أخبار لبنان.....تفاؤل فيروزي يرافق وسام ماكرون.. و«المهمة الصعبة» لأديب.... بعد جلاء ليل التكليف استشارات التأليف غداً.. واستنكار الإعتداء على الحريات الإعلامية.... ..حكومة قصر الصنوبر....فرصة الذهاب نحو نظام جديد....ماكرون يكتب «البيان الوزاري» لحكومـة أديب.... حكومة ماكرون... لتقطيع "القطوع"!....تحديات ماكرون الأربعة في زيارته الثانية للبنان...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 أيلول 2020 - 4:09 ص    عدد الزيارات 2122    القسم محلية

        


شملت بري والحريري وباسيل.. ماكرون لوح بكارت العقوبات...

المصدر: دبي - العربية.نت... يبدو أن تسريع تكليف السفير مصطفى أديب بتشكيل الحكومة اللبنانية كان وراءه سر كشفت عنه صحيفة لو فيغارو الفرنسية حيث أكد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هدّد، خلال زيارته السابقة إلى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، بـ"فرض عقوبات على السياسيين اللبنانيين الرافضين للإصلاح الفوري. ونقلت الصحيفة عن ماكرون قوله إنّه سيذهب إلى أقصى الحدود في الحضّ على مكافحة الفساد، ولن يكون هنالك امتياز أو استثناء لأحد. وأضافت أن لائحة العقوبات التي لوح بها ماكرون شملت نبيه بري وجبران باسيل وسعد الحريري. وقالت لو فيغارو نقلا عن مصدر لم تكشف عن هويته أن "الرئيس ماكرون بدأ فعلاً بإعداد لائحة بالشخصيات المعنية بالعقوبات بالتعاون مع نظيره الأميركي دونالد ترمب". وعشيّة زيارته الأولى إلى بيروت، كان ماكرون قد قال للصحيفة: "نعم نفكّر بالعقوبات، لكن يجب أن نفعل ذلك مع الأميركيّين كي يكون الأمر فعّالاً". وأفادت الصحيفة بأن ضغوطات الرئيس الفرنسي أتت بثمارها، ذلك أن الرئاسة اللبنانية قرّرت، بعد أسبوعين من المماطلة، تعيين موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة قبل ساعات قليلة من وصول ماكرون". ونقلت "لوفيغارو" عن أحد الخبراء قوله إن "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" و"تيار المستقبل" "كانت كلها تعتزم اقتصاص %20 من مبلغ الـ 11 مليار دولار لكن المجتمع الدولي لم يقبل"، وفقاً للصحيفة التي أضافت أن "الرئيس ماكرون وضع حداً لزمن الشيكات على بياض، الذي كان سائداً في عهد الرئيس الراحل جاك شيراك".

تفاؤل فيروزي يرافق وسام ماكرون.. و«المهمة الصعبة» لأديب.... بعد جلاء ليل التكليف استشارات التأليف غداً.. واستنكار الإعتداء على الحريات الإعلامية....

اللواء.... عشية الأوّل من أيلول، اليوم الثلاثاء ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير، جنح الوضع اللبناني المأزوم، إلى ما يمكن وصفه بـ «جرعة امل» مشروطة برؤية حكومة سريعة يشكلها الرئيس المكلف مصطفى أديب بـ90 صوتاً، بعد أقل من 24 ساعة من «الاتفاق السياسي» على ترشيحه بقوة التعهد الفرنسي، الذي جدده الرئيس ايمانويل ماكرون، لدى وصوله إلى بيروت ليل أمس (التاسعة والنصف ليلاً) في ثاني زيارة له إلى لبنان، الأولى في 6 آب والثانية في 31 آب، أي أقل من شهر غداة الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب، وإلى هناك يتوجه اليوم الرئيس الفرنسي لتفقد عملية إزالة الأنقاض، حيث تعمل مفرزة فرنسية مع مفارز للجيش اللبناني لدفع الركام والأتربة والزجاج والردم.. وقال ماكرون في مطار رفيق الحريري الدولي بعيد وصوله حيث كان في استقباله الرئيس ميشال عون: عدت كما وعدت، وعلى ان أتأكد انه حقا سيتم تشكيل وزارة مهمة لانقاذ لبنان، وإطلاق الإصلاحات لمكافحة الفساد وإصلاح ملف الطاقة وإعادة اعمار بيروت والمناطق المتضررة منها. وفي تغريد له بالعربية، قال ماكرون: اقول للبنانيين انكم كأخوة للفرنسيين، وكما وعدتكم، فها انا اعود إلى بيروت لاستعراض المستجدات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل سويا على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الاعمار والاستقرار، سرعان ما ردّ عليها بالفرنسية الرئيس عون عبر «تويتر»: «أهلاً وسهلاً بالرئيس الصديق للبنان، والذي يعد ويفي بوعوده..». ووفقا للمعلومات فإن الرئيس عون يقيم غداء عمل على شرف الرئيس الفرنسي يحضره الرؤساء برّي وحسان دياب وأديب، إلى جانب رؤساء الكتل النيابية، وسفراء الدول الأوروبية المعتمدين في لبنان، وعدد من السفراء العرب، فضلا عن أعضاء لجنة الصداقة اللبنانية- الفرنسية. وكان الرئيس الفرنسي وصل إلى منزل السيدة فيروز في الرابية، وكان في استقباله السيدة ريما الرحباني، كما كان في انتظاره مجموعة من المتظاهرين الرافضين لما اعتبروه دعم ماكرون للطبقة الحاكمة، مطالبين اياه بالاستماع لأصوات الناس فقط. وألقى ماكرون التحية على المتظاهرين المتواجدين أمام منزل السيدة فيروز في الرابية: «أنا معكم». ومنح ماكرون السيدة فيروز وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا انشأه نابليون بونابرت عام 1802. وكانت بلدية الرابية زينت المنطقة بالاعلام الفرنسية واللبنانية ورفعت اللافتات المرحبة بالرئيس الضيف باللغة الفرنسية. واختار الرئيس الفرنسي أن يبدأ زيارته إلى لبنان بالاجتماع مع السيدة فيروز، والتي تمثل صورة وحدة لبنان، حيث أدرج قصر الإليزيه اسم السيدة فيروز في صدارة برنامج الرئيس الفرنسي. وكتب ماكرون في برنامجه عبارة «موعد على فنجان قهوة مع فيروز في انطلياس مساء الاثنين». وعن اللقاء، قال ماكرون: اللقاء مع السيدة فيروز كان استثنائياً ولا استطيع البوح بما قالته لي وفيروز رمزكم في لبنان واغنيتي المفضلة هي «لبيروت». اضاف: فيروز تعطينا الأمل وتعطي صورة حالمة عن لبنان وأنا اعدكم ان يعود لبنان أفضل. وغادر قبيل منتصف الليل الرئيس الفرنسي منزل فيروز، وقدم خلالها ارفع وسام فرنسي هو وسام جوقة الشرف، وتحدث إلى المتظاهرين، قبل المغادرة إلى قصر الصنوبر، حيث بدأ أوّل لقاءاته السياسية، مع الرئيس سعد الحريري.

الاستشارات غير الملزمة غداً

ويبدأ الرئيس المكلف غداً، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة (بسبب الاضرار التي أصابت المجلس النيابي، بعد انفجار المرفأ) الاستشارات مع رؤساء الكتل النيابية، على ان تنتهي بأسرع ما يمكن، تمهيداً لبدء رحلة التأليف. وتوقعت مصادر مواكبة وللقاءات السياسية أن تكون الحكومة العتيدة المرتقب تشكيلها مؤلفة من اربعة عشر وزيرا كما تم التفاهم المبدئي عليها في المشاورات والاتصالات التي جرت لاختيار الرئيس المكلف،على ان يتم إختيار الوزراء من شخصيات مشهود لها بالنجاح والمهنية في عملها بالقطاع الخاص وليست محسوبة على أي جهة اوحزب سياسي وفي الوقت نفسه لا تكون مستفزة لاحد. وكشفت المصادر النقاب عن التداول بأسماء بعض الوزراء الا ان الإختيار قد يكون يفاجئ كثيرين لان الإختيار سيكون على اساس الاختصاص اي لن تسند اي حقيبة لغير اختصاص صاحبها كما كان يحصل سابقا. وإذ اشارت إلى ان من الأسماء المطروحة رائد شرف الدين للمالية، سامر سعادة للاتصالات مروان زين للداخلية الا ان تبديلات محتملة قد تحصل في ضوء التفاهمات السياسية وسط تجاذبات بين أكثرية 8 آذار، حول عدد من الوزارات، كالطاقة والصحة، مع الإشارة إلى ان اللقاء الديمقراطي يتجه إلى عدم المشاركة في الحكومة. وتوقعت المصادر ولادة الحكومة، في وقت لا يتعدى العشرة أيام، لتملأ الفراغ في مرحلة انتقالية، تمتد إلى ما بعد الانتخابات الأميركية ولا تتجاوز العام الحالي. وليلاً، صدر عن الرئيس المكلف: يتم التداول مجددا بأخبار ومواقف منسوبة اليّ عبر حسابات مزورة على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الإطار، يهمني التأكيد اني لم أدل بأي تصريح، وبالتالي فكل ما ينسب إليّ مختلق ومزور». رحب المتحدث باسم صندوق النقد الدولي بتسمية رئيس وزراء جديد في لبنان، معرباً عن أمله في ان يتم تشكيل حكومة جديدة قريباً بتفويض لتنفيذ السياسات والاصلاحات التي يحتاجها لبنان لمعالجة الأزمة الحالية، واستعادة النمو والمستدام.

