أخبار لبنان.قوة أميركية في حالة تأهب للتوجه إلى لبنان...بيان لقاء سيدة الجبل,...ادانة مذكرة توقيف الاكاديمي الوطني عصام خليفة..."وقاحة موصوفة".. بيان باسيل وحزن "عمه الرئيس" بشأن مقتل سليماني...عون أبرق إلى روحاني معزياً ومديناً «الجريمة»...اللواء....قوّة أميركية إلى عوكر لحماية السفارة... تداعيات إغتيال سليماني تداهم تشكيلة دياب.. وطيران معادٍ فوق مدن الجنوب...«الثنائي» أعطى دياب ما لم يُعطه للحريري...اغتيال سليماني والمهندس لا يؤخر تأليف الحكومة؟...

تاريخ الإضافة السبت 4 كانون الثاني 2020 - 3:37 ص    عدد الزيارات 2532    القسم محلية

        


واشنطن تدعو رعاياها في لبنان لتوخي درجة عالية من الحذر

المصدر: دبي – العربية.نت... دعت السفارة الأميركية في بيروت، في بيان صدر عنها اليوم الجمعة، رعاياها في لبنان لتوخي درجة عالية من الحذر بسبب التوترات في العراق والمنطقة. يأتي هذا بعد أن ناشدت السفارة الأميركية في بغداد جميع المواطنين مغادرة العراق فوراً بعد ساعات من مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، وعدد من قادة الحشد والضباط الإيرانيين الكبار في غارة أميركية في محيط مطار بغداد فجر اليوم. بدورها، حثت فرنسا، الجمعة، مواطنيها على توخي "الحذر" في العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق ولبنان وإيران. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في موقعها على الإنترنت "إن التوترات المتصاعدة في المنطقة والتطورات الأخيرة تتطلب منا توخي أقصى درجات الحذر عند السفر من أو إلى العراق". كما نصحت بشدة بتفادي المناطق القريبة من لبنان وسوريا فأوصت "بتجنب أي تنقل بالقرب من الحدود مع لبنان (الخط الأزرق، الذي يفصل لبنان عن إسرائيل) وسوريا والذهاب إلى منطقة التزلج في جبل حرمون، والتي قررت السلطات (الإسرائيلية) إغلاقها" في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان السورية منذ 1967. يذكر أن براين هوك المبعوث الأميركي الخاص بإيران كان قد قال اليوم في لقاء مع قناة "العربية"، إن قاسم سليماني كان يخطط لهجوم وشيك على منشآت أميركية وموظفين أمريكيين في العراق ولبنان وسوريا ودول أخرى. وأضاف هوك أن هذا المخطط كان سيؤدي إلى مقتل مئات الأميركيين. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة النفط العراقية أن العشرات من المواطنين الأميركيين العاملين لدى شركات النفط الأجنبية في مدينة البصرة النفطية بالجنوب غادرون البلاد اليوم.

قوة أميركية في حالة تأهب للتوجه إلى لبنان

الحرة....وضعت الولايات المتحدة قوة عسكرية قوامها المئات في حالة تأهب، للتوجه إلى لبنان لحماية السفارة الأميركية في بيروت، وفق ما قال مسؤول عسكري أميركي. وأضاف المسؤول لوكالة اسشيوتد برس أن القوة المتمركزة في إيطاليا، وضعت في حالة تأهب كخطوة ضمن عدد من الإجراءات العسكرية لحماية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. وأوضح المسؤول، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن وزارة الدفاع الأميركية، قد ترسل ما بين 130 و 700 جندي إلى بيروت. وكان البنتاغون أعلن أن كتيبة من فرقة الـ 82 المجوقلة، (والكتيبة تراوح ما بين 3000 إلى 4000) عنصرا ستتوجه في الساعات المقبلة إلى الشرق الاوسط، وستنتشر في الكويت لرفع قدرات القوات الأميركية وجهوزيتها ضد التهديدات الإيرانية. والتأهب الأميركي يأتي على خلفية مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضربة جوية أميركية فجر الجمعة قرب مطار بغداد الدولي، رفقة أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق. وأعلن البنتاغون أنه "بتوجيهات" من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قام الجيش الأميركي "بعمل دفاعي حاسم لحماية الأفراد الأميركيين في الخارج بقتل قاسم سليماني. وجاءت الضربة بعد أيام قليلة من قيام أنصار وعناصر من الحشد الشعبي كان المهندس معهم، بمهاجمة مقر السفارة الأميركية في بغداد الثلاثاء، الأمر الذي أثار غضب واشنطن.

بيان لقاء سيدة الجبل,...ادانة مذكرة توقيف الاكاديمي الوطني عصام خليفة..

عقد "لقاء سيدة الجبل" بالشراكة مع حزبي الكتائب اللبنانية والوطنيين الاحرار اجتماعاً استثنائياً في مكاتبه في الأشرفية وأصدر البيان التالي:

استنكر المجتمعون إصدار الهيئة الاتهامية في بيروت مذكرة "إلقاء قبض" على الأكاديمي الوطني الدكتور عصام خليفة، الذي كان همه ولا يزال، إنقاذ الجامعة اللبنانية من الأجندات المذهبية والسياسية التي تهدد بانهيارها.

ففي زمن الثورة، اعتمدت السلطة الفاسدة اسلوباً بوليسياً ينال من شفافية القضاء، اكثر مما ينال من رمز للنضال النقابي مدافع بالوثائق التي جمعها عن حدود لبنان البرية والبحرية.

ويندرج القرار المستنكر في إطار سياسة كم الأفواه وتعطيل حرية الرأي، ارضاءً لمن يحتمي بسلطةً الفساد والميليشيات التي لم توفر منذ 17 تشرين الأول وسيلة لتقويض الثورة.

