أخبار لبنان...... عقب تكليف الحريري.. واشنطن تتوعد حزب الله وحلفاءه....مصدر أمني: باسيل يلعب دورا سريا كبيرا في مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل....تفاؤل حذر وصعوبات تواجه تأليف الحكومة اللبنانية... .سعد الحريري: انقلاب أم تفاهم؟.... التأليف: محاصصة "نوعية" أم حفلة ملاكمة؟...

تاريخ الإضافة الجمعة 23 تشرين الأول 2020 - 4:29 ص    عدد الزيارات 1946    القسم محلية

        


عقب تكليف الحريري.. واشنطن تتوعد حزب الله وحلفاءه....

سيتعين على أي حكومة جديدة التعامل مع انهيار مالي يزداد سوءا يوما بعد يوم ومع تفشي فيروس كورونا المستجد، وتداعيات الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في أغسطس آب وأودى بحياة نحو 200 شخص.

دبي - العربية نت، وكالات.... أعلن مسؤول أميركي، الخميس، أن بلاده ستواصل فرض العقوبات على حزب الله وحلفائه في لبنان بعد ساعات على تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، واعتبر أنه يجدر بأي مجلس وزراء جديد تنفيذ الإصلاحات الضرورية ومحاربة الفساد. وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، في حديث مع صحافيين "الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات ضد حزب الله وحلفائه اللبنانيين" والمتورطين في "الفساد". وأضاف "سنواصل بغض النظر عن محادثات ترسيم الحدود (بين لبنان وإسرائيل)، وبغض النظر عن تشكيل الحكومة". وبعد تكليفه تشكيل الحكومة، وعد سعد الحريري، الشعب اللبناني بوقف الانهيار الذي يهدد الاقتصاد والمجتمع. وتعهد بأن يشكل "سريعاً" حكومة "الفرصة الأخيرة" للبنان. وأضاف أن الحكومة اللبنانية ستكون من "مستقلين غير حزبيين"، ووفق المبادرة الفرنسية. وأكد الحريري عزمه على وقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ. وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، كلف رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. واختُتمت الاستشارات النيابية المُلزمة في بعبدا، بحصول الحريري​ على 65 صوتاً من أصوات النواب. وكان عون قد أنهى اجتماعات مع أعضاء مجلس النواب، اليوم الخميس، لتسمية رئيس جديد للوزراء، بعد أن أدت خلافات على مدار أسابيع إلى تأخير الاتفاق على حكومة جديدة يمكنها العمل على انتشال البلاد من أزمتها المالية. وذكرت الرئاسة اللبنانية على تويتر أن كتلة الوفاء للمقاومة التي تضم "حزب الله" وحركة "أمل" لم تسمِّ أحدًا لتشكيل الحكومة الجديدة. وقالت مصادر في وقت سابق إنه سيتم تكليف ئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، وهو رئيس وزراء سابق، بتولي المنصب مرة أخرى خلال المشاورات الرسمية مع الكتل النيابية. إلا أنه سيواجه تحديات كبرى لتجاوز الشقاق في المشهد السياسي اللبناني وتشكيل حكومة جديدة. وسيتعين على أي حكومة جديدة التعامل مع انهيار مالي يزداد سوءا يوما بعد يوم ومع تفشي فيروس كورونا المستجد، وتداعيات الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في أغسطس آب وأودى بحياة نحو 200 شخص.

عون يحمل الحريري مسؤولية "الفساد"

وعشية تسميته، حمّل الرئيس عون الأربعاء الحريري مسؤولية معالجة الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح ولكن من دون أن يسميه، متهماً القوى السياسية بالتسبّب بالأزمة التي آلت إليها البلاد. ويجري عون الاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة جديد، بعدما أعلنت غالبية من النواب تأييدها لتسمية الحريري، علما أن الأخير كان يترأس الحكومة التي أجبرت على الاستقالة منذ أكثر من سنة تحت ضغط الشارع الذي انتفض على كل الطبقة السياسية مطالباً برحيلها تحت شعار "كلن يعني كلن". وتوجّه عون في كلمة من القصر الرئاسي إلى النواب بالقول "أملي أن تفكروا جيداً بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدوليّة، لأنّ الوضع المتردّي الحالي لا يمكن أن يستمر بعد اليوم، أعباء متراكمة ومتصاعدة على كاهل المواطنين". وأضاف "اليوم مطلوب مني أن أكلّف ثم أشارك في التأليف، عملاً بأحكام الدستور، فهل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الاصلاح؟".

معارضة لتسمية الحريري

ويعارض التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون تسمية الحريري. لكن غالبية نواب الطائفة السنية التي ينتمي إليها الحريري ونوابا آخرين أعلنوا أنهم سيسمونه. ولم يعلن حزب الله موقفه، لكن المحللين السياسيين يؤكدون أنه راض بتسميته، بدليل إعلان أبرز حلفائه، حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، تأييد الحريري لرئاسة الحكومة. وحصلت في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 تظاهرات شعبية غير مسبوقة في لبنان استمرت أشهرا، ودفعت حكومة الحريري إلى الاستقالة بعد نحو أسبوعين. وحمّل اللبنانيون في "ثورتهم" المسؤولين السياسيين الذين يحكمون البلاد منذ عقود مسؤولية التدهور الاقتصادي والمعيشي بسبب تفشي الفساد والصفقات والإهمال واستغلال النفوذ. في 15 كانون الثاني/يناير 2020، تسلمت حكومة من اختصاصيين برئاسة حسان دياب السلطة لمدة سبعة أشهر، لكنها لم تنجح في إطلاق أي إصلاح بسبب تحكم القوى السياسية بها.

المبادرة الفرنسية

في آب/أغسطس، تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمساعدة في حل الأزمة وزار لبنان مرة أولى ثم مرة ثانية في الأول من أيلول/سبتمبر. وانتهت الزيارة الثانية بالإعلان عن مبادرة قال إن كل القوى السياسية وافقت عليها، ونصت على تشكيل حكومة تتولى الإصلاح بموجب برنامج محدد، مقابل حصولها على مساعدة مالية من المجتمع الدولي. لكن القوى السياسية فشلت في ترجمة تعهداتها ولم ينجح السفير مصطفى أديب الذي سمي لتشكيل الحكومة بتأليفها بسب الانقسامات السياسية. وبعد اعتذار أديب، منح ماكرون في 27 أيلول/سبتمبر مهلة جديدة للقوى السياسية من "أربعة إلى ستة أسابيع" لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية بـ"خيانة جماعية".

"إما الإصلاحات.. أو الانهيار"

وفي موقف لافت، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان الأربعاء من أنه "إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة، فإنّ البلد نفسه معرّض للانهيار". وانتقد عودة "النزعات القديمة، والمحاصصة حسب الانتماءات، حسب الطوائف" فيما "لا يسمح الوضع" الحالي بذلك. ويبدو واضحاً أن عودة الحريري إلى ترؤس الحكومة يندرج ضمن المبادرة الفرنسية. وقد أعلن الحريري أخيرا أنه مرشّح لرئاسة الحكومة ضمن ثوابت المبادرة الفرنسية. وقال إنه يعتزم تشكيل حكومة اختصاصيين تضع خلال ستة أشهر الإصلاحات على سكة التنفيذ. واتهم عون قوى سياسية من دون أن يسميها بعرقلة مساعي الإصلاح، وآخرها التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. وقال "حين حملت مشروع التغيير والإصلاح في محاولة لإنقاذ الوطن، رفع المتضررون المتاريس بوجهي"، مضيفاً "الإصلاح بقي مجرد شعار يكرره المسؤولون والسياسيون وهم يضمرون عكسه تماماً".

حملة شعبية ضد عون

ويتعرض عون لحملة عنيفة من شريحة واسعة من اللبنانيين الذين يضعونه في مصاف كل السياسيين العاجزين والعاملين من أجل مصالحهم الخاصة. وتظاهر بضعة أشخاص مساء في وسط بيروت ضد عودة الحريري، وأعربوا عن رفضهم لكامل الطبقة السياسية. واعترضهم آخرون مؤيدون للحريري هتفوا دعماً لتسميته وحذروا المتظاهرين من الاقتراب من مقر إقامته، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية. وعملت القوى الأمنية والعسكرية على الفصل بين المجموعتين. وعمد أشخاص، قالت وسائل إعلام محلية إنهم من مناصري الحريري، إلى إحراق "قبضة الثورة"، وهو مجسم في وسط بيروت يُعد شعاراً لحركة الاحتجاجات الشعبية. ونفى تيار المستقبل أي علاقة له بالأمر.

كُلِّف بـ 65 صوتاً ويسير بين VENDETTA باسيل وحسابات «حزب الله»

الحريري... «ابتدا المشوار» الشاق لتشكيل حكومة «المَهمة الصعبة»

الراي....بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار .... ... «وابتدا المشوار» الصعب للرئيس سعد الحريري الذي كُلِّف أمس تشكيل حكومةٍ على أجنحةِ رعايةٍ فرنسيةٍ، ورياحٍ مؤاتية أميركياً، ومصلحة لـ «حزب الله» بالمزيد من الإنحناء للعاصفة الإقليمية تَحَسُّباً لكل احتمالات «المكاسرةِ» بين طهران وواشنطن بعد انتهاء السباق إلى البيت الأبيض. لكن هذه الأجنحة بمقدار ما قد تشكّل قوةَ دفْعٍ لمسارِ تشكيل حكومة المهَمة الإصلاحية من «اختصاصيين غير حزبيين» وفق جدول أعمال حدّدتْه الورقة الفرنسية، بقدر ما أنها قد تصطدم بسيلِ تعقيداتٍ تتشابك فيها اعتباراتُ الـ VENDETTA التي يُراد منها ردُّ الاعتبار للرئيس ميشال عون رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بعدما جاء تكليف الحريري «رغماً عنهما»، وأيضاً حساباتُ ترسيم حدود إدارة زعيم «المستقبل» للملف الاقتصادي وتحكُّمه بدفة السياسة «عكس سير» نتائج الانتخابات النيابية، أي دوْزنة توازنات التشكيلة العتيدة وبيانها الوزاري و«دور» الاختصاصيين لجهة إيجاد «التوليفة السحرية» بين حدّيْ غير الحزبيين والمستقلّين. ومع تكليفه أمس بـ 65 صوتاً (من أصل 120 نائباً حضر منهم إلى الاستشارات 118 ولم يُسمّ 53 أحداً) في ختام يوم استشاراتٍ مُلْزمة أجراها عون، يكون الحريري الذي استقال في 30 اكتوبر 2019 على وهج تظاهرات 17 اكتوبر وعاد على وقع خفوتِ زخمها وبعد السقوط المريع الذي تَسارع في ظل حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة، يتلقّف «كرةَ نارِ» الأزمة الشاملة وانزلاقَ لبنان إلى «عين العاصفة» في المواجهة الأميركية - الإيرانية، متكئاً في رابع مهمةٍ له على مستوى رئاسة الحكومة على مظلّةٍ كافية دولياً وغطاءٍ داخلي غير مكتمل النصاب. ولم يكد مرسوم تكليف الحريري أن يصدر، وسط تلقُّف «السوق السوداء» لتداول الدولار عودته بتسجيل هبوطِ سريع لما دون 7 آلاف ليرة ونزولاً، حتى بدت عملية التأليف التي تنطلق اليوم مع استشاراتٍ يُجريها في البرلمان مع الكتل النيابية محاصَرة بعقدةٍ معلَنة ظهّرها «بصريح العبارة» باسيل، كما بقطب مَخْفية تتصل بـ»حزب الله»، وفق الآتي:

* «التيار الحر» الذي لم يسمِّ الحريري كَشَفَ باكراً أوراقه للتأليف بلسان رئيسه باسيل الذي أعلن أنه «بعد تكليف الحريري وهو غير اختصاصي بل سياسي بامتياز على عكس جوهر المبادرة الفرنسية بتنا أمام حكومة تكنو - سياسية، وهنا تجب مراعاة الميثاقية»، معتبراً «أن لا احد يستطيع التغاضي عن النقص او العيب الذي يشوب التكليف بعدد الأصوات الهزيل وعدم التسمية من كتلتين مسيحيتين وازنتين (التيار والقوات اللبنانية)». وبتفكيك «شيفرة» الميثاقية في التأليف، فإن هذا يعني وفق أوساط مطلعة أن فريق عون الذي يرفع السقف نحو حكومةٍ يشارك فيها حزبيون واختصاصيون على عكس «البروفايل» الذي حدّده الحريري، يريد حجْزَ المقاعد المسيحية في الحكومة العتيدة تحت كنف رئيس الجمهورية والتيار الحر (ما خلا تمثيل تيار «المردة»)، وأن تكون هذه الحصة متلازمة مع حقائب تراعي وزنَ التيار وفق معيارِ تمثيله البرلماني و«الميثاقي»، من دون أن يُعرف إذا كان «التيار» سيتشدّد بموضوع الوزراء الحزبيين ما سيشكّل «لغماً» كبيراً في مسار التأليف، وإذا كان أيضاً في وارد التسليم - بحال تَراجَعَ عن هذا الأمر - بأن يتشارك مع الحريري في تسمية الوزراء المسيحيين من لائحة أسماء، على غرار ما اقترح الثنائي الشيعي «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري في معرض تأكيد تمسُّكهما بحقيبة المال وبأن يسمّيا وزراءهما من ضمن آلية «اللوائح»، ناهيك عن صعوبة تقدير إذا كان كسْر مبدأ المداورة بإبقاء «المالية» في «جيْبهما» سيجعل فريقَ عون يتصلّب بالإصرار على الاحتفاظ بالطاقة مثلاً وغيرها، ما سيعني سبحة تعقيدات لن تنتهي. وإذ سيشكّل لقاء الحريري مع كتلة باسيل اليوم، مؤشراً إلى المدى الذي سيبلغه التيار في محاولة «تعويض» الخسائر التي مُني بها في مرحلة التكليف وقبلها، فإنّ الأوساط المطلعة ترى أن فريق عون لم يعد يملك قدرةً على التعطيل وفرْض الشروط كما كان في المراحل السابقة، بفعل حجم الضغوط الخارجية التي تحضّ على الإسراع بتشكيل حكومةٍ بمواصفاتٍ قابلة للتسويق خارجياً ولإنجاز الإصلاحات - المفتاح لأي دعم مالي.

* أما «حزب الله» الذي لم يسمِّ الحريري فأدار عملية تكليفِه «حاملاً العصا من الوسط» بحيث وازَن بين ترجمة الـ «نعم» لعودة زعيم «المستقبل» عبر حضّ حلفاء له على تسميته (مثل القومي والنائبين عدنان طرابلسي وجهاد الصمد) لضمان تكليفٍ مريحٍ نسبياً، وبين تَفادي تظهيرِ ذلك على أنه «لا» لحليفه المسيحي عون الذي كان جاهَرَ بعد رغبته بتسمية زعيم «المستقبل». وفي رأي الأوساط نفسها أن «حزب الله» يصعب أن يكتفي من عملية التأليف بشرط «المالية» وتسمية الوزراء الشيعة غير الحزبيين إذ يهمّه في الوقت نفسه ألا يفقد «الغطاء الحكومي» لسلاحه الذي تؤمّنه له البيانات الوزارية، وألا يطلق يد الحريري في عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي وشروطه التي جاهر الحزب بتحفظاته عن نقاط رئيسية منها، إلى جانب تفادي إفلات القرار السياسي من يد الحكومة التي ستتم العودة إليها في موضوع الترسيم البحري مع إسرائيل والتي قد «تعمّر» حتى الانتخابات النيابية أو الرئاسية المقبلة رغم كل الكلام عن انها ستكون انتقالية لستة أشهر، وهي الاعتبارات نفسها التي تتحكّم في جوانب أساسية من كيفية إدارة التيار الحر لمعركة التأليف. وبعيد تكليفه، بدا أن الحريري الذي يُدْرك تماماً الحاجة إلى «سكْب مياه باردة» على المناخات الداخلية خصوصاً على «خط التوتر» مع عون وباسيل بهدف محاولة إنجاز مهمته بأسرع وقت، باشر بـ «توسيع كوع» مسعى الاحتواء، من دون أن يعني ذلك استعداداً لتكرار تجربة حكومات المحاصصة السابقة أو التخلّي عن معيار حكومة الاختصاصيين غير الحزبيين الذي يحمل بين طياته مرونة مستورة قد تصل إلى القبول بأن تسمّيهم القوى السياسية «عن بُعد» وعلى طريقة «المُشارَكة الناعمة». وإذ يُتوقع أن يسرّع الحريري خطى عملية التأليف مع تفادي استدراجه إلى لعبة شروط وشروط مضادة، ومع إدراكه الكامل بأن هذا المسار محكوم بورقة قوّة يملكها عون وهي توقيعه الشَرْطي على مرسوم التأليف وورقةٍ مقابلةٍ في يده هو (الحريري) يمثّلها الدعم الفرنسي بدفْعٍ خلْفي أميركي، فإنه أطلق أمس إشارة تبريدية بقوله رداً على سؤال عن ايجابيته «انها البداية واذا كانت مصلحة البلاد تتطلب تفاهماً مع الجميع فمن المفترض تغليب مصلحة البلد»، وذلك بعدما كان تلا بعيد تكليفه بياناً مقتضباً حدد فيه مواصفات حكومته من «اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمّتها تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية»، مؤكداً «العزم على التزام العمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب، وسأنكب على تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم والفرصة أمام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة». وكان لافتاً أن التكليف طبعتْه مفارقاتٌ عدة مثل افتراق حزب الطاشناق عن تكتل باسيل والتصويت لمصلحة الحريري، وخروج نائب (جان طالوزيان) من كتلة «القوات» وتسميته زعيم «المستقبل» الذي برز أيضاً حصوله على صوت النائب نهاد المشنوق.

هيومن رايتس: تدخلات سياسية عرقلت التحقيقات بانفجار بيروت

25 شخصا اعتُقلوا بسبب ارتباطهم بالقضية، ووُجهّت تهم إلى 30 شخصا، معظمهم من مسؤولي المرفأ والجمارك

بيروت - أسوشييتد برس.... قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، الخميس، إن التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية في الانفجار الذي دمر مرفأ بيروت هذا الصيف لم تتمكن من التوصل إلى نتائج ذات مصداقية رغم مرور شهرين على الانفجار، وذلك نتيجة للتدخّلات السياسية التي صاحبها تقصير متجذّر في النظام القضائي جعلت على ما يبدو من المستحيل إجراء تحقيق محليّ موثوق به ومحايد. ودعت هيومن رايتس ووتش إلى إجراء تحقيق بقيادة الأمم المتحدة في أسباب الانفجار لتحديد المسؤولية. كما دعت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، التي ستجتمع الأسبوع المقبل، إلى الضغط على السلطات اللبنانية لقبول إجراء تحقيق مستقل.

انفجار كارثي دمر نصف المدينة

وأسفر انفجار الرابع من أغسطس/ آب الضخم عن مقتل ما يقرب من 200 شخص وإصابة أكثر من 6000 آخرين عندما انفجر نحو 3000 طن من نترات الأمونيوم، شديدة الانفجار، في مرفأ بيروت، ودمر العديد من الأحياء وآلاف المباني السكنية والتاريخية والصحية. وفي السياق، قالت آية مجذوب، الباحثة اللبنانية في هيومن رايتس ووتش، "الجميع في بيروت انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب الانفجار الكارثي الذي دمّر نصف المدينة، ويستحقّون العدالة بعد الكارثة التي لحقت بهم. وحده تحقيق دولي ومستقلّ كفيل بكشف حقيقة الانفجار". وأضافت أن إخفاق السلطات اللبنانية خلال الشهرين الماضيين أظهر أن السبيل الوحيد لحصول أبناء لبنان على الإجابات والعدالة التي يستحقونها هي بدء تحقيق دولي. ولم يتبين بعد سبب اشتعال المواد الكيميائية التي ظلت مخزونة في المستودع لمدة ست سنوات. أفادت وسائل الإعلام المحلية بأنّ 25 شخصا اعتُقلوا بسبب ارتباطهم بالقضية، ووُجهّت تهم إلى 30 شخصا، معظمهم من مسؤولي المرفأ والجمارك.

"التظاهر بإجراء تحقيق ذي مصداقية"

وقالت آية مجذوب كذلك إن السلطات اللبنانية تتظاهر بإجراء تحقيق ذي مصداقية - مشيرة إلى ضعف أساسي وعيوب في العملية وصفتها بـ "الغامضة". كما أشار التقرير إلى أن الغموض أحاط بتعيين المحقّق العدلي، وسط مزاعم بالتدخّل السياسي، وتهديدات الجيش لكل من يسرب خبرا إلى الصحف وأثار مخاوف بشأن حيادية اللجنة المعينة التي شكلت على أسس طائفية.وقالت هيومن رايتس ووتش إن دور المحققين الأجانب غير واضح، ودعت فرنسا والولايات المتحدة إلى توضيح تفويضهما و"الإعلان عن أي محاولات لعرقلة العدالة".

عدم استجواب أي وزير سابق أو حاليّ

وتلقى القاضي المسؤول عن التحقيقات في الانفجار تقريرًا في وقت سابق من هذا الشهر، من مكتب التحقيقات الفيدرالي حول التحقيق الذي أجراه المكتب، ولم تعلن أي من تفاصيل التقرير. فيما لم يقدم الفرنسيون والبريطانيون نتائجهم الخاصة بعد. وقالت آية مجذوب إن هناك غياباً للشفافية ومشاركة الأدلة أو الاتهامات، بينما لم يُعلن عن الأدلة والتهم الموجهة إلى المعتقلين، ولم يُستجوب أي وزير، سابق أو حاليّ، كمشتبه به، في الوقت الذي أظهرت فيه التقارير أن مسؤولين حكوميين على أعلى مستوى كانوا على علم بمخاطر المواد الكيماوية في المرفأ. وأوضحت هيومن رايتس ووتش أن التركيز على مسؤولي الموانئ والجمارك الإداريين يثير مخاوف من إفلات السياسيين المشتبه في تورطهم في الانفجار من المساءلة. كما كانت هناك مخاوف من العبث المحتمل بمسرح الجريمة بعد اندلاع حريقين في المرفأ منذ انفجار أغسطس/ آب. وطالبت عائلات القتلى والناجين من الانفجار مجلس الأمن الدولي بإجراء تحقيق دولي، لكن المسؤولين اللبنانيين رفضوا هذه الدعوات ووصفها البعض بأنها "مضيعة للوقت". ورغم كون التفجيرات مؤشراً على فترة حزينة في تاريخ لبنان الحديث، إلا أنه لم يتم القبض على أي من الجناة أو محاكمتهم لقتل كبار المسؤولين والنشطاء والصحافيين.

مصدر أمني: باسيل يلعب دورا سريا كبيرا في مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل

روسيا اليوم...المصدر: "مكان".... نقلت هيئة البث الإسرائيلي "مكان" عن مصدر أمني كبير قوله، إن وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل يؤدي دورا سريا كبيرا في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود بينهما. وكشف المصدر أن باسيل عقد لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين وأميركيين في دول مختلفة لبحث ملف الترسيم، وأنه تعهد بالحصول على موافقة "حزب الله" في هذا الشأن. كما لفت المصدر إلى أن باسيل عمل مع الجانب الأمريكي على إبقاء الملف بيد رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يتابع الموضوع مع الأميركيين عبر وسطاء في واشنطن من أصول لبنانية.

اتهامات لعون باختيار التوقيت الخاطئ لخطابه «الناري»

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.... فوجئت مصادر دبلوماسية عربية ودولية بمضمون الخطاب المتفجر الذي ألقاه رئيس الجمهورية ميشال عون، عشية الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: كنا نفضل من موقعه أن يتوجه إلى اللبنانيين بخطاب يغلب عليه الاعتدال والانفتاح، لتمرير هذا الاستحقاق الذي يُفترض فيه أن ينتقل بالبلد من مرحلة التأزم إلى الانفراج التقليدي الذي يتيح له الإفادة من الفرصة الأخيرة التي وفرها له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوقف الانهيار. واعتبرت المصادر أن عون أخطأ في اختيار التوقيت لتوجيه خطابه «الناري»، وقالت: كنا نترقب منه مع الدخول في استحقاق تشكيل الحكومة أن يدعو اللبنانيين إلى الالتفاف حول حكومة جديدة، كما أبلغه الرئيسان نجيب ميقاتي وتمام سلام، على هامش مشاركتهما أمس في الاستشارات، واللذان شددا على أن أمام لبنان فرصة أخيرة قد لا تتكرر، ولا بد من توظيفها لإنقاذه قبل فوات الأوان، بدلاً من تقاذف المسؤوليات في هذا الظرف الدقيق. ولفتت المصادر إلى أن عون لم يكن مضطراً للدخول في سجال يراد منه تصفية الحسابات، بدلاً من أن يدعو إلى تضافر الجهود لتمرير تشكيل الحكومة بأقل قدر من التداعيات السلبية، وقالت إنه تحدث وكأنه ناشط سياسي حيناً، وأحياناً قدم نفسه على أنه أقرب إلى خطاب رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. ورأت أن ما قاله عون يتعارض مع إصرار تياره السياسي على تقديمه على أنه «الرئيس القوي» الذي استرد صلاحيات رئيس الجمهورية، وأكدت أنه كان في غنى عن وضع العراقيل أمام الرئيس المكلف؛ خصوصاً أن تبريره لعدم قدرته على تحقيق ما تعهد به ليس في محله، إضافة إلى أن نجاح الحكومة الجديدة في نقل البلد تدريجياً إلى مرحلة التعافي سيكون حتماً لمصلحته، بعدما اقترب من الدخول في الثلث الأخير من ولايته الرئاسية. وسألت المصادر: هل يُعقل أن يشكو عون أمام اللبنانيين وهو الرئيس المنتخب؟ وقالت إن لا مصلحة له في تعداد الشكاوى بذريعة «ما خلوني أعمل شيء»، وبالتالي لم يكن مضطراً لتقديم نفسه على أنه مواطن عادي. وفي هذا السياق، سألت مصادر سياسية لبنانية عن موقف عون من تحذير وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من أن التأخير في تشكيل الحكومة يعني أن السفينة ستغرق أكثر، وأن البلد سيتعرض إلى مزيد من الانهيار، وأيضاً التحذير الذي أطلقه من قبله وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بدعوته للإسراع بتشكيل الحكومة. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن عون مشمول بهذين التحذيرين، كما الآخرين، وإن كانت مسؤوليته أكبر، نظراً للموقع الأول الذي يحتله. وأكدت أنه لا يحق لرئيس الجمهورية أن يرمي المسؤولية على خصومه، وبشكل غير مباشر على بعض حلفائه، وكأن باسيل لا يتحمل مسؤولية، ومعه المستشار الرئاسي الأول الوزير السابق سليم جريصاتي. وكشفت أن عون توخى من خطابه تعويم باسيل بدلاً من تحييده فقط، وقالت إن عدم مبادرته إلى مراجعة حساباته سيُقحم البلد في أزمة مفتوحة تتجاوز تداعياتها انتهاء عهده قبل أوانه، إلى استحالة الإفادة من المبادرة الفرنسية، بالتلازم مع حرص واشنطن على الاستقرار لمواكبة انطلاقة مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأكدت أن ذهاب عون بعيداً في تصعيد موقفه، هو ظن منه أنه الممر الإلزامي لتعويم باسيل واستنهاض قاعدته الشعبية التي أخذت تسجل تراجعاً، مروراً بقصفه السياسي الذي لم يوفر رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ورأت المصادر نفسها أن الأطراف التي استهدفها عون في خطابه المتفجر في محاولة منه لتبرئة ذمته من عجز عهده على تحقيق ما التزم به، لن تلوذ بالصمت، وسترد عليه في الوقت المناسب، وإن كانت ارتأت أن الظروف الراهنة لا تسمح لها بهذا الرد؛ حرصاً منها على تمرير عمليتي التأليف والتكليف. وحذرت المصادر من أن إعاقة مهمة الرئيس الحريري في تأليف حكومة، ستنعكس سلباً على لبنان؛ لأنه سيُفقده الحصول على الدعم الدولي، شرط الالتزام بالمبادرة الفرنسية وأساسها تحقيق الإصلاحات بدءاً بالكهرباء، وقالت إن تفخيخ تشكيل الحكومة يترتب عليه حرمان الدولة من المساعدات؛ لأن المجتمع الدولي سيلتفت فقط إلى تقديم المساعدات الإنسانية للبنانيين، من دون أي تدخل من السلطة اللبنانية.

تفاؤل حذر وصعوبات تواجه تأليف الحكومة اللبنانية

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.... بعد تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، ترمي رئاسة الجمهورية الكرة في ملعبه، وقالت مصادرها لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس ميشال عون لم يحدد مواصفات الحكومة المقبلة، وترك الأمر للحريري، وعندما يطرح عليه الصيغة أو يبحث معه الموضوع تتم مناقشته، مع تأكيدها على أن مطالب عون هي ما سبق أن تحدث عنها عشية الاستشارات، وعلى رأسها التدقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي، وهو ما كرره أمام الكتل النيابية في الاستشارات أمس. وبينما نقلت وسائل إعلام عن الحريري القول: «إنها البداية، وإذا كانت مصلحة البلاد تتطلب تفاهماً مع الجميع فمن المفترض تغليب مصلحة البلد»، تجنب النائب عن «تيار المستقبل» سمير الجسر الحديث عن عوائق أمام مهمة الحريري، وعبَّر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن تفاؤله بإمكانية تجاوز الخلافات والتوصل إلى تفاهم يرضي جميع الأطراف وتأليف الحكومة بشكل سريع، مع تأكيده أن رئيس الجمهورية شريك في عملية التأليف، ومعرباً عن أمله في إمكانية تحقيق ما يطمح إليه الحريري لجهة تشكيل حكومة من غير السياسيين. وعن «عقدة الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل») التي أدت إلى اعتذار السفير مصطفى أديب نتيجة تمسكه بوزارة المال وتسمية الوزراء الشيعة، يقول الجسر: «الحريري قدم طرحاً في هذا الإطار لمنح وزارة المال إلى شيعي». وفي رد على سؤال عما إذا كان «الثنائي» سيقدم للحريري ما لم يقدمه لأديب، أجاب الجسر: «نأمل ذلك». ويرى الوزير والنائب السابق بطرس حرب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن عوائق تأليف الحكومة تتمثل بشكل أساسي في موقف «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر» ومن خلفه رئيس الجمهورية ميشال عون، إضافة إلى الخلاف الجوهري حيال صيغة الحكومة التي يقول الحريري إنه يريد تشكيلها من اختصاصيين، بينما يعتبر أطراف آخرون أن هذا الأمر غير ممكن؛ لأن الحريري شخصية سياسية، وبالتالي عليه تأليف حكومة سياسية. ويقول حرب لـ«الشرق الأوسط»: «ظاهر الأمور أن التكليف جاء خلافاً لرئيس الجمهورية؛ مشيراً إلى أن الرسالة التي بعث بها عون قبل يوم من الاستشارات؛ حيث كان قد حسم تكليف الحريري، خير دليل على أنه لم يكن راضياً، ولن يسهل عملية التأليف؛ بل سيرفض ما لا يوافق عليه.

سعد الحريري: انقلاب أم تفاهم؟

الاخبار... المشهد السياسي ... عاد سعد الحريري إلى الواجهة من دون قناع. لم تكن استقالته استجابة لمطالب انتفاضة ١٧ تشرين، وليست عودته مطلباً شعبياً. عاد لأنه يعتبر أن رئاسة الوزراء حقّه الطبيعي. وعاد واعداً بأنه هو نفسه، من كان أحد أسباب الانهيار، يحمل مشروعاً للخروج من هذا الانهيار. لم يتضح بعد أيّ طريق سيسلك. هل يستكمل الانقلاب الذي بدأه مصطفى أديب، عبر محاولة فرض أعراف جديدة تتخطّى موازين القوى في مجلس النواب، أم يسعى إلى تفاهمات سياسية لتأليف حكومة اختصاصيين؟ لا يزال التنبّؤ بالأمر صعباً بانتظار متابعة كيفية التعامل مع التيار الوطني الحر. هل تختلف آلية العمل بين التكليف والتأليف، أم يصرّ على إقصائه فيكون له رئيس الجمهورية بالمرصاد؟...... دار الدولاب وعاد سعد الحريري مكلّفاً تأليف الحكومة. عندما استقال في أواخر تشرين الأول 2019، بدت خطوته هروباً من تحمّل المسؤولية (وإن ألبسها لبوساً ثورياً). وعندما عاد أوحى أنه جاهز لتحمل المسؤولية. ما الذي تغيّر في هذا العام بالنسبة إليه؟ هل سيتمكن من يدّعي امتلاك مفتاح الخروج من الانهيار أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء؟ عندما استقال كان سعر الدولار 1780 ليرة، وعندما عاد احتفل الناس لأن الدولار تراجع إلى حدود الـ 7000 ليرة. إذا كان هو المنقذ حالياً، فهذا يعني أنه كان كذلك عندما استقال، وكان كذلك يوم رفض العودة، لكنه فضّل المساهمة بتعميق الانهيار، بعدما سبق أن كان واحداً من المؤسسين له. عندما استقال منذ عام سنحت له الفرصة مجدداً للعودة متسلّحاً بالورقة الإصلاحية التي وافق عليها مجلس الوزراء قبل استقالته. لم يوافق على التكليف حينها بحجة عدم تأييده من قبل الفريقين المسيحيين الأكبر، لكنه عاد ووافق اليوم. يبدو واضحاً إذاً أن القرار كان متخذاً بترك السفينة تواجه الغرق. واليوم، ولما كادت تغرق، يُراد تعويمها. عند الاستقالة قيل إن القرار أو «النصيحة» أتت من جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره. هل العودة اليوم محمية بـ«نصيحة» أخرى، مرتبطة بمفاوضات الترسيم وأجواء تهدئة إقليمية، من اليمن إلى بغداد مروراً بسوريا ولبنان؟ من يعرف الحريري يدرك أن إصراره على الحصول على التكليف ليس وليد بنات أفكاره. من دون إيعاز لا يمكنه المغامرة. والإيعاز لا يمكن أن يكون فرنسياً فقط، وإن أكثَر من التعبير عن الحرص على المبادرة الفرنسية. اللافت أنه بالرغم من الانقسام السياسي الكبير، إلا أنه تمكّن من الحصول على 65 صوتاً، تمثل عملياً نصف عدد النواب حالياً زائد خمسة. كتلة القومي كانت المفاجأة، كما النائبين جهاد الصمد وعدنان طرابلسي. أيّدوا الحريري، كما فعل النائب جان طالوزيان، مخالفاً موقف كتلة القوات. كتلة الطاشناق لم تتأثر بكل الضغوط لثنيها عن قرارها، فأصرّت على السير بتسمية الحريري. كان للرئيس نبيه بري دور رئيسي في إقناع كتلتَي «القومي» والطاشناق بتسمية الحريري، رغم محاولة السفير السوري، علي عبد الكريم علي، إقناعهما بالعكس. المفارقة أن ما سبق أن أعلنه نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي تحقّق. تمكّن الحريري من الحصول على 22 صوتاً مسيحياً بالتمام والكمال. وهذه تقارب 40 في المئة من عدد النواب المسيحيين الذين شاركوا في الاستشارات. بالنتيجة، حصل الحريري على تسمية 65 نائباً، فيما لم يسمّ 54 نائباً أحداً. وهؤلاء نصفهم على الأقل لا يعترضون على عودة الحريري إلى السراي، وأبرزهم حزب الله. وبعد أن أبلغ الرئيس ميشال عون الحريري بنتيجة الاستشارات، بحضور بري، خرج الأخير، رافضاً استمرار التشاؤم على خلفية الخلاف الكبير بين الحريري والنائب جبران باسيل. قال إن «الجو تفاؤلي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري». أضاف: «سيكون هناك تقارب بين تيارَي المستقبل والوطني الحر». أما الحريري، فقد خرج ببيان مقتضب وضع فيه الخطوط العريضة لمرحلة التأليف. وتحدّث عن «تشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها». كما أبدى عزمه «العمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمّره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت»، معلناً أنه سينكبّ على «تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة أمام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة». لكن هل سيكون بالإمكان تشكيل حكومة بسرعة؟ ما حمله التكليف من عقد يؤكد أن التأليف لن يكون سهلاً. أمامه عقبات كبيرة، أولاها كيفية التعامل مع الحالة العونية في تلك المرحلة، وثانيتها كيفية التوصل إلى اتفاق على برنامج الحكومة. باسيل كان رأى أن «هذا التكليف مشوب بضعف ونقص تمثيلي يتمثل بهزالة الأرقام وغياب الدعم من المكوّنات المسيحية الكبرى، ومن يحاول التغاضي عنه يحاول إعادتنا إلى الوصاية السورية وهذا لن يحصل». ما قاله باسيل من بعبدا يرسم خارطة طريق مرحلة التأليف: «التيار مع حكومة إصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وجو المبادرة الفرنسية كذلك، ولذلك فإن تسمية شخص سياسي بامتياز، أدت إلى عدم تسمية التيار لأحد». خلاصة قوله بأن التيار الذي انحنى أمام عاصفة التكليف سيقف في المرصاد في مرحلة التأليف. وهذا استكمال لموقف رئيس الجمهورية، الذي أعاد التذكير، في مؤتمره الصحافي أول من أمس، أن التأليف يمرّ من بعبدا، وإذا كانت الاستشارات ملزمة، فإن توقيعه هو ملزم لمن يودّ تأليف حكومة. مشاورات التأليف بدأها الحريري أمس. استعاض عن الزيارات لرؤساء الحكومات السابقين باتصالات هاتفية، على أن يُفتح المجلس النيابي اليوم ليجري الرئيس المكلّف الاستشارات مع الكتل النيابية، تمهيداً لبدء التواصل الفعلي لتشكيل الحكومة. هنا لا تزال الأمور ضبابية. أمام الحريري خيار من اثنين، إما يسعى إلى تنفيذ الانقلاب الذي فشل مصطفى أديب في تنفيذه، فيذهب باتجاه المواجهة من الخاصرة الرخوة لفريق 8 آذار، أي التيار الوطني الحر، ومن خلفه رئيس الجمهورية، فيرفض التفاوض معهما أو التنسيق معهما بشأن الأسماء والبرنامج، وإما يسير بتفاهم كامل مع الكتل النيابية الممثلة في المجلس النيابية، تمهيداً لنيل حكومته الثقة، والبدء بالعمل للخروج من الانهيار كما أعلن.

باسيل سلّم في التكليف وبالمرصاد في التأليف

إذا اعتمد المسار الأول فلن يكون مستبعداً أن يكون مصيره كمصير مصطفى أديب، الذي أثبتت الوقائع أن طرحه لحكومة يختار أعضاءها بنفسه ليس قابلاً للحياة، وستكون أمامه عقبتان كفيلتان بتطييره، الأولى عدم توقيع رئيس الجمهورية على أيّ تشكيلة لا يوافق على أسمائها، أو لا تكون له الحصة الأوزن في أسماء المسيحيين فيها، والثانية ثقة المجلس النيابي، التي لن تتمكن حكومة الحريري من الحصول عليها، إذا لم تكن الأكثرية مشاركة فيها بما تراه مناسباً. مع ذلك، فإن الحريري إذا ذهب في خيار المواجهة، فلن يكون أعزلَ. هو يعتمد على مجموعة من العوامل التي يعتبر أنها تصبّ في مصلحته: رهان على ضغط فرنسي أو أميركي على عون للسير بتشكيلة يقدمها، «قدرته» على خفض سعر صرف الدولار، تمسك الجميع بالمبادرة الفرنسية، العقوبات الأميركية، والفكرة التي ردّدها في قصر بعبدا: أنا الفرصة الأخيرة.

الحريري بين حكومتين: الدولار من 1700 إلى 7000

في المقابل، إذا غامر الحريري بالرهان على تلك الخطوات، فإن الفريق الآخر لن يكون مكبّل اليدين، دستورياً وسياسياً. يكفي أن رئيس الجمهورية شريك في التأليف وفي التوقيع، ومن دونه لا شرعية لأي حكومة. ولذلك، فإن مصادر معنية تؤكد أن لا مجال لتكرار تجربة مصطفى أديب. وعندما طرح الحريري نفسه مرشحاً طبيعياً كان يدرك أن لاءات أديب لا يمكن أن تؤسس لإطلاق مسار جدي لتشكيل الحكومة. لذلك كان بديهياً أن يكون الحريري قد تجاوزها عندما طرح ترشيحه. هذا ما حصل بالنسبة إلى الحصة الشيعية التي اتفق على أن يسميها ثنائي حزب الله وأمل، وهذا ما حصل مع وليد جنبلاط الذي وعده بحقيبتين إحداهما وازنة. وحده التيار الوطني الحر تعامل معه الحريري كأنه غير موجود. لكن إذا كان الأمر شخصياً مع جبران باسيل، فهل يمكن أن يبقى كذلك عند اختيار الوزراء المسيحيين؟ مصادر معنية تجزم أن ما يصح على غير التيار يصح على التيار أيضاً. ولذلك، فإنه لا بد أن يكون حاضراً في مفاوضات التأليف بغضّ النظر عن الآلية. ذلك أمر لا يحتمله الحريري على الأرجح، لكن في مطلق الأحوال فإن رئيس الجمهورية سيكون له بالمرصاد. البداية اليوم من مجلس النواب. فهل سينجح بري في جمع الحريري وباسيل، لتكون حكومة الحريري الرابعة نسخة «مزيدة ومنقّحة» عن حكومة حسان دياب؟...

الحريري مكلّفاً بالنصف + 5 ويتعهّد بحكومة اختصاصيين.... التأليف: محاصصة "نوعية" أم حفلة ملاكمة؟

نداء الوطن....كما كان متوقعاً، كُلّف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، بطريقٍ معبدة الى السراي هندسها المحنّك نبيه بري وسهَّلها "حزب الله" شريكه في "الثنائي". هكذا انتزع الحريري التكليف أمس رغماً عن رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل، محققاً هدف التعادل في مرمى بعبدا بعدما حاولت رسالة عون "الاستثنائية" أول من أمس، وضعه في موقع المتّهم المسؤول عن "التركة الثقيلة" والإتيان به هزيلاً الى حلبة التأليف. وتمكّن الحريري من اجتياز "قطوع" التكليف ببركة الرئيس بري وتوزيع للأدوار قادته أوركسترا "حزب الله"، وصل الى درجة الاستعانة بأصوات نواب مسيحيين في كتلة القومي السوري، أحد رموز نظام بشار الأسد في لبنان على أساس انّ "الضرورات تبيح المحظورات". وزخرت الاستشارات بمفاجآت تسمية للحريري أبرزها، إضافة الى "القومي"، تأييد النائب نهاد المشنوق، وممثل "الأحباش" عدنان طرابلسي، والنائب جان طالوزيان الذي انفك عن كتلة "الجمهورية القوية"، وجهاد الصمد الذي سمّى الحريري بعدما حسم معاناته "بين العقل والضمير". وانتهت عند رقم 65 مؤيداً للحريري في مقابل 53 لم يسمّوا أحداً وغائبين. ولعلّ أبرز ما ظهر من يوم الاستشارات القصير تفاؤلٌ عبَّر عنه بري، وتعهدٌ أطلقه الحريري بأنّه سيشكّل "حكومة اختصاصيين غير حزبيين في وقت سريع"، وتحذير من باسيل للرئيس المكلف بعدم تكرار حكومات زمن الوصاية، أي تلك التي اعتمدت على تحالفٍ سني شيعي مع وليد جنبلاط وتهميش للمسيحيين. حسابات الاستشارات انتهت بانتهاء يومها، لتبدأ مرحلة جديدة وتفتح صفحة جديدة بين أهل المنظومة السياسية نفسها، تسمح لهم بتحاصص "نوعيّ" عبر حَمَلة الشهادات المموّهين او المجهولين بعدما كان يؤتى بسقط المتاع. لكن العين الماكرونية ساهرةٌ هذه المرة ولن تسمح مبدئياً بأن يتم توزير الفاسدين والسارقين أو عقد الصفقات ونهب ما تبقى من أموال اللبنانيين، وواشنطن كرّرت على لسان مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر ان لا عودة لـ business as usual في لبنان، وأنّ واجب الحكومة الجديدة التزام محاربة الفساد والاصلاح ومحاسبة مرتكبي الجرائم نزولاً عند طلب الشعب اللبناني، مؤكداً بأن سيف العقوبات سيبقى مصلتاً على "حزب الله" والمتهمين بالفساد، ولا علاقة للأمر بمفاوضات الترسيم البحري. ولا تبدو مهمّة الحريري في تأليف الحكومة سهلة بل قد تتحول الى جولات من الملاكمة، إذ تعترضه عقبات كثيرة أهمها الخلافات والتباينات المتعدّدة مع الرئيس عون والرئيس الظلّ باسيل، خصوصاً أنّ عون لم يمرر عملية التكليف المطالب بها دولياً إلا ليصعّب التأليف على الحريري، كمن يتربّص لخصمه مستدرجاً إياه الى حلبته، فضلاً عن صعوبة تذليل الشروط التي يضعها الثنائي الشيعي وواجب "رد جميل" التكليف، إن لجهة تسمية الوزراء الشيعة أو لجهة التأكيد على عدم اتخاذ أي قرار يتعلق بالملفات الساخنة من دون الحصول على رضى "حزب الله". ويبدأ الحريري بعد ظهر اليوم استشاراته مع الكتل النيابية منفتحاً على "سير ذاتية" تعرض عليه وتنطبق عليها مواصفات الاختصاصيين "الأبرياء" من ارتكابات من سيقترحهم. وسيخوض، حسب مصادره، معركة التأليف بثقة وواقعية، خصوصاً انه بعدما عقد اتفاقه مع الشيعة وجنبلاط بات مستعداً لاعطاء جائزة ترضية لرئيس الجمهورية، تتمثل بقبول تسميته المسيحيين مع حفظ حصة حليفه ومرشحه للرئاسة سليمان فرنجية. فهل يقبل عون وباسيل بهذا القدر الضئيل من النفوذ في التشكيل أم يخوضان آخر معارك العهد لإثبات الوجود والحجم والحفاظ على آمال التوريث؟.....



السابق

أخبار وتقارير... فرنسا.. إخلاء محطة قطارات إثر تهديد أمني....واشنطن تعرض مكافأة للإدلاء بمعلومات عن ثلاثة إرهابيين في حزب الله....مستشار الأمن القومي الأميركي: الصين تهديد القرن....جهود روسية لإنقاذ الهدنة في قره باغ... وطرفا الأزمة في واشنطن غداً....خطة عسكرية لربط أذربيجان بتركيا براً...حلّ جماعة الشيخ ياسين في فرنسا ...فرنسا: تهديدات للمساجد... و20 عملية أمنية يومياً ضد التطرف...ماكرون: «الإسلام السياسي» مصدر الشرّ في فرنسا... 25 قتيلاً من قوات الامن الأفغانية في كمين و11 امرأة في تدافع....

التالي

أخبار سوريا... مقتل مفتي دمشق وريفها بانفجار عبوة استهدفت سيارته في مدينة قدسيا... مقتل 14 إرهابياً في غارة جوية أميركية في شمال غرب سورية... هل تنجح العقوبات الأميركية في تفكيك النظام السوري؟....مشاورات روسية ـ إيرانية ـ تركية حول اللجنة الدستورية وإدلب...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,083,450

عدد الزوار: 6,752,014

المتواجدون الآن: 110