الاستشارات الملزمة

من بعبدا، كتبت الزميلة كارول سلوم: لم تخالف الاستشارات النيابية الملزمة التوقعات بشأن تكليف السفير مصطفى أديب رئاسة الحكومة، فالأصوات التسعون التي حاز عليها الرئيس المكلف أتت من غالبية الكتل النيابية، بعد يوم تواصلت فيه عملية الاستشارات بهدوء لم تخرقه استثناءات، إنما تكررت المطالبات بالاصلاح ومعالجة تداعيات انفجار بيروت والانتخابات النيابية المبكرة. 114 نائباً حضروا إلى قصر بعبدا، فيما غاب 6 نواب، هم: نهاد المشنوق، ديما جمالي، ميشال المرّ، جان طالوزيان، فيصل كرامي والبير منصور. 15 نائباً أي نواب تكتل الجمهورية القوية وفؤاد مخزومي سمّوا السفير السابق نواف سلام، فيما سمى النائب ميشال ضاهر الوزيرة السابقة ريّا الحسن، فيما رشح النائب جهاد الصمد الفضل شلق. وبلغ عدد الممتنعين عن التسمية 7 نواب هم: ايلي الفرز، اسامة سعد، جميل السيّد، نواب اللقاء التشاوري: الوليد سكرية، عدنان طرابلس وعبد الرحيم مراد، شامل روكز. وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان هناك جهداً يبذل لتأليف الحكومة سريعاً، على ان تكون الحكومة مصغرة (14 وزيراً أو اكثر) وتضم اختصاصيين، لافتة إلى ان المهم هو توفير إرادة التسهيل للرئيس المكلف الذي يحظى هذه المرة بغطاء داخلي ودولي واقليمي. وأوضحت ان الكلام في الاستشارات لم يتناول الملف الحكومي، إنما في ما تناوله رئيس الجمهورية في كلمته بشأن الدولة المدنية، وعلمت «اللواء» ان حواراً يدعو له الرئيس عون حول الدولة المدنية بعد تأليف الحكومة. اذاً، يوم الاستشارات افضى إلى تكليف السفير أديب الذي يدخل نادي رؤساء الحكومات، على ان مهمته تنطلق وفق برنامج حدده في كلمته المقتضبة دون ان يرد على أسئلة الصحافيين قائلاً: «ادعوا لنا بالتوفيق». ومن المقرّر ان يجري الرئيس المكلف مشاوراته غير المعلنة في أقرب وقت ممكن حول شكل الحكومة وتوزيع الحقائب وغير ذلك من مقتضيات التأليف. وليس معروفاً ما إذا كان هناك من ممثلين للأحزاب في الحكومة الجديدة على غرار الحكومة السابقة أم لا، ومهما يكن من أمر فإن هناك رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة قبل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على ان تتركز المحادثات حول خارطة الطريق الجديدة للعمل السياسي. وجاءت خطوة تكليف اديب ثمرة توافق بين أبرز القوى السياسية تستبق زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت. وبعد تكليفه قام بجولة في منطقة الجميزة المدمرة في انفجار بيروت المروع، ليكون أوّل مسؤول ينزل إلى المنطقة منذ الكارثة. وقال لمواطنين التقوا به «دعونا نضع ايدينا بأيدي بعض، وليكن لدينا إيمان نزلت فوراً لعندكم لأقول لكم: أريد ثقتكم. وسرّعت القوى السياسية الأسبوع الماضي مساعيها للاتفاق على رئيس حكومة خلفاً لحسان دياب الذي استقالت حكومته بعد انفجار المرفأ تحت ضغط الشارع الغاضب من المسؤولين الذين يحملهم مسؤولية ما حصل بسبب فسادهم واستهتارهم. ولعل التحدي الأبرز اليوم امام أديب إقناع جميع اللبنانيين بتصميمه على التغيير. وإثر لقائه عون وبري، دعا أديب إلى تشكيل الحكومة «بأسرع وقت ممكن» تضمّ فريقاً «متجانساً من أصحاب الكفاءة والاختصاص». وقال «في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا لا سيما بعد التفجير المدمر (...) لا وقت للكلام والوعود والتمنيات». وأضاف «الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلتها هي بناء على أن كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة بفترة قياسية والبدء بتنفيذ الإصلاحات فوراً من مدخل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي». وكشفت صحيفة «لوفيغارو» الباريسية ان الرئيس ايمانويل ماكرون لوح بعقوبات على مسؤولين كبار في لبنان. وحسب الصحيفة شملت الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري والنائب جبران باسيل وقد اعدت بالتنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو الأمر، الذي أدى إلى حلحلة عملية تأليف الحكومة. وكشفت مصادر المعلومات ان الاليزيه بعث مقترحا ثلاثة أسماء إلى بعبدا وهم: المدعي العام التمييزي القاضي غسّان عويدات، ورئيس مجلس شركة طيران الشرق الأوسط محمّد الحوت، وسفير لبنان في المانيا الدكتور مصطفى أديب، فتم اختيار أديب الذي حظي بموافقة لم تتأخر من «الثنائي الشيعي» بلسان الرئيس برّي. على صعيد متصل، استنكرت الأوساط الإعلامية اللبنانية والدولية، التدبير الذي اتخذته دوائر القصر الجمهوري بمنع محطة الـMTV من تغطية الاستشارات النيابية الملزمة. وهذا التدبير، هو الأوّل من نوعه يتخذ في القصر الجمهوري

عون وبري: دولة مدنية!

سياسياً، دعا أمس الرئيس نبيه برّي إلى تغيير النظام الطائفي في البلاد، بعدما أظهر انفجار المرفأ المروع «سقوط هيكل النظام السياسي الاقتصادي». وقال برّي في كلمة ألقاها خلال ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه «عشية مئوية لبنان الكبير، ان أخطر ما كشفته كارثة المرفأ، عدا عن عناصر الدولة الفاشلة، هو سقوط هيكل النظام السياسي والاقتصادي بالكامل». واضاف: «لا بد بالتالي من تغيير في هذا النظام الطائفي فهو علة العلل». ودعا برّي الأفرقاء إلى ملاقاته نحو «الدولة المدنية»، غداة دعوة مماثلة أطلقها الرئيس ميشال عون مساء أمس الأوّل واعتبر عون في مقابلة تلفزيونية ان «السلطة تقوم على نظام توافقي يتطلب الإجماع، وهو أمر مستحيل في اغلب الأحيان، يشل الدولة ويوقف القرارات مهما كانت اهميتها». ودعا في كلمة له سبقت المقابلة لمناسبة الذكرى المئوية لقيام دولة الكبير «الى إعلان لبنان دولة مدنية»، معتبرا ان ذلك «يعني خلاصه مع موروثات الطائفية البغيضة وارتدادتها، وخلاصه من المحميات والخطوط الحمر والمحاصصات التي تُكبّل أي إرادة بنّاءة وتفرمل أي خطوة نحو الاصلاح»، ويحكم لبنان المتعدد المذاهب والاديان نظام محاصصة طائفية وسياسية تتمسك به طبقة سياسية لم تتغير منذ عقود.

ماكرون والبطريرك

وجدّد البطريك الماروني الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي الدعوة إلى نظام «الحياد الناسط» مجددا رفض المثالثة، مشيرا سنقوم «بحرب معنوية ضدها لأن هذا مؤقت لبنان»، مشددا على ان لبنان دولة مدنية، فنحن نفصل الدين عن الدولة، ولكن حولوها الى دولة طوائف». وكشف ان العلاقة مقطوعة مع حزب الله منذ يوم زيارتي إلى القدس لاستقبال البابا. وقال: سأتجه عن شكرنا وتقديرنا لزيارتي الرئيس ماكرون، خلال اللقاء، وسنتحدث بالهموم المشتركة،و بأننا لا نستطيع الاستمرار بالوضع، كما هو وسأثير معه موضوع الحياد، وما نشهد عن المثالثة. وقبل وصوله إلى بيروت غداً، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنيكر: ينبغي ان تكون هناك شفافية أكثر في لبنان واتخاذ خطوات إصلاحية كبيرة.

الخسائر: 8 مليارات دولار

وعلى صعيد الاضرار، قدر البنك الدولي في بيان نشره أمس الخسائر بأنها راوحت 3.8 و9،6 مليارات دولار، فيما أدى إلى خسائر اقتصادية ناجمة عن تراجع إنتاج مختلف قطاعات الاقتصاد بما بين 2،9 و3،5 مليارات دولار وفق نتائج هذا «التقييم السريع للأضرار والحاجات» الذي قادته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بين 5 و31 آب/أغسطس. والقطاعات الأكثر تضررا هي الإسكان والنقل والتراث الثقافي (بما في ذلك المواقع الدينية والأثرية والمعالم الوطنية والمسارح ودور المحفوظات والمكتبات...). وقدّرت هذه المؤسسة التي تتخذ في واشنطن مقرا قيمة الحاجات الفورية لإعادة الإعمار (بحلول نهاية العام) بـ 605 إلى 760 مليون دولار، و1،18 إلى 1،46 مليار دولار للعام 2021. ويعتبر قطاع النقل الأكثر حاجة إلى المساعدة، يليه قطاعا الثقافة والإسكان. وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، لاحظ البنك الدولي أنه «نتجت من الانفجار ثلاثة آثار اقتصادية رئيسية: خسائر النشاطات الاقتصادية الناجمة عن فقدان رأس المال المحسوس واضطراب التبادل التجاري وفقدان جزء من مداخيل الدولة». نتيجة لذلك، من المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي للبنان بمقدار 0،4 نقطة إضافية في 2020 و0،6 نقطة العام المقبل وفقا، وفق لتقديرات البنك الدولي. وحتى قبل الانفجار الذي دمر أو ألحق أضرارا بمنازل حوالى 300 ألف شخص.

17308

صحياً، سجلت وزارة الصحة 438 إصابة جديدة بفايروس كورونا، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد إلى 17308، مع تجسيل 7 وفيات.

الاخبار....حكومة قصر الصنوبر......

بإدارة فرنسية مباشرة، تم اختيار رئيس الحكومة. وبإدارة فرنسية مباشرة، يجري تأليف الحكومة، وإعداد بيانها الوزاري، ووضع خطط لإعادة بناء المرفأ، والتحقيق الجنائي في مصرف لبنان، وتأمين انسحاب رياض سلامة، والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإصلاح الكهرباء... من حيث أعلن الجنرال غورو دولة لبنان الكبير قبل 100 عام بالتمام، ستولد الحكومة. «حكومة قصر الصنوبر»...

فرصة الذهاب نحو نظام جديد

الاخبار.... ابراهيم الأمين .... لا أعرف ما الذي كان الناس يتوقعونه. الدهشة تعلو الوجوه من جراء التوافق على تسمية مصطفى أديب رئيساً للحكومة. بعد أيام ستكون هناك تشكيلة حكومية تتوافق مع الأرضية السياسية للاتفاق على رئيسها. لن يكون هناك وزراء يثيرون حفيظة القوى الكبيرة، وسيحاولون الإتيان بشخصيات يعتقدون بأنها تناسب الرأي العام الغاضب. لكن النقاش الجدي الذي يريد الراعي الفرنسي حصوله يتعلق بمهام الحكومة. يتصرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أساس أن هناك إمكانية لفرض برنامج عمل على الطريقة الفرنسية؛ أي إن المجلس النيابي لن يكون عنصر عرقلة. وبدلاً من الحديث عن صلاحيات استثنائية، يكون الحديث عن ثقة مطلقة وكبيرة، لكنها محصورة بنقاط محددة، وهذا يتيح المجال أمام الحكومة للعمل على مهام مختارة وضمن جدول زمني محدد... أما النتائج، فما علينا جميعاً إلا الانتظار.. السؤال المحيّر حول حيرة الناس، سببه أن كثيرين في لبنان يتمثلون بجحا. يطلقون العنان لفكرة وكذبة، ثم يتصرفون على أساس أنها حقيقة. مثل النطق باسم الشعب اللبناني ومعرفة ميوله والقول إنه يريد كذا وكذا، ومن ثم يخرج علينا هؤلاء، عبر شاشات ومنابر، ويتصرفون على أساس أنهم يمثلون غالبية الرأي العام. لكن ما يحصل هو أنه عندما تنعقد طاولة البحث، يجلس من بأيديهم القرار، والأنكى أنهم يتصرفون على أساس أن هذا «الناطق» غير موجود أصلاً. ولا يقتصر ذلك على الداخل. فحتى الخارج المتدخل لـ«إنقاذنا»، لا يتصرف بطريقة مختلفة. صحيح أن ماكرون وديفيد هيل وغيرهما يلتقون بممثلي المجتمع المدني والهيئات الأهلية ومندوبين عن الثوار و... لكنهم يستمعون اليهم فقط، كوسيط «روحاني» يسجل الملاحظات. وعندما يعود هذا الخارج الى الطاولة، يبدأ بالبحث عن سبل انتزاع موافقات من أركان المنظومة الحاكمة؛ أي إن الخارج يعود الى حيث يوجد القرار والقدرة على تحويل الفكرة الى خطة عمل... هذه حقيقة قاسية مع الأسف!.... ما يحصل، الآن في لبنان، قد يكون مناسبة لإعادة النظر في الشعارات التغييرية عند المعترضين. لا أعرف إذا كان صار واضحاً للجميع أن المشكلة لم تعد في سلطة أو إدارة أو أشخاص، بل هي في النظام. وكل عاقل لا يحتاج الى من يدله على برنامج عمل واقعي يدار بنفَس طويل جداً، وهدفه الفعلي تغيير جوهري في النظام القائم. وإذا كان السياسيون يكذبون حينما يتحدثون عن رغبتهم في إقامة دولة مدنية، فما على الجمهور إلا أن يلحق بهم الى باب دارهم، وأن يرفع شعاراً واضحاً بالعمل لتغيير جدي في النظام. تغيير لا يقتصر على جانب واحد، مثل طبيعة التمثيل السياسي، بل يشتمل على ما هو أهم، أي النظام الاقتصادي والمالي الحاكم، وتالياً طبيعة القوانين التي تدير هذه القطاعات. هذا هو جوهر الأزمة. ومتى تمّ التوصل الى فكرة تحظى بموافقة غالبية لبنانية معتبرة، يمكن لهذا الهيكل العظمي الجديد أن يكون جاهزاً لإلباسه ما تيسر من الأثواب السياسية ومتمماتها الخاصة بالحسابات والطوائف والأقليات وغير ذلك. البعض يعتقد بأن المسألة مرتبطة بالسلاح. هم، هنا، يرفضون الإقرار بأن مشكلة النظام الحالي ليست في كونه لا يوفر عدالة اجتماعية وسياسية للناس، بل أصل مشكلته في أنه لا يقدم شرحاً عملانياً لمعنى السيادة، ولا هو وفّر يوماً هوية وطنية يمكن للناس أن تدافع عنها مجتمعة. ها هم أبناء لبنان الكبير يعيشون في حنين فارغ. وجلّ ما يريدون هو عودة الاستعمار. هؤلاء لا يمكنهم تقديم حل لمشكلة السيادة. ولكن عندما يكون لدينا نظام واضح، وعاقل، سيكون عنوان السيادة والدفاع الوطني بنداً رئيساً، وساعتها سنكون أمام الاستحقاق الكبير حول مصير الأدوات العسكرية والأمنية في البلاد. الذين يحتجّون فعلياً على الفساد والاضطهاد ونقص الحقوق، والذين انتشروا مبعثرين في الشوارع والساحات أو في المنازل، أمامهم اليوم فرصة حقيقية لإعادة تنظيم أمورهم. لا ضير في الإقرار بأن تجربة 17 تشرين فشلت في أن تكون عنواناً جامعاً للتغيير. ويجب على هؤلاء الإقرار - وليس القبول - بحقيقة أن الكتل الاجتماعية للقوى الطائفية تتفوّق عليهم. ومن لا يريد المراجعة، ليس سوى مكابر جديد، يسعى فعلياً الى احتلال موقع في السلطة النافذة. وهذه السلطة لا تقتصر اليوم فقط على من يحتلون المقاعد النيابية والوزارية، بل أيضاً من يحتل مقعداً على المنبر العام، ويتصرف على أنه يتمتع بشرعية شعبية، حتى ولو لم تخرج من صناديق الاقتراع.

