أخبار لبنان.... رئاسة الحكومة تنزع الشرعية عن وفد لبنان ... لبنان يُضْعِف خاصرتَه التفاوضية مع إسرائيل... بصراعِ صلاحيات... جنبلاط يقفل الباب في وجه "المستقبل": أين حصّة الدروز؟... الحريري يباشر جولة «إنقاذ المبادرة».. وجنبلاط ينتفض ويرفض لقاء وفد المستقبل...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 13 تشرين الأول 2020 - 4:47 ص    عدد الزيارات 2468    القسم محلية

        


رئاسة الحكومة تنزع الشرعية عن وفد لبنان .... عون تراجع عن مشاركة شقير في مفاوضات الترسيم... وأسئلة حول وجود شباط ومسيحي....

الاخبار....ابراهيم الأمين، ميسم رزق .... «الخلافات الصامتة»، هو عنوان يمكن وضعه فوق ملف التفاوض غير المباشر لترسيم الحدود بين لبنان وكيان الاحتلال. والامر لا يتعلق حصراً بالحسابات المباشرة للاطراف الداخلية والخارجية، بل ايضاً، بطريقة إدارة الأمور في البلاد، وفي ملفات بالغة الحساسية. وتُظهر التجارب في كل مرة ان التفاهمات الكبيرة لم تعد تكفي لسد الثغر الكامنة في التفاصيل. وهو ما ظهر جلياً في المواقف والمداولات غير المعلنة حول طريقة تعامل لبنان مع هذا الملف. الرئيس نبيه بري الذي تولى لفترة طويلة ادارة الجانب الاساسي من التفاوض مع الجانب الاميركي، لم يكن يقف عند خاطر احد، نظراً إلى أن الملف يتصل بأمور لا تتطلب مجاملات على الطريقة المعتادة. لكنه في نهاية الامر، تعامل مع سلسلة من الضغوط الداخلية والخارجية بما سهل له الاعلان عن اطار للتفاوض ثم خرج من الساحة التنفيذية. لكن ذلك لا يعني انه صار خارج الملف. بل سيظل يتحمل مسؤولية من موقعه كرئيس للمجلس النيابي ومن موقعه السياسي اساسا، كممثل للمقاومة في السلطة وكممثل لتيار سياسي منخرط في قضية الصراع مع العدو. انتقال الملف بشكله الحالي الى منصة الرئيس ميشال عون، لم يحصل بطريقة او ظروف سلسة. فلا حكومة قائمة في البلاد، والازمات الداخلية تتعقد يوما بعد يوم. والرئيس كما محيطه القريب والابعد عرضة لنوع جديد من الضغوط الخارجية وحتى الداخلية. من التهديدات الاميركية المتلاحقة بوضع مقربين منه على لائحة العقوبات، الى الحصار الذي يتعرض له بسبب تحالفه مع حزب الله، وصولا الى المعركة المفتوحة ضده في الشارع المسيحي من قبل تحالف الكنيسة وقوى 14 اذار. لكن ثمة عامل إضافيّ يخص الدائرة القريبة منه في القصر وفي التيار الوطني الحر وفي اوساط اقتصادية وسياسية تتبنى اليوم عنوان «لا يمكن للبنان تحمل وزر الصراع العربي - الاسرائيلي او صراع اميركا مع ايران». وكل ذلك معطوف على رغبة الرئيس بإنجاز كبير يتعلق بالثروة النفطية، ونظرته كما نظرة الوزير السابق جبران باسيل المختلفة حول كيفية التفاوض مع اميركا او مع «إسرائيل» بشأن الملف. كل ذلك دفع لأن تجري إدارته لعملية تأليف الوفد المفاوض وسط ارتباك كبير. عملياً، لا احد يعرف المعايير الفعلية لتاليف الوفد اللبناني. لكن، الضربة الدستورية جاءت مباشرة من رئاسة الحكومة، حيث اعلن الرئيس حسان دياب ان تأليف الوفد لم يتم وفقا للاصول الدستورية. ما يعني عمليا نزع الشرعية الدستورية عنه. وهي خطوة تفتح الباب امام التشكيك بشرعية الوفد وطبيعة تمثيله ونوعية التفويض المعطى له لادارة عملية سيادية كبرى. وجاء اعتراض الرئيس دياب مستندا الى تفاسير المادة 52 من الدستور التي توجب على رئيس الجمهورية التوافق مع رئيس الحكومة حيال تأليف الوفد للتفاوض الخارجي، وهذا موقف لا يمكن تجاوزه حتى ولو صمت الحريصون على صلاحيات رئاسة الحكومة، ومن الذين يرفعون الصوت على كل كبيرة وصغيرة. لكن لا يتوقع ان يصدر منهم اي تعليق طالما الامر يتعلق بمطلب اميركي مستعجل في جعل المفاوضات قائمة بين لبنان و«اسرائيل».

دياب قال انه راسل رئيس الجمهورية عبر ثلاث طرق في الايام الماضية. ولم يسمع منه جوابا يعكس احترامه المادة 52، بينما تتصرف دوائر القصر الجمهوري على اساس ان الحكومة مستقيلة ولا يمكن لرئيسها التقدم بطلب كهذا. وان الدستور منح رئيس الجمهورية حق ادارة التفاوض الخارجي. لكن مستشاري الرئيس يعرفون ان هذا الكلام لا اساس دستورياً له. والمشكلة لا تقف عند هذا البند. اذ ان قوى كثيرة في البلاد لم تعرف سبب المقاربة التي لجأ اليها القصر الجمهوري في تشكيلة الوفد، علما ان الوقائع تشير الى الاتي:

- حث الرئيس بري ومعه حزب الله على ترك ملف التفاوض لقيادة الجيش، وجرت مشاورات ضمنية بين قيادة الجيش والقوى السياسية من اجل تركيب وفد موثوق يمكنه قيادة هذه العملية. وكان قائد الجيش يميل الى حصر الملف بعسكريين فقط.

- يحسم هدف التفاوض بأنه لتحديد الحدود، وبالتالي ليست هناك حاجة مطلقة لاي حضور خارج فريق الخبراء المختصين بالخرائط والحدود، ما يعني انه لا يوجد اي مبرر لوجود الموظف وسام شباط، حتى اذا دعت الحاجة الى حديث فرعي يتعلق بالموادر النفطية والغازية، فساعتها يمكن الاستعانة به، مباشرة او من خلال الاستماع الى رأيه. الا اذا كان هناك ضغط فرض مشاركة شباط من زاوية موازاة مشاركة المدير العام لوزارة الطاقة الإسرائيلية. مع التأكيد على ان هذه المفاوضات ليست حول منصات الغاز وعمل الشركات أو استخراج النفط

- ان ادخال الخبير نجيب مسيحي بصفته متخصصا في هذا العالم، يزيد في الطين بلة. لان الرجل سبق له ان قدم نظرية تناقض تماما الاطار الذي يعمل على اساسه الضابط المتخصص العقيد بصبوص، وهناك اختلاف جدي بين تحديد نقطة البحث على الخط الحدودي المفترض، بين النقطة 1 التي اختارها مسيحي وهي التي تجعل لبنان يخسر الكثير، باعتباره تعامل مع النتوء الصخري المعروف باسم بخيت على انه جزيرة كاملة، وهو ما يتعارض مع رأي بصبوص الذي يعود الى النقطة 23 التي تميل نحو الحدود مع فلسطين. حتى ان الاميركيين يوم كلف السفير هوف بوضع حل وسط، لم يقف عند رأي مسيحي، بل اقترح ما يعطي لبنان حصة اكبر من تلك التي يمكن للبنان الحصول عليها لو تم الاقرار بورقة مسيحي. علما ان اسئلة كثيرة ترددت حول الرجل نفسه، فهو أميركي من أصل لبناني، التقاه وفد نيابي لبناني في أحد مؤتمرات الطاقة التي انعقدت خارج البلاد، قبل أن يؤتى به الى عون وينزل بـ «الباراشوت» كعضو في الوفد. فمن يضمن أن يكون ولاء مسيحي خلال التفاوض لمصلحة لبنان؟ فضلاً عن أنه خبير مدني لا عسكري، نكون بذلك قد زدنا الى الوسيط الأميركي «معاوناً» في عملية التفاوض!.... الى جانب هذه الملاحظات، هناك امور لم تفهم عن سبب حماسة بعض مساعدي رئيس الجمهورية لتكليف مدير عام القصر الجمهوري انطوان شقير ادارة الوفد او ترؤس الجلسة الاولى. حتى الذين فكروا بأن وجود شقير يمنح عنصر قوة لرمزية ادارة رئيس الجمهورية للملف، فكروا بالامر من زاوية الصراعات الداخلية ولم ياخذوا في الاعتبار ان مثل هذا التمثيل يعطي بعدا سياسيا يتعارض مع هدف التفاوض.

لكن، هل هناك ضغوط مورست لاجل ان يتشكل الوفد اللبناني على هذا النحو؟

اليوم يفترض ان تعقد اجتماعات جديدة، وسط مواصلة رئيس الوفد اللبناني العميد ياسين الاطلاع على اوراق الملف بينما يهتم الاميركيون بكيفية تظهير صورة التفاوض على انه عملية سياسية بغلاف تقني. وقد اصر الاميركيون على الطابع الاحتفالي للجلسة الاولى، لكن الفريق المضيف، اي القوات الدولية، عاد واكد ان حضور الاعلام يكون في حالة موافقة جميع الاطراف، وان اي اعتراض يمنع وجود الاعلام، وسط مؤشرات بان لبنان يتجه لرفض وجود الاعلام في جلسة التفاوض لا قبل انعقادها ولا بعدها. تقنياً، حسمَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أسماء أعضاء الوفد الذي سيمثل لبنان في المفاوضات غير المباشرة على ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي. أما سياسياً، فتحولّت المفاوضات الى ملف خلافي حول الصلاحيات الدستورية. أعلن مكتب الإعلام في قصر بعبدا أن «الوفد يتألف من العميد الركن الطيار بسام ياسين رئيساً، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، والخبير نجيب مسيحي». فجاء الردّ بعد ساعات من الحكومة التي أبدت اعتراضها على تشكيل الوفد من دون مراجعتها، معتبرة أن هذه مخالفة واضحة لأحد النصوص الدستورية. وقد وجه الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية كتاباً الى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، مشيراً الى أن «التفاوض والتكليف بالتفاوض بشأن ترسيم الحدود يكون باتفاق مشترك بين رئيسّ الجمهورية والحكومة، وفي منحى مغاير يشكل مخالفة واضحة وصريحة لنص الدستور».

