أخبار لبنان.....تنامي المعارضة المسيحية ضد عون... ونواب تياره يلوذون بالصمت....سفارة أميركا في بيروت: ندعم احتجاجات الشعب اللبناني....مؤتمر باريس اليوم لمساعدات طارئة للبنان وبيروت تقدّر الأضرار بـ15 مليار دولار.... 4 محاور رئيسية....حراك عربي ودولي باتجاه بيروت عشية انعقاد مؤتمر المانحين..نواب «الكتائب» ويعقوبيان خارج المجلس النيابي.... نائب جديد يترك كتلة باسيل..رئيس الوزراء يضع غداً على الطاولة مشروع قانون لانتخابات مبكرة....مطالبة ماكرون بتشكيل حكومة وحدة تحظى بتكليف دولي تتزعمه واشنطن...

تاريخ الإضافة الأحد 9 آب 2020 - 5:40 ص    عدد الزيارات 2181    القسم محلية

        


مطالبة ماكرون بتشكيل حكومة وحدة تحظى بتكليف دولي تتزعمه واشنطن...

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.... قالت أوساط سياسية إن الزيارة التضامنية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت فتحت الباب أمام تزخيم حركة الاتصالات الإقليمية والدولية لتقديم المساعدات الطبية والغذائية للعاصمة اللبنانية المنكوبة، التي تنجلي في الاستجابة للدعوة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي في باريس اليوم يراد منه رفع منسوب هذه المساعدات التي تبقى في إطار تقديم كل أشكال الإغاثة لأبناء بيروت، من دون أن تتطور باتجاه المبادرة إلى تأمين الدعم المالي لإعادة إعمار الأحياء المنكوبة التي يبدو أنها مرتبطة بتشكيل حكومة وحدة وطنية على أنقاض الحكومة الحالية التي أثبتت فشلها، ولا يتعامل معها المجتمع الدولي على أنها الإدارة المؤهلة للقيام بمثل هذه المهمة. وتوقفت الأوساط السياسية أمام الاتصال الذي جرى بين ماكرون وترمب، والذي أعقبه مبادرة الأخير، بتدخل من ماكرون -كما ذكرت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»- للاتصال برئيس الجمهورية ميشال عون، وسألت ما إذا كان الرئيس الفرنسي قد تلقى الضوء الأخضر من نظيره الأميركي، وكان وراء توجهه إلى بيروت على وجه السرعة، خصوصاً أن الأخير سيشارك في المؤتمر الدولي الذي تستضيفه باريس اليوم. ورأت أن المبادرة التي حملها ماكرون إلى بيروت، وفيها الدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تحظى بتكليف دولي تتزعمه واشنطن، في ضوء أن باريس هي الأقدر على التواصل مع الأطراف المعنية بتشكيلها، ومن بينهم «حزب الله»، وعزت السبب إلى أن عامل الوقت بعد النكبة التي حلت ببيروت لم يعد يسمح بتمديد الانتظار من دون الولوج إلى حل لوقف الانهيار الذي يتدحرج حالياً بسرعة. وقالت الأوساط نفسها إن الزلزال الذي أصاب بيروت ترتب عليه توجيه إنذار دولي حمله ماكرون، وفيه أن انهيار لبنان سيؤدي حتماً إلى انهيار القوى السياسية، ولن يكون هناك رابح، وأن الجميع سيدفعون فاتورة التقاعس عن إنقاذ بلدهم. وعدت أن ماكرون لم يحضر إلى بيروت للوقوف في وجه الحراك الشعبي الذي أخذ يتصاعد بوتيرة غير محسوبة، وبلغ ذروته في رد فعله على الهزة التي دمرت بيروت، وقالت إن اجتماعه بممثلين عن هيئات المجتمع المدني تميز بتأييده لتطلعات اللبنانيين نحو التغيير، وبدعوته الحكومة إلى الاستجابة لمطالبهم، لكنه رأى أن التغيير يجب أن يتم حسب الأصول الديمقراطية؛ أي من خلال إجراء انتخابات نيابية. وعلمت «الشرق الأوسط» أن ماكرون ليس ضد إجراء انتخابات نيابية مبكرة، لكن تحقيقه يجب أن يتم من خلال آلية دستورية، وإن كان يعتقد أن الوقت لا يسمح الآن بإتمامها لأن الأولوية تبقى لإنقاذ البلد، ولو مرحلياً، وإلا فالانهيار حاصل لا محالة، ولن ينجو منه أحد. وفي هذا السياق، دعا ماكرون من التقاهم في قصر الصنوبر إلى عدم إقحام لبنان على الأقل في المدى المنظور في الصراع الإيراني - الإسرائيلي، ونقلت عنه الأوساط السياسية تحذيره من عدم الإفادة من عامل الوقت، وهذا يتطلب من الجميع الالتفات إلى الداخل لوقف الانهيار. ومع أن الأوساط هذه لا تملك أي معلومة عما إذا كان ماكرون على تواصل مع طهران قبل زيارته لبيروت، وإن كانت لا تستبعد استمرار التفاوض المتقطع بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. وأضافت أن انفتاح الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، بطريقة غير مباشرة، على التحرك الفرنسي، بقوله إنه مع أي جهد يؤدي إلى لم الشمل والحوار، يعود إلى حرصه على مراقبة حركة الاندفاع الدولي والإقليمي نحو لبنان لمعرفة إلى أين ستصل، لأنه ليس في وارد الوقوف في وجه تصاعد الانتفاضة الشعبية ضد الحكم والحكومة، في ضوء ما ألحقه الدمار من أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات، دفعت فيها الأحياء ذات الغالبية المسيحية الكلفة الأكبر، إضافة إلى أن «العهد القوي» بات في موقع لا يستطيع الوقوف في وجه أي مبادرة خارجية، أو أن يغطي من يحاول الالتفاف عليها. لذلك، فإن الدعم الدولي والإقليمي يبقى تحت عنوان تقديم المساعدات الإنسانية، على أن يكلف المجتمع الدولي، في حال توافر الدعم المالي، بمهمة الإشراف مباشرة على إعادة إعمار الأحياء المنكوبة. وعليه، فإن التواصل الدولي مع لبنان لا يعني أن الحكم والحكومة قد تحررا من الحصار السياسي الذي سيبقى قائماً إلى حين تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإن كان الاتصال الذي أجراه ترمب بعون قد خرج عن المألوف، بطلب الأخير منه التوسُّط بين لبنان وإسرائيل لتسوية النزاع الذي يحول دون ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وهذا ما يخدم رئيس «التيار الوطني الحر»، جبران باسيل، الذي يقاتل طلباً لوساطة أميركية في هذا الخصوص....

لبنان... المجتمع الدولي يشقّ «ممراً إنسانياً» لنجدة شعبه والسلطة تلتقط «فرصة».... «غضب ساطع» و«مَشانق» في وسط بيروت واستقالات لنواب وتصاعُد الاستقطاب السياسي....

