أخبار لبنان...تأليف الحكومة انطلق في «منطقة رمادية» والخيوط الإقليمية... على الخط..إشاعة مناخات عن تفاهُمات أميركية - إيرانية «بروباغندا محلّية».....الحريري يرسم معالم المرحلة المقبلة... مواجهة مع العهد وتهدئة مع الثنائي الشيعي....فرنجية: الطبخة ظاهرها مستقل وباطنها مرتبط بباسيل ...بوادر خلافات في صفوف «8 آذار» حول تأليف الحكومة....الراعي للسياسيين: ننتظر حكومة اختصاصيين ولا تخيبوا آمال الثورة.....وزير المال: ما يحصل في المصارف غير مقبول...الجيش اللبناني: لن ننسحب ونترك المتظاهرين بالشوارع...«الجمارك» تتراجع عن استيفاء رسم الدخول لغير اللبنانيين..التكافل الاجتماعي يعتمد وسائل فعالة ومباشرة...

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 كانون الأول 2019 - 3:31 ص    عدد الزيارات 2071    القسم محلية

        


ازالة صورة دياب من على مبنى في الهلالية صيدا..

افادت "الوكالة الوطنية للاعلام" انه "على اثر الوقفة الاحتجاجية التي نفذها محتجون من حراك صيدا بالقرب من مبنى مؤسسة مرعي ابو مرعي الخيرية في الهلالية صيدا، احتجاجا على رفع صورة كبيرة عند واجهة المبنى دعما للرئيس المكلف حسان دياب تم ازالة الصورة من على المبنى " .

لبنان: تأليف الحكومة انطلق في «منطقة رمادية» والخيوط الإقليمية... على الخط..إشاعة مناخات عن تفاهُمات أميركية - إيرانية «بروباغندا محلّية»....

الراي....الكاتب: بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار ..... عشية دخول تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان أسبوع الثاني غداً، لم تخْرج البلاد من "تحت تأثير" تشظياتِ المسار الذي أوصل إلى تسميته التي ما زالت تصطدم في الشارع بـ "حائط صدٍّ" في البيئة السنية وبما يشبه "نصف الفرصة" التي تمنحها "ثورة 17 أكتوبر" لتبيان "الخيط الأبيض من الأسود" فيما إذا كان مخاض التأليف سيُفْضي إلى تشكيلةٍ من اختصاصيين مستقلين تصرّ عليها الانتفاضة الشعبية تمهيداً لانتخاباتٍ نيابية مبكّرة. ولم يَحُلْ استعدادُ البلاد لأخْذِ "استراحة" عيد الميلاد دون انطلاق مسار التأليف الحكومي القابعِ في "منطقة رمادية" كبيرة تُظَلِّل العديد من جوانبه رغم الخيارات الحاسمة لـ "ثلاثي" تيار المستقبل (بقيادة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري) وحزبيْ "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" برفْض المشاركة بأي شكل في الحكومة الجديدة. فهذا الواقع الذي يجعل التحالف الذي أوصل دياب بـ "تكليف اللون الواحد" (من فريق رئيس الجمهورية ميشال عون والثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما) أمام حتمية الوصول إلى حكومة اللون الواحد، لا يُسقِط التباسات عدة تحوط بنقاط عدّة أبرزها "دوز" الحزبي - السياسي في "خلْطة" حكومة الاختصاصيين التي أعلن الرئيس المكلف أنه يريد تشكيلها. ذلك أنه بعدما كان دياب أكد أكثر من مرة أنه مع تشكيلة الاختصاصيين المستقلين، في موازاة إشارات من "حزب الله" إلى أنه مع أوسع مشاركة وأوسع غطاء سياسي للحكومة، جاء كلام شريكه في الثنائية الشيعية رئيس البرلمان نبيه بري ليؤشر إلى رغبةٍ في "مساكنة" بين الحزبي والاختصاصي في "حكومة الإنقاذ". ولم يتوانَ بري أمس عن تأكيد أن لا مشكلة "اذا كانت حكومة اللون الواحد بعد كل محاولات إشراك الجميع"، معتبراَ "ان ‏مثل هذا الأمر يحصل في أكثر ديموقراطيات العالم"، وقائلاً رداً على قول دياب إنه يريد حكومة من الاختصاصيين والمستقلين: "هذا رأيه ولنا رأينا. وفي أرقى الديموقراطيات يشترك حزبيون وتكنوقراط في مجلس الوزراء الواحد. ‏وتستطيع الأحزاب أن تقدم وجوهاً شفافة وخبيرة وقادرة على تولي إدارة الوزارات". وفيما اعتُبرت الإشارات المتناقضة حيال طبيعة الحكومة وشكلها على أنها مؤشر إلى أن مسار التأليف قد يكون بدأ سلوك "درْب الأشواك" بين أبناء الصف الواحد، برز أمس كلام نقله زوار دياب عنه حول أنه يريد لحكومته معايير توحي بالثقة "فتكون مصغرة ومتجانسة وتضم أخصائييين مستقلين وغير حزبيين وخصوصاً في الوزارات الحساسة والدقيقة". وإذ لم يُعرف إذا كان هذا الكلام من باب فتْح الباب أمام تشكيلة تكنو - سياسية، سواء بمعنى تكنوقراط يعيّنهم الأحزاب أو تكنوقراط يتعايشون مع حزبيين، فإن عملية التأليف أخذت أمس منحى تنفيذياً للمرة الأولى منذ التكليف وذلك مع الزيارة التي قام بها دياب للرئيس عون. وفي حين كان عون جَزَمَ إبان التفاوض مع الحريري بأنه متمسك بحكومة تكنو - سياسية في موازاة إعلان حزبه ("التيار الوطني الحر") أنه مع حكومة من اختصاصيين تعيّنهم الأحزاب، يفترض أن يكون الرئيس المكلف بحث مع رئيس الجمهورية في مواصفات الحكومة والوزراء وعددهم (يريدها دياب من 18 أو 24 وزيراً) والحقائب الوازنة بعدما أنجز دياب هيكلية أولية في هذا المجال. وفي الوقت الذي شكّلت تغريدة زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية (قريب من حزب الله) عن أنّ "ما ظهر حتّى الآن من طبخة الحكومة أنّها ستكون حكومة ظاهرها مستقل وباطنها مرتبط بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل (رئيس "التيار الحر") إشارةً إلى ان مسار التأليف ربما ينزلق إلى النهج نفسه الذي حَكَمَ تشكيل الحكومات قبل الثورة، فإن ما يعكسه هذا التباين المبكر هو أن إخراج الحريري من رئاسة الحكومة ينطوي على بُعد داخلي ذات صلة بالمزيد من إحكام القبصة على الواقع السياسي. وما عزّز هذا الانطباع لدى أوساط مطلعة كان الدخول الإيراني المباشر على خط مباركة تكليف دياب بالتوازي مع "فتح النار" السياسية على المملكة العربية السعودية، وهو ما لم يسهّل مهمة الدفاع عن "استقلالية" الرئيس المكلف وعن أنه لم يكن مرشّح المحور الإيراني، بدليل إعلان النائب نهاد المشنوق "نشكر السيد علي ولايتي على تبنيه الرئيس المكلف. لقد أزال عن ظهرنا حمل اتهامه بأنه مرشّح إيران". وبهذا المعنى يخضع موقف "حزب الله" وكيفية إدارته للملف الحكومة لمعاينة دقيقة بعدما بات واضحاً أن كل الطرق تؤدي إلى أن الإمرة في يده هو الذي مارس أكثريته البرلمانية للمرة الأولى في الكليف وصار التأليف يصبّ في جيْبه أياً تكن اتجاهاته، وسط رصْد لما سيرتّبه ذلك على الواقع اللبناني عموماً وردّ الفعل الخارجي ولا سيما في أعقاب سقوط "الدرع السياسي" الذي كان يشكله وجود الحريري على رأس حكومة وحدة وطنية تضم حلفاء للشرعيتين العربية والدولية، بما يجعله الآن وجهاً لوجه أمام المجتمع الدولي. ولم تستكن في بيروت الأسئلة عن سر اندفاعة الحزب "الكاسرة للتوزان" داخلياً والتي رواحت قراءتها بين الاعتقاد بأنها في سياق قرار بالرد على ما تتعرض له ساحات النفوذ الإيراني ولا سيما في العراق، أو الإفادة مما رُوّج له على أنه إدارة ظهر أميركية لما يجري في المنطقة. وفي هذا الإطار، بدا الكلام في بيروت عن أن إخراج الحريري من السلطة والإتيان بدياب بقوةِ نفوذ حلفاء إيران هو وليد تفاهماتٍ أميركية - إيرانية تمت عبر قناة تَفاوُض خلفية في سلطنة عُمان، مجرد "بروباغندا محلية" تهواها أصواتٌ قريبة من "حزب الله" في إطار "ألاعيب داخلية"، لا تعكس بالضرورة وقائع فعلية ولا التقويم الفعلي لـ "حزب الله". وقالت أوساط واسعة الإطلاع في بيروت لـ "الراي" إن ما يشاع عن تفاهمات بين واشنطن وطهران، كان ثمرتها "الإنقلاب المُقَنَّع" في بيروت وعكستْها الزيارةُ الهادئة لديفيد هيل، هي سيناريوات مُتَخَيَّلة القصدُ منها الإيحاء بأن الولايات المتحدة لا تتوانى عن "بيع حلفائها" عندما يحين وقت المقايَضات. ورأت الأوساط أن الولايات المتحدة التي تحصد الآن ما زرعتْه حربها الناعمة على طهران وبغداد وبيروت، تبدو كمَن يتفرّج على العواصف في الشرق الأوسط بعدما دخلت سياستَها في المنطقة ما يشبه "الوقت المستقطع" في إنتظار ما سيتؤول اليه الإنتخابات الرئاسية في واشنطن، التي ينصرف دونالد ترامب إلى خوضها بقضه وقضيضه، وتالياً فإن الإدارة الأميركية خفّضت محركاتها إلى الحدود الدنيا. واللافت، بحسب الأوساط الواسعة الإطلاع، أن زيارة هيل لم تحمل أي تبديل في المقاربة الأميركية لما يجري في لبنان والمنطقة، لأن إدارة ترامب، التي تدير عن بُعد حربَها بالعقوبات التي شملتْ "حزب الله" وقد لا تستثني حلفاءه في المرحلة المقبلة، تدير ظهرَها لأي مواجهات وجهاً لوجه بعدما قررتْ الإنسحاب عسكرياً من المنطقة. وفي قراءة هذه الأوساط لما يجري في المنطقة، أن إحتفاظ واشنطن بوجود عسكري "رمزي" في الشمال السوري جاء بناءً لرغبة أطراف إقليمية، في الوقت الذي يتركز جهد الإدارة على أميركا اللاتينية، وهو ما يفسر إقتصار مهمة هيل في بيروت على "العموميات" الأقرب إلى "ربْط نزاعٍ"، تماماً كما هو حال السلوك الأميركي الآن حيال الصراع الطاحن الدائر في بغداد حول هوية الرئيس العتيد للحكومة، إذ جاء الرد على إستمزاج رأي الأميركيين بأنهم غير معنيين.

«لا تغطية ولا مشاركة ولا ثقة»

الحريري: الحكومة المقبلة ستكون حكومة باسيل والحرب على الحريرية السياسية لن تمرّ.... أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أن "الحكومة المقبلة ستكون حكومة الوزير جبران باسيل" مؤكداً "لن أترأس اي حكومة يكون فيها باسيل". وقال الحريري في دردشة مع الإعلاميين أمس: "لا يمكن أن أعمل مع مَن يهاجمني على الدوام وبيربّحني جميلة، ولم ألتقِ الرئيس المكلّف حسان دياب قبل يوم واحد من تكليفه كما أشيع إنما قبل أسبوع في إطار المشاورات التي كنت أجريها"، مضيفاً في إشارة إلى دياب والحكومة العتيدة وموقف تيار "المستقبل" منها: "لا تسمية، لا تغطية ولا مشاركة ولا ثقة إذا تطلّب الأمر". وفي ردّ على كلام رئيس البرلمان نبيه بري عن بأنه سبق أن حذّر الحريري، الذي ربما يكون نادماً على انسحابه من السباق إلى رئاسة الوزراء "من اللعب بالنار"، قال زعيم "المستقبل": "الرئيس بري يعلم انني لا ألعب بالنار انما تعوّدت على إطفائها ولست نادماً على الاطلاق، والحرب على الحريرية السياسية لن تمرّ وسنتصدى لها بقوّة ولن أقبل بشيْطنة السنّة واتهامهم بسرقة البلد".

الحريري يرسم معالم المرحلة المقبلة... مواجهة مع العهد وتهدئة مع الثنائي الشيعي

قال إنه لن يتعامل بعد اليوم مع باسيل «الطائفي والعنصري»... واتهمه بالسعي إلى «إدارة البلد»

الشرق الاوسط....بيروت: ثائر عباس.... رسم رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري معالم مرحلة «المواجهة المفتوحة» مع عهد الرئيس ميشال عون، وبشكل أوضح مع صهره وزير الخارجية جبران باسيل، الذي جزم الحريري بأنه «لن يتعاون معه مطلقاً بعد اليوم... إن لم يعتدل». وبدا واضحاً من خلال كلام الحريري، الذي أتى في دردشة مع عدد من الصحافيين في دارته، وسط بيروت، أمس، أنه فتح النار بقوة على العهد، وباسيل تحديداً، في مقابل حرصه الواضح على التهدئة مع «الثنائي الشيعي» أي حركة أمل و«حزب الله» من منطلق رفض الفتنة السنية - الشيعية، التي بدا الحريري واضحاً في تمسكه بالابتعاد عنها ما أمكن، في مقابل حرب مفتوحة على باسيل الذي اتهمه مباشرة بالسعي للسيطرة على البلد، من دون أن يحيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، معتبراً أن فريق الرئيس «يتعامل مع الدستور والقانون على أنه وجهة نظر». الحريري الذي قال إن موقفه النهائي مما يجري سيتبلور مع بداية العام الجديد، أوضح أنه بصدد دراسة معمقة للواقع القائم، وسيكون له موقف واضح مما يجري لاحقاً. راسماً علامات استفهام كبيرة حول الوضع الاقتصادي والمالي، معتبراً أن المعالجة تحتاج إدارة حكيمة وسياسات فاعلة. يقول الحريري: «مطلبي الأساس كان حكومة اختصاصيين، وقد رفضوه، ثم أتى موقف القوات الذي أدى إلى انسحابي، فأتوا بالرئيس حسان. لقد دفعت ثمن الاعتدال في كل مرحلة من حياتي، وهو الأساس في سياستي منذ 15 عاماً، ولولا محاربتي من أجله والدفاع عنه لكان لبنان في مكان آخر؛ خصوصاً مع الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان». ويؤكد الحريري أنه غير نادم على قراره عدم تأليف الحكومة «لا من قريب ولا من بعيد، فضميري مرتاح، وكل همي كان الحفاظ على البلد، على الاقتصاد والاستقرار». وعن القول بأنه يلعب بالنار: «دفعت الثمن كبيراً عندما كان الآخرون يلعبون بالنار من خلال قطع الطرقات وإقفال المجلس. بالنسبة لي الفتنة السنية الشيعية خط أحمر... لبنان ممنوع أن يدخل الفتنة السنية الشيعية ونقطة على السطر». وعن عدم تصويته لنواف سلام يقول: «أنا أول من رشح نواف سلام، والبعض الآن يركب موجته، كما حاولوا أن يركبوا موجة الثورة، لكنني رفضت تسميته في الاستشارات، لأنني لا أريد له ألا ينال صوتاً شيعياً واحداً، وهو ما لا أقبله، ولا يقبله نواف سلام. التقيت وليد جنبلاط قبل الجلسة، وقال لي إنه سيصوت لنواف، فقلت له أن يفعل ما يريد. المشكلة الآن أننا تركنا الموزاييك الطائفي يتحكم بنا، الناس ثارت لأن السياسيين يقومون بكل شيء تحت عنوان حقوق الطوائف، لكنهم في الواقع يعملون من أجل مصالحهم الشخصية» وإذ أبدى تفهمه أن يشعر محبوه بالاستياء من ابتعاده عن الحكومة، قال: «كانت لديّ شروطي للقبول بتأليف الحكومة، وكان واضحاً من البداية أنني لن أقبل إذا لم تتأمن. هم قد يوفرون هذه الشروط لحسان دياب من أجل إزاحة سعد الحريري». وإذ اعتبر أن مشكلة العهد أنه يتصرف وكأن لا شيء يحصل في البلد، ويتذاكى بتبني مطالب الثورة، قال: «أنا واضح، لن أتمثل بهذه الحكومة، ولن أسمي أحداً، ولن أعطي الثقة». وقال: «المستهدف الآن هو الحريرية السياسية التي سيحاولون تحميلها مسؤولية كل المصائب التي نزلت بالبلد، لكن من سيحاول أن يدفن الحريرية السياسية سيكون كمن يدفن نفسه. في العام 2005 اعتقدوا أنه بعد اغتيال رفيق الحريري ستذهب الناس إلى بيوتها بعد 3 أيام، لكن هذا لم يحصل حينها، ولن يحصل اليوم». وأضاف: «الحريرية السياسية أتت للبنان بالاستقرار والإعمار وإنجازات كبرى. اليوم هذه الحريرية مستهدفة، وأتوقع أنه في المرحلة المقبلة سيكون هناك هجوم عليها، وكأنها سبب مصائب البلد كلها. علماً بأن الناس تعرف تماماً من كان يتولى ملف الكهرباء والاتصالات والأشغال وغيرها... يريدون حرب إلغاء، فليجربوا... سعد الحريري ليس (حبتين)» وتابع: «دعونا نرى من سرق البلد، وأنا لن أغطي أحداً، وعليهم أن يفعلوا الشيء نفسه». ورفض الحريري اتهامه بأنه كان وحده وراء التسوية السياسية، قائلاً: «بالنسبة لي كان أن يأتي رئيس ضدي أفضل من ألا يكون هناك رئيس، لأن الفراغ يدمر المؤسسات. أنا مرشحي كان سليمان فرنجية، ثم أتوا هم وذهبوا باتجاه الرئيس عون، والآن يحملونني مسؤولية التسوية التي استفادوا منها هم (القوات اللبنانية) وكانوا جزءاً أساسياً منها. نحن لم نخطئ مع أحد من حلفائنا، لكن (القوات) تتهمنا بأننا من أنجز التسوية، وتحملني تبعات هذه التسوية، فيما هم أساس هذه التسوية. أما وليد بك والحزب الاشتراكي، فلا يهاجمون أحداً سوانا». وعما إن كان يرى أن الحكومة الجديدة يصح فيها وصف حكومة «حزب الله»، يجيب: «هذه حكومة جبران باسيل». وهل هو مستعد للعودة إلى رئاسة الحكومة إذا فشل دياب؟ يجيب: «مع جبران، كلاً، هذه ناس لا يمكن أن أعمل معها بعد اليوم، هو يريد أن يدير البلد وحده، وعليه أن يعتدل. الناس التي تتكلم... طائفية ومذهبية وعنصرية، كيف يمكن العمل معها؟!»..... وعن قول فريق رئيس الجمهورية إن الاستشارات ملزمة بإجرائها، لا بنتائجها، يقول: «نص الدستور واضح»، مضيفاً: «المشكلة أن الدستور والقانون عند هؤلاء مجرد وجهة نظر». وقال الحريري: «الوضع الاقتصادي صعب جداً، ولا بد من إجراءات تقوم بها حكومة كاملة، نحن حكومة تصريف أعمال، نستطيع أن نفكر بحلول، لكننا لا نستطيع تطبيقها وتنفيذها، لأنها تحتاج إلى قرارات مجلس الوزراء، وهذا حال الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة، والتي يحتاج تنفيذها إلى قرارات لمجلس الوزراء. هذه الورقة، لم تعد كافية بعد أزمة السيولة، فنحن نحتاج إلى إجراءات أخرى يجب القيام بها الآن. أمامنا شهران أو 3، لكن إذا كانت هناك إدارة سليمة حكومياً يمكننا أن نخفف وقع الكارثة». وأشار إلى أن «لبنان يستورد بنحو 20 مليار سنوياً، لكن مع الأزمة الحالية، نتوقع أن ينخفض الرقم إلى 13 مليار، وكل ما يهمنا ألا يؤثر الأمر على القطاعات الإنتاجية وعلى المواد الأساسية».