بات مؤكداً أن حزب الله، على وجه الخصوص، لا يستسيغ فكرة وجود مدنيين في الوفد اللبناني

وقال بيان رئاسة الحكومة إن الدستور اللبناني واضح لجهة أنّ التفاوض والتكليف بالتفاوض يجب أن يكون بالاتفاق المشترك بين الرئاستين. فالمادة 52 من الدستور تنصّ في فقرتها الأولى على أن «يتولّى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة. ولا تصبح مبرمة إلّا بعد موافقة مجلس الوزراء». وحتى لو كانَت الخلفية التي ينطلق منها عون هي أن المفاوضات ذات طابع عسكري، وسيرعاها بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة، فالمادة 49 من الدستور تنص على أن القوات المسلحة تخضع لسلطة مجلس الوزراء، وفي الحالتين يستوجب ذلك التشاور مع الحكومة. وفي هذا السياق، تقاطعت المعلومات يومَ أمس حول استياء كبير خلفّه وجود مدنيين ضمن الوفد اللبناني. وبات مؤكداً أن حزب الله على وجه الخصوص، لا يستسيغ هذه الفكرة، خاصة وأن هذا الأمر سيصور وكأنه انتزاع تنازل لبناني على طريق السلام والتطبيع. وقد ازداد الجو السياسي سوءًا بعد الإعلان الرسمي عن أسماء الوفد، وكأن هناك تحدياً للأطراف التي نصحت رئيس الجمهورية بعدم مجاراة ما تريده واشنطن من هذا الإتفاق. وبينما التحضيرات جارية على الأرض لانطلاق عملية التفاوض يومَ غد، فإن هذه التحضيرات يشوبها الحذر من أن تؤثر الخلافات الداخلية على العملية برمتها.

من يضمن أن يكون ولاء نجيب مسيحي، الأميركي - اللبناني، في التفاوض لمصلحة لبنان؟

وبدا لافتاً أن مقدمة نشرة أخبار قناة «المنار» مساء أمس طرحت سؤالاً عن «الحاجة الى المدنيين في وفد يواجه عدواً. أليس في الجيش اللبناني ما يكفي من خبراء مساحة وقانون وبترول وغيرها من مواد التفاوض الموجب حضورها على طاولة النزال هذه؟...... بدايةٌ سيصعب اجتيازها لسِنِي العداء المتجذرة مع هذا العدو، قبل الوصول الى مقر الأمم المتحدة للتفاوض، وزرع لاشكاليات كبيرة على الطريق، قبل ساعات من بدء المفاوضات». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أمس، أنّ «ديفيد شينكر سيشارك في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات حول الحدود البحرية بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية، التي ستكون بضيافة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، على أن ينضم السفير جون ديروشر إلى شينكر، وهو سيكون الوسيط الأميركي في هذه المفاوضات». وشددت على أنّ «اتفاق الإطار خطوة حيوية إلى الأمام من شأنها أن توفر إمكانية تحقيق قدر أكبر من الاستقرار والأمن والازدهار، للمواطنين اللبنانيين والإسرائيليين على حدّ سواء».

وزير طاقة العدو: لا تطبيع ولا سلام... حدودٌ بحرية وغاز

تقرير الأخبار .... واحدة من أخطاء الإعلام العبري، هي انفلاش التعليق حول المفاوضات على الحدود البحرية مع لبنان، الى حدّ الإضرار بالموقف الإسرائيلي، وكذلك بالأهداف الموضوعة للتفاوض. وتماشياً مع أصوات وتعليقات برزت في اليومين الماضيين، طالبت بضرورة صمت التعليق حول التفاوض مع لبنان منعاً للتشويش على المصالح الإسرائيلية في سياق المفاوضات وكشف أهدافها الرديفة، شدّد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، في تصريح له ورد على محطة «كان» العبرية، على أن المحادثات مع الجانب اللبناني التي ستبدأ في الناقورة غداً، «ليست محادثات تطبيع، وكذلك ليست محادثات سلام. وهي بالإجمال محاولة لإيجاد حل بشأن الحدود البحرية وموضوع الغاز».

جعجع لجنبلاط: لديّ 15 ألف مقاتل ومستعد لمواجهة حزب الله

الاخبار.... المشهد السياسي .... «أي شخص من أي طائفة يفكر في مغامرة عسكرية هو مجنون»، قال وليد جنبلاط أمس. لم يكن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يطلق موقفاً مرتكزاً على خيال. وجوابه ليس حصراً رداً على سؤال محاورته على قناة «الجديد» أمس، نانسي السبع. ففي بال جنبلاط كلام صدمه قبل أيام، عندما جمعته مع رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، مأدبة في منزل النائب نعمة طعمة. على طاولة طعمة، عرض جعجع على جنبلاط فكرة استقالة نواب حزبيهما من البرلمان، وهو ما رفضه رئيس «الاشتراكي». بعد ذلك، قال جعجع أنه سيمضي في المواجهة ضد حزب الله حتى النهاية، مضيفاً: «لدي 15 ألف مقاتل، ونحن قادرون على مواجهة الحزب الذي بات يعاني من ضعف كبير، نتيجة الأوضاع في لبنان وفي الإقليم»...... وعندما حذّر جنبلاط محدّثه من خطورة ما يقوله، ردّ جعجع بالقول: نحن اليوم أقوى مما كنا عليه أيام بشير (الجميل)، وحزب الله أضعف مما كان عليه أبو عمار (ياسر عرفات)». وقدّم جعجع قراءته السياسية، وفيها أنه مدعوم من الولايات المتحدة الاميركية، ومن السعودية والإمارات العربية والمتحدة ودول أخرى. أما حزب الله، برأي رئيس «القوات»، فيعاني ويقدّم التنازلات لأنه أضعف ممّا كان عليه يوماً. لم يوافق جنبلاط جعجع على قراءته، وخرج من اللقاء مذهولاً من تقديرات «القائد الذي لم يفز بمعركة يوماً». وأخبر رئيس «الاشتراكي» بعض أصدقائه بما سمعه، معتبراً أنه ربما يكون مؤشرا خطيراً على أمر يُحضَّر للبنان، وسيفاقم أوضاعه سوءاً. مغامرة جعجع الجديدة تبدو مزهوّة بالانتشار ذي الطابع الأمني الذي تنفّذه القوات اللبنانية، في عدد من المناطق، منذ ان أعلن «الحكيم» الانضمام إلى انتفاضة 17 تشرين، في اليوم الثاني لاندلاعها. فيوم 18 تشرين الاول 2019، طلب من عناصر حزبه، في موقف علني، المشاركة في التحركات الشعبية، من دون أعلام أو شعارات حزبية. لاحقاً، نُسي هذا الموقف في زحمة الأحداث، وصار كثيرون يتهكّمون على كل من يشير إلى وجود القوات الأساسي في بعض التحركات، وفي مناطق محددة. هذه الحالة جعلت جعجع يستفيد من تواريه خلف الانتفاضة، لاختبار جاهزية حزبه في «الانتشار والسيطرة» على مناطق مترامية. بعد ذلك، أتى انفجار المرفأ، ليبدأ القواتيون بإخراج «تنظيمهم السري» إلى العلن: من العراضة شبه العسكرية في الجميزة، إلى الانتشار المسلح بذريعة إطلاق النار في الهواء في تشييع أحد ضحايا انفجار المرفأ في عين الرمانة. وفي الأشرفية وعين الرمانة وغيرهما من المناطق، يحافظ قواتيون على «انتشار» شبه أمني، ترفض معراب وصفه بذلك، مؤكدة أنه «وجود طبيعي لأبناء المنطقة القواتيين» (راجع «الأخبار»، 7 تشرين الاول 2020). قبل اليوم بـ 12 سنة، وتحديداً في التاسع من أيار 2008، قال جعجع للسفيرة الأميركية، ميشيل سيسون، «إنه يريد التأكد من أن واشنطن على علم بوجود 7000 إلى 10000 مقاتل مدربين من القوات اللبنانية وجاهزين للتحرك. «يمكننا القتال ضد حزب الله»، أعلن جعجع بكل ثقة مضيفاً، «لكننا بحاجة إلى دعمكم للحصول على أسلحة لهؤلاء المقاتلين. إذا بقي المطار مغلقاً، يمكن تسهيل عمليات الإمداد البرمائية». ذكرت سيسون تلك المحادثة بينها وبين رئيس «القوات» في واحدة من برقيات السفارة الأميركية التي كشفها موقف «ويكيليكس» عام 2011 (نشرتها «الأخبار» في عددها الصادر يوم 5 نيسان 2011).

هذه المرة، لم يقل جعجع لجنبلاط إنه بحاجة إلى سلاح. أوحى بأنه أتمّ التسليح

هذه المرة، لم يقل جعجع لجنبلاط إنه بحاجة إلى سلاح. أوحى بأنه أتمّ التسليح، علماً بأن رئيس حزب القوات اللبنانية لا يزال يعتمد، بصورة شبه كاملة، على أموال الدولة اللبنانية في حماية مقرّ سكنه في معراب، ويكلّف الخزينة العامة مليارات الليرات سنوياً، كرواتب لأكثر من مئة دركي ورتيب وضابط من قوى الأمن الداخلي موضوعين في تصرّفه كقوة حماية، مع سياراتهم العسكرية. الخطير في كلام جعجع ليس أنه يصدر عن «قائد لم ينتصر يوماً في معركة خاضها لكنه رغم ذلك لا يتّعظ»، بقدر ما هو يؤشر إلى وجود نيّات لدى دول إقليمية أو غربية، بتفجير الأوضاع في لبنان أمنياً، استناداً إلى «روح المغامرة» لدى سمير جعجع، على قاعدة «إما الحصول على لبنان بشروطنا، أو فليسقط على رأس حزب الله وحلفائه». وإضافة إلى الأداء السياسي، ظهرت هذه النيّات ذات الطبيعة التقسيمية في مشروع القانون الذي تقدّم به أعضاء جمهوريون في الكونغرس الأميركي قبل أسبوعين، الذي يطالب الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على المصارف التي تعمل في «مناطق حزب الله» («الأخبار»، 7 تشرين الأول 2020).