من كان يتوهم أن الخارج مهتم بإصلاح النظام جاءه الجواب من خلال تركيبة الحكومة، أما خطر المنظمات غير الحكومية فصار مطابقاً لخطر السلطة الحاكمة

أمام اللبنانيين فرصة لفهم أن التغيير لا يعني الهدم، وأن إعادة التأسيس لا تعني الهدم أيضاً، وأن الثورة على النظام وممارسة حتى العنف ضد رموزه لا تعنيان الهدم. والهدم، هنا، ليس مسموحاً بأن يطال فكرة الدولة. وإذا كانت انتفاضة 17 تشرين قد أسقطت الهيبة والفعالية عن السلطة السياسية، وجاء انفجار المرفأ ليسقط الهيبة والفعالية عن الإدارة اللبنانية، فإن ما يجري اليوم هو محاولة لإسقاط فكرة الدولة نهائياً. وما الانتشار الفطري والمشبوه لكل ما يسمى جمعيات أهلية ومنظمات غير حكومية في الشوارع، سوى عمل عصابات تستهدف القضاء على فكرة الدولة. كل الذين أرادوا إسقاط السلطة من دون بديل، هم أنفسهم الذين أرادوا ثورة من دون قيادة، وهم أنفسهم الذين يرفضون تولي الادارة العامة للدولة ملف الأضرار في بيروت، وهم أنفسهم الذين بدأوا يرفضون التعامل مع جميع مؤسسات الدولة، وهؤلاء هم المرتزقة المنتشرون باسم المنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية. وهؤلاء، برفضهم لفكرة الدولة، يبررون لأنفسهم كل أعمال السرقة التي يقومون بها، من تلقّي الأموال من دون رقيب، الى إنفاقها من دون حسيب، الى رفض التصريح عنها للجهات الرسمية، الى عدم التنسيق وترك الأمور فالتة، وكأننا في زمن الفوضى الشاملة. هؤلاء هم المجرمون الجدد الذين يعملون عند خارج يهتم فقط بتدمير الدولة لا بإسقاط السلطة السياسية. وهذا الخارج فعل الأمر نفسه في مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين، وهو يريد ذلك في لبنان، لأنه يتوهم أنه في هذه الحالة يمكنه احتلال مساحة من ناس لبنان وأرضه لتصفية حسابه الوحيد مع المقاومة... ليس أمام العاقلين سوى التمسك برفضهم لهذه السلطة، لكن الأساس في عملهم هو الذهاب سريعاً نحو اقتراح نظام سياسي واقتصادي واجتماعي ومالي جديد. وغير ذلك، لن ينتح سوى مزيد من هذه الحكومات.

هل تضمن المبادرة الفرنسية «خروجاً آمناً» لرياض سلامة؟ ماكرون يكتب «البيان الوزاري» لحكومـة أديب

الاخبار.... بإدارة فرنسية مباشرة، تم اختيار رئيس الحكومة. وبإدارة فرنسية مباشرة، يجري تأليف الحكومة، وإعداد بيانها الوزاري، ووضع خطط لإعادة بناء المرفأ، والتحقيق الجنائي في مصرف لبنان، وتأمين انسحاب رياض سلامة، والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإصلاح الكهرباء... من حيث أعلن الجنرال غورو دولة لبنان الكبير قبل 100 عام بالتمام، ستولد الحكومة. «حكومة قصر الصنوبر» سلكت المبادرة الفرنسية طريقها الذي رسمته باريس، فتكللت باختيار سفير لبنان في ألمانيا، مصطفى أديب، رئيسا للحكومة بـ 90 صوتا، ليكلفه رئيس الجمهورية ميشال عون عقب ذلك بتأليف الحكومة. ونال أديب أصوات غالبية الكتل والنواب، باستثناء القوات اللبنانية والنائب فؤاد المخزومي (سمّوا السفير السابق نواف سلام)، ليسمّي النائب ميشال ضاهر الوزيرة السابقة ريّا الحسن، والنائب جهاد الصمد الوزيرَ السابق الفضل شلق (امتنع النواب ايلي الفرزلي وشامل روكز وجميل السيد وأسامة سعد من تسمية أحد). المبادرة الفرنسية تنص في الخطوة المقبلة على تأليف سريع للحكومة، وهو ما تعهّدت به الكتل الكبرى في مجلس النواب، مع اختيار شخصيات غير مستفزة للجمهور، وغير مشتبه فيها بقضايا الفساد، إضافة إلى عدم حصر أي حقيبة بأي حزب سياسي. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصل إلى بيروت أمس، وزار السيدة فيروز في منزلها واستقبل الرئيس سعد الحريري في قصر الصنوبر، سيدفع باتجاه تأليف حكومة سريعاً، علماً بأنه يحمل ما يشبه «بياناً وزارياً»، يتضمّن «خطوات إصلاحية» في أربعة بنود: القطاع المصرفي، الكهرباء، مناقصات الدولة، وقانون مكافحة الفساد. وبحسب مصادر سياسية رفيعة المستوى، من المنتظر أن يشدّد ماكرون على هذه البنود في لقائه ممثلي الكتل السياسية الثمانية (المستقبل، التيار الوطني الحر، حركة أمل، الاشتراكي، المردة، حزب الله، القوات، الكتائب) في قصر الصنوبر اليوم. وحتى يوم أمس، كانت مختلف القوى السياسية الرئيسية تعد بتسهيل المهمة أمام الفرنسيين، وبتقديم ضمانات لرئيس الحكومة المكلّف، وطمأنته لجهة أسماء الوزراء وتوزيع الكتل الوزارية. وبحسب مصادر بارزة في التيار الوطني الحر، سيقدّم رئيس التيار جبران باسيل، في اجتماع قصر الصنوبر اليوم، «مبادرة متكاملة» من نحو 20 بنداً، تتضمن شقاً سياسياً - دستورياً حول الدولة المدنية والمواضيع الخلافية مثل الاستراتيجية الدفاعية وحياد لبنان، وشقاً اقتصادياً - مالياً يتضمن حزمة من الاصلاحات والقوانين المالية يمكن ان تشكل خطة عمل تلتزمها الحكومة وتلتزم تنفيذها ضمن جدول زمني محدد». وأوضحت المصادر أن التيار «يريد أن يلاقي زيارة ماكرون بهذه «الورقة» التي تم التشاور في شأنها مسبقاً مع كل من حزب الله وحركة أمل والرئيس سعد الحريري، على ان تشكّل التزاماً لبنانياً يلتقي مع الالتزام الفرنسي، وعبره الالتزام الدولي، لانتشال لبنان من الهاوية». مفاوضات الأحزاب التي راوحت مكانها منذ زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأخيرة، بدأت تكتسب منحًى مختلفاً منذ مطلع الأسبوع الماضي، بالتزامن مع ضغط فرنسي قبيل عودة ماكرون. وانعكس ذلك على أجواء لقاءات رؤساء الحكومات السابقين، فتبدلت أجواء الاجتماعات من متشائمة وسلبية راغبة في «ترك المسؤولين الحاليين يغرقون في أزمتهم»، الى متفائلة بإجراء الإصلاحات ومسهلة لتأليف حكومة جديدة. جرى التركيز بشكل رئيسي على اختيار اسم غير مستفز ويحظى بإجماع سياسي. لعب النائب نجيب ميقاتي دوراً فعالاً في إرساء «نقاش عقلاني»، كذلك فعل الجانب الفرنسي. تم اختيار ثلاثة مرشحين لرئاسة الحكومة، قدّمها الرئيس سعد الحريري إلى الرئيس ماكرون الذي أحالها بدوره على عون ليختار من بينها. وكان جليّاً أن وضع اسم أديب ما بين رئيس مجلس إدارة الميدل إيست محمد الحوت والنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، سيؤدي الى اختيار الأول حتماً، لأن عون يعترض حتماً على كل من عويدات والحوت، كلّ منهما لأسباب مختلفة. خيار أديب، الميقاتيّ الذي توطدت علاقته بالحريري منذ عام 2016، يخدم رئيس تيار المستقبل الذي لم يرد تسمية شخصية محسوبة عليه حتى لا يلقى، وحيداً، مسؤولية أي فشل محتمل. وهنا تتعدد الروايات بين أن اقتراح اسم رئيس الحكومة المكلف جاء من باريس، وبين أنه مسمّى من الحريري وسُوّق له فرنسياً. الأكيد أن السعودية غير راضية عن هذا الخيار والتزمت الموقف نفسه من حكومة حسان دياب، من دون أن يكون لها اسم بديل أو مشروع بديل باستثناء الفيتو على الحريري. فجاء موقف نواب القوات اللبنانية متلازماً مع الموقف السعودي عبر تسمية السفير نواف سلام، الأمر الذي وصفه الحريري عندما سئل عنه قائلاً: «كل شيء له حسابه». أما النائب وليد جنبلاط فبدا مطلق اليدين أكثر من القوات، واحتفظ بهامش حركته السياسية ليقف الى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري كما أعلن في تسمية أديب. أميركياً، لا ضوء أخضر بالمعنى الحرفي للكلمة. ثمة إشارات تعبّر عن موافقة ضمنية تمثلت في اتصال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس اللبناني بعد زيارة ماكرون الأولى وبوساطة منه. ويشير بعض الديبلوماسيين الفرنسيين والاعلاميين إلى أنه «لا تفويض مطلقاً من واشنطن ولن يكون. ثمة إيجابية لافتة لكن ضمن ضوابط». رغم ذلك، تعمل واشنطن على إرسال موفد لها غداة أي زيارة لماكرون حتى لا تخلي له الساحة بالكامل: زار وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل لبنان مباشرة بعد رحيل ماكرون في زيارته الأولى عقب انفجار المرفأ، ويزور مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر بيروت، هذا الأسبوع، غداة مغادرة الرئيس الفرنسي. يُضاف إلى ذلك تصريح السفيرة الأميركية دوروثي شيا، قبل يومين، حين نأت ببلادها عن المبادرة الفرنسية. ويقول مقرّبون من دائرة القرار في الإليزيه إن ماكرون شرح للأميركيين عدم جدوى سياسة الخنق الكاملة في مواجهة حزب الله، وعبّر عن ذلك في تصريح يوم الجمعة الفائت، حذر فيه من اندلاع حرب أهلية في لبنان في حال تركه لقوى إقليمية. والبديل من ذلك هو بالعمل مع حزب الله على تأليف حكومة قادرة على تحقيق إصلاحات سريعة. وبحسب المصادر، تسعى فرنسا الى إقامة حوار قوي مع حزب الله، مع إدراكها المسبق أن ملف السلاح ودوره الإقليمي ليس على طاولة البحث وغير قابل للمعالجة الآن. لذلك الأولوية «للتفاهم معه حول المساعدة على تحقيق الإصلاحات ولا نشعر بأنه سيعارض ذلك. سؤالنا له اليوم هل يقبل بحكومة مع مهمة واضحة وصلاحيات استثنائية أم لا؟ نحن لسنا أغبياء حتى نطرح على الحزب تغيير استراتيجيته أو الابتعاد عن إيران. لكننا نشعر بأن عليه أن يكون لبنانياً أكثر من السابق. ونحن قلنا ذلك ذلك للأميركيين وللآخرين». على أن ماكرون نفسه لا ينفي الحاجة الى عقوبات جدية على السياسيين، سواء صدرت عن الجانب الأميركي أو الفرنسي أو الأوروبي، بحيث أجاب عن سؤال مباشر: «نعم العقوبات قد تكون سلاحاً مفيداً في كبح جماح السياسيين الفاسدين في لبنان». ويأتي عدم الإصرار على عودة الحريري في هذا السياق. فالموقف الفرنسي السلبي من الطاقم الحاكم لم يكن وليد الأشهر الأخيرة، بل حسم في لقاء ماكرون بالحريري في 20 أيلول العام 2019. يومها أبلغه أن الأمور لم تعد مقبولة، وأن لا إشارة جدية حول نية الإصلاح، لافتاً الى عدم القيام بأي جهد للحصول على أموال سيدر، حتى إن أحداً لم يهتم بإنشاء موقع إلكتروني خاص بهذا المؤتمر ومساعداته. ففي قصر الإليزيه، كما تنقل المصادر، يسود «اقتناع بأن الفساد مسيطر على كل الفريق الحاكم. نحن نميّز حزب الله لأن لديه أسبابه. ربما يوجد فيه فاسدون أو من حوله، لكنه لا يحتاج الى ذلك، لأن لديه تمويله الجاهز من إيران، ولأن الفساد يدمره من الداخل ويقضي على قوته. لذا نحن نحسم أنه قد يكون الطرف الوحيد في لبنان غير المتورّط، كجهة، في الفساد. ولكن الجميع متورط». وفي هذا السياق، يبرز خرق في ما خص حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ثمة حديث جدّي عن إقالته أو دفعه الى الاستقالة قبيل نهاية العام. ماكرون نفسه لا يريد سلامة في موقعه، والأخير ليس معارضاً للفكرة، لكنه لا يريد تقديمها لجهات لبنانية. يريد حاكم المصرف المركزي ضمانة شخصية من ماكرون بعدم ملاحقته قضائياً بعد الاستقالة، على أن يترك لبنان ليعيش في الخارج ويسلّم مهامه الى من تختاره فرنسا. يسعى لنيل هذه الضمانة لاعتباره أن هناك من يريد جعله كبش فداء عن السياسيين. وقد أبلغ فرنسا استعداده للعمل على الإصلاحات في القطاع المالي مع مصرف فرنسا المركزي وليس مع أي جهة أخرى. وإجراء التدقيق الجنائي في مصرف لبنان مطلب يصرّ عليه ماكرون في كل تصريحاته، وكرّره مساء أمس فور وصوله الى مطار بيروت وعقب لقائه برئيس الجمهورية. وتحدث أيضاً عن إصلاحات في مجال الطاقة وإعادة بناء المرفأ وإدارة أفضل للبنك المركزي والنظام المصرفي. كما أكد أن أحد أسباب زيارته هو التأكد «من تأليف حكومة مهمة لخدمة الشعب اللبناني ولبنان، وإطلاق اقتراحات بشأن مكافحة الفساد من أجل العدالة».