الراي.... الكاتب:بيروت - من وسام ابو حرفوش وليندا عازار .... ... بين «المَشانق» التي عُلّقت في ساحات وسط بيروت في «محاكمة ميدانية» من «الشعب» لطبقةٍ سياسية حمّلها اللبنانيون مسؤولية «بيروتشيما» وآثارها المُزَلْزِلة، وبين استشعارِ الائتلاف الحاكم بـ «فرصةٍ» أطلّت على أنقاض العاصمة التي غرقت في دماء أبنائها وركام مرفئها لفكّ الحبل الذي كان يلتفّ حول عنق حكومة «حزب الله»، انقسم المشهد في «بلاد الأرز» التي لم تَسْتَفِقْ بعد من الكارثة المدمّرة التي عصفت بـ «لؤلؤة الشرق» التي صار «طعْمها طعم نار ودخان». ... من «يوم الحساب» و«الغضب الساطع» الذي اهتزّت الأرضُ معه أمس، تحت أقدام السلطة على وقع مطالباتٍ هادرةٍ باستقالةِ الحكومةِ ورئيس الجمهورية ميشال عون، إلى سبت الهَبّة العربية - الدولية المتصاعدة لنجدةِ الشعب اللبناني عبر «ممرّ إنساني» يشق طريقَه بعنايةٍ بين «حقليْ ألغام» السياسة الموصولة بصواعق المنطقة وصراعاتها التي انكشف عليها لبنان مع سقوطه في المحور الإيراني والأزمة المالية التي يتشابك فيها السياسي مع «الصندوق الأسود» للفساد، ساعاتٌ من «الأنفاس المحبوسة» قبضت على بيروت القابعة تحت... الردم. فعلى وقع عمليات الإنقاذ المستمرة للعثور على أكثر من 60 مفقوداً (تبحث عنهم فرق عدة لبنانية وفرنسية وروسية) وصرخات الألم وطوفان الدموع في وداع قوافل النعوش العائدة إلى أحضان التراب (أكثر من 158 ضحية سقطت في انفجار المرفأ بينها زوجة السفير الهولندي جان والتمانز، وأكثر من 6 آلاف جريح)، انفجر السخطُ في وسط بيروت على مرمى العين من المرفأ الذي تَطايَر أشلاء وفي ظلال الخَراب في قلب العاصمة وأحياء رئيسية جَرَفَها تسونامي الدمار الذي يمْضي المنكوبون وجيوش المتطوّعين في محاولة إزالة ما أمْكن من آثارِه بأيديهم العارية فيما السلطة تلهو بتقاذُف المسؤولية و«غسْل الأيدي» من المسار الذي أفضى إلى فاجعة 4 أغسطس، إهمالاً أو تقصيراً، أياً كان سبب التفجير، خطأ بشري أو تخريب داخلي أو خارجي. وبدا منذ أولى ساعات بعد ظهر أمس أن السلطةَ باتتْ في سِباقٍ بين شارعٍ، ينتفض أصلاً في وجه الطبقة السياسية منذ أكتوبر 2019، ولكنه صار بعد نكبة الثلاثاء أكثر إصراراً على محاسبةٍ وكأنها من «وليّ دمٍ» لم يعد لديه ما يخسره، وبين محاولاتِ لملمة آثار الكارثة الأكبر في تاريخ البلاد مستفيدة من اندفاعة دعم خارجية كبيرة للشعب اللبناني تسعى للمواءمة بين عدم ترْكه فريسة التداعيات المأسوية للانفجار الرهيب هو الذي يرزح أساساً تحت وطأة الانهيار المالي، وبين عدم التفريط بـ «دفتر الشروط» العربي - الدولي لأي دعْم مالي - اقتصادي للبنان - الدولة وقوامه الإصلاحات البنيوية والهيكلية والحدّ من تأثير «حزب الله» في الإمرة السياسية والاستراتيجية والنأي بالنفس عن صراعات المنطقة. ومَدْفوعاً بسبحةِ استقالاتٍ من البرلمان كانت بدأت ليلةَ التفجير مع النائب مروان حمادة واستُكملت أمس مع نواب حزب «الكتائب» الثلاثة برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل والنائبة المستقلة بولا يعقوبيان كي «لا نكون شهود زور على الكارثة (...) وستكون ولادة لبنان جديد على أنقاض لبنان القديم» (كما قال الجميل)، وذلك بعد يومين من إعلان سفيرة لبنان في الأردن ترايسي داني شمعون استقالتها احتجاجاً على «الإهمال الشامل» في الإدارة على خلفية تفجير المرفأ، جاءت المشهديةُ الشعبية في وسط بيروت حاشدة وصاخبةً ومشحونةً بكل مخلّفات الانفجار ومسبباته وسرعان ما انزلقت إلى مواجهاتٍ بين متظاهرين والقوى الأمنية بعد محاولات متكررة للتقدم في اتجاه مجلس النواب. وتَرافَقَتْ «قنبلة الغضب» الشعبي التي تطايرت شظاياها في اتجاهات عدة، بعضها صوّب على «النظام الذي يمثله عون ورئيس الحكومة حسان دياب ورئيس البرلمان نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله» وسط هتافات ضدّ الحزب، مع توقيع آلاف اللبنانيين كتاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن قبل الاجتماع المخصص للبنان غداً، من أجل المطالبة بإجراء تحقيق دولي بإنفجار بيروت، إنشاء صندوق دولي وتشكيل حكومة مستقلة، في ما اعتُبر رسالةً من «دولة الشعب» إلى المجتمع الدولي تستكمل ما كان استخلصه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته لبيروت يوم الخميس من «انسلاخٍ» للسلطة عن الشارع الذي بدا وكأنه يوجّه للخارج صرخة... Help. وجاء هذا المناخ المحتدم في بيروت عشية انعقاد «المؤتمر الدولي لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني» الذي دعا اليه ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس عند الثالثة من بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت والذي سيقام عبر الفيديو وسيشارك فيه رؤساء دول بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الالمانية انجيلا ميركيل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والذي أشارت معلومات إلى أنه يتمحور حول أربع أولويات هي دعم النظاميْن الصحي والتربوي وإعادة تأهيل المباني المتضررة جراء الانفجار، والدعم الغذائي. واستوقف أوساطاً سياسية أن الدعوة للمؤتمر، تضمنّت إشارةً صريحة إلى «ان هذا الدعم الطارئ ومساعدات الإغاثة يجب ان تبقى منفصلة عن التعافي الاقتصادي والمالي للبنان والذي يتطلب تطبيق الاصلاحات المرتقبة من الشعب اللبناني والمجتمع الدولي، كما تم التعبير عن ذلك في اجتماع مجموعة الدعم الدولية الذي انعقد في باريس في 11 ديسمبر 2019»، وهو ما اعتُبر امتداداً للسقف الذي أرساه الرئيس الفرنسي خلال وجوده في بيروت حين أصرّ على مسار الإصلاحات كجسر عبور للإنقاذ المالي وأعقب ذلك اتصال هاتفي بينه وبين ترامب مهّد لمؤتمر اليوم على قاعدة الإغاثة الانسانية ووصول المساعدات «إلى الأرض» أي مباشرة إلى الشعب اللبناني عبر آلياتٍ تضمن عدم مرورها بـ «أيدي الفساد». وبحسب هذه الأوساط لم يكن ممكناً تَلَمُّس آفاق «الخطوط المفتوحة» الدولية والعربية مع لبنان الرسمي والزيارات المتوالية لبيروت، رغم اقتناع هذه الأوساط بأنها على طريقة «العصا والجزرة» بمعنى إرساء «شبكة الأمان» التي تحول دون سقوط الشعب اللبناني والانهيار الشامل للبلاد وفي الوقت نفسه تلافي جعْلها غطاء للتركيبة الحاكمة بما تعبّر عنه من تحوّلات كاسرة للتوازنات السياسية، وتالياً التأكيد للمسؤولين أن «خريطة طريق» النجاة الإصلاحية - السياسية لم تتبدّل و«ساعِدوا أنفسكم لنساعدكم»، وسط توقف الأوساط عند إبداء السيد نصر الله في إطلالته عصر الجمعة الارتياح لزيارة ماكرون في مقابل الارتياب العلني الذي عبّرت عنه طهران بلسان أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي الذي اعتبر خطاب الرئيس الفرنسي «تدخلاً في الشأن اللبناني». وكان ليل الجمعة طُبع بتطور بارز شكّله الاتصال الأول من نوعه الذي أجراه ترامب بالرئيس عون وقدّم له فيه تعازيه بضحايا الانفجار، معتبراً «أنّ ما حصل كان حدثاً شنيعاً ومؤثّراً»، ومؤكداً دعم الولايات المتحدة لمساعدة لبنان في هذه المحنة، ومشيراً إلى أنه «تحدث مع ماكرون»الذي يكنّ محبة كبيرة للبنان، وأنا لدي شعور قوي تجاه لبنان ونقف معكم والى جانبكم، قبل أن يؤكد الرئيس اللبناني لنظيره الأميركي«أننا نأمل ألا يقتصر الدعم الأميركي على المساعدات الإنسانية الطارئة، فنحن نحتاج الى العمل معاً للحفاظ على استقرار لبنان الأمني والاجتماعي والتعاون في سبيل النهوض به، ومسيرة الإصلاحات قائمة وقمنا بتنفيذ العديد منها (...) كما نأمل التعاون معاً في محاربة الفساد الحقيقي ومحاسبة الفاسدين»ومعرباً عن أمله في«أن تساعد الولايات المتحدة بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية(مع اسرائيل)». وفيما استُكملت «ديبلوماسية الهاتف» أمس باتصال أجراه جونسون بعون ونقل اليه تعازي الملكة اليزابيث الثانية، مؤكداً دعم بلاده للشعب اللبناني الصديق والمشاركة في مؤتمر باريس اليوم، ومشيراً إلى أنّ بريطانيا ستعمل مع الاميركيين والفرنسيين والالمان لإعادة إعمار المنشآت التي تضرّرت، كانت الحركة في اتجاه بيروت تشهد تزخيماً في الإطار نفسه عبر زيارة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي تفقد مرفأ بيروت والتقى كبار المسؤولين، في موازاة محطة لافتة لنائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي (يرافقه وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو) تخلّلها تأكيد الأخير في أعقاب اجتماعه بعون أنه «بعد الانفجار العنيف في بيروت، اتصل الرئيس رجب طيب اردوغان برئيس الجمهورية اللبنانية وقدم التعازي، وأكد ان تركيا تقف بجانب لبنان وستقدم له المساعدات». وأضاف أوكتاي، إن ميناء مرسين التركي المطل على البحر المتوسط مستعد لمساعدة مرفأ بيروت. أما الأبرز في الاندفاعة الخارجية تجاه لبنان فكان أول دخول عربي ديبلوماسي على الأرض من خلال زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي أعلن أن «هناك إحساساً كبيراً وعميقاً للغاية بالتضامن العربي مع شعب لبنان الأبي، والجامعة مستعدة للمساعدة والدعم بما هو متاح»، وكاشفاً «استعدادنا لأن تشارك الطاقات العربية في أي شيء يتعلّق بالتحقيق في هذه المأساة وكيفية تأمين أن يأتي التحقيق شفافاً وإيجابياً لمصلحة الحقيقة». وترافق هذا الحِراك مع تفاقُم مؤشرات استعادة المشهد السياسي الداخلي الاستقطابات الحادة بيّن السلطة وقوى المعارضة (ما كان يُعرف بـ 14 مارس) التي أعطت إشاراتٍ وضعت فيها تفجير 4 أغسطس على «الفالق الزلزالي» نفسه لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، وصولاً للمطالبة بتحقيق دولي في «بيروتشيما»، وهو ما رفضه صراحة عون وضمناً نصرالله مصرّيْن على تحقيق محلي يركّز على «الإهمال» في تخزين أطنان نيترات الأمونيوم في العنبر الرقم 12، من دون أن يستبعد عون احتمال وقوع التفجير «بتدخل خارجي بواسطة صاروخ او قنبلة»، ولكن في ظل اقتناع داخلي بغياب أفقٍ يشي بإمكان كشف كل ملابسات الانفجار وإذا كان نتيجة خطأ أو تخريبياً وعلى يد مَن. ولم يكن عابراً أمس تأكيد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط «إنه الغضب الشعبي المشروع بعد الجريمة التي ارتكبت بحق لبنان الذي يحتاج لحكومة حيادية وإجراء انتخابات على أساس قانون غير طائفي»، فيما كان رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع يتمسّك خلال جولة قام بها في أحياء متضرّرة من الأشرفية بالتحقيق الدولي «فالسلطة مُتَّهَمة».

تقرير فرنسي: إسرائيل دمّرت مرفأ بيروت بسلاح جديد!

لا يزال انفجار مرفأ بيروت الغامض يستحوذ على الاهتمام الدولي. فقد نشر الصحافي تييري ميسان في موقع «شبكة فولتير» تقريراً تحت عنوان «إسرائيل تدمّر شرق بيروت بسلاح جديد». وكتب ميسان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر بشن هجوم على مخزن أسلحة تابع لـ«حزب الله» بسلاح جديد، تم اختباره لمدة 7 أشهر في سورية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن من غير المعروف ما إذا كان شريك نتنياهو في السلطة، وزير الدفاع بيني غانتس، قد وافق على الأمر. وتابع التقرير: «نُفِّذت الغارة في 4 أغسطس 2020، في المكان المحدد الذي حدده نتنياهو خلال خطابه أمام الأمم المتحدة في 27 سبتمبر 2018»، مدّعياً أن «حزب الله» أخلى أسلحته من هذا المستودع مباشرة بعد خطاب نتنياهو. ولفت الكاتب إلى أن «من غير المعروف ما هو السلاح المستخدم في تفجير المرفأ. ومع ذلك، فقد تم اختباره بالفعل في سورية منذ يناير 2020»، مشيراً إلى أن «صاروخاً برأسه مكون نووي تكتيكي يتسبّب في قطر دخان يتميز بالأسلحة النووية، ومن الواضح أن هذه ليست قنبلة ذرية بالمعنى الاستراتيجيوبحسب التقرير، فقد تم اختبار هذا السلاح في سورية على سهل ريفي، ثم في الخليج على المياه ضد السفن العسكرية الإيرانية، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدامه في بيئة حضرية. وأضاف الكاتب أن«إسرائيل قامت على الفور بتفعيل شبكاتها في وسائل الإعلام الدولية للتستر على جريمتها وإعطاء مصداقية لفكرة انفجار عرضي لمخزون الأسمدة، لكن فطر الدخان الذي تمت ملاحظته في بيروت لا علاقة له بما يمكن أن يكون سببه انفجار متفجر تقليدي».

ماكرون لترامب: آثار عكسية للعقوبات على «حزب الله»

باريس - رويترز - قال مسؤول في قصر الإليزيه، أمس، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترامب بأن العقوبات الأميركية، التي تستهدف «حزب الله»، تكون نتيجتها في صالح أولئك الذين تستهدف إضعافهم. وأضاف المسؤول، الذي تحدث قبل مؤتمر للمانحين لمساعدة لبنان تشارك فرنسا في استضافته ويشارك فيه ترامب، اليوم، أن ماكرون أبلغ ترامب في اتصال هاتفي الجمعة، بأن على الولايات المتحدة أن «تستثمر مجدداً» في لبنان كي تساعد في إعادة بنائه. وتابع أن فرنسا تعتقد بوجود أدلة كافية لافتراض أن انفجار مرفأ بيروت المدمر الذي وقع يوم الثلاثاء كان حادثاً.

لا «أمونيوم» في الذوق

نفت وزارة الطاقة والمياه، ما أثاره رئيس بلدية ذوق مكايل الياس البعينو عن وجود مادة نيترات الأمونيوم في معمل الذوق الحراري، وأكدت أن المادة المستعملة هي amonia dilute وهي «غير متفجّرة وغير خطرة، وتستعمل لمعالجة المياه اللازمة لتشغيل المراجل».

مقتل 43 سوريّاً

أعلنت السفارة السورية في بيروت، أمس، أن 43 شخصاً من مواطنيها هم في عداد ضحايا الانفجار الضخم الذي ضرب المرفأ قبل أربعة أيام، في حصيلة غير نهائية. وأضافت أنها قدّمت «التسهيلات كافة لنقل جثامين بعضهم إلى سورية، والمساعدة على دفن البعض الآخر في لبنان». وشاهد مراسل «فرانس برس» داخل مرفأ بيروت بعد ساعات من وقوع الانفجار عاملين سوريين على الأقل كانا يجران حقيبتين، أحدهما حافي القدمين، بعد نجاتهما. وقال إنه كان برفقة 13 من أبناء بلده على متن باخرة تشحن قمحاً من أوكرانيا منذ ستة أشهر. وكان يخطط مع زملائه للعودة إلى بلدهم، الأربعاء.

«الصندوق الأسود» لـ «بيروتشيما» من الألف إلى... الياء

هكذا دخلت «روسوس» وهكذا انفجرت أطنان نيترات الأمونيوم وما سرّ... الذخائر؟

الكاتب:«الراي» ..... لم تخلع بيروت الأسود عشية مرور أسبوع على الانفجار - الزلزال، ولن ترفع الرايات البيض... ها هي «ست الدنيا» تحمل «المكنسة بيد» وتُعْلي القبضات المرفوعة بيد أخرى. تنتفض على الركام وعلى السلطة، على اليأس وعلى الطبقة السياسية البائسة. لم تخرج «بيروتشيما» من هول «انفجار القرن»، الذي يضاهي ما حلّ بهيروشيما قبل نحو 75 عاماً، ويلاقي ذكرى مرور قرن على ولادة لبنان الكبير بتدمير مرفئه الفينيقي وبتحويل أجزاء من عاصمته مجرّد أطلال، وبدفْن ناسه تحت الركام. ومن خلف الغبار الذي لم ينجلِ بعد، سؤالٌ يتردد على كل شفة ولسان... ماذا في «الصندوق الأسود» للجريمة التي تحوّل معها الكلام مجرد أداة ممجوجة، وحتى الصور المروّعة صارت بلا إحساس ولا رحمة وكأنها تتلذّذ بالمآسي. تحقيق محلي، إداري - أمني، من المشكوك سلفاً بنتائجه، وسط تَقاذُف مبكّر للمسؤوليات وكلام كثير عن «الحمايات السياسية». فإذا كان الأمن والقضاء في دائرة الاتهام، أقلّه بالتقصير، فأي حصيلة سيؤول اليها اضطلاعهما بالتحقيق؟ ..... ولعل أكثر المفارقات مأسوية أن السلطة السياسية نفضت يدها من المسؤولية عن تعطيل الصاعق الذي فجّر «بيروتشيما» وتصرّفت كمَن يدفن رأسه في الرمل عبر المرور «مرور الكرام» على التقرير الأمني الذي انطوى على تحذير واضح من انفجارِ مواد خطرة في المرفأ قد تؤدي إلى تدميره. الرئيس ميشال عون، المزهو بـ «فك الحصار» عن لبنان، لم يتردد في الإقرار بأنه تلقى «منذ فترة قصيرة (20 يوليو 2020) معلومات حول الموضوع»، وأوعز فوراً إلى الاتصال بالأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى لإجراء اللازم لأن «لا سلطة لي على المرفأ». ولم يكن حال رئيس الحكومة حسان دياب أفضل مع الكشف عن وثيقة رسمية تثبت أنه كان على علم بوجود «الشحنة المدمّرة» في مرفأ بيروت منذ 20 يوليو الماضي، في حين اكتفى، بحسب مصادر حكومية، بإحالتها على وزيري العدل والأشغال من دون أي تدخل لتجنيب بيروت الانفجار الكارثي. الثابت حتى الآن أن «الصندوق الأسود» لـ«بيروتشيما» ينطوي على وثيقة بالغة الأهمية تشكل حجر الزاوية في الملف - الفضيحة، كان أعدّه جهاز أمن الدولة ورفعه إلى كبار المسؤولين، الذين إما تجاهلوا مضمونه لعدم إدراك خطورته وإما ضاع في غياهب الدولة العاجزة المنزوعة الإرادة. روى هذا التقرير المؤرخ في 10 /‏‏12 /‏‏2019 حكاية الـ 2750 طناً من نيترات الأمونيوم من «الألف إلى الياء»..... في يونيو 2014، دخلت إلى مرفأ بيروت باخرة يطلق عليها إسم «RHOSUS» آتية من مالدوفيا محمّلة بجرافتين كبيرتين، لدى إفراغهما في المرفأ انكسر عنبر الباخرة المذكورة ما أدى إلى تعطلها وعدم قدرتها على الإبحار مجدداً، وكان على متنها أربعة بحارة من جنسيات أجنبية مختلفة. وبعد الكشف عن الحمولة المتبقية في الباخرة تبيّن أنها تحمل نحو 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم الشديدة الانفجار والسريعة الاشتعال والتي تُستعمل لتصنيع المتفجرات، مرسلة إلى أحد البلدان الأفريقية وتحديداً موزمبيق وعائدة لشركة «SAFARI LIMITED». وتم حجز الباخرة والعمال، وعندها قامت المديرية العامة للنقل البري والبحري بالطلب من قاضي الأمور المستعجلة في بيروت نديم زوين إنجاز أعمال تعويم الباخرة المذكورة والترخيص بنقل المواد المشحونة على متنها إلى مكان آمِن نظراً لخطورتها على البيئة وتأمين حراستها والترخيص عند القضاء. وقامت فرقة متخصصة بالكشف على الباخرة فتبيّن وجود عيوب كبيرة في هيكلها تحول دون توافر سلامة الملاحة البحرية، فمُنعت من السفر وأعيد تعويمها داخل المرفأ تمهيداً لنقل البضائع وتخزينها في مكان مناسب تحدده إدارة الجمارك وتبقى تحت حراستها. وبعد مراجعة القاضي نديم زوين واطلاعه على الموضوع، أصدر قراراً بحجز الباخرة والبحارة والكشف على البضائع المحملة. وفي 21 /‏‏10 /‏‏2014 إنتقل الكاتب القضائي زياد شعبان إلى حرم مرفأ بيروت وطلب من الضابطة الجمركية مرافقته إلى الرصيف رقم 9 حيث تم قطر الباخرة، كما التقى رئيس الميناء محمد المولى الذي أفاده أن حمولة الباخرة هي مواد خطرة ونظراً إلى الوقت الطويل الذي لم يتم الكشف عليها، يجب إخلاء محيط الباخرة مدة لا تقل عن اثنتي عشرة ساعة على أن يتم بعدها الكشف على البضائع داخل العنبر والعمل على نقلها إلى مستودع خاص للتخزين، فتم ذلك من إدارة الجمارك حيث نُقلت البضائع إلى العنبر رقم 12 داخل حرم مرفأ بيروت. وفي 13 /‏‏11 /‏‏2014 حضر الكاتب القضائي زياد شعبان وتأكد من تنفيذ قرار القاضي زوين، وتم تعيين محمد المولى حارساً قضائياً على البضائع داخل العنبر لتحمل مسؤولية أي نقص أو تلف، لكن المولى تحفظ عن ذلك كون العنابر داخل المرفأ تقع تحت سلطة إدارة واستثمار مرفأ بيروت وليست تحت سلطته. وتقدمت شركة «SAFARI LIMITED» عبر وكيلها المحامي جورج القارح إلى القاضي زوين بطلب تعيين خبير للكشف على البضائع، وبتاريخ 26 /‏‏1 /‏‏2015 عين زوين ميراي مكرزل خبيرة للكشف على البضائع. وبتاريخ 4 /‏‏2 /‏‏2015 كشفت مكرزل على البضائع وأخذت عينات منها لتحليلها فتبيّن أن نسبة الأزوت بلغت 34.7 بالمئة وتصنف من المواد الخطرة، وعندها إقترحت إدارة المانيفست في المرفأ تسليم هذه المواد فوراً للجهات الأمنية المختصة (قيادة الجيش) أو إعادة تصديرها بسبب خطورتها والكارثة التي قد تنتج جراء اشتعالها أو انفجارها. وبعدما علمت قيادة الجيش اللبناني بذلك، رفضتْ تسلمها واقترحت التواصل مع الشركة اللبنانية للمتفجرات (مجيد الشماس) لتبيان إمكانية الاستفادة من المادة المذكورة، وفي حال عدم رغبتها بذلك إعادة تصديرها إلى بلد المنشأ على نفقة مستورديها نظراً للخطورة الشديدة التي ينتج عن بقائها داخل المخزن في ظل ظروف مناخية غير ملائمة. وبتاريخ 18 /‏‏2 /‏‏2018 تعرّضت الباخرة للغرق داخل حرم مرفأ بيروت على كاسر الأمواج ولا تزال قابعة في قعر البحر، أما مادة نيترات الأمونيوم فهي لا تزال داخل العنبر رقم 12. وقد أرسلت دائرة المانيسفت في مرفأ بيروت طلبات خطية عدة إلى مديرية الجمارك منذ تاريخ دخول الباخرة المياه الإقليمية حتى العام 2016 للطلب من قاضي الأمور المستعجلة في بيروت مطالبة الوكالة البحرية إعادة تصدير البضائع المذكورة بصورة فورية إلى الخارج حفاظاً على سلامة المرفأ والعاملين فيه، كما طلبت البتّ النهائي بمصير البضائع وإعطائها التوجيهات اللازمة بذلك، لكنه وحتى تاريخه لم يصدر أي قرار بهذا الشأن. وعُلم أن التقرير تضمّن أنه بعد مراجعة أحد المختصين في الكيمياء، أكد أن هذه المواد وفي حال اشتعالها ستتسبب بانفجار ضخم وستكون نتائجه شبه مدمرة لمرفأ بيروت، وفي حال تعرضت هذه المواد لأي عملية سرقة يستطيع السارق أن يستعملها لصناعة المتفجرات. وفُهم أنه بعد الكشف على العنبر 12 من الخارج، تبيّن أن الباب رقم 9 للعنبر المذكور تعرّض لصدمة من الوسط ما أدى إلى إبعاده عن الحائط بشكل يسمح لأي شخص بالدخول إلى داخل العنبر وسرقة المواد المذكورة، وأنه لا توجد أي حراسة على العنبر ما يسهل عمليات السرقة. ورغم أهمية هذا «المستند» الذي وضع على طاولة السلطتين السياسية والعسكرية، فإن ثمة معلومات مثيرة تنكشف تباعاً كالزجّ بنحو 10 أطنان من المفرقعات في العنبر 12 جبناً إلى جنب مع الـ«ميني - قنبلة نووية» وفي مكان لم يجهّز بنظام إطفاء خاص يأخذ في الاعتبار الخطر النائم في أكياس فائقة الخطورة. وثمة تقديرات لخبراء بأن الانفجار الهيروشيمي الذي ضرب بيروت لم يكن ناجماً عن اشتعال الـ2750 طناً من نيترات الأمنيوم، بل جزء منها وإلا لكانت طارت بيروت عن بكرة أبيها، وسط فرضيتين واحدة رأت ان التوضيب السيئ والعشوائي لهذه الكمية الهائلة تسبب بتلف أجزاء لا بأس بها منها، وأخرى ترجح تهريبها من العنبر الذي لم يكن يحظى بحراسة، ومن المتاح الدخول اليه والخروج منه. والأكثر إثارة في الرواية الرسمية لـ «انفجار القرن» هو تحميلها «التلحيم» مسؤولية «الزلزال» اللاهب الذي ضرب بيروت وتردّد صداه في قبرص وهزّ العالم بأسره، وسط الكلام الشائع عن أنه تم استقدام ثلاثة عمال «سوريين» لتلحيم الفجوة في الباب رقم 9 من العنبر 12 ما ولد شرارة تحولت صاعقاً لتفجير أطنان من نيترات الأمونيوم. وتمضي لجنة التحقيق المحلية التي يفترض أن تكون شارفت على إعداد تقريرها لرفعه إلى مجلس الوزراء، في استجواب نحو 20 مسؤولاً إدارياً تم توقيفهم وبينهم مدير المرفأ حسن قريطم، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، المدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي، إضافة إلى موظفين وحدّادين. ومن غير المستبعد، بحسب معلومات ما زالت طي الكتمان، وجود مستودع أسلحة انضم إلى «حفلة التفجير» الرهيبة يوم 4 أغسطس، وسط تلميحات إلى أن هذا المستودع ربما يحوي ذخائر تعود إلى ايام الحرب التي كان شهدها لبنان (1975 - 1990) وسط أسئلة وشكوك عن سرّ الاحتفاظ بها بعد مضيّ نحو 3 عقود من الزمن على انتهاء تلك الحرب. وفي انتظار ما ستؤول اليه التحقيقات المحلية أو ما قد سترسو عليه مطالبة أطراف لبنانية بلجنة تحقيق دولية، استمرت ترددات «الزلزال اللبناني» في وسائل الإعلام العالمية وعلى ألسنة خبراء أجانب تولّوا «فحص» ما حدث في العاصمة اللبنانية... عن بُعد. وأعرب أحد خبراء المتفجرات في ايطاليا دانيلو كوبي، في حوار أجرته معه صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «عن اعتقاده أن أسلحة وذخائر حربية كانت موجودة لحظة وقوع الانفجار في المرفأ. ولعل ما يؤكد على ذلك هو السحابة البرتقالية اللون التي تصاعدت»، مستطرداً «يبدو الأمر أشبه بانفجار مستودع أسلحة»، مضيفاً «كان ينبغي أن يكون هناك محفز لتنفجر تلك المواد (الأمونيوم)، وإلا لما انفجر كل شيء معاً». وعن فرضية وجود مفرقعات اشتعلت وتمدّدت إلى نيترات الأمونيوم، كما تردد في لبنان خلال الأيام الماضية قال «تحتوي الألعاب النارية على أجزاء بسيطة من المتفجرات لكن الباقي من الورق المقوى والبلاستيك، وعندما تنفجر تسبقها دائماً صفارات، إلا أننا لا نسمعها في المقاطع التي انتشرت للانفجار...».

ثوار لبنان وضعوا اليد على مقرّ الخارجية ودياب مستعدّ لتحمّل المسؤولية لشهرين.... رئيس الوزراء يضع غداً على الطاولة مشروع قانون لانتخابات مبكرة

- «الراي» ..... مواجهات دموية في قلب بيروت توقع عشرات الجرحى .... مقتل عنصر من مكافحة الشغب .... رفع رايتين كبيرتين على قصر بسترس... «بيروت منزوعة السلاح» و«عاصمة الثورة» .... اقتحام جمعية المصارف اللبنانية ...

لم يتأخّر يوم «الغضب الساطع» في بيروت الذي أطْلقه ثوار لبنان بوجه السلطة والطبقة السياسية على خلفية تفجير المرفأ في أن يتحوّل «علبة مفاجآت» كان أكثرها دراماتيكية وضع العسكريين المتقاعدين اليد على مقر وزارة الخارجية (في الأشرفية) وإعلانه مقراً للثورة تلوا منه «البيان رقم واحد» وسط تلويحهم بخطةٍ للسيطرة على مزيد من المقرات والمؤسسات، منها وزارتا الاقتصاد والبيئة وجمعية المصارف اللبنانية في وسط بيروت. وعلى وقع الاحتجاجات الصاخبة في الشارع وبدء السيطرة على مقار وزارية، وسقوط قتيل من مكافحة الشغب، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من العسكريين والمدنيين، أطل رئيس الوزراء حسان دياب، مساء أمس، قائلاً أنه سيطرح الاثنين على طاولة الحكومة «مشروع قانون لاجراء انتخابات نيابية مبكرة»، داعياً «جميع الأطراف السياسية للاتفاق على المرحلة المقبلة»، ومشيراً إلى «أنني مستعدّ لتحمّل مسؤولية الحكومة لمدة شهرين حتى تصل الأحزاب السياسية لاتفاق». وأكد دياب في كلمة متلفزة وجّهها مساء أمس «ان التعامل مع الازمة يحتاج الى قرارات استثنائية»، وقال: «بعد ساعات من الانفجار أصيب لبنان بكارثة ضخمة نحن نعيش تحت وطأتها، ولا خيمة فوق رأس أحد، ولا يتوقع أحد أن تحميه أي مظلة، وكل مسؤول عن هذه الكارثة يجب ان يخضع للتحقيق». وإذ شدد على «اننا لسنا متمسكين بكرسي السلطة ونريد حلاً وطنياً لإنقاذ البلد»، لفت إلى «أنه لا يمكن الخروج من الأزمة الحالية إلا عبر انتخابات نيابية مبكرة»، موضحاً «نسعى لحل وطني ينقذ لبنان، وكارثة مرفأ بيروت نتيجة للفساد وسوء الإدارة لسنوات». وإلى وسط بيروت المنكوبة، عاد آلاف المتظاهرين، أمس، حاملين أسماء ضحايا الانفجار في مرفأ بيروت تحت شعار «يوم الحساب»، مطالبين بالاقتصاص من المسؤولين عن الفاجعة التي دمّرت عاصمتهم وحولت مرفأها ساحة خردة.وجاء «سقوط» قصر بسترس بيد الثوار الذين رفعوا فيه رايتين كبيرتين الأولى تدعو الى «بيروت منزوعة السلاح» والثانية تعلن «بيروت عاصمة الثورة» بعد تمزيق صورة للرئيس ميشال عون في المبنى وإحراقها قبل إعلان العميد جورج نادر «هذا رد على الجريمة التي ارتكبتها ميليشيات أحزاب السلطة المسماة حرس مجلس النواب والذين أطلقوا النار على الثوار»، في إشارة إلى المواجهات التي وقعت في وسط بيروت بين محتجين والقوى الأمنية في أكثر من بقعة محيطة بمبنى البرلمان ما أدى وفق الصليب الأحمر اللبناني إلى وقوع عشرات الجرحى بينهم ما لا يقلّ عن 35 نُقلوا إلى المستشفيات وأكثر من مئة عولجوا ميدانياً (حتى قاربة السابعة مساءً). وقال الناطق باسم المقتحمين العميد المتقاعد سامي رماح للصحافيين في بيان تلاه «من مقر وزارة الخارجية الذي اتخذناه مقراً للثورة، نطلق النداء إلى الشعب اللبناني المقهور للنزول إلى الساحات والمطالبة بمحاكمة كل الفاسدين». وفي حين كان الكرّ والفرّ متواصلاً في قلب العاصمة المدمّرة في ظل تقارير عن إطلاق الرصاص الحيّ (من حرس البرلمان) في اتجاه المحتجين الذين حاولوا اقتحام مقر مجلس النواب مراراً، تعاظمت المخاوف مساءً من انزلاق الوضع إلى توتّرات اكثر دراماتيكية خصوصاً أن تحرك أمس جاء على وقع الغضب الهائل بفعل الحصيلة المفجعة لتفجير المرفأ والشعور وسط اتهام للسلطة بالتقصير بالحد الأدنى. وإذ كان الجيش اللبناني ينتشر على وقع تمدد المواجهات على مداخل المناطق المؤيدة لـ «حزب الله» وحركة «أمل» في بيروت خشية أي ردات فعل على محاولة اقتحام البرلمان (رئيسه زعيم «أمل» نبيه بري)، قال مدير فندق «لوغراي» إن محتجين يحرقون مدخل الفندق مناشداً القوى الأمنية التدخل لحماية الموظفين. وأعلنت قوى الأمن الداخلي على «تويتر» أن أحد عناصرها سقط جراء اعتداء «عدد من القتلة المشاغبين» عليه، خلال قيامه بـ»عملية حفظ أمن ونظام أثناء مساعدة محتجزين داخل فندق «لوغراي». على بعد عشرات الأمتار، رفع بعض المحتجين الغاضبين حبال مشانق رمزية. ورفعت شابة وضعت كمامة سوداء لافتة كتبت عليها «كنتم فاسدين وأصبحتم مجرمين»، بينما حملت أخرى ورقة كتبت عليها «الطبقة الحاكمة تراكم الثروات تراكم الضحايا». وقالت إحدى المتظاهرات «جميعهم قتلة ونريد اقتلاعهم من مراكزهم». وبينما كانوا يتابعون بعجز الانهيار الاقتصادي المتسارع في بلدهم ويعيشون تبعات هذا الوضع الهشّ الذي أضيف إليه تفشي «كوفيد - 19» مع تسجيل معدل إصابات قياسي في الأيام الاخيرة، أتى انفجار مرفأ بيروت ليشكل أكبر كوارث اللبنانيين. وردّد المتظاهرون شعارات عدة بينها «الشعب يريد اسقاط النظام» و«انتقام انتقام حتى يسقط النظام» و«بالروح بالدم نفديك يا بيروت» التي شرّد الانفجار نحو 300 ألف من سكانها، نحو مئة ألف منهم أطفال. وحملت متظاهرة لافتة بالانكليزية كتبت عليها «حكومتنا تقتل شعبي». ويوضح شربل (22 سنة) الطالب الجامعي: «بعد الانفجار، شعرنا جميعاً بأننا معنيون، كما لو أن لدينا ثأرا شخصيا» من السلطة. ويضيف: «نحن سلميون لكن وجع الناس... كفيل وحده أن يسقط هذه الدولة». وأعرب جاد (25 عاماً)، الموظف في مجال الاعلانات بينما رفع مشنقة على مكنسة، عن «غضب وحزن ومرارة وأحاسيس كثيرة لا يمكن التعبير عنها». وقال إن التظاهرات «مستمرة منذ 17 أكتوبر وليست بجديدة لكن اليوم توجهنا مختلف لأننا نسير على ركام مدينتنا»، منتقداً غياب إدارات الدولة ومؤسساتها عن إغاثة المتضررين. وقام جنود يركبون سيارات عليها مدافع رشاشة بدورية في المنطقة وسط الاشتباكات. وصرخت امرأة «هل حقا... الجيش هنا؟ هل أنتم هنا لتطلقوا علينا الرصاص؟ انضموا إلينا ويمكننا أن نواجه الحكومة معا». وقالت الطالبة الجامعية سيلين ديبو، وهي تنظف بقع الدماء عن جدران المبنى السكني الذي تعيش فيه وتضرر بفعل الانفجار: «ليست لدينا ثقة في حكومتنا... أتمنى لو تتسلم الأمم المتحدة دفة الأمور في لبنان». ولليوم الرابع على التوالي، لملمت بيروت جراحها وعمل متطوعون وسكان في أحيائها المتضررة على رفع الركام والزجاج المحطم واصلاح ما يمكن اصلاحه. وقدر محافظ بيروت كلفة الدمار بثلاثة مليارات دولار. وتساءل بعض السكان عما إذا كان بمقدورهم في يوم من الأيام إعادة بناء حياتهم. وتشق الجرافات طريقها بصعوبة عبر حطام المنازل المهدمة وبجوار صفوف طويلة من السيارات المهشمة فيما وقف جنود على جانب الطريق. ويسير في الشوارع متطوعون يحملون الجواريف للمساعدة في إزالة الحطام. وقالت دانيالا شمالي إن منظمتها الخيرية، التي دمر الانفجار مقرها، قدمت مساعدات إلى 70 أسرة ممن شردتهم الكارثة. وأضافت: «قدمنا مساعدة مبدئية لكن لا نعلم ما بمقدورنا فعله للأسر في المستقبل. الأمر يتطلب مشروعات كبرى». وقال مسؤولون إن الانفجار ربما تسبب في خسائر تصل إلى 15 مليار دولار وهذه فاتورة لا يستطيع لبنان تحملها.وبالنسبة للبنانيين العاديين، فإن حجم الدمار يفوق التصور.

نواب «الكتائب» ويعقوبيان خارج المجلس النيابي.... نائب جديد يترك كتلة باسيل... وجعجع يقول إن {استقالاتنا في جيوبنا}

الشرق الاوسط....بيروت: بولا أسطيح..... انسحبت تداعيات انفجار مرفأ بيروت على المشهد السياسي اللبناني. فبعد إعلان النائب في الحزب «التقدمي الاشتراكي» مروان حمادة استقالته بعيد الانفجار، أعلن يوم أمس نواب حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل ونديم الجميل وإلياس حنكش استقالتهم من المجلس النيابي، فيما تستعد النائبة بولا يعقوبيان لتقديم استقالتها يوم الاثنين. واستمرت الانسحابات من تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل، فبعد أن كان النائبان شامل روكز ونعمة أفرام أعلنا خروجهما منه في وقت سابق، انضم إليهما في الساعات الماضية النائب ميشال ضاهر. وأعلن رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل استقالة نواب حزبه من مجلس النواب خلال جنازة الأمين العام للحزب نزار نجاريان الذي قضى في انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، واعتبر أن الاستقالة «تنزع ورقة التين عن هذه المنظومة»، داعياً «الزملاء الشرفاء إلى إعادة القرار إلى الشعب عبر انتخابات نيابية». وتوجه إلى رئيس الجمهورية ميشال عون بالقول: «لا فخامة الرئيس هذه ليست فرصة إنما كارثة، وستكون نهاية لبنان وولادة لبنان جديد على أنقاض لبنان القديم الذي أنتم تمثلونه». وشدد رئيس «الكتائب» على أن «غداً ليس كما اليوم وبعد 4 آب ليس كما قبله»، معتبرا أن «هذا التاريخ هو الحد الفاصل بين لبنان القديم ولبنان الجديد». من جهته، أشار النائب نديم الجميل إلى أنه تقدم باستقالته «لأن المؤسسات الدستورية غير المنتجة والواقعة تحت سطوة السلاح لم تعد تمثل طموحاتي وطموحات من أولوني ثقة تمثيلهم». وتوجهت النائبة بولا يعقوبيان إلى النواب داعية إياهم لـ«ترك أحزاب السلطة متمسكة بالكراسي ولنذهب معا يوم الاثنين إلى استقالات من مجلس العجز والخذلان لأن المعارضة من الداخل لم تعد مجدية». وأضافت: «لا تخذلوا ناخبيكم. شكرا للكتائب ومروان حمادة على القرار الجريء الذي لا عودة عنه أبدا». وانضم النائب ميشال ضاهر إلى النائبين روكز وأفرام اللذين انسحبا من تكتل «لبنان القوي» في وقت سابق. وقال في تغريدة على حسابه على «تويتر»: «أمام هذه الكارثة الإنسانية وانسجاماً مع قناعتي ومواقفي السابقة أعلن انسحابي من تكتل لبنان القوي. وأمد يدي لكل النواب المستقلين لنتعاون جميعاً في موقف واحد بعيداً عن الاصطفافات والحسابات الشخصية الضيقة لخدمة هذا الوطن. على أن يليها الاستقالة من مجلس النواب إذا فشلنا في التغيير». ولا تبدو القوى السياسية الوازنة في المجلس النيابي المنضوية اليوم في صفوف المعارضة بصدد الاستقالة قريبا من المجلس النيابي، فرغم حديث رئيس «القوات» سمير جعجع عن «اتصالات سارية مع كل الفرق السياسية بهدف تجميع عدد كبير من الاستقالات خلال اليومين المقبلين»، قائلا: «استقالاتنا في جيوبنا» وسنعلن عنها متى تأكدنا أن تقديمها سيؤدي إلى انتخابات نيابية مبكرة» قالت مصادر «القوات» إن «الاستقالة موقف سياسي يحق لأي طرف اتخاذه خاصة حين يصل إلى قناعة أن لا شيء يمكن أن يتغير من تحت قبة البرلمان»، إلا أنها لفتت إلى أن «الاستقالة من المجلس النيابي تعني الانسحاب من المؤسسات اللبنانية ما يستدعي التفكير العميق لأننا لا نريد أن نكرر التجربة التي عشناها منتصف السبعينات». وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «يجب أن نحدد الخطوة التي ستلي الاستقالة قبل الإقدام عليها لأن آخر ما نريده جر البلد إلى الفوضى والمجهول ولا سمح الله إلى الانفجار». من جهته، قال القيادي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستقالة ستكون بلا جدوى في حال لم تستتبع بتغيير جذري في واقع النظام الحالي»، لافتا إلى أنه «حتى الساعة لا بوادر دولية توحي بتوجه لتحقيق هذا التغير المنتظر والذي لا يمكن أن يحصل إلا بوصول المجتمع الدولي إلى قناعة بأن لبنان دولة فاشلة، ما يستدعي حينها تدخلاً دولياً لفرض واقع جديد في البلد». واعتبر علوش أن «استقالة 40 أو 50 نائبا ستكون مفيدة شرط تحديد الخطوات التي ستلي خاصة أن أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله كان واضحا في إطلالته الأخيرة وأوحى صراحة أنه قد يواجه بالسلاح من يسعى لفرض واقع جديد على الأرض». أما الحزب «التقدمي الاشتراكي» الذي كان قد أعلن رئيسه وليد جنبلاط أنه قرر البقاء في المجلس النيابي «لأن مجرد استقالتنا سيفتح مجالا لمحور «التيار الوطني الحر –حزب الله» للسيطرة على كل المجلس»، فقالت مصادره لـ«الشرق الأوسط»: «كل التطورات السياسية قيد الدرس بعمق من كل النواحي، وعندما تتبلور الرؤية الكاملة يُعلن عنها». وتدرس القوى السياسية المعارضة ما إذا كان انسحابها من البرلمان سيؤدي إلى انتخابات نيابية مبكرة. وفي هذا الإطار، يقول رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية الدكتور بول مرقص إنه «إذا لم تبلغ الاستقالات نصف عدد المجلس، فهي لا تسقط ولايته، أما إذا استقال 65 نائبا فعندها يصبح انعقاده متعذرا ما يستدعي انتخابات عامة، وإن كان لا يوجد نص دستوري واضح وصريح في هذا الخصوص». ويوضح مرقص في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الدستور ينص على أنه في حال شغور عدد من المقاعد تجرى انتخابات فرعية خلال مدة شهرين، لافتا إلى أن «أحد الأسباب الذي يؤدي إلى إسقاط ولاية المجلس هو استصدار المجلس نفسه قانونا لتقصير ولايته، وأعتقد أنه الحل الأمثل لأننا هنا نتحدث عن قانون عادي يتطلب أكثرية عادية»، خاتما: «إذا استقالت كتل وازنة طائفيا، فعندها لا تكون جميع العائلات الروحية التي يتحدث عنها الدستور ممثلة في المجلس ما يجعل منه مجلسا غير ميثاقي».....

حراك عربي ودولي باتجاه بيروت عشية انعقاد مؤتمر المانحين.... أبو الغيط يعرض مشاركة عربية في التحقيق بالانفجار

بيروت: «الشرق الأوسط».... حشدت الدول الصديقة للبنان طاقتها السياسية لإغاثته إنسانياً، وسجلت زيارات مسؤولين أوروبيين وعرب إلى بيروت، عشية انعقاد مؤتمر للمانحين من أجل لبنان يستضيفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة، عبر الفيديو، اليوم (الأحد)، وتشارك فيه جامعة الدول العربية. وسار الحراك الدولي على عدة مستويات، بدءاً من اتصال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالرئيس اللبناني ميشال عون، بعد زيارة ماكرون إلى بيروت، واتصال الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعون أول من أمس، واستكمل بزيارة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى بيروت، أمس. وبحث جونسون مع عون، خلال الاتصال الهاتفي، الاحتياجات الإنسانية والطبية العاجلة، ومتطلبات إعادة الإعمار في بيروت، بعد الانفجار الهائل في المرفأ يوم الثلاثاء. وقال مكتب جونسون، في بيان: «شكر الرئيس عون المملكة المتحدة على الدعم الذي قدمته حتى الآن، بما في ذلك تقديم 5 ملايين جنيه إسترليني (6.5 مليون دولار)، في شكل تمويل طارئ، وإرسال سفينة البحرية الملكية (إنتربرايز)». وأضاف: «اتفقا على العمل مع الشركاء الدوليين لضمان تعافي البلاد وتعميرها على المدى البعيد، فيما يواجه لبنان أزمة مالية وفيروس كورونا وآثار هذا الانفجار المأساوي». ووصل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى بيروت، أمس، وقال بعد لقائه الرئيس عون: «لستم وحدكم، والاتحاد الأوروبي معكم، بالأفعال لا الأقوال، وهناك نية وتأكيدات على مساعدة لبنان بإعادة الأعمار، كما ندعو إلى الشفافية والإصلاحات». بالموازاة، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن «هناك إحساساً كبيراً عميقاً للغاية بالتضامن العربي مع شعب لبنان الأبي القوي»، مشدداً على «المساندة المطلقة من قبل الجامعة العربية، واستعدادنا للمساعدة والدعم بما هو متاح لدينا. ونحن لدينا قدرات معنوية تجميعية للحشد العربي». وأشار إلى «استعداد الجامعة العربية لأن تشارك الطاقات العربية في أي شيء يتعلق بالتحقيق في هذه المأساة، وكيفية تأمين أن يأتي التحقيق شفافاً إيجابياً لصالح الحقيقة، وهذه هي مهمة الجامعة العربية في هذه اللحظات الصعبة». وجاء كلام أبو الغيط في أعقاب المحادثات التي أجراها مع عون، وأعلن وضع كل إمكانات الجامعة العربية بتصرف لبنان لتجاوز هذه المحنة الصعبة، وقال: «أنا على ثقة بأن هذا الشعب العظيم الذي تغلب على صعوبات ومحن عدة قادر على الخروج من أزمته الراهنة بعزيمة أقوى وثقة أكبر». وقال أبو الغيط إنه سيرفع فور عودته إلى القاهرة تقريراً إلى رؤساء الدول العربية ووزراء الخارجية عن نتائج مشاهداته، كما سيتصل بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإطلاعه على الوضع، وستكون له مشاركة في مؤتمر باريس، اليوم، للبحث في آلية المساعدات التي ستقدم إلى لبنان. كذلك أشار إلى أنه سيدعو المجلس الاقتصادي والاجتماعي إلى اجتماع في الأسبوعين المقبلين لدرس الوضع في لبنان، وكيفية المساعدة. ورد الرئيس عون شاكراً الأمين العام على عاطفته، لافتاً إلى الحجم الكبير للكارثة التي أضيفت إلى تراكمات عدة، منها الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، ووباء كورونا، وأزمة النازحين السوريين. وقال: «إن لبنان بحاجة إلى أي مساعدة في المجالات كافة، والأمل كبير بالدول العربية الشقيقة». ولفت كذلك إلى أن «المساعدات الطارئة تتوزع إلى عدة أنواع، لكن الحاجة أيضاً إلى إعادة إعمار ما تهدم، سواء في أحياء بيروت أو في المرفأ، والدعوة مفتوحة إلى كل الدول العربية والدول الصديقة للإسهام في إعادة إعمار بيروت». وتحدث أبو الغيط عن مساعٍ لدعوة الجامعة العربية إلى اجتماع يكون جدول أعماله هو بند خاص بلبنان، قائلاً: «نحن نسعى لتفعيل كثير من التوجهات. ويجب أن نعترف أن هذا الوضع المفاجئ يفرض على البشر التفكير والتفاعل. وهذه المسائل تأخذ بعض الوقت». وأعرب عن ثقته بأن المجتمع العربي والدول العربية، كما المجتمع الدولي ومختلف الدول «سوف تتحرك بناء على ما يريده الشعب اللبناني، وكيفية التفاعل معه. ونحن سوف ندعم لبنان بكل ما هو متاح». ومن بعبدا، انتقل إلى عين التينة، حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال أبو الغيط: «نقلت للرئيس بري استعدادنا الدائم لكل أنواع الدعم، وتطرقت إلى موضوع لجنة التحقيق، وعرضت من جانبي أن تساهم الجامعة العربية باختيار شخصيات عربية بالمشاركة في هذا الصدد». وأضاف: «سوف نشارك في اجتماع حول الدعم الدولي للبنان، وسوف أنقل إلى وزراء خارجية الدول العربية، والحكومات العربية كافة، المرئيات التي شاهدناها هنا، ووجهات النظر التي استمعت إليها، ونأمل أن توافينا الدولة اللبنانية باحتياجاتها وطلباتها لكي نساهم. وسوف أكتب إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وسوف نبذل أكبر جهد للمساندة». وتطرق إلى موضوع التحقيق، وقال: «عرضت من جانبي، والأمر متاح للدولة اللبنانية والقيادات اللبنانية بأن تساهم الجامعة العربية باختيار شخصيات عربية للمشاركة والمساعدة في هذا الصدد»، وقال: «استمع الرئيس بري بكثير من الاهتمام، وأتصور أنه إذا كان هناك خلاف فنحن نتيح إمكانيات الجامعة العربية لهذا الموضوع». وبعدها، تفقد أبو الغيط وزارة الخارجية والمغتربين، ثم زار الرئيس سعد الحريري، والتقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وجال أبو الغيط أيضاً في مرفأ بيروت متفقداً الأضرار. ووصل كذلك نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي إلى بيروت، وشدد بعد لقائه الرئيس عون على أن «لبنان ليس وحيداً»، وقال: «نحن بصفتنا جاراً وصديقاً وشقيقاً للبنان، نقول له إنه ليس وحيداً، وتركيا بجانبه دائماً، من خلال التضامن، وتقديم كل أنواع المساعدات له».....

مؤتمر باريس اليوم لمساعدات طارئة للبنان وبيروت تقدّر الأضرار بـ15 مليار دولار.... 4 محاور رئيسية وترمب يشارك فيه بدعوة من ماكرون

الشرق الاوسط....باريس: ميشال أبونجم..... «خير البر عاجله»... هكذا يمكن تلخيص المقاربة الفرنسية للطريقة التي يتعين بها مساعدة لبنان في مواجهة تبعات الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وخلف ضحايا ودماراً لا يوصفان. وتمثلت الخطوة الفرنسية الأولى بالزيارة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت في اليوم الثاني للمأساة، فيما الخطوة الثانية، وهي الأهم، ستحصل اليوم، من خلال التئام المؤتمر الخاص بمساعدة لبنان، بالتشارك بين فرنسا والأمم المتحدة، الذي من المتوقع منه أن يوفر للبنان مساعدات تتناسب مع حجم الخسائر والدمار. يضاف إلى ما سبق عنصر ثالث، وهو أن باريس استفادت من التعاطف مع لبنان، وفعلت اتصالاتها أوروبياً وأميركياً وخليجياً وعالمياً، ولدى المؤسسات المالية، لحشد التأييد. وسبق للرئيس الفرنسي أن شدد في بيروت على عزمه «قيادة» الجهود الدولية لمد يد العون للبنان. وأول من أمس، وجهت فرنسا والأمم المتحدة رسائل الدعوة لعدد من القادة والمؤسسات عبر العالم للمشاركة في المؤتمر «عن بعد» الذي تم الإعداد له وتنظيمه بسرعة فائقة، بحيث ينطلق اليوم الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت العاصمة الفرنسية. وحصل نوع من التشويش لجهة موعد المؤتمر بسبب المهل القصيرة، إلا أن الرغبة في الإسراع من أجل مواجهة الاستحقاقات الفورية الملحة تغلبت على الحاجة للوقت الضروري من أجل الإعداد الجيد والتحضير وحصر الاحتياجات اللبنانية بدقة وشمولية. وتحمل رسالة الدعوة بعض الأجوبة عن التساؤلات المطروحة حول ما يمكن أن يتمخض عنه المؤتمر. فهي من جانب تعد أنه «يجب تغطية 4 أولويات رئيسية: دعم النظام الصحي، والنظام التعليمي، وإعادة تأهيل المباني المتضررة من الانفجار، والمساعدات الغذائية». وبحسب الإليزيه، فإن المؤتمر يهدف إلى توفير الوسائل من أجل إعادة بناء البيوت التي تهدمت في بيروت، والمدارس والمستشفيات، وتوفير التجهيزات الطبية والمساعدات الغذائية. ومن جانب آخر، تدعو إلى التأكد من أنها «كافية، وتتفق مع احتياجات الشعب اللبناني، ومنسقة بشكل جيد تحت قيادة الأمم المتحدة». وتحمل العبارة الأخيرة أكثر من معنى، وهي ترجمة للجملة التي رددها ماكرون في بيروت، وفيها أن «المساعدات لن تقع في أيد فاسدة»، ما يعكس المخاوف الدولية، وعلى رأسها الفرنسية، من أن تستخدم المساعدات في غير محلها. وما زال السؤال قائماً حول الجهات التي ستتولى توزيع المساعدات العينية، وكيفية الصرف والإشراف على المساعدات المالية. وقدر وزير المال اللبناني، غازي وزني، أمس، حاجة لبنان، إلى جانب المساعدات العينية من قمح وطحين وحليب وأدوية ومواد بناء وألواح زجاج وألومينيوم، بمبالغ تتراوح بين 5 و7 مليارات دولار. وثمة تقديرات تعد أن الأضرار المادية فاقت الـ15 مليار دولار. ومن هنا، فإن المؤتمرين سيكونون اليوم بحاجة إلى أرقام لبنانية يمكن الركون إليها، ولا تستعيد الجدل بشأن تقدير الخسائر المالية والقطاع المصرفي التي جعلت صندوق النقد الدولي يجمد التفاوض مع الطرف اللبناني أكثر من مرة. الجديد في مؤتمر اليوم أنه يميز بين احتياج لبنان لمساعدات كبيرة عاجلة من جهة، وبين حاجته لخطة واسعة متكاملة لإخراجه من أوضاعه المالية والاقتصادية المهترئة التي أنزلت مئات الآلاف إلى الشوارع. ولذا، فإن نص الدعوة بالغ الوضوح، إذ جاء فيه ما يلي: «لكن الدعم المتعلق بالمساعدات الطارئة والإنقاذية يجب أن يبقى متميزاً عن التعافي الاقتصادي والمالي للبنان الذي سيتطلب تنفيذ الإصلاحات المتوقعة من قبل الشعب اللبناني، ومن قبل المجتمع الدولي، كما تم التعبير عنها خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية الذي عقد في باريس في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2018». وواضح أن «الرسالة» موجهة بالدرجة الأولى، كما تقول مصادر دبلوماسية في باريس، إلى المسؤولين اللبنانيين لكي «لا يعدوا أن اهتمام العالم بمساعدة لبنان يعفيهم من أي مسؤولية أو يعيد تأهيلهم». وتذكر هذه الأوساط أن لبنان التزم منذ انعقاد مؤتمر «سيدر» في ربيع عام 2018 بالقيام بمجموعة من الإصلاحات الأساسية شرطاً للاستفادة من مبلغ 11 مليار دولار من القروض والمساعدات، إلا أن إخفاقه في تنفيذ التزاماته المكتوبة تجعل المانحين بالغي التشكك بالوعود اللبنانية. ومن هنا، تشديد باريس على الفصل بين المساعدات الطارئة والإنسانية، وبين «خطة التعافي»، وقد توكأت على هذا الفصل لإزالة تحفظات عدد من الأطراف إزاء لبنان، وأولها الولايات المتحدة الأميركية، بسبب دور «حزب الله»، وعدها أنه يسيطر على الحكومة اللبنانية. ولذا، فإن باريس تعد مشاركة الرئيس دونالد ترمب شخصياً في المؤتمر الافتراضي نجاحاً لدبلوماسيتها. وأمس، حصل اتصال هاتفي بين ماكرون وترمب تركز حول المؤتمر. وأفادت مصادر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي أبلغ نظيره الأميركي بأن سياسات الضغط الأميركية يمكن أن يكون المستفيد منها «حزب الله»، وبالتالي لا يتعين ترك لبنان لمصيره. ونفى الإليزيه المعلومات التي أشيعت في بيروت حول لقاء جانبي حصل بين ماكرون ومحمد رعد، رئيس مجموعة «حزب الله» في البرلمان اللبناني، مضيفة أن لهجة ماكرون إزاءه كانت «متشددة». وثمة من يرى أن اتصال ترمب بالرئيس اللبناني، أمس، قد يكون تأثراً بالجهود والحجج الفرنسية. وبحسب الإليزيه، فإن الجهات المشاركة في المؤتمر، إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة ولبنان، هي الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وروسيا والصين وألمانيا وإيطاليا. أما عربياً، فسوف تحضر مصر والأردن، فيما وجهت دعوات إلى المملكة السعودية ودولة الإمارات والكويت وقطر، التي أكد الإليزيه أنه «لا شك لدينا في أنهم سوف يمثلون» في المؤتمر. وبخصوص إيران، فقد أفادت المصادر أن طهران «لم تبد نية للمشاركة». أما بالنسبة لرغبة إسرائيل، فقد قالت مصادر الإليزيه إن الأخيرة «تواصلت مع الأمم المتحدة، لكن يتعين أخذ الحساسية اللبنانية بعين الاعتبار». أما في موضوع التفجير نفسه، فإن باريس تعد أن هناك «أدلة كافية تبين أن الانفجار كان عرضياً»......

تنامي المعارضة المسيحية ضد عون... ونواب تياره يلوذون بالصمت

بيروت: «الشرق الأوسط».... عكست استقالات النواب أمس تنامي المعارضة المسيحية للرئيس ميشال عون، بالنظر إلى أن المستقيلين هم أربعة نواب مسيحيين، اثنان منهم عن دائرة بيروت الأولى، أحدهما ماروني (نديم الجميل) والثانية تنتمي إلى الأرمن الأرثوذوكس (بولا يعقوبيان)، بينما استقال نائبان مارونيان آخران هما سامي الجميل وإلياس حنكش، إضافة إلى النائب مروان حمادة. كما لوَّح حزب «القوات اللبنانية» بالاستقالة. هذا التحدي الذي يواجهه العهد، يُضاف إلى خروج النائب ميشال ضاهر من تكتل «لبنان القوي»، لينضم إلى اثنين آخرين كانا في عداد التكتل، هما النائبان شامل روكز ونعمت أفرام، بينما ينتظر أن يأخذ النائب ميشال معوض قراراً بالبقاء في الكتلة من عدمه. ويعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة تشريعية، يتلو فيها كتب الاستقالة لإعلام النواب بها، وتعتبر الاستقالة ملزمة من الناحية القانونية فور تلاوتها في الجلسة، وتفتح الباب أمام انتخابات فرعية على أساس القضاء ونظام الانتخاب الأكثري، لملء المقاعد الشاغرة خلال ستين يوماً من إعلان الاستقالة؛ حيث يتوجب على وزارة الداخلية أن تحدد موعداً للانتخابات الفرعية. وبحسب القانون اللبناني، لا يستقيل مجلس النواب إلا باستقالة نصف النواب، بالنظر إلى أن الجلسة تحتاج إلى النصف زائداً واحداً كي تُعقد. وفي حال استقالة أقل من نصف النواب، تُجرى انتخابات فرعية لملء الشغور. وللمرة الأولى في تاريخ لبنان، يشغر موقعان مسيحيان في دائرة بيروت الأولى، وموقعان مارونيان في دائرة المتن. وقالت مصادر إن إمكانية إجراء الانتخابات الفرعية في هذه الأوقات الاستثنائية لن تكون سهلة. ويجاري المستقلون مطالب الحراك الشعبي بالدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة، بينما لم ينضج قرار بالاستقالة لدى نواب حزب «القوات اللبنانية». وترى المصادر أن تنامي النقمة المسيحية ضد عون، يعود إلى أن الشارع المسيحي يعتبر نفسه الأكثر تضرراً، ودفع ثمناً كبيراً لتراخي الدولة، كما يعتبر الشارع المسيحي نفسه مستهدفاً. وتوقفت مصادر سياسية عند تحول عون إلى موقع المدافع عن الحكومة، ويواجه مباشرة تنامي الشارع المسيحي ضده في وقت يلوذ فيه نواب «التيار الوطني الحر» بالصمت للمرة الأولى، ويراعون المزاج الشعبي، ولا يشاركون في حملات الدفاع عن الحكومة والعهد في مواجهة الشارع المسيحي.

مسؤول أميركي للحرة: إدارة الرئيس ترامب تتابع احتجاجات بيروت عن كثب

الحرة....ميشال غندور – واشنطن.... مسؤول بوزارة الخارجية يعلق على أحداث لبنان لقناة الحرة ويؤكد على تضامن الولايات المتحدة مع مطالب المتظاهرين.... قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لقناة الحرة، السبت، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتابع عن كثب تقارير الاحتجاجات في بيروت، والاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، مضيفا قوله: "نحن نتفهم الإحباط العميق الذي يشعر به اللبنانيون، وندعم حقهم في التظاهر السلمي". وتابع المسؤول الأميركي "بينما نشجع الجميع على الامتناع عن العنف، نود التأكيد على مسؤولية قوات الأمن في ضمان سلامة الجماهير، بما في ذلك ضمان حق التعبير عن الرأي من دون اللجوء إلى العنف". "لقد أدى الانفجار (في مرفأ بيروت) إلى إظهار مطالب الشعب اللبناني والمجتمع الدولي بضرورة الإصلاح الحكومي، والشفافية، والاستقرار الاقتصادي، الأمور التي لم تلبَ بعد"، أصاف المسؤول الأميركي. وأكد المسؤول التزام الولايات المتحدة طويل الأمد تجاه لبنان، والذي يظهر بوضوح من خلال التعاون الوثيق بين البلدين، مضيفا "نحن نعمل بجد للاستجابة للاحتياجات الفورية للشعب اللبناني". وأوضح المسؤول أن المساعدات الأميركية الأولية التي قدمت إلى لبنان بعد الانفجار، تصل قيمتها إلى 17 مليون مليون دولار، وتشمل غذاء ومستلزمات طبية. واختتم المسؤول حديثه للحرة قائلا "نحن نضم صوتنا للمطالبات التي تنادي بإجراء تحقيق شامل وموثوق بخصوص الأحداث الرهيبة خلال الأسبوع الماضي، وبإصلاحات حقيقية تؤدي إلى مساءلة الحكومة في لبنان". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، الجمعة، أنه سيشارك في مؤتمر دولي لدعم لبنان بعد انفجار بيروت الضخم الذي أودى بحياة 154 شخصا على الأقل، وإصابة أكثر من خمسة آلاف وتدمير أجزاء واسعة من العاصمة اللبنانية. وغرّد ترامب بعد إجرائه محادثة في وقت سابق الجمعة، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا لعقد المؤتمر، أن "الجميع يريد المساعدة". وأثار انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء، موجة غضب عارمة بين اللبنانيين ضد الطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمها المحتجون بالفساد. ونزل آلاف المتظاهرين إلى وسط العاصمة بيروت حاملين أسماء ضحايا الانفجار تحت شعار "يوم الحساب"، مطالبين بالاقتصاص من المسؤولين عن الفاجعة التي دمّرت عاصمتهم وحولت مرفأها إلى ساحة خردة. ويشعر اللبنانيون أن الدولة التي يعتبرونها فاسدة خذلتهم مرة أخرى. وخرجت احتجاجات لأشهر قبل كارثة الأسبوع الماضي اعتراضا على الطريقة التي تعالج بها الحكومة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

سفارة أميركا في بيروت: ندعم احتجاجات الشعب اللبناني

دبي - العربية.نت..... أعلنت السفارة الأميركية في بيروت، اليوم السبت، دعم احتجاجات الشعب اللبناني السلمية، داعية الجميع إلى الامتناع عن استخدام العنف. وقالت السفارة على تويتر: "نحن ندعمهم في حقهم في الاحتجاج السلمي ونحث جميع المعنيين على الامتناع عن استخدام العنف". وأضافت "لقد عانى الشعب اللبناني أكثر من اللازم، ويستحق أن يكون لديه قادة يستمعون إليه ويستجيبون للمطالب الشعبية بالشفافية والمساءلة". إلى ذلك، خرجت السبت، تظاهرات غاضبة وسط العاصمة اللبنانية تطالب برحيل الرئيس ميشال عون، ورئيس الحكومة حسّان دياب. فيما اشتعلت النيران في مبنى قريب من مبنى البرلمان اللبناني وسط العاصمة. واقتحم محتجون مبنى وزارة الاقتصاد، وآخرون أيضاً دخلوا مقر وزارة البيئة، ووزارة الطاقة. كما أفادت المعلومات بأن عسكريين متقاعدين قد تظاهروا داخل مبنى وزارة الخارجية أيضاً، كما اقتحمت مجموعة من المتظاهرين جمعية المصارف الحكومية وسط عمليات حرق نشبت فيها. كما اندلعت النيران في مبنى مقابل لمقر البرلمان اللبناني. بدورها، أفادت مراسلة "العربية/الحدث"، باشتعال حرائق في مناطق من لبنان نتيجة الاشتباكات التي اندلعت بين المتظاهرين والأمن والتي خلّفت حتى اللحظة قتيلاً من الأمن و238 إصابة بين المتظاهرين. بدوره، أعلن الصليب الأحمر اللبناني نقل أكثر من 54 جريحاً إلى المستشفيات. وأضافت المعلومات بأن الاشتباكات بدأت إثر إطلاق قوات الأمن والجيش الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين الذين ردوا بإلقاء زجاجات حارقة على الأمن. وقامت بعدها السلطات بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الذين عمدوا إلى التوجه نحو البرلمان. وتجمع المتظاهرون في ساحتي النجمة والشهداء، وسط انتشار للجيش في شوارع العاصمة. وكانت مراسلة "العربية" ذكرت في وقت سابق، أن الأعداد تزايدت، بينما توقع العديد من المشاركين وصول المزيد من المحتجين من كافة المناطق اللبنانية.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,045,726

عدد الزوار: 6,749,497

المتواجدون الآن: 105