فرنجية: الطبخة ظاهرها مستقل وباطنها مرتبط بباسيل ...بوادر خلافات في صفوف «8 آذار» حول تأليف الحكومة

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم... قال رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، إن الأمور تسير كما يجب، مكتفياً بالقول بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، لإطلاعه على نتائج المشاورات التي قام بها لتأليف الحكومة: «تحدثنا في الإطار العام وكان هناك تجاوب كامل، وما يسعني قوله هو إن شاء الله خير والأمور تسير كما يجب». وأتى كلام دياب في الوقت الذي بدأت تظهر فيه بوادر خلافات في صفوف «فريق 8 آذار» أو الأطراف التي دعمته لتكليفه بتشكيل الحكومة، وهي التي لطالما أكدت أنها ستقدم كل التسهيلات اللازمة للتأليف. وظهر هذا الخلاف مع انتقاد رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، لطريقة تشكيل الحكومة باتهامه وزير الخارجية جبران باسيل، بتأليفها، هو ما من شأنّه أن يعقّد مسار المباحثات أكثر. ووصف فرنجية عملية تشكيل الحكومة بـ«الطبخة»، مشككاً باستقلالية الشخصيات التي يتم البحث بأسمائها لتولي الوزارات، وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «حتى الآن طبخة الحكومة تُظهر أنها حكومة ظاهرها مستقلّ وباطنها مرتبط بباسيل، حكومة تضمّ مستقلّين تاريخهم تسويات مع أصحاب النفوذ والسلطة وسياسيين مشهود لهم بالتقلّب. إلا إذا الله ألهم الرئيس المكلّف». وفيما رأت مصادر وزارية في مواقف فرنجية «كلاماً استباقياً تحسباً لعدم استبعاده من الحكومة»، قالت مصادر باسيل لـ«الشرق الأوسط»: «فليقدم فرنجية دليلاً على ما يقوله»، مؤكدةً أنه «لم يحصل أي لقاء بين باسيل ودياب بعد الاستشارات النيابية، حيث كان واضحاً أن التيار الوطني الحر سيسهّل مهمته إلى أبعد الحدود ولا مشكلة لديه في المشاركة في الحكومة أو عدمها». وأضافت: «بقدر ما كان كلام فرنجية موجهاً إلى باسيل هو إهانة للرئيس المكلف الذي يعمل على تأليف الحكومة لتقديمها إلى رئيس الجمهورية، وبالتالي لم يعد هنا أي دور لباسيل، الموضوع بات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف». في المقابل، رفضت مصادر فرنجية التعليق أو الحديث أكثر عن كلام «رئيس المردة»، مكتفية بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «التغريدة واضحة وفرنجية مصدر ثقة عند الخصم والحليف ولا يرمي اتهامات ومعلومات عشوائية». ومع عدم وضوح الصورة التي ستنتهي عليها صيغة الحكومة المقبلة التي يؤكد دياب أنها ستكون من الاختصاصيين المستقلين بينما يقول «حزب الله» وحلفاؤه إنه لا بد أن تحظى بغطاء سياسي، قال، أمس، النائب في «كتلة الوفاء للمقاومة» إيهاب حمادة، في لقاء سياسي في البقاع الشمالي، إن «موافقة (حزب الله) على تسمية رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، جاءت بناءً على مجموعة من المواصفات الأكاديمية والأخلاقية والتجربة السياسية من خلال تسلمه وزارة التربية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي». وأوضح أن الرئيس دياب «لا ينتمي إلى (حزب الله)، ويحمل عنوان الاختصاصي والمستقل وغير المستفز، وبالتالي فإن حكومته ليست حكومة مواجهة مع أحد، خصوصاً أفرقاء الداخل». وأضاف: «مددنا أيدينا من خلال الموافقة على هذا الطرح ليتم تشكيل حكومة جامعة همّها ووظيفتها الأولى إنقاذ لبنان على مختلف المستويات في هذه المرحلة».

الراعي للسياسيين: ننتظر حكومة اختصاصيين ولا تخيبوا آمال الثورة

بيروت: «الشرق الأوسط»... أمل البطريرك الماروني بشارة الراعي أن ينجح المسؤولون اللبنانيون في تأليف حكومة جديدة من أصحاب الاختصاص والكفاءة يضعون البلاد على طريق الخلاص الاقتصادي. وفي رسالة له بمناسبة عيد الميلاد المجيد، قال الراعي «شعب لبنان ينتظر من المسؤولين السياسيين هدية العيدين: حكومة جديدة تضم أشخاصاً أصحاب اختصاص ونزاهة وكفاءة يضعون البلاد على طريق الخلاص الاقتصادي والمالي والإنمائي والاجتماعي». وأضاف: «لقد عبر الشعب، بشبابه وكباره، برجاله ونسائه عما يعاني من أوجاع، وما يتطلب من إصلاحات، وذلك في ثورة إيجابية لم تهدأ منذ سبعين يوماً. ونرجو أن تظل كذلك ولا تصبح ثورة سلبية هدامة. الثورة الإيجابية تتعاون مع الجيش والقوى الأمنية وتحترمها، وتخفف من الأعباء والنتائج السلبية عن كاهل المواطنين في حق التنقل والعمل». ورأى أن «هذه الانتفاضة شكّلت علامة رجاء مضيئة في الظلمة التي تكتنف وطننا، دولة وشعباً ومؤسسات، الثورة الحرة وغير المرتهنة لأحد، فلا تهملوها أيها المسؤولون السياسيون، ولا تخيبوا آمالها. فإنها لا تسعى إلى مصالح شخصية أو فئوية، بل إلى الصالح العام، والعودة إلى الجذور والأسس التي بني عليها لبنان وميّزته عن كل دول المنطقة في تعدديته الثقافية والدينية ضمن إطار الوحدة الوطنية والانتماء بالمواطنة». وقال إن «شعب لبنان يصمد بوجه الضائقة الاقتصادية والمعيشية، مثلما صمد في حقبات وظروف صعبة وخطرة. لكنه لن يرضى بقبول سوء الحكم الذي ساد منذ التسعينات؛ إذ انتشر الفساد والهدر وتفاقم العجز، وارتفع الدين العام، وازداد الفقر، وتوسعت رقعة البطالة، وبان عدم الصدق في عيش عقدنا الاجتماعي، وأهملت حماية الكيان وصون السيادة».

وزير المال: ما يحصل في المصارف غير مقبول

بيروت: «الشرق الأوسط»... قال وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل إنه «من غير المقبول ما يحصل في بعض المصارف حيث تحبس معاشات الموظفين التي تحولها وزارة المالية شهرياً وهي حق مقدس»، وحذّر في أول تعليق له على الإجراءات التي تفرضها المصارف بوضع سقف للسحوبات «من غير المسموح المس بها وعدم دفعها كاملة وفي وقتها وسنقوم بكل الإجراءات القانونية لحمايتها». وأتى موقف خليل في الوقت الذي يسجل يوميا إشكالات في بعض المصارف احتجاجا على رفضها دفع المال لأصحابها وعلى الإجراءات التي تضعها عبر وضع سقوف للسحب من أموال المودعين، ما يحول دون قدرة اللبنانيين ليس فقط الحصول على مدخراتهم إنما أيضا على رواتبهم. وأعلن أمس عن وقوع إشكال داخل أحد المصارف في ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس، على خلفية عدم قدرة الزبائن على سحب أموالهم، الأمر الذي دفع عددا من أصحاب العلاقة إلى التجمع أمام المصرف والتنديد بسياسة المصارف الجديدة. وعلى الفور حضرت عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي إلى المكان وعملت على حفظ الأمن. وانتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر اعتداء عدد من موظفي المصرف على الزبون وتدخل عنصر في القوى الأمنية لمحاولة تهدئة الوضع. في موازاة ذلك، كان مصرف لبنان المركزي أمس محطة لاعتصام عدد من اللبنانيين في بيروت، رفضا للإجراءات والسياسة المالية التي يعتمدها كما الدعوة إلى وقف دفع الضرائب والرسوم. وبدعوة من «تجمع طلاب لبنان» اعتصم عشرات الطلاب أمام مصرف لبنان في الحمرا، أمس، منددين بالسياسة المالية الاقتصادية المتبعة، ووقع إشكال بينهم وبين القوى الأمنية عند محاولتهم إقفال الطريق. وأكد المعتصمون «رفضهم لدفع الضرائب»، مطالبين بـ«ضريبة على الأرباح والتأمين، ووزعوا على السيارات ملصقات حملت شعار (مش دافعين) ودعوا اللبنانيين إلى الامتناع عن دفع الضرائب والرسوم والتوقف عن تسديد القروض المصرفية المستحقة إلى حين استرجاع الحقوق، بحسب ما ذكرت (الوكالة الوطنية للإعلام)».

الجيش اللبناني: لن ننسحب ونترك المتظاهرين بالشوارع

المصدر: دبي - العربية.نت.... ذكر الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء أن قواته تستخدم القوة القانونية المشروعة وتحمي المتظاهرين في الساحات، موضحاً أنه لا تمييز بالتوقيف ولا باستخدام القوة. وقال قائد بالجيش اللبناني لـ"الحدث": "طلبنا تقارير حول الذين تعرضوا للعنف داخل السجون". وأضاف "لم ولن ننسحب ولن نترك المتظاهرين كما لن نترك المندسين للتخريب". وأوضح أن أوامر الجيش اللبناني "هي حماية المتظاهرين السلميين مع الحفاظ على حرية الآخرين"، لافتا إلى أن هدر دماء المتظاهرين واستخدام الأسلحة خطوط حمر بالنسبة لقوات الجيش. إلى ذلك، انقسمت مجموعات الحراك الشعبي بالنسبة إلى تكليف حسّان دياب بين من تحدّث عن عدم شفافيته وبين من دعا إلى التريّث لتبيان المسار الذي ستسلكه مشاورات تشكيل الحكومة، يبدو أن الغلبة ستميل نحو عدم لقاء الرئيس المكلّف باعتبار أن مطالبهم معروفة ولا تحتاج إلى مشاورات. يذكر أن معظم الكتل النيابية كانت أجمعت في وقت سابق على تشكيل حكومة اختصاصيين إنقاذية ومن المستقلّين، وهو ما أكد عليه أيضاً الرئيس المكلّف حسان دياب في الاستشارات النيابية المُلزمة وغير المُلزمة.

التكافل الاجتماعي يعتمد وسائل فعالة ومباشرة لمساعدة المحتاجين لمواجهة تردي الأحوال المعيشية وعجز الدولة وإهمالها

الشرق الاوسط...بيروت: سناء الجاك.... تزامنت انتفاضة اللبنانيين احتجاجاً على التدهور الاقتصادي المتفاقم والمتصاعد، مع مبادرات تهدف إلى مساعدة المحتاجين بعيداً عن الاستعراضات الإعلامية المعهودة لجمعيات أنشأها بغالبيتها زوجات السياسيين خدمة لمصالحهم الخاصة وزيادة شعبيتهم، وتستفيد من موارد الدولة لتمويل نفسها أو لسرقة المال العام. وتحفل وسائل التواصل الاجتماعي هذه الفترة بمجموعات تعتمد العمل المباشر والفعال، منها مجموعة تضم الأطباء والصيادلة، هدفها توفير المعاينة والعلاج والدواء لمن يحتاج إليها ويعجز عن دفع تكاليفها. مجموعة أخرى حرصت على إرساء مبدأ المقايضة بين اللبنانيين، بحيث يتم تبادل السلع من دون المرور بالإجراءات المالية، فالمزارع يبادل منتجاته مع من لديه سلع يحتاج إليها. كذلك بدأ التركيز لتشجيع المستهلكين على شراء المنتجات اللبنانية حصراً، والاستغناء عن السلع المستوردة. وخصصت مواقع إلكترونية صفحاتها لتعريف اللبنانيين بمؤسسات صغيرة تؤمّن سلعاً غذائية وملابس ومواد تنظيف بأسعار أقل كلفة مما يجدونه في الأسواق. بالإضافة إلى أرقام هواتف وعناوين أفراد، إما يصنعون هدايا لمناسبة الأعياد أو يعدون الأطباق والحلوى لهذه المناسبة، ودائماً بأسعار متدنية قياساً لما يباع في المتاجر الكبرى المتخصصة في هذا المجال. ونجحت هذه المبادرات في توفير حركة بيع وشراء بين المتابعين الذين استطاعوا بيع منتجاتهم المصنوعة منزلياً، من خلال المنشورات على الصفحات الإلكترونية؛ ما أجبر بعض الشركات المشهورة في هذا القطاع على تقديم حسومات تصل إلى 50 في المائة أحياناً. والتكافل الاجتماعي بين اللبنانيين لم يبدأ مع الحراك الشعبي، لكن دوره برز أكثر لتزامنه مع الأزمة المالية والبطالة التي أطاحت حتى اليوم بعشرات آلاف العمال والموظفين، ووصلت حاجة بعض العائلات إلى حليب لأطفالها، في حين عجزت عائلات أخرى عن الاهتمام بأفرادها العاجزين أو ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يجدون مؤسسات رسمية تشملهم برعايتها أسوة بما يحصل في الدول التي تحترم نفسها ومواطنيها.

«بيتنا» هي إحدى الجمعيات التي تجهد للتعويض عن تقصير الدولة. بمبادرة من لوريس ليشع، التي أسست الجمعية مع زوجها ومجموعة من الناشطين والأطباء. وتقول لوريس لـ«الشرق الأوسط»، إنها وزوجها قررا ترك منزلهما الأصلي بعد الحصول على أرض هبةً من مطرانية بيروت، أنشآ عليها بناءين من التبرعات والمساعدات، أحدهما للإقامة، والآخر حولاه إلى مشغل، واحتضنا أشخاصاً لديهم إعاقات عقلية فقدوا أهلهم، ولا معيل لديهم ويعيشون أوضاعاً حياتية صعبة. لوريس تطلق على من تهتم بهم صفة «الأطفال» مع أن أعمارهم تتراوح بين 38 و62 عاماً. وتضيف أنهم «عندما جاءوا إلى (بيتنا) لم يكونوا يجيدون حتى تناول الطعام بفردهم أو الاستحمام، أما اليوم، وبعد خمس سنوات، أصبحوا قادرين على تدبير أمورهم؛ وذلك بمساعدة المجموعة، بالإضافة إلى نخبة من أطباء الصحة والنفس والأعصاب يعتنون بهم ويعاينوهم على الدوام ويتبرعون بوقتهم للجمعية». وتشير إلى أن الجمعية تحولت إلى عائلة متكافلة تهتم ببعضها بعضاً، وليست مؤسسة يؤدي من فيها عمله وينصرف؛ فالعاملون يقيمون مع هؤلاء النزلاء. ويدربونهم ليصبحوا قادرين على القيام ببعض الأعمال، سواء في المطبخ، حيث مجموعة من السيدات يعددن الطعام والحلوى للبيع، أو كعمال حرفيين، يحيكون البسط وبعض الصناعات الأخرى الخفيفة. كذلك يهتم «بيتنا» بتدريب «أطفاله على الزراعة، ويفرح هؤلاء عندما يأكلون ما زرعوه من خضراوات، ويشعرون بأنهم منتجون. أقيم معهم منذ خمس سنوات وأشعر بسعادة أكثر مما كنت سابقاً في بيتي مع أولادي طوال 42 عاماً». وتشدد على أن «التكافل الاجتماعي لا يعوض عن غياب الدولة، التي يفترض أن تقوم بواجباتها. فالحاجة إلى الاهتمام بمثل هؤلاء الأشخاص في المجتمع اللبناني تفوق قدرة أي جمعية على تلبيتها».

«ضروري مدفأة لعائلة في منطقة جبيل». جملة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى السعي لتأمين مساعدات عينية ومالية لعائلات محتاجة، وصولاً إلى توزيع المواد الغذائية المختلفة. هذا عدا الدعوات لوجبات طعام مجانية جاهزة للعائلات المحتاجة خوفاً من الجوع. وتقول النائبة بولا يعقوبيان التي أطلقت حملة «دفى» قبل سنوات، لـ«الشرق الأوسط»، إن «لبنان قائم على المبادرات، وعلى مساعدة اللبنانيين بعضهم بعضاً، منذ الحرب الأهلية». وتضيف: «حملة (دفى) انتقلت كلياً إلى الغذاء؛ لأن الخوف هذا العام، هو على الأمن الغذائي للبنانيين، مع الأزمات المالية الحادة التي يعيشونها، ومع البطالة وعدم توفر فرص العمل. لذا؛ أصبح هدفي تأمين الغذاء. وقد وزعنا عشرات الآلاف من الحصص. ولم يعد يقتصر عملنا على المواسم، فالحملة مستمرة ومفتوحة لأن الحاجة تتزايد. وقد نظمنا أمورنا لتأمين وصول الحصص الغذائية من متبرعين خارج لبنان، مع الإشارة إلى أننا، ومنذ قيام الحملة، نرفض قبول مساعدات مالية». والفقر كذلك دفع غالبية محطات التلفزة إلى فتح شاشاتها لتسليط الضوء على حالات مأساوية، إنْ لجهة العوز أو لجهة المرض، وتأمين المساعدات من المتبرعين، الذين على ما يبدو، يتجاوبون، ويساهمون كل حسب قدرته. وعلى الرغم من غياب الإحصاءات عن نسبة الفقر في لبنان، تشير يعقوبيان إلى أن «مؤشرات المعاناة الاجتماعية تدل على أن نسبة الفقر تقارب 50 في المائة. فالأزمة متفاقمة ولا أرقام لترشيد العمل الاجتماعي. ولا رؤية للخروج من هذه الأزمة بوجود الأحزاب السياسية ذاتها في السلطة. لذا المطلوب أن يبقى اللبنانيون في الشارع ليضغطوا على الطبقة السياسية حتى يرغموها على التغيير. فقد أوضحت التجربة أن التغيير لا يحصل إلا بالإكراه. وبالانتظار، يبتكر اللبنانيون وسائل التعاضد ليتساعدوا فيما بينهم». جمعية «أشغالنا» بدورها، تعتمد طريقة أخرى للتكافل الاجتماعي، عنوانها «تمكين المرأة» بعد تأهيلها مهنياً لتصبح مستقلة مادياً وقادرة على الاهتمام بأولادها، كما تقول إحدى العضوات، فدا عطار، لـ«الشرق الأوسط». وتضيف أن «الجمعية تهتم منذ ثلاثين عاماً بالسيدات اللواتي فقدن المعيل، بعد درس أوضاعهن الاجتماعية. بعد ذلك، تبدأ تأهيلهن مهنياً في الأشغال اليدوية والخياطة والطهو، بحيث يستطعن العمل في منازلهن والعناية بأولادهن. ومن ثم يحصلن على رواتب شهرية وتأمين صحي ومساعدات مدرسية وتوفير الأدوية مجاناً عند اللزوم». و«أشغالنا» تمول نفسها من إنتاجها، ولا يقتصر بيع هذا الإنتاج على لبنان، بل يصل إلى عائلات في السعودية والإمارات والكويت، وغيرها من دول الخليج. كذلك تقيم مآدب غداء يعود ريعها إلى تمويل الجمعية، بالإضافة إلى الهبات والزكاة. وتؤكد عطار على «مهارة سيدات الجمعية في التوفير وتدوير الزوايا وتخطي الأزمات، وتحديداً مع الضغوط الحالية التي يعيشها اللبنانيون، فالطلبات على منتجاتنا تتدنى، والموارد كذلك، وإجراءات المصارف تزيد من هذه الضغوط؛ لأنها تعطينا أموالنا بالقطّارة على رغم التزامنا بتأمين الرواتب الشهرية للأرامل العاملات لدينا». وتشير إلى أن «التكافل الاجتماعي لا يلغي الحاجة إلى الدولة. فما نقدمه لا يكفي للحد الأدنى من مستلزمات الحياة لجهة إيجار المنازل والفواتير الشهرية للعائلات في لبنان».

«الجمارك» تتراجع عن استيفاء رسم الدخول لغير اللبنانيين

الأخبار .... علمت «الأخبار» أنّ المديرية العامة للجمارك قرّرت تعليق تنفيذ قرار وزارة المال «بالمباشرة فوراً بعملية استيفاء الرسم بموجب طابع مالي بقيمة 10 آلاف ليرة عن كلّ مسافر غير لبناني يدخل إلى لبنان عن طريق البر». أتى التعليق بعد البلبلة والزحمة الخانقة التي تسبّب بها في منطقة المصنع الحدودية. لا سيّما أنّ قرار استيفاء الرسم صدر من دون أن يقترن بالمراسيم التطبيقية المرافقة له، أو بوجود آلية واضحة تُحدّد كيفية تطبيق القرار. كما أنّه لم يصدر الطابع المالي الذي يُفترض أن يتمّ استيفاء الرسم بموجبه، ما يعني أنّ قبض الأموال من المسافرين تمّ بطريقة مخالفة للنصّ. ما حصل أنّ عنصر الجمارك اللبنانية، أخذ يُدوّن بخط اليد، وعلى إيصال عادي يُعتمد لتسجيل البضاعة والرسوم عليها، أسماء المسافرين عبر الحدود البرية. طابور المسافرين الطويل، وبطء العملية الإدارية، والنقص في أعداد موظفي الجمارك، وانتشار الخبر، نتج عنه تعليق التنفيذ إلى ما بعد انتهاء فرصة الأعياد.

«المهمة» التي «تبرّعت» مديرية الجمارك للقيام بها اليوم لم تكن أصلاً منوطة بها. فقد سبق لوزارة المال أن تواصلت مع المديرية العامة للأمن العام من أجل استيفاء الرسم. ولكنّ الأخيرة اعتذرت عن القيام بالمهمة لعدم وجود إمكانية لوجستية بذلك. علماً أنّ عدد عناصرها على الحدود البرية يفوق عدد موظفي الجمارك. يوم أمس، في 23 كانون الأول، أصدر المدير العام لـ«الجمارك» بدري ضاهر إحالة إلى الأقاليم الثلاثة التابعة لها على الحدود، تقضي بتنفيذ قرار وزارة المالية استيفاء رسم دخول 10 آلاف ليرة من المسافرين غير اللبنانيين، بناء على المادة 62 من القانون 144/ 2019، الموازنة العامة والموازنات الملحقة للعام 2019. وقد برّر إحالته بأنّه «من الضروري المباشرة باستيفاء هذا الرسم تطبيقاً للقانون وحفاظاً على المال العام»، فكان الأمر بتطبيقه «فوراً»، على أن يتم «لاحقاً تحديد فئات الأشخاص المعفيين بموجب نصوص تطبيقية تصدر عن الجهات المختصة». من دون أن يُحدّد تعميم الضاهر كيف سيتم التعويض على الأشخاص الذين استوفى منهم الرسم، وهم ينتمون إلى الفئات المعفية منه. تنفيذ القرار والمسارعة إلى التراجع عنه، يطرح علامات استفهام عدّة حول الغاية من المسارعة إلى تنفيذه قبل أن تُحدّد أطره. ومن المستغرب أن يبدأ العمل به في فترة الأعياد التي تنشط خلالها الحركة على الحدود، دخولاً وخروجاً، وحاجة الناس إلى التنقّل للتبضع. يستهدف القرار بالدرجة الأولى المواطنين السوريين، وبحسب المعلومات فإنّ تنفيذه «قد يُثير امتعاضاً داخل سوريا، التي لا تُعامل اللبنانيين بطريقة مماثلة».



السابق

أخبار وتقارير...خارجية أميركا: سلوك إيران الشائن من أهم تحديات 2020....البحرية البريطانية تضبط مخدرات بقيمة 4.3 مليون دولار في خليج عمان....المواجهة مستمرة بين الحكومة الفرنسية والنقابات بشأن إصلاح نظام التقاعد...ارتفاع حدة الاتهامات المتبادلة بين ترمب وبيلوسي...أعين واشنطن على كوريا الشمالية قبل انتهاء «مهلة التفاوض»....مدريد ولندن تستعدان لمفاوضات معقّدة حول جبل طارق...«طالبان» تتبنى هجوماً قُتل فيه جندي أميركي بأفغانستان...

التالي

أخبار العراق...مطالب برحيل قاسم سليماني من "المنطقة الخضراء"....«مجلس الأطلسي» الأميركي: أفضل للعراق إن عاش السيستاني مدة أطول من خامنئي....البرلمان العراقي يقرّ قانون الانتخابات الجديد.....الصدر: قانون الانتخابات الجديد سيقصي جميع الأحزاب الفاسدة..بعد البناء.. سائرون لرئيس العراق: كتلتنا أكبر...انفجارات تهز الموصل.. قتيلان و5 جرحى من الجيش العراقي...محتجون يحرقون مقار حزبية موالية لإيران في القادسية...نجاة ممثل كوميدي من محاولة اغتيال وسط بغداد..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,172,821

عدد الزوار: 6,758,806

المتواجدون الآن: 131