اخبار لبنان....اللواء...طلائع مطبّات التأليف.. هل تأخذ اللبنانيِّين إلى نظام الحصص الغذائية؟...الحريري يدفع إلى حكومة لون واحد؟..انقسام طائفي في المجلس العسكري حول ترقية ضباط الجيش!....نداء الوطن...بالوثائق.....الرئيس المكلّف بطل فضيحة ترخيص "جامعة مراد" هكذا غطّى دياب... أكل "مال الوقف"...الأزمة تفرض «تقشفاً» على اللبنانيين في الأعياد..التسوق للميسورين والسفر للمغتربين... دياب يتجه لتشكيل حكومة اختصاصيين... «حزب الله» وحلفاؤه قد يتراجعون عن صيغة «التكنوسياسية»....لبنان في ظِلال «الانقلاب الناعم»... نحو حكومةٍ «مُقْنِعَة» أو «مُقَنَّعَة»؟.. إيران تُبارِك تكليف دياب وتهاجم السعودية....جنبلاط يحذّر من المجاعة ويستعدّ... لمواجهتها...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 24 كانون الأول 2019 - 4:58 ص    عدد الزيارات 2724    القسم محلية

        


اللواء...طلائع مطبّات التأليف.. هل تأخذ اللبنانيِّين إلى نظام الحصص الغذائية؟... إتفاق رئاسي على التسريع الحكومي.. وخلاف على مَنْ يرشِّح ممثِّلي الأحزاب....

من المؤكد ان عطلة عيد الميلاد المجيد، ستشهد محطات أبرزها زيارة الرئيس المكلف حسان دياب إلى بعبدا، للقاء الرئيس ميشال عون، لمناسبة العيد، وللبحث في ما توافر لديه من معطيات، تتعلق بتأليف الحكومة، التي يفترض ان تكون من الاخصائيين، البعيدين عن الأحزاب السياسية، والكتل، وفقاً لرؤية الرئيس المكلف.. ويأتي اللقاء الأوّل بين الرئيسين في ضوء مؤشرات، تدل على بداية تباينات بين الطاقم المعني بتأليف الحكومة الجديدة، منها:

1- ما قاله الرئيس المكلف، بعد انتهاء المشاورات غير الملزمة مع النواب السبت الماضي من ان «رئيس الحكومة هو من يؤلف الحكومة». المعلومات تُشير إلى ان هذا الموقف لم يكن ذا صدى طيباً لدى التيار الوطني الحر، وفريق بعبدا، إذ تردّد ان الفريق عبر عن رفضه لموقف الرئيس المكلف..

2- توفرت معلومات من أكثر من مصدر ان تحالف 8 آذار - التيار الوطني الحر، يتجهون للضغط على الرئيس المكلف لقبول تسمية اخصائيين، يقترحونهم هم.. هذا الأمر، سيؤدي، في حال حصوله إلى أحد امرين:

- اما تباطؤ حركة الرئيس دياب، واتجاهه إلى الابتعاد.

- وإما تحرُّك الشارع من جديد، باتجاه عصيان مدني، إذا ذهب الوضع باتجاه المراوحة، واتت السلطة بمستقلين مقنعين فسيتم اللجوء إلى عصيان مدني على حدّ ما رأت النائبة بولا يعقوبيان في برنامج تلفزيوني ليل أمس.

3 - تدافع الناجحين في المباريات التي اجريت أو قيد الإجراء للناجحين في دورة خفراء الجمارك (العدد 853)، والناجحين في مجلس الخدمة، ووفد يمثل 38 ألف شاب وفتاة من المرشحين لدورة تطويع رتباء وعناصر الأمن الداخلي الذين لم تصدر نتائجهم إلى منزل الرئيس دياب تطالبه بانصافهم، وهو أكّد على أحقية مطالبهم، والمعروف ان هذه مسألة خلافية تتعلق بما يسميه الوزير جبران باسيل «بالميثاقية» التي يستند إليها رئيس الجمهورية لعدم توقيع مراسيم التعيين، فضلا عن الأزمة المالية التي تستوجب عدم التوظيف.

وسط ذلك، اشارت سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت إلى ان السيّد فهد الركف، الذي قدم نفسه كمختص في الملف اللبناني، هو في الحقيقة شخص لا يحمل أي صفة رسمية وآراؤه تمثله شخصياً. على ان الأخطر، إذا ما تبيّن ان التذاكي في لعبة تكليف الحكومة قد يأخذ وقتاً ليس بقصير، الاتجاه إلى ما يُمكن وصفه بـ«نظام الحصص الغذائية»، في ضوء ما كشفه النائب السابق وليد جنبلاط من ان الجبل مهدد بالمجاعة، داعياً بدء تزويد سكان الجبل بالحصص الغذائية، بدءاً من كانون الثاني المقبل، فيما وصف النائب السابق مصطفى علوش الوضع في بعض مناطق الشمال «يبنئ بمجاعة».

التأليف على نار هادئة

وفيما بقيت مشاورات تأليف الحكومة الجديدة على نار هادئة، ذكرت مصادر متابعة للوضع الحكومي ان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب، لا زال في بدايات اتصالاته مع الجهات المعنية بتشكيل الحكومة من مختلف القوى بعيداً عن الاعلام لكن بزخم وجدية من دون اتضاح طبيعة النتائج الاولية حتى الان، لا سيماحول اتصالاته مع ممثلي الحراك الشعبي، الذي تحول معظم اطيافه من مطالب التغيير والاصلاح ومكافحة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة ومعالجة الازمات المالية والاقتصادية، الى مطالب مذهبية وطائفية وشخصانية من هنا وهناك، ويتم قطع الطرقات على اساسها، مااثار ردود فعل سلبية وصلت الى تلميح البعض في البقاع بفتح الطرقات «بقوة سواعد رجال المنطقة». وقالت المصادر: ان الرئيس دياب قد يزور الرئيس عون على الارجح اليوم، لوضعه في نتائج المشاورات التي اجراها يوم السبت مع الكتل النيابية، ويجري معه تقييماً لمقترحات الكتل، كمايتم التطرق الى الاتصالات التي يجريها دياب لا سيما مع ممثلي الحراك الشعبي. واشارت المصادر الى ان اتصالات دياب تشمل ايضا مجموعات سياسية من خارج الاحزاب والكتل السياسية التقليدية وستشمل هذه الاحزاب والكتل ايضا حتى تلك التي لم تُسمّهِ رئيساً مكلفاً، وانه منفتح على الجميع وسيأخذ بوجهات النظر كافة لبلورة تصور لهيكلية الحكومة العتيدة. وهو يتبنى مطالب الحراك الشعبي حول مكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة. عداعن التزامه تشكيل حكومة اختصاصيين، رجحت المصادران تكون من 20 او24 وزيراً، علماً ان فرضية حكومة من 18 مستبعدة حتى الآن. وفهم ان لقاء بعبدا اليوم سيكون مناسبة لوضع هيكلية للحكومة، أي الأسس التي ستشكل منها ونوعية الأشخاص الذين يشاركون فيها. ولفتت المصادر المطلعة لـ«اللواء» ان الرئيس عون راغب في تأليف سريع للحكومة، مثل الرئيس المكلف، مشيرة إلى أن الصيغة الأكثر تداولاً هي حكومة من 20 أو 24 وزيراً، وان سمة التكنوقراط هي الطابع المميز للحكومة، لكن لم يعرف ما إذا كانت ستكون مطعمة بسياسيين، أو فقط من الاختصاصيين، بحسب ما يرغب الرئيس دياب، على ان المشكلة الكبرى التي تواجه مهمة الرئيس المكلف هي مسألة تمثيل الحراك في الحكومة وعدم توحيد القيادة فيه. ولم تستبعد المصادر احتمال ان تستغرق مشاورات التأليف بعض الوقت، ولكن ليس بالكثير، وإنما في حدود السقف الذي حدده الرئيس المكلف بين 4 أو 6 أسابيع.

أسماء متداولة

وكانت بعض المواقع الإخبارية، تداولت أسماء خبراء اختصاصيين مرشحين لدخول الحكومة، وركزت هذه المواقع على شخصية الخبير المالي غازي وزني، لخلافة الوزير علي حسن خليل، وهو المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي، في وزارة المال، كما تمّ التداول بأسماء مثل الدكتور كمال حمدان والوزير السابق شربل نحاس، باعتباره مقرباً من الحراك، ان لم يكن في صلبه. وتردد أيضاً اسم الدكتور مازن سويد الرئيس الحالي لمؤسسة «ايدال». إلا ان مصادر مقربة من الرئيس المكلف، نفت صحة هذه الأسماء، مشيرة إلى ان مراحل تأليف الحكومة لم تصل بعد إلى مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب، ولا تزال في سياق وضع هيكلية الحكومة، والتفاهم بشأنها مع المراجع العليا. وأبلغ الخبير وزني «اللواء» انه لم يتبلغ أي شيء رسمي لا من الرئيس المكلف ولا من الرئيس برّي، وقال انه «عندما يتبلغ ذلك يصبح الأمر رسمياً».

تباين

وبالنسبة إلى هيكلية الحكومة، برز أمس، وللمرة الأولى تباين في وجهات النظر بين الثنائي الشيعي من جهة، والرئيس المكلف من جهة ثانية، أعطى انطباعاً بأن مرحلة التأليف لم تصل بعد إلى وضع تصوّر واضح للحكومة العتيدة. فقد غرّد الرئيس دياب عبر حسابه الخاص على موقع «تويتر»، كاتبا «الحكومة الجديدة ستكون وجه لبنان ولن تكون حكومة فئة سياسية من هنا وهناك.. وستكون حكومة اختصاصيين بامتياز»، مضيفا «عشت مستقلا وسأبقى مستقلا، أما التصنيفات فلا تعني لي شيئا، القضية الرئيسية تتمثل في تحقيق نهضة لبنان والوصول إلى النتيجة التي يتمناها اللبنانيون». وفي المقابل، اعتبر وزير «حزب الله» في حكومة تصريف الأعمال محمّد فنيش، ان «الحكومة المقبلة بحاجة إلى غطاء سياسي، مشيراً إلى ان الحزب يدعو إلى مشاركة واسعة من قبل الجميع، وهذا منتهى الشعور بالمسؤولية الوطنية والشعور بمشاكل الناس»، علماً ان الرئيس برّي كان أبلغ الرئيس المكلف في بداية الاستشارات غير الملزمة في مجلس النواب، بأنه يريد ان يكون تشكيل الحكومة مناسبة للم الشمل، وبالتالي الإصرار على تمثيل جميع الشرائح البرلمانية بدءاً من الحراك و«المستقبل» وانتهاءً «بالقوات» مروراً بالاشتراكي. يُشار إلى ان الرئيس دياب التقى قبل ظهر أمس في دارته في تلة الخياط وفوداً من الناجحين في مباريات خفراء الجمارك ومجلس الخدمة المدنية، ودورة تطويع رتباء وعناصر قوى الأمن الداخلي، والذين صدرت نتائجها من دون صدور مراسيم تعيينهم لاعتبارات التوازن الطائفي، مشدداً على أحقية مطالبهم، مؤكداً ان إقرار هذا الأمر سيكون من الأولويات على جدول أعمال الحكومة العتيدة.

نفي سعودي

وعلى صعيد آخر، كان البارز ما نقلته محطة L.B.C.I أمس من معلومات وردت إلى القصر الجمهوري عن رسالة سعودية مفادها ان المملكة منفتحة على الواقع الجديد في لبنان، وتتعامل معه بإيجابية، وليس هناك أية املاءات سعودية. ويبدو ان هذه المعلومات استندت إلى بيان النفي الذي أصدرته سفارة المملكة في بيروت، رداً على ما ذكره السعودي فهد الركف من ان المملكة لن تتعاطى مع الرئيس دياب قبل لقائه دار الفتوى. وجاء في بيان السفارة، ان السيّد الركف الذي قدم نفسه كمختص في الملف اللبناني ووصفته وسائل اعلامية بأنه مسؤول حكومي هو في الحقيقة شخص لا يحمل أي صفة رسمية وآراؤه تمثله شخصياً ولا تعكس موقف المملكة.

جنبلاط والجوع

وإلى ذلك، برز أيضاً «التسجيل الصوتي الذي انتشر على مواقع الاتصال، لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، نبّه فيه الي ان الجبل ولبنان على مشارف مجاعة شبيهة بالمجاعة التي ضربت لبنان أثناء الحرب العالمية الأولى»، لافتاً إلى ان «الاقتصاد على باب الانهيار ان لم يكن قد انهار، وأن لبنان لا يمكن ان يستمر كبلد خدمات وسياحة وفنادق ومطاعم ومصارف بدون انتاج». وقال جنبلاط في التسجيل خلال اتصال مع ابناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة: «اتّخذنا موقفاً من عدم المشاركة لا في هذه الحكومة ولا في غيرها»، مؤكّداً تسمية السفير نواف سلام لأنّه من خارج هذه الطبقة. واستغرب كيف أنّ الرئيس سعد الحريري لم يسمّ السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، كما استغرب موقف حزب «القوات اللبنانية» من عدم تأييد سلام، «إلا إذا كانا يريدان بقاء النظام الطائفي كما هو». وكشف ان «الحزب التقدمي الإشتراكي سيقوم بخطوات أولية من خلال «دعم الأسر المحتاجة لمازوت على مدى 4 أشهر، وتوزيع حصص غذائية ابتداء من 1ك1، ودعا إلى تشجيع زراعة القمح و الحبوب للحصول على اكتفاء ذاتي، تأمين مخزون أدوية، محاولة دعم المستشفيات». وفي سؤال من قبل أحد مناصريه عن مدى سكوت الحزب الإشتراكي عن تمادي «حزب الله باحتكار القرار الداخلي في لبنان»، أكد جنبلاط أن حزب الله هو معادلة اقليمية أكبر منا، وأن الدول الخارجية باستثناء فرنسا تعتبر لبنان مسرحا لها لتصفية الحسابات». واشارالى ان «الأميركي يريد اضعاف حزب الله، وأنني لست مع اضعاف الحزب من خلال اضعاف الإقتصاد اللبناني، وحزب الله قادر أن يصمد في وجه الضغوطات الأميركية لفترات طويلة». وردا على سؤال عن استعادة الأموال المنهوبة، أشار جنبلاط إلى أن الأموال الموجودة في سويسرا لا يمكن أن تعود، وهي تحتاج إلى قضاء مستقل. وفي هذا السياق، توقفت مصادر متابعة عند ما كشفه الخبير الاقتصادي مروان اسكندر من انه التقى مسؤولة سويسرية على الغداء، ونقلت له تفاصيل تحويلات مالية بالدولار الأميركي إلى الخارج لـ6 شخصيات سياسية قاربت الـ6.5 مليار دولار، قال انه يعرف أصحابها جيداً، مشيراً إلى ان مجمل تحويلات السياسيين أصبحت عُرضة لدراسة البرلمان السويسري وتقديره. وقالت هذه المصادر انه إذا كان كلام الخبير اسكندر الموثوق في شكل عام دقيقاً، فواجب القضاء ان يتحرك في أقصى سرعة لوضع البلد على الملف، وهذا باب واسع امام الحراك لتحريكه في اتجاه تحقيق مطلب يرفعونه منذ مُـدّة، وهو استعادة الأموال المنهوبة.

فرصة الميلاد واستمرار الاحتجاجات

في هذه الاثناء، كان وسط بيروت، يرتدي حلة عيد الميلاد، من خلال العشاء الميلادي الذي نظمه الحراك الشعبي في ساحة الشهداء، وشارك فيه أكثر من ألف شخص، فيما استمرت أعمال قطع الطرقات في العاصمة والمناطق من قبل مناصري تيّار «المستقبل» للتعبير عن رفضهم تكليف دياب برئاسة الحكومة.. وسجل في هذا الإطار، العودة إلى قطع الطريق امام جامع عبدالناصر في كورنيش المزرعة، بالاطارات المشتعلة، وكذلك قطع طريق فردان قرب دار الطائفة الدرزية، وحضور للقوى الأمنية من دون ان تتدخل لفتح هذه الطرق المقطوعة، لكن معلومات أفادت ان الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري تواصل مع المحازبين والمناصرين للتيار للتأكيد على توجهات الرئيس الحريري في التعاون مع السلطات المختصة لحماية التحركات السلمية وتجنب الانجرار وراء أية دعوة مخالفة للقوانين. وافيد انه في ضوء المشاورات التي أجراها أحمد الحريري اتفق على دعوة المكتب السياسي والمكتب التنفيذي للتيار إلى اجتماع يعقد بعد عيد الميلاد ويخصص لمواكبة المستجدات السياسية والشعبية.

الحريري يدفع إلى حكومة لون واحد؟

الأخبار .... بدأ حسان دياب يسلك طريقه نحو السرايا. فحتى اللحظة، يبدو أن واشنطن تتعامل معه كأمر واقع، ولم ترمِ بعد عراقيلها أمامه. كذلك فعلت السعودية أمس. في الحالتين الخاسر هو سعد الحريري. حتى الشارع غضبه محدود. يبقى التأليف. الأولوية لحكومة جامعة لكن الرفض قد يؤدي، شكلاً، إلى حكومة اللون الواحد. ذلك أمر لم يعد مصدر قلق لدى «8 آذار»، فالبلد لا يحتمل هدر المزيد من الوقت، وحسان دياب ليس شخصية مواجهة كما أن هذه القوى تبدو مستعدة لتسهيل مهمته إلى أقصى حدود أخذ رئيس الحكومة المكلّف، أمس، يوم راحة من مفاوضات التأليف، ليدخل في وظائف ما بعد التأليف ونيل الثقة. وفود من الناجحين في الخدمة المدنية ممن لم تصدر مراسيم تعيينهم أو ممن لم تصدر نتائج مبارياتهم زارته شاكية الظلم الذي تتعرض له، فوعدها بأن تكون قضاياهم «من الأولويات على جدول أعمال الحكومة العتيدة». أما بشأن مفاوضات تأليف تلك الحكومة، فقد فضّل دياب، بعد سبت الاستشارات النيابية وأحد «وجوه من الحراك»، أن يكون الاثنين لجوجلة الأفكار. بعد ذلك، يُتوقع أن لا يتأخر قبل البدء بجولة على المرجعيات السياسية. وفيما سيكون لقاء الرئيس نبيه بري على رأسها، تردد أنه طلب مواعيد من «القوات» و«المستقبل» في محاولة منه لإقناعهما بالدخول إلى الحكومة. وفي هذا السياق، كان كرّر بري أمس أن المطلوب من دياب الاتصال بكل المكوّنات السياسية، التي يجب أن لا يألو جهداً لتشارك في الحكومة، وإذا لم توافق فهذا يعود لها. ونُقل عن بري قوله، رداً على سؤال عن اعتبار الحكومة حينها من لون واحد، بأن لا مشكلة في ذلك، في كل البلدان تؤلّف هكذا حكومات. وقال، بحسب زواره، أين المشكلة في أن يكون الوزراء اختصاصيين وحزبيين في الوقت نفسه، كما يحصل في كل العالم. وكرر دعوة دياب إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، خاصة أن كل التسهيلات أعطيت له. واعتبر أنه يجب أن تُشكّل خلال أسابيع لأن الوضع لا يحتمل أشهراً. وعندما سئل، ربطاً بما يحصل في الشارع، إن كان يعتقد أن الحريري قد يكون ندم، قال بري: «وارد»، مذكراً أنه نصحه عندما زاره في عين التينة بأن اللعب بالنار ليس لعبة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مصادر مقربة من المستقبل كانت قد قيّمت التحركات بأنها تحركات محدودة ولا تشكل حالة اعتراضية فعلية. بالنتيجة يسير دياب بخطى ثابتة على طريق التأليف، إذ تُبدي مصادر مطلعة ثقتها بأن الحكومة لن تتأخر، خاصة في ظل ازدياد القلق لدى الجميع من خطورة الوضع وضرورة الإسراع في بدء المعالجات. لكن هذا التفاؤل يقابله آخرون بالحذر من الاصطدام بعقبة «وزراء مستقلّين أم حزبيين؟». وإلى ذلك الحين، سيكون على الرئيس المكلّف وضع أسس التأليف. هل يسمي هو الوزراء أم القوى السياسية؟ هل يوزع الوزارات السيادية بالشكل المتعارف عليه، أي الداخلية للسنة والخارجية للموارنة والمالية للشيعة والدفاع للأرثوذوكس أم يعيد خلط الأوراق؟ وعندها، هل يُوافق ثنائي حركة أمل وحزب الله على التخلي عن المالية، التي يعتبرها بمثابة «حق دستوري»؟ وفي حال أصر الحريري على موقفه الرافض للمشاركة في الحكومة، هل يسمي دياب مقربين منه أم يذهب إلى اختيار من يريد؟ والأمر نفسه يجوز على وليد جنبلاط، هل يُصرّ على الخروج من الحكومة أم يراجع قراره؟

بري: على الحكومة أن تُشكَّل خلال أسابيع

وكان جنبلاط كرر عتبه على الحريري لعدم تسميته نواف سلام، سائلاً إن كان هو والقوات يريدان بقاء النظام القديم؟ وقال «غلطة الشاطر بألف». في المقابل، استنكر جنبلاط المنحى العنفي الذي أخذته الاعتراضات على تكليف دياب، مشيراً إلى أن هذه خطوة خطيرة ومزعجة. واعتبر أنه إذا كان معظم المسؤولين السنة لا يريدون حسان دياب فليقولوا له بطرق أكثر حضارية. بشكل أكثر وضوحاً ذهب النائب نهاد المشنوق إلى حشر الحريري في زاوية تناقضه. ودعاه إلى «إعلان موقف سياسي صريح لإزالة الالتباس من تكليف دياب، لأن ترك الأمر على هذا الالتباس قد يؤدي إلى خلل ميثاقي وخلل أمني وخلل في الانتفاضة نفسها». وعلى ما أشار جنبلاط، فإن غلطة الشاطر بألف، وسعد الحريري، الذي كان ما بعد الاستقالة يتحكم بمجريات اللعبة السياسية، أخطأ في رهاناته في اللحظة الأخيرة. تخلى عن تكليف كان بمتناول يديه يوم الاثنين الماضي، وراهن على أن لا يسير خصومه بتكليف شخصية أخرى. لكن ما حصل أن تكليف دياب خلط أوراق الحريري داخلياً وخارجياً. فهو شخصية متخصصة وغير مستفزة من جهة، ومن جهة أخرى لم يتأخر في الحصول على «عدم اعتراض» دولي، ولاسيما من قبَل الولايات المتحدة الأميركية والسعودية. فبعد موقف ديفيد هيل المهنّئ والذي «تمنى التوفيق» لدياب في القصر الجمهوري، برز أمس موقف للسفارة السعودية تردّ فيه على إعلامي سعودي ادعى عبر «أل بي سي أي» أن السعودية لديها امتعاض كبير من الطريقة التي وصل بها حسان دياب إلى رئاسة الحكومة، لافتاً إلى أن السعودية لن تتصل به إذا قام بتأليف الحكومة المقبلة، إلا إذا حصل على مباركة دار الفتوى». وأعلنت السفارة أن الإعلامي فهد الركف «هو في الحقيقة شخص لا يحمل أيّ صفة رسمية، وآراؤه تمثّله شخصياً ولا تعكس موقف المملكة». وقد فسّرت مصادر مقربة من المستقبل أن هذا الموقف موجه ضد الحريري أكثر مما هو تأييد لدياب.

انقسام طائفي في المجلس العسكري حول ترقية ضباط الجيش!

الاخبار...ميسم رزق .... قبل نهاية العام 2017، اندلع خلاف بين بعبدا وعين التينة حول مرسوم تسوية أوضاع ضباط دورة العام 1994، أو ما يُسمى «دورة عون»، ولم يكن رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري بعيداً عنها آنذاك. يومها أراد رئيس الجمهورية ميشال عون منح هؤلاء الضباط سنة «أقدمية»، تعويضاً عن عامين فقدوهما منذ بداية هذه الدورة، بسبب ظروف الحرب الأهلية وما تلاها. لكن فشل الوساطات حالَ دون ذلك، إذ أصرّ عون على المضيّ في المرسوم حاملاً توقيعَه ورئيس الحكومة ووزير الدفاع حصراً، مقابل إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على توقيع وزير المال عملاً بالمادة ٥٤ من الدستور ومبدأ الميثاقية. يعود هذا الملف اليوم الى الواجهة من بوابة ترقيات ضباط الجيش، وتحديداً الضباط من رتبة عقيد إلى رتبة عميد. تشير المعلومات الى أن قائد الجيش العماد جوزف عون وقع اقتراح ترقية 126 عقيداً الى رتبة عميد، من ضمنهم ضباط من «دورة عون». لكن المشكلة هذه المرة ليست بين عون وبري. الخطر في الأمر أن الانقسام وقع داخل المجلس العسكري. وأخطر ما فيه أنه انقسام طائفي. فاقتراح الترقية أقِرَّ في المجلس العسكري بالاكثرية. صوّت لصالحه 3 ضباط، وعارضه ثلاثة ضباط. لكن بما ان النظام المعتمد يمنح قائد الجيش صوتاً مرجحاً، صدر القرار. الخطورة تكمن في ان أعضاء المجلس العسكري المؤيدون هم جميعاً مسيحيون، فيما المعترضون مسلمون، احدهم «ممثّل» للحريري، وثانٍ للنائب السابق وليد جنبلاط، وثالث لبري. وإذ تبدي قيادة الجيش انزعاجها من هذه التصنيفات، إلا أنها شديدة الواقعية. وليست صدفة ان يعترض الضباط المسلمون الثلاثة في المجلس العسكري على اقتراح ترقية 126 عقيداً، بذرائع شتى، لكن حقيقتها أن العقداء ينقسمون إلى 28 مسلماً و98 مسيحياً. الاعتراض على الترقية يُقدَّم أيضاً بصورة أخرى. عدد العقداء المقترحين للترقية كبير جداً، إذ لا يحتاج الجيش إلى 126 عميداً إضافياً. ويستشهد هؤلاء بأن الاقتراح نفسه يشمل ترقية نحو 50 ضابطا من رتبة رائد إلى مقدّم، ونحو 30 ضابطا من رتبة مقدم إلى عقيد، ثم يقفز الرقم إلى 126 عقيد يُراد ترقيتهم إلى عمداء. وترى المصادر أن الحفاظ على الهرم العسكري بصورة طبيعية يوجب أن يتناقص العدد كلما ارتفعت الرتبة، لا العكس، مشيرة إلى أن قيادة الجيش ارتأت ترقية العقداء بعد قضائهم 5 سنوات لا اكثر في رتبتهم الحالية، علماً بأن في مقدورها رفع المدة إلى ست سنوات واكثر، لتقليل عدد مستحقي الترقية.

وزير الدفاع يؤخّر توقيع الاقتراح بعدما تبين ان الحريري لن يوقّع المرسوم

وفيما لا يزال الرئيس بري يلتزم الصمت، علمت «الأخبار» أن وزير الدفاع الياس بو صعب زاره أخيراً، من ضمن حركة اتصالات يقوم بها «الهدف منها احتواء الأزمة (المستجدة) لئلا تفتح باباً لخلاف جديد بين القوى السياسية، على خلفية طائفية، يطيح بترقيات كل الضباط في جميع الاجهزة الأمنية». وفيما اكد مقربون من رئيس المجلس أنه «لن يسمح بأن يكون هذا الملف سبباً لخضة سياسية»، لا يزال وزير الدفاع يؤخّر توقيع القرار، لإعطاء فرصة لقيادة الجيش لإجراء تعديل في الترقيات، بعدما تبين ان الحريري لن يوقّع المرسوم. يبقى السؤال الأبرز: ما الذي يدفع قائد الجيش الى هذه الخطوة، وهو يعلم تداعياتها السياسية والطائفية، في ظل الجو المشحون؟ وهل يسعى الى مراضاة رئيس الجمهورية، من دون أن يتنبه الى إمكانية أن تصيب محاولته هذه سهاماً في غير مكانها، وخاصة داخل المؤسسة التي يقودها؟...

نداء الوطن...بالوثائق.....الرئيس المكلّف بطل فضيحة ترخيص "جامعة مراد" هكذا غطّى دياب... أكل "مال الوقف"

https://www.nidaalwatan.com/article/11647-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82-

مجلّد "الإنجازات" التي تباهى بها رئيس الحكومة المكلف حسّان دياب ذات يوم حين تبوّأ ولاية "التربية والتعليم العالي" في حكومة "القمصان السود"، سرد الكثير من "الفتوحات التربوية" على شاكلة تغيير وتجيير اسم مدرسة "رمل الزيدانية الرسمية" إلى اسم والدته "السيدة رفقة عبدالله التاجي"... لكن ما لم يأتِ "الكتاب التوثيقي لولاية الوزير البروفيسور" على ذكره هو ذلك الفتح المبين في تغطية أكل "مال الوقف" عبر فضيحة موصوفة تنشر في ما يلي "نداء الوطن" وقائعها بالمستندات التي توثّق إقدام الرئيس "الإصلاحي" العتيد، وبخلاف الرأي الفني والإداري والقانوني، على توقيع ترخيص إنشاء "الجامعة الدولية في بيروت" على عقار تقوم عليه جامعة "LIU" التي أجّر الوزير السابق عبد الرحيم مراد رخصتها إلى شركة "ديبلوماكس" المملوكة من أولاد مراد وصهره بينما الرخصة والجامعة هما ملك للوقف ولا يجوز التصرف بهما. (الوثائق موجودة في أسفل النص).

هي قصة تغطية حسّان دياب استباحة مال "وقف النهضة الاسلامية"... وفي التفاصيل أنّ هذا الوقف الذي يعتبر قانوناً "وقفاً خيرياً شرعياً مؤبداً مخلّداً لا يباع ولا يوهب ولا يُوَرَّث ولا يقايض ولا يُعَطَّل ويعود لتعليم الأيتام والفقراء"، كان مراد قد تولى إدارته منذ فترة طويلة، وفي العام 2001 تم الترخيص لوقف النهضة بإنشاء جامعة باسم "جامعة البقاع" بموجب المرسوم رقم 5294 فأصبح رئيس مجلس أمناء الجامعة هو نفسه متولّي الوقف أي الوزير السابق مراد الذي، وبعدما قام بتجهيز مباني الجامعة في البقاع من مال الوقف، قرر بصفته رئيس الجامعة فتح فروع في بيروت فاستأجرت الجامعة (الوقف) العقار رقم 1111/المصيطبة وبعض العقارات الأخرى المملوكة من شركة "ديبلوماكس" وتم إنشاء وتجهيز مباني الجامعة على هذه العقارات من مال الوقف، ليتبين أنّ هذه الشركة مالكة العقارات المؤجَّرة لجامعة الوقف تعود ملكيتها لأولاد مراد (حسن وعمر) وصهره سمير أبو ناصيف.

وفي العام 2005 قام مراد بتحويل اسم الجامعة من جامعة البقاع إلى الجامعة اللبنانية الدولية (LIU) بموجب المرسوم رقم 14592، ثم قام بعد ذلك بتأجير رخصة جامعة الوقف لشركة "ديبلوماكس" المملوكة من أولاده وصهره علماً أنّ الرخصة والجامعة هما ملك الوقف ولا يجوز التصرف بهما. وبتاريخ 3/4/2012 (أثناء ولاية البروفيسور حسان دياب في وزارة التربية) تقدمت شركة "ديبلوماكس" بطلب إلى وزارة التربية للحصول على ترخيص بإنشاء جامعة باسم "الجامعة الدولية في بيروت"(IUB) ولكن أين؟! على العقار رقم 1111/ المصيطبة والعقارات الأخرى التي تقوم عليها جامعة (LIU) أي جامعة الوقف التي أجّر الوزير مراد رخصتها لشركة أولاده وصهره.

أحيل الطلب الى "اللجنة الفنية" في وزارة التربية التي رفضت منح الترخيص لعدم قانونيته وجاء في تقريرها المرفوع إلى مجلس التعليم العالي الذي يرأسه "الوزير حسان دياب" أنّ شركة "ديبلوماكس" مملوكة من أبناء مراد وصهره الذي هو ممثل الشركة وفي الوقت نفسه هو نائب رئيس (LIU) ويريد إنشاء جامعة على المباني ذاتها التي تقوم عليها جامعة الوقف (LIU) وهي لديها 6000 طالب مسجلين على اسمها، في حين أنّ المباني لا تستوفي الشروط ولا تشكل حرماً جامعياً.

وبدوره رفع مدير عام التعليم العالي أحمد الجمّال كذلك كتاباً إلى "الوزير حسان دياب" أوضح له فيه أنّ مراد هو متولّي الوقف ورئيس جامعة (LIU) بينما شركة "ديبلوماكس" هي ملك أولاده وصهره الأمر الذي يتعارض مع القوانين وأنظمة الوقف التي تمنع التنازل عن حقوق الوقف، لافتاً الانتباه إلى أنه لا يمكن الترخيص لجامعتين على العقار ذاته وهذا ما يعني أن الترخيص بإنشاء جامعة (IUB) سيؤدي إلى إقفال جامعة الوقف (LIU)، وأوضح الجمّال في كتابه للوزير دياب أن رئيس الجامعة عبد الرحيم مراد يحاول تمرير هذه المسألة مع كل تشكيل لحكومة جديدة، وهذا ما يختزن في طيّاته نصيحة تربوية إدارية إلى دياب بعدم الدخول في هكذا ملف فيه مخالفات قانونية.

لكن وبالرغم من كل ما تقدم، قرر دياب بصفته رئيساً لمجلس التعليم العالي رفع توصية إلى نفسه بصفته وزيراً للتربية للترخيص للجامعة المطلوبة (IUB) وقام على الأثر بإعداد مشروع مرسوم لإنشاء (IUB) ورفعه إلى مجلس الوزراء "مع اقتراح الموافقة".

وبتاريخ 8/10/2012 وضع المستشار القانوني لرئاسة مجلس الوزراء القاضي يوسف نصر (رئيس غرفة في مجلس شورى الدولة معروف بنزاهته وكفاءته) مطالعة قانونية جاء فيها أنّ وزير التربية (حسان دياب) أحال إلى مجلس الوزراء مشروع مرسوم للترخيص للجامعة واقترح الموافقة عليه في حين أن اللجنة الفنية اعتبرت الترخيص "غير مستوفٍ للشروط" وأن شركة "ديبلوماكس" تضع يدها على جامعة الوقف وهي وراء جميع المخالفات الحاصلة، وأنه بالرغم من النتيجة السلبية للجنة الفنية وبالرغم من تحفظ مدير التعليم العالي فإن مجلس التعليم العالي (الذي يرأسه دياب) قد أوصى بالترخيص من دون أي تعليل أو رد او مناقشة للمخالفات الواردة في تقرير اللجنة الفنية. أمام هذه المخالفات الواضحة اضطرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء حينها إلى إعادة مشروع المرسوم إلى "الوزير حسان دياب" مرفقاً بمطالعة المستشار القانوني القاضي نصر، فقام وزير التربية بسحب مشروع المرسوم واستبدله بمشروع جديد، لكن وبعد التدقيق من قبل القاضي نصر تبيّن أنّ دياب عاد وأرسل المشروع السابق نفسه مع إضافة الترخيص لكلية هندسة إلى جانب الكليات الأخرى.

وجاء في محضر جلسة مجلس الوزراء تاريخ 4/12/2012 أنّ وزير التربية أوضح أنّ ملاحظات أعضاء الوقف لم توجّه إليه وأنّ شركة "ديبلوماكس" طلبت الترخيص بإنشاء جامعة على عقار تملكه وأن الوزارة تقترح على مجلس الوزراء الموافقة على الترخيص.

وبتاريخ 21/12/2012 صدر المرسوم رقم 9595 بناءً على اقتراح "الوزير حسان دياب" وممهوراً بتوقيعه فقضى بالترخيص لإنشاء جامعة (IUB) على أنقاض جامعة الوقف(LIU) ليكون بذلك دياب قد حقق لمراد مراده الذي لم يستطع أي وزير آخر أن يتحمل وزره خصوصاً وأنه يتعلق بتغطية مخالفة قانونية وفنية وإدارية لمال الوقف. ... "إنجاز" جديد توثقه "نداء الوطن" لينضم إلى سجلّ "إنجازات" دولة الرئيس التكنوقراطي المكلف... إصلاح الدولة!....

الأزمة تفرض «تقشفاً» على اللبنانيين في الأعياد..التسوق للميسورين والسفر للمغتربين... وحجوزات الفنادق تراجعت 90 %

الشرق الاوسط...بيروت: حنان حمدان... أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الجديد، وبيروت لم تلبس حلة العيد كاملة، كما في السنوات الماضية، إلا في بعض شوارعها التي تزينت بشجرة الميلاد وأضيئت بألوان الزينة. ورغم حلول موسم الأعياد، الموسم الأكثر استقطاباً للبنانيين المغتربين الذين يأتون للاحتفال مع عائلاتهم وأصدقائهم، إضافة إلى عدد كبير من السياح الأجانب والعرب للسهر والتسوق، فإن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حالت دون ذلك. ففي زيارة سريعة للمحال التجارية في بيروت، يبدو لافتاً أن حركة المتسوقين خجولة، فيما تشتكي غالبية أصحاب المحال التجارية من قلة الزبائن وتراجع المبيعات، في ظل الأزمة المالية والمعيشية القائمة، بينما يبدو المشهد أكثر حركة في «المولات»، حيث التنزيلات كبيرة جداً، والرواد من طبقة ميسورة أكثر. ويقول عضو لجنة الأسواق في جمعية تجار بيروت، رشيد كبة، لـ«الشرق الأوسط» إن «التسوق في بيروت أكثر من معدوم هذا العام، لأنه لم يعد أولوية لدى الناس الذين يعانون أزمات مالية ومعيشية، نتيجة تراجع سعر صرف الليرة التي فقدت كثيراً من قيمتها أخيراً، وما عزز ذلك القيود التي فرضتها المصارف على سحوبات المودعين، ففرضت نوعاً من التعثر في السيولة لدى التجار والزبائن». ورأى أن «نصف الموجودين في المراكز التجارية يحتفلون مع أطفالهم بالعيد ليس أكثر، لذلك نجد أن المطاعم أكثر حركة من المحال التجارية التي تبيع الألبسة مثلاً، فيما النصف الآخر يشتري القليل، على اعتبار أن التبضع خلال الأزمة الراهنة يعد من الكماليات، ما عدا المواد الغذائية». ولفت إلى أن تفاقم أزمة التجار هو «نتيجة تراكم تراجع التسوق على مدى أعوام، والدليل على ذلك أن 3250 مؤسسة تجارية أقفلت أبوابها منذ يونيو (حزيران) 2018 حتى نهاية هذا العام، منها مؤسسات تجارية قديمة ومعروفة»، محذراً كذلك من «تدهور الأوضاع أكثر، في حال استمر الوضع السياسي على ما هو عليه». وقال نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر في لبنان، جان عبود، لـ«الشرق الأوسط» إن «حركة السفر من الخارج إلى لبنان في موسم أعياد نهاية العام محدودة، وقد تراجعت بنسبة 30 إلى 35 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها في الأعوام الماضية، لكنها تبقى أفضل مقارنة مع الشهرين الماضيين، حين تراجعت في حدود 80 في المائة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية». ويشير عبود إلى أنه لم يسجل مجيء سياح عرب وأجانب في هذه الفترة إلى لبنان، موضحاً أن «جميع القادمين هم من اللبنانيين المغتربين العاملين في الخارج، بدليل أن لا حركة سجلت في الفنادق خلال هذا الموسم، مما يعني أن القادمين سيقيمون مع عائلاتهم». وفي هذا السياق، أكد نقيب أصحاب الفنادق، بيار الأشقر، لـ«الشرق الأوسط» أن «نسبة الحجوزات في الفنادق تراجعت إلى ما يعادل 90 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي»، وأشار إلى أن «هذا التراجع بدأ تدريجياً منذ انطلاق التحركات الاحتجاجية في لبنان، قبل شهرين». وأضاف: «في الوقت الراهن، قمنا بإقفال جزئي للمؤسسات، ومثال على ذلك إقفال عدد كبير من الغرف في بعض الفنادق، وإلغاء كل الخدمات التي كانت تقدم مجاناً للزبائن»، لافتاً إلى «انخفاض أسعار حجوزات الفنادق بسبب المضاربة الحاصلة، وتردي الأوضاع الاقتصادية، مما أدى إلى انخفاض الأسعار بنسبة 30 إلى 40 في المائة». وعن سهرات ليلة رأس السنة التي تعلن عنها الفنادق عادة في موسم الأعياد، أشار الأشقر إلى أنه «لا سهرات أعلنت عنها الفنادق في ظل الوضع الراهن، وما ساهم في ذلك القيود التي فرضتها المصارف على أموال المودعين»، وأوضح أن «هناك صعوبة في تقدير خسائر القطاع في المرحلة الراهنة، لكن تبقى إمكانية إعادة النهوض، والحكومة هي مفتاح الحل، في حال تم تشكيلها ونالت ثقة الشعب ومجلس النواب والمجتمعين الدولي والإقليمي، حتى تضخ الدول أموالاً من الخارج في لبنان، ويستقر الوضع الأمني والسياسي، وبالتالي تعود السياحة إليه». يذكر أنه منذ عام 2012 حتى 2018، كانت الحركة السياحية العربية في لبنان تأتي من العراق والأردن ومصر، بسبب مقاطعة الخليجيين للبنان. وفي عام 2018، كان لافتاً ارتفاع نسبة السياح الأوروبيين التي سجلت زيادة في حدود 25 في المائة. لكن هذا العام لم يشهد لبنان أي حركة من هذه الجنسيات، وفق عبود. إلى ذلك، قال رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي في لبنان، طوني الرامي، لـ«الشرق الأوسط» إن «حركة المطاعم والمقاهي والملاهي بدأت بالتراجع منذ سبتمبر (أيلول)، وليس فقط منذ بدء التحركات الاحتجاجية في أكتوبر (تشرين الأول)». وأضاف أن «الظروف التي يمر بها لبنان صعبة جداً. تراجع القدرة الشرائية وشح السيولة والوضع النفسي عوامل جعلت خروج رواد المطاعم والسياحة شبه معدوم في الفترة الراهنة، ولكن نحن نسعى إلى تقديم أسعار تشجيعية خلال الأعياد، إذ إن 90 في المائة من القطاع يقدم في العيد قائمة طعام بأسعار توازي أي ليلة عادية بهدف استمراريتنا، والسهرات ستكون أسعارها مدروسة جداً وتشجيعية».

لