أخبار لبنان... التشريع «ينجح»: الطلب على الحشيشة يفوق العرض!...واشنطن تفرض عقوبات على قياديين في «حزب الله» وتعرض 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات... الأمم المتحدة تطالب لبنان بنزع سلاح «حزب الله»...شينكر: واشنطن تدعم مطالبة اللبنانيين بالقضاء على الفساد... بيروت: ولادة سريعة لحكومة «الأضداد»؟....خطّة فرنسية بديلة للدعم تحسّباً لعرقلة "النقد الدولي"... مظلة رئاسية تسرّع التأليف.. وإجماع على الإختصاصيين وإصلاحات المبادرة.... النفايات تتكدّس....

تاريخ الإضافة السبت 24 تشرين الأول 2020 - 4:10 ص    عدد الزيارات 2012    القسم محلية

        


التشريع «ينجح»: الطلب على الحشيشة يفوق العرض!...

الأراضي المزروعة زادت من 20 ألف دونم إلى أكثر من 30 ألفاً....

الاخبار...تحقيق رامح حمية .... «نجح» قانون تشريع زراعة القنّب الهندي في زيادة إنتاج الحشيشة! بعد مواسم من الكساد وتراجع الأسعار، سُجّل هذا الموسم ارتفاع كبير في الأسعار، وزادت مساحة الحقول المزروعة بالنبتة التي لم تعد محرّمة (؟)، والتي يتهافت التجار على شراء محاصيلها، بعدما «الله جبر» ما كان مكدّساً من محاصيل السنوات الماضية.... قبل نحو أسبوع بدأ مزارعو الحشيشة في البقاع الشمالي قصّ شتول حقولهم وجمعها وتجفيفها تحت أشعة الشمس، قبل توضيبها وتخزينها تمهيداً لتصنيعها. وهذه المرة الأولى التي تُقصّ فيها الحشيشة بتأنٍّ، مع غياب الخشية من عمليات التلف، رغم أن آخر عملية نفّذتها الأجهزة الأمنية لإتلاف حقول الحشيشة في بعلبك - الهرمل تعود إلى عام 2013. مصدر «الاطمئنان الزائد» هو إقرار مجلس النواب، في نيسان الماضي، قانون السماح بزراعة القنب الهندي «لأغراض طبية وصناعية». صحيح أن القانون بات نافذاً، إلا أن الدولة لم تمض في خطة «الشرعنة» بعد. المراسيم التنظيمية للقانون لم تُقرّ بعد، فلا هيئة ناظمة ولا آلية عمل ولا حتى مراكز تسليم أو بنية تحتية أو آلية استصدار تراخيص ومنحها للمزارعين المسموح لهم بزراعتها. رغم ذلك، مجرد الإقرار - على ما يبدو - كان إشارة ضمنية تلقّاها مزارعو الحشيشة بحماسة تُرجمت بزيادة مساحة الأراضي المزروعة بالحشيشة من 20 ألف دونم في الموسمين الماضيين، إلى أكثر من 30 ألف دونم العام الجاري، تضاف إليها حقول «الحشيشة اللقيسة» التي زُرعت في آب الماضي (تُزرع الحشيشة في شهرَي آذار ونيسان، فيما يُطلق «اللقيسة» على تلك التي تُزرع متأخرة عن أوانها). زيادة الأراضي المزروعة بالحشيشة جاءت أساساً «لكي نضمن حقنا بتسجيل اسمنا في لوائح المزارعين الذين سينالون رخصاً لزراعتها بعد تشريعها»، بحسب أحد المزارعين. ويلفت إلى أنه زاد مساحة حقوله المزروعة بالقنب الهندي من 150 دونماً العام الماضي إلى 400 دونم، فـ«طالما ما عادت ممنوعة لشو الخوف؟»، مشيراً إلى «أننا، أساساً، لم نتوقف عن زراعتها لأنها الحل الوحيد في ظل ما نمر به من ظروف اقتصادية صعبة، وبعد فشل كذبة ما أطلقوا عليه سياسة الزراعات البديلة، وبعد خسائر متتالية لحقت بمزارعي الزراعات التقليدية». عوامل عدة تضافرت على جعل «الموسم» هذا العام مربحاً، مع ارتفاع الأسعار بنسبة 300% عن الموسمين الماضيين اللذين شهدا تكدّس الإنتاج المصنّع لدى التجار بعد إقفال منافذ التهريب خصوصاً إلى دول الخليج. التزاحم بين مزارعين وتجار كبار على ضمان النبتة «خضير» (تُشترى في أرضها قبل قصّها) من المزارعين الصغار يشير إلى موسم واعد. فقد ارتفع سعر ضمان دونم حشيشة الخضير من 400 ألف ليرة العام الماضي إلى ما بين مليون ومليونَي ليرة، بحسب إنتاجية الدونم والنوعية وإذا ما كان بعلاً (إنتاج ذو جودة عالية - باب أول) أو مروياً (إنتاج ذو جودة جيدة). وسجّلت «الهقّة» (1250 غراماً) من الحشيشة المصنّعة (الزهرة) والنوعيات الأقل جودة (الكبشة) ارتفاعاً كبيراً في الأسعار. بحسب أحد كبار التجار، وصل سعر «الهقّة» إلى 700 ألف ليرة في مقابل 200 ألف الموسم الماضي. وإلى ارتفاع سعر صرف الدولار، يعزو التاجر ارتفاع الأسعار، أيضاً، ازدياد الطلب إلى اعتماد التجار البيع مقابل عقارات أو سيارات، الأمر الذي أدى إلى تصريف كل الإنتاج الذي كان مكدّساً من الموسم الماضي.

زادت أسعار الحشيشة بكل أنواعها بنسبة 300% عن الموسمين الماضيين

هذا في الظاهر، أما فعلياً، فيؤكد عدد من تجّار النبتة أنه بعد انفجار المرفأ، في الرابع من آب الماضي، والانشغال السياسي والأمني بتداعياته، ناهيك بالأزمة الاقتصادية والسياسية التي أدّت إلى تراخي القبضة الأمنية، كل ذلك سمح بفتح أبواب جديدة للتهريب البحري والبري. هكذا، تمّ التصريف والطريق مفتوحة والموسم الحالي ممتاز ويعد بأرباح جيدة... والشاطر بشطارتو». ولعل اكثر ابواب التهريب التي يجري الحديث عنها تلك التي «تربط بين الساحلين اللبناني والسوري وصولا الى تركيا، فضلا عن الطرقات البرية بين البقاع والشمال وسوريا وقرى وبلدات حدودية تركية، ومنها الى الخليج العربي ودول اوروبية»، بحسب ما يكشف احد التجار.

واشنطن تفرض عقوبات على قياديين في «حزب الله» وتعرض 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن 3 من أعضائه....

الشرق الاوسط....واشنطن: إيلي يوسف... صنفت وزارة الخزانة الأميركية اثنين من المسؤولين في «حزب الله» على قائمة العقوبات، بهدف مواصلة الضغط على الحزب وإعاقة قدرته على العمل في النظام المالي العالمي، حسب بيان لوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو. وقال بيان الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة وضعت نبيل قاووق وحسن البغدادي على قائمة العقوبات لكونهما مسؤولَين قياديين في «حزب الله»، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية. وأضاف البيان أن قاووق والبغدادي عضوان في المجلس المركزي للحزب، الذي يضم كبار مسؤوليه الذين ينتخبون مجلس شورى الجماعة، وهو أعلى هيئة لصنع القرار في «حزب الله». وأشار البيان إلى أن قاووق عمل أيضاً في المجلس التنفيذي للحزب، الذي يشرف على أنشطته الاجتماعية والاقتصادية. ورأى وزير الخارجية مايك بومبيو، أن «حزب الله» يعطي الأولوية لمصالحه الخاصة أو مصالح طهران قبل الشعب اللبناني، مضيفاً أن الحزب «لا يزال يمثل تهديداً إرهابياً للولايات المتحدة وحلفائنا ومصالحنا في الشرق الأوسط وحول العالم. ومن الضروري أن تتخذ الدول خطوات لتقييد أنشطته وتعطيل شبكات التيسير للجماعة الإرهابية». بدوره قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين، إن «كبار قادة (حزب الله) مسؤولون عن إنشاء وتنفيذ أجندة المنظمة الإرهابية المزعزعة للاستقرار والعنف ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائنا في جميع أنحاء العالم». وأضاف: «يجب أن نستمر في تحميل (حزب الله) المسؤولية عن أفعاله المروعة في الذكرى الـ37 لقيام (حزب الله) بتدمير ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت». يُذكر أن التفجير الذي وقع في 23 أكتوبر (تشرين الأول) في بيروت أودى بحياة 241 جندياً أميركياً كانوا ضمن قوات حفظ السلام الدولية التي جاءت إلى لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي وخروج الميليشيات الفلسطينية. وأضاف منوتشين أن نبيل قاووق وحسن البغدادي شاركا في أنشطة سياسية علنية لمصلحة «حزب الله» وإيران. وقال إن قاووق هدد بالحرب مع إسرائيل وندد بالوجود الأميركي في المنطقة. كما ألقى خطابات باسم الحزب في عدة احتفالات «لإحياء ذكرى إرهابيي الحزب، بما في ذلك مسؤول الأمن الخارجي للحزب عماد مغنية وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وكلاهما كان مسؤولاً عن مقتل عدد لا يحصى من الأميركيين». وأضاف البيان أن البغدادي الذي عرّف نفسه علناً بأنه مسؤول في «حزب الله»، دافع عن استهداف الحزب للأميركيين. وفي عام 2020 حضر البغدادي ندوة في لبنان أشاد خلالها بالحرس الثوري الإيراني ومقاتليه في سوريا والعراق لمهاجمة القواعد العسكرية الأميركية. وفي عام 2015 حضر البغدادي حفلاً في طهران مع نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، وعدد من كبار المسؤولين الآخرين، أشاد خلاله بحرب «حزب الله» مع إسرائيل. وعيّن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية ومركز التجارة الحرة قاسم في مايو (أيار) 2018 لعمله لصالح «حزب الله». ومركز التجارة والصناعة هو مبادرة بين الولايات المتحدة والسعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والإمارات العربية المتحدة، يهدف لمواجهة تمويل الإرهاب. وقالت أوساط أميركية إن أهمية التصنيف الجديد لقادة في «حزب الله» تكمن أولاً في توقيته وفي الرسائل التي ترغب واشنطن في إرسالها في هذه الفترة. وأضافت أن فرض تلك العقوبات قبيل الانتخابات الأميركية، يهدف إلى تحويلها إلى إرث لا يمكن إزالته بسهولة بمعزل عن الإدارة الجديدة التي ستحتل البيت الأبيض بعد الانتخابات. كما أنها رسالة قبل ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة حول الثوابت التي تشدد عليها واشنطن. إضافةً إلى ذلك أعلنت واشنطن عن مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن أعضاء «حزب الله» محمد قصير ومحمد البزال وعلي قصير وتؤدي إلى تعطيل الآليات المالية للحزب. وقالت الخارجية الأميركية إن محمد قاسم البزال هو الممول الرئيسي لـ«حزب الله» و«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني الذي تصنفه واشنطن منظمة إرهابية. وأضافت أن البزال وعلي قصير يشرفان على شركة «تلاقي» التي تتخذ من سوريا مقراً لها وتقوم بتهريب شحنات عبر البحر لمصلحة الإرهابيين. وقال البيان إن محمد قصير يعد حلقة وصل مهمة بين «حزب الله» وإيران، وكان قناة مهمة للإنفاق المالي من «الحرس الثوري» إلى «حزب الله». ويشرف قصير ومسؤولون آخرون من «حزب الله» على عدة شركات تمثل واجهة لإخفاء دور «الحرس الثوري» في بيع النفط الخام والمكثفات وزيت الغاز، للتهرب من العقوبات الأميركية على «الحرس الثوري». كما يدير قصير وحدة «حزب الله» التي تساعد في نقل الأسلحة والتكنولوجيا وأشكال الدعم الأخرى من سوريا إلى لبنان وتشرف على مؤسسات تمويل الإرهاب الأخرى، مثل مؤسسة «الحقول البحرية» وشركة «نغم الحياة». وأضاف البيان أنه منذ أواخر عام 2018 استخدم البزال مجموعة «تلاقي» وشركاته الأخرى لتمويل وتنسيق وإخفاء شحنات النفط غير المشروعة المختلفة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. كما أشرف البزال على شراكة مجموعة «تلاقي» مع شركة «ألوميكس» اللبنانية لشحنات الألمنيوم إلى إيران. وأضاف البيان أنه حسب هذا التصنيف يُحظر على الأشخاص الأميركيين عموماً الانخراط في أي معاملات مع هؤلاء الأشخاص، كما يتم حظر الممتلكات والمصالح التي يخضعون لها في الولاية القضائية الأميركية.

نبيل قاووق وحسن البغدادي

بيروت: «الشرق الأوسط».... من هما نبيل قاووق وحسن البغدادي اللذان طالتهما العقوبات الأميركية؟

قاووق عضو ونائب سابق لرئيس المجلس التنفيذي ولد في بلدة عبا قضاء النبطية جنوب لبنان العام 1964. ولا يشغل حاليا أي منصب في «حزب الله» سوى عضويته بالمجلس المركزي ويصنف حاليا من قيادات الصف الثالث بعدما كان من القيادات الأساسية ولا سيما خلال توليه منصب مسؤول الجنوب في «حزب الله» من العام 2000 إلى العام 2010 وبعدها شغل منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لسنوات والذي يرى فيه مراقبون «إقالة بالترفيع» قد يكون سببها سطوع نجمه بشكل لافت خلال عمله مسؤولا في الجنوب حيث كان له حضور دائم وأساسي في المناسبات. شارك قاووق في حروب لبنان ضد إسرائيل كقائد عسكري خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للبنان 1982 - 2000 كما شارك في الحرب الأخيرة التي وقعت بين لبنان وحزب الله العام 2006، وخلال هذه الحرب دمرت الطائرات الإسرائيلية مبنى كان يستخدمه في الضاحية الجنوبية لبيروت. أما حسن البغدادي فيظهر دائما في إطار ثقافي اجتماعي، فهو يشرف على جمعية ثقافية دينية تدعى «الإمام الصادق لإحياء التراث العلمائي» وهو مسؤول ملف إحياء تراث العلماء الشيعة في «حزب الله». ولد البغدادي في بلدة أنصار قضاء النبطية جنوب لبنان وهو عضو في المجلس المركزي في «حزب الله» ولا يعرف عنه انخراطه في أي مهام سياسية أو عسكرية وظهر في مناسبات ثقافية واجتماعية عدة كمتحدث رسمي باسم الحزب. كما ظهر في إحدى المناسبات في طهران في عام 2015 برفقة نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم والعديد من كبار المسؤولين الآخرين. وكانت الخزانة الأميركية قالت إن قاووق والبغدادي عضوان في المجلس المركزي للحزب المسؤول عن تحديد وانتخاب أعلى هيئة لصنع القرار في الجماعة، وهي مجلس الشورى. ويضم مجلس الشورى 5 مجالس فرعية هي المجلس التنفيذي والمجلس السياسي والمجلس البرلماني والمجلس الجهادي والمجلس القضائي.

الأمم المتحدة تطالب لبنان بنزع سلاح «حزب الله»

الشرق الاوسط.....نيويورك: علي بردى..... طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في أحدث تقرير عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559، بإجراء «إصلاحات عاجلة» وبـ«وضع حد للفساد»، في لبنان؛ داعياً إلى «تشكيل حكومة على وجه السرعة». وحذر من أن تورط «حزب الله» في الحرب السورية «يشكل مخاطر على استقرار لبنان والمنطقة». وحض «دول المنطقة»، في إشارة إلى إيران، على «تشجيع» تحول الحزب إلى «حزب سياسي مدني، ونزع سلاحه». وطلب من الحكومة والقوات المسلحة اللبنانية «اتخاذ كل التدابير اللازمة» لمنع هذا التنظيم من حيازة أسلحة وبناء قدرات شبه عسكرية خارج سلطة الدولة. وذكَّر الأمين العام في تقريره نصف السنوي الـ32 حول تنفيذ القرار الخاص بحل الميليشيات المسلحة، بالحجم الكبير للخسائر في الأرواح، والأضرار المادية الناجمة عن الانفجار في مرفأ بيروت. وأكد أن «إجراء تحقيق يتسم بالصدقية والشفافية لتحديد سبب الانفجار وتحقيق المساءلة التي يطالب بها اللبنانيون، لا يزال يمثل أولوية قصوى». وشدد على أن «على عاتق السلطات اللبنانية الآن مسؤولية إجراء إصلاحات عاجلة تستجيب لمطالب الشعب اللبناني، بما في ذلك الدعوات إلى المساءلة والشفافية ووضع حد للفساد». وحض الزعماء اللبنانيين على «تجاوز الاعتبارات الحزبية والمصالح الشخصية، وتشكيل حكومة على وجه السرعة». وأكد غوتيريش أن تورط «حزب الله» في النزاع السوري «ينذر بخطر توريط لبنان في صراعات إقليمية، ويشكل مخاطر على استقرار لبنان والمنطقة». وأضاف أن ذلك «يُظهر فشل (حزب الله) في نزع سلاحه ورفضه الخضوع للمساءلة أمام مؤسسات الدولة»، ودعا «حزب الله» وكافة الأطراف الأخرى المعنية مرة أخرى «إلى عدم الانخراط في أي نشاط عسكري داخل لبنان أو خارجه». وحض الحكومة والقوات المسلحة اللبنانية على «اتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع (حزب الله) والجماعات المسلحة الأخرى من حيازة أسلحة، وبناء قدرات شبه عسكرية خارج سلطة الدولة» وأكد أن احتفاظ «حزب الله» بقدرات عسكرية كبيرة ومتطورة «لا يزال مصدر قلق بالغ». وجدد غوتيريش دعواته لإسرائيل كي «تلتزم واجباتها تحت قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وسحب قواتها من الجزء الشمالي لقرية الغجر والمنطقة المتاخمة لها شمال الخط الأزرق، وكذلك وقف تحليق طيرانها في المجال الجوي اللبناني على الفور»، منبهاً إلى أن استخدام المجال الجوي اللبناني من الجيش الإسرائيلي لضرب أهداف في سوريا «مقلق للغاية». ورأى أن حكم الدائرة الابتدائية للمحكمة الخاصة بلبنان في قضية عياش وآخرين كان «انعكاساً لالتزام المجتمع الدولي بالعدالة في الجرائم الفظيعة» التي ارتكبت في 14 فبراير (شباط) 2005، وأدت إلى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

إستونيا تفرض عقوبات على أعضاء جماعة «حزب الله» اللبنانية

تالين: «الشرق الأوسط أونلاين».... قررت الحكومة الإستونية، فرض عقوبات على أعضاء جماعة «حزب الله» اللبنانية رداً على «الأعمال الإرهابية» التي تقوم بها، وفقاً لتقرير نشره موقع «إستونيان وورلد». وقال وزير الخارجية الإستوني أورماس رينسلو، في بيان، «تشكل جماعة (حزب الله) تهديداً كبيراً للأمن الدولي، وبالتالي الإستوني». وأضاف «بهذه الخطوة تقف إستونيا إلى جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا وألمانيا وليتوانيا، بالإضافة إلى دول أخرى توصلت إلى أن (حزب الله) يستخدم وسائل إرهابية ويشكل تهديداً لأمن الكثير من الدول». وقالت وزارة الخارجية، إنها ستفرض حظر الدخول إلى البلاد على المنتسبين إلى جماعة «حزب الله» ممن توجد معلومات أو أسباب معقولة للاعتقاد بأن نشاطهم يدعم الإرهاب، وبالتالي يشكلون تهديداً للأمن الإستوني، وكذلك الأمن الدولي. وستحدد وزارة الخارجية القائمة التفصيلية للأشخاص الخاضعين لعقوبات إستونيا. واتخذت دول أوروبية عدة مؤخراً خطوات ضد «حزب الله»، بعد سنوات من الضغط من جانب إسرائيل استناداً إلى تورط الجماعة في تفجير حافلة عام 2012 في بلغاريا أسفر عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين ومواطن محلي، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل». وفي أبريل (نيسان)، حظرت ألمانيا أنشطة الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران. وفي خروج دراماتيكي عن سياسة برلين السابقة، والتي استندت إلى موقف الاتحاد الأوروبي، فإن الحظر لا يفرق بين الجناحين العسكري والسياسي للجماعة. وقال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر في ذلك الوقت، إن «أنشطة (حزب الله) تنتهك القانون الجنائي وتعارض مفهوم التفاهم الدولي».

شينكر: واشنطن تدعم مطالبة اللبنانيين بالقضاء على الفساد

الشرق الاوسط....واشنطن: معاذ العمري.... استعاد ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأدنى، في مؤتمره الصحافي عبر الهاتف، أول من أمس، تعليقه على العبارة التي رآها معلّقة في قصر بعبدا عند لقائه الرئيس ميشال عون، وفيها «الشفافية هي السيف الذي يقضي على الفساد»، وقال إنه طالب عون بتفعيل ما تقوله هذه العبارة. وقال شينكر إن العقوبات الأميركية على «حزب الله» ومعاونيه سوف تستمر، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بمطالب الشعب اللبناني والقضاء على الفساد، وتتابع الوضع في لبنان. ورهن المسؤول الأميركي المساعدات الأميركية بتحقيق هذه المطالب. وأكد أن الولايات المتحدة لا تعلّق على السياسيين اللبنانيين، فأيُّ حكومة تأتي لا بد أن تحقق مطالب الشعب وليس مطالب أميركا، ولا بد من الحصول على ثقة الشعب لمساعدة اللبنانيين على الخروج من أزمتهم للحصول على المساعدات الدولية، قائلاً: «ثقة المجتمع الدولي مرهونة بثقة الشعب»، مبيّناً أن نسبة اللبنانيين تحت خط الفقر تُقدّر بـ50%، و20% يائسون من البنك المركزي وعدم التصرف بأموالهم. وفيما يخص ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، رأى شينكر أنه أمر جيد، إذ عمل هو وإدارته لأعوام على هذه الوساطة وهذه الخطوة، مشيراً إلى أن الطرفين اللبناني والإسرائيلي يعملان الآن وفق نيات جيدة وكلا الطرفين لديه الأمل والحماسة، وكلاهما يريد الوصول إلى اتفاق ولديهما الرغبة في التعاون على ذلك، «ونعمل على مواصلة الحوار بين الطرفين»..... وحول عودة المحتجزين الأميركيين في لبنان وحول العالم، أكد ديفيد شينكر ما قاله الوزير بومبيو، من أن الحكومة الأميركية تعمل دائماً لاستعادة كل المحتجزين الأميركيين حول العالم، مستدلاً على ذلك بما حدث في اليمن، مضيفاً: «هذا الأمر نقف عليه مثل كل الدول الأخرى، ونريد عودة الأميركيين من كل مكان».

«حزب الله» و«الوطني الحر» يضعان شروطاً للمشاركة في الحكومة رغم رفضهما تسمية الحريري لرئاستها

الشرق الاوسط....بيروت: كارولين عاكوم.... أعادت نتائج الاستشارات النيابية التي أدت إلى تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة المشهد السياسي اللبناني المتناقض الذي يعكس توزيعاً في أدوار الأحزاب الرئيسية التي تعارض وتبقى متمسكة بالسلطة. مثال على ذلك موقف «حزب الله»، المتمثل في عدم تسمية الحريري في الاستشارات، رغم حرصه على حصة في الحكومة، وموقف «التيار الوطني الحر» الذي عارض الحريري وشن حملة ضده، لكنه حدد شروطاً للمشاركة في حكومته، فيما يفترض بمن عارض أن يمارس دور المعارضة، ويبقى خارج السلطة، وهو الموقف الذي اتخذه حزب «القوات اللبنانية»، معلناً رفض المشاركة في الحكومة، وربط منحها الثقة بالصيغة الحكومية التي سيقدمها الحريري. وكان «حزب الله» قد اشترط، وحليفته حركة أمل، منذ تكليف مصطفى أديب، الحصول على وزارة المال، وتسمية الوزراء الشيعة، وهو الأمر الذي عرقل مهمة الأخير، وأدى إلى اعتذاره. ويرفض النائب عن «التيار الوطني الحر» ماريو عون الربط بين معارضة تسمية الحريري والمشاركة في الحكومة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «عدم تسمية الحريري لا تغير شيئاً، ومصلحة الوطن هي الأساس، وسنمد يد التعاون. وإذا لم ننجح، فلا مانع لدينا أن نبقى خارج الحكومة». ويضيف: «لم نمنح أصوات نواب التكتل للحريري لاعتراضنا على أن يكون سياسي على رأس حكومة غير سياسية. أما وقد كلف اليوم، وأبدى انفتاحاً على الجميع، فسنتعامل معه على غرار كل الكتل النيابية الأخرى، ومن بينها كتلة (حزب الله) التي لطالما لم تمنح أصواتها للحريري، إنما شاركت في حكوماته». ويلفت عون «إلى أن المشاركة في الحكومة متوقف على المشاورات وخريطة الطريق التي سيضعها الحريري لتأليف مجلس الوزراء. وإذا رأينا أن شكل الحكومة لا يلبي نظرتنا، عندها سيكون لنا الموقف المناسب». ومع انتقاده لموقف «التيار»، يقول النائب عن كتلة «التنمية والتحرير»، قاسم هاشم، لـ«الشرق الأوسط»: «منطق الأمور يقول إن الفريق الذي لا يسمي رئيس الحكومة لا يشارك في مجلس الوزراء، لكن الأعراف في لبنان فرضت واقعاً مختلفاً، حيث إن هناك من يعارض الرئيس المكلف ويرفض تسميته، ثم يعود ويضع شروطاً للمشاركة في الحكومة، وهذا أسوأ ما يكون في السياسة، وهو يعكس النقاط السلبية في تركيبة النظام اللبناني». ويرى هاشم في الشروط التي يرفعها رئيس «التيار»، جبران باسيل، تكريساً لواقع حزبي سياسي، في إطار حفظ المصالح في التركيبة والقرار السياسي، مضيفاً: «للأسف، فإن الأمور في لبنان اختلطت وتداخلت بين المصلحة الحزبية والطائفية والمذهبية، تحت عنوان المصلحة الوطنية».

تهدئة من اليمن إلى سوريا والعراق ترخي بظلالها على بيروت: ولادة سريعة لحكومة «الأضداد»؟

الاخبار....ميسم رزق .... لم يكَد مرسوم تكليف الرئيس سعد الحريري يصدر حتى برزت مؤشّرات التهدئة. لكل طرف حسابات تدفعه إلى إزالة العقبات وملاقاة الطرف الآخر، فهل تولد حكومة «الأضداد الاضطراريّة» سريعاً؟.....تدخُل البلاد نهاية العام الجاري «المنطقة الخطِرة». التدافُع على أشدّه في الطريق إلى التسوية أو الانفجار. هنا، في بيروت، ثمة من يرى ميلاً داخلياً إلى التهدئة، وخصوصاً مع دخول الإقليم مدار خفض التوتّر. اليمن، هدنة غير مُعلنة في مأرِب تسبقها أكبر عملية لتبادل الأسرى بين طرفَي النزاع منذ بدء الصراع، وما بينهما وصول السفير الإيراني الجديد حسن ايرلو الى صنعاء. العراق، تهدئة مشروطة للهجمات ضد القوات الأميركية. سوريا، انسحاب تركي من نقاط عسكرية في حماة، وزيارة لمسؤول أميركي بهدف التوصّل الى «صفقة» للإفراج عن الصحافي الأميركي أوستين تايس. يتحقق ذلك، فيما كان لبنان يُعلن عن انطلاق التفاوض غير المباشر مع العدوّ الإسرائيلي على ترسيم الحدود البحرية. وفي المفكرة اللبنانية، تحمِل الأسابيع والأشهر المقبلة استحقاقات صعبة تبدأ بالانتخابات الأميركية، مروراً بأخرى في سوريا، وصولاً إلى قطار التطبيع العربي - الإسرائيلي. كلها تستدرِج الى علامات استفهام ليس أقلها السؤال عن مصير الحكومة التي يُفترض أن يُؤلّفها الرئيس المُكلف سعد الحريري، كما برنامجها الإصلاحي ومفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي وتعاملها مع متغيرات المنطقة والعالم. وفيما لا يُمكن الجزم حتى الآن بمدى ارتباط ولادتها بالمسار التهدوي، لكنه لا شك سيكون عاملاً مساعداً، وإن كان غير ثابت. فوسط هذا المناخ، يأتي خبر عن ضربة إسرائيلية في جنوب سوريا، وطائرة مسيّرة يُطلقها الحوثيون باتجاه السعودية، وتستمر الولايات المتحدة الأميركية في استخدام سلاح العقوبات، آخرها على السفير الإيراني في العراق. الثابِت حتى الآن، أن لا حكومة في لبنان قبل الانتخابات الأميركية. غير أنّ عدداً من الإشارات التي تلت تكليف الحريري، توحي بأن العراك السياسي بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، سيكون مُدوزناً في مرحلة التأليف، على عكس ما أوحت به مرحلة ما قبل التكليف. فلم يكد مرسوم تكليف الحريري يصدر حتّى خفتَ سقف العِراك. بدايةً، أكد رئيس مجلس النواب نبيه برّي أن الأجواء تفاؤلية لناحية تأليف الحكومة. ثم فاجأ باسيل الجميع بمشاركته في الاستشارات النيابية ولقائه الحريري، علماً بأنه أعلن في الاجتماع الأخير للتكتل أنه لن يفعل. حتى التصاريح التي أدلى بها الأطراف، تظهر أن لعبة الشروط والشروط المُضادة قابلة للتعديل في قواعدها. هل لذلك علاقة بما يحصل في المنطقة؟ أم أنه يتّصِل باعتبارات القوى السياسية الذاتية؟..... لا يُمكِن إغفال عامِل أساسي داخلي جامع بين هذه القوى يدفعها إلى تدوير الزوايا في ما يتعلق بالتأليف. أولاها، أن أوضاع البلاد المالية والاقتصادية والمعيشية والأمنية لم تُعد تحتمِل غياب حكومة فعّالة. فضلاً عن المبادرة الفرنسية التي توفّر، باعتراف الجميع، «مسكّنات» تبعد خطر الانهيار الشامل، قد تكون السبيل الوحيد إلى الإنقاذ. لكن ظهور رغبة مفاجئة بتسهيل ولادة الحكومة يتعلّق أيضاً بحسابات لدى كل طرف، من شأنها أن تدفعه الى إزالة العقبات وملاقاة الطرف الآخر، يُمكن اختصارها وفقَ الآتي:

- بالنسبة إلى حزب الله، يبقى الاستقرار في البلد على رأس لائحة الأهداف في الداخِل. فالفوضى والانهيار يعنيان تكبّده كلفة كبيرة، ولا سيما أن أمينه العام السيد حسن نصر الله تعهّد بعدم السماح بتجويع لبنان. ففي مرحلة كهذه، سيكون الحزب أمام مسؤولية كبيرة تتعلق ببيئته، ولذا إن كانَ الخيار هو التسوية لضمان استقرار يحمي جميع اللبنانيين ويوزّع المسؤولية على الجميع، فلا مانع به. يعلَم الحزب أن رئيساً كحسان دياب وحكومته لن يبدّلا شيئاً في واقِع الأمور، وأن دولاراً واحداً من المساعدات لن يدخُل الى البلاد، لذا يبقى الحريري خياراً أقل سوءاً، وإن كانت فرصته غير مضمونة، لكنها تبقى فرصة.

نُصِح باسيل بأن لا يلعب لعبة الحريري ولا يسمح له بإخراجه من الحكومة

- رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يُريد إنقاذ ما تبقّى من عهده. ضياع أشهر عديدة على تأليف حكومة، يعني هدراً للوقت. أن ينتهي عهده بحكومة «أضداد اضطرارية»، أفضل من أن يُختم بـ«دمار شامِل» على كل المستويات. - بعدَ فشل عدد من رجال الأعمال - الأصدقاء المشتركين بين الحريري وباسيل في لمّ شملهما، تراجع الأخير خطوة. لم يكُن تراجعاً ينمّ عن تنازل بقدر ما هو إدراك للمصلحة. وصلت أخيراً إلى مسامع باسيل نصيحة مفادها أنه «إذا كانَ الحريري يدفعك إلى الخروج من الحكومة فلا تلاقِه في منتصف الطريق، بل ابق فيها ولاعبه من الداخل، وهناك من سيساعدك»، كما أن «ما تريده قد تحصل عليه داخل مجلس الوزراء، لكن الأكيد أنك لن تحصل عليه وأنت في خارجه». سُئل باسيل عمّا إذا كان يريد أن يكون في موقع المعارضة، وأٌجيب عن السؤال نفسه بأن المعارضة ستظهر معارضة للعهد وليس للحكومة، فهل المطلوب مقاطعة العهد؟ ناهيك عن أن عون لا يُمكن أن يدير معركة وحده باستخدام توقيعه وحسب، فهناك الكثير من الملفات داخِل مجلس النواب، وعون بحاجة الى من يعاونه في هذا الملعب. أما بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية التي ينطلق منها باسيل في كل حساباته، فلا «تضمنها الخصومات الشخصية والدائمة»!

-كان الحريري بالنسبة الى الرئيس برّي ولا يزال الشريك الوحيد المقبول داخل أي حكومة. يأتي دياب ويذهب، ثم يأتي غيره، يبقى رئيس مجلس النواب مقتنعاً بأن الإدارة مع الأصيل أبقى من الوكيل. وانطلاقاً من تمسكه بالمبادرة الفرنسية كفرصة أخيرة للإنقاذ، فمن الضروري بالنسبة إليه تذليل كل العقد أمام التأليف. أن ينتهي عهد عون بحكومة «أضداد اضطراريّة» أفضل من أن يُختم بـ«دمار شامِل» - أما الحريري فتعني له العودة إلى الرئاسة كنفخ الروح فيه. لا حياة سياسية للحريري خارج السرايا. يريد رئيس تيار «المستقبل» الكرسي لأسباب تتعلق أولاً بطائفته وجمهوره، حيث تتيح له هذه العودة إعادة تعويم نفسه وقطع الطريق على من يريد أن يدخل شريكاً مُضارباً عليه من العائلة أو خارجها. أما على صعيد الدائرة الأوسع، فلا شكّ أنه يريد استغلال الفرصة لتكريس نفسه «رئيس الأمر الواقع الذي لا بديل له»، والعنصر الأساسي في الإنقاذ، والشريكَ في صياغة القرار وممثلَ السنّة الأعلى في الدولة. إذاً، تتوافر عناصر التأليف السريع، تتقدّمها رغبة الحريري في ذلك. وإذا ما تقاطعت الأسباب المذكورة، فستكون التصريحات عن حكومة اختصاصيين، مجرد «رشّة ملح» لإعطائها نكهة مختلفة. أما في الكواليس، حيث تُخاط الحكومة، فيمكن الاتفاق على واحدة شبيهة بحكومة دياب تضمّ اختصاصيّين تسميهم الأحزاب، ليبقى الاتفاق على البرنامج هو الأساس، ولا سيما في ما يتعلق بالتعامل مع صندوق النقد الدولي وشروطه. طبعاً، لن يكون للحريري ما يريده من تفويض مطلق، لكن الباب ليس مقفلاً أمام النقاش… «بعض النقاط سيكون الاتفاق عليها شرطاً للتأليف. فيما البعض الآخر سيُرحّل الى مجلس النواب ويجري تشريحه في الهيئة العامة» كما تقول أوساط مطّلعة.

خطّة فرنسية بديلة للدعم تحسّباً لعرقلة "النقد الدولي"... توافُق على "حكومة اختصاصيين" وباسيل وحده: "تكنو - سياسية"

نداء الوطن.... "المراسم البروتوكولية" لعملية التكليف انتهت فعادت القوى السياسية إلى جبهاتها بعد الاستشارات غير الملزمة، منتظرة "على كوع التأليف" خطوة الحريري المقبلة لتشكيل حكومته بزيارةٍ يقوم بها إلى قصر بعبدا اليوم لوضع رئيس الجمهورية في أجواء الاستشارات ومناقشة شكل الحكومة وحجمها، بعدما حصل شبه اجماعٍ من القوى الأساسية على حكومة "اختصاصيين من غير الحزبيين"، وهذه الوصفة وفق رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "باتت وراءنا"، و"أمامنا" الآن أن نناقش دور الحكومة وعدد الوزراء. ويعني التوافق على حكومة "اختصاصيين" سقوط سعي النائب جبران باسيل للعودة إلى الكرسي الوزاري من بوابة "أنا والحريري جوا... أنا والحريري برا"، فدعا الى دعم الحكومة سياسياً معلّقاً بعد لقائه الأول بالحريري بأنّ "الحكومة انتقلت اليوم الى جبهة لتكون حكومة سياسيين، ونحن نطالب بأن تكون تكنو - سياسية، بمعنى ان يكون لها الدعم السياسي"، فيما لم تغب مؤشّرات المحاصصة عن خطابه عبر مطالبته باعتماد "معايير واضحة وموحّدة لكلّ الاطراف والمكونات". الأجواء الايجابية التي سادت الاستشارات ترجمها الحريري في كلمته مشيراً إلى ضرورة "القيام بالإصلاحات في أسرع وقت ممكن، مضيفاً: "هناك انهيار في البلد، واللبنانيون باتوا في موقع آخر، وعلينا التعامل مع هذه الفرصة بوضع خلافاتنا السياسية جانباً واعتماد الإيجابية في السلوك لاستعادة الثقة بين المواطن والدولة وبين الدولة والمجتمع الدولي". وعلمت "نداء الوطن" ان الحريري يعوّل على خطة فرنسية بديلة تحسّباً لأي تعقيدات داخلية تواجهها حكومته المقبلة يسبّبها شركاؤه، وفي مقدّمهم "حزب الله"، لناحية رفض الأخير التعاون مع صندوق النقد الدولي لإخراج البلد اقتصادياً من عنق الزجاجة، أو تجنباً لأي تعقيدات خارجية وتحديداً أميركية كطرح "ترسيم الحدود" كشرطٍ أو ثمنٍ أساسي يدفعه لبنان للحصول على المساعدات أو التفاوض مع صندوق النقد. وتقضي الخطة البديلة هذه بتأمين فرنسا ملياري دولار لحكومة الحريري كجزءٍ من مساعدات "سيدر" تُدرج تحت خانة "المساعدة على إعادة إعمار بيروت ومنع انهيار لبنان اقتصادياً" مقابل تطبيق حدّ أدنى من الاصلاحات كالكهرباء مثلاً. وكرّر مصدر فرنسي رفيع لـ"نداء الوطن" التزام فرنسا بمبادرتها الانقاذية شرط تشكيل حكومة تأخذ على عاتقها تطبيق الاصلاحات فوراً. وشدّد المصدر على وجوب تمتّع وزراء الحكومة المقبلة بالنزاهة والكفاءة. ومن المتوقع عقد مؤتمر early recovery في باريس الشهر المقبل لإعادة اعمار لبنان وتأمين المساعدات الانسانية له. وباكراً بدا ان الدعم الأميركي لعودة الحريري لإدارة دفة الحكومة ليس مطلقاً. وفسّرت مصادر دبلوماسية غربية العقوبات المتلاحقة بحقّ عناصر من "حزب الله" ورصد أموال إضافية لمن يدلي بمعلومات عنهم، بأنّها في توقيتها رسالة صارخة الى الحريري بعدم إشراك "حزب الله" مباشرةً أو مواربةً في حكومته تحت ستار "الاختصاصيين"....

مظلة رئاسية تسرّع التأليف.. وإجماع على الإختصاصيين وإصلاحات المبادرة

تجاوز ملابسات التكليف في لقاء الحريري - باسيل.. وكرة التسهيل في بعبدا

اللواء.....من دون ان يكون عدد الوزراء نقطة خلاف او تنافر، وآلية التسمية، وما يتصل بها، فإن مناخ «التوافق» كما اسفرت عنه المشاورات النيابية غير الملزمة مع الكتل النيابية التي اجراها الرئيس المكلف سعد الحريري، في المجلس النيابي، من شأنه ان يشكل العلامة الفارقة للمشاورات الخاطفة، والتي تجاوزت الشكل الى المضمون من ضمن ثوابت ثلاث:

1 - ان الرئيس الحريري هو مَن سيشكل الوزارة، وهو رئيس كتلة نيابية وازنة، وهو رئيس تيار سياسي وشعبي.

2 - ان الحكومة التي ستشكل ستكون من اخصائيين، يتولون العمل في وزاراتهم، بتقنية وحرفية، من اجل تحقيق اهداف عملية، تصب في وقف الانهيار.

3 - ان برنامج الحكومة هو مندرجات المبادرة الفرنسية، سواء المتعلق منها باصلاح النظام المصرفي، والنقدي، والتدقيق في الحسابات، وقطاع الكهرباء الذي يستنزف 60٪ من الدين العام.. ولعلَّ زيارة الرئيس الحريري الى بعبدا اليوم، تندرج ضمن استثمار الوقت لا هدره، بحيث تأتي الوزارة بأسرع ما يمكن، بعيدا عن التهور او التسرَّع.

وكشفت مصادر نيابية التقت الرئيس الحريري في اطار المشاورات انه ابلغ النائب باسيل استعداده للتعاون مع رئيس الجمهورية في عملية التأليف، فأجابه رئيس تكتل لبنان القوي بأن ما يتفق عليه الرئيس المكلف مع الرئيس ميشال عون يوافق هو عليه من ضمن التعاون الضروري بين الطرفين، وانجاح المبادرة الفرنسية بوقف الانهيار واعادة اعمار بيروت بعد انفجار 4 آب الماضي. وتنظر مصادر في كتلة لبنان القوي إلى اللقاء «بإيجابية» تحدثت عن مودة شخصية بينهما، واتفاق على التعاون لتنفيذ البرنامج الاصلاحي. ووصفت مصادر سياسية المشاورات والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة بانها تسير في طريقها المرسوم وباجواء مؤاتية حتى الساعة، بالرغم من محاولة البعض طرح مطالب بعض الأطراف اعادة تكرار مطالب التوزير والتشبث بوزارات معينة كما كان يحصل في الحكومات السابقة ولكن هذه المرة اختلفت مقاربة هذا الموضوع ولم يعد ممكنا اعتماد آلية التوزير على هذا الاساس ولاسيما بعد التوجه لتشكيل حكومة انقاذ من الاختصاصيين، تتولى تنفيذ المبادرة الفرنسية التي تضم كل اقتراحات الحلول للازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان حاليا . ولاحظت المصادر انه اذا استمرت الاجواء السياسية المؤاتية على هذا المسار ،لا بد وان تتسارع خطى تشكيل الحكومة في الايام القليلة المقبلة وقد تولد في نهاية الاسبوع المقبل بعدما ابدى الاطراف السياسيون استمرار تاييدهم للمبادرة الفرنسية بكل مضامينها. ولفتت المصادر الى ان التحضيرات لاختيار الوزراء المرتقبين من الاختصاصيين تجري على قدم وساق واصبح هناك شبه تصور لشكل الحكومة الجديدة وقد يتبلور نهائيا بعد استكمال المشاورات مع رئيس الجمهورية والاطراف المعنيين قريبا جدا. وقالت أن التوجه يقوم على تأليف الحكومة سريعا مؤكدة أن ما يتردد هو أن هناك تفاهما على أن تكون الحكومة الجديدة مؤلفة من ٢٠ وزيرا ومن أبرز الملفات التي ستتولاها تتصل بالإصلاحات وسيدر ومكافحة الفساد والتدقيق الجنائي ومتابعة موضوع ترسيم الحدود البحرية وهي الملفات التي يوليها رئيس الجمهورية أهمية. وذكرت مصادر نيابية ان الحريري لا يزال يضع نصب عينيه تشكيل حكومة اختصايين لكنه لم يحسم عدد وزرائها. ولو انه يفضل أن تكون مصغرة لتكون بمثابة فريق عمل قوي ومتجانس يبتعد عن الامور السياسية ويتفرع للاصلاحات. وردا على سؤال حول إمكانية تلبية مطالب القوى السياسية؟ قالت المصادر: الأمر الوحيد الممكن تلبيته برأي الحريري، هو إعطاء حقيبة المالية للطائفة الشيعية، محذرة من تكاثر المطالب لا سيما من الكتل الكبرى اذ ان تعثر تلبيتها يرتب عليه نتائج غير مريحة.

حكومة اخصائيين

وقال الرئيس الحريري بعد انتهاء الاستشارات: اليوم الحديث عن الوضع الاقتصادي «حدث ولا حرج»، متحدثاً عن حكومة اخصائيين، للقيام بعمل سريع، داعيا الى وضع هدف، والسير بالخطة الى النهاية، على ان تذهب الى تطبيق المبادرة الفرنسية، مشددا على عدم الابتعاد عن اي نقطة في مبادرة الاصلاح الفرنسية. بدأت المشاورات بلقاء افتتاحي ودي بين الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري، وكانت المفاجأة حضور النائب باسيل لترؤس وفد تكتل لبنان القوي الى ساحة النجمة، بعد تسريبات عن مقاطعته ليخرج بعد ذلك مؤكدا ان لا شيء شخصياً، ولكن نريد معياراً واحداً وحكومة تكنوسياسية، واذ شدد نائب الرئيس ايلي الفرزلي « ان المطلوب حكومة اخصائيين مستقلة، هي خلاصة حوار بين دولة الرئيس والسادة النواب والكتل النيابية، تقوم على مبدأ أساسي نص عليه الدستور، وهو التضامن الوزاري الذي يشكل فريق عمل حقيقي، نعم يحكم البلد وينفذ الاصلاحات المطلوبة في الستة اشهر القادمة، سجل مرونة من كتلة الوفاء للمقاومة على لسان النائب محمد رعد الذي قال «قطعنا مسافة من التوافق مع الحريري حول الحكومة وبرنامجها موجها ما اسماه بالنصيحة بعدم الذهاب الى حكومة مصغرة، اما «تكتل الجمهورية القوية» فترك الباب مواربا لجهة امكانية اعطاء الثقة لحكومة الحريري بالقول سننتظر ونرى ونراقب ونعطي فرصة. ولا شك، وفقا لخبراء سياسيين في تشكيل الحكومات، ان مشاورات التأليف تبدأ خلال اللقاء بين الرئيسين عون والحريري، في اشارة الى انطلاق تفاهم اوسع مع الكتل لتأليف الحكومة، بعدما باتت كل معطيات انطلاق المعالجة جاهزة، سواء على صعيد الملفات او فريق رئيس الحكومة او المؤسسات المالية الدولية. وبالعودة الى انقلاب الاجواء، تحدثت مصادر قيادية في ٨ آذار عن «ضمانات مسبقة اعطيت للرئيس مقابل تسهيل مهمة تكليف الحريري وعدم تاجيل الاستشارات مرة اخرى». في التفاصيل، فان الحريري وفي مرحلة استشارات ما قبل التكليف ، كان قد اعلن بنفسه عن اعطاء وزارة المالية للثنائي الشيعي وعن ضمان حصة جنبلاط في الحكومة، في موازاة اتفاق شبيه غير معلن مع الثنائي يقضي بأن يسمي الاخير كل وزرائه في الحكومة. على ان هذا الاتفاق لم يكن يتيما، ثمة اتفاق اخر ابرمه الحريري مع الوسطاء في الاسبوع الفاصل بين التاجيل الاول ويوم التكليف قوامه سريان الاتفاقية التي تمت مع الثنائي وجنبلاط على عون والتيار الحر، اي ان الحريري التزم امام الوسطاء وتحت ضغط مباشر من الفرنسيين بترك خيار تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة للرئيس عون وباسيل. في الموازاة، تواصلت فرنسا مع عون مباشرة وعبر اكثر من جهة داخلية لاقناعه باجراء الاستشارات في موعدها رغم صعوبة الموقف عليه، مبدية تفهما كاملا لموقفه بالتاجيل اول مرة، مع تقديم ما يشبه الوعد والالتزام بانه سوف يعوض عليه خلال مرحلة التاليف وفي التشكيلة الحكومية. هنا، تجزم المصادر القيادية ان تكليف الحريري لم يكن ليمر لو لم يتم الاتفاق مسبقا على هذا التفصيل الاساسي في تشكيل الحكومة، مؤكدة، ان باقي التفاصيل المتعلقة بالوزارات ومسالة المداورة سوف يتم حلها بالتراضي، لا سيما وان فريق عون والتيار الحر كان من ابرز المطالبين بالمداورة ولا مانع على سبيل المثال ان تكون الداخلية هذه المرة من حصته.

تمويل المستشفيات

ونجحت الاتصالات في معالجة تمويل المستشفيات لتأمين المعدات اللازمة لمعالجة المرضى والمصابين، بعد اجراءات عدم تأمين السيولة، حتى بالليرة، واكدت جمعية المصارف انها على استعداد لتوفير السيولة النقدية بالليرة اللبنانية للمستشفيات مقابل الشيكات والبطاقات، وهي تتمنى على جميع المستشفيات الاستمرار في تأدية خدماتها كافة لجميع المواطنين. واعلن مصرف لبنان انه بما «يتعلق بالمستلزمات الطبية التي تحتاجها المستشفيات تنفيذا للتعميم 573، والذي ينص على تسديد كلفة المستلزمات الطبية هي بالأوراق النقدية بالليرة اللبنانية، ان هذه الاوراق النقدية مؤمنة، وستقوم المصارف المعنية بتأمينها للمستشفيات لتسديد كلفة المستلزمات الطبية المطلوبة. أوروبياً، وتحت شعار «محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة»، يزور وفد من نواب الاتحاد الاوروبي لبنان، بداية شهر تشرين الثاني المقبل، ويضم عشرين برلمانيا، من بينهم أكثر من عشرة نواب من مختلف الدول الاوروبية، وخصوصا فرنسا، وذلك بهدف دراسة ميدانية عن الفساد في لبنان لاضافتها الى ملفات التحقيق.    وكان الاتحاد الأوروبي، الذي أقر وقف أي مساعدات مالية الى لبنان حتى إجراء الإصلاحات وملاحقة الفساد، منح لبنان مساعدات، من ضمنها معمل فرز النفايات في طرابلس، الذي يحقق فيه مجلس النواب الاوروبي في بروكسل واهمية الزيارة انها تأتي في ظل المخاوف من عودة النفايات الى الشارع.

العقوبات

واستأثرت العقوبات الاميركية التي فرضت على قياديين في حزب الله هما نبيل قاووق وحسن البغدادي. وأشار وزير الخزانة الأميركي «ستيفن منوتشين» إلى أن القياديين بحزب الله، اللذين شملتهما العقوبات مسؤولان عن تنفيذ أجندة إرهابية تهدد مصالح الولايات المتحدة وشركاءها في جميع أنحاء العالم.وشدد منوتشين على ضرورة الاستمرار في تحميل حزب الله المسؤولية عن أفعاله الخبيثة. وقال وزير الخارجية الأميركي «مايك بومبيو»، إن حزب الله لا يزال يشكل تهديداً ضد الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن . وأضاف بومبيو، في تغريدات عبر «تويتر»، أن واشنطن فرضت الخميس عقوبات على قياديين اثنين بحزب الله، مطالبا دول العالم بحماية نفسها منه وتقييد نشاطاته. ورفض مستشار ​وزير الخارجية​ الأميركي ​براين هوك​، التعليق على وضع ​السودان​ لـ»​حزب الله​« على قائمة ​الإرهاب​، قائلا: «هذه محادثات سرية. السودان أثناء الفترة الماضية وفي ​الحكومة​ التي أسقطها الشعب ​السوداني​ قدم دعما للحزب. والآن دولا مثل ​ألمانيا​ بدأت بإدراج «حزب الله» على قائمة الإرهاب وهناك حكومات أخرى، خاصة مع الظروف الصعبة التي يمر بها ​لبنان​ بسبب الدمار الاقتصادي الذي سببه الحزب، ستقوم بتصنيف «حزب الله» كمنظمة إرهابية». واعتبر هوك، في حديث لقناة «​سكاي نيوز​« أن»أي دولة فيها تدخل ونفوذ ​إيراني كما في لبنان ستكون دولة فاشلة. بينما الدول التي تصد إيران مثل ​الخليج​ نرى رفاهية وتسامح»، مشددا على أن «الشعوب في المنطقة تريد أن تحظى بالرفاهية ولكن حزب الله لا يريد ذلك».

68479

صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1534 اصابة جديدة بالكورونا و7 حالات وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع عدد الاصابات الى 68479 منذ 21 شباط الماضي.

النفايات تتكدّس: ننتظر الأمر من وزارة الماليّة!....

الاخبار... تقرير رحيل دندش .... مرة جديدة، تتكدّس النفايات على جوانب الطرقات في أقضية بعبدا والشوف وعاليه. تظهر أكثر وضوحاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، نتيجة كمية النفايات الهائلة. ومرة أخرى، منذ تموز الماضي، تجتمع شركة جمع النفايات «سيتي بلو» مع حاكم مصرف لبنان لإيجاد حل لدفع مستحقات الشركة، فيما الحال هو الحال. وينتظر أن تتوقف شركة «رامكو» الأسبوع المقبل هي الأخرى عن جمع النفايات من بيروت العاصمة والمتن وكسروان للسبب عينه وهو عدم دفع الدولة مستحقات الشركتين. كل هذا يأتي على أبواب الشتاء وفي عزّ استفحال أزمة تفشّي وباء كورونا ليزيد تكدس النفايات بما يرتّبه من آثار صحية وبيئية على واقع اللبنانيين المأساوي مأساوية. رئيس مجلس إدارة «سيتي بلو» ميلاد معوّض قال لـ«الأخبار»، عقب الاجتماع الذي جرى أمس مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، «إن الحاكم إيجابي في هذا الشأن ولا عرقلة من عنده». وينقل عنه أن «لا مانع لديه أن يُقرض الدولة دولارات في هذا الملف»، واضعاً المسؤولية عند وزارة المالية التي تعطيه الأمر حالياً بأن يدفع مستحقات الشركات بالليرة اللبنانية. لكن سلامة كان واضحاً مع شركة «سيتي بلو»: «إذا قال لكم أحدهم إنني لا أقرض بالدولار، فأنا أقول إنني أقرض بالدولار». تعود مشكلة تكدس النفايات إذاً إلى تراكم مستحقات شركات جمع النفايات ومعظمها بالدولار الأميركي. بالإضافة إلى توقف التسهيلات المالية عبر البنوك، وأخيراً المشكلة النقدية التي على أساسها ما عادت الشركة قادرة على دفع رواتب العمال وأغلبهم من اللبنانيين بعد ترحيل ما يقارب من 400 عامل أجنبي، كما الحاجة إلى شراء المحروقات وقطع الغيار، وهو ما جعلها، بحسب زعم إدارتها، في حال من العجز عن الاستمرار في عملها. يوضح معوض أنه يوم «أخذنا المناقصة (قبل 3 سنوات) كانت المناقصة بالدولار، وكل الديون المترتبة على الشركة بالدولار، إضافة إلى تعاقدنا مع شركات أجنبية، وكل ذلك يستلزم مصاريف بالدولار الكاش». اليوم «نطالب الدولة أقله بدفع مستحقات الشركة بالدولار المحلي، لنتمكن من سداد الديون، علماً بأن البنوك لا تقبض ديون الشركة بالليرة اللبنانية لأنها بالدولار، وهذا بدوره حال دون إقراضهم». الهمّ الحالي بالنسبة إلى «سيتي بلو» أن «تستطيع سداد ديونها، أما الباقي فقد نتدبّر أمره ونحمل قدر ما نستطيع». تحاول الشركات اليوم أن تعقد جلسة مع وزارة المالية، لكن بغير تفاؤل: «أتصور أن وزارة المالية لن تقول لحاكم مصرف لبنان أن يدفع بالدولار». لكن ما العمل؟ «الحل عند الدولة لا عندنا، وطالما لا يوجد حل لا يمكننا العمل». والجدير بالذكر أن الأكلاف المستحقة لشركة «سيتي بلو» تتراوح شهرياً بين مليون 800 ألف دولار ومليوني دولار. كما أن لدى الشركة مستحقات مع الدولة بقيمة 16 مليون دولار نتيجة أعمال العام الجاري.

درغام: وزارة المالية عقبة، ومصرف لبنان عقبة، ووزارة البيئة عقبة، وكل مسؤول يرمي المسؤولية على الآخر

في هذا الوقت، باشر اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية رفع النفايات عن الطرقات. وقد جهز لهذه المهمة فرقاً ترفع الركام المتكدس على نفقة الاتحاد والبلديات التي تعاني هي الأخرى من عدم دفع الدولة لمستحقاتها المتراكمة في وزارة المالية منذ عام 2018. رغم ذلك، فإن رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام أكد أن البلديات لا تستطيع أن تحل مكان الشركة ولا أن تمضي في هذا الملف طويلاً نظراً إلى كلفته العالية، وهو يفوق طاقة الاتحاد والبلديات معاً. ولفت إلى أن ثمة 5 مناطق عشوائية في الضاحية «ترمي يومياً نحو 150 طناً ولا تجبي منها البلديات رسوماً». لكن المشكلة ليست هنا وحسب، إذ «كيف سيكون الحال عندما لا يبقى مطمر بعدما شارف الكوستا برافا على بلوغ طاقته الاستيعابية القصوى؟». مع العلم بأن الاتحاد ومعه بلدية الشويفات أقفلا تحذيرياً مطمر الكوستا برافا في تموز الماضي، فتوقف عن استقبال نفايات الشوف وعاليه وقرى بعبدا وجزء من مدينة بيروت لأنه إذا استمر في طمرها فسيمتلئ عن آخره خلال أشهر، فيما صمّم ليكون مؤقتاً وليستقبل نفايات بلديات الضاحية والشويفات حصراً. تراكم الأزمات وانفجار المرفأ واستقالة الحكومة حالت دون إغلاق المطمر، لأن الأمور تعقّدت كثيراً و«الضرب في الميت حرام»، يقول درغام، مضيفاً: «غير أن ما سبق لا يمنع أننا سنكون أمام كارثة محققة ومحتومة في القريب العاجل». من وجهة نظر درغام، ليست العقبة فقط عند وزارة المالية، «فهي عقبة وحاكم مصرف لبنان عقبة ووزير البيئة عقبة، لكن كل مسؤول يرمي المسؤولية على الآخر، وهم لا يجتمعون معاً لإيجاد الحل».



السابق

أخبار وتقارير... إسرائيل والسودان يتفقان على بدء علاقات اقتصادية وتجارية...أميركا "تعاقب" قياديين بحزب الله وعلى سفير إيران ببغداد....توجيه اتهامات لفرنسيتين على خلفية طعن مسلمتين بدوافع «عنصرية»...فرنسا: توسيع حظر التجول ليشمل 46 مليون نسمة...روسيا تمنح سنودن الإقامة الدائمة على أراضيها... أذربيجان تعلن «سيطرتها الكاملة» على الحدود مع إيران.... عزل وحظر تجوّل في دول أوروبية تصدّياً للموجة الثانية من «كورونا»....

التالي

أخبار سوريا... ارتفاع عدد قتلى الغارة الأميركية على قياديين بتنظيم القاعدة في سوريا..... تشييع مفتي دمشق... «رجل التسويات» القريب من الأسد...مبعوث سويدي من القامشلي: الإدارة الذاتية نموذج لمستقبل سوريا.... رغم العقوبات.. نفط إيران مازال يُهرب إلى سوريا....«حفار القبور» السوري: جثث متحللة رائحتها لا تفارق أنفي...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,119,293

عدد الزوار: 6,754,317

المتواجدون الآن: 108