جنبلاط يهاجم الحريري

من جهة أخرى، شنّ جنبلاط هجوماً عنيفاً على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، معتبراً أنه «أصبح اليوم هناك تكليف ذاتي لرئاسة الحكومة، وبدل أن تنزل الكتل النيابية الى المجلس وتطلب البرنامج، أرسل الحريري وفداً إلى الكتل لعرض ما لديه، وهذا انقلاب في الأدوار وآخر ما تبقّى من اتفاق الطائف». وأعلن جنبلاط رفضه استقبال وفد كتلة المستقبل الذي كلفه الحريري بالتشاور مع الكتل النيابية قبل مشاورات تكليف رئيس جديد للحكومة، قائلاً: «ليس هكذا يعامل وليد جنبلاط». كذلك انتقد حديث الحريري عن حكومة تكنوقراط غير سياسية سائلاً: «إنت يا شيخ سعد سياسي، بكرا بدك تجيب ملائكة وزراء؟ وحركة أمل هل رح يجيبوا روّاد الفضاء وزراء؟». ووصف زعيم المختارة السفير مصطفى أديب بـ«الروبوت جابوه وبعدها سحبوه»، لافتاً الى أنه خلال تأليف أديب للحكومة اتصل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بالنائب وائل أبو فاعور وسمّى له المرشح الدرزي الوحيد في حكومة الـ14 وزيراً.

لبنان.. "هيئة أبناء العرقوب" تحذر من اعتماد الخط الأزرق منطلقا للتفاوض حول ترسيم الحدود البرية...

روسيا اليوم....المصدر: الوكالة الوطنية.... دعت هيئة أبناء العرقوب إلى تمسك لبنان بعدم التفاوض المباشر مع إسرائيل، محذرة من بعض الطروحات التي تتحدث عن اعتماد الخط الأزرق منطلقا للتفاوض حول ترسيم الحدود البرية. وفي مذكرات وجهتها الهيئة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وقائد الجيش العماد جوزاف عون وعدد من المسؤولين، دعت الهيئة إلى "ضرورة أن ينطلق الموقف الرسمي اللبناني من النقاط التالية:

-التمسك بإتفاقية نيوكمب - بوليه عام 1923 (اتفاقية ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين).

-قرار مجلس الأمن رقم 425 الصادر عام 1978 الذي ينص صراحة على انسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية المعترف بها.

- قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر عام 2006 والذي طلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير حول وضع مزارع شبعا خلال شهر من صدور القرار وأكد إحترام السيادة وضرورة بسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل ترابها حتى الحدود الدولية.

- اتفاقيات الترسيم الموقعة بين لبنان وسوريا في منطقة مزارع شبعا والمودعة لدى الأمم المتحدة".

وحذرت الهيئة من بعض الطروحات التي تتحدث عن اعتماد الخط الأزرق منطلقا للتفاوض حول ترسيم الحدود البرية، معتبرة أن "هكذا طروحات من قبل بعض المسؤولين الأمريكيين أو حتى من قبل قوات الإحتلال أو ربما بعض القوى والأطراف الداخلية التي تجهل حقيقة وواقع الأراضي المحتلة في المزارع والتلال، إنما هي استدراج للتفاوض المباشر وعدم الإنسحاب من كامل الأراضي المحتلة ومحاولات لتعديل الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة وهذا أمر مرفوض بالمطلق". ونبهت من أن "التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية أمر مختلف تماما عن ضرورة انسحاب الاحتلال من الأراضي المحتلة وحتى الحدود الدولية". والخط الأزرق، أو خط الانسحاب، هو خط يبلغ طوله 120 كم، تم وضعه من قبل الأمم المتحدة عام 2000، لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان. ويحصر لبنان المناطق التي يختلف فيها مع إسرائيل عبر الخط الأزرق في 13 نقطة تمتد من مزارع شبعا في الجنوب الشرقي، إلى بلدة الناقورة الجنوب الغربي، في قضاء صور بمحافظة الجنوب. وتجدر الإشارة إلى أن الخط الأزرق لا يمثل بأي شكل من الأشكال حدودا دولية، إلا أنه يتطابق مع خط الحدود الدولية في قسم كبير منه وتوجد فوارق في عدد من الأماكن، وهو ما دفع لبنان إلى إبداء تحفظه عليه في بعض المناطق.

اختلاف «دستوري» لبناني حول وفد ترسيم الحدود مع إسرائيل

رئاسة الجمهورية سمّت الوفد المفاوض... فاعترضت رئاسة مجلس الوزراء

بيروت: «الشرق الأوسط».... أعلنت رئاسة الجمهورية تشكيل الوفد اللبناني الذي سيتولى التفاوض التقني لترسيم الحدود الجنوبية، والذي سيُشارك في أول اجتماع تفاوضي حول ترسيم الحدود مع الجانب الإسرائيلي برعاية الأمم المتحدة والمقرّر عقد أول اجتماعاته غداً برعاية أميركية وأممية. وذكرت الرئاسة في بيان أنّ الوفد سيتكوّن من العميد الركن الطيار بسام ياسين رئيساً، والعقيد الركن البحري مازن بصبوص، وعضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، والخبير في القانون الدولي نجيب مسيحي. وبعد بيان رئاسة الجمهورية صدر عن رئاسة مجلس الوزراء بيان ذكّر رئاسة الجمهورية بالمادة 52 من الدستور بعد تعديلها بموجب وثيقة الوفاق الوطني اللبناني في الطائف. وقالت رئاسة الحكومة إنّ هذه المادة تنص على أن «يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة»، وأنه «لا تصبح مبرمة إلا بعد موافقة مجلس الوزراء. وتطلع الحكومة مجلس النواب عليها حينما تمكنها من ذلك مصلحة البلاد وسلامة الدولة. أما المعاهدات التي تنطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة والمعاهدات التجارية وسائر المعاهدات التي لا يجوز فسخها سنة فسنة، فلا يمكن إبرامها إلا بعد موافقة مجلس النواب». وأضاف البيان أنّ التفاوض والتكليف بالتفاوض بشأن أي اتفاق أو معاهدة أو صك «يكون باتفاق مشترك بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء على النحو المشروع آنفاً»، وأن «أي منحى مغاير يشكل مخالفة واضحة وصريحة لنص دستوري مع ما يترتب على ذلك من نتائج». وكانت مصادر مطّلعة أكّدت أنّ الوفد كان من المقرّر أن يضمّ هادي هاشم الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمدير السابق لمكتب وزير الخارجية السابق رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، إلّا أنّه تمّ استبعاده انطلاقاً من إصرار «حزب الله» على ذلك.

الحريري سيتواصل مع الكتل اللبنانية للتأكد من التزامها بمبادرة ماكرون...

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين».... أعلن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، اليوم (الاثنين)، أنه يعتزم إرسال وفد إلى الكتل السياسية البارزة، للتأكد من استمرار التزامها بالورقة الفرنسية لإنقاذ لبنان، في خطوة جاءت بعد أيام من تأكيده أنه «مرشح حكماً» لرئاسة الحكومة. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يسبق حراك الحريري موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال عون الخميس المقبل، بعد اعتذار مصطفى أديب أواخر الشهر الماضي عن تشكيل حكومة نتيجة شروط سياسية مضادة. وقال الحريري في بيان، إثر لقائه عون في القصر الرئاسي: «أبلغته أني سأرسل وفداً للتواصل مع جميع الكتل السياسية الرئيسية، للتأكد من أنها ما زالت ملتزمة بالكامل ببنود الورقة الفرنسية». وأوضح أنه في حال تبين أن «هناك من غيَّر رأيه؛ خصوصاً بالشق الاقتصادي فيها وشق الاختصاصيين، مع علمه المسبق أن ذلك يفشلها، فليتفضل يتحمل مسؤوليته أمام اللبنانيين ويبلغهم بهذا الأمر». وفشلت القوى السياسية الشهر الماضي في ترجمة تعهد قطعته أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة في مهلة أسبوعين، وفق خريطة طريق فرنسية نصت على تشكيل حكومة «بمهمة محددة» تنكب على إجراء إصلاحات ملحة للحصول على دعم المجتمع الدولي. وإثر اعتذار أديب، منح ماكرون في 27 سبتمبر (أيلول) القوى السياسية مهلة جديدة من «أربعة إلى ستة أسابيع» لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية التي فشلت في تسهيل التأليف بـ«خيانة جماعية». وقال الحريري في بيانه: «هدفي هو تعويم مبادرة الرئيس ماكرون؛ لأنها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف الانهيار، وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت». وأضاف: «المبادرة الفرنسية قائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، تقوم بإصلاحات محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهراً معدودة»، لافتاً إلى «أن عدم وجود أحزاب بالحكومة هو لأشهر معدودة فقط». وشدد على أن «تشكيل مثل هذه الحكومة والقيام بهذه الإصلاحات يسمح للرئيس ماكرون، حسبما تعهد أمامنا جميعاً، بتجييش المجتمع الدولي للاستثمار بلبنان، وتوفير التمويل الخارجي للبنان، وهي الطريقة الوحيدة لوقف الانهيار الرهيب». ومن المقرر أن يلتقي الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان تمسكه مع حليفه «حزب الله»، بالاحتفاظ بحقيبة المال وتسمية وزراء وسط معارضة أطراف أخرى بينها الحريري، قد أطاح بولادة حكومة أديب.

الحريري يعتبر المبادرة الفرنسية «الفرصة الأخيرة للإنقاذ»

التقى عون وبري وشدد على حكومة من غير الحزبيين... ورئيس الجمهورية يدعو إلى الإسراع بتشكيلها