أصر ماكرون على اصطحاب عساف ويرشحه لتولّي الإشراف على عمل مصرف لبنان وإعادة هيكلة القطاع المصرفي

وتشير المعلومات في هذا الإطار إلى أن هناك إصراراً فرنسياً على وضع بعض الوزارات في عهدة اختصاصيين غير حزبيين، كالطاقة والاتصالات والأشغال العامة والعدل والصحة والمالية. وحتى اللحظة، يبدو أن التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل موافقون على فكرة التخلي عن حقائب باتت «مطوّبة» لقوى محددة (مثال الطاقة والتيار الوطني الحر). ويسعى ماكرون الى استعادة صورة «الأم الحنون» أو «الأب الراعي» للبنان. لديه نصائح بالتعامل مع لبنان من زاوية ثقافية وروحية. تعمّد زيارة السيدة فيروز (أمس) واصطحاب الأديب أمين معلوف. وتقصّد أيضاً أن يحضر معه سمير عساف، المصرفي الذي عمل طويلاً في مصرف HSBC البريطاني وإدارة المحافظ المالية، والذي سبق أن كان رئيساً لماكرون في العمل. وهو يرشحه لتولّي الإشرافِ على عمل مصرف لبنان وإعادة هيكلة القطاع المصرفي. كذلك يتعمّد أن يرافقه رودولف سعادة، ابن جاك سعادة صاحب شركة «CMA CGM» العملاقة العاملة في الشحن البحري وإدارة المرافئ. وهذه الشركة مرشحة لتولّي مشروع إعادة إعمار المرفأ، إضافة إلى إدارة محطة الحاويات فيه (التي يمر عبرها أكثر من 75 في المئة من عمل مرفأ بيروت) في السنوات العشرين المقبلة. ولدى الشركة تصور لبرنامج إدارة مختلف، يشمل التشغيل والإدارة والأمن أيضاً. وهو برنامج يعمل عليه «فريق مشترك» من 5 شركات فرنسية متخصصة في الأمن والدفاع والصناعات البحرية والمعلوماتية. من جهة أخرى، تخوض فرنسا في لبنان «معركة واضحة تتعلق بالدور التركي». ويشير الدبلوماسيون الفرنسيون الى «مراقبة باريس لكل ما يقوم به الأتراك في لبنان. هناك عمل جدي واختراقات تركية في جنوب لبنان وشماله وفي بيروت. ونحن سنكون في مواجهة واضحة مع تركيا. ولسنا متردّدين في ذلك، سواء في لبنان أم شرق المتوسط أم في ليبيا».....

مصادر الإليزيه لـ"نداء الوطن": نريد الحصول على "التزام واضح".... حكومة ماكرون... لتقطيع "القطوع"!

نداء الوطن.... وداعاً حسان دياب، أهلاً مصطفى أديب... خسرت منظومة 8 آذار الأول بالضربة القاضية وربحت الثاني بالنقاط، لتكون خلاصة الجولتين على حلبة السراي: انتقال دفة الحكومة من يد إلى يد وبقاء دفة الحكم بين أصابع اليد الواحدة. في الشكل، صحيح أنّ أديب يبدو نسخة منقحة عن دياب، لكن في الجوهر ثمة علامات ومفارقات فارقة في عملية تكليف كل منهما، لعلّ أبرزها داخلياً التغطية السنية التي حظي بها الرئيس المكلف الجديد، وخارجياً الغطاء الفرنسي الذي مُنح لتكليفه، إلى حد اعتبار تسميته "حصلت في قصر الإليزيه وما حصل في قصر بعبدا كان مجرد "بصم" على هذه التسمية" وفق تعبير مصادر سياسية مواكبة لـ"نداء الوطن"، واصفةً الحكومة العتيدة التي كُلف أديب بتشكيلها بأنها "حكومة إيمانويل ماكرون التي أرادها بمثابة حكومة "تنفيذ مهمات" مطلوبة دولياً في المرحلة اللبنانية الراهنة لتقطيع الوقت و"القطوع" الذي بدأ يُنذر بزوال لبنان كما كان قد حذر حرفياً رئيس الوزراء الفرنسي جان إيف لودريان" عشية وصول الرئيس الفرنسي إلى بيروت لرعاية احتفالية المئوية الأولى للبنان الكبير. وعلى وقع توجّهه من مدرّج مطار رفيق الحريري الدولي إلى اللبنانيين "إخوة الفرنسيين" بتغريدة قال لهم فيها بالعربية: كما وعدتكم ها أنا أعود لاستعراض المستجدّات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل سوياً على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار"، دشّن الرئيس الفرنسي برنامج عودته ليلاً بزيارة بعيدة عن الإعلام إلى منزل فيروز، حيث لوحظ تجمهر عدد من الناشطين والثوار عند مدخل المنزل مرددين هتافات "NO ADIB" على مسامع ماكرون أثناء دخوله المبنى، بينما كان أديب قد سمع بنفسه اعتراض بعض المواطنين على تكليفه خلال الجولة الميدانية التي قام بها عصراً في شوارع الجميزة المنكوبة لتفقد أضرار انفجار 4 آب، معتبرين أنه مجرد واجهة جديدة للمنظومة الحاكمة الفاسدة التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه من انهيار مالي واقتصادي واجتماعي ناهزت كلفته العشرين مليار دولار، ومؤخراً أضافت إليها منظومة الفساد والإفساد خسائر قدّرها البنك الدولي أمس بحوالى 8 مليارات دولار نتيجة انفجار المرفأ، مع التشديد على حاجة لبنان "في مرحلة أولى إلى مبلغ مليارين و200 مليون دولار من أجل النهوض وإعادة الإعمار". ومن على متن الطائرة الفرنسية التي أقلت ماكرون والوفد المرافق إلى بيروت، نقلت الزميلة رندة تقي الدين عن مصادر الرئاسة الفرنسية تأكيدها لـ"نداء الوطن" أنّ الرئيس الفرنسي على اطلاع بما يجري في لبنان من مشاورات على الصعيد السياسي "ومتطلباته تشكيل "حكومة مهمة" تكون فعالة ونزيهة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات التي تمكّن لبنان من الحصول على دعم قوي"، مضيفةً: "الرئيس ماكرون ليس ذاهباً إلى بيروت للتوصل إلى اتفاق بين الأحزاب بل للحصول على التزام واضح وفعّال في إطار العقد الجديد الذي عرضه خلال زيارته السابقة، وهو سيكون حريصاً على أن تأخذ الالتزامات التي ستنفذ بعين الاعتبار متطلبات الشعب اللبناني". وختمت مصادر الرئاسة الفرنسية: "رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سمى شخصية لا تنتمي إلى حزب سياسي ما يعني أنه أدى دوره من هذا العقد، وبعد ذلك سنرى. الوضع (اللبناني) بالغ الصعوبة والرئيس الفرنسي لن يكتفي بتعيين رئيس للوزراء إنما ينتظر تشكيل حكومة فاعلة تنفّذ الاصلاحات". وفي الشق المتعلق بشرط الإصلاح باعتباره المدخل الوحيد المتاح أمام اللبنانيين للخروج من أزمتهم عبر بوابة صندوق النقد الدولي، لفت ترحيب المتحدث باسم الصندوق أمس بتسمية رئيس وزراء جديد في لبنان، معرباً عن أمله في أن يتم "تشكيل حكومة جديدة قريباً بتفويض لتنفيذ السياسات والإصلاحات التي يحتاجها لبنان لمعالجة الأزمة الحالية واستعادة النمو المستدام ". في الغضون، وعلى نقيض الرئيس ميشال عون الذي أقفل أبواب قصر بعبدا أمام قناة الـ"mtv"، فتح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "قلبه" للقناة معبّراً في مقابلة خاصة معها عن هواجس "المثالثة" وآمال "الحياد". فالراعي الذي رأى أن لبنان يمر بمخاض "ولادة جديدة"، تساءل "ما هو العقد السياسي الجديد" الذي يُحكى عنه؟ إذا كان المقصود به "المثالثة ويُعمل عليها تحت الطاولة، فسنرفضها فوق الطاولة وسنقوم بحرب معنوية ضدها لأن هذا موت للبنان"، مشدّداً في مقابل الدعوات إلى قيامة الدولة المدنية على أنّ "لبنان هو دولة مدنية حيث نحن نفصل الدين عن الدولة ولكن هم حوّلوها إلى دولة الطوائف". وكشف الراعي أنّ "العلاقة مقطوعة مع حزب الله" منذ يوم زيارته القدس لاستقبال البابا، لافتاً إلى أنه كان ينتظر جواباً وتوضيحاً من الحزب حيال مسألة الحياد "بدلاً من اتهامي بالعمالة"، وختم بالإشارة إلى أنه حين يلتقي الرئيس الفرنسي سيعبّر له "عن شكرنا وتقديرنا للزيارتين الأخيرتين له، وسنتحدث بالهموم المشتركة وبأننا لا نستطيع الاستمرار بالوضع كما هو، وسأثير معه موضوع الحياد وما نسمعه أخيراً عن المثالثة".

