أخبار لبنان.....بيروت منكوبة بالتقنين.. وفيتو أميركي على الكهرباء السورية!.... لودريان السبت في بيروت: رسالة بلهجة حادّة.. وابراهيم في الكويت.. والكورونا «تحرج» التعبئة....12 تموز... قيامة لبناننا الجديد!....تخفيض سياسي لسعر الدولار؟....الراعي يواجه "عبَث الأكثرية" بثلاثية "الحياد والسيادة والهوية".... هل ينجح الائتلاف الحاكم بلعبة الشرطي «السيئ... والجيد»؟...دعم دولي لدعوة البطريرك الراعي إلى «حياد لبنان»....

تاريخ الإضافة الإثنين 13 تموز 2020 - 4:35 ص    عدد الزيارات 2289    القسم محلية

        


مانشيت "الجمهورية": حراك مالي محلّي وخارجي.. ولودريان في بيروت الجمعة....

شهدت عطلة نهاية الاسبوع في لبنان حدثين بارزين: الاول، ايجابي تمثل بانخفاض سعر الدولار الاميركي في السوق السوداء، دفع البعض الى التفاؤل باستمراره، استناداً الى جملة مواقف ومعطيات مشجعة داخلية وخارجية. فيما بعض آخر وصف هذا الانخفاض بأنّه مخادع وربما يهدف مثيروه من اركان الطبقة الفاسدة السياسية والمالية والاقتصادية والمصرفية، الى الاستحواذ على ما تبقّى لدى المواطنين من عملات صعبة، عبر إيهامهم بأنّ «الفرج آتٍ»، وانّ عليهم ان يستعجلوا الخطى لبيع ما لديهم من هذه العملات قبل انخفاض اسعارها، فيما لم يظهر في الافق بعد، انّ الانفراج قريب طالما انّ هذه الطبقة لا تزال قابضة على السلطة وما تبقّى من مقدرات البلاد. أما الحدث الثاني فكان سلبياً، ومن شأنه ان يفاقم حال الانهيار التي تعيشها البلاد، وتمثّل بانتكاسة أخرى، ولكن خطيرة وكبيرة هذه المرة على مستوى ازمة كورونا، بتسجيل امس 166 اصابة، في اعلى رقم يومي للمصابين منذ تفشي هذا الوباء في البلاد منذ اواخر شباط الماضي. تداخلت خلال نهاية الاسبوع مجموعة عوامل ومعطيات دفعت بعض الاوساط السياسية والمعنية الداخلية الى التفاؤل بإمكان دخول الازمة المالية والاقتصادية المتفاقمة اجواء ايجابية تفتح الطريق امام معالجات ناجعة لها، حيث إنخفض سعر الدولار الاميركي في السوق السوداء الى ما دون الـ6 آلاف ليرة، بعدما كان بلغ 10 آلاف ليرة، ويبدو انّ هذا الانخفاض، في رأي هذه الاوساط، يستند الى مجموعة معطيات محلية واقليمية ودولية منها: أولاً، إستئناف المفاوضات بين الحكومة وصندوق النقد الدولي. وثانياً، المواقف الاميركية الأخيرة التي تؤكّد الاستعداد لمساعدة لبنان على تجاوز الازمة التي يمرّ بها. وثالثاً، زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الجمعة المقبل للبنان، والتي استبقها بمواقف تستبطن الاستعداد الفرنسي للمساعدة. ورابعاً، التوقعات بمبادرة عدد من دول الخليج العربي، وعلى رأسها الكويت وقطر، لتقديم مساعدات للبنان، لتمكينه من تجاوز المرحلة الصعبة التي يمرّ بها. ويُتوقع ان تتبلور طبيعة الموقف الكويتي مع عودة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من الكويت اليوم، التي كان توجّه اليها امس، ناقلاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة الى امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، على أن تكون له لقاءات مع مسؤولين كويتيين كبار آخرين. وكان ابراهيم وصل الى العاصمة الكويتية مساء أمس، وكان في استقباله مدير الديوان الأميري. ولبّى ابراهيم مساء دعوة رئيس مجلس الأمّة الكويتي مرزوق الغانم الى عشاء أقامه على شرفه في حضور عدد من المسؤولين الكويتيين الكبار يتقدّمهم نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية، على ان يلتقي امير الكويت اليوم ثم يعود الى بيروت.

لودريان

الى ذلك، تنتظر الاوساط الديبلوماسية والسياسية زيارة وزير الخارجية الفرنسية السيد جان ايف لودريان للبنان نهاية الأسبوع الجاري، في جولة سريعة يقوم بها في المنطقة، وسيصل الى بيروت مساء الجمعة المقبل مختتماً زيارة لبغداد تستمر يومين. وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية ولبنانية لـ«الجمهورية»، انّ الزيارة التي شكّلت اولى الزيارات الرسمية لمسؤول اوروبي على هذا المستوى، بعد انتهاء تداعيات ازمة الكورونا التي شلّت الحركة في العالم وقطعت التواصل بين الدول الجارة، فكيف بالنسبة الى العلاقات بين قارة وأخرى. وتجدر الإشارة الى انّ هذه الزيارة كانت أُرجئت ثلاثة اسابيع، بعدما كان مقرّراً ان تحصل بداية النصف الثاني من حزيران الماضي، ولكن الظروف الداخلية الفرنسية وبقاء المطارات مقفلة بسبب جائحة كورونا أدّيا الى ارجائها، ثم جاءت بعدها استقالة الحكومة الفرنسية لتؤخّرها مرة ثانية الى هذا الاسبوع. وفي المعلومات، انّ لودريان الذي سجّل سلسلة من الملاحظات القاسية حول الوضع في لبنان وما آلت اليه التطورات الاقتصادية والاجتماعية والمالية فيه، يحمل معه مجموعة من الأفكار الفرنسية حول ما يمكن القيام به في المرحلة المقبلة والموقف الفرنسي والدولي منها. وقالت المصادر الديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ لودريان يزور بيروت ساعياً الى تحقيق خطوات محدّدة يمكن ان تؤدي الى تحقيق ما تسعى فرنسا إليه، وخصوصاً لجهة قرارها الاستراتيجي بمساعدة لبنان في تسهيل المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي، كبوابة تفتح الطريق امام مجموعة الدول والمؤسسات المانحة، التي يمكن ان تعود الى التعاطي مع لبنان فور نيله ثقة صندوق النقد. وفي المعلومات، انّ برنامج زيارة لودريان يتضمن لقاءات تشمل كلاً من رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية، كذلك سيلتقي مجموعة من الشخصيات اللبنانية الصديقة في مقرّ السفارة الفرنسية.

«الكابيتال كونترول»

أقتصادياً ومالياً، تجتمع لجنة المال والموازنة النيابية عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الإثنين وعلى جدول أعمالها موضوع «الكابيتال كونترول». وكشفت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، انّ مشروع «الكابيتال كونترول» الذي سيُناقش اليوم يتضمن مطالب صندوق النقد الدولي، الذي رفض ورقة مشروع كان اعدّها «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل»، وأوضح للوفد المفاوض اللبناني انّ هناك نموذج مشروع مفصلاً لـ»الكابيتال كونترول» يطلبه الصندوق من الدول التي تطلب مساعدته. وكان «التيار» و«الحركة» اعدّا ورقة مشروع لا تتعدّى البندين، بعدما كان وزير المال غازي وزني طلب سحب مشروع «الكابيتال كونترول» في جلسة لمجلس الوزراء في وقت سابق، تنفيذاً لرغبة مرجعيته السياسية، حسبما ابلغ الى المجلس يومها.

الصندوق...والدولار

الى ذلك، وبعد كلام رئيس الحكومة عن طوي صفحة الخلافات الماضية حول الخطة الانقاذية التي يتفاوض لبنان بموجبها مع صندوق النقد الدولي، تسري تساؤلات حول ما قصده دياب، خصوصاً ان لا مؤشرات الى توحيد الارقام ولا المقاربات حتى الآن. وفي المعلومات، انّ المشكلة الاساسية لا تزال تكمن في المقاربات وتحديد المسؤوليات لتوزيع الاضرار. وبالتالي، لا يزال من المبكر الحديث على خطة رسمية واحدة للتفاوض في شأنها مع صندوق النقد الدولي. في غضون ذلك، واصل سعر صرف الدولار تراجعه في السوق السوداء من دون وجود معطيات مالية أو اقتصادية تبرّر هذا الانخفاض. وفيما تحدثت معلومات عن اسباب سياسية وراء الانخفاض تتعلق بقرار سياسي ونقدي في هذا الاتجاه، استبعدت مصادر متابعة هذا الامر، خصوصاً انّه فيما لو كان هذا الامر صحيحاً، فإنّه يُعتبر بمثابة مضبطة اتهام في حق من يدّعي القدرة على خفض الدولار اليوم، لأنّ ذلك يعني انّه كان مسؤولاً عن ارتفاعه طوال الفترة الماضية. لكن الواقعية تقتضي الاعتراف بأنّ هذا الامر مستبعد، وبالتالي، وبرغم وصول سعر صرف الدولار الى 6800 ليرة امس، فانّ احتمالات تغيّر المشهد فجأة والعودة الى الارتفاع مجدداً لا يمكن أن تكون مستبعدة.

السعر الحقيقي

لكن مصادر رسمية ابدت لـ«الجمهورية» ارتياحها الى الانخفاض المتلاحق في سعر الدولار، متمنية أن يواصل سلوك هذا المنحى وعدم تسجيل انتكاسات سلبية مجدداً، الى ان يستقرّ في نهاية المطاف على سعره الحقيقي. ولفتت المصادر إلى أنّه ثبت انّ انتفاخ قيمة الدولار خلال الفترة الماضية كان، في جزء منه، متأتياً من ورم سياسي، نتيجة استخدام البعض العملة الخضراء في معركة احراج الحكومة وتأليب الناس عليها، سعياً الى اسقاطها، «وبالتالي يؤمل في أن يدفع فشل مشروع تغيير الحكومة البعض الى الاقتناع بأنّها باقية، والكف عن توظيف الدولار في حساباتهم ورهاناتهم السياسية». واشارت المصادر، إلى أنّ من العوامل التقنية التي ساهمت أيضاً في لجم سعر الدولار، التدابير التي اتخذتها الحكومة، ومن بينها السلة الغذائية المدعومة التي خففت الطلب على الدولار في السوق السوداء، وعودة بعض المغتربين الذين ضخّوا دولارات في السوق. وعلّقت المصادر الرسمية أهمية على المساعي التي تُبذل للحصول على دعم عراقي وكويتي وقطري للبنان، لافتة إلى انّه اذا تمّ الاتفاق على مدّ لبنان بنفط مخفوض السعر ومؤجّل الدفع، فمن شأن ذلك أن يريح الدولة، حتى إشعار آخر، من وطأة فاتورة سنوية مقدارها نحو ملياري دولار. وكشفت المصادر، «انّ هناك تقديرات بوجود ما يزيد عن 5 مليارات دولار في منازل اللبنانيين»، مشدّدة على «أنّ الاستعادة التدريجية للثقة ستشجع هؤلاء على الإفراج عن مدخّراتهم وتحويلها تباعاً الى الليرة، الأمر الذي سينعكس ايجاباً على العملة الوطنية والوضع الاقتصادي».

جلسة مالية بامتياز

من جهة ثانية، يجتمع مجلس الوزراء عند الحادية عشرة قبل ظهر غد في جلسة عادية في قصر بعبدا، بجدول أعمال من 17 بنداً ابرزها ما هو مالي، يتصل بمجموعة من البنود المتعلقة بتصحيح قطع حساب الموازنة العامة من العام 1997 إلى العام 2003 على سبيل التسوية، هي عملية مضنية انجزت في السنوات الثلاث الأخيرة بجهد استثنائي لديوان المحاسبة، وضُمّ اليها قطع الحساب الخاص بموازنة العام 2018 لتكون بذلك قد سُويت هذه القضية التي تُثار مع طرح اي موازنة، بعدما ارتُكبت مخالفات دستورية في السنوات ألأخيرة، سوّيت بمخالفات تمّ استيعابها بأكثرية نيابية تجاوزت الاصول الدستورية. وعلى جدول الإعمال بند خاص مؤجّل منذ ثلاث جلسات يتصل باستقالة المدير العام لوزارة المال ألان بيفاني وتعيين خلف له، في وقت لم يثبت انّه ليس من بديل مطروح بعد، سوى رئيسة دائرة الموازنة وعقد النفقات في وزارة المال كارول ابو خليل، والتي أُرجئ البحث في تعيينها قبل جلستين، انتظاراً لتسوية الاعتراضات عليها، ولم يُعرف بعد هل سيكون هناك بديل منها، بعد فشل كل الاتصالات حتى الآن في ثني بيفاني عن استقالته. وعلى جدول الاعمال ايضاً بنود اخرى ابرزها: ورقة سياسة عامة خاصة بعودة النازحين، والاطار القانوني الذي يسمح لشركة الترابة في شكا لاستئناف عملها وفق المواصفات والشروط التي وضعتها وزارة البيئة والمراجع المختصة في وزارتي الداخلية والصناعة، والتي من شأنها ضمان تنفيذ الشروط الآيلة الى تصحيح الخلل البيئي القائم، والقوانين المتعلقة بسلامة المنطقة الصحية، ومواضيع أخرى عادية تتصل بالموافقة على اذونات سفر سابقة على سبيل التسوية، وقبول مجموعة من الهبات لمؤسسات تعمل في قطاعات مختلفة.

وصول الفيول

من جهّة ثانية، أعلن وزير الطاقة ريمون غجر في تغريدة مسائيّة، عن بدء وصول الفيول المستورد الى مؤسسة كهرباء لبنان تباعاً، والتغذية في التيار الكهربائي ستتحسن بدءاً من اليوم.

المعابر غير الشرعية

وفي هذه الأجواء وللعام الثالث على التوالي، ما زال ملف المعابر غير الشرعية مفتوحا على سيل من المفاجآت. وكلما اعلن عن اقفال معبر غير شرعي يُفاد عن مجموعة أخرى ما زالت مفتوحة، والدليل انه بعد مسلسل هذه التجارب اعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش امس في بيان رسمي، انه «وفي إطار إجراءات ضبط الحدود والحدّ من عمليات التهريب، أقفلت وحدة من الجيش بالسواتر الترابية معبراً غير شرعي في محلة حرف السماقة ـ الهرمل، يُستعمل لتهريب السيارات المسروقة والبضائع». وفي الوقت الذي تحاكي هذه الخطوة مطالب صندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي، تحدثت مصادر امنية مطلعة لـ «الجمهورية» عن بقاء اكثر من 7 معابر غير شرعية ناشطة 3 منها محصورة بالترتيبات الخاصة بـ «حزب الله» الذي ينظم تحركاته للشخصيات والوفود والأسلحة والمواد الخاصة بالوحدات الامنية بدقة متناهية وبتدابير مشددة. وقالت هذه المصادر، انّ التحركات عبر هذه المعابر لا تحصل إلّا بكلمات سر وأذونات خاصة.

الراعي

وفي المواقف السياسية، إعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه قداس الأحد السابع من «زمن العنصرة» في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، أنّ التأييد الكبير لموضوع الحياد الذي أطلقه في عظة الاحد الماضي، يؤكّد أنّ اللبنانيّين «يريدون الخروج من معاناة التَّفرُّد والجمود والإهمال. يريدون شركة ومحبَّة للعمل معاً من أجل إنقاذ لبنان وأجياله الطَّالعة. يُريدون مواقف جريئة تُخلِّص البلاد، لا تصفية حسابات صغيرة. يُريدون دولةً حُرَّةً تَنطق باسم الشعب، وتعود اليه في القرارات المصيرية، لا دولةً تتنازل عن قرارها وسيادتها أكان تجاه الداخل أم تجاه الخارج. لا يريدون أن يتفرَّد أيُّ طرف بتقرير مصير لبنان، بشعبه وأرضه وحدوده وهويَّته وصيغته ونظامه واقتصاده وثقافته وحضارته، بعد أن تجذّرت في المئة سنة الأولى من عمره! ويَرفُضون أن تعبث أيَّ أكثريَّة شعبيَّة أو نيابيَّة بالدستور والميثاق والقانون، وبنموذج لبنان الحضاريّ، وأن تعزله عن أشقائه وأصدقائه مِن الدُّوَل والشعوب، وأن تنقلَه من وفرة إلى عوز، ومِن ازدهار الى تراجُعٍ، مِن رُقيٍّ إلى تخلُّف».

كورونا

وكانت سُجّلت أمس انتكاسة كورونية خطيرة، حيث اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 166 اصابة جديدة بوباء كورونا، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 2344. وصباح أمس، بدأ عناصر الصليب الأحمر اللبناني بعملية نقل مصابين بكورونا من إحدى شركات التنظيف إلى مراكز حَجر. وتبيّن حتى الساعة إصابة 131 موظفًا من أصل 240، على أن تصدر نتائج فحوص PCR جديدة تباعًا. وقالت الوزارة انّ الاصابات الـ166 الجديدة توزعت على 158 شخصاً من المقيمين و8 من بين الوافدين. وفي هذه الاثناء، دعا وزير الصحة الدكتور حمد حسن المواطن الى «البقاء مطمئناً»، وقال: «قدراتنا الاستيعابية في المستشفيات الحكومية مقبولة، والأقسام جاهزة، وعلى رغم من العدد المرتفع للمصابين بكورونا لا يزال الأمر ضمن الخطة الموضوعة، والمطلوب من المجتمع اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتبقى الكمامة هي المعيار للوقاية». ومن جهته، وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، غرّد عبر «تويتر» متوجّها الى اللبنانيين قائلاً: «تجنباً لأي اجراءات قد تتخذها الحكومة في ما خصّ التعبئة العامة، نطلب من المواطنين الكرام حفاظاً على حياتهم وحياة عائلاتهم، وجوب التقيّد بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة العامة لجهة استخدام الكمامات والمحافظة على المسافة الآمنة وتفادي الأماكن المكتظة».

خرق اسرائيلي

من جهة ثانية، انتهك الطيران الحربي الإسرائيلي مجددًا، أمس، أجواء لبنان فوق عدد من مناطقه الجنوبية، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام». مضيفة انّ التحليق حصل على علو مرتفع، في أجواء صيدا وصور والزهراني وجزين وكذلك في اجواء النبطية وإقليم التفاح، حيث نفذ غارات وهمية على ارتفاع متوسط. وكان لبنان قدّم مراراً شكاوى إلى مجلس الأمن الدولي، متهماً إسرائيل بانتهاك سيادته، بما في ذلك بهدف توجيه ضربات صاروخية عبر اجوائه إلى مواقع عسكرية في سوريا .

بيروت منكوبة بالتقنين.. وفيتو أميركي على الكهرباء السورية!.... لودريان السبت في بيروت: رسالة بلهجة حادّة.. وابراهيم في الكويت.. والكورونا «تحرج» التعبئة....

اللواء..... قبل أيام قليلة عن مواعيد ضربت لاستئناف التحركات الشعبية على نطاق واسع، وأشمل، وربما أكثر تأثيراً، بعد الوعود «غير القائمة» لوزير الطاقة ريمون غجر بتراجع التقنين القاسي، الذي ذهب بعيداً في «الثأر» من المواطن اللبناني، سواء استخدم المولدات أم لا، بحيث تبدّلت الصورة رأساً على عقب، وأصبح التقنين في أحسن حالاته ساعتين يومياً فقط في غالبية المناطق، وساعتين، وربما أربعة في العاصمة بيروت. وفي عز أيام الصيف، تموز وآب، من دون أفق منتظر أو متوقع، حتى من قبل مؤسسة كهرباء لبنان، التي تنتقل من تحقيقات الفيول، إلى أزمة المياومين، واجراء الأكراء، وهي خافتة الصوت، حتى الموت.. وإذا كانت أرقام الإصابات، بجائحة كورونا، حلّت محل الانشغال بارتفاع سعر الدولار، الذي توقف عن الصعود «مؤقتاً»، بعدما ضخ المصرف المركزي ملايين الدولارات للمصارف لتوفير السيولة اللازمة لاستيراد السلع، في وقت لم يلمس فيه المواطن، أو المستهلك امراً ملموساً، أو انخفاضاً قائماً، مما دفع المواطنين في كل مناطق لبنان، للنزول إلى الشارع، تنديداً بالعتمة، واحتجاجاً على عجز الطبقة السياسية عن الوفاء بأي من التزاماتها، لا في أيام الحكومات الخالية، ولا في أيام حكومة مواجهة التحديات. مع أزمة الكهرباء الحادّة، المترافقة مع أزمات المياه والنفايات والاكتظاظ، والتلوث، بدت بيروت، وكأنها مدينة منكوبة: فبعد ان خصصها مجلس الوزراء بالتغذية بالكهرباء لعشرين ساعة، كعاصمة للبنان ومركز النشاط الرسمي والاقتصادي، أصبحت في أيام حكومة مواجهة التحديات ساعتين أو ثلاث يومياً، بسبب عدم وجود الفيول، حيث يخضع العاملون في مختبراته إلى التوقيف. ويشعر البيرتيون، من أبناء العاصمة وسكانها ان ثمة تمييزاً فاضحاً، لجهة استهداف بيروت أو معاقبتها لاعتبارات سياسية، بالنظر إلى ان بعض الضواحي وبعض المناطق تحظى بضعفي ما تزود به بيروت. والسؤال: هل هو عقاب أم تنفيذ لرغبة مسؤول، إذ كان النائب جبران باسيل عندما كان وزيراً للطاقة يطالب بمساواة بيروت مع باقي المناطق التقنين ....

إبراهيم في الكويت

وسط هذه الأجواء الحياتية القاتلة، اهتمت الأوساط السياسية بوصول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الكويت، موفداً من الرئيس ميشال عون، غداة اتصال جرى بين رئيس الجمهورية وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، لنقل صورة دقيقة على الوضع، وامكان الاستفادة من المساعدة الكويتية. ونقل اللواء إبراهيم قوله، قبل سفره: ان شاء الله خير.. وقد استفسر الشيخ صباح خلال الاتصال عن اوضاع لبنان واحواله والصعوبات التي يمر بها، فشرح له الرئيس عون طبيعة المشكلات التي يمر بها ماليا واقتصادياً. فطلب الامير من عون البحث في ما يمكن ان تقدمه الكويت الى لبنان من دعم ومن دون تحديد اي تفصيل. فقرر عون إيفاد اللواء ابراهيم الى الكويت للقاء الامير ولقاء وزير الخارجية الكويتية الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد الصُباح وبعض المسؤولين الاخرين، وعرض اوضاع لبنان وللاستماع الى ما يمكن ان تقدمه الكويت في المجالات الممكنة لا سيما التعاون النفطي والاغاثة والدعم الاجتماعي، علماً ان الكويت لم تعرض اي مساعدة محددة ولا في اي مجال، بل تنتظر ما سيحمله اللواء ابراهيم. وفي سياق متعلق بالتحركات من أجل مساعدة لبنان، توقعت مصادر سياسية بارزة أن تواجه زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى لبنان يوم السبت المقبل نقاشات صريحة ومحرجة مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية ناصيف حتي لجهة موقف فرنسا من التعاطي مع الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، بعد المواقف الحادة التي اطلقها الوزير الفرنسي مؤخرا واتهم فيها حكومة حسان دياب بعدم الوفاء بالالتزامات التي قطعتها منذ تأليفها لتحقيق الاصلاحات المطلوبة لمساعدة لبنان خارجيا لحل ازمته المالية بالرغم من مرور اكثر من مئة يوم على تشكيلها، والاهم في مضمون الزيارة هو في كيفية اعادة التفاهم مع الحكومة الفرنسية من جديد ووضع مقررات مؤتمر «سيدر» موضع التنفيذ الفعلي بعدما كان الجانب الفرنسي ومن خلال السفير في لبنان قد ابلغ الرئيس دياب في لقاء عاصف جرى منذ قرابة الشهر بأن حكومته اوقفت كل الاتصالات مع الجانب اللبناني لتنفيذ «سيدر» بعدما تملصت الحكومة من وعودها بتنفيذ سلسلة الاصلاحات الموعودة. ونقلت المصادر عن مطلعين على فحوى ما جرى بالقول ان السفير الفرنسي خاطب دياب بالقول كيف تريدون مساعدة فرنسا وتضربون عرض الحائط بالاصلاحات، بل تمعنون في إتخاذ قرارات معاكسة كما حصل في العودة عن قرار اقامة معمل للكهرباء في سلعاتا وبالتعيينات المالية وغيرها من الاجراءات التي لا تعبر عن نية حقيقية لتنفيذ الاصلاحات لغايات ومصالح ضيقة. إلى ذلك، علم، لدى أوساط معنية ان السفيرة الأميركية في بيوت دورثي شيا، نقلت طلباً يشبه «الفيتو» على استمرار شراء الكهرباء من سوريا، لتجاوز النقص في الكهرباء، والتقنين الخطير الذي يواجه لبنان. وكان الرئيس دياب قال من دار الفتوى، بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان السبت الماضي حول لقائه مع السفيرة دورثي: «تداولت مع السفيرة الأميركية في مواضيع عدة وهي أبدت كل استعداد لمساعدة لبنان في مجالات مختلفة». ولفت الى أن «في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي نحن قلبنا الصفحة على المناقشات التي حصلت وبدأنا نتحدث عن الإصلاحات الاساسية المطلوبة والبرنامج الذي سيتم التوافق عليه بين الصندوق ولبنان وهذا ما سيعيد الثقة وسيفتح الباب على مشاريع كثيرة». (راجع ص 2).