ورأى المجتمعون أن قضية الدكتور عصام خليفة كشفت خضوع الجامعة الوطنية اللبنانية لقوة فوق سياسية تسيّر أمورها. وهم يدعون أساتذة الجامعة وطلابها الى تحويل معركة التضامن والدفاع عن الدكتور خليفة الى معركة لاسترداد جامعتهم الوطنية من المحاصصة كخطوة لا بد منها في إطار انتفاضة اللبنانيين لاستعادة كرامتهم وحقوقهم بوطن سيد وقضاء حر مستقل.

وأكّد المجتمعون أخيراً على الآتي:

  1. لا لجامعة المربعات السياسية والحزبية نعم لجامعة المواطنة والكفاءة والشفافية والمسائلة والمحاسبة.
  2. لا لترهيب الأساتذة والباحثين وقمعهم ومنعهم عن التعبير نعم لحصانة الاستاذ المعنوية والعلمية.
  3. لا للقضاء الاستنسابي. إن القرار القضائي الجائر بحق الدكتور خليفة يضرب محاولات تحسين صورة القضاء التي أمعن فيها الحكم تشويهاً واستغلالاً
  4. اطلاق ورشة الثورة التربوية بدءًا من الجامعة اللبنانية.

وحضر الاجتماع كل من: الوزير السابق سليم الصايغ والنائب نديم الجميل والنائب السابق فارس سعيد والمهندس نمر شمعون والدكتور توفيق كسبار والسيدات ربى كبارة وحُسن عبود وسناء الجاك والاساتذة غسان مغبغب وميشال رجي وايلي القصيفي وايلي الحاج وايلي كيرللس وسعد كيوان وأمين بشير وادمون رباط وطوني حبيب.

"وقاحة موصوفة".. بيان باسيل وحزن "عمه الرئيس" بشأن مقتل سليماني

الحرة... ندد لبنانيون ببيان وزير خارجية بلادهم حول العملية الأميركية التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، وقالوا إنه أثبت أن لبنان دولة مختطفة من قبل إيران، ولم يراع حرمة الضحايا الذين قتلوا على يد سليماني وحليفه حزب الله. بيان وزارة الخارجية اللبنانية كان قد أدان مقتل سليماني والمهندس، وقال إنه يشكل انتهاكا لسيادة العراق وتصعيدا خطيرا ضد إيران. وتعليقا على ذلك، قال الباحث السياسي اللبناني مكرم رباح إن في البيان "تناقضا صارخا، فسليماني من المنتهكين الرئيسيين لسيادة لبنان.. يدخل بيروت متى يشاء وبعد ساعتين تجده في بغداد، وهذا ضد فكرة الدولة". وقتل سليماني والمهندس وآخرون من الحرس الثوري وميليشيات الحشد، مساء الخميس في ضربة أميركية استهدفت سيارتين كانتا تقلانهما وعددا من قادة الميليشيات الموالية لإيران في العراق، بينما كانوا يغادرون مطار بغداد الدولي. أستاذ القانون الدولي، طارق شندب، قال إن بيان وزارة الخارجية اللبنانية "لا يمثل اللبنانيين الشرفاء الذين لا يريدون أن تكون بيروت عاصمة للحرس الثوري الإيراني". وأضاف لموقع الحرة "سليماني إرهابي بامتياز شارك في خلق ميلشيات إرهابية قتلت الشعوب وشخصيات عربية منها رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري". وتتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي عناصر في حزب الله، المرتبط بإيران، بالمسؤولية عن اغتيال الحريري عام 2005، واستهداف سياسيين آخرين بالإضافة إلى صحفيين ومفكرين. واحتفى لبنانيون على وسائل التواصل الاجتماعي بمقتل سليماني، وقال مغردون إن البعض نزل إلى الشوارع. وذكرت تقارير غير مؤكدة أن سليماني قدم إلى بغداد من العاصمة لبنانية بيروت عبر مطار دمشق في سوريا، مشيرة إلى أن بين القتلى قيادي بارز في حزب الله. وقال رباح إن بيان الخارجية تجاهل أن سليماني كان "مفوضا ساميا" للسياسية الإيرانية في المنطقة، وإنه "لم يدفع فاتورة مهامه العسكرية، وإنما استعماله للغطاء العسكري لفرض سياسة إيران ليس على لبنان فحسب، بل سوريا والعراق واليمن والمنطقة بأسرها". وأضاف رباح لموقع الحرة "البيان وقاحة موصوفة، وهو مرفوض من قبل الشعب اللبناني ويعرض لبنان إلى خطر المزيد من العقوبات". وشاطره شندب الرأي، وقال إن بيان وزير الخارجية، جبران باسيل، فيه تأكيد على اتهامات الدول الغربية للبنان بأنه دولة مارقة ورهينة بيد إيران "لكن لا عجب فباسيل جاء إلى المنصب بتحالف قاده عمه ميشال عون مع حزب الله". وعلى غرار باسيل، أعرب عون عن حزنه لوفاة سليماني والمهندس، وأبرق إلى نظيره الإيراني، حسن روحاني، "معزيا ومدينا" عملية قتلهما. ولم يبد رباح استغرابه، وقال إن باسيل يعمل على "مزايدة سياسية في إطار التنافس على السلطة، وسلاح حزب الله جزء أساسي في الصراع وحماية الفساد والطبقة السياسية في البلاد". ويعتبر فيلق القدس الذارع الايرانية المسؤولة عن إدارة المليشيات الموالية، لها في المنطقة خاصة العراق وسوريا ولبنان. ويخشى خبراء من أن يصبح لبنان بعد مقتل سليماني ساحة لتصفية حسابات بين واشنطن وإيران. "وللأسف من سيدفع الثمن هو الشعب اللبناني نظرا لوجود تلك المليشيات الإرهابية المسماة حزب الله التي تستعمل لبنان وتأخذه رهينة، لتنفيذ مخططات نظام ايران"، بحسب تصريحات رباح، لموقع الحرة. وفرضت واشنطن عقوبات مشددة طالت عددا كبيرا من قيادات حزب الله اللبناني، ما تسبب في ضوائق مالية كبيرة لا تزال آثارها ماثلة في لبنان، وهددت بفرض المزيد ما لم تفك ارتباطها بإيران.