مصطفى أديب رئيساً للحكومة ... على «بساط الريح» الفرنسي – الإيراني.... التكليف «هدية» لبنان إلى ماكرون وتحرياتٌ عن التأليف وأفخاخه....

الراي....الكاتب:بيروت - من وسام ابو حرفوش وليندا عازار .... قبيل وصوله إلى بيروت التي تدشّن اليوم بداية المئوية الثانية لـ «لبنان الكبير»، حصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «جائزة الترضية» المُتَوَقَّعة باستيلاد تكليفٍ «على عجَلٍ» لرئيس «حكومة المَهَمّة» التي ستلعب في «الوقت المستقطع» الإقليمي - الدولي، وهو الديبلوماسي والأكاديمي مصطفى أديب الذي سُمّي أمس بغالبية 90 صوتاً من أصل 120 نائباً (البرلمان يتألف من 128 نائباً ولكن 8 تقدموا باستقالاتهم أخيراً). ومن خلْف الستارة التي أُقفِلت على استشاراتٍ مُعَلَّبة مرّت بأكثر من «طريق مختصر» داخلي وخارجي وصولاً إلى التكليف الذي حُسم منذ عصر الأحد لأديب، أطلّت الأسئلة الصعبة التي لن يمرّ وقتٌ طويل قبل أن تتبلور الإجابات عنها خصوصاً لجهة:

* هل أن «بساط الريح» الذي وَصَلَ عليه الرئيس المكلّف وليد «حياكةٍ» فرنسية - إيرانية فقط قد تسمح باستكمال مسار التأليف وتشكيل حكومة الإصلاحات التوافقية التي يُراد لها أن تسير «بين سواتر» الصراع الأميركي - الإيراني خصوصاً و«شراء الوقت الذهبي» للبنان بانتظارِ جلاء صورة السباق إلى البيت الأبيض؟

* أم أن وراء هذه الحبْكةِ قطبة مَخْفية تجعلها وبـ «قبة باط» أميركية تستنسخ دور حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في 2005 التي شكّلتْ على وقع ارتدادات زلزال اغتيال الرئيس رفيق الحريري جسرَ انتقالٍ بالبلاد على متن الانتخاباتِ النيابية حينها من ضفةِ الانتظام تحت الوصاية السورية إلى رحاب مرحلة سياسية جديدة وإن بقيت محكومة بالاستقطاب الحاد بين فريقيْ 8 و14 آذار أقله حتى تسوية 2016، ولكن هذه المرة إلى مرحلة «التسوية الكبرى» في المنطقة حين تدقّ ساعتَها؟

وتميل أوساطٌ سياسية في بيروت إلى السيناريو الأوّل في تقديرها للمسار الذي أفضى إلى «إسقاط» اسم أديب الذي جاء على طريقة «إخراج الأرنب» وهذه المرة من جيْب فرنسا عبر هنْدسةٍ أوردتْها تقارير متقاطعة في بيروت تحدثت عن دورٍ لرئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسية برنار ايمييه في استيلاد الرئيس المكلف بمواكبةٍ من أحد اللصيقين برئيس وزراء لبناني سابق قبل أن يتولى ماكرون تسويق الاسم لبنانياً وإجرائه شخصياً اتصالاتٍ رئاسية وبقادة أحزاب للحضّ على تسمية سفير لبنان لدى برلين (من 2013) والمتزوّج من فرنسية والذي أُعطي الضوء الأخضر الداخلي الصريح لـ «تعيينه» مع تزكيته من رؤساء الحكومة السابقين مساء الأحد. وتشير هذه الدوائر إلى أن طبيعة الحكومة الجديدة التي يُراد لها أن تكون «منزوعة الدَسَم سياسياً»، في الشكل كما في وظيفتها العابرة لجوهر المشكلة السياسية للبنان مع الخارج والمتمثل بوضعية «حزب الله» وسلاحه خارج الدولة وأدواره في الساحات اللاهبة، يؤكد البُعد الانتقالي لهذه الحكومة الذي تسعى باريس لجعْلها بمثابة حبلٍ «يلْتقط» الوضعَ اللبناني في منتصف الهاوية التي سَقَط فيها بما يحول دول الارتطام الكبير بالقعر «القاتِل»، وإن كان عنوان الإصلاحات البنيوية والدعوة إلى النأي بالنفس عن صراعات المنطقة الذي ذكّرت به مجموعة الدعم الدولية للبنان بعيد انكشاف التكليف المحسوم لأديب قد يشكّل بداية تغيير السلوك السياسي الذي تحدّثت عنه باريس وتريد واشنطن «جرعات» أكبر منه في ما خص مسألة «حزب الله» بالدرجة الأولى. وإذ حملتْ أولى ساعات ما بعد تكليف أديب غيابَ أي موقف أميركي أو عربي مرحّب، في موازاة كلام صحيفة «نيويورك تايمز» عن أن الرئيس المكلف حظي بدعم تيار الرئيس سعد الحريري وتيار الرئيس ميشال عون و«حزب الله»، كانت القراءات الداخلية للتكليف غير المألوف تتوقّف عند «نقاط ثمينة» راكَمها الائتلاف الحاكِمُ وبينها:

* جرّ رؤساء الحكومة السابقين إلى تسمية شخصية ليسير بها أركان السلطة وهو ما كان الأخيرون يرفضونه لكونه «قفز فوق الأصول الدستورية واتفاق الطائف».

* نجاح «حزب الله» مجدّداً في إيصال مرشّح وهذه المرة ليس عبر استيلاده في كنفه بل من خلال جرّ الآخَرين إلى تسميته وفق «لائحة الفيتوات» التي فَرَضها على الجميع (خصوصاً حول نواف سلام ومحمد بعاصيري) مع تحييد كامل لأي تأثيرات لحُكْم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري كما للوقْع الدراماتيكي لـ «بيروتشيما» على الائتلاف الحاكم.

* تكرار رئيس «التيار الحر» جبران باسيل النجاح في استبعاد الحريري، والأهمّ استدراج الأخير ولو بطريقة غير مباشرة إلى تجديد التسوية مع عهد الرئيس عون، في موازاة الاستفادة الكبيرة للحزب التي سيشكّلها الغطاء السني للحكومة بحال اكتمل نصاب تأليفها وجرُّ هذا المكوّن وبعض خصومه إلى «شراكة» في حمل «كرة نار» الانهيار التي أحرقت يدي حكومة حسان دياب السابقة وعمّقت الحصار حول الحزب.

واستوقف الدوائر نفسها في يوم الاستشارات (نال فيها إضافة إلى أديب، السفير والقاضي نواف سلام 16 صوتاً و7 لا تسمية وصوت لكل من ريا الحسن والفضل شلق) تَرَدُّد كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط التي ورغم تسميتها أديب إلا أنها أبدت «عدم حماسة» للتسوية التي أفضت إلى هذا الخيار مع تشكيك بقدرتها على تحقيق المرجو لجهة مقاربة جدية للإصلاحات وتغيير الذهنية لفريق العهد خصوصاً، فيما ذهب حزب «القوات اللبنانية» إلى تسمية سلام رغم اتصال ماكرون برئيسه سمير جعجع «لأننا نعلم استقلالية سلام ونظرته السيادية وعلاقاته الدولية، وحان الوقت لأن يكون مَن يكلّف هو المسؤول، وليس واجهة لغيره او لتسويات اللحظة الأخيرة». وفي حين اعتبرت هذه الدوائر أن زيارة المسؤول الأميركي ديفيد شينكر لبيروت غداً ستحمل الإشارات القاطعة حيال موقف واشنطن من تكليف أديب وما بعده، وسط اقتناعٍ بأن «قبضة» العقوبات لن تتراجع ما لم تتألف حكومة مستقلة وحيادية لا تأثير فيها لـ «حزب الله» وحلفائه، رأت أن المحكّ الفعلي سيكون مع بدء تركيب «بازل» الحكومة وشكلها. وتحدثت الدوائر عن معطيات أشارت إلى أن التكليف الذي أمْلاه توقيت زيارة ماكرون الذي يشارك اليوم في الاحتفال المقتضب بمئوية لبنان الكبير لم يترافق مع تفاهم على التأليف الذي يفترض أن يُكمل الرئيس الفرنسي خلال لقاءاته في بيروت (يغادرها غداً) الضغط في اتجاه أن يكون سريعاً ووفق «البروفايل» الذي حدده لتشكيلة «تحيد فيها الأحزاب جانباً»، وهو ما سيتضح في الساعات المقبلة إمكان أن يسلّم به أفرقاء الداخل خصوصاً الائتلاف الحاكم الذي تردد أنه يميل إلى حكومة تكنو - سياسية ولو بمستوى حزبي شبه «خفي»، وسط اعتبار البعض أن قيادة باريس للملف الحكومي وإمساك رؤساء الحكومة السابقين بيد أديب يمكن ان يشكلا عنصر توازن كافياً لمنْع تكرار تجربة حكومة دياب (ومحاصصاتها) التي استقالت في 10 أغسطس الماضي، وإن كانت نتيجته المحتملة «تعليق» التأليف. وكان لافتاً أمس في «اول الكلام» لأديب بعد تكليفه إعطائه إشاراتٍ إلى أنه يريد «العمل وليس الكلام وإعطاء وعود»، متفادياً الجزم حيال شكل حكومته التي طالبه مواطنون خلال زيارة تفقدية قام بها عقب تسميته لمرفأ بيروت ومنطقتي الجميزة ومار مخايل بأن تكون بلا سياسيين فكان جوابه «إن شاء الله». علماً أن أوساطاً سياسية اعتبرت أن هذه المحطة الميدانية أراد منها الرئيس المكلف الحصول على بداية شرعية شعبية اصطدمت باعتراضاتٍ من عدد من المتظاهرين الذين أعلنوا أمامه رفْض تسميته هاتفين «ثوار، أحرار، ح نكمل المشوار»، في موازاة انتقادات للتسوية التي أفضت إلى «معاودة تجديد الطبقة السياسية لنفسها».وفي بيان مقتضب جداً وعَكَس منحى عملانياً يريد أديب لإعطائه لمهمته، قال الرئيس المكلف من قصر بعبدا قبل قيامه بعد الظهر بالجولة التقليدية على رؤساء الحكومة السابقين على أن يُجْري الاستشارات غير الملزمة للتأليف مع الكتل البرلمانية غداً: «في هذه الظروف العصيبة لا وقت للكلام والوعود والتمنيات. الوقت للعمل بكل قوة بتعاون الجميع من أجل تعافي وطننا واستعادة شعبنا الأمل بغد أفضل، وبإذن الله سنوفق في هذه المهمة لاختيار فريق عمل وزاري متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص وننطلق سريعاً في إجراء الإصلاحات الأساسية وبسرعة». وأضاف ان «الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلتُها هي بناء على ان كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة في فترة قياسية، والبدء بتنفيذ الإصلاحات فوراً من مدخل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي».

مَن هو مصطفى أديب؟

مصطفى أديب، إبن «عروس الشمال» طرابلس، والذي دَخَل نادي رؤساء الحكومة في لبنان، منذ يوليو 2013 منصب السفير لدى ألمانيا. حاصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية. بدأ حياته المهنية كمدرّس للقانون الدولي العام والقانون الدستوري والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية في جامعات مختلفة في لبنان وفرنسا. في 2000، بدأ التدريس في كلية بيروت الحربية، وأصبح أستاذاً متفرّغاً في الجامعة اللبنانية.كما أنّ أديب هو رئيس الجمعية اللبنانية للقانون الدولي والجمعية اللبنانية للعلوم السياسية وعضو في جمعية خريجي الجامعات الفرنسية، والجمعية العربية للعلوم السياسية، والجمعية الدولية للقانون الدستوري، والمرصد من أجل السلم الأهلي الدائم. شارك في إعداد أبحاث أكاديمية وقدّم استشارات في مجالات عدة، بينها الرقابة البرلمانية على قطاع الأمن واللامركزية والقوانين الانتخابية. تولّى منصب مستشار رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي منذ العام 2000 وحتى 2004 قبل أن يعينّه ميقاتي مديراً لمكتبه في رئاسة الحكومة العام 2011. متأهل من الفرنسية فلافيا داماتو وله خمسة أولاد.

ماكرون في بيروت لـ«تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار»

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين».... وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء اليوم الإثنين، إلى بيروت، بعد ساعات من تسمية مصطفى أديب رئيساً مكلفاً تشكيل حكومة جديدة، في زيارة هي الثانية منذ انفجار المرفأ وتأتي عشية المئوية الأولى لتأسيس «دولة لبنان الكبير». وجاء تكليف الرئيس اللبناني ميشال عون لسفير لبنان لدى ألمانيا تشكيل حكومة جديدة للبلاد، ثمرة توافق بين أبرز القوى السياسية التي استبقت وصول ماكرون العازم على دعوتها إلى تأليف حكومة بمهمة محددة لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية الحادة. ووصل ماكرون عند الساعة التاسعة مساء (18,00 ت غ) وكان في استقباله في المطار رئيس الجمهورية، على أن يتوجّه بعدها إلى منزل الفنانة فيروز التي تعتبر رمزاً لوحدة لبنان، كما من المفترض أن يلتقي بعدها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في منزله في وسط بيروت.

وكتب الرئيس الفرنسي على تويتر بعد وصوله الى لبنان: «أقول للبنانيين إنكم كأخوة للفرنسيين. وكما وعدتكم، فها أنا أعود إلى بيروت لاستعراض المستجدّات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل معاً على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار». ويحفل جدول أعماله غداً الثلاثاء بلقاءات سياسية وأخرى ذات طابع رمزي، لمناسبة إحياء الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير خلال فترة الانتداب الفرنسي. ويختتم الزيارة باجتماع يعقده مع تسعة من ممثلي أبرز القوى السياسية. وهذه الزيارة هي الثانية لماكرون إلى بيروت بعد انفجار المرفأ. وكان دعا في زيارته الأولى في 6 أغسطس(آب) المسؤولين إلى اقرار ميثاق سياسي جديد وإجراء إصلاحات عاجلة. ووعد بالعودة لتقييم التقدّم الذي تمّ إحرازه. واستبقت الرئاسة الفرنسية وصوله إلى بيروت بتأكيدها ليل الأحد أن المطالب التي يحملها «واضحة، وهي حكومة بمهمة محدّدة، نظيفة الكفّ، فاعلة وقادرة على تنفيذ الاصلاحات الضرورية في لبنان وبالتالي تلقي دعم دولي قوي»، يساهم في إعادة تشغيل العجلة الاقتصادية. ودق ماكرون ناقوس الخطر الجمعة محذراً من «حرب أهلية» في لبنان «إذا تخلينا عنه». ولاقت دعوات ماكرون الى «ميثاق سياسي جديد» انفتاحاً أبرزه على لسان حزب الله. وقال الأمين العام للحزب حسن نصرالله الأحد «نحن منفتحون على أي نقاش هادف في هذا المجال (...) لكن لدينا شرط أن يكون هذا النقاش وهذا الحوار اللبناني بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية». ودعا عون في كلمة الأحد «إلى إعلان لبنان دولة مدنية»، معتبراً أن ذلك «يعني خلاصه من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها». واستبقت القوى السياسية وصول ماكرون بالاتفاق على أديب رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة، في خطوة وصفت بأنها اتُّخذت لإرضاء ماكرون. وبعد تكليفه، قام أديب بجولة في منطقة الجميزة المدمرة جراء انفجار مرفأ بيروت المروّع، ليكون أول مسؤول ينزل إلى المنطقة منذ الكارثة.

17308 إصابة مؤكدة بـ«كورونا» في لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين».... ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في لبنان إلى 17308 حالة مؤكدة بعد تسجيل 438 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 167. وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي، اليوم الإثنين، حول مستجدات فيروس كورونا أنه تم خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة تسجيل 438 إصابة جديدة بفيروس كورونا، هي 435 لمقيمين و3 لوافدين لبنانيين من الخارج، الأمر الذي يرفع العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 17308 منذ 21 فبراير (شباط) الماضي.

أديب أمام تحدي تشكيل حكومة لبنانية إصلاحية سريعاً بعد تسميته بأغلبية 90 نائباً

يعمل على اختيار فريق وزاري متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص

بيروت: «الشرق الأوسط».... كلف الرئيس اللبناني ميشال عون أمس (الاثنين)، السفير مصطفى أديب بتشكيل الحكومة العتيدة بعد أن نال 90 صوتا من أصوات النواب في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها عون أمس، وسط تحدي تأليف الحكومة بسرعة، تحاكي مطالب المجتمع الدولي وتنفذ الإصلاحات المطلوبة من لبنان لإنقاذ البلاد من أزماتها. ووصل أديب إلى القصر الجمهوري في ختام استشارات نيابية ملزمة أجراها الرئيس اللبناني ميشال عون لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وبعد أن أبلغ عون رئيس مجلس النواب نبيه بري بحصيلة الاستشارات، تم استدعاء أديب إلى القصر، وفق ما يفرضه الدستور. وفيما اكتفى بري بالقول: «عقبال الحكومة في أسرع وقت»، وهو يغادر القصر الجمهوري، أكد الرئيس المكلف أديب أن «لا وقت للكلام والوعود والتمنيات، بل للعمل بكل قوة بتعاون الجميع من أجل تعافي وطننا واستعادة شعبنا الأمل بغد أفضل، لأن القلق كبير لدى جميع اللبنانيين على الحاضر والمستقبل». كما أكد «العمل لاختيار فريق عمل وزاري متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص وننطلق سريعا بالتعاون مع المجلس النيابي الكريم، في إجراء الإصلاحات الأساسية وبسرعة». وحاز أديب على أغلبية الـ90 صوتا من أصل 121 نائبا في البرلمان (بعد استقالة 7 نواب إثر انفجار مرفأ بيروت)، وذلك بموجب تسوية سياسية بين الأفرقاء، دفع باتجاهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصل إلى بيروت مساء أمس للمشاركة في احتفالات مئوية إعلان لبنان الكبير في العاصمة اللبنانية. وقالت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن التسوية لا تقتصر على تكليف رئيس للحكومة، بل تشمل إسراعا في تأليفها وتنفيذ الإصلاحات. وفي مؤشر على الإسراع في تشكيل الحكومة، بدأ أديب أمس الجولة البروتوكولية على رؤساء الحكومات السابقين، واستهلها بالرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، ثم زار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، تلتها زيارة الرئيس تمام سلام، قبل أن ينتقل عصرا إلى منزل الرئيس الأسبق سليم الحص، على أن يزور الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس حسان دياب. وتبدأ غدا الأربعاء استشارات التأليف في مقر رئاسة مجلس النواب «عين التينة»، بسبب الأضرار التي لحقت بمجلس النواب جراء انفجار مرفأ بيروت، ويلتقي خلالها الرؤساء بري وميقاتي والحريري وسلام ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، تليها لقاءات مع الكتل النيابية والنواب المستقلين. وانطلقت الاستشارات النيابية صباح أمس، قبل أن تنتهي ظهرا. وصوّت رؤساء الحكومات السابقون وكتلتا «المستقبل» و«الوسط المستقل» لصالح أديب، كما سماه نواب «تكتل لبنان القوي» (التيار الوطني الحر) و«التنمية والتحرير» (حركة أمل) «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) و«اللقاء الديمقراطي» (الحزب التقدمي الاشتراكي) و«القومي الاجتماعي» و«التكتل الوطني» (تيار المردة) ونواب آخرون، فيما حاز السفير نواف سلام على 15 صوتا بعد تسميته من قبل كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية)، بينما كسبت الوزيرة السابقة ريا الحسن صوتا، وأعطي صوت للفضل شلق بموازاة خروج 8 نواب من دون تسمية أحد. وخلال الاستشارات، دعا ميقاتي إلى «أن نكون يدا واحدة وقد اخترت مصطفى أديب لكي يكون جزءا من عملية الإنقاذ»، فيما شدد الحريري على أنه «يجب أن يكون هدفنا جميعا إعادة إعمار بيروت وتحقيق الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد لنكسب دعم المجتمع الدولي ونسيطر على الانهيار». ولفت إلى أنه «لتحقيق هذه الأهداف على الحكومة أن تتشكل من أشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والاختصاص، ويجب أن تتشكل بسرعة مع صياغة البيان الوزاري بسرعة». وقال: «يجب القيام بالإصلاحات لاستعادة ثقة الخارج، وكلنا نعلم الظروف التي أوصلت البلد إلى هذا الوضع». ورأى النائب تمام سلام أن «حمل الرئيس المكلف سيكون ثقيلا وسندعمه وعلى المسؤولين أن يدركوا أنها الفرصة الأخيرة للبنان واللبنانيين أن ينقذوا وطنهم انطلاقا من تفاهمهم وبدعم دولي وعربي». وأعلن نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أنه «تريّث وتحفّظ ووضع ورقة بيضاء في يد رئيس الجمهورية فيما خصّ تسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة». وأضاف من قصر بعبدا «لا أستطيع في أيّام المحنة التي نعيشها أن أرى مِن طرح اسم مصطفى أديب أمرا إيجابيا مع احترامي الشديد له، وكلّ هذه التسميات هدفها الدوران حول حكومة سياسية أو تكنو - سياسية»، معتبرا أنه لا يستطيع أن يركن لأمر غير معروف وأن يراهن على مستقبل عمل شخص لا يعرفه ليكسب الثقة المرجوّة من قِبله. ودعا رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «الجميع إلى تعاون إيجابي لما فيه مصلحة لبنان وخدمة الأولويات وفي طليعتها تحقيق الإصلاحات وإعمار بيروت والنهوض الاقتصادي». في غضون ذلك، قال رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط: «نحن كلقاء ديمقراطي وكحزب تقدمي اشتراكي، مطالبنا كبيرة وطموحاتنا كبيرة. أولا الانتخابات النيابية المبكرة، وقانون انتخابات غير طائفي، ونطالب ونحلم بدولة مدنية، وحتى تحقيق ذلك نطلب من الحكومة أن تحافظ على ما تبقى من اتفاق الطائف، ونتمنى منها أن تركز على الإصلاحات، لأن الشعب اللبناني يموت جوعا، ومن أجل الشباب اللبناني الذي يهاجر لتأمين مستقبله في الخارج». وأعلن عدم المشاركة بالحكومة، نافيا حصول أي ضغوط بشأن التسمية. وأكدت كتلة «الجمهورية القوية» التي سمت نواف سلام «أننا لن نقبل بتسويات لا داخلية ولا خارجية على حساب لبنان»، فيما قال النائب شامل روكز إن «تأليف الحكومة يجب أن يقوم على أشخاص مستقلّين لأنّ ليس لدينا ترف الوقت ولدى مصطفى أديب فرصة كبيرة ليكون رئيس حكومة لأنّه نال ثقة سياسيّة ولكنّ الأهم هي الثقة الشعبية». وتحدث النائب جبران باسيل باسم تكتل لبنان القوي، فقال: «سمينا مصطفى أديب نزولا عند خيار القوة السياسية الأكثر تمثيلا لموقع رئاسة الحكومة، وثانيا هو من أصحاب الاختصاص والخبرة بالعمل الحكومي، وثالثا أنه لديه القدرة على التواصل مع المجتمع الدولي واللبنانيين». وجدد المطالبة بتشكيل «حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية». وتابع: «علينا تقديم التزام للمجتمع الدولي الذي نطلب مساعدته، ولو كان توقيعا، ونحن نلتزم تسهيل تشكيل الحكومة بسرعة وسنبدي المرونة اللازمة لذلك ويبقى الأهم أن تكتلنا سيكون الجهة الدافئة لتسهيل تشكيل الحكومة وأول مهامها إعادة إعمار بيروت ومواكبة المنكوبين في بيروت».....

تحديات ماكرون الأربعة في زيارته الثانية للبنان

الشرق الاوسط....باريس: ميشال أبو نجم.... نجحت ضغوط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصل مساء أمس (الاثنين) إلى بيروت، على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين في حمل الرئيس ميشال عون على إجراء المشاورات البرلمانية التي تأخرت كثيراً، وعلى توفير ما يشبه الإجماع على تكليف سفير لبنان في برلين مصطفى أديب لتشكيل الحكومة العتيدة. ولم يكن تزامن الاستشارات مع عودة ماكرون إلى بيروت من قبيل الصدف. ذلك أنه «حذّر» المسؤولين والسياسيين بأنه «عائد» إلى لبنان للتحقق من التقدم الذي حصل. ووفق مصادر واسعة الاطلاع في باريس، فإنه أمضى كثيراً من وقته طيلة نهاية الأسبوع المنصرم في التواصل مع بيروت للدفع باتجاه «أوسع تأييد» لمصطفى أديب الذي خرج من «قبعة» تجمع رؤساء الحكومة السابقين، وبتزكية من الرئيس سعد الحريري شخصياً، ما يشكل فارقاً أساسياً مع حكومة حسان دياب التي وصفت بحكومة «اللون الواحد»، بينما الحكومة القادمة يفترض أن تحظى بـ«أوسع دعم»، وعلى رأسه دعم قادة الطائفة السنية، وهو ما سعت إليه باريس منذ البداية. كذلك حصد ماكرون نجاحاً لدى «حزب الله» وأمينه العام بقوله: «نحن منفتحون على أي مناقشة بناءة، شرط أن تكون حواراً لبنانياً». في إشارة منه إلى دعوة ماكرون لمجيء «ميثاق سياسي وطني جديد». ولاكتمال الصورة، تتعين الإشارة إلى أمرين الأول، أن ماكرون بمجيئه المبكر إلى بيروت بعد 48 ساعة على انفجار المرفأ، أثار موجة تعاطف واهتمام بلبنان، الأمر الذي عكسه تواتر الزوار والدعم متعدد الأشكال الذي انصب عليه. والثاني، أنه «أيقظ» الرغبة في الإصلاح لدى الرئيس عون الذي يطالب اليوم بـ«الدولة المدنية» كمدخل لإعادة ترميم صورته المتآكلة بسبب 4 سنوات من الحكم الحافل بالأزمات، والذي أوصل لبنان، وفق التقارير الدولية، إلى القعر اقتصادياً ومالياً واجتماعياً، ونصف اللبنانيين إلى حافة الجوع. بيد أن ما حقّقه ماكرون حتى اليوم، رغم أهميته، ليس سوى «نصف نجاح» إذ ما زالت تواجه مساعيه، بحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع في باريس، 4 تحديات رئيسية،

أولها تشكيل حكومة أديب. ماكرون يريد حكومة «تحظى بأوسع مروحة من الدعم»، وهذا الأمر تحقق من خلال التسمية. إلا أن طبيعتها) تكنوقراطية، مستقلة عن الأحزاب، مستعدة للسير بالإصلاحات...)، وطريقة تشكيلها ستوفران مؤشرات على مدى استعداد الطبقة السياسية في لبنان للتخلي عن مبدأ المحاصصة والتمسك بالحقائب «الدسمة»؛ خصوصاً ترك الطريق مفتوحة أمامها للقيام بالإصلاحات التي يراها المجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا، ضرورية لمساعدة لبنان للنهوض. وبالنظر لتقاليد السياسيين في لبنان في العقود الأخيرة، ولقدرة النظام السياسي على امتصاص الصدمات، سيكون من المخاطرة الرهان على استفاقة الحس الوطني وتغليب المصلحة الجماعية لديهم، إذ إن التجربة لا تشي بذلك بتاتاً.

يكمن التحدي الثاني بالنسبة للرئيس الفرنسي في توفير عناصر النجاح للحكومة الجديدة التي تريد باريس تشكيلها بأسرع وقت، لوضع حد للفراغ المؤسساتي. ولا يقتصر هذا التحدي على الداخل اللبناني الذي لكل طرف فيه حساباته المحلية والخارجية، بل له بعدان إقليمي ودولي متلازمان. وليس سراً أن ماكرون تواصل مع واشنطن وموسكو وبرلين وبروكسل والرياض وأبوظبي وطهران والدوحة... لتوفير ما يمكن تسميته «شبكة أمان» للبنان، وهو يحظى في تحركه بدعم أوروبي و«تفهم» أميركي، من باب تأكيده على أن «لبنان ليس ورقة خاسرة» وإن تركه لمصيره سيكون بمثابة تقديمه «هدية» لـ«حزب الله» وإيران. وبكلام آخر، يحتاج ماكرون لإخراج لبنان من مربع التجاذب وتصفية الحسابات بين إيران والولايات المتحدة، وبين إيران والبلدان الخليجية. لذا، فإن القبول المبدئي للوساطة الفرنسية ولغرض إنقاذ لبنان يفترض ترجمة الوعود إلى وقائع وأفعال، وعنوانها توفير الدعم للبنان سياسياً ومالياً واقتصادياً. من هنا، أهمية أن تنجح فرنسا في تعبئة مجموعة الدعم للبنان وإعادة تفعيل مقررات مؤتمر «سيدر» للعام 2018 ودفع المؤسسات المالية الدولية للتعاون مع لبنان، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي. بيد أن كل هذا الحراك رغم أهميته، يبقى ناقصاً إن لم يتجاوب الشارع اللبناني مع الحكومة ورئيسها، وهو ما يشكل التحدي الثالث. من هنا، حاجة ماكرون لـ«تسويقها» لدى الرأي العام اللبناني الذي اكتوى بالوعود التي لا تنفذ. وتجدر الإشارة إلى أن المصادر الرئاسية تصرّ على أن «خريطة الطريق» التي تطرحها للبنان ليست سوى استعادة لما يطلبه الشارع. لذا، تتعين متابعة ردود الأفعال للشارع والمجتمع المدني ونشطائه لما أفرزته الطبقة السياسية لأن الحكومة المنتظرة تحتاج للقبول بشرعيتها وبفعاليتها. يبقى أن التحدي الأخير لـماكرون عنوانه تفصيل ما اقترحه من أنه يريد للبنان «ميثاقاً سياسياً جديداً» وتجديداً للطاقم السياسي الذي يعيد استنساخ نفسه. لكن دون هذا المشروع عقبات وانقسامات لا بد أن تظهر سريعاً عندما يبدأ البحث الجدي به إذا ما حدث ذلك يوماً.

أسبوع لاختبار نيات القوى السياسية اللبنانية في تشكيل الحكومة الجديدة

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير..... قالت مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع، إنه من السابق لأوانه إصدار الأحكام المسبقة أكانت سلبية أو إيجابية، على تكليف الدكتور مصطفى أديب تشكيل الحكومة الجديدة، وإن هناك ضرورة للتريّث إلى حين تشكيلها، ومن ثم التأكّد من ردود الفعل العربية والدولية للوقوف على مدى استعدادها لتوفير الدعم لها وما إذا كانت تسميته مشغولة من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (وصل مساء أمس الاثنين إلى بيروت) الذي أشرف شخصيا وقبل أيام من وصوله ليل أمس إلى بيروت على تأمين التأييد له، خصوصا أن تكليفه يسبق مجيء مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر غدا الأربعاء في زيارة هي الثانية له للبنان. ولفتت المصادر السياسية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن حصول أديب على ما يشبه الإجماع في تسميته من النواب يفترض الانتظار للتأكد ما إذا كانت ولادة الحكومة ستتم بسرعة، وفي غضون نحو أسبوع أم أنها ستخضع إلى ابتزاز مرده إلى الخلاف على توزيع الحقائب، مع أن التوجّه لدى معظم الذين رشّحوه لتولي رئاسة الحكومة يضغط باتجاه تشكيل حكومة من اختصاصيين تكون على قياس التحدّيات التي ترمي بثقلها على كاهل البلد وأبرزها إعادة إعمار بيروت ووقف الانهيار المالي والاقتصادي. ورأت أن النواب سيخضعون لاختبار للنيّات فور فتح ملف تشكيل الحكومة للتأكد مما إذا كان ترشيحهم لأديب ينمّ عن قناعة، أم أنهم رأوا بأن هناك ضرورة للاستجابة لرغبة ماكرون، وبالتالي لا مفر أمامهم سوى القيام بواجباتهم مراعاة له. واعتبرت أن التزامن بين زيارة ماكرون لبيروت ومجيء شينكر سيكون بمثابة مؤشر لاختبار مدى التطابق بين باريس وواشنطن لوضع حد لكل ما تردد بأن الأخيرة أعطت لماكرون نصف ضوء أخضر لاختبار مدى قدرته على وقف تدحرج لبنان إلى الهاوية، خصوصا أنه يتعامل مع عامل الوقت على أنه هدر للفرص سيؤدي إلى زوال لبنان. ورأت هذه المصادر أن تسمية أديب بدعم من رؤساء الحكومات السابقين وبتدخّل مباشر من ماكرون سيضع هؤلاء الرؤساء أمام مسؤوليتهم في توفير الدعم لها ولم يعد في مقدورهم كما في السابق التذرّع بأن تسمية رئيس الحكومة من «صلاحية» «حزب الله» وحليفه «التيار الوطني الحر». وبكلام آخر، فإن دعم الرؤساء لأديب وفّر له أوسع تمثيل للطائفة السنّية بخلاف سلفه الرئيس حسان دياب الذي أُقيل في شارعه قبل أن يستقيل دستوريا، وبالتالي فإن مجرد تعثّره سيرتدّ سلبا عليهم. لذلك، فإن أديب لن يكون - كما يقول أحد رؤساء الحكومات السابقين لـ«الشرق الأوسط» - حسان دياب آخر وهو يرفض تشكيل حكومة تكنوقراط تؤتي بوزراء يكونون بمثابة نسخة طبق الأصل عن أسلافهم بل سيتم اختيارهم من أهل الاختصاص ولديهم خبرة في الحقلين العام والخاص. ويضيف أن مشكلة دياب في اختيار الوزراء تكمن في أنه استعان بوزراء من التكنوقراط اضطر معظمهم للاستعانة بخبراء وهذا ما أفقدهم القدرة على إدارة شؤون وزاراتهم التي أصبحت في عهدة الخبراء الذين تصرّفوا على أنهم وزراء أصيلون، ويؤكد أن الوزراء في الحكومة الجديدة لن يكونوا من الأطقم السياسية بل من طينة رئيسهم.

- المهمة الأولى

وعليه، فإن المهمة الأولى للحكومة الجديدة تكمن في وقف التدهور المالي والاقتصادي وفي إعداد برنامج إصلاحي يُفترض أن يتم التفاهم عليه بالتلازم مع اختيار الوزراء وأن تُعطى الأولوية لإعادة إعمار بيروت وإنجاح المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات مالية لدعم خطة التعافي المالي. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن السرعة مطلوبة للعبور بالتشكيلة الوزارية وفي غضون أسبوع أو ما يزيد إلى بر الأمان وهذا يعني أنه لا مجال لابتزاز الرئيس المكلّف أو إقحامه في بازار التوزير وسيكون له الرد المناسب في حال أنه اكتشف بالملموس بأن هناك من يعيق ولادة الحكومة. وعزت السبب إلى أن هناك ضرورة لمعاودة المفاوضات مع صندوق النقد بعد أن أوصلتها حكومة دياب إلى حائط مسدود على أن يتم التفاهم على الورقة الإصلاحية التي ستُدرج في صلب البيان الوزاري، وقالت إن مجرد تجاوب الصندوق مع طلبات الحكومة يقود حتما إلى اكتشاف الموقف الأميركي على حقيقته والتدقيق فيه. كما أن المصادر تدعو لمراقبة رد فعل الدول العربية، خصوصا تلك القادرة على مساعدة لبنان للتأكد من مدى استعدادها للتعامل إيجابا مع الحكومة بعد أن أحجمت عن التواصل مع حكومة دياب التي أمعنت في توتير العلاقات اللبنانية - العربية بدلا من أن تبادر إلى تصويبها على قاعدة التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس وانسحابه تدريجيا من محور الممانعة بقيادة إيران.

بري: لبنان لم يعد يمتلك فائضاً من الاستقرار السياسي والأمني.... حذر من أن الكيدية السياسية تضع البلاد على حافة خطر وجودي...

بيروت: «الشرق الأوسط».... حذر رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، من أن «الاستخفاف والحقد والأنانية والكيدية السياسية وانعدام المسؤولية الوطنية والإنكار تضع لبنان على حافة خطر وجودي»، منبهاً إلى أن لبنان «لم يعد يمتلك فائضاً من الاستقرار السياسي، ولا الاقتصادي ولا المالي، ولا الاستقرار الأمني الذي بدأ يهتز»، داعياً إلى «حوار تحت سقف المؤسسات حول مفهوم الدولة المدنية، وصياغة قانون انتخابي خارج القيد الطائفي، وإنشاء مجلس للشيوخ». وألقى بري كلمة في الذكرى الـ42 لتغييب مؤسس «حركة أمل» مؤسس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى»، الإمام موسى الصدر ورفيقيه، وجّه فيها رسالة سياسية حاسمة إلى بعض السياسيين الذين «لم يشعروا بعد بالترددات الناجمة عن الزلازل التي ضربت -ولا تزال تضرب- لبنان؛ شعر بها العالم أجمع من أقصاه إلى أقصاه... ولم يشعر بها هؤلاء، وبقوا يتصرفون وكأن شيئاً لم يحصل»، مؤكداً أن «الوطن لم يعد يمتلك فائضاً من الاستقرار السياسي، ولا الاقتصادي ولا المالي، ولا فائضاً من ثقة المواطن، ومن ثقة الخارج أيضاً بالدولة وسلطاتها وأدوارها». وقال: «الأخطر أن الوطن، للأسف، لم يعد يمتلك فائضاً من الاستقرار الأمني الذي بدأ يهتز، ونحن نسمع ونرى الحوادث المتنقلة من منطقة إلى أخرى؛ حوادث مشبوهة في أمكنتها وتوقيتها ومفتعليها»، مذكراً بأن كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حرب أو فتنة داخلية «ليس كلاماً عبثياً». وحذر بري من «الاستمرار في هذا الأداء والسلوك السياسي اللامسؤول، فهو يمثل أرضية خصبة لإعادة استيلاد الفوضى، وإيقاظ الشياطين النائمة من الخلايا الإرهابية التي تتحين الفرصة للانقضاض على الاستقرار في لبنان، والعبث بالوحدة والسلم الأهلي». ونبه إلى أن «الخوف والقلق على لبنان هذه المرة ليس من الخارج، بل من الداخل»، موضحاً: «إذا كان الفساد والإهمال والاستهتار أسباباً مباشرة لكل هذه الأزمات التي نعاني منها، وسبباً لانفجار كاد أن يزيل العاصمة عن الوجود... فإن الاستخفاف والحقد والأنانية والكيدية السياسية وانعدام المسؤولية الوطنية والإنكار، كلها قد تكون مسببات تضع لبنان على حافة خطر وجودي»، لكنه شدد على أنه «خطر يمكن تفاديه إذا أحسن الجميع التقاط اللحظة الدولية والإقليمية والمحلية المتاحة حالياً التي توفر لها كثير من الدول الصديقة، وكثير من الدول العربية الشقيقة، المناخات الملائمة لتقديم كل مساعدة للبنان واللبنانيين، وإنقاذهما من هذه المحنة، شريطة أن تكون النوايا صادقة، وأن نحب لبنان، وأن نقدّر أهمية هذا الوطن في الموقع والدور بالمقدار نفسه الذي ينظر إليه العالم». وعشية مئوية لبنان الكبير، رأى بري أن «أخطر ما كشفته كارثة المرفأ، عدا عناصر الدولة الفاشلة، سقوط هيكل النظام السياسي والاقتصادي بالكامل، ولا بد من تغيير في هذا النظام الطائفي، فهو علة العلل والفساد والحرمان، بل كان السبب والمسبب لعدم تطبيق أكثر من 54 قانوناً، بل ولمخالفات دستورية لا تعد ولا تحصى». وفي الشأن الحكومي، دعا الرئيس بري إلى وقف الحملات الإعلامية والتراشق الكلامي، مشدداً على «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة قوية جامعة للكفاءات تمتلك برنامجاً إنقاذياً إصلاحياً محدداً بفترة زمنية توازي بين إعادة الأعمار لما تهدم في بيروت والقيام بالإصلاحات الضرورية». ودعا إلى الإصلاح في طبيعة النظام السياسي، وفقاً لما ورد في اتفاق الطائف والدستور، خاصة في بنوده الإصلاحية. ودعا بري باسم «كتلة التنمية والتحرير» و«حركة أمل» المكونات السياسية في لبنان كافة، في المعارضة والموالاة، والجادين والصادقين في الحراك، إلى «الحوار تحت سقف المؤسسات حول مفهوم الدولة المدنية، وصياغة قانون انتخابي خارج القيد الطائفي، على قاعدة لبنان دائرة انتخابية واحدة أو المحافظات الكبرى، والاقتراع في أماكن السكن (...) إنشاء مجلس للشيوخ تمثل فيه الطوائف كافة، وتنحصر صلاحياته بالقضايا المصيرية، وتعزيز استقلالية القضاء وتطويره وتحصينه»، وقال: «هذه العناوين لا نطرحها للمناورة أو الهروب إلى الأمام». وجدد بري دعوته «أبناء أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) إلى أن يبقوا على أتم الجاهزية والاستعداد من موقعهم، بصفتهم مبتدأ للمقاومة وخبرها، لمجابهة أي اعتداء صهيوني على لبنان، إلى جانب (حزب الله)»، داعياً إلى «العمل لمنع الانزلاق إلى المكان الذي يريد العدو أخذ الوطن إليه»، مؤكداً أن «الوحدة بين أبناء المقاومة الواحدة والوطن الواحد يُحمى بها لبنان، وتُدرأ فتنة هي أشد من القتل». وفي قضية الأمام الصدر ورفيقيه الذين اختطفوا في أثناء زيارة إلى ليبيا في عام 1978، أكد بري أن قضية الأمام السيد موسى الصدر ورفيقيه هي قضية لن تموت إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولن تنتهي إلا بعودة الأمام الصدر ورفيقيه، وكشف كل الملابسات المحيطة بهذه الجريمة.



السابق

أخبار وتقارير...عون يكلف مصطفى أديب بتشكيل حكومة لبنان الجديدة....إردوغان يتوعد فرنسا بـ«دفع ثمن»... واليونان تنتقد «جنون العظمة»...الجيش الإسرائيلي يكشف كمينه لـ«حزب الله»...مستشار ترمب: دول عربية وإسلامية ستطبّع علاقاتها مع إسرائيل...ضابط فرنسي رفيع متهم بالتجسس لموسكو....

التالي

أخبار سوريا...قصف إسرائيلي يستهدف مخازن أسلحة للنظام وحزب الله...قتيلان و7 جرحى في قصف إسرائيلي على مواقع للجيش السوري...«اتفاق موسكو» يضمن الدعم الروسي ويختبر العلاقات مع أنقرة وواشنطن....وفد تركي في موسكو لبحث الملف السوري..«كورونا» وتدهور الليرة... يخنقان «الشركات الناشئة».... 2,2 مليون سوري إضافي عرضة لانعدام الأمن الغذائي....


أخبار متعلّقة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,105,003

عدد الزوار: 6,752,978

المتواجدون الآن: 97