تغير في الموقف!

وتزايدت التفسيرات لإعادة الانفتاح الأميركي على الحكومة عبر حركة السفيرة الأميركية. وكشفت مصادر قيادية في 8 آذار، سبب هذا التحوّل بأن واشنطن تبلغت رسالة من هذا الفريق ضرورة كف يد السفيرة الأميركية عن لبنان، منعاً لخيارين خطيرين: الأوّل الذهاب شرقاً على مستوى رسمي، والثاني، فتح الجبهة الجنوبية، والتضييق على إسرائيل، عبر استهداف البواخر العسكرية والتجارية على امتداد المتوسط، بما في ذلك التلويح باستهداف «منشآت نفط العدو». وفي المعلومات تحذير واشنطن من تشجيع المساس بالأمن على خلفية ما ينقل من معلومات عن جهات دولية تمول مجموعات لبنانية للتحرك علي خلفية قرار المحكمة الدولية المنتظر في 7 آب. ويعود «الكابيتال كونترول» إلى الواجهة، مع جلسة تعقدها لجنة المال والموازنة اليوم، وعلى جدول أعمالها اقتراح قانون الكابيتال كونترول، تجتمع بعدها اللجنة الفرعية برئاسة النائب إبراهيم كنعان للبحث في التوسع في صلاحيات هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان للكشف عن الحسابات المصرفية تلقائياً. وعزا أمين سر نقابة الصرافين محمود حلاوي أسباب انخفاض الدولار إلى استئناف النشاط التجاري، مع عودة المغتربين والسيّاح، عبر مطار بيروت، وانتظار التجار والمستوردين السلة الغذائية، فضلاً عن المفاوضات الجارية مع عدد من الدول حول المساعدات الممكنة للبنان.

التحركات

وعمت التحركات الاحتجاجية على قطع الكهرباء العاصمة ومعظم المدن والاقضية واعتراضاً على الفقر، وانعدام فرص العمل. واطلق مئات من الناشطين في مسيرة من ساحة رياض الصلح إلى مقر جمعية المصارف في الجميزة، ثم إلى مصرف لبنان، ودعوا إلى «استقالة الحكومة» ومحاسبة السارقين والفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، وكذلك في طرابلس والنبطية، وبعلبك.. وأفيد ليلاً، ان سفينتي إنتاج الكهرباء فاطمة غول واورهان بيه، زادتا طاقتهما الانتاجية للتيار الكهربائي، بعدما تمّ تأمين الفيول اويل، وهما تتجهان نحو 250 ميغاوات، فهل سيؤدي ذلك إلى تحسن التغذية بالكهرباء.. بانتظار بيان مؤسسة الكهرباء. وغرّد الوزير ريمون غجر ان: استيراد الفيول بدأ يصل إلى مؤسسة كهرباء لبنان تباعاً، والتغذية في التيار ستتحسن بدءاً من اليوم، وستظهر النتائج قريباً.

2344

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 166 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 2344. وأفاد مستشفى رفيق الحريري الجامعي ان بينها 5 حالات حرجة، وأنه تم اجراء 378 فحصاً، ولم تسجل أية حالة شفاء جديدة. وقلل وزير الصحة حمد حسن من شأن الإصابات المرتفعة (131 بفيروس كورونا) بين العاملين في شركتي لفرز النفايات.. بالقول: الإصابات معلومة المصدر، وإمكانية نقل العدوى قائمة، لكن بنسبة غير عالية.. وتجتمع اللجنة العلمية صباحاً، وبعد الظهر تجتمع لجنة كورونا، وستطلب تشديد الإجراءات، بدءاً من الحث بالالتزام بالتدابير الوقائية بما في ذلك، فرض غرامة 50.000 ليرة لبنانية مع العلم ان هذا المبلغ لا يمكن ان يتحمله المواطن حسب الوزير حسن، الذي كشف عن 35 إصابة في مستشفى الزهراء، وعدد آخر في 3 مؤسسات استشفائية أخرى. ومن غير المستجد دعوة مجلس الدفاع الأعلى للاجتماع، لمناقشة الزيادة المفجعة بأعداد المصابين بالكورونا، على أساس أنه لا بدّ من قرارات رادعة، بما في ذلك الاقفال.

لبنان يسجل حصيلة قياسية لإصابات «كورونا»...

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين».... قالت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الأحد، إن البلاد سجلت أكثر من 100 إصابة جديدة بفيروس كورونا في اليوم السابق وهو أكبر زيادة يومية إلى الآن مضيفة أن معظم الحالات يين عمال شركة نظافة. وقال وزير الصحة حمد حسن لقناة "إل.بي.سي" التلفزيونية إنه يطمئن اللبنانيين إلى أن مصدر الإصابات معروف. وأضاف أن ما يصل إلى 75 في المئة من تلك الإصابات التي لا تظهر عليها الأعراض متعلقة بشركة نظافة كبيرة وأن أغلبهم من غير اللبنانيين. وقال الوزير إن هناك حاجة لفحص 800 عامل في شركة النظافة بالإضافة إلى ألف عامل في شركتين مرتبطتين بها. وتابع أن عدد الإصابات سيظل مرتفعا هذا الأسبوع. وسجل لبنان أكثر من ألفي إصابة و36 حالة وفاة من فيروس كورونا منذ فبراير شباط.

الكنيسة المارونية في لبنان تصعد ضد حزب الله

رويترز.... صعدت الكنيسة المارونية في لبنان انتقاداتها لجماعة حزب الله المدعومة من إيران وحلفائها الأحد. وأكدت أن اللبنانيين يرفضون عزلهم عن حلفائهم وتدهور أحوالهم، فيما يمثل تحولا لخطاب أكثر انتقادا للحزب من قبل الكنيسة. ويشهد لبنان انهيارا ماليا يمثل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية التي بدأت في 1975 وانتهت في 1990. وفي ثاني عظة على التوالي، شدد رأس الكنيسة البطريرك بشارة بطرس الراعي على أهمية حياد لبنان موجها انتقادا ضمنيا لحزب الله المدجج بالسلاح بسبب تأييده لإيران في صراعات مع دول عربية خليجية سنية. وللراعي نفوذ كبير بوصفه رأس كنيسة الطائفة التي يجب اختيار رئيس الدولة منها بموجب نظام الحكم الطائفي. وقال مهند حاج علي من مركز كارنيغي الشرق الأوسط لرويترز إن "التدخل يعتبر تحولا في سياساته بعيدا عن دعم الرئيس وأقرب لانتقاد الوضع السياسي في البلاد على المستويين الإقليمي والدولي“. وقال الراعي في عظة الأحد إن "اللبنانيين يرفضون أي أغلبية برلمانية تتلاعب بالدستور والنموذج الحضاري في لبنان"، ويرفضون عزلهم عن "الأشقاء والأصدقاء"، وأن يتحولوا "من الوفرة إلى العوز ومن الرخاء إلى الشدة". وترجع أسباب الأزمة اللبنانية إلى عقود من الفساد وسوء الحكم من جانب النخبة الطائفية الحاكمة. ويقول خصوم حزب الله إنه يتحمل المسؤولية لأن تحالفه مع إيران دفع دول الخليج العربية التي ساندت لبنان في السابق إلى النأي بنفسها عنه مما أغلق بابا مهما للمساعدات.

12 تموز... قيامة لبناننا الجديد!

الاخبار....ابراهيم الأمين .... إلى الحبيبين عماد مغنية ومصطفى بدر الدين

إنه 12 تموز، التاريخ الذي يريد البعض عدم تذكّره، أو حتى شطبه من روزنامة اللبنانيين والعرب. في لبنان كما في كيان العدو، كما في كل قلوب وعقول من أصابتهم الهزيمة في ذلك التاريخ. هو 12 تموز، موعد لتغيير لا يزال كثيرون لم يدركوا نتائجه وأبعاده بعد. وبيننا حاقدون يعتقدون أنه تاريخ عابر لن تبقى منه إلا صورة كلفة الصمود الأسطوري للمقاومة في لبنان. هو موعد فتحت معه الآفاق أمام مستوى متقدّم من المواجهة بين أشرار العالم بقيادة العدو الأميركي، وبين أخياره الذين لا يزالون يدفعون ثمن صمودهم وتصدّيهم وانتصاراتهم على هذا العدو. وهو ثمن صار من جبلة ناس المقاومة وأهلها. لكنه يبقى مجرد تضحيات كبيرة سوف تظلّ عنواناً لكل ما هو أجمل في تاريخنا المعاصر. بَعد مرور 14 عاماً على المواجهة الأسطورية، صار هناك بُعد آخر للحديث عن 12 تموز اليوم. بُعد متصل عميقاً بكل النقاش اللبناني - اللبناني، واللبناني مع الخارج، بشأن مستقبل هذه البلاد. وكما في كل مرة نعمد الى دفن رؤوسنا في الرمال، ونلقي على الخارج وحده مسؤولية أزماتنا، ها نحن اليوم نتجاهل حقيقة أن المشكلات التي تواجه بلدنا اليوم إنما هي، بالدرجة الأولى، نتيجة أفعالنا نحن، ونتيجة معاركنا المستمرة حول كثير من الأمور المحقة. لكن المشكلة ليست في حق كل طرف بأن يرسم أهدافه، بل في كون بعض القوى اللبنانية تريد تكرار تجاربها الأليمة غير آبهة بما تبقى من دماء في عروق ناسها وأهل بلدها. اليوم، صار لزاماً علينا عدم الهروب من مسؤولية النقاش بحجة الخشية من الفتنة، ومن الواجب أيضاً، مساجلة أصحاب الأفكار المجنونة التي تريد إعادة لبنان الى عصر ما قبل انتصارات المقاومة على العدوّين الأميركي والإسرائيلي. وهو سجال لا يمكن أن يقف على خاطر أحد، بمعزل عن موقعه وتمثيله وشأنه عند الناس. وهو سجال يجب أن يكون واضحاً وصريحاً، مهما كان قاسياً عند «الفنّاصين» من أبناء هذا البلد، الذين لا يزالون يعيشون على كذبة بعناوين كثيرة، من العيش المشترك الى لبنان الرسالة، إلى الجسر الواصل بين الشرق والغرب، الى الفرادة والنموذج في التخالط بين الثقافات والأديان وخلافه من ألاعيب اللبنانويين إياهم.. في ذكرى 12 تموز، تنطلق الحملات الدعائية لجماعات لبنانية تحنّ الى زمن لبنان الذي صنعه الاستعمار الغربي. الاستعمار الذي اقتحم بلادنا وسرق ثرواتها وفرض أفكاره وعلومه وعاداته وأسماءه وقوانينه علينا بحجة تطويرنا وإخراجنا من تخلّفنا. في هذا السياق، تنطلق احتفالات وحملات بمناسبة «مئوية لبنان الكبير». يفعلون ذلك وهم يحلمون بعودة الإمارة التي خلقها الاستعمار ثم أبقاها تحت حراسته، وعندما غادر سلّمها بقية البلاد. ولبنان الكبير هذا، يشكل بالنسبة إلى الذين يحتفلون به اليوم القلعة التي يحتمون خلفها منعاً لأي تواصل مع المحيط، علماً بأن غالبية، نعم غالبية، الذين يحتفلون اليوم بلبنان الكبير، وهم من طوائف وملل كثيرة ومختلفة، إنما ينشدون اليوم عودة الاستعمار الغربي الى لبنان. هؤلاء يفضلون أن تعود فرنسا لتحتل لبنان وتحكمه إذا كان البديل جهداً لبناء دولة مستقلة أصلها وفرعها وبعدها عربي بامتياز. وهؤلاء هم من لجأوا الى العدوّين الأميركي والإسرائيلي منذ قيام كيان العدو حتى هزيمته في لبنان، واحتموا بحرابه بحجة الخوف من شريكهم اللبناني أو العربي، وهؤلاء هم من يعملون اليوم في خدمة الغرب الذي يحاصر لبنان ليعاقب من صمد من أهله وانتصر على إسرائيل، وأفشل مشاريع السيطرة الأميركية والأوروبية على بلادنا. وهؤلاء هم من يعيدون اليوم نشر ثقافة الاختلاف والقول بأنه لا يمكن للجماعات اللبنانية أن تتعايش نظراً إلى اختلاف الثقافة والذوق والعرق والدين والتطلع. وهؤلاء يرون أنهم أقرب الى المستعمر نفسه من إخوتهم في هذا البلد، وهؤلاء - للأسف - هم من يريدون محو 12 تموز من روزنامة هذا البلد. وهؤلاء يريدون إقناع الناس بأن المقاومة هي المسؤولة عن خراب البلاد، وأن قوة المقاومة هي السبب في التعثر الاقتصادي وتعب الناس. وهؤلاء هم أنفسهم الذين يحتلّون اليوم مواقع في أعلى هرم المرجعيات الطائفية والدينية والسياسية والحزبية والاقتصادية. وهؤلاء هم الذين سرقوا من اللبنانيين قوتهم، تارة باسم الرب، وطوراً باسم الحرص على الأقليات المقيتة. وهؤلاء هم الذين يسترضون أوروبا الذليلة أمام الأميركيين، ويحرصون على تحية أمراء الدم والدموع والموت في الجزيرة العربية الذين يبيعون فلسطين مرة جديدة، ويريدون لنا الاقتناع بأن لا مجال لعلم أو طاقة أو تقدم من دون الرضوخ لمشيئة حاكم العالم اليوم..