اغتيال سليماني يفاقم تعقيدات الوضع اللبناني سياسياً وأمنياً... عون أبرق إلى روحاني معزياً ومديناً «الجريمة»

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب... أرخت عملية اغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني في العراق، بظلالها على الوضع اللبناني بكل تعقيداته السياسية والأمنية، خصوصاً أن «حزب الله» معني مباشرة بهذا الاغتيال وتعهد بمواصلة مسيرة سليماني والانتقام من قتلته، من دون تحديد نوعية هذا الردّ ومكانه وتوقيته. وتتضارب المعلومات عمّا إذا كان مقتل سليماني سيسرّع ولادة الحكومة اللبنانية، إذ توقّعت مصادر سياسية قريبة من «حزب الله»، أن تؤخّر العملية ولادتها، وأشارت لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «أولويات الحزب تبدّلت بعد الدخول بمرحلة مواجهة مع الأميركيين، وهو بات مضطراً لأن يتمثّل سياسيا في الحكومة، بعد أن وافق على تشكيل حكومة تكنوقراط تلبي مطالب الانتفاضة الشعبية». وأبرق الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أمس إلى الرئيسين الإيراني حسن روحاني، والعراقي برهم صالح معزياً ومديناً اغتيال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس. وقال عون، في برقيته للرئيس روحاني: «تلقيت بألم نبأ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ومجموعة من المسؤولين والمرافقين، في توقيت بالغ الدقة في منطقة الشرق الأوسط، وبما يمكن أن يرفع حجم التحديات التي تواجهها دول المنطقة، ومنسوب التوتر والتهديدات الأمنية». وأكد إدانة لبنان «للجريمة التي أدَّت إلى مقتل اللواء سليماني وصحبه». ووجّه الرئيس عون برقية مماثلة إلى الرئيس العراقي برهم صالح، معزياً ومديناً الجريمة التي أدت إلى اغتيال نائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس. وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أنها تنظر بقلق إلى ما حصل في بغداد فجر أمس، ودانت عملية الاغتيال، واعتبرتها «انتهاكا لسيادة العراق وتصعيدا خطيرا ضد إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة». وأكدت وزارة الخارجية، أن «لبنان يشجع دوما تغليب منطق الحوار وضبط النفس والحكمة لحل المشاكل بدلا من استعمال القوة والعنف في العلاقات الإقليمية والدولية» كما دعت «إلى تجنيب المنطقة تداعيات الاغتيال وإبعاد لبنان عن انعكاسات هذا الحادث الخطير لأنه أحوج ما يكون إلى الاستقرار الأمني والسياسي لتأمين خروجه من الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة». وتقدم أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بالتعزية بمقتل سليماني. وقال: «سنكمل طريقه وسنعمل في الليل والنهار لنحقق أهدافه». واعتبر نصرالله «أن القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم»، مؤكداً أن «القتلة الأميركيين لن يستطيعوا أن يحققوا أياً من أهدافهم بجريمتهم الكبيرة». ولم يعد الاهتمام اللبناني منصباً على الملفّ السياسي والاقتصادي والمالي، بعد أن قفز الوضع الأمني إلى الواجهة، ودخل اللبنانيون فترة ترقّب لما سيتضمنه كلام نصرالله غداً الأحد، الذي سيحدد فيه طبيعة الردّ على مقتل سليماني، وإذ لفت الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر إلى أن «خيارات الردّ مفتوحة أمام «حزب الله» وكلّ حلفاء إيران في المنطقة»، استعبد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن يختار «أهداف الردّ داخل إسرائيل، لأنه يدرك أن ذلك سيقود إلى حرب واسعة لا تريدها إيران على الإطلاق»، متوقعاً أن «يلجأ الحزب إلى التصعيد ضدّ الأميركيين، سواء بعمليات استفزازية ضدّ السفارة الأميركية في لبنان، أو عبر جبهات إيران الواسعة في المنطقة، وربما ضدّ الدول الحليفة للولايات المتحدة الأميركية». وفيما يرى مراقبون أن تسريع تشكيل الحكومة بات أمراً ملحاً، اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، أن «أي حكومة سيشكلها «حزب الله» وحلفاؤه، ستكون هزيلة أمام ضخامة أحداث المنطقة». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تشكيل الحكومة سيأتي تحت عنوان تحدي الإدارة الأميركية، وربما حكومة المواجهة». وقال سعيد «إذا كانت وزارة الخارجية (اللبنانية) في ظلّ حكومة مستقيلة، متضامنة إلى أقصى الحدود مع طهران، وغير آبهة بتعريض مصالح لبنان للخطر، فكيف الحال مع حكومة جديدة ستكون تحت رحمة «حزب الله» وهي لن تكون بمستوى طموحات اللبنانيين؟». وذكر الدكتور سعيد أن ما بعد هذا الاغتيال لن يكون كما قبله»، مشيراً إلى أن «إيران بنت شرعيتها على الهيبة العسكرية والأمنية بشخص قاسم سليماني، والآن ضربوا هيبة إيران، وهذه الهيبة بدأت بالانحدار». واستبعد الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، قيام «حزب الله» بردّ عبر جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، لأن هذا الردّ سيؤدي إلى حرب كبرى. وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الموقف الأميركي بات واضحاً للغاية، حيث أعلن ترمب أن أي عملية تستهدف مصالح أميركا وحلفائها، سيكون الردّ عليها في عمق إيران». ولم يستبعد سعيد أن «تستخدم طهران «حزب الله» في عمليات اغتيال خارج لبنان»، مؤكداً أن «عملية اغتيال سليماني ستسرّع خطوات تشكيل حكومة لبنانية جديدة، تكون طيّعة لإرادة «حزب الله»، لكنها ستضع لبنان في عزلة».

اللواء....قوّة أميركية إلى عوكر لحماية السفارة... تداعيات إغتيال سليماني تداهم تشكيلة دياب.. وطيران معادٍ فوق مدن الجنوب

... أقفل الأسبوع الأول من السنة الجديدة حكومياً على عبارة «إلَّا إذا...» في إشارة إلى أن الموعد الذي ضربه الرئيس ميشال عون لولادة حكومة الرئيس حسان دياب، الأسبوع المقبل «وبوجوه جديدة من الإخصائيين» على طريقها الصحيح «إلَّا إذا طرأ أمر ليس في الحسبان» على حدّ تعبير مصادر مطلعة، في إشارة، غير قابلة للتأويل، إلى الحدث الخطير، الذي تمثل بتنفيذ أوامر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس (الحشد الشعبي العراقي) أبو مهدي المهندس، فجر أمس في مطار بغداد الدولي، (الخبر في مكان آخر). وإذا كانت الدوائر القريبة من فريق بعبدا تربط بين احداث العراق في سياق تاريخي، وارتداداتها اللبنانية، متخوفة من تأثير سلبي، فإن ما سيعلنه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عند الثانية والنصف من بعد ظهر غد الأحد، في الحفل التأبيني لسليماني والمهندس في الضاحية الجنوبية لبيروت، سيترك تأثيراته على مجريات المشهد اللبناني، الذي يُمكن ان يكون جزءاً من مشهد المواجهة في المنطقة..

التشكيلة

حكومياً، اتجهت الأنظار إلى حلحلة ما تبقى من إشكالات، على ان يتم إعلان الحكومة دون تأخير. وكشفت مصادر مطلعة ان الصيغة رست على:

مسلمون:

أـ سُنَّة: 1- الرئيس حسان دياب.

2 - طارق المجذوب (للتربية والشباب والرياضة).

3 - العميد المتقاعد طلال اللادقي (للداخلية)، لكن هناك اعتراض من جهة حزبية فاعلة.

4 - عثمان سلطان (للاتصالات).

ب- شيعة: 1- غازي وزنة (المالية).

2- عبد الحليم فضل الله (صناعة)

3- علي حيدر (زراعة)

4- الطبيب قاسم رضا (للصحة)

ج- دروز: رمزي مشرفية (بيئة وشؤون اجتماعية).

مسيحيون:

أ- موارنة: 1- ناصيف حتي (الخارجية) مقرّب من الحراك المدني

2- فيليب زيادة (الطاقة) وهو أميركي من أصل لبناني، عينه الوزير جبران باسيل قنصلاً في لاس فيغاس (Las Viges)

3- القاضي هنري خوري (للعدل)

4- زياد مكاري عن المردة (للأشغال)

ب- ارثوذكس: 1- النقيبة أمل حداد، نائب رئيس مجلس الوزراء، بعدما اعتذر وديع عبسي لأسباب صحية.

2- جان صرّاف (للاقتصاد)

3- ميشال منسى (وزير للدفاع)

ج- الكاثوليك: 1- منال مسلم (زحلة) (بيئة وتنمية ادارية).

2- بترا خوري (للعمل)

د- أرمن أرثوذكس: مارتين اوهانيان (اعلام وثقافة).

علماً ان حزب الطاشناق قد يُصرّ على السياحة، وهو يسلّم الاسم النهائي خلال ساعات. وكان الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب واصل لقاءاته لتذليل العقد الحكومية، وكان آخر هذه اللقاءات اللقاء المطوّل مع الخليلين، أي الوزير علي حسن خليل والحاج حسن الخليل، بهدف اطلاعهما على نتائج اللقاء الذي عقده مع الوزير جبران باسيل الخميس، والذي وصف بالايجابي، لجهة تذليل بعض العقد امام التمثيل المسيحي، فيما بقيت عقد اخرى تتصل ايضا بالتمثيل الدرزي، حيث عُلم ان الحزب التقدمي الاشتراكي رفض عرض حقيبتي البيئة والتنمية الادارية بعدما كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد طلب حقيبة وازنة كالاشغال او الصناعة. وعليه توقعت المصادر المتابعة معالجة هذه العقدة العالقة خلال عطلة نهاية الاسبوع على امل صدور التشكيلة النهائية الاسبوع المقبل. ولهذا الغرض عقد أمس اجتماع بين رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير الاسبق وئام وهاب، «حيث أكدا على ضرورة تمثيل الطائفة الدرزية بمقعدين وزاريين و بإسناد حقيبة وزارية وازنة للدروز،وعلى تطابق مواقفهم ووجهات نظرهم حيال القضاياالداخلية والخارجية». ويبدو ان لقاء الرئيس دياب بالخليلين كان في جزء منه للبحث في معالجة التمثيل الدرزي من حيث امكانية تبديل بعض الحقائب بين القوى السياسية وبين الطوائف.

المواجهة تتصدر على التأليف

استأثرت تطورات المشهد الإقليمي، بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ومعه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في بغداد، بمتابعة شديدة الدقة من المسؤولين اللبنانيين، وغلب حتى على السعي لتأليف الحكومة العتيدة، خوفاً من ان يعكس أي تدهور عسكري وأمني، في ظل المواجهة الايرانية - الأميركية المتوقعة، على الوضع في المنطقة ككل، الأمر الذي قد يعطل هذا السعي ومعه الاستقرار السياسي والأمني، إلى جانب الاقتصادي والاجتماعي، وحتى النفطي. وبينت نقاشات ومداولات الساعات التي تلت الحدث العراقي ان المسؤولين اللبنانيين متوجسون من انعكاسات سياسية على استقرار الوضع اللبناني، مع ترقب لما سيكون عليه موقف «حزب الله» أو ردة فعله، باعتباره الذراع الإيرانية الأقوى على شاطئ البحر المتوسط، لكن هذه النقاشات أفضت إلى قناعة بضرورة إنهاء الملف الحكومي، كعامل أساسي في تحصين الوضع الداخلي حيال ما هو مرتقب اقليميا، وهو المحظور الذي قد يقع، خاصة في ضوء إعلان المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، الذي حضره للمرة الأولى المرشد الأعلى علي خامنئي، بأن «انتقاماً عنيفاً ينتظر المجرمين قتلة الجنرال سليماني». وفي اعتقاد المعطيات الواردة إلى المسؤولين، ان عملية شطب قائد لواء القدس تختلف كلياً عن سابقاتها من عمليات الاغتيال التي استهدفت قادة في المحور الإيراني، فمقتل عماد مغنية بقرار اسرائيلي- أميركي مشترك هو استهداف مباشر لحزب الله بصفته لاعباً اساسياً من ضمن هذا المحور، من دون ان يعني الدولة، فيما اغتيال سليماني تنظر إليه طهران على انه من فعل دولة قررت قتل قيادي رفيع في دولة أخرى، وهو يعني في التفكير الإيراني تغييراً في قواعد اللعبة تستتبعه مفاعيل، من مثل ان الرد سيكون ايرانياً صرفاً ومباشراً، وهو الأمر الذي قد يعني تحييد لبنان مرحلياً من العاصفة المتوقعة، بمعنى ان الرد الإيراني المباشر قد يعني ان «حزب الله» لن يكون له دور في هذه المرحلة من الانتقام. ورصدت جهات داخلية وخارجية بارتياح غياب أي استنفار للحزب عند الحدود الجنوبية، فيما رفعت قوات الاحتلال من جهوزيتها. ومهما كان من شأن هذا التحليل، فإن المسؤولين يترقبون باهتمام ما سوف يقوله الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، بعد ظهر غد الأحد، خلال مراسم تأبين سليماني والمهندس في الضاحية الجنوبية، علماً ان التعزية التي ارسلها السيّد نصر الله للمرشد خامنئي اعتبرت ان «القصاص العادل من قتلته المجرمين، سيكون مسؤولية وامانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم، الأمر الذي أوحى باستعداد الحزب لأن يكون له دور في الرد، بخلاف ما تنظر إليه طهران، الا ان الحزب حرص على نفي سقوط لبنانيين في الغارة الأميركية على طريق مطار بغداد. اما ردّ الفعل الرسمي، فقد اقتصر على برقيات تعزية ارسلها الرئيس ميشال عون إلى كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني مديناً ومعزياً بجريمة اغتيال اللواء سليماني، والرئيس العراقي برهم صالح مديناً ومعزياً باغتيال المهندس، وكذلك فعل الرئيس نبيه برّي، في حين دانت الخارجية اللبنانية «عملية الاغتيال» واعتبرتها انتهاكاً لسيادة العراق وتصعيداً خطيراً ضد إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة. لكن كان لافتاً على هذا الصعيد، البيان الذي أصدرته السفارة الأميركية في بيروت، والذي دعت فيه رعاياها في لبنان للبقاء في حالة تأهب، والحفاظ على مستوى عال من اليقظة والوعي، وذكرهم بالاجراءات الواجب اتخاذها، ومنها ان يكون لديهم خطة طوارئ للحالات الطارئة. وتركت التعزية التي بعث بها الرئيس ميشال عون إلى نظيره الإيراني حسن روحاني تأثيراً سلبياً لدى الأوساط الإسلامية، نظراً للحساسية في ما خص اللواء سليماني.

قوة أميركية إلى عوكر

وليلاً، بث الموقع الالكتروني لمحطة الحرة التابعة للخارجية الأميركية ان الولايات المتحدة وضعت قوة عسكرية قوامها المئات في حالة تأهب، للتوجه إلى لبنان لحماية السفارة الأميركية في بيروت، وفق ما قال مسؤول عسكري أميركي. وأضاف المسؤول لوكالة اسشيوتد برس أن القوة المتمركزة في إيطاليا، وضعت في حالة تأهب كخطوة ضمن عدد من الإجراءات العسكرية لحماية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. وأوضح المسؤول، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن وزارة الدفاع الأميركية، قد ترسل ما بين 130 و 700 جندي إلى بيروت. وكان البنتاغون أعلن أن كتيبة من فرقة الـ82 المجوقلة، (والكتيبة تراوح ما بين 3000 إلى 4000) عنصر ستتوجه في الساعات المقبلة إلى الشرق الاوسط، وستنتشر في الكويت لرفع قدرات القوات الأميركية وجهوزيتها ضد التهديدات الإيرانية.

استهداف المصارف

وفي آخر تجليات الحراك الشعبي، إعلان جمعية المصارف عن اقفال جميع فروع المصارف العاملة في منطقة عكار حتى اشعار آخر، شجباً للهجوم الذي تعرض له فرع «بنك لبنان والمهجر» في بلدة حلبا، وما تخلله من تهديد لحياة وسلامة الموظفين والزبائن. واعتبر بيان الجمعية ما تتعرض له فروع المصارف في بعض المناطق من تعديات وانتهاكات تخالف القوانين وتتعارض مع كل التحركات والطروحات الإصلاحية المشروعة. وكانت مجموعة من الحراك، اعتصمت داخل فرع المصرف المذكور لمدة عشر ساعات لمساعدة أحد المواطنين على تحصيل أمواله من المصرف كاملة، بعد ان كانت الإدارة امتنعت عن اعطائه الا جزءاً بسيطاً منها، وانتهى الاعتصام باصابة هذا المواطن بوعكة صحية ادخلته إلى مركز «يوسف الطبي» في حلبا، وتعهدت الإدارة بدفع كامل المبلغ إليه، ووقع على التعهد كل من إدارة البنك وشخصين من الحراك ومختار بلدة تبنين زاهر الكسار، ولكن بعد إصابة عنصرين من الدفاع المدني لنقل المصابين من جرّاء التدافع والرشق بالحجارة بين المعتصمين والقوى الأمنية. وفي صيدا تكرر المشهد نفسه داخل فرع مصرف BBAC حيث حصل هرج ومرج نتيجة تلاسن المحتجين مع عدد من الموظفين لمطالبتهم تسهيل معاملات المواطنين. وسبق حادثة حلبا قطع العديد من الطرق الرئيسية في محافظة عكار بالاطارات المشتعلة والعوائق الحديدية، وإعلان العصيان المدني احتجاجاً على عدم الاكتراث لمطالب الحراك الشعبي. اما في بيروت، وتحسباً لتحركات المحتجين ضد المصارف، اتخذت قوة من مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي تدابير أمنية امام أحد المصارف في الحمرا بعد الدعوة إلى التظاهر هناك تحت شعار «مش دافعين»، الا إذا الفرع اقفل أبوابه. وحفل أمس، في بيروت، بعمليات قطع الطرقات رغم الطقس العاصف والماطر بغزارة، فيما استمرت الاعتصامات امام المصارف، وسجلت حالة كر وفر منذ الصباح بين المتظاهرين والقوى الأمنية، التي عملت على إعادة فتح الطرقات وازالة العوائق في مناطق: المزرعة وقصقص والحمرا. وأفادت غرفة التحكم المروري عن إعادة فتح السير على اوتوستراد نهر الكلب والطريق البحرية بعدما كان اقفلهما المحتجون، وتدخلت قوة من الجيش التي أوقفت 4 أشخاص واقتادتهم إلى ثكنة شكري غانم في الفياضية، وتم تكليف عدد من المحامين لمتابعة قضيتهم واخلاء سبيلهم، علماً ان قيادة الجيش أفادت عن إصابة 5 عسكريين أثناء رشق عناصر الدورية بالحجارة من قبل المحتجين. الى ذلك قال وزير الاقتصاد اللبناني السابق ناصر سعيدي لرويترز يوم الجمعة إن لبنان في حاجة إلى حزمة إنقاذ مالي تتراوح بين 20 ملياراً و25 مليار دولار، بما في ذلك دعم من صندوق النقد الدولي، للخروج من أزمته المالية. وقال سعيدي إن الوقت يوشك أن ينفد، وإن دعما بقيمة 11 مليار دولار سبق أن تعهد به مانحون أجانب يشكل الآن تقريبا نصف المبلغ اللازم لتحقيق انتعاش. وأضاف سعيدي في مقابلة «خطورة الوضع الحالي أننا نقترب من انهيار اقتصادي من المحتمل أن يخفض الناتج المحلي الإجمالي (للعام 2020) بواقع عشرة في المئة». وفي السياق، اقترح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على جمعية المصارف في اللقاء الأخير ان تعمد المصارف إلى تسييل ما تمتلك من عقارات لاستيفاء الديون مقابل ودائع الزبائن. كما ناقش اللقاء ما يقال عن امتلاك المصارف في الخارج من مليارات يمكن استعادتها، وهنا رأى الحاكم أن حسابات المصارف لدى المصارف المراسلة يقابلها من جهة التزامات المصارف اللبنانية وهي من جهة ثانية مربوطة باعتمادات مستندية لتمويل التجارة الخارجية كما سبق واوضحه في لجنة المال والموازنة. ورأى جانب جمعية المصارف ان الأقاويل التي تروّج لها بعض الجهات السياسية إنما تهدف لحرف الانظار عما آلت اليه سياساتهم من فساد وإنفاق وهدر للمال العام، وان بعض مجتمع السياسة​ يستسهل رمي الكرة في ملعب المصارف التي مولت الإنفاق العام ولم تقرره. يطلقون الإشاعات ويمعنون في تضخيمها وتصديقها كانها حقائق علما أن الارقام تُظهر عكس ما يذهبون اليه.

اغتيال سليماني والمهندس لا يؤخر تأليف الحكومة؟

الأخبار ... اعتادت بيروت التي عاشت على مقولة «عراق قوي… لبنان مستقر» تهيّب ما يحصل في بلاد الرافدين ... فرضت التطورات الآتية من صوب بلاد الرافدين تحدّيات جديدة وأسئلة كثيرة عن مدى تأثيرها على مسار التأليف الحكومي. فهل يستعجل محور المقاومة التأليف أم يُجري تعديلات على سقوفه بعدما أصيب في الصميم؟

في غمرة إشاعة مناخ إيجابي بأن التأليف الحكومي على بُعد أيامٍ قليلة، فتحَت البلاد عينيها على قلقٍ من المنتظر الآتي، وأبقتهما على العراق الذي وصلَ منه الخبر ــــ الصدمة: «الولايات المتحدة تغتال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس». فجأة، انحرف المركب اللبناني المثقوب مالياً واقتصادياً واجتماعياً عن مساره الداخلي، وأخذته الريبة من تطوّر تصعيدي بمثل هذا الحجم الى مكان آخر. إذ اعتادت بيروت، التي عاشت على مقولة «عراق قوي… لبنان مستقر»، تهيّب ما يحصل في بلاد الرافدين. واستهداف شخصيات بحجم سليماني والمهندس على أرض العراق يعني بالمعنى السياسي «سقوط الخطوط الحمر» وولادة فوضى عارمة بأشكال مُختلفة في المنطقة لن يكون لبنان بمنأى عنها. في ظل هذا الجو، صارت عملية التأليف أو أقلّه الحديث عنها ومتابعة مسارها ــــ يومَ أمس ــــ مجرّد تفصيل في المشهد القاتِم وسطَ تخوّف من اصطدام تكون كلفته كبيرة. لم يكُن أحد يهتمّ بما آلت إليه الأمور في ما يتعلّق بالمفاوضات الحكومية، وكأن الزمن توقّف بها عند الاجتماع الذي عُقد أول من أمس بين الرئيس المكلّف حسان دياب ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ووصِف بـ«الإيجابي الذي يحتاج الى تفاهمات إضافية حول بعض الأسماء والحقائب». ولأنه غالباً ما «تُغيّم في الخارج وتُشتّي عندنا»، بدأت الأسئلة تتوالد عمّا إذا كانت المُستجدات سوف تسرّع تأليف الحكومة أم ستُعيدها الى المدّ والجزر في شأن الأسماء المرشّحة للتوزير والحقائب الخاضعة للتوازنات الطائفية والمذهبية؟ هل من مصلحة محور المقاومة في لبنان أن يُسهّل أكثر لدياب من أجل الإفراج عن حكومته أو يُجري تعديلات في سقوفه التفاوضية تدفعه الى التشدّد أكثر؟ الاتجاه حتى الآن يسير نحو «التعجيل في التأليف تداركاً للتطورات، فما يُمكن تحقيقه الآن، قد لا يعود مُمكناً في حال التصعيد وذهاب الأمور الى المجهول»، وفق ما ترجّح مصادر مطّلعة في فريق 8 آذار. وتشير الى أن «العقد الموجودة حالياً يُمكن تذليلها، وقد قطع فريقنا مع الرئيس دياب شوطاً وتقدّماً كبيراً»، معتبرة أن «الملفات الداخلية، التي باتت تُعتبر صغيرة، مقارنة بالحدث الإقليمي والدولي، يجب الانتهاء منها، وخاصة أن لا ممانعة دولية لحكومة دياب، ولأن الردّ الذي توعّدت به إيران يفتح الباب على احتمالات شتّى». واعتبرت المصادر أنه «لم يعُد لدينا ترف الوقت ولا الدلع ولا الوقوف عند نقاط صغيرة كأسماء وحقائب، فالأمور لا تحتمل». وفيما غابت المعلومات والمعطيات الحكومية عند الأطراف المعنية، بقي الثابت الوحيد هو موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تحدّث عن أن «الحكومة ستُبصر النور الأسبوع المُقبل»، رجّحت المصادر أن «يحصل ذلك يومَ الاثنين». وفسّرت المصادر هذا الكلام بـ«نية الرئيس عون التسهيل، ولا سيما أن النقاط الخلافية عالقة عند الأسماء والحقائب المسيحية بالدرجة الأولى، بسبب عدم الاتفاق على اسم وزير الخارجية ونائب رئيس الحكومة ووزير الدفاع، كما وزيرَي الطاقة والعدل».

مصادر 8 آذار: «لم يعُد لدينا ترف الوقت والدلع والوقوف عند نقاط صغيرة كأسماء وحقائب»

كذلك «ثمة اختلاف بشأن توزيع حقائب مثل العمل والبيئة». وفيما حُسمت الحصة الشيعية لكل من «حزب الله» وحركة «أمل» (4 وزراء) بحصولهما على حقائب المال والصحة والزراعة، إضافة إلى الصناعة، قالت المصادر إن «أسماء الحصة السنية تشمل: الداخلية والاتصالات والتربية مبدئياً، منها من سمّاها دياب نفسه، وواحد بالتشاور مع النواب السنّة في فريق 8 آذار». وبينما تداولت معلومات عن لقاء بين دياب وباسيل أمس، لم يجر تأكيده، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «نحن نتعاطى الآن مع الحكومة على أساس أنها تأتي حكومة لكل اللبنانيين، إذا أصر البعض على أن يتعامل معها على أساس أنها ليست حكومته ولا تمثله فنحن ليس لنا في هذه الحكومة أكثر مما لهم، ولكن سنتعاطى إيجاباً بما يحفظ وحدة وطننا وكرامة شعبنا ونحن لا نتبنى حكومات، إنما نشارك فقط خدمة لأهلنا».

«الثنائي» أعطى دياب ما لم يُعطه للحريري

الاخبار...نقولا ناصيف ... ليس حتمياً أن عمر الحكومة الجديدة 6 أشهر فقط

أضحى صدور مراسيم حكومة الرئيس حسان دياب وشيكاً، إلا أن الامتحان الفعلي الذي ينتظرها مزدوج: شارع الحراك والشارع السنّي، لكن أيضاً الوصول الى مجلس النواب ومثولها أمامه. لا تخشى الثقة، بل اللاعبين بنار الميثاقية ....رغم الشدّ المتبادل بين الأفرقاء المشاركين، مع الرئيس المكلف حسان دياب، في تأليف الحكومة على الأسماء أكثر منها على الحقائب، وقد أضحت في معظمها محسومة وموزعة الحصص عليهم، من الواضح أن الشق الآخر من هذه المهمة يتركز على مرحلة ما بعد صدور مراسيم الحكومة الجديدة. من الوهم الاعتقاد أنها ما إن تحوز ثقة البرلمان ستكتفي بستة أشهر في الحكم. حكومة 2019 برئاسة الرئيس سعد الحريري على إثر الانتخابات النيابية قبل ستة أشهر، توقعت لنفسها أن تستمر طوال النصف الثاني من ولاية الرئيس ميشال عون، بيد أنها سقطت بعد 8 أشهر وستة أيام. كان المتوقع بقاء الحريري في السرايا طوال سني الولاية، فإذا الرجل يُخرج نفسه بنفسه ولا يعود. بضعة معطيات يقاربها الأفرقاء المعنيون بتأليف الحكومة باهتمام، ويأخذونها في الاعتبار:

1 - لا عودة الى ما قبل تكليف دياب بعد إيصاد الأبواب بإحكام أمام عودة الحريري الى السرايا. وهو الرهان الأساسي الذي عوّل عليه غداة تكليف سواه، وتوقع أن يحمل تصعيد الشارع السنّي دياب على الاعتذار عن تأليف الحكومة. وفيما يمضي الحريري إجازة الأعياد في باريس كأنه غير معني بما يجري في لبنان، ولا يرأس حكومة تصريف الأعمال، ولا شأن له بالضائقة النقدية والاقتصادية وتسيّب الشارع، كان خلَفُه بتأنّ ملموس يحاول تفكيك العقد والعراقيل من غير أن يجد نفسه ملزماً بتقديم تنازلات فادحة.

2 - لا جدال في أن مراسيم الحكومة الجديدة ستبصر النور خلال أيام قليلة، تبعاً لمعظم عناصر التصوّر الذي وضعه لها الرئيس المكلف: مصغرة، وزراء تكنوقراط ليس بينهم نواب ولا حزبيون. أحرز مكسباً أساسياً غير محسوب بحمله الثنائي الشيعي على التخلي عما لم يكن متوقعاً التنازل عنه، وكان في صلب الخلاف مع الحريري. لن تكون الحكومة الجديدة تكنو ــــ سياسية تبعاً لما أعدّ له رئيس الجمهورية والثنائي الشيعي عندما فاوض الحريري، ثم عندما فاوض المرشحين الثلاثة لترؤس الحكومة قبل اعتذارهم، ثم عندما بدأ التفاوض مع دياب. تساهل الثنائي الشيعي بالتخلي عن توزير النواب ووزراء الصف الأول، وتسمّر أمام خط الدفاع الأخير وهو حكومة تكنو ــــ سياسية. اليوم، لم يعد أحد يتحدث عن هذا الشرط بما فيه الفريق الشيعي، من غير أن يتوجس أو يشكك في الرئيس المكلف. لم يعد يصرّ على الغطاء السياسي الذي يوفره الوزراء الحزبيون للوزراء الخبراء، ولا التمسك باحترام نتائج انتخابات 2018. نشأت للتوّ معادلة جديدة أكدت شراكة التأليف بين الرئيس المكلف والكتل الرئيسية: تجاريه الكتل في توزير تكنوقراط وإن انبثقت تسمية بعضهم منها هي بالذات من غير أن يكون حزبياً فيها، في مقابل تسليم الرئيس المكلف بأن الكتل هذه تمثل الغالبية النيابية التي تمسك بعنق حكومته في البرلمان.

3 - ستمثل حكومة دياب أمام مجلس النواب، وستحوز الثقة بالغالبية المطلقة أو الغالبية النسبية في ظل توافر النصاب القانوني للجلسة تبعاً للمادة 34 من الدستور، وهو النصف زائداً واحداً. عام 2004، حازت حكومة الرئيس عمر كرامي ثقة نسبية هي 59 صوتاً بسبب مقاطعة تيار المستقبل وحلفائه لها، وفي عام 2011، حازت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ثقة 68 نائباً، أكثر بقليل من النصف زائداً واحداً، ووُصفت ــــ كما من قبل حكومة كرامي ــــ بأنها ذات لون واحد. كذلك حازت حكومة الرئيس تمام سلام عام 2013 ثقة 68 صوتاً، رغم أن تيار المستقبل كان في عدادها. بيد أن المثل الأسطع على علاقة محتملة بين الثقة المتدنية ومقدرة الحكومة على ممارسة الحكم يكمن في حكومة 2011.

وازن الثنائي بين تخلّيه عن حكومة تكنوسياسية وإمساكه بالغالبية النيابية

حرّض الحريري الشارع السنّي على ميقاتي ودفعه الى الشغب، من غير أن يتمكن من حمل الرئيس المكلف آنذاك، رغم طول المدة التي استغرقها التأليف وبلغت 139 يوماً، على الاعتذار أو إخفاقه في أن يحكم. فصمدت حكومة ميقاتي طوال سنتين وشهرين وأسبوع. اللعبة نفسها كررها الحريري فور تكليف دياب، ولا يزال يطلق ــــ وإن عبثاً ــــ الزمام لأنصاره في بيروت والبقاع الأوسط وبعض الشمال لإقفال الطرق. في أي من الحكومات تلك، وخصوصاً حكومة ميقاتي التي قاطعها تيار المستقبل من غير أن يتمثل فيها، كذلك حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب ما خلا وليد جنبلاط الذي انضم إليها، لم تُثر فيها مسألة الميثاقية الوطنية. في حكومة 2011، جلس الوزراء السنّة على مقاعدهم ولم يكن بينهم مَن يمتّ بصلة للحريري، من دون أن يتذرع أحد ما بافتقار الحكومة الجديدة الى الشرط الصلب للميثاقية، وهو استبعاد طائفة عنها.

4 - مع أن دار الفتوى لم تستقبل حتى الآن الرئيس المكلف، رغم التقليد المتبع بزيارته إياها فور تكليفه، إلا أن المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان لم يتخذ موقفاً سلبياً من تكليف دياب ولا ناوأه، مكتفياً بالصمت. وهو موقف مترجح ما بين سلبية ظاهرة وإيجابية مضمرة غير كافية، ما دام صاحب الدار لم يقل حتى الآن إنه لا يريده. ومع أن الرئيس المكلف يفضّل احتضان المرجعية الدينية السنّية الأولى له في مفاوضات شاقة يجريها مع الثنائي الشيعي، فسّر البعض الصمت والتريث الواضحين لدار الإفتاء كما لو أنه يمنح الرئيس المكلف حظوظاً إضافية كي يتيقّن من الحكومة التي يؤلّفها، ومن أن لا افتئات على حصة الطائفة فيها ولا على صلاحيات الرئيس المكلف المتصلة مباشرة بالتأليف. عناد دياب في الإصرار على شروطه، زكّى أيضاً الفرصة التي منحه إياها الحراك الشعبي الذي يلزم التهدئة بإزاء الرئيس المكلف وينتظر صدور مراسيم الحكومة الجديدة.

 



السابق

اخبار العراق...إيران للأمم المتحدة.. نحتفظ بحق الدفاع عن النفس..مقتل 6 في ضربات جوية تستهدف الحشد الشعبي بالعراق...واشنطن تدرج «عصائب أهل الحق» على قائمة الإرهاب..هروب ثلاثة من قادة الميليشيات العراقية خارج البلاد.." جاء لهدفين".. مسؤول عراقي يكشف أسباب وصول سليماني إلى بغداد....البرلمان العراقي يناقش غداً الوجود الأميركي في العراق..ترشيح العامري لخلافة المهندس نائباً لرئيس هيئة {الحشد}..

التالي

أخبار سوريا.....وضع إدلب على مائدة مجلس الأمن......أنقرة تتخذ تدابير لمواجهة تدفق النازحين من إدلب....الأسد يعزي خامنئي: لن ننسى وقوف سليماني إلى جانب الجيش السوري...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,067,600

عدد الزوار: 6,751,155

المتواجدون الآن: 99