بيروت: «الشرق الأوسط»... بدأ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مشاوراته السياسية لبحث مبادرة ترشيحه لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، والتقى أمس رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، مجدداً تأكيده أن المبادرة الفرنسية هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان، وأنه سيبذل جهداً لإنجاحها، وهي قائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب. وكثّف الحريري اجتماعاته مع كتلته النيابية التي استمعت إليه أمس، على أن يلتقيها مجدداً اليوم، ثم الأربعاء، لتأكيد الموقف النهائي من الترشح لرئاسة الحكومة في ضوء الاتصالات التي باشرها أمس، ويستكملها وفد من «كتلة المستقبل»، يضم النواب بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش، مع الكتل النيابية الكبرى. وقالت مصادر «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» إن الحريري ينطلق في حراكه من واقع أن لا إنقاذ للبنان من دون المبادرة الفرنسية، خصوصاً أن أحداً لم يطرح بديلاً عنها، وبالتالي فهو يحاول أن يسأل هذه القوى عن استمرار تمسكها بالمبادرة ليبني على الشيء مقتضاه، خصوصاً أن عناوينها واضحة، ومدتها محددة بستة أشهر. ورأت المصادر أن الحريري يضع بتحركه هذا الجميع أمام مسؤولياتهم لأن «الواقع في لبنان أصعب مما نراه، ونحن مقبلون على ما هو أسوأ إذا لم يتم تدارك الأمور». ومع تأكيد الرئيس عون «تمسكه بالمبادرة الفرنسية»، و«وجوب تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة لأن الأوضاع لم تعد تحتمل مزيداً من التردي»، بحسب ما جاء في بيان لمكتبه، رمى الحريري الكرة في ملعب من يتراجع عن تعهداته أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وشدد على أن هدفه هو تعويم مبادرة الرئيس ماكرون لأنها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف الانهيار، وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت، مبدياً أسفه «لما رأيناه في الإعلام، من كلام وتسريبات ومواقف لم تكن لها علاقة بهذه المبادرة وبنودها الإصلاحية والاقتصادية، وكان كله كلام بالمحاصصة الحكومية والشروط الحزبية؛ أي كلام خارج الموضوع». ولفت الحريري إلى أنه أبلغ عون أنه سيرسل وفداً للتواصل مع جميع الكتل السياسية الرئيسية للتأكد من أنها ما زالت ملتزمة بالكامل ببنود الورقة التي وافقت عليها في مطلع الشهر الماضي في «قصر الصنوبر»، في حضور الرئيس ماكرون، مضيفاً أن «الهدف من السؤال هو أني مقتنع أن مبادرة الرئيس ماكرون هي الفرصة الوحيدة والأخيرة الباقية لبلدنا لوقف الانهيار، وإعادة إعمار بيروت». ورأى أن «جميع القوى السياسية، وجميع اللبنانيين، يعرفون ذلك، ويعرفون أنه لم يعد لدينا وقت لنضيعه في مهاترات سياسية، وأن الانهيار الكبير يهدد بلدنا بمزيد من المآسي، ويهدد الدولة بالزوال الكامل»، موضحاً: «هذه المبادرة الفرنسية قائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، تقوم بإصلاحات محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهراً معدودة، والإصلاحات وجدولها الزمني محددة مفصلة في الورقة التي هي بمثابة بيان وزاري للحكومة الجديدة». وأضاف: «وهنا، من المهم أن نكرر أن عدم وجود أحزاب في الحكومة هو لأشهر معدودة فقط؛ أي أننا كأحزاب لن نموت، ولتنفيذ إصلاحات اقتصادية مالية وإدارية فقط لا غير. والجميع يعرفون السبب، وهو أن جميع الحكومات التي شكلت على الأسس التقليدية لتمثيل الأحزاب فشلت بالإصلاحات، وأوصلتنا وأوصلت البلد للانهيار الكبير الذي نعيشه اليوم». وجدد قوله إن «تشكيل مثل هذه الحكومة والقيام بهذه الإصلاحات يسمح للرئيس ماكرون، حسبما تعهد أمامنا جميعاً، بتجييش المجتمع الدولي للاستثمار في لبنان، وتوفير التمويل الخارجي للبنان، وهي الطريقة الوحيدة لوقف الانهيار الرهيب الذي نعاني منه جميعنا، كبلد وكدولة وكمواطنين». ولفت إلى أنه يسمع كلاماً كثيراً حول دول موافقة وأخرى غير موافقة، قائلاً: «الرئيس ماكرون تعهد، هل تفهمون ما معنى ذلك؟ معناه أنه سيعقد المؤتمر، وسينتشل لبنان من الانهيار، وذلك بحسب ما أكده لنا وللبنانيين في مؤتمره الصحافي». وقال الحريري: «أبلغت فخامة الرئيس أنه إذا تبين لي بنتيجة الاتصالات أن قناعة الكتل السياسية الرئيسية ما زالت قائمة لإعطاء الثقة لمثل هذه الحكومة، وليصوتوا لإصلاحاتها في البرلمان، كما التزموا أمام الرئيس ماكرون، فهكذا حكومة هي التي ستقوم بالإصلاحات، أما إذا كانت نتيجة الاتصالات أن هناك من غيّر رأيه، أو غيّر كلامه السابق بأنه مع المبادرة الفرنسية، أو أنه يريد الآن أن يغيّر مفهوم هذه المبادرة، خاصة في الشق الاقتصادي فيها وشق الاختصاصيين، مع علمه المسبق أن ذلك يفشلها، فليتفضل بتحمل مسؤوليته أمام اللبنانيين، ويبلغهم بهذا الأمر». وأضاف: «هذا كان موقف فخامة الرئيس أيضاً، وهذا الأمر يشجعني على مواصلة الجهود لإنجاح مبادرة الرئيس ماكرون». وفي المقابل، وصفت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لقاء الرئيس عون مع الحريري بـ«الإيجابي». وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «اللقاء اتسم بالوضوح والمصارحة، حيث كانت هناك جولة أفق حول الأوضاع القائمة، وكان تأكيد منهما على التمسك بالمبادرة، خاصة أنها تنادي بثلاثة أمور أساسية، هي الإصلاحات ومبادرة مواجهة الفساد والتدقيق الجنائي». وشدد عون على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة لأن «الأوضاع صعبة، وليس هناك مجال لترف الانتظار». ومن هنا، لفتت المصادر إلى أن «الحريري الذي بدا مدركاً أهمية ما يقوم به، وضرورة التعامل بسلاسة ليصل إلى صيغة ترضي الجميع، سيقوم باتصالاته وسيعود للقاء عون ووضعه بنتائجها». وفي رد على سؤال عما إذا كان عون الذي طالما طالب بحكومة تكنو - سياسية يؤيد مبادرة الحريري، قالت المصادر: «الرئيس عون مع تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، تكون مضمونة لجهة نيلها ثقة مجلس النواب، حتى تستطيع العمل ومواجهة التحديات المنتظرة والإصلاحات ومكافحة الفساد وغيرها»، مع تأكيدها على أن اللقاء مع الحريري «لم يتطرق إلى التفاصيل». وبعد لقائه رئيس البرلمان قال الحريري إن بري كان واضحاً بموافقته على الإصلاحات في الورقة الاقتصادية من المبادرة الفرنسية، مشيراً إلى أن وفداً من قبله سيقوم اليوم الثلاثاء بسلسلة لقاءات مع الكتل النيابية، لا سيما التي شاركت في اجتماع قصر الصنوبر مع ماكرون، و{سنتناقش بباقي الأمور عندما يتبلور جو كل منها (الكتل النيابية)}. من جهته، أبلغ بري الحريري بإيجابيته إزاء المبادرة الفرنسية، {كما كنا ولا نزال}. وبانتظار ما ستكشفه اللقاءات والاتصالات السياسية قبل موعد الاستشارات النيابية الخميس المقبل، قال نائب رئيس البرلمان، إيلي الفرزلي، إنه من الصعب الجزم حول عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة «لا سيما أن لتكتل (لبنان القوي) وجهة نظر فيما يتعلق بكيفية صناعة حكومة ذات حيثية مبررة يجب أن تؤخذ بالاعتبار». وفي حين أنه من المتوقع أن يعلن حزب «القوات اللبنانية» عن موقفه حيال مبادرة الحريري يوم الأربعاء بعد اجتماع التكتل، قال النائب في «القوات»، جورج عقيص، في حديث تلفزيوني: «الحريري سيسمع منّا أننا لن نشارك في أي حكومة لأننا نريد حكومة اختصاصيين من غير السياسيين، فالإصلاحات أصبحت حاجة ملحة»، وهو ما أكد عليه زميله في الكتلة التي يقودها حزب «القوات»، إدي أبي اللمع، قائلاً في حديث إذاعي: «نريد حكومة مستقلة، ولا نؤمن بالتكنو سياسية. وهذه الحكومة يجب أن تكون كما وصفها الفرنسيون، ولن نتراجع عن هذا الموقف، والقوى السياسية لا تعيّن أشخاصاً لها، ولا تهيمن عليها، ولا تعطي رأيها فيها».

لبنان يُضْعِف خاصرتَه التفاوضية مع إسرائيل... بصراعِ صلاحيات.... هل ينجح الحريري في إمرار حكومةٍ فوق «أفواه البراكين»؟

الراي...بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار.... تقترب محاولةُ زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري امتطاءَ «حصان» المبادرة الفرنسية التي تُسابِق «الانهيارَ الشاملَ» للبنان، من ساعةِ الحقيقةِ المحكومة بأحد احتماليْن، أن يتراجعَ الائتلافُ الحاكم عن نقاط التحفّظ التي سجّلها بـ «الفم الملآن» على خريطة الطريق التي رسمها الرئيس ايمانويل ماكرون، أو أن يتنازل «الرئيس المكلف مع وقف التنفيذ» عن أحد شروطه الرئيسية لقبول «المَهمة الموقوتة» فيقوم بخطوة ثانية إلى الوراء ولو «مُمَوَّهة» يبقى معيارُ فاعليتها النجاح في توفير «بوليصة تأمين» عربية - دوليةٍ لها. ومع تدشين الحريري أمس «مشاوراتِ التأليفِ» في سياقِ مسارِ غير مسبوقٍ فرض زعيمُ «المستقبل» فيه نفسَه على كل القوى السياسية مرشَّحاً برتبة رئيسٍ مكلّفٍ يُمنح «صلاحية» التفاوض المُسْبَق حول حكومته المفترَضة، بدأت تضيقُ هوامش المناورة أمام مختلف الأطراف الذين يستمرّون بالتخنْدق عند الـ «لاءات» التي كانت قطعتْ «حبلَ» تكليف السفير مصطفى أديب في تطورٍ شكّل صفعةً لباريس ومبادرتها التي حملتْ عنوان قيام حكومة انتقالية من اختصاصيين مستقلين لا تسميهم القوى السياسية وتُطلق مسار إصلاحات مُجَدْولة زمنياً. ورغم الإيجابية المعلَنة التي طبعتْ لقاء الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون بعد قطيعةٍ أعقبتْ استقالة زعيم «المستقبل» في أكتوبر 2019 وتكليف حسان دياب تشكيل الحكومة (المستقيلة حالياً)، وذلك قبل اجتماع «كسْر الجفاء» بين زعيم «المستقبل» ورئيس البرلمان نبيه بري، فإن المشهدَ الحكومي الذي يضرب موعداً مبدئياً مع استشارات التكليف بعد غدٍ، بقي يلفّه غموض كبير بفعل الخيارات الضيّقة المتاحة للتوصل إلى صيغة توفيقية لحكومةٍ يتعيّن أن تنال رضى الداخل (الغالبية البرلمانية) وفي الوقت نفسه تتفادى «العين الحمراء» الخارجية المصوَّبة على «حزب الله». وفيما وضع الحريري الائتلافَ الحاكِمَ خصوصاً (يقوده «حزب الله» وفريق عون) أمام «امتحانٍ» حيال مدى استمرار التزامه بـ «روح» المبادرة الفرنسية في ما خص البرنامج الإصلاحي ومرتكزات أي اتفاق مع صندوق النقد، باعتبار ذلك عاملاً مُقَرِّراً في حسم خياره بالنسبة إلى المضي بترشيح نفسه أم «تَحَمّلوا مسؤولية ما سيكون»، فإن جانباً آخَر لا يقلّ أهمية مازال عالقاً ويتمثّل بالخلاف على شكل الحكومة، وهو ما يطلّ تلقائياً على جوهر مسعى ماكرون وحظوظ أي تشكيلةٍ في شقّ طريقها فوق «أفواه البراكين» الإقليمية التي انكشف عليها لبنان بالكامل. ولم يتطلّب الأمر الكثير من الجهد لاستخلاص الموقف «النهائي» لـ «حزب الله» وبري، ومفاده التمسك بحقيبة المال وتسمية الوزراء الشيعة كلهم، مع مرونةٍ في ما خص «بروفايلهم» بمعنى ألا يكونوا حزبيين وأن يحصل «تَشارُك» مع الحريري في اختيارهم من ضمن لائحة قابلة «للتجديد» إلى أن يجد الرئيس المكلف فيها «ضالته»، في حين أن فريق عون (التيار الوطني الحر) يرى أن حكومةَ الاختصاصيين يفترض أن تبدأ «من رأسها» وإلا سيطالب باختيار ممثلين له، وهو ما سينسحب تالياً على سائر مكوّنات الغالبية النيابية. وفي حين يندرجُ إصرارُ «حزب الله» على تسميةِ وزراء المكوّن الشيعي في إطار «هدفٍ استراتيجي» عنوانه أن إبعادَه عن الحكومة هو تماهٍ مع «الهجمة» الأميركية عليه وأن أي تسليمٍ به سيُفسَّر إذعاناً، ناهيك عن أن لا شيء يبرّر منْح الحريري أو غيره شيكاً على بياض لقيادة البلاد بما يوحي بوجود «غَلَبةٍ» دولية في الواقع اللبناني، فإنّ أي مَخْرَجٍ من المأزق الحكومي سيتطلّبُ، بالتوازي مع سماع زعيم «المستقبل» الأجوبة حول الالتزام بالبرنامج الإصلاحي وفق الورقة الفرنسية (شكّل وفداً ليجول على رؤساء الكتل)، تدويرَ زوايا شكل الحكومة التي يريدها الحريري حتى الساعة من اختصاصيين غير حزبيين لا تسميهم الأطراف السياسية. وإذ استوقف أوساطاً متابعة كلام الحريري بعد لقائه عون عن «حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، تقوم بإصلاحات محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهراً معدودة»، سألت هل يمكن أن يكون زعيم «المستقبل» في وارد القبول، بحال استشعر بوجود غطاء جامع للمسار الإصلاحي، بتشارُك التسمية مع القوى السياسية ولكن لشخصياتٍ غير حزبية. علماً أن مثل هذا الأمر سيستدرج تعقيداتٍ تتصل بالحصص الوزارية وتوزيع الحقائب، ناهيك عن أنه سيشكّل نسخة منقّحة عن حكومة دياب، على أن تبقى قابليةُ مثل هذه التشكيلة للحياة رهنَ القدرة على تسويقها خارجياً. وفيما لم يكن ممكناً أمس، تحديد مصير الاستشارات النيابية للتكليف بعد غد وإذا كان عون بوارد إرجائها وسط إشارةٍ لافتة أطلقها خلال استقباله الحريري حيث أكد «وجوب تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة»، ذكّر زعيم «المستقبل» بأن «هدفي هو تعويم مبادرة ماكرون، لأنها الفرصة الأخيرة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمّره انفجار مرفأ بيروت. ومع الأسف، ما رأيناه في الإعلام من كلام وتسريبات ومواقف، لم تكن له علاقة بهذه المبادرة، وكان كله كلام بالمحاصصة والشروط الحزبية». وإذ أكد «أن عدم وجود أحزاب بالحكومة هو لأشهر معدودة فقط، أي أننا كأحزاب لن نموت، وبهدف تنفيذ اصلاحات فقط وفق الورقة الفرنسية التي هي بمثابة بيان وزاري للحكومة»، قال «اذا تبين لي بنتيجة الاتصالات أن هناك من غيّر كلامه السابق بأنه مع المبادرة الفرنسية، أو أنه يريد الآن أن يغيّر مفهومها، خصوصاً بالشقّ الاقتصادي فيها وشقَ الاختصاصيين مع علمه المسبق أن ذلك يُفْشِلها، فليتفضّل ويتحمّل مسؤوليته امام اللبنانيين (...) وهذا كان موقف فخامة الرئيس أيضاً، وهذا يشجّعني على مواصلة الجهود». وفي موازاة ذلك، أعلن لبنان أمس عن تشكيلة الوفد الذي سيمثله الى «التفاوض التقني لترسيم الحدود الجنوبية» ويتألف من العميد الركن الطيار بسام ياسين رئيساً، وعضوية العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة ادارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، والخبير نجيب مسيحي. وجاء تأخُّر الرئاسة اللبنانية في حسْم هوية فريق التفاوض غير المباشر مع اسرائيل الذي ينطلق غداً في مقر «اليونيفيل» في الناقورة برعاية أممية وحضور الوسيط الأميركي ديفيد شينكر بعد تجاذبات داخلية مكتومة حيال تشكيلة الوفد، وسط معلومات كانت سرت عن اتجاهٍ لضمّ ممثل لوزارة الخارجية وأن يحضر المدير العام لرئاسة الجمهورية، الأمر الذي قوبل بتحفظ من «حزب الله» وبري عبّر عنه إعلام قريب من الحزب، حذّر من انجرار عون إلى «الفخ الإسرائيلي» الرامي لإعطاء المفاوضات طابعاً سياسياً ظهّره إدراج تل ابيب مسؤولين حكوميين في وفدها. وبدا أن عون، الذي لم يستسغ «التشكيك» به، تعمّد الإبقاء على عضوية شباط في الوفد (شخصية مدنية) كتعبير أيضاً عن حقه الدستوري في تشكيل الوفد، قبل أن ينفجر «صراع صلاحياتٍ» بدا وكأنه «في خاصرة» هذا الملف الحيوي للبنان مع إعلان دياب في كتابٍ «تحذيري» وجهه الى عون من «مخالفة نص دستوري ينصّ على أن يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة».

جنبلاط يقفل الباب في وجه "المستقبل": أين حصّة الدروز؟.... الحريري "مكلّفاً"... مع وقف التنفيذ!

نداء الوطن....بصورة هزلية هزيلة عكستها بيانات تناتش الصلاحيات الدستورية بين الرئيسين ميشال عون وحسان دياب حول موضوع تشكيل الوفد اللبناني المفاوض، يُدشّن لبنان الرسمي غداً عملية التفاوض مع إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بمعية الراعي الأميركي وتحت أنظار الأمم المتحدة وقوات الطوارئ الدولية في الناقورة. وبمشهدية سوريالية تعيد عقارب الساعة الحكومية عاماً إلى الوراء، إلى ما قبل ثورة 17 تشرين، عادت الأطراف السياسية إلى تعويم نفسها على المركب الحكومي واشتراط نصب الأشرعة الحزبية والطائفية قبل الإبحار في رحلة تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة العتيدة. أمس، انطلق الحريري في حراك مكوكي بين ضفتي قصر بعبدا وعين التينة طارحاً مشروعه الحكومي على طاولة البحث، فكانت النتيجة "أجواء إيجابية أيّدت تكليفه لكنها أبقته تكليفاً مع وقف التنفيذ بانتظار تبلور خارطة التحاصص في القالب الاختصاصي الوزاري"، وفق ما رأت مصادر مطلعة على حراك الأمس، مشيرةً إلى أنّ "شهية الاستيزار فُتحت على مصراعيها لدى مختلف المكونات الحزبية والطائفية انطلاقاً من كون الحريري رئيس تيار سياسي ولا بد في حال تكليفه من أن يشارك سائر السياسيين في تركيبة حكومته". في قصر بعبدا، لقاء وصف بـ"الإيجابي" دام ثلاثة أرباع الساعة بين عون والحريري، وهو بحسب المصادر جاء في الشكل بمثابة "كسر للجليد" بين الجانبين، أما في المضمون فتركز على "تشخيص الوضع والتشديد على وجوب التمسك ببنود المبادرة الفرنسية لا سيما لناحية تأليف حكومة اختصاصيين تتولى تنفيذ الإصلاحات وضرورة التعهد بعدم عرقلتها"، غير أنّ المصادر لفتت إلى أنّ عون الذي وافق الحريري على تطبيق ورقة الاصلاحات بكل مندرجاتها "طلب منه أن يلتقي رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل للتحدث في موضوع شكل الحكومة وتسمية الوزراء فيها"، ما يشي بأنّ عقدة التمثيل السياسي لا تزال تعترض ولادة حكومة من الاختصاصيين كما يطرحها الحريري، فباسيل وإن كان يبدي استعداداً لعدم المشاركة شخصياً أو عبر وزراء من "التيار الوطني" في الحكومة إلا أنه من المؤكد "سيصرّ على المشاركة في تسمية الوزراء المسيحيين واختيار نوعية الحقائب التي سيتولونها أسوةً بترؤس الحريري لها". أما في "عين التينة"، فكان اللقاء بين بري والحريري "أكثر انشراحاً"، لا سيما وأنّ رئيس المجلس أبدى جهوزيته للمساعدة في "تذليل العقد واجتياز مرحلة التكليف"، وعُلم في هذا المجال أنّ الحديث يدور حول تشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين الذين لا يكون لهم "أي انتماءات أو امتدادات حزبية"، على أن تكون مهمتهم إصلاحية بحتة ضمن إطار زمني محدد، يعاد من بعده النظر في مسألة التمثيل الحزبي والسياسي في الحكومات إثر إنجاز مهمة إنقاذ البلد اقتصادياً ومالياً عبر الفرصة الفرنسية المتاحة لحشد الدعم الدولي للبنان. واليوم، ينطلق وفد كتلة "المستقبل" برئاسة النائب بهية الحريري إلى جانب النائبين سمير الجسر وهادي حبيش في جولة على القيادات السياسية لضمان استعداد مختلف الكتل لتطبيق الورقة الإصلاحية الفرنسية في حال تم تكليف الحريري ترؤس الحكومة. وأوضحت مصادر الوفد أنّ الجولة تهدف إلى سماع إجابة صريحة وواضحة على سؤال مركزي يتمحور حول "ما إذا كان الجميع لا يزال يؤيد المبادرة الفرنسية بحميع بنودها خصوصاً وأنّ هناك أصواتاً خرجت في الآونة الأخيرة تعلن رفض فرض ضريبة من هنا وتشترط شروطاً معينة في تطبيق إصلاح من هناك"، مشددةً على أنّ "المبادرة الفرنسية يجب أن تكون بمثابة بيان وزاري إصلاحي ومن هنا لا بد من إعادة التأكيد على جميع بنودها"، وأضافت: "هذا هو الهدف الأساس من جولة الوفد أما المفاوضات الحاسمة بشأن التأليف فسيقوم بها الرئيس الحريري شخصياً بعد تكليفه". وعشية جولة وفد "المستقبل"، فجّر رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط قنبلة مدوية "غير ودية" في وجه الحريري من خلال إقفاله باب كليمنصو في وجه الوفد معلناً رفض استقباله لأن "جنبلاط مش هيك بيتعامل"، حسبما عبّر خلال إطلالته المسائية عبر شاشة "الجديد"، مؤكداً في مقابل ما وصفه بـ"التكليف الذاتي" للحريري عدم ضرورة مشاركة كتلة "اللقاء الديمقراطي" في الاستشارات النيابية الملزمة في بعبدا طالما أنّ "الحريري سمّى نفسه ومن الممكن أن تكون هناك صفقة مع جبران والثنائي الشيعي". وفي معرض توجيهه انتقادات لاذعة للمقاربة الحاصلة في عملية التكليف والتأليف، سأل جنبلاط جملة أسئلة أكد أنه ينتظر إجابات عليها قبل المضي قدماً في تسمية الحريري، قائلاً: "لماذا يريدون إلغائي؟ شو بقول للدروز؟ شو حصتنا؟ المالية والداخلية محرّمة على الدروز فهل يقبلون بإعطائنا الصحة مثلاً؟ الثنائي سيسمي الوزراء الشيعة وباسيل سيسمي وزراء مسيحيين وفرنجية قد يُسمّي "فانوس أكبر" من فنيانوس، والدروز شو بيطلعلن؟".

الحريري يباشر جولة «إنقاذ المبادرة».. وجنبلاط ينتفض ويرفض لقاء وفد المستقبل.... رئاسة الحكومة تعترض على استبعادها عن تشكيل الوفد المفاوض.. والعودة إلى المدارس «نص بنص»...

اللواء....من بعبدا إلى عين التينة، فعودة إلى بيت الوسط، أمضى الرئيس المرشح لتأليف الحكومة الرئيس سعد الحريري «يوماً مثمراً»، إذ سمع تأكيدات من الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، التزاماً واضحاً بالمبادرة الفرنسية.. على ان تستكمل الاتصالات في غضون الـ48 ساعة المقبلة، عبر وفد كتلة المستقبل النيابية، التي يباشر اللقاءات اليوم مع النائب السابق سليمان فرنجية. واوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان لقاء عون والحريري خرج بتأكيد على اهمية المبادرة الفرنسية والاسراع في تشكيل الحكومة لأن الاوضاع التي تمر بها البلاد لا تحتمل المزيد من التروي. واشارت الى ان اي دخول في التفاصيل الحكومية لم يتم وكان الحديث حول العموميات والاوضاع العامة، وقد شرح كل من عون والحريري وجهتي نظرهما وابلغ الحريري رئيس الجمهورية عن إيفاده ممثلين عنه لزيارة الكتل النيابية واستطلاع موقفها في ما خص المبادرة الفرنسية والتمسك بها معلنة ان الرئيس الحريري تحدث عن ضرورة السير بها بأعتبارها انقاذية.. وافادت انه حتى الآن الاستشارات النيابية الملزمة بعد غد الخميس في القصر الجمهوري لا تزال في موعدها وكررت القول ان عون يسعى الى تسهيل تأليف الحكومة ويحترم موجبات الدستور لجهة الالتزام بمن تسميه الاكثرية من النواب في الاستشارات لتكليفه ترؤس الحكومة. اما اوساط مراقبة فقالت ان الاجواء في اللقاء كانت مريحة وان الحريري عرض المبادرة الفرنسية بالتفصيل والاصلاحات، وان رئيس الجمهورية كان مستمعا وأكد له التزامه بالمبادرة الفرنسية الانقاذية بكل مندرجاتها. اما في موضوع التكليف فقال عون بانتظار التكليف حكما وما تفضي اليه نتيجة الاستشارات ودعاه الحريري الى التواصل مع الكتل النيابية طالما انك لا تزال ساعياً الى التكليف لأن الكتل هي من ستسميك ولست انا وانا اكلفك بناء على الاستشارات النيابية الملزمة.

اتصالات الحريري

باشر الرئيس سعد الحريري اتصالاته ولقاءاته للبحث في الموضوع الحكومي وامكانيات تكليفه وشروطها ومعاييرها قبيل الاستشارات النيابية الملزمة المقررة الخميس المقبل، فزار كلا من رئيس الجمهورية ميشال عون قبل الظهر ثم رئيس المجلس النيابي نبيه بري مساء، واعلن من القصر الجمهوري، انه ابلغ الرئيس عون «انه سيشكل وفدا للتواصل مع جميع الكتل السياسية الرئيسية، للتأكد من أنها ما زالت ملتزمة بالكامل بنود الورقة التي وافقت عليها سابقا في مطلع الشهر الماضي في قصر الصنوبر في حضور الرئيس الفرنسي ماكرون». واضاف: الهدف من السؤال، هو أني مقتنع أن مبادرة الرئيس ماكرون هي الفرصة الوحيدة والاخيرة الباقية لبلدنا لوقف الانهيار وإعادة اعمار بيروت. وجميع القوى السياسية، وجميع اللبنانيين يعرفون أنه لم يعد لدينا وقت لنضيعه على مهاترات سياسية، وأن الانهيار الكبير يهدد بلدنا بمزيد من المآسي ويهدد الدولة بالزوال الكامل. واوضح ان «هذه هي الفرصة الاخيرة، وهذه المبادرة الفرنسية قائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، تقوم بإصلاحات محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهراً معدودة». وتابع: هنا من المهم أن نكرر، أن عدم وجود أحزاب في الحكومة هو لأشهر معدودة فقط، أي أننا كأحزاب لن نموت، ولتنفيذ اصلاحات اقتصادية مالية وادارية فقط لا غير. والجميع يعرفون السبب، وهو أن جميع الحكومات التي شكلت على الاسس التقليدية لتمثيل الاحزاب، فشلت بالإصلاحات، وأوصلتنا وأوصلت البلد للانهيار الكبير الذي نعيشه اليوم. وقال الحريري ايضا: أبلغت الرئيس أنه اذا تبين لي بنتيجة الاتصالات، أن قناعة الكتل السياسية الرئيسية ما زالت قائمة لإعطاء الثقة لمثل هذه الحكومة وليصوتوا لإصلاحاتها في البرلمان، كما التزموا امام الرئيس ماكرون، فهكذا حكومة هي من تقوم بالاصلاحات، اما اذا كانت نتيجة الاتصالات أن هناك من غيّر رأيه، أو غير كلامه السابق بأنه مع المبادرة الفرنسية، أو أنه يريد الآن أن يغير مفهوم هذه المبادرة، وخاصة في الشق الاقتصادي فيها وشق الاختصاصيين، مع علمه المسبق أن ذلك يفشلها، فليتفضل يتحمل مسؤوليته امام اللبنانيين ويبلغهم بهذا الامر. من جهته اكد الرئيس عون خلال استقباله الرئيس الحريري، «وجوب تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة، لأن الاوضاع لم تعد تحتمل مزيداً من التردي، وشدّد على ضرورة التمسك بالمبادرة الفرنسية». وبعد اللقاء مع الرئيس بري، أكد الحريري أن «الاجتماع كان إيجابيا وناقشنا الورقة الإصلاحية للمبادرة الفرنسية، والرئيس بري كان واضحاً بأنه موافق على الاصلاحات بالورقة الاقتصادية وهذا ما يطمئن، لذلك لا داعي ليقوم الوفد الذي كلفته بعقد لقاء مع كتلة التنمية والتحرير طالما اني التقي الرئيس بري وناقشت معه كل التفاصيل». واوضح الحريري أن الوفد الذي كلفه سيجري استشارات للاطلاع على مواقف الكتل لا سيما تلك التي كانت في لقاء قصر الصنوبر، «وعليه يبنى على الشيء مقتضاه. وعندما يصبح لديه جو كل الكتل النيابية يناقش باقي الامور». وعلمت «اللواء» ان الوفد الذي كلّفه الحريري الاتصال بالقوى السياسية يضم النواب بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش، وسيبدأ مهمته بلقاء اليوم في بنشعي مع رئيس تيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، ثم كتلة حزب الطاشناق ثم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مساء، وقد يلتقي اذا سمح برنامج المواعيد الرئيس نجيب ميقاتي وكتلته النيابية، وربما كتلة اخرى لم تحدد بعد. وقال النائب الجسر لـ«اللواء»: ان الوفد سيطرح الاسئلة التي اثارها الرئيس الحريري حول مدى الالتزام بالمبادرة الفرنسية والاصلاحات التي تضمنتها وموقفها من تشكيل الحكومة، وسنبلغ الرئيس الحريري بالنتائج اولا بأول. ونحن نعوّل على احتكام الجميع الى الحس الوطني لإنقاذ البلد. وحول الاختلاف في تفسير اوقراءة المبادرة الفرنسية بانها تتضمن او لا تتضمن شرط عدم توزير ممثلين للقوى السياسية ومن يسمي الوزراء؟ قال الجسر: الحريري لم يقدم تفسيرا للمبادرة بل قالها كما هي، واذا اصر البعض على العودة الى تجربة حكومة حسان دياب فمعنى ذلك الفشل ووضع البلد لا يحتمل مزيدا من الفشل.انها مرحلة انتقالية قصيرة مطلوب من الجميع التضحية فيها. وعن الضمانات التي سيقدمها الحريري للقوى السياسية في حال تولى هو تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب؟ قال النائب الجسر: من يملك الاكثرية النيابية؟ بإمكانهم إسقاط الحكومة فورا في المجلس النيابي اذا شعروا ان هناك امورا كبيرة يجري تمريرها. على هذا، من المفترض انتظار انتهاء الحريري من مشاوراته مع الكتل ومواقف الكتل مما طرحه امس، ليُبنى على الشيء مقتضاه، فإما يمضي في قبول تكليفه وإما يقترح اسما آخر واما يكتفي بتسمية الشخصية التي يراها مناسبة في الإستشارات الملزمة. واعرب الرئيس نجيب ميقاتي عن دعمه لمبادرة الرئيس الحريري، وفي ضوء نتائج الاتصالات التي يقوم بها، سيقرر الرئيس الحريري الخطوة التالية، وما إذا كان سيعلن ترشيحه أم لا، مؤكداً ان دعوته لحكومة تكنوسياسية ما تزال قائمة وصالحة.

مفاجأة جنبلاط

وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ان «من الملاحظات ان الأعراف الدستورية تغيرت، وأصبح الآن هناك تكليف ذاتي»، واضاف: قلت لسعد الحريري انه من صالحه ان يسمي رئيساً للحكومة. وقال لـ«الجديد»: «ان المواصفات تتغير، والحريري يقول يريد حكومة اخصائيين دون سياسيين»، سائلاً: «أليس هو سياسي»؟ .....أضاف جنبلاط: الفرنسيون وصلوا إلى مأزق لأنه يبدو ان الحريري اعترض على ايلاء المالية للشيعة، واتصلت بالحريري، وكان الاتصال غير ودي، لكن لم أقل له بإعطاء المالية للشيعة إلى أبد الآبدين. وأشار إلى ان حزب الله وحركة أمل سيسمون شخصيات لديها انتساب سياسي، مضيفاً: الحريري زار عون، وقد يكون قال له الأخير بدك تشوف خاطر جبران.. ورفض جنبلاط تسمية الحريري، وقال: لقد سمى نفسه، وليس هناك حاجة لأن نذهب إلى بعبدا، ومن الممكن ان يكون هناك صفقة مع جبران والثنائي، واضاف: لقد رفضت ان استقبل وفد كتلة المستقبل لأن ليس هكذا يعامل وليد جنبلاط.. وعن محاولة إلغائه قال جنبلاط: «أتكلّم من منطلق وطني وأسأل: هل المالية والداخلية من الوزارات المُحرّمة على الدروز؟ لقد استلمنا وزارة الصحة فهل فشلنا فيها؟ هل يحق لنا التسمية؟ أسمّي بلال عبدالله وزيراً للصحة أو وليد عمّار، ما المشكلة؟ هل لأنّنا أقلية؟». وقال جنبلاط: «لقد افتعلت 7 ايار وهناك من حمّسني على ذلك وحينها السيد حسن نصرالله توجّه لي بكلام قاس، مؤكدًا أن حزب الله لا يزال قويًا». ورأى أنه لا بدّ من رفع الدعم عن البنزين وفي الوقت نفسه تعزيز النقل العام مع تأمين بطاقات للبنزين المدعوم، متمنيًا من حزب الله أن يساعد الجيش وقوى الأمن على وقف التهريب، إذ لا يمكن دعم سوريا على حساب الشعب اللبناني. واكد ردا على سؤال أنه استقدم أمواله من الخارج إلى لبنان وليس العكس وقال: «لست شريكًا في أي مصرف».

المفاوضات.. واعتراض دياب

على صعيد التفاوض، تم الاعلان رسمياً امس عن تشكيل الوفد اللبناني في بيان صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية وجاء فيه ان الوفد تقني ويضم: العميد الركن الطيار بسام ياسين رئيساً، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة ادارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، الخبير نجيب مسيحي، اعضاء».وبهذا المعنى انتفت اي صفة سياسية عن الوفد، بحيث يتولى الجانب التقني لتحديد الحدود وفق الخرائط التي أعدها الجيش مصححة منذ سنوات للحدود البحرية. في المقابل، أعلنت إسرائيل قبل يومين عن وفدها الذي يضم مسؤولين رفيعي المستوى، بينهم المدير العام لوزارة الطاقة أودي أديري، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الحكومة رؤوفين عازر، ورئيس دائرة الشؤون الإستراتيجية في الجيش. ومن المقرّر أن يُعقد الاجتماع الأوّل غداً الأربعاء، في الناقورة اللبنانيّة تحت رعاية الامم المتحدة ويحضر وفد اميركي يرأسه معاون وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شينكر الذي يصل الى بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة. وبحسب مسؤولين لبنانيين، لن يحصل تفاوض مباشر بين الوفدين، بل سيتم عبر ممثل الأمم المتحدة، وإن كان جميع الأطراف سيجلسون في غرفة واحدة. لكن إسرائيل قالت وفق وزير الطاقة يوفال شتاينتس، إن المحادثات «ستكون مباشرة». وقال الوزير شتاينتس امس: إن المباحثات المقرّرة مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية «ليست مباحثات للتطبيع أو للسلام، وأن المباحثات «في المحصّلة هي محاولة لحلّ (مشكلة) الحدود البحرية وموضوع الغاز.

اعتراض دياب

لكن تشكيل الوفد الرسمي لم يمر من دون إشكالية دستورية حيث وجّهت رئاسة مجلس الوزراء كتاباً الى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية حول تشكيل الوفد اللبناني، رأت فيه «أن التفاوض والتكليف بالتفاوض يكون بالاتفاق المشترك بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وأي منحى مغاير يشكّل مخالفة واضحة للدستور مع ما يترتب على ذلك من نتائج». واستندت رئاسة الحكومة الى المادة 52 من الدستور التي تنص على ان «يتولى رئيس الجمهورية عقد المعاهدات الدولية وإبرامها، بالاتفاق مع رئيس الحكومة ولا تصبح مبرمة ألا بعد موافقة مجلس الوزراء». كما استندت الى «نص القرار رقم 5 تاريخ 5 اذار 2015 الصادر عن مجلس الوزراء، ومئات كتب التفاوض الصادرة عن دوائر رئاسة الجمهورية، والتي تشير من دون ريب الى وجوب الاستحصال على موافقة رئيس مجلس الوزراء قبل المباشرة بالتفاوض، لا سيما وان موضوع التفاوض هذا يعتبر من الامور السيادية».

تنازع صلاحيات

وطرح كتاب الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية إلى المديرية العامة لرئاسة الوزراء مشكلة دستورية حول تشكيل الوفد اللبناني إلى التفاوض لترسيم الحدود الجنوبية، لجهة «مخالفته الواضحة والصريحة لنص دستوري مع ما يترتب على ذلك من نتائج». وتضمن بيان مكتب الإعلام في الرئاسة الأولى: انطلاقا من اتفاق الاطار العملي للتفاوض على ترسيم الحدود الجنوبية وبناء لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تألف وفد التفاوض التقني على ترسيم الحدود الجنوبية على النحو الاتي : العميد الركن الطيار بسام ياسين رئيسا، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة ادارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، الخبير نجيب مسيحي، اعضاء. ويتوجه مساعد وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى لبنان للمشاركة في افتتاح مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية ان شينكر سيسافر إلى لبنان والمغرب والمملكة المتحدة في الفترة من 12 تشرين الأوّل إلى 21 تشرين الأوّل وسيدير الجلسة الافتتاحية للمفاوضات بين إسرائيل ولبنان على حدودهما البحرية والتي ستكون باستضافة مُنسّق الأمم المتحدة الخاص للبنان يان كوبيش وسينضم إليه السفير جون ديروشر، الذي سيكون الوسيط الأميركي لهذه المفاوضات. ويمكن ان يمكث شينكر يومين اضافيين في لبنان، وقد يزور الرئيس عون. ولم تستبعد مصادر مطعلة ان تتشكل خلية متابعة لملف التفاوض.

العودة إلى المدارس تعثر .. وترقب

تربوياً، انطلق العام الدراسي المدمج يوم امس في معظم مدارس لبنان، باستثناء المناطق المعزولة بسبب جائحة كورونا، والذي ادى اقفالها الى ارباك واضح في المدارس غير المشمولة بالاقفال بعدما تعذّر على معلمين وطلاب يقطنون في المناطق المعزولة الانتقال الى مدارسهم خارج نطاق سكنهم، فتفاوتت نسبة الحضور الموزعة وفق اسابيع التعليم الحضوري بين الطلاب. وطلب وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب من مدراء الثانويات والمدارس تعبئة استمارة تتعلق بالخطة المدرسية المعتمدة لتطبيق الاجراءات الوقائية لمنع انتقال عدوى كورونا. وتعريف مكونات الاسرة التربوية على الدليل الصحي الصادر عن الوزارة وعقد لقاءات لمناقشة خطة المدرسة والسيناريوهات المعتمدة مع جميع المعنيين في المجتمع التربوي. وفي بيروت كانت الانطلاقة متعثرة لا سيما في المدارس التي تضررت جراء انفجار المرفأ في 4 آب فيما كانت عادية في بقية المدارس حيث التزمت المدارس الرسمية والخاصة بالتوجيهات الصحية لجهة التعقيم وارتداء الكمامات وأخذ الحرارة على مداخل المدارس والثانويات وفرض التباعد الاجتماعي بين الطلاب في الصفوف، حيث قسمت الصفوف الى النصف تقريباً فيما تابع القسم الثاني الدرس «اون لاين». كذلك في ضواحي بيروت فتحت الثانويات والمدارس في المناطق غير المعزولة، وأقفلت جميعها في نطاق بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت باستثناء مدارس منطقة الغبيري، التي اكد رئيس بلديتها معن الخليل انه كان من الافضل تأجيل انطلاقة العام الدراسي خصوصاً ان معظم مناطق الضاحية الجنوبية مغلقة بسبب كورونا و70 % من طلاب مدارس وثانويات الغبيري من هذه المناطق لم يستطيعوا الحضور و20% من هؤلاء الطلاب لا يملكون جهاز التابلت او كومبيوتر للمتابعة اون لاين، مما شكل ارباكاً في انطلاقة العام الدراسي، اضافة الى غياب 50 % من افراد الهيئة التعليمية يقطنون في المناطق المعزولة. وعبرت احدى الامهات التي رافقت ابنتها الى مدخل الثانوية عن خوفها على ابنتها من الاصابة بالوباء، لكنها تخاف ايضاً من ضياع السنة الدراسية عليها، فيما أعرب أب طالب في الثانوية عن ارتياحه الى الاجراءات المتخذة لا سيما التباعد الاجتماعي خصوصاً ان التعليم اون لاين يحتاج الى لاب توب وهو غير متوافر في الظروف الحالية. وأكدت الناظرة عليا في احدى المدارس الخاصة ان الإدارة اخذت كافة الاحتياطات من اخذ الحرارة وتعقيم اليدين واهمها المسافة الآمنة بين الطلاب، اضافة الى تقسيم الطلاب لمجموعات وفق التدريس المدمج. ورأت مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال بترا خوري ان القطاع التربوي يجب ان يُعيد فتح أبوابه بشرط تأمين شروط صحية سليمة لإعادة الفتح ويجب مراقبة الوضع في المدارس.

54624

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 7 وفيات و1056 إصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 54624 إصابة منذ 21 شباط الماضي. وأعلنت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في بيان، أنها «تنفيذا لقرار الاتحاد العمالي العام بالدعوة لاعلان يوم غضب تحذيري الاربعاء 14 تشرين الاول 2020، ستنفذ التحرك من الثامنة حتى العاشرة قبل الظهر في بيروت والاراضي اللبنانية كافة، من خلال التجمعات والمسيرات في كل المناطق اللبنانية.

تحويلات المغتربين متنفس اللبنانيين الغارقين في أزماتهم... تستفيد منها 200 ألف عائلة وتوقعات بتراجعها 25 %

الشرق الاوسط....بيروت: بولا أسطيح.... «لم أكن يوماً أفهم كيف تتوافد العاملات الأجنبيات إلى لبنان للعمل ليل نهار مقابل 150 دولاراً، وهو مبلغ كنا ننفقه في حال خروجنا للعشاء أو للتسوق الأسبوعي لأغراض المنزل. اليوم، وبعدما باتت ورقة الـ100 دولار التي كانت تصرف على أساس 150 ألف ليرة تساوي حوالي 850 ألف ليرة لبنانية، باتت الصورة أوضح. بتنا ننتظر ما سيحوله لنا أخي المغترب بالدولار الأميركي لأن رواتبنا لم تعد تساوي شيئاً يذكر». هكذا وصفت ندى يونس (28 عاماً) وضعها الحالي الذي ينطبق على معظم اللبنانيين الذين تضررت مداخليهم مع انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، وباتوا يتوقون لمصدر خارجي للأموال، أي التحويلات الحديثة بالدولار الأميركي. ففي الوقت الذي يتقاضى 90 في المائة من اللبنانيين رواتبهم بالليرة اللبنانية، يسعى قسم كبير من الشباب اليوم للهجرة بعدما باتت رواتبه تساوي ما بين 100 و500 دولار أميركي، وبالتالي لا تكفيه لأكثر من أسبوعين نتيجة الغلاء الذي بلغ مستويات جنونية، ويبحث قسم آخر عن عمل يقوم به من دون أن يضطر للهجرة لصالح مؤسسات إقليمية ودولية تحوّل له أموالاً بالدولار الأميركي، سواء عبر المصارف أو عبر شركات تحويل الأموال. وتستفيد نحو 200 ألف عائلة من تحويلات خارجية لأفراد منها يعملون في المهجر. وباتت هذه العائلات تنتظر بفارغ الصبر هذه التحويلات التي رفعت من مستوى معيشتها بعكس الغالبية العظمى من اللبنانيين. وقال الباحث في الشركة الدولية للمعلومات، محمد شمس الدين، إن التحويلات الرسمية التي وصلت إلى لبنان في عام 2019 قدّرت بـ7 مليارات دولار وهو المبلغ المقدّر نفسه للمبالغ التي وصلت نقداً. ويرجح شمس الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تكون هذه التحويلات تراجعت في عام 2020 بحدود 25 في المائة نتيجة الأزمات التي تشهدها الدول التي يعمل فيها اللبنانيون في الخارج. وبحسب الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان تأتي أكثر من 30 في المائة من هذه التحويلات من الأميركتين، أي دول أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، يليها الخليج العربي ومن ثم أفريقيا، مشدداً على أهميتها لمالية الدولة والاقتصاد اللبناني وخاصة في المرحلة الراهنة «باعتبارها تُدخل الدولار الطازج إلى البلد الذي نحن بأمس الحاجة إليه بسبب الشح الحاصل، وبسبب اتكالنا على الاستيراد لمعظم المواد الاستهلاكية وهو ما يتطلب عملات أجنبية»، لافتاً إلى أن «دخول كميات كبيرة قد يؤدي إلى لجم تدهور سعر صرف الليرة ولو بشكل نسبي». ويوضح أبو سليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المصرف المركزي وضع يده على الدولارات التي كانت تصل عبر شركات التحويلات خلال الأشهر الماضية، لاستخدامها في عملية الدعم وتحديداً السلة الغذائية، لكن الخطوة انعكست سلباً على التحويلات ما أدى إلى ازدياد ما يسمى الـcash economy أي وصول الدولار بغير الطرق التقليدية... أي من خارج النظام المصرفي والتحويلات الإلكترونية»، لافتاً إلى أنه نتيجة هذا الإجراء «الذي تبين أنه لم يكن مفيداً، انخفضت التحويلات من 140 مليونا شهرياً إلى حوالي 30 مليون دولار شهرياً، أي ما نسبته 70 في المائة». ولطالما شكلت تحويلات اللبنانيين المصدر الأهم لدخول العملات الأجنبية إلى البلاد، في ظل تقلص المداخيل السياحية التي كانت تشكل نحو 20 في المائة من الناتج الوطني، وتراجع الاستثمارات والرساميل الوافدة، يضاف إليها نحو 3 مليارات دولار من الصادرات. وتقول ندى يونس، وهي شابة لبنانية تعمل في مجال المحاسبة، إن شقيقها الذي يعمل في إحدى الدول الأوروبية، اعتاد أن يرسل إلى عائلته نحو 700 دولار أميركي بشكل شهري، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «وبعد انهيار سعر صرف الليرة بات هذا المبلغ يساوي الكثير هنا، لذلك تعمد والدتي لادخار قسم منه لما تقول إنها (أيام سوداء) مقبلة على البلد». ويعمد القسم الصغير من الموظفين الذين يعملون لصالح مؤسسات خارجية وبالتالي يتقاضون رواتبهم بالدولار لشراء عقارات وأراض بعدما باتت هذه الرواتب تساوي 8 مرات ما كانت تساويه قبل نحو عام. ويقول داني مراد (36 عاماً) إنه «وبعد فقدان الثقة بالمصارف، بات العقار أفضل طريقة لضمان أن ما نجنيه لن يذهب سدى». ويضيف مراد لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أسحب مباشرة كامل راتبي بالدولار الأميركي خوفاً من تعميمات جديدة لمصرف لبنان يؤدي إلى إجبارنا على قبض الرواتب بالليرة اللبنانية. وها أنا حالياً أسعى إلى شراء عقار مستفيداً من الظرف الراهن باعتباري من اللبنانيين المحظوظين الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار الأميركي».

وزير الصحة اللبناني يعلن بدء حملات تفتيش في مستودعات الدواء والصيدليات

أعلن إقفال صيدليتين وتحدث عن عمليات تهريب أدوية مدعومة إلى الخارج

شكاوى في لبنان من عمليات تهريب الدواء المدعوم إلى الخارج (رويترز)

بيروت: «الشرق الأوسط»..... أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان، حمد حسن، بدء حملات التفتيش في الشركات والمستودعات والصيدليات اللبنانية، في ظل معلومات عن تخزين الدواء، أو الحصول عليه بأسعار مدعومة وتهريبه إلى الخارج، مشيراً إلى قرار بإقفال صيدليتين لهذا السبب. وجاء إعلان حمد إثر اجتماع وصفه بـ«غير العادي» مع الأطراف المعنيين بالبحث في أزمة الدواء، ووضع خطة عمل حول كيفية التدخل والرقابة والإجراءات الواجب اتخاذها لوضع حد لها. ومع تأكيده أن الحل هو في أيدي المجتمعين، قال إنه «لن يوجه إنذارات في هذه المرحلة، بل سيعمد إلى اتخاذ قرارات سريعة بالإقفال لمدة لا تقل عن أسبوع لمن يرتكب تجاوزات». وأعلن بدء حملات التفتيش في الشركات والمستودعات والصيدليات، مشيراً إلى اتخاذ قرار بإقفال صيدليتين: الأولى اشترت كمية من علب الدواء لعلاج السرطان بسعر مدعوم وتبيعها إلى الخارج، والثانية اشترت مائة وعشرين صندوق مصل وتبيعها بالجملة، وهذا أمر ممنوع لأنه وفق القوانين يجب بيع المصل للعموم. وأوضح وزير الصحة العامة «أن التفتيش الصيدلي والتفتيش النقابي موجودان للوقوف ضد أي خلل يحصل في سلسلة توزيع الدواء وبيعه، وسيتم رفع الغطاء عن أي جهة تعكر النيات في تحقيق ما نحن مجتمعون من أجله»، متوقعاً حصول «انفراجات خلال مدة قصيرة واتخاذ قرارات موجعة في حق المخالفين». ولفت حسن إلى ما تم الكشف عنه في الساعات الأخيرة عن شاحنة محملة بكمية كبيرة من الأمصال ومغطاة بشادر بهدف نقلها من بيروت إلى الخارج. وقال «إن هذا الواقع يدفعنا للحديث عن وجود تآمر. فنحن نسمع صرخة الصيدلي من جهة، ولكننا نرى أيضاً من جهة أخرى، وبأم العين، كيف يشارك بعض ضعفاء النفوس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالأزمة». ورأى أنه «في هكذا ظروف، يصبح المواطن شريكاً في المسؤولية، بحيث من واجبه التبليغ عندما يرى كميات كبيرة من الأدوية تصل إلى الصيدليات وتهرب في الليل، علماً أن الأجهزة الأمنية مشكورة سلفاً على ما تقوم به، وهي ستشارك بوقف التهريب عبر الحدود البرية والبحرية والجوية، وتفعيل الرقابة لحركة نقل الأدوية من المستودعات والمخازن». وإذ جدد حسن تأكيد «رفضه رفع الدعم عن سعر الدواء، لأن الحد الأدنى للأجور محدد على أساس السعر الرسمي للدولار»، قال: «إننا لا نقبل في الوقت نفسه تسخير دعم الدواء لمصلحة تهريبه أو الاتجار به».....

 



السابق

أخبار وتقارير.... "انتهى الحلم"... "التفكك البطيء" للبنان يدفع مواطنيه لركوب قوارب الموت...«أمان»: القضية الفلسطينية... قنبلة موقوتة....تقرير: جيش إلكتروني تركي يكثف هجماته على الإمارات وإسرائيل...رئيس أذربيجان: اتفاقات موسكو تقضي بانسحاب أرمينيا من قره باغ... بكين تدعو إلى إنشاء "منصة حوار متعدد الأطراف" لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط...تركيا تجري مسحا زلزاليا في شرق البحر المتوسط...

التالي

أخبار سوريا.... الميليشيات الإيرانية تغير أسماء شوارع عريقة شرق سوريا....«هيئة تحرير الشام» تشق منافستها و«تتبرأ» من منظّرها...الجيش التركي يقصف مواقع للنظام جنوب إدلب..ألسنة النيران تحوّل أشجار زيتون رماداً قبل قطافها ...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,140,857

عدد الزوار: 6,756,589

المتواجدون الآن: 123