أغلبية المحتفلين بمئويّة لبنان الكبير هم أنفسهم الذين استعانوا بكل مجرمي العالم لإبعاد بلدنا عن هويّته العربية، وهم الذاهبون إلى حتفهم غير مبتسمين

ما يردده البطريرك بشارة الراعي منذ أسبوعين، ويهلّل له كل جماعة أميركا والسعودية وأعداء المقاومة والعروبة، هو ما يُراد منه إقحام جماعات لبنانية، مرة جديدة، في أتون حرب الاستعمار على لبنان الجديد والكبير أيضاً، لكنه لبنان الذي أعلنت قيامته في 25 أيار عام 2000، وعُمّد بالدماء في 12 تموز 2006! .... لتكن الأمور واضحة، بلا لفّ ولا دوران، وبلا كذب السياسيين ودجلهم على اختلاف صنوفهم. لم يعد ممكناً مجاراة الذين يتحدثون عن حرية واستقلال، لكنهم يصمتون إزاء ما تقوم به أميركا والسعودية ومعهما إسرائيل في لبنان. وبرغم أن هؤلاء، من جميع التشكيلات العقائدية والسياسية والطائفية، إلا أن جلّهم يعتقد بأن حيلة التعميم في تحميل المسؤولية عن الخراب، ستوصلهم الى السلطة بديلاً من الطبقة العفنة الحاكمة اليوم. وهؤلاء الذين يحصلون على شهادة امتياز في الانتهازية، لن يكون نصيبهم سوى المكان الأسوأ من دروس الحياة. أما العملاء، الذين يعيشون على ذكريات مريضة، ويعتقدون أن كذبة الاستعمار قابلة للعيش من جديد، وهم يقبلون أداء دور الدمية مرة جديدة، فهم لا يفعلون شيئاً غير إعادة ترتيب انتحارهم لمرة ثانية وثالثة بعد المئة، قبل أن يتحولوا الى أوراق صفراء في كتب التاريخ. وإذا كانوا يراهنون على أن أهل المقاومة ليسوا في وارد الاستجابة لمتطلبات الفتنة، فيستغلون الصمت ويعيثون فساداً في الأرض، فهم أيضاً يعيشون على وهم قاتل، وسيفيقون منه بأسرع مما سبق، وسيعيشون لحظة الاكتئاب التي ستتجدد قبالة وجوههم عند كل 12 تموز من كل عام! وفي 12 تموز، نعود الى الذين صنعوا مجدنا الذي يعلو كل مجد مزيف، الى أولئك الذين قدّموا كل ما عندهم من أجل أن نعيش نحن أفضل لحظات حياتنا بكل صعوباتها وقسوتها، الى الذين يسكنون أمكنة في نفوسنا وقلوبنا لا تمحوها كل عواصف الأرض ولا تغطيها كل أمواج البحر، الى قادة وأحباء سيبقون هم أبطالنا الذين نرسم وجوههم في عيون من نحب ومن نتمنى له الأفضل... نعود الى الشهداء الذين يملكون حصراً اسم وتاريخ وعنوان المقاومة الأكثر نبلاً في هذا التاريخ.

«تتريك» في الشمال.... تركيا في لبنان على خطى الإخوان المسلمين: «التمكين» أوّلاً

الاخبار.... فراس الشوفي .... يستخدم الأتراك في لبنان آليات عمل «ذكية» لبسط نفوذهم على طرابلس والشمال، في أسلوب مشابه لنظرية «التمكين» لدى جماعة الإخوان المسلمين. بين طرابلس الغرب وطرابلس الفيحاء، مخاطر على لبنان من حرب السيطرة على «العالم السنّي» قبل عشر سنوات، اختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلدة الكواشرة العكاريّة، ليبدأ زيارته اللبنانية، جنباً إلى جنب مع رئيس الحكومة آنذاك سعد الحريري. كثيرة هي التحوّلات والأحداث في العقد الأخير، لكن الثابت أن الدور التركي في لبنان يتمدّد، وبمنهجية واضحة المعالم، لا تشبه تلك التي تعتمدها دول الخليج، في صرف الأموال بعشوائية. خلال الأشهر الماضية، ارتفع الصوت هنا وهناك في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام حول دورٍ تركي في أحداث الشمال، ودعم لمجموعات تتخذ المطالب المعيشية غطاءً لها، بدءاً من منتديات بهاء الحريري، ومجموعات أخرى تقطع الطرقات وتحرّض ضد الجيش اللبناني. ويوَجَّه الكثير من الاتهامات الأمنية العلنية للأتراك والاستخبارات التركية في أحداث الشمال، وآخرها إشارة وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي إلى «جهة خارجية»، من دون أن يسمّي تركيا. إلا أن أياً من الأجهزة الأمنية اللبنانية لم يضع حتى الآن تصوّراً ملموساً عن دور أمني تركي مباشر في تحريك مجموعات على أرض الشمال. طبعاً، ليس لأن الاستخبارات التركية لا يمكن أن تنخرط في أعمال من هذا النوع، وهي التي سلّحت ودرّبت ودعمت وسهلت دخول عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سوريا من كل بقاع العالم، ولا سيّما من الجمهوريات السوفياتية السابقة، ولا تزال حتى اليوم تدير جزءاً كبيراً من هذه المجموعات لفرض نفوذها وتتريك مساحات من الشمال والشرق السوريَّين، بل لأن أساليب العمل التركية في لبنان (ولو كان الهدف مشابهاً ببسط النفوذ)، تختلف عن أساليب العمل في سوريا... حتى الآن. منذ ما قبل زيارة أردوغان لعكار، تزامن الاندفاع التركي نحو لبنان مع الاندفاع نحو سوريا، الذي توّج بسلسلة تفاهمات اقتصادية وسياسية بين 2009 و2010. لكنها سرعان ما اهتزّت مع رفض سوريا طرح أردوغان على الرئيس السوري بشار الأسد مشاركة تنظيم الإخوان المسلمين في الحكومات السورية، وانهارت تماماً مع التحوّلات الاميركية تجاه سوريا مطلع عام 2011 وتطور الأعمال العسكرية في إدلب وحماة ضد القوات السورية، وعمليات تشجيع السوريين على النزوح إلى الداخل التركي. ومنذ ذلك الحين، يستثمر النظام التركي في الفروع العربية لتنظيم الإخوان المسلمين، من سوريا إلى العراق إلى فلسطين والأردن ومصر وليبيا وموريتانيا والسودان والجزائر وتونس واليمن، وصولاً إلى الصومال وجيبوتي في القرن الأفريقي ودول آسيوية وأوروبية عديدة (وذلك بحثٌ آخر)، بالتوازي مع دعم قطر في مواجهة دول التحالف الخليجي ومصر بعد سقوط الرئيس السابق محمد مرسي.

ولبنان ليس محيّداً عن هذا النشاط. فمنذ العام 2006، ودخول القوات التركية كجزء من قوات اليونيفيل إلى لبنان، وجّه الأتراك منظمة «تيكا» (TIKA)، أو «وكالة التعاون والتنسيق التركية»، للعمل في لبنان، ومواكبة «الانفتاح» التركي نحو الشرق، بعد تركيز المنظّمة منذ عام 1991 على العمل في البلدان السوفياتية السابقة، وتلك التي تضمّ من بين سكّانها مواطنين من أصول تركمانية. وعلى ما يرد في الموقع الرسمي للمنظمة، فإنها تحوّلت مع الوقت إلى «أداة من أدوات تطبيق السياسة الخارجية التركية في العديد من الدول والمناطق».

اليوم، يمكن القول إن النشاط التركي في لبنان يتخّذ أشكالاً عديدة، تصبّ جميعها في اتجاه واحد، هو تعزيز النفوذ التركي داخل بيئة المسلمين السنّة في لبنان، وتحديداً في الشمال، ومواجهة النفوذ السعودي ــ الإماراتي المتآكل أصلاً، في حرب قيادة «العالم السنّي» المندلعة بين السعودية وحلفائها من جهة، وتركيا وحلفائها من جهة أخرى، على امتداد العالم القديم، من جاكرتا إلى نواكشوط.

في التقديرات، أن عدد المستفيدين اللبنانيين من المنح التعليمية في تركيا خلال 15 عاماً، يتجاوز 10 آلاف شخص، وغالبية هؤلاء تعلّم اللغة التركية، وعلى متابعة دائمة مع برامج الدعم التركية في الشمال، إن عبر منظّمة «تيكا» التي تعمل على تقديم المساعدات للبلديات والجمعيات الأهلية في محافظتي طرابلس وعكّار عبر إقامة مشاريع محدّدة، كفتح الطرقات وحفر آبار مياه الشرب والرّي وتقديم المساعدات الغذائية، أو عبر مؤسسات غير حكومية تركية، أو حتى منظّمات مدعومة من قطر، تصبّ خدماتها في نهاية الأمر لصالح الأجندة التركية.

الخطّ الآخر، هو حالة الاحتضان لعدد من الشخصيات السلفية في الشمال، مثل الشيخ سالم الرافعي، بعد أن لمست تلك المجموعات تراجعاً سعودياً عن الاهتمام بلبنان، بالتوازي مع الدعم التركي المستمر للجماعة الإسلامية، الفرع اللبناني لتنظيم الإخوان المسلمين.

ثالثاً، تنشط السفارة التركية في بيروت، في البحث عن اللبنانيين من أصول تركية وتركمانية، لتشجيعهم على الحصول على الجنسية التركية. ولا ينحصر هذا الملفّ ببضعة آلاف من المواطنين اللبنانيين من أصول تركمانية في عكار وقرى محيطة بالكواشرة، إلّا أن ذلك يمتدّ إلى بعض عشائر البقاع (ومنها عشائر أو عائلات شيعية)، بهدف إعطاء هؤلاء جنسيات تركية، على قاعدة تاريخهم كـ«مواطنين في السلطنة العثمانية» أو من أصول تركية أو تركمانية. وفي تقديرات أكثر من جهة تواكب النشاط التركي، أن عدد المستهدفين في مشروع الجنسية التركية حوالى 50 ألف لبناني.

رابعاً، تتحرّك السفارة التركية وعدد من رجال الأعمال اللبنانيين والأتراك للعمل سريعاً على تغطية حاجة السوق اللبنانية من السلع، وتعويض هذا النقص بسلع تركية تتناسب مع القدرة الشرائية المتراجعة، إضافة إلى حملات تشجيع اللبنانيين الراغبين الاستثمار في القطاع الزراعي حالياً، على الاستثمار داخل تركيا في مشاريع زراعية. وهذه الإجراءات، وإن كانت «إيجابية» على المدى القصير في تأمين سلع غذائية وصناعات خفيفة بأسعار رخيصة نسبياً، إلا أنها على المدى المتوسط والطويل أيضاً تحرم المنتجات اللبنانية التي من المفترض أن تنتعش مع تطوّر الأزمة، أي آمال بالتطوّر في ظلّ المنافسة القوية المحتملة، فضلاً عن أن الرأسمال المطلوب لتطوير القطاع الزراعي اللبناني سيكون عرضة للتسرّب نحو تركيا للاستفادة من سلّة تقديمات تركية حكومية للاستثمار الأجنبي، ما يعني أيضاً حرمان لبنان من رأسماله المحلي بدل اغتنام الفرصة للاستثمار في المشاريع الزراعية المحليّة. ولعلّ أحد أبرز أسباب الانتكاسة التي تعرّض لها الاقتصاد السوري قبيل الأزمة في 2011، هو إغراق الأسواق السورية بالمنتجات التركية، ما أثرّ بشكل كبير على النمو الصناعي في حلب، وعلى مجمل القطاع الصناعي في ريف دمشق. ولا ينكر الأتراك أن نيّتهم إدخال ما يستطيعون من صناعاتهم إلى الداخل اللبناني، والفوز بالكم الأكبر من السياح اللبنانيين وتوجيههم نحو تركيا. لكن طبعاً، تنفي مصادر السفارة التركية في بيروت أن يكون للأتراك أي نشاط أمني، أو دعم لمجموعات تخريبية، وتنكر تحديداً علاقتها ببهاء الحريري. وفيما يتمسّك الأتراك برواية حرصهم على الأمن اللبناني، يؤكّد أكثر من مصدر متابع لنشاط تركيا، أن الأعمال الأمنية التركية في لبنان «ما زالت في طور التبلور»، وأن من يقود الأعمال هم «مجموعة من الضباط السوريين المنشقّين من سكّان مدينة طرابلس، وهؤلاء يمثّلون دور الوسيط بين رجال الاستخبارات التركية، وبعض الخلايا الأمنية في المدينة».

تنشط السفارة للبحث عن لبنانيين من أصول تركمانية لتشجيعهم على حيازة الجنسية التركية

ولعل العنوان الأبرز في الصراع التركي ــ السعودي على الساحة اللبنانية، هو عمليّة الاستقطاب التي تقوم بها تركيا لمسؤولي ومناصري تيار المستقبل، بعد انحياز الوزير السابق أشرف ريفي الواضح إلى الدور التركي في الشمال منذ استِعار خلافه مع تيار المستقبل. وبحسب مصدر دبلوماسي عربي، فإن جزءاً لا بأس به من مسؤولي المستقبل، ومن بينهم مقرّبون جداً من الحريري، باتوا ينسّقون مع تركيا ويتودّدون إليها، في الوقت الذي لا يردّ فيه الأتراك التحوّل في داخل المستقبل إلى التراجع السعودي عموماً في لبنان. كما أن قواعد تيار المستقبل، ولا سيّما رؤساء بلديات ومخاتير في الشمال، يندفعون نحو تركيا، مع غياب أي رؤية سعودية أو إماراتية للملف اللبناني، واكتفائهم بالدعم المحدود المبني على المساعدات العينية والمالية، بدل ترسيخ المشاريع المستدامة في المنهجية التركية. ولا يمكن تناول الدور لتركي المتجدد في شمال لبنان، بعيداً عن سياق معركة التوسّع التركي على كامل المتوسّط. وإذا كانت التفاهمات التركية ــ الروسية اليوم تضبط أردوغان تحت سقف الحفاظ على المصالح الروسية، فإن المستقبل يبعث على الأسئلة، ولا سيّما المخاوف الروسية والإيرانية من نيّة تركيا إيجاد أرضية ضغط على سوريا انطلاقاً من الشمال اللبناني تتكامل مع الضغط الآتي من إدلب، فضلاً عن أن لبنان لن يكون محيّداً عن صراع القواعد العسكرية الذي تنخرط فيه تركيا من الصومال إلى قطر إلى ليبيا، ووجود سعي حثيث لحلف «الناتو» لبناء قواعد عسكرية جديدة تتوازن مع القواعد الروسية الاستراتيجية في طرطوس واللاذقية.

جزء كبير من مسؤولي تيار المستقبل باتوا ينسّقون مع تركيا ويتودّدون إليها

ولا يقف القلق عند الحدود الأوروبية، إذ إن الاستخبارات الألمانية والفرنسية، ودولاً أوروبية أخرى، تتابع عن كثب التطوّرات في الشمال اللبناني. وبحسب مصادر دبلوماسية غربية، فإن «الدور التركي في لبنان بات جزءاً من أجندة تركية تبدأ في أوروبا والبلقان وبلغاريا وقبرص واليونان وصولاً إلى البحر المتوسط، وشمال لبنان نقطة مهمة على هذه الخريطة. خطوة إعلان كنيسة آيا صوفيا مسجداً تكشف الكثير عن نيّات أردوغان تجاه أوروبا»...... قبل أسابيع، طرح المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مجموعة من الملاحظات حول الأداء التركي، خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، على قاعدة ضرورة مراقبة الدولة اللبنانية ما تقوم به الجهات الأجنبية في الداخل اللبناني. وكذلك قام إبراهيم بالاتصال بالسفير التركي في بيروت هاكان تشاكيل، واستفهم منه عن علاقة تركيا بمجموعات (تحمل أعلاماً وتنخرط في نشاطها الاجتماعي في الشمال) تقوم بأعمال تهدّد الأمن وتقطع الطرقات، فأكّد السفير أن تركيا لا تحرّض أحداً ولا تغطّي المخلّين بالأمن»..... فهل ستنتظر الدولة أن تتحوّل طرابلس إلى ساحة اشتباك مفتوحة بين المتنازعين على «السنّة»؟ أم أن قواعد «المسموح» و«الممنوع» ستنطبق على الأداء التركي، لتجنيب لبنان صراعات جديدة في غنًى عنها؟

ريفي يهاجم المشنوق: العين على الشمال

ما إن انتشر مقال على موقع «أساس» التابع لوزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، والذي يتحدّث في جزء منه عن علاقة المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي بتركيا، وعن الدور التركي في الشمال بشكل عام، حتى رد ريفي عبر «تويتر» على زميله السابق في كتلة المستقبل الوزارية، متّهماً إياه بـ«العمالة» لسوريا وحزب الله. ويكشف السجال، الصراع الخفي في داخل الساحة السنية، ولا سيّما بين الشخصيات المحسوبة على «الحريرية»، بشأن خيارات الالتحاق إما بالجبهة التركية، أو بجبهة الإمارات والسعودية ومصر. ومما لا شكّ فيه أن الاشتباك بين ريفي والمشنوق، لا يوضح الصورة الكاملة للصراع في طرابلس، التي باتت تشهد انقساماً بين المجموعات السلفية واستعداد الجميع لاستكمال المعركة الليبية على أرض شمال لبنان. ولا تغيب عن المشهد محاولات تهريب السلاح المتكررة الى طرابلس من إدلب وغيرها، والتي أحبط الجيش السوري العديد منها، آخرها قبل أيام، حيث أوقف في محيط منطقة القصير، يوم الثلاثاء الماضي، حمولة أسلحة فردية وجهتها السوق السوداء في شمال لبنان.

السفير السعودي «يقاطع» الحريري وجعجع

الاخبار.... نقل زوار السفير السعودي وليد البخاري عنه استياءه من الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. ولفت هؤلاء إلى أن البخاري الذي يقاطع الحريري وجعجع، رغم أنه كثّف لقاءاته أخيراً في اليرزة وزار عدداً من الشخصيات الدينية والسياسية، يكرر أمام زواره امتعاضه من الطرفين. ويشير إلى أن كليهما لا يتنازل للقاء الثاني، وأنهما يتمسكان بالشكليات. وقال إنه بات يتفادى اللقاء بهما لأن الحريري وجعجع لا يقولان شيئاً سوى الكلام أحدهما ضد الآخر. ويضيف هؤلاء أن البخاري يتحدث عن أن سياسة السعودية تجاه لبنان لا تقتصر على الحريري وجعجع، وأنه يعبّر عن سياسة بلاده. وتجدر الإشارة إلى أن البخاري قاطع العشاء الذي أقيم الأسبوع الماضي في معراب لعدد من السفراء العرب.

تخفيض سياسي لسعر الدولار؟

الاخبار.... المشهد السياسي .... الدولار ينخفض خلال ثلاثة أيام نحو ألفي ليرة. وهو مرشح لمزيد من الانخفاض. السعر الحالي أقرب إلى السعر الواقعي، لكنه يطرح السؤال عن الجهة القادرة على رفعه في أيام إلى مستويات مخيفة، والقادرة أيضاً على تخفيضه ساعة تشاء. صحيح أن عوامل قليلة تسهم في تخفيف الطلب على الدولار، إلا أنه يبقى للسياسة وصراعاتها الدور الأبرز في العبث بمصير المقيمين في لبنان. وهذه السياسة اختارت الابتعاد عن طريق صندوق النقد، لصالح تحميل الخسائر لكل الناس، فيما يجري حالياً السعي إلى تأمين الحد الأدنى من مقوّمات الصمود عن طريق بعض الدول العربية، ولا سيما العراق والكويت وقطر.... الدولار انخفض إلى ما دون الستة آلاف ليرة. هذا ما تشير إليه التطبيقات الإلكترونية، التي تحوّلت إلى متحكم في السوق. لكن مع ذلك، فإن هذا السعر يبقى غير قابل للتداول إلا لشراء الدولارات من قبل الصرافين. أما العكس، أي بيعهم للدولار بهذا السعر فيبقى متعذراً، ومحدوداً (اشترى عدد من الأفراد مبالغ ضئيلة من الدولارات - أي أقل من ألف دولار - بـ5800 ليرة للدولار الواحد). الأهم أن الانخفاض يبدو مستمراً، وسط الحديث عن قرار بإعادته إلى سعر يقارب أربعة آلاف. هذا خبر كفيل بدعوة الناس، أو من يخزّن منهم الدولارات، إلى البيع تجنباً للمزيد من الخسائر. لكن في المقابل، فإن غياب الثقة يجعل حركة البيع محدودة، انطلاقاً من أن التخفيض سياسي وغير مبني على وقائع سوقية حقيقية، إضافة إلى لجوء صرافين أمس إلى إعادة رفع السعر إلى ما فوق الـ7500 ليرة. لكن، هل حقاً ثمة من يملك قرار تخفيض السعر؟ لرياض سلامة دور رئيسي في التحكم بسعر العملة. كلما ضخ المزيد من الدولارات، انخفض السعر. لكن على ما يظهر فإن المصرف المركزي لم يتدخل بالشكل المطلوب، فكانت النتيجة وصول سعر الدولار إلى مستويات مقلقة. كثر يثقون بأن للسياسة وصراعاتها دوراً في تخطي الدولار لأي سعر منطقي. لكن مع ذلك، فقد يكون هنالك بعض العوامل التي ساهمت في تخفيض السعر، وأبرزها افتتاح المطار، مع توقعات بدخول ٥ ملايين دولار يومياً عبر المغتربين، ثم توسيع السلة الغذائية المدعومة على سعر ٣٨٥٠ ليرة. وهو ما أدى عملياً إلى زيادة المعروض من العملة الأميركية مقابل تخفيف ضغط التجار على طلب العملة من السوق السوداء. كذلك، يؤكد مصدر متابع أن عودة الحرارة إلى العلاقة بين النائب جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان، بمسعى من الرئيس نبيه بري، يمكن أن تكون قد ساهمت في تخفيف الضغط على الدولار. وإذ تشير المصادر إلى أن باسيل طلب من سلامة التدخّل لتخفيض سعر الصرف، إلا أنها تلفت أيضاً إلى أن التواصل بين الطرفين لم يخلص إلى الاتفاق على سلة إجراءات جوهرية لوضع الأزمة الراهنة على سكة المعالجة. إلى ذلك، مع كل يوم يمر، يتضح كم صار احتمال الاتفاق مع صندوق النقد بعيداً. بالشكل لم يبق في الفريق المفاوض إلا قلة متمسكة بالخطة الحكومية، بعدما مال الجميع باتجاه الاتفاق السياسي الذي عبّرت عنه اجتماعات لجنة تقصي الحقائق، وعنوانه تحييد المصارف عن دفع ثمن مقامرتها بأموال المودعين. أما في المضمون، فيؤكد مطلعون على المفاوضات أن المراوحة صارت سيدة الموقف، بعد أن ساهم الخلاف المفتعل على الأرقام في فرملة أي تقدّم. وفيما تردّد المصادر أن المفاوضات دخلت في موت سريري، فإنها تشير إلى أن «حزب المصرف» نجح في تنفيس الخطة الحكومية، بعدما لم يتحقق منها شيء حتى اليوم.

تغطية لمساعي سلامة تحميل خسائر المصارف للناس؟

فلا أنجزت عملية تحويل 15 في المئة من الودائع التي تزيد على ٥ ملايين دولار إلى أسهم (تمليك أصحاب هذه الودائع أسهماً في المصارف)، ولا استرد، أو حتى بدأت إجراءات استرداد، فائض الفوائد التي دُفعت في الهندسات المالية (تُقدّرها الحكومة بنحو 20 مليار دولار)، ولا استعيدت الأموال التي أخرجت من لبنان، بشكل استنسابي، ما بعد إغلاق المصارف في تشرين الأول الماضي. ما يجري حالياً هو العكس: السعي إلى تحميل الناس الكلفة الكاملة، وهي عملية بدأت بالفعل، إذ يمارس حاكم مصرف لبنان، يومياً، عملية نقل الخسائر من القطاع المصرفي إلى جيوب الناس، من خلال التضخم الذي يسببه ضخ كميات كبيرة من العملة المحلية في السوق، ومن خلال حجز أموال المودعين، وإجراء «هيركات» إلزامي على الودائع، التي تُدفع بالليرة حصراً وبأقل من سعرها بكثير. لكن مع ذلك، فإن رئيس الحكومة حسان دياب كان قد طمأن، بعد لقائه المفتي عبد اللطيف دريان، إلى أن «صفحة المناقشات التي حصلت خلال الأسابيع الست الماضية قد طويت، ومن هذا المنطلق بدأنا نتحدث عن الإصلاحات الأساسية المطلوبة والبرنامج الذي يجب أن يتم التوافق عليه بين صندوق النقد ولبنان».

إبراهيم يبحث مع أمير الكويت سبل مساعدة لبنان

تفاؤل دياب يتناقض مع ما يتردد من مصادر متابعة للاجتماعات من أن الضغط السياسي سيؤدي إلى استنزاف للبلد وتمديد للمفاوضات، إلى حين إعلان فشلها، ومن ثم إنقاذ المساهمين في المصارف من خلال بيع الدولة ومرافقها وأراضيها. إلى ذلك الوقت، فإن محاولات خجولة لا تزال تجري لتخفيف الانهيار وتأمين حد أدنى من مقومات الصمود، ولا سيما منها الفيول الخاص بالكهرباء. وبعدما كان له مسعى مع العراق، توجه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى الكويت، مبعوثاً من الرئيس ميشال عون. وقبل أن يلتقي أمير الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح، أشار ابراهيم، في حديث صحافي، إلى أن الزيارة «تأتي في إطار استكمال جولة عربية من العراق الى قطر وبلدان أخرى بهدف البحث عن حلول للأزمة القائمة». وقال إنه سيستمع إلى طروحات المسؤولين الكويتيين بشأن مساعدة لبنان، «كما سيتشاور معهم في اقتراحات ينقلها من الجانب اللبناني للمساعدة في تخطي الأزمة الحالية». في هذا الوقت، كان البطريرك الماروني بشارة يستكمل ما بدأه من سعي لتحميل جزء من اللبنانيين مسؤولية الأزمة الحالية، والدفاع عن منظومة المصارف عبر تحويل السهام إلى غير هدفها «الطبيعي». وقال أمس إن اللبنانيين «لا يريدون أن يتفرَّد أيُّ طرفٍ بتقرير مصير لبنان، بشعبه وأرضه وحدوده وهويَّته وصيغته ونظامه واقتصاده وثقافته وحضارته، بعد أن تجذَّرت في المئة سنة الأولى من عمره! ويَرفُضون أن تعبث أيَّةُ أكثريَّةٍ شعبيَّةٍ أو نيابيَّة بالدستور والميثاق والقانون، وبنموذج لبنان الحضاريّ، وأن تعزله عن أشقَّائه وأصدقائه مِن الدُّوَل والشُّعُوب، وأن تنقلَه من وفرة إلى عوز، ومِن ازدهارٍ الى تراجُعٍ، ومِن رُقيٍّ إلى تخلُّف»......

كورونا... الحكومة تحثّ على "حبس الأنفاس" وهواجس حول داتا الـ"DNA"

الراعي يواجه "عبَث الأكثرية" بثلاثية "الحياد والسيادة والهوية"

نداء الوطن.... بالمختصر المفيد، بات رئيس الجمهورية ميشال عون أمام خيارين لا ثالث لهما: "الانحياز" الذي يفرضه عليه تفاهم مار مخايل أو "الحياد" الذي يدعوه إليه مار بشارة بطرس الراعي... فزمن التموضع الرمادي بين البينين ولّى إلى غير رجعة بعدما بات الجميع أمام لحظة حقيقة مصيرية تضع هوية البلد وكيانه وثقافته وحضارته على محك "القرارات الجريئة" التي طالب البطريرك الماروني المسؤولين باتخاذها تحت سقف ثلاثية "الحياد والسيادة والهوية"، في مواجهة "عبث أية أكثرية شعبية أو نيابية بالدستور والميثاق والقانون وبنموذج لبنان الحضاري، تعزله عن أشقائه وأصدقائه من الدول والشعوب، وتنقله من وفرة إلى عوز ومن ازدهار الى تراجع ومن رقي إلى تخلّف". هي إذاً جبهة "حياد لبنان وعدم تنازل الدولة عن قرارها وسيادتها تجاه الداخل والخارج وألا يتفرد أي طرف بتقرير مصير البلد بشعبه وأرضه وحدوده وهويته وصيغته ونظامه واقتصاده وثقافته وحضارته"، أطلقها رأس الكنيسة، ودعا رأس الجمهورية للانضمام إليها من أجل "حماية لبنان ورسالته وتجنّب الانخراط في سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية"، لا سيما وأنّ عظات البطريرك الماروني السيادية والحيادية ونداءاته المتصاعدة في هذا الاتجاه تأتي في سياق منسجم "مع توجهات الفاتيكان إزاء معالجة الأزمة اللبنانية" كما أكدت مصادر مطلعة على أجواء الحاضنة البابوية لـ"نداء الوطن" كاشفةً أنّ الزيارة الفاتيكانية المرتقبة للراعي ستكرس هذا التوجه وتبلور أكثر فأكثر صورة الدعوة الرعوية لتعزيز جبهة "حياد لبنان" باعتبارها الكفيلة وحدها بالحؤول دون أن تبتلعه نيران الإقليم ومحاوره المتناحرة. وعلى هذا الأساس، أضحت الأنظار متجهة إلى كيفية تفاعل الرئاسة الأولى مع عظة "الحياد" الكنسية المؤازرة بزخم بابوي، وهو ما ستبدأ تتكشف معالمه من خلال أجواء اللقاء المرتقب الذي سيجمع البطريرك الراعي برئيس الجمهورية عشية مغادرة الأول إلى الفاتيكان، في وقت لا تزال تُرصد محاولات من جانب أهل السلطة للالتفاف على نداء "الحياد" سواءً عبر تأويلات "خنفشارية" لمعاني كلام البطريرك الماروني تضعه في خانة واحدة مع التوجهات العونية، أو من خلال الزيارة التي علمت "نداء الوطن" أنّ رئيس الحكومة حسان دياب يعتزم القيام بها نهاية الأسبوع الجاري إلى الديمان للقاء الراعي، باعتبارها تندرج ضمن إطار السعي لتظهير صورة تجمع الراعي بدياب على أنها تحييد شكلي لحكومة 8 آذار عن دائرة سهام "الحياد". وفي الغضون، تبدو سياسة "لا داعي للهلع" التي اتبعتها حكومة دياب في مواجهة تسرّب وتفشي وباء "كورونا" مهددة فعلياً اليوم تحت وطأة الهلع المتزايد جراء ارتفاع عداد الإصابات بشكل دراماتيكي خلال الأسبوع الأخير وصولاً إلى بلوغه مستوى الذروة مع تسجيله أمس رقماً قياسياً بلغ 166 إصابة مثبتة مخبرياً، كان لشركة "رامكو" للتنظيفات حصة الأسد منها بعدما تبيّن وجود أكثر من 131 مصاباً بالكورونا في صفوف موظفيها القاطنين في أحد مباني الشركة الكائن في منطقة رومية، ليصار على الأثر إلى نقلهم تباعاً بآليات الصليب الأحمر إلى مركز مخصّص للعزل في الكرنتينا يخضع لحراسة بلدية بيروت. ولأنّ الاتكال على الإجراءات الحكومية وحدها لم يحجب خطر تفشي الوباء، بات على الناس اعتماد إجراءات احترازية ذاتية تقيهم خطر الإصابة وسط تشديد مصادر حكومية لـ"نداء الوطن" على أنّ الحل الناجع الوحيد في مواجهة الأزمة هو "حبس الأنفاس" عبر التزام سلسلة خطوات إرادية تبدأ بوضع "الكمامات والمحافظة على مسافة التباعد الاجتماعي وتفادي التواجد في أماكن مكتظة"، مشيرةً إلى أنّ لجنة "كورونا" ستعقد اجتماعاً لها اليوم في السراي الحكومي للتباحث في مسألة الارتفاع المستمر بأرقام المصابين، على أن يصدر عنها "مزيد من التوصيات المتعلقة بوجوب تطبيق الإجراءات الوقائية وحضّ المواطنين على الالتزام تحت طائل تحميلهم المسؤولية". ورداً على سؤال، أكدت المصادر الحكومية أنّ "الوضع الاقتصادي لا يسمح بإعادة فرض قيود حالة الطوارئ والتعبئة العامة كما كانت في السابق"، لافتةً إلى أنّ "الأمور ستبقى مرهونة بمسار الأيام المقبلة وسط معطيات تشي بأنّ أرقام الإصابات، التي من الممكن أن تظل مرتفعة نسبياً خلال هذا الأسبوع، ستعود لاحقاً إلى الانخفاض، وإلا فلا مفرّ من العودة إلى التشدد في الإجراءات الزجرية في حال عدم التزام المواطنين بالتدابير الذاتية". تزامناً، استرعت الانتباه سلسلة من الهواجس وعلامات الاستفهام طفت على سطح فحوص الـ"PCR" التي يجريها الوافدون في مطار بيروت، والتي تمحورت وفق ما نقل بعضهم لـ"نداء الوطن" حول مصير داتا الـ"DNA" الخاص بهم والتي يمكن استخلاصها من العينات المأخوذة منهم لدى وصولهم إلى المطار، موضحين أنّ ما عزز هواجس البعض منهم في هذا الإطار هو أنّ عملية أخذ وتحليل هذه العينات تم تلزيم قسم منها على الأقل إلى مختبرات طبية محسوبة على "حزب الله".

لبنان: هل ينجح الائتلاف الحاكم بلعبة الشرطي «السيئ... والجيد»؟.... إصابات «كورونا» تحلّق عالياً و«شدّ أحزمة» خوفاً من... الأسوأ

الراي.... الكاتب:بيروت - من وسام ابو حرفوش وليندا عازار .... ... إنها «الوصْفة القاتلة» أن يطلّ انهيارُ منظومة الدفاع الوقائي - الصحي بوجه فيروس كورونا المستجد برأسه فيما لبنان يُصارِع الانهيارَ المالي - الاقتصادي وسيناريوهاته المُرْعِبة معيشياً واجتماعياً وسط ارتسام ممرّ شَرْطي للإنقاذ على مساريْ الإصلاح وإخراج بيروت في تموْضعها الإستراتيجي من «المدار» الإيراني وتأثير «حزب الله» الكاسِر للتوازنات في قرارها السياسي. وشكّل تسجيل لبنان أمس، «يوم الذروة» في إصابات «كورونا» التي تجاوزت الـ 160، وهو رقم قياسي منذ رصْد أول حالة في 21 فبراير الماضي، «صفعةً» موجِعة لكل إستراتيجية الاحتواء لهذا الفيروس، لم تخفّف من وطأتها تطميناتُ وزارةِ الصحة بأن هذه القفزة المُخيفة لا تعني أن «كوفيد - 19» خرَج عن السيطرة «لأن الرقم معلوم المصدر وجاء نتيجة عملية ترصُّد». ولم تُخْفِ أوساطٌ متقاطعة خشيةً كبيرة من أن تكون البلاد دخلتْ «الموجة الثانية» الأعتى من «كورونا»، متخوّفة من «السوابق المتسلسلة» التي تَلاحقتْ في الأيام الأخيرة التي حملتْ تباعاً تسجيل أعلى 3 أرقام توالياً في يوم واحد، بدءاً من 71 حالة الجمعة، ثم 86 السبت، و166 أمس، وصولاً إلى رسو العدد التراكمي للإصابات في أسبوع واحد على الرقم الأكبر منذ انطلاق عدّاد «كوفيد - 19». وما جَعَل هذه الأوساط تدقّ ناقوس الخطر، هو تَوسُّع بؤر الإصابات جغرافياً واقتحام «كورونا» مخيمات اللاجئين الفلسطينيين (3 إصابات في مخيم الرشيدية - صور)، والأهمّ عدم وضوح الصورة بعد حيال حجم تشظيات «الخرق» الخطير الذي حقّقه الفيروس في جسم شركة تنظيفات كبيرة تم رصْد إصابات في صفوف 131 من عمالها السوريين و11 من اللبنانيين، وسط تَرقُّب لنتائج الفحوص لباقي الموظفين (الشركة تضم 800 موظف وكان أخضع نصفهم للفحوص) ولـ«حصْر أضرارِ» اختلاط هؤلاء مع شركة ثانية كبرى للنقل (تضم 600 موظف) ومع شركة ثالثة للمقاولات والأشغال (نحو 400 موظف) وكل هؤلاء سيخضعون لـ PCR..... وإذ نقل الصليب الأحمر اللبناني أمس، الـ131 موظّفاً من مبنى سكني يقطنون فيه بمنطقة رومية إلى مبنى مخصص للحجر الصحي في منطقة الكرنتينا (اللبنانيون الـ11 حُجروا في منازلهم)، يسود حبْس الأنفاس حيال الخطوة التالية للسلطات في بيروت لوقف السقوط بلا كوابح في فخّ «كورونا» وما قد يسببه تَفَلُّت الإصابات وتجاوزها الـ200 يومياً من ضغوط «قاصمة لظهْر» القطاع الصحي الذي يعاني أساساً تداعيات الأزمة المالية والذي وقعت بعض أطقمه الطبية «فريسة» الوباء، في ظل انطباعٍ بأن بيروت ليست في وارد العودة إلى الإقفال التام وستمضي في استراتيجية «مناعة القطيع الناعمة» وإن مع إجراءات احترازية ستُبحث اليوم، مثل إلزام وضع الكمامات وتسطير محاضر الضبط بحق المخالفين وعزْل مناطق، كما حصل في اليومين الماضييْن مع بلدتيْ البازورية وجبال البطم في صور. وجاء «كابوس كورونا»، ليقلب الأولويات في لبنان الذي كان مأخوذاً بنافذةِ الأملِ بتدعيم «الصمود المعيشي» لأبنائه من خلال حركة الملاحة المستعادة (ولو بحدّها الأدنى) عبر مطار رفيق الحريري الدولي الذي تحوّل «جسراً جوياً» لنقْل الدولارات الطازجة إلى البلد، ومشدوداً إلى نتائجِ المحاولاتِ التي انخرط فيها الائتلافُ الحاكِم من ضمن توزيع أدوارٍ على طريقة «الشرطي السيئ - الشرطي الجيّد» لإحداث كوّة في جدار الضغط الأميركي الصاعِد نحو الذروة على المحور الإيراني والذي باتت بيروت في «عيْنه»، وذلك عبر قيادة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله جبهةَ تفكيك حلقة الضغط المتراصّة التي يشكّلها «قانون قيصر» مصعّداً ضدّ واشنطن وطارقاً أبواب «الشرق» تحت شعار «لن نركع ولن نجوع» و«سلاحنا خارج المساومة» وفاتحاً الطريق أمام السلطة التي يُعتبر قاطرتَها للسعي إلى استدراج دعْم عربي ودولي أو أقلّه تخفيف القيود الأميركية «تلافياً لترْك لبنان يسقط بالكامل في أحضان إيران». وفي حين اختارتْ اسرائيل أمس، «تذكيرَ» اللبنانيين بالذكرى 14 لحرب يوليو 2006 عبر خروق واسعة للأجواء اللبنانية وغارات وهمية وسط مخاوف لا تستكين من إمكان أن تستيقظ «الجبهة النائمة» جنوباً بـ«شرارةٍ» تتطاير من «طنجرة» ضغط الحد الأقصى أو بقرارٍ كبير، بدت بيروت في حال تَرقُّبٍ لما سيحمله الأسبوع الطالع على صعيد انكشاف حقيقة المناخات عن اختراقاتٍ حققتْها السلطة مع دول خليجية وعن تراجعاتٍ فُرضت على وتيرة الاندفاعة الخشنة الأميركية، وسط رصْدٍ لزيارةٍ مرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف - لودريان الذي كان حَسَم قبل أيام موقف بلاده الذي رَبَط أي مساعدة للبنان بأن «ساعِدوا أنفسكم كي نساعدكم» عبر تنفيذ الإصلاحات الشرْطية لبلوغ تفاهُمٍ مع صندوق النقد الدولي كما لتعويم مقررات «سيدر»، والنأي عن صراعات المنطقة. وعلى وقع هذا الانتظار الذي يملأه استمرار تسجيل الدولار انخفاضاً في السوق السوداء حيث بلغ أمس 6500 ليرة للدولار الواحد (كان قارب 10 آلاف ليرة قبل نحو عشرة أيام)، مضى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في رفْع الصوتِ بوجه «حزب الله» من دون تسميته، من ضمن ما بدا أنه مسارٌ لمعاودة تأكيد أولوية تصويب المسار السياسي و«وضْع الإصبع» على جوهر المشكلة لجهة ضرورة وجود «دولة لا تتنازل عن قرارها وسيادتها أكان تجاه الداخل أم الخارج»، ورفْض «أن يتفرد أي طرف بتقرير مصير لبنان، بشعبه وأرضه وحدوده وهويته وصيغته ونظامه واقتصاده وثقافته وحضارته، بعدما تجذّرت في المئة سنة الأولى من عمره، وأن تعبث أي أكثرية شعبية أو نيابية بالدستور والميثاق والقانون، وبنموذج لبنان الحضاري، وأن تعزله عن أشقائه وأصدقائه من الدول والشعوب، وأن تنقله من وفرة إلى عوز، ومن ازدهار إلى تراجع من رقي إلى تخلف». واستذكر الراعي في عظة الأحد، «ان القديس البابا يوحنا بولس الثاني سمى لبنان رسالة ونموذجاً للشرق كما للغرب»، معتبراً أنه «من أجل حماية لبنان ورسالته من أخطار التطورات السياسية والعسكرية المتسارعة في المنطقة، وتجنب الانخراط في سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، وحرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، وفتْح آفاق واعدة لشبانه وشاباته، والتزاماً منه بقرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، والمطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، وبتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، أطلقتُ النداء في عظة الأحد الماضي إلى الأسرة الدولية لإعلان حياد لبنان» الذي اعتبره مكملاً لمحطتيْ إعلان دولة لبنان الكبير 1920، وإعلان استقلاله الناجز في 1943. ورأى أن «التأييد الكبير لموضوع الحياد، من مرجعيات وقيادات وأحزاب وشخصيات وشعب من مختلف الطوائف، يعني أن اللبنانيين يريدون الخروج من معاناة التفرد والإهمال. ويريدون مواقف جريئة تخلص البلاد، لا تصفية حسابات صغيرة»......

لبنان يسجّل إصابات غير مسبوقة بـ«كوفيد ـ 19»

الشرق الاوسط.....بيروت: إيناس شري.... يستمر لبنان بتسجيل ارتفاع في عداد «كورونا»، إذ بلغ عدد الإصابات خلال الـ24 ساعة الماضية 166 حالة (158 من المقيمين و8 من الوافدين) للمرة الأولى منذ تسجيل أول حالة في فبراير (شباط) الماضي، ليرتفع العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 2344. هذه الأرقام التي كانت صادمة بالنسبة إلى اللبنانيّين، لا تبدو مفاجئة بالنسبة لعضو «اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية» الدكتور عبد الرحمن البزري الذي قال في حديث مع «الشرق الأوسط»: «إننا ندفع حالياً ثمن الاستهتار وعدم التقيد بالإجراءات والتراخي الذي ترافق مع إعادة فتح البلد والمطار». البزري، وهو عضو في اللجنة العلمية المتابعة لـ«كورونا»، اعتبر أن هذه الأرقام «تضع الدولة أمام امتحان حقيقي يقوم على استمرار عودة الحياة مع ضبط سلامة المواطنين من خلال إجراءات صارمة ومراقبة جدية لكل المرافق، وإلا سنضطر بعد مدة وفي حال استمرار ارتفاع عدد الإصابات إلى اللجوء إلى إجراءات قاسية على الاقتصاد، مثل الإقفال العام».

امتحانات الجامعة مستمرة

كان الهلع وصل أمس إلى طلاب الجامعة اللبنانية، بعدما قالت صفحة رابطة طلاب الجامعة على «تويتر» إن حالة كورونا جديدة قد سجلت في الجامعة، وتحديداً في كلية الصحة (مجمع الحدث). الأمر الذي نفاه رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، مؤكداً أن لا إصابات داخل الجامعة. أيوب، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أكد أن الشخص الذي قيل إنه مصاب بـ«كورونا» في كلية الصحة لم يزر الجامعة منذ نهاية الشهر الماضي، وأن امتحاناته تبدأ في سبتمبر (أيلول) أي أنه ليس من الأشخاص الذين يقدمون امتحاناتهم حالياً، مضيفاً أن «الجامعة تأكدت من أنه غير مصاب بـ(كورونا) وعلمت أن أخاه كان قد أصيب بالفيروس ولكن بعد تاريخ آخر زيارة للطلاب إلى حرم الجامعة». وطالب أيوب الطلاب بـ«إعلام الإدارة المعنية في حال وجود أي إصابة بـ(كورونا) لدى أقاربهم أو أصدقاء لهم خارج الجامعة كانوا اختلطوا بهم، لأن الأمر يتطلب تغيبهم ودراسة الوضع ليبنى على الشيء مقتضاه بموضوع الامتحانات». وأكد أيوب أن «الجامعة اللبنانية تتخذ في جميع الكليات، التدابير الوقائية المطلوبة من تعقيم الأسطح بشكل دائم إلى ضمان التباعد الاجتماعي داخل القاعات»، مشدداً على أن «الجامعة اللبنانية ستكمل الامتحانات، ولا سيما أنها تعلم أن نسبة إمكانية انتقال العدوى داخل الحرم ضئيلة جداً».

عمال «رامكو» كانوا محجورين

بعيداً من الجامعة، ساد الهلع أمس اللبنانيين بسبب تفشي فيروس كورونا في أحد مباني شركة «رامكو» وإصابة 131 عاملاً، مع احتمال ارتفاع الأعداد خلال الساعات المقبلة، حسب ما أكد مدير الشركة وليد بو سعد. بو سعد، في حديث مع «الشرق الأوسط»، طمأن إلى أن «الشركة قامت بعزل الأشخاص المشتبه بإصابتهم منذ أسبوع، وأن إمكانية أن يكون هؤلاء قد نقلوا العدوى إلى أي شخص خارج مكان إقامتهم قليلة جداً». وأوضح بو سعد، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن «الشركة لاحظت يوم الجمعة الماضية ارتفاع حرارة 3 من العمال العاملين لديها، وبعد فحصهم في عيادة الشركة تم نقلهم إلى مستشفى رفيق الحريري، حيث خضعوا لفحوصات (بي سي آر)، ومن ثم وضعوا تحت الحجر في محل إقامتهم»، مضيفاً «أنه عندما جاءت نتائج فحوصاتهم إيجابية أبلغت الشركة وزارة الصحة بالأمر، فتم منذ الثلاثاء الماضي عزل مكان إقامتهم وحجر المخالطين، بالإضافة إلى إجراء أكثر من 800 فحص (بي سي آر) على دفعتين». وأوضح بو سعد أنه تم نقل المصابين والمشتبه بإصابتهم إلى مركز حجر في الكارنتينا، وذلك بالتعاون مع محافظ بيروت، لافتاً إلى أن الشركة اتخذت منذ بداية ظهور الوباء تدابير وقائية، واعتمدت تقسيم العمال إلى مجموعات، الأمر الذي منع حدوث كارثة إنسانية.

الوضع جنوباً تحت المراقبة

جنوباً، وبعد ما تمّ، أول من أمس، من عزل وإقفال بلدتي البازورية وجبال البطم في قضاء صور، عمّم محافظ النبطية بالتكليف حسن فقيه على البلديات ضرورة «التشدد في مراقبة حجر الوافدين من الخارج، بعد ورود معلومات عن إمكان ارتفاع عدد الوافدين هذا الشهر، ومنع التجمعات التي لا تراعي الإجراءات المطلوبة، وخصوصاً الحفلات وارتياد ضفاف الأنهار». وكانت بلدية مدينة النبطية قررت إلغاء سوق الاثنين، اليوم فقط، وأصدرت بياناً جاء فيه أنه «بعد التثبت من حالة إيجابية في المدينة لشخص مقيم، يعمل خارج النبطية، تم التعامل مع الحالة وفق الأصول، كما تم حصر سلسلة انتقال العدوى، وبناء على ما تقدم سيتم غداً إجراء فحوص للمخالطين في مركز الوساطة الاجتماعية التابع للبلدية». وفي الجنوب أيضاً، ولكن على خط المخيمات، أعلنت اللجنة الشعبية والأهلية في مخيم الرشيدية، في بيان، أنه «بعد أخذ عينات عشوائية لفيروس كورونا لزهاء 70 شخصاً من المخيم، وصدور النتائج، تبين أن هناك 3 حالات إيجابية مثبتة مخبرياً». ودعت الأهالي إلى «الحفاظ على النظافة العامة، وإغلاق جميع المقاهي والمؤسسات وأماكن الإنترنت، وإلغاء جميع الأنشطة الصيفية والترفيهية، بما فيها الرحلات والتجمع على شاطئ البحر»....

دعم دولي لدعوة البطريرك الراعي إلى «حياد لبنان»

جهات عربية وأوروبية ربطت تخفيف الأزمة بالإصلاحات والنأي بالنفس

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.... كشفت مصادر دبلوماسية عربية وأوروبية لـ«الشرق الأوسط» أن أمام «العهد القوي» في لبنان و«حكومة التحديات» برئاسة حسان دياب فرصة لتجاوز لبنان الحصار الذي أوقعاه فيه، وإعادته إلى الأسرة الدولية كعضو فاعل فيها لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يتدحرج بسرعة نحو الفوضى، وصولاً إلى المجهول، مشددة على أن ذلك يتطلب منهما التقيّد بمضامين خريطة الطريق التي يطرح البطريرك الماروني بشارة الراعي تفاصيلها بدعم من الفاتيكان والمجتمع الدولي، ومن خلال الدول العربية القادرة على مساعدته للنهوض من أزماته من خلال الالتزام بتنفيذ الإصلاحات والنأي بالنفس. ورأت المصادر أن النداء الذي وجّهه البطريرك الراعي يعبّر عن حصيلة الموقف السياسي ليس للفاتيكان فحسب، وإنما للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وهذا ما سيسمعه رئيس الجمهورية ميشال عون ومعه رئيسا البرلمان نبيه بري والحكومة حسان دياب من وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في زيارته المرتقبة الأسبوع الحالي إلى بيروت. وقالت إن الراعي ينطق بلسان الأسرة الدولية والعدد الأكبر من الدول العربية. من جانبه، أوضح الراعي أمس أن نداءه الأسبوع الماضي إلى الأسرة الدولية لتأكيد حياد لبنان كان من أجل خير البلاد وخير جميع مكوّناته، داعياً لتكون ذكرى مئوية إعلان الدولة نقطة انطلاق نحو هذا الحياد، ومشيراً إلى أن اللبنانيين لا يريدون أن يتفرّد أي طرف بتقرير مصيرهم ويعزلهم وينقلهم من الرقي إلى التخلف.

رسالة المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان: تلازم الإصلاحات والنأي بالنفس

بيروت: محمد شقير.... قالت مصادر دبلوماسية أوروبية وعربية إن مسؤولية تجاوز لبنان للحصار الذي أوقعه فيه «العهد القوي» وحكومة «مواجهة التحديات» برئاسة حسان دياب، تقع على عاتقهما، وباتت أمامهما فرصة لإعادته إلى الأسرة الدولية كعضو فاعل فيها لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يتدحرج بسرعة نحو الفوضى، وصولاً إلى المجهول، تتطلب منهما التقيّد بمضامين خريطة الطريق التي يطرح البطريرك الماروني بشارة الراعي تفاصيلها بدعم من الفاتيكان والمجتمع الدولي، ومن خلال الدول العربية القادرة على مساعدته للنهوض من أزماته. ولفتت المصادر الدبلوماسية الأوروبية والعربية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن لبنان ليس متروكاً من الأسرة الدولية ليواجه منفرداً أزماته التي تطبق الحصار عليه، وقالت إن المشكلة تكمن في «العهد القوي» الذي يكاد يقترب سياسياً من نهايته ما لم يبادر إلى الأخذ بالنصائح الدولية والعربية التي أُسديت له، بدلاً من استمراره في اتباعه سياسة المكابرة من جهة، وفي تحامل دياب على عدد من الدول العربية في محاولة منه لتحميلها مسؤولية الحصار المفروض على الحكومة من جهة ثانية. ورأت هذه المصادر أن النداء الذي وجّهه البطريرك الراعي يعبّر عن حصيلة الموقف السياسي ليس للفاتيكان فحسب، وإنما للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، وهذا ما سيسمعه رئيس الجمهورية ميشال عون ومعه رئيسا البرلمان نبيه بري والحكومة حسان دياب من وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في زيارته المرتقبة هذا الأسبوع إلى بيروت. وقالت إن الراعي ينطق بلسان الأسرة الدولية والعدد الأكبر من الدول العربية. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصدر بارز في السفارة المصرية في بيروت، بأن الرسالة التي حملها السفير ياسر علوي إلى الرئيس عون من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، جاءت رداً على رسالة تسلّمها الأخير منذ أسابيع من الرئيس اللبناني، مع أنه لم تُعرف الأسباب التي أملت على الرئاسة اللبنانية الإبقاء عليها طي الكتمان. واللافت في رسالة الرئيس السيسي الجوابية إلى الرئيس عون، أنها تناولت أمرين أساسيين: الأول دعوة الأخير للإسراع في ترجمة رزمة من الإصلاحات المالية والإدارية المطلوبة إلى أفعال بدلاً من حصرها بالأقوال، باعتبار أنها الممر الإجباري للحصول على دعم من صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار المالي وتأمين تدفّق المخصّصات المنصوص عليها في مؤتمر «سيدر». أما الأمر الثاني فيعود إلى أن هذه الإصلاحات في حاجة إلى إسناد من المجتمع الدولي لدعم المفاوضات الجارية بين الحكومة وصندوق النقد، وبالتالي فإن الإسناد الدولي لن يتحقق ما لم تبادر الحكومة إلى النأي بنفسها عن التجاذبات الإقليمية باعتبار أن انخراط لبنان وإقحامه في لعبة المحاور يشكّل العائق أمام تصحيح علاقاته العربية والدولية. لذلك، تعتبر المصادر الدبلوماسية الأوروبية والعربية أن الحكومة باتت محشورة في الزاوية، وهذا ما ينسحب أيضاً على رئيس الجمهورية وأن تجاوز الخناق المفروض عليها يشترط منهما الإقرار بضرورة التلازم بين الإصلاحات المالية وبين العودة إلى اتباع سياسة النأي بالنفس التزاماً بما هو منصوص عليه في البيان الوزاري لأن تحييده عن الصراعات الدائرة في المنطقة يعتبر من بداية الإصلاحات السياسية المطلوبة منهما. وتؤكد المصادر أن لا مفر من الالتزام بمبدأ التلازم بين مسار الإصلاحات وبين التقيُّد عملياً بمسار النأي بالنفس، وتقول إنه لم يعد في مقدور الحكومة القفز فوق الوصفة الدولية التي أُعطيت له والتي تُعتبر بمثابة دفتر شروط دولي وإقليمي ليس لعودة لبنان إلى الأسرة الدولية، وإنما للإفراج عن المساعدات التي لا تزال موضوعة في حجر سياسي بقرار دولي. وتعتقد بأن الإصلاحات السياسية المطلوبة من لبنان تشمل انكفاء «حزب الله» إلى الداخل وعدم استخدام الساحة الداخلية منصة لتمرير رسائل التهديد الإيرانية إلى الدول العربية لزعزعة استقرارها والتدخّل في شؤونها، وتؤكد أنها تشمل أيضاً الالتفات إلى وضع استراتيجية دفاعية لضبط فلتان السلاح ووقف كل أشكال التهريب عبر الحدود إلى سورية وإقفال الممرات التي يستخدمها «حزب الله» لنقل السلاح والمقاتلين إلى الداخل السوري. وعليه، فإن الكرة الآن في مرمى الحكومة و«العهد القوي» فهل يتجاوبان مع الشروط الدولية لإنقاذ لبنان ومنع انهياره أم أن لديهما بدائل أخرى ليست مرئية..؟؟؟

الراعي: أطلقت نداء حياد لبنان لخيره وخير مكوناته... أكد أن اللبنانيين لا يريدون أن يعزلهم أي طرف

بيروت: «الشرق الأوسط»..... أوضح البطريرك الماروني بشارة الراعي أن نداءه الأسبوع الماضي إلى الأسرة الدولية لتأكيد حياد لبنان كان من أجل خير البلاد وخير جميع مكوناته، داعياً لتكون ذكرى مئوية إعلان الدولة نقطة انطلاق نحو هذا الحياد، مشيراً إلى أن اللبنانيين لا يريدون أن يتفرّد أي طرف بتقرير مصيرهم ويعزلهم وينقلهم من رقي إلى تخلف. وفي عظة الأحد قال الراعي: «من أجل حماية لبنان ورسالته من أخطار التطورات السياسية والعسكرية المتسارعة في المنطقة، ومن أجل تجنب الانخراط في سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، والحؤول دون تدخل الخارج في شؤون لبنان، وحرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، وفتح آفاق واعدة لشبانه وشاباته، والتزاماً منه بقرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، والمطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، وبتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، أطلقت النداء، في عظة الأحد الماضي، إلى الأسرة الدولية لإعلان حياد لبنان، من أجل خيره وخير جميع مكوناته والأهداف التي ذكرت». وأضاف: «لقد فعلت ذلك بالأمانة لرسالة هذا الصرح البطريركي، الذي يضع نصب عينيه كل اللبنانيين دونما تمييز أو إقصاء، وكان له دور ريادي في المحطتين السابقتين من حياة لبنان: الأولى، إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، في عهد المكرم البطريرك إلياس الحويك، والثانية إعلان استقلاله الناجز في سنة 1943 في عهد البطريرك أنطون عريضة». وأكد أن «لا بد من البلوغ إلى المحطة الثالثة والنهائية، وهي حياده. فتكون الذكرى المئوية الأولى نقطة انطلاق نحو حياد لبنان ودوره الجديد الفاعل». وأثنى الراعي على «التأييد الكبير لموضوع الحياد، من مرجعيات وقيادات وأحزاب وشخصيات وشعب، من مختلف الطوائف والمواقع»، مؤكداً أن «كل هذا يعني أن اللبنانيين يريدون الخروج من معاناة التفرد والجمود والإهمال. يريدون شركة ومحبة للعمل معاً من أجل إنقاذ لبنان وأجياله الطالعة. يريدون مواقف جريئة تخلص البلاد، لا تصفية حسابات صغيرة. يريدون دولة حرة تنطق باسم الشعب، وتعود إليه في القرارات المصيرية، لا دولة تتنازل عن قرارها وسيادتها أكان تجاه الداخل أم تجاه الخارج، لا يريدون أن يتفرد أي طرف بتقرير مصير لبنان، بشعبه وأرضه وحدوده وهويته وصيغته ونظامه واقتصاده وثقافته وحضارته، بعدما تجذرت في المائة سنة الأولى من عمره». وأضاف: «كما يرفضون أن تعبث أي أكثرية شعبية أو نيابية بالدستور والميثاق والقانون، وبنموذج لبنان الحضاري، وأن تعزله عن أشقائه وأصدقائه من الدول والشعوب، وأن تنقله من وفرة إلى عوز، ومن ازدهار إلى تراجع ومن رقي إلى تخلف»....



السابق

أخبار وتقارير.....كورونا يتسلل للمارينز الأميركي باليابان.. ويصيب العشرات....«نيويورك تايمز»: تفجير ناتانز «خُطِّط» له قبل عام ... و«الخطوة المقبلة» الناقلات الإيرانية وجنرالات الحرس!...ترامب يتبنّى مسؤولية هجوم سيبراني على «الإنترنت» الروسية....عالمة صينية: السلطات تستّرت على الفيروس... وخشينا الاختفاء...

التالي

أخبار سوريا.....إيران للأسد: لا تقلق من «قيصر» عندما تكون إسرائيل على حدودك....هكذا ردت إيران على التحجيم الروسي لنفوذها في سوريا؟....1.3 مليون سوري يواجهون الموت بعد قرار مجلس الأمن فتح معبر واحد للمساعدات..بعد الحملة على رامي مخلوف.. النظام السوري يلاحق 15 من ضباطه.......

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,621,358

عدد الزوار: 6,904,417

المتواجدون الآن: 99