذا ما حصل خلال لقاء عون والحريري». واضافت: «أما النقطة الثانية التي ناقشها الرجلان فهي برنامج الحكومة، حيث سيسعى الحريري إلى انتزاع موافقة متجددة من الرئيس عون على التزام القوى السياسية بما تعهدت به أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الصنوبر»، مبينة أن «الحريري طلب من عون التوسط لدى حزب الله لعدم رفع السقف واللاءات الى درجة تعوق التشكيل». وختمت: «زيارة الحريري غداة الاستشارات تحمل إشارات ليونة ومرونة، تعكس رغبته في الوقوف عند رأي الرئيس عون، وعند مطالبه وتصوره للتشكيل، فهل سيلاقي عون وتياره الحريري في منتصف الطريق، فيتصاعد الدخان الابيض في غضون أيام قليلة؟». في موازاة ذلك، واصل الدولار تراجعه في السوق السوداء، والذي كان بدأ منذ أيام، وبعد أن انخفض، أمس الأول، للمرة الأولى منذ فترة طويلة، إلى ما دون 7000 ليرة، سجل أمس تراجعا جديدا، حيث وصل الى 6100 ليرة للدولار الواحد، ولا تقف خلف تقلبات سعر الصرف في السوق السوداء المعطيات الاقتصادية وقواعد العرض والطلب وحدها، بل تتفوق المعادلة السياسية في فرض إيقاعها على سعر الصرف في سوقه السوداء، بحيث يرتفع السعر كلما ارتفعت وتيرة التجاذبات السياسية، وينخفض عند أول إشارة إيجابية داخلية.

الكنيسة على خط التأليف: تحسين شروط أم خلافات بين المسيحيين؟

طوق من التكتم حول «التقدم بالتأليف» والنفايات تعود إلى الشارع في الجبل وانفراج بتمويل المستشفيات

اللواء.....في إشارة، من شأنها، ان تعزّز المناخ، الذي يجنح الى التقدُّم، كشف المكتب الاعلامي، في الرئاسة الاولى، بعد اجتماع، هو الثاني خلال 24 ساعة بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، بأن «تقدماً ما» سجّل في ملف تشكيل الحكومة الجديدة. ويفهم من الاعلام الرئاسي، ان الحصة المسيحية، وفقا للمادة 95/د التي تتحدث عن المناصفة بين المسلمين والمسيحيين لدى تأليف الحكومة، تم التفاهم عليها، وفقا لما كشفته «اللواء» في عددها السبت الماضي، لجهة الوقوف على خاطر رئيس الجمهورية في ما خص الحقائب والوزراء الذين سيتولونها، وهي من الحصة المسيحية، في ظل مداورة محدودة في تداول الحقائب، باستثناء وزارة المال، التي تبقى من الحصة الشيعية. والسؤال،الذي فرض نفسه على التأليف ما وراء الكواليس، لماذا هذ الدخول المفاجئ للكنيسة المارونية على خط تأليف الحكومة؟...... ويستتبع هذا السؤال اسئلة طبيعية: مَنْ اوحى للبطريرك الماروني الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي ان يسوق سلسلة من النصائح للرئيس المكلف، ابرزها ان لا يضع المسيحيين وراء ظهره.. وتذكيره بما كان «المغفور له والدك بأن البلد لا يمشي من دون المسيحيين. تطلع يا دولة الرئيس مع فخامة الرئيس بعين واحدة». اضاف: «لست اعني بالعجلة التشكيل كيفما تيسر وعلى قاعدة مَن مشى مشى، ومن لم يمش يبقى خارجاً.. فلبنان ذو نظام ديمقراطي». وحذر الراعي الحريري من «الاتفاقيات الثنائية السرية، والوعود فإنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة.. في اشارة الى ما نقل الى الراعي من تفاهمات حصلت مع «الثنائي الشيعي» والنائب جنبلاط. وهل تدخل البطريرك لتحسين شروط الحصة المسيحية، ام ان هناك خلافات داخل مراكز القرار في ما خص الحصة المسيحية، اذ تتحدث المعلومات عن ان بعض المستشارين، فضلا عن رئيس تكتل لبنان القوي، طلبوا الاستعانة بدعم لمواقفهم من المرجعية الروحية.. والمطالبة بأن يتفق الرئيس المكلف مع رئيس التكتل الاكبر للمسيحيين اي النائب باسيل لاختيار الوزراء المسيحيين. في حين ان مصادر اخرى تحدثت عن تدخل «قواتي» لدى بكركي، بعدما شعرت «القوات اللبنانية» انها خارج التمثيل في الحكومة. وكان الملفت للاهتمام البيان الذي صدر عن القصر الجمهوري في ما يتعلق بالمصادر التي تتحدث عما يجري، وتنفي ان تكون معبرة عن موقفه. وسادت اجواء من التكتم المطبق في بعبدا وبيت الوسط، حول ما يجري على صعيد الطبخة الحكومية. ولم تستبعد المصادر السياسية ان يكون تأثير سلبي على المبادرة الفرنسية استمرار ردود الفعل على الكلام الذي قاله الرئيس ايمانويل ماكرون في ما يتعلق بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، والتي لاقت ردود فعل بالغة الرفض في العالم الاسلامي.

الحصص

وعلى الرغم من التكتم على عدد الوزراء، فإن المعلومات تتحدث عن كيفية احتساب التوزيع الوزاري على الكتل. فبالنسبة للحصة المسيحية، فالاتجاه سار على النحو التالي:

- خمسة او ستة وزراء من حصة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر.

- وزيران لتيار المردة.

- وزير للطاشناق.

- وزير محسوب على الرئيس الحريري، ومن المرجح ان يرضي عنه الحزب السوري القومي الاجتماعي.

وعلى صعيد الحصص الاسلامية، فالثنائي الشيعي يسمي الوزراء الاربعة، وتيار «المستقبل» وتيار العزم يسميان الوزراء الاربعة من السنّة. أمَّا اللقاء الديمقراطي، فسيسمي الوزيرين الدرزيان، على ان يكون احدهما يحظى بموافقة النائب طلال ارسلان. ويطالب النائب وليد جنبلاط بوزارتي التربية والشؤون الاجتماعية الوطنية والتعليم العالي. ومع ذلك، فالأنظار تتجه الى لقاءات مع ممثلي كتل، لانهاء ما يلزم، ضمن آلية الاسراع في عملية التأليف، والمعتمدة حالياً، كسبيل لان تكون للبنان حكومة جديدة، تشارك في مؤتمر الدول المانحة، وجاهزة لاجراءات عملية قبل 22ت2 عيد الاستقلال السابع والسبعين. ووفقا للمصادر ذات الصلة بالتيار الوطني الحر، فإن تمثيل لبنان القوي ينتظر ترجمة لما تم الاتفاق عليه في لقاء رئيسه النائب جبران باسيل مع الرئيس الحريري في المجلس النيابي. ولاحظت مصادر سياسية ان المكوكية النشطة في حركة الاتصالات، تشير الى ان الطبخة الحكومية تقترب من الانضاج، وربما يكون هناك تصور حكومي او مسودة يعمل عليها، قبل المسودة الاخيرة. واشارت هذه المصادر الى ان الايجابية المنوه عنها تتعلق بـ:

1 - العناوين المتفق عليها، كجدول اعمال لحكومة المهمة.

2 - الحكومة غير موسعة مع عدم دمج الوزارات.

3 - وجود وزراء كفوئين ونظيفي الكف، يملكون الاصرار علىالسير بالاصلاحات.

وعلى صعيد تنظيم عناصر الحراك لمجموعاتهم، عقد مؤتمر للإنقاذ في فندق لوريان- ضبيه، شاركت فيه القوى والاطراف المشاركة في انتفاضة 17ت1. وحصل هرج ومرج، بعد اشتباك بالايدي بين العناصر المنظمة وعناصر حزبية. تحدث بعض المشاركين انهم من حزب الله. ومع ذلك استمر المؤتمر، وخرج بـ26 توصية في ما يتعلق بالمطالب وكيفية الوصول الى تحقيقها، والموقف من الحكومة التي هي قيد التأليف. وأبدى نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي تفاؤله بولادة قريبة للحكومة. وكشف ان الوزراء المسيحيين، سيسميهم الرئيس المكلف بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، وممثلي الكتل النيابية المسيحية. مالياً، واصل الدولار الأميركي تراجعه في السوق السوداء، والذي كان بدأ منذ أيّام. وبعد أن انخفض الدولار أمس، للمرة الأولى منذ فترة طويلة، الى ما دون السبعة آلاف ليرة، سجّل اليوم تراجعاً جديداً حيث وصل الى ٦٣٠٠ ليرة للمبيع و٦٥٠٠ ليرة للشراء. استشفائيا، اعتبر نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون أن «ما صدر عن مصرف لبنان حول تأمين الأموال نقدا للمستشفيات لدفع ثمن المستلزمات الطبية، لم يأت على ذكر الأدوية وهو بالتالي غير واضح»، مشيراً الى اعتقاده أن المشكلة لم يتم حلها حتى الآن. وشدد، في تصريح تلفزيوني، على أن المسؤولية لا تقع على المستشفيات بل على تعميم مصرف لبنان، وجزء من المسؤولية يقع على المستوردين، مؤكداً أن المستشفيات لا تمتنع عن اعطاء الدواء بل ان الدواء غير موجود لديها، الا انه طمأن الى «ان المستشفيات لن تمتنع عن استقبال المرضى، بل هناك أدوية ومستلزمات لم تعد موجودة والوكيل يفرض علينا ان ندفع ثمنها نقدا». في المقابل، أكّد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أن صوت المستشفيات وصل، معتبراً أن «تصريح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصارف أمس، ايجابي». وشدد حسن على أن تهديد اللبنانيين بوقف استقبالهم من قبل المستشفيات أمر غير مقبول، لافتاً الى أن «القطاع الاستشفائي يجب أن لا يتزعزع من الناحية المالية.» وكشف أن نتائج ما قالته المصارف وسلامة، يجب أن تظهر ابتداء من الاثنين ونحن نتابع هذا الأمر.

استعداد نقابي

نقابياً، تعقد اتحادات ونقابات النقل البري اجتماعا، ومؤتمراً صحفياً عن الساعة 11 من قبل اليوم في مقر الاتحاد العمالي العام لاعلان موقفها من رفع الدعم واعفاء من رسوم الميكانيك، وتحديد موعد العودة الى الارض.

نقابات رامكو

وعادت النفايات الى الشوارع والساحات بدءا من مدينة الشويفات واحياء في الضاحية الجنوبية، بعد تمنع شركة رامكو عن مواصلة عملية الكنس والجمع ونقلها الى المكبات. واعلنت شركة رامكو انها لم تعد قادرة على الاستمرار بعملياتها ضمن نطاق بيروت وقضاء المتن وكسروان، ان لم تعمد الدولة اللبنانية إلى سداد مستحقاتها بالدولار الاميركي، وفقا للعقد الموقع معها، وذلك لكي تتمكن من تسديد ثمن المحروقات نقداً ما جعل الشركة عاجزة عن تأمين حاجاتها من المحروقات لتشغيل آلياتها.

71390

صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1400 اصابة جديدة بفايروس كورونا، و3 حالات وفاة، ليرتفع العدد الى 71390 حالة مثبتة منذ 21 شباط 2019.

الراعي للرئيس المكلّف: لا تضع المسيحيّين وراء ظهرك.... "سباق" التأليف... الحريري "داعس"!

نداء الوطن....بين "السوداويات" المتمددة على أرض الواقع في ظل شحّ الليرة بعد الدولار وانقطاع الأدوية والمستلزمات الطبية واجتياح النفايات المناطق والأحياء، وبين "الإيجابيات" المتطايرة من فضاء قصر بعبدا، ثمة انفصام سوريالي في المشهد اللبناني تتنازعه كوابيس اليقظة مع أضغاث الأحلام. فكما الرهان في الإنقاذ لم يكن يوماً على صدق الوعود الداخلية بل على قوة الضغوط الخارجية، كذلك الأمل في أن تسلك حكومة العهد الأخيرة مسلك الإصلاح والتغيير في النهج التدميري والذهنية الهدامة للدولة ومؤسساتها، لن يكون أملاً يُرتجى من إرادة ذاتية تتملك أهل الحكم إنما من أفعال لاإرادية أضحت تحكمهم من الخارج لتسيير أعمال الدولة الفاشلة التي يتربعون على كراسيها... هكذا مرّ التكليف وهكذا يخوض التأليف سباقه "الماراتوني" لاقتناص لحظة ولادة الحكومة في ظل الحاضنة الدولية المتاحة للبنان. وعلى ميدان التشكيل يبدو الرئيس المكلف سعد الحريري "داعساً" بسرعة قصوى نحو تسجيل رقم قياسي غير مسبوق في سجل تأليف الحكومات، مدفوعاً بيقين مختلف الأفرقاء أنّ الفرصة الفرنسية الأخيرة للبلد هي أيضاً آخر فرصة لبقائهم على قيد الحياة السياسية إن هم أحسنوا التقاط حبل النجاة الممدود في بحر التقاطعات الإقليمية والدولية. ومن هذا المنطلق، تؤكد مصادر مواكبة للملف الحكومي أنّ الأسبوع الجاري سيختزن مؤشرات حاسمة في بلورة اتجاهات الأمور، موضحةً لـ"نداء الوطن" أنّ القيّمين على عملية التأليف "ينتهجون نهجاً متسارعاً في تدوير الزوايا، وما زيارات الرئيس المكلف المتلاحقة لرئيس الجمهورية ميشال عون سوى دلالة على اعتماد معيار السرعة والجدية في إنجاز حكومة المهمة". وإذ لفتت إلى "اتفاق الحريري مع عون على إنضاج الطبخة الحكومية بسرية تامة من دون ضجيج إعلامي وسياسي، وهذا ما دفع بقصر بعبدا الى اصدار بيانين متتاليين خلال 48 ساعة لنفي كل ما يُنشر ويُنسب الى رئيس الجمهورية أو القصر الجمهوري حول مفاوضات التأليف"، أشارت المصادر إلى أنّ طريق "الكتمان" الذي يسلكه الحريري في مسار مباحثاته الرئاسية، سينسحب كذلك على مفاوضاته مع الكتل النيابية "بعيداً من دهاليز التسريبات والحرتقات" السياسية، بحيث أعربت عن اعتقادها بأنّ "حبل التأليف لن يطول إذا صدقت النوايا ونجحت "خلطة" التشدد والليونة التي يعتمدها الحريري في تسريع ولادة حكومة اختصاصيين غير حزبيين مهمتها إنجاز بنود الورقة الإصلاحية الفرنسية"، كاشفةً في هذا السياق أنّ "الرئيس المكلف لديه تصور واضح إزاء التشكيلة الوزارية التي يعتزم ترؤسها، وجعبته مليئة بالسير الذاتية لذوي اختصاص على درجة عالية من التخصّص والكفاءة بعيداً عن المحسوبيات السياسية، وهو ينطلق في تشاوره مع رئيس الجمهورية والأطراف السياسية من هذا التصوّر لدفع الأمور قدماً باتجاه ولادة سريعة ومختلفة للحكومة". في الغضون، برزت الرسالة "المسيحية" التي ضمّنها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عظة الأحد متوجهاً إلى الحريري بالقول: "لا تضع وراء ظهرك المسيحيّين، تذكّر ما كان يردّد المغفور له والدك: البلد لا يمشي من دون المسيحيّين". وحث الراعي الرئيس المكلف على ضرورة تخطي "شروط الفئات السياسيّة وشروطهم المضادّة والتزام الدستور والميثاق ومستلزمات الإنقاذ والتوازن في المداورة الشاملة وفي إختيار أصحاب الكفاءة والأهليّة والولاء للوطن، حيث تقترن المعرفة بالخبرة، والإختصاص بالإستقلاليّة السياسيّة"، مجدداً التشديد في الوقت عينه على وجوب أن يكون لبنان "دولة حياد ناشط تنأى بنفسها عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليميّة ودوليّة"، باعتبار الحياد هو "المدخل الضامن إلى الوحدة الداخلية وإلى الإستقرار والنهوض الإقتصادي والمالي والإنمائي والإجتماعي"، مع دعوته إلى تعجيل تشكيل الحكومة لكن ليس "كيفما تيسّر على قاعدة: من مشى مشى، ومن لم يمشِ يبقى خارجًا".

إعلان الحكومة ينتظر «التمثيل المسيحي»؟

الاخبار.... المشهد السياسي ... لا مكان بين السياسيين حالياً لغير التفاؤل بتأليف حكومة سريعاً. غالبية العقد حُلت أو تكاد، لكن تبقى مسألة التمثيل المسيحي. حساسية المسألة مرتبطة بحساسية العلاقة بين سعد الحريري وجبران باسيل، لكن ثمة من يؤكد أن تلك لن تكون عقبة دام رئيس الجمهورية يمثّل «ضمانة مسيحية»..... حركة سعد الحريري توحي بأنه مستعجل التأليف، كما سبق أن أعلن في البيان الذي تلاه بعد تكليفه. الخميس كُلّف، والجمعة أجرى الاستشارات النيابية، والسبت والأحد التقى رئيس الجمهورية. رغم التكتّم الشديد وبيانات التوضيح، إلا أن الأجواء إيجابية. في لقاء السبت، جرى الاتفاق على حكومة عشرينية، لا مصغّرة. مبدأ إدارة وزير واحد لأكثر من وزارة بدا غير عملي بالنظر إلى تجربة الحكومة المستقيلة. وبالرغم من أن ذلك اللقاء لم يتطرق إلى آلية التأليف، لكن الحريري أبلغ عون حرصه على التفاهم معه على كل شيء. لم يرشح الكثير عن لقاء أمس، لكن مجرد انعقاده بهذه السرعة أوحى أن أمور التأليف تتقدم، وهو ما أكده المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أمس. وإذ خرجت كلمة من القصر الجمهوري، فإن بيت الوسط يفرض تكتّماً شديداً على اللقاءات التي يجريها ونتائجها. مع ذلك، فإن الحديث عن تأليف سريع يزداد حضوراً في الأوساط السياسية. لا أحد يتعامل مع يوم التكليف بوصفه اليوم الأول لانطلاق قاطرة التأليف. الحريري بدأ التأليف فعلياً لحظة تكليف مصطفى أديب. وإلى أن اعتذر الأخير، كان الحريري قد قطع شوطاً كبيراً. الكثير من الإشكاليات والعقبات ذُلّل في تلك الفترة، وهو يستكمل عمله بناءً على ما وصل إليه من نتائج، خاصة أنه يعرف تماماً مطالب كل طرف. وعلى سبيل المثال، لم تعد فكرة الحكومة المصغرة التي سبق أن أصرّ عليها الحريري عبر أديب مطروحة، كما لم يعد التأليف من دون الأخذ برأي مختلف الكتل مطروحاً. وكذلك لم تعد مسألة وزارة المالية، التي استهلكت وقتاً طويلاً من مساعي «التأليف الأول»، مطروحة في «التأليف الثاني». حتى مسألة الحصة الدرزية اتفق عليها قبل التكليف الثاني. لم يعد يبقى سوى معالجة مسألة الحصة المسيحية، وتلك هي الأكثر تعقيداً. على ما يبدو، فإن الجميع سلّم بواقع أن رئيس الجمهورية سيكون هو المعني بتسمية العدد الأكبر من هذه الحصة، إضافة إلى تمثيل تيار المردة والقومي والطاشناق. وفيما سبق أن أكد النائب جبران باسيل للحريري، خلال الاستشارات، أنه يؤيد ما يتفّق عليه مع رئيس الجمهورية، إلا أن القلق من تفجير الموقف لا يزال قائماً، بالنظر إلى التعقيدات والحساسيات الموجودة أو التي يمكن أن تطرأ.

التيار: الحريري متّجه صوب حكومة من اختصاصيين مدعومين من أحزاب

باسيل لا يزال في انتظار أن يضع الحريري «قواعد التأليف ليبنى على الشيء مقتضاه». الجيد، في رأي قيادة التيار، «هو الاتفاق على أن أسماء الوزراء يجب ان تحوز موافقة رئيس الجمهورية. الأجواء عموماً إيجابية لكن الخشية تكمن في شيطان التفاصيل. على الأغلب الحريري متّجه صوب حكومة تكنو سياسية ليس بمعنى تقسيم الوزراء بين سياسيين واختصاصيين، ولكن باختصاصيين مدعومين من أحزاب، رغم أن البعض قد يتشاطر بالترويج للأمر على أنه حكومة اختصاصيين».

الراعي: المداورة الشاملة

في سياق متصل، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي الرئيس المكلف إلى «تخطّي شروط الفئات السياسية وشروطهم المضادة، وتجنّب مستنقع المصالح والمحاصصة وشهية السياسيين والطائفيين، فيما الشعب منهم براء». وتوجه إليه بالقول: «التزم فقط بنود الدستور والميثاق، ومستلزمات الإنقاذ، وقاعدة التوازن في المداورة الشاملة وفي اختيار أصحاب الكفاية والأهلية والولاء للوطن، حيث تقترن المعرفة بالخبرة، والاختصاص بالاستقلالية السياسية». وحذر من «الاتفاقيات الثنائية السرية والوعود، فإنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة». وقال الراعي: «لا تضع وراء ظهرك المسيحيين، تذكر ما كان يردّد المغفور له والدك: البلد لا يمشي من دون المسيحيين». واعتبر أن الحريري، «خلافاً لكل المرات السابقة، أمام تحدّ تاريخي وهو إعادة لبنان إلى دستوره نصاً وروحاً، وإلى ميثاقه، وإلى هويته الأساسية الطبيعية كدولة الحياد الناشط، أي الملتزمة ببناء سيادتها الداخلية الكاملة بجيشها وقواها العسكرية، والقائمة على سيادة القانون والعدالة، والممسكة وحدها بقرار الحرب والسلام، والمدافعة عن نفسها بوجه كل اعتداء خارجي بجيشها وقواها الذاتية، والفاصلة بين الحق والباطل». ودعا إلى «العجلة في تشكيل الحكومة، لكن ليس على قاعدة: من مشى مشى، ومن لم يمش يبقى خارجاً».

لبنان أمام أسبوع «كشْف الأوراق» في مسار تأليف الحكومة

الراعي للحريري: احذر الاتفاقات السرية ولا تضع المسيحيين وراء ظهرك

الراي...بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار.... « هذه المَرة غير». عبارةٌ تتردّد في كواليسِ عملية تأليف الحكومةِ الجديدةِ في لبنان المحكومةِ بدعْمٍ فرنسي - أميركي للرئيس المكلف سعد الحريري وبـ «إعطاءِ فرصةٍ» عربياً، في موازاة مماشاةٍ داخلية لـ «الرياح» تماهياً مع وقائع جديدة في المنطقة يُراد مجاراةُ تموّجاتِها السريعة ومحاولةُ إمرار «الإعصار» المالي - الاقتصادي الذي يكمن لـ «بلاد الأرز» بحال لم تنجح سريعاً في التقاط «حبل النجاة» الخارجي بشروطه الإصلاحية الصريحة والسياسية المضمرة. ويدخل لبنان اليوم أسبوعاً سيكون حاسِماً على صعيد اختبار النياتِ وحقيقةِ المناخات التي سادتْ منذ تكليف الرئيس سعد الحريري (الخميس) تشكيلَ حكومةٍ يقع على عاتقها ترجمةُ جدول الأعمال الذي تضمّنتْه المبادرة الفرنسية لإصلاحاتٍ بنيوية وهيكلية لا مفرّ منها لبلوغ اتفاقٍ مع صندوق النقد الدولي، وترى واشنطن أنها ستُلاقي «كمّاشةَ» خَنْق «حزب الله» بالعقوبات في ضوء اعتبارها أن الفساد في لبنان أحد أبواب «تمكين» الحزب سياسياً ومالياً بوصْفه الذراع الأبرز لمشروع التمدّد الإيراني. ومع بلوغ المشاورات بالملف الحكومي مرحلةَ كشْف الأوراق الحقيقية ابتداء من اليوم، بعدما ساد أمس أن توافقاً شبه نهائي حصل على أن تكون الحكومة من 20 وزيراً، يتعزّز اقتناعُ أوساطٍ مطلعةٍ في بيروت بأنّ مهمة زعيم «تيار المستقبل» هذه المَرّة تبدو محاطةٍ بقوةِ جاذبيةٍ كفيلةٍ بأن تشدّ مختلف اللاعبين المحليين، وإن كلاً لحساباته، إلى قواعد تأليفٍ بهوامش خياراتٍ ضيّقة يديرها الحريري بدرايةٍ صار بعض الأطراف يقرّ بها خلف الأبواب الموصدة. وفي رأي هذه الأوساط أنه في ضوء إعطاء فرنسا - الولايات المتحدة «الضوءَ الأخضر» لحكومةٍ برئاسة الحريري الذي بدا بترشيحِ نفسه وكأنه ينفّذ «إنزالاً» سياسياً يَصْعُبُ تَصَوُّرُ أنه بلا «مظلّةٍ» عربية ولو بالحدّ الأدنى، فإن زعيم «المستقبل» الذي يُدْرك تماماً «حدودَ اللعبةِ» التي تتمحور كلّها حول «تأهيل» البلد للاستفادة من «أوكسجين» مالي لا يمكن بلوغُه خارج «ممرّ» صندوق النقد وشروط المجتمع الدولي، يتصرّف في التأليف على طريقةِ أنه بات حاجةً داخليةً وأن تخريب مهمّته بالمشاغبات أو بـ«محاولات الإطاحة» سيفتح فعلياً أبواب جهنّم على البلد الذي يتقلّب على جمْر أزمته الشاملة. وإذا كانت الحاضنة الدولية لمسار التأليف واضحة المعالم بشروطها وحيثياتها، فإن الأوساط نفسها دعت إلى تَرَقُّب المدى الذي سيبلغه «حزب الله» في مداراة الحريري الذي يتكتّم حتى الآن على تفاصيل الصيغة التي يعمل عليها، رغم مُلاحظةِ أن «الكلمة - المفتاح» التي تغيب عن كل كلامه، على قلّته منذ تكليفه، حول «حكومة الاختصاصيين غير الحزبيين» هي «المستقلّين»، وهو ما يُبنى عليه لاستشراف مساعٍ ستتمحور بالنتيجة على تشكيلةٍ من أصحاب اختصاص وكفاءة تكون للقوى السياسية كلمة في تسميتهم، سواء عبر آلية يكون للرئيس المكلف حق «الفيتو» فيها على الأسماء المقترَحة أو العكس. وتشير الأوساط نفسها إلى أن «حزب الله» المأزوم في ضوء وقائع الإقليم وتحوّلاته العميقة، وإن غير المهزوم بالتأكيد، يجد مصلحةً في قيام حكومةٍ لن تكون في ظلّ الحضور - أياً كان شكله - لحلفائه فيها «تسبح في فضاءٍ» بلا أي تَحَكُّم بها، ولكن من دون أن يُعرف حتى الساعة إذا كان تَساهُله بعدم تسمية سياسيين أو حزبيين بل اختصاصيين لتمثيل المكوّن الشيعي (مع الرئيس نبيه بري) بعد ضمان أن تبقى حقيبة المال مع هذا المكوّن، سينسحب على مجمل ملف التشكيل وتوزيع الحقائب أيضاً. ولم يكن عابراً في تقدير هذه الأوساط صدور بيانين في أقل من 24 ساعة عن القصر الجمهوري بعد زيارة الحريري للرئيس ميشال عون، تضمّنا نفياً لكل التسريبات التي نَسبت إلى أجواء القصر أنّ الرئيس المكلف تفاهَم مع الأفرقاء السياسيين وتَفاعَل مع طلباتهم وأنه لم يرفض وجود أسماء تكنو- سياسية في الحكومة، وأنّ القوى السياسية ستسمّي وزراءها وأنّ مبدأ المداورة سقط وأن الحصة الشيعية تتضمن إلى المال وزارة الصحة ما يفضي إلى احتفاظ «التيار الوطني الحر» (حزب عون) بالطاقة، وأن تواصلاً يحصل على توزيع الحصة المسيحية وتَقاسُمها بين الطاشناق و«القومي» والمردة و«التيار الحر» ورئيس الجمهورية. وفي رأي الأوساط عيْنها، فإن نفي القصر الجمهوري هذه التسربيات التي قابَلَها الحريري علناً بصمت مُطْبَق، رغم الانطباع بأنها شكّلت محاولةً لتكبيل انطلاقة عملية التأليف بالشروط، لم يَخْرج عن مسارٍ تَراجُعي بات يحكم أداء الائتلاف الحاكم في ضوء استشعاره بالأثمان التي ستترتب على أي إفشال متعمّد ومبكّر لمهمة الحريري، وسط توقّفها عند مضي واشنطن بلا هوادة بالضغط على «حزب الله» وهو ما عبّر عنه كلام وزير الخارجية مايك بومبيو الذي شبّه الحزب بتنظيمَيْ «داعش» و«القاعدة» في معرض ترحيبه بتزايد عدد الدول التي تحظر أنشطته على أراضيها وتصنفه «منظمة إرهابية». وفي موازاة ذلك، وفي ما بدا تَفاعُلاً لتكليفِ الحريري دون تسميته من الكتلتين المسيحيتين الأبرز (التيار الحر والقوات اللبنانية)، برز موقف متقدّم حمل أكثر من رسالة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي شجّع الحريري و«معه الشعب المنتظِر الفرَج، والثورة الإيجابية العابرة للطوائف والأحزاب والمناطق، ومعه الكنيسة المؤتمنة على خير كل إنسان، ومنكوبو نصف العاصمة المدمرة من انفجار المرفأ، وأكثرية أهلها الساحقة من المسيحيين»، على «تخطي شروط الفئات السياسية وشروطهم المضادة، وتجنّب مستنقع المصالح والمحاصصة وشهية السياسيين والطائفيين، في ما الشعب منهم براء»، متوجهاً إليه: «التزم فقط بنود الدستور والميثاق، ومستلزمات الإنقاذ، وقاعدة التوازن في المداورة الشاملة واختيار أصحاب الكفاية والأهلية والولاء للوطن، حيث تقترن المعرفة بالخبرة، والاختصاص بالاستقلالية السياسية. احذر الاتفاقات الثنائية السرية والوعود، فإنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات. ولا تضع وراء ظهرك المسيحيين، تذكّر ما كان يردّد المغفور له والدك: البلد لا يمشي من دون المسيحيين».

تحذيرات لبنانية من ربط الحكومة بانتخابات أميركا

برّي يستعجل التشكيل هذا الأسبوع ويحذر من رهانات خاطئة

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.... حذّر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري من التداعيات السلبية المترتبة على ترحيل تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، ورأى أن «لا مبرر لهذا التأجيل ما دام أن نتائج الانتخابات لن تقدّم أو تؤخّر، خصوصا أن وضعنا الداخلي المتأزّم لا يحتمل هدر الفرص وبات يتطلّب توفير الحلول لوقف الانهيار المالي والاقتصادي ومنع البلد من أن يتدحرج نحو الهاوية»، كما نقل عنه زواره لـ«الشرق الأوسط». وأمل بري، بحسب زواره، بأن «تتوّج الأجواء الإيجابية السائدة بين رئيس الجمهورية ميشال عون وبين الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيل الحكومة في أسرع وقت، ولا مانع من أن ترى النور هذا الأسبوع، وبالتأكيد قبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية لأن الفرصة متاحة لإخراج البلد تدريجيا من التأزّم، شرط أن تتضافر الجهود لتأمين الغطاء السياسي من دون أي تردد يدفع باتجاه تسريع ولادتها». وشهد ملف تشكيل الحكومة تقدماً، أمس، من غير الكشف عن تفاصيله، إثر لقاء جمع الرئيس اللبناني ميشال عون بالرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، بعد ظهر أمس، في قصر بعبدا للمرة الثانية خلال 24 ساعة. وأشار بيان رئاسة الجمهورية إلى «تقدم في ملف تشكيل الحكومة الجديدة». ونقلت المصادر عن بري تشديده على «ضرورة خطف الفرصة واقتناصها اليوم قبل الغد وتوظيفها على طريق الانتقال بالبلد من مرحلة التأزم إلى تبنّي خريطة الطريق الفرنسية» التي طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون «لإنقاذ البلد ووقف انهياره وتحضيره للتعافي من أزماته». واعتبر «أننا أمام مرحلة حاسمة بدءا من هذا الأسبوع وعلينا ألا نفوّتها ونغرق في تحاليل لا فائدة منها سوى هدر الفرص وتقطيع الوقت بدلا من تذليل العقبات التي يمكن أن تؤخر التشكيل». ورأى رئيس البرلمان أن «هناك ضرورة للتعاون بين عون والحريري، ولم يعد هناك من مجال للمساكنة أو المهادنة بينهما لأننا نمر بظروف استثنائية صعبة تستدعي من الجميع التصرّف بمسؤولية وعدم الدخول في سجالات نحن في غنى عنها أو الانجرار إلى مزايدات شعبوية». وأكد، بحسب زواره، أن «تكليف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة عامل إيجابي، وتعاونه مع عون سيؤدي حتما إلى تذليل العقبات لأن المطلوب أن نقلّع شوكنا بيدنا وبيد مبادرة الإنقاذ الفرنسية». وسأل بري وكأنه يرد على من يربط تشكيل الحكومة بالانتخابات الرئاسية الأميركية: «ماذا يفيدنا الانتظار في الوقت الذي يعاد فيه رسم الخرائط السياسية في المنطقة التي ستؤدي إلى تبدّل التحالفات وتُنذر بتحوّلات على أكثر من صعيد؟ وهل نبقى نتفرج على ما يدور من حولنا من دون أن نلتفت إلى ترتيب بيتنا الداخلي كي لا نندم في حال لم نخرج من حالة التردد؟». وقال إن كل هذه التحالفات الجديدة التي يُفترض أن تشهدها المنطقة «تحتّم علينا اليوم قبل الغد أن نبادر إلى تحصين وضعنا الداخلي والاستعداد لمواجهة كل هذه المتغيّرات التي تتسارع بتشكيل الحكومة ليكون في وسعنا تأمين شبكة أمان سياسية توفّر الحماية لوحدتنا الداخلية لقطع الطريق على الانزلاق إلى متاهات غير محسوبة أو الانجرار إلى رهانات خاطئة». وكرر بري قوله إنه يأمل «أن يتصاعد الدخان الأبيض هذا الأسبوع» بالإعلان عن تشكيل الحكومة بتفاهم عون - الحريري: «بعيدا عن المناورات والتسريبات التي يُفترض أن تغيب كليا لمصلحة الوصول إلى تشكيلة محصنة بالمبادرة الفرنسية وعدم تفويت معاودة الاهتمام الدولي بلبنان، خصوصا أن مجرد العودة إلى الوراء سيزيد من تأزّم الوضع». وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية مواكبة للأجواء الإيجابية التي سادت الجولة الأولى من مشاورات التأليف بين عون والحريري والتي يُفترض أن تتكثّف في اليومين المقبلين، إن «مقولة الربط بين ولادة الحكومة وبين الانتخابات الرئاسية الأميركية مرفوضة بالشكل والمضمون». وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها لا تفهم الأسباب الكامنة وراء مثل هذا الربط «الذي يعني من وجهة نظرنا أن مجرد التلازم بين إنجاز الاستحقاق الحكومي والاستحقاق الأميركي لن يجدي نفعا وبات علينا عدم التفريط بالفرصة الدولية المواتية للعبور بولادة الحكومة إلى بر الأمان». وأيّدت المصادر ما تناقله زوار بري عنه بأن هذا الأسبوع سيكون حاسما، وقالت إن «هناك ضرورة للتأسيس على الأجواء الإيجابية التي يعكسها الحريري، ليس لإعادة بناء الثقة بينه وبين عون فحسب وإنما لاستعادة ثقة اللبنانيين ببلدهم». وسألت «ما الضمانة في حال تأجيل تشكيل الحكومة إلى ما بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ وهل ستحمل متغيرات ليست مرئية حتى الساعة يمكن الإفادة منها لمعاودة تشغيل المحركات لتأليفها؟». وقالت إن «مجرد الربط سيرتّب على البلد المزيد من الأكلاف السياسية والاقتصادية والمالية». وتوقّفت أمام دخول واشنطن على خط الوساطة بين لبنان وإسرائيل لتسوية الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية، وقالت إن وساطتها «يجب أن تنسحب إيجابيا على تشكيل الحكومة لأن ما يهمها الحفاظ على الاستقرار في لبنان لحماية استمرار المفاوضات، وهذا لا يتأمّن إلا بإعادة انتظام المؤسسات الدستورية بدءا بتشكيل الحكومة، لأن تمديد الفراغ يزيد من تأزّم الوضع ويعرض لبنان إلى انتكاسات مصدرها الارتدادات المترتبة على إعادة رسم الخرائط السياسية في المنطقة». واعتبرت أن لتكليف الحريري بتشكيل الحكومة بغياب أي منافس له «أكثر من معنى لجهة تمرير رسالة بوجود نية لإعادة تموضع لبنان دوليا والاستعداد لتصحيح علاقاته بعدد من الدول العربية التي تراقب عملية تأليف الحكومة لتبني على الشيء مقتضاه وصولا للتأكد بأن البلد يستعد للدخول في مرحلة جديدة غير المراحل السابقة التي أقحمت لبنان باشتباكات مجانية مع المجتمع الدولي». وترى المصادر أن لبنان يقف حاليا أمام «فرصة الإنقاذ الأخيرة»، وسط تساؤلات عن إمكانية عودة الكيمياء السياسية بين عون والحريري إلى ما كانت عليه فور إنجاز التسوية الرئاسية قبل سقوطها، وبالتالي ولادة الحكومة الأخيرة في الثلث الأخير من الولاية الرئاسية.

لبنان يتحول من الاقتصاد النقدي إلى «الورقي»

الشرق الاوسط....بيروت: علي زين الدين.... ارتفعت المضاربات بشكل لافت مسببة تبدلات حادة في سعر الليرة اللبنانية خلال اليومين الماضيين في السوق الموازية التي يديرها تجار عملات خارج نطاق شركات الصرافة المرخصة. واتسع هامش المبادلات في تسعير الدولار إلى نحو ألف ليرة بين حدي 6 و7 آلاف ليرة، مع نشاط ملحوظ للمنصات الإلكترونية والتطبيقات التي تشهد رواجا استثنائيا على الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. ولوحظ أن التقلبات اليومية في سعر الدولار في السوق السوداء تتعدى حدودها المعتادة في عطلة نهاية الأسبوع، بحيث تتبدل الأسعار انخفاضا وصعودا بوتيرة سريعة، توقع معها المدخرين في المنازل فريسة الشائعات على الخطين، بينما تؤول الفوارق الربحية إلى محترفين يتقنون التلاعب بسعر الصرف بعيدا عن ملاحقات الأجهزة الأمنية التي تعجز عن ضبط أغلب العمليات ذات الطابع الفردي. وزاد في تحفيز المضاربات تمدد القيود إلى العملات الورقية بالليرة، إذ رصدت «الشرق الأوسط» بدايات تحول من الاقتصاد النقدي الذي طغى على المعاملات المالية والاستهلاكية طوال الأشهر الماضية، إلى ما يمكن تسميته بالاقتصاد الورقي، إذ بعدما كانت القيمة الحقيقية للنقد محصورة بالعملات الورقية للدولار وتنخفض دراماتيكيا بأسعار متفاوتة أعلاها يماثل نصف القيمة السوقية في بدائل النقد كالتحويل الداخلي من الحساب أو الشيك أو البطاقة، بدأت الأسواق تتفاعل سلبا مع محاولة البنك المركزي للتحكم بالسيولة النقدية بالليرة وتضييق حدود سحوباتها من البنوك. وبمعزل عن هدف السعي إلى إعادة ضبط الكتلة النقدية بالعملة الوطنية البالغة حاليا نحو 23 تريليون ليرة، نتيجة تراكم زيادات شهرية صاروخية ضخها البنك المركزي قاربت نسبتها المجمعة نحو 150 في المائة من بداية العام الحالي، فإن توسع سيطرة العملات الورقية بالدولار وبالليرة وتفشي تعدد أسعار الصرف من العملات الصعبة إلى العملة الوطنية، يخلق بذاته، وفقا لمصادر مصرفية رفيعة المستوى، مناخا نموذجيا لتفعيل المضاربات على العملتين وإضافة إرباكات جديدة على سير المعاملات في الأسواق المالية والاستهلاكية على السواء. وبينما توشك عمليات شراء شيكات الدولار بالليرة وبأقل من نصف قيمتها الأصلية على الانتقال إلى الشيكات بالليرة التي يطلب بعض المتعاملين عمولة بين 10 و15 في المائة من قيمتها، تشير معطيات سوقية إلى أن الطلب على النقد الورقي بالليرة يواصل تسجيل ارتفاعات حادة ومتتالية، بتأثير مباشر من قرار البنك المركزي بتحديد سقوف تزويد المصارف بالسيولة وفقا للمتوفر في حساباتها الجارية لديه، على أن يتم تلبية الإضافة من تسييل شهادات إيداع تعود لها بعد حسم عوائدها، وفرض توريد سيولة ورقية لقاء حصة المستوردين من المواد المدعومة بالدولار. وأدت هذه التدابير إلى قيام المصارف بتقنين السحوبات النقدية بالليرة لصالح الزبائن من صناديقها ومطالبة زبائنها بالتعويض عبر وسائل الدفع البديلة. وتفيد معلومات «الشرق الأوسط» بأن أغلب البنوك اعتمد إجراءات جديدة لضخ السيولة بالليرة للمودعين، بهدف خفض سقف السحوبات الممكنة شهريا من متوسط 10 ملايين إلى متوسط 4 ملايين ليرة بدءا من الأسبوع الحالي. كما تم خفض السحوبات بالليرة عبر أجهزة الصرف الآلي إلى حدود متدنية مع إقدام بعض البنوك على تضييق السحب لحاملي بطاقات بنوك أخرى، وهو ما سيفضي حتما إلى اختناقات أشمل في أسواق الاستهلاك، نظرا إلى تعذر قبول السداد من خلال وسائل الدفع البديلة، بسبب حاجة التجار أيضا إلى السيولة الورقية. وحاولت جمعية المصارف إعادة طمأنة المودعين والمتعاملين بأن «مصرف لبنان سيستمر بمد المصارف بالسيولة النقدية كالمعتاد، وستستمر المصارف بتأمين السيولة النقدية بالليرة للسوق بشكل طبيعي وفق ما جرت العادة خلال الفترة الماضية». لكن الطلب واظب تدفقه على منحناه الصاعد، وخصوصا بعدما انضم التجار والشركات وكبريات المتاجر إلى طلب النقد الورقي بكثافة وإلى الاعتذار عن عدم قبول الدفع بالبطاقات والشيكات، وهذا ما يرشح تلقائيا انضمام سيولة الليرة إلى دوامة الأسعار المتعددة للدولار التي نشأت جراء تعذر ضخ العملات الأجنبية من قبل مصرف لبنان المركزي في السوق الرسمية عبر شركات الصرافة المرخصة، وامتناع البنوك عن صرف الودائع الدولارية بعملتها.

 



السابق

أخبار وتقارير... باريس تدعو إلى «وقف» الدعوات لمقاطعة منتجاتها....البطريرك الماروني يقدم جملة نصائح للحريري....اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين في بغداد.... الجيش الإسرائيلي يبدأ تمريناً على الحدود مع لبنان وسوريا...الحرس الثوري ينشر قوات قرب منطقة النزاع في كاراباخ...بومبيو: لا فرق بين جناحي حزب الله العسكري والسياسي... فرنسا تستدعي سفيرها لدى تركيا رداً على تصريحات إردوغان «غير المقبولة».. «كورونا» يلزم ثلثي الفرنسيين منازلهم...لوكاشينكو لبومبيو: مينسك وموسكو ستردان على أي تهديد خارجي...

التالي

أخبار سوريا.... حضور غير مسبوق لصور أسماء الأسد في حفل شعبي... زوجة الأسد وابن خاله.. تراشق عنيف بالمليارات!....الأزمة اللبنانية تدفع اللاجئين السوريين إلى تحت خط الفقر...توقف المحادثات الكردية ـ الكردية بانتظار مبعوث أميركي جديد....

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,069,920

عدد الزوار: 6,751,271

المتواجدون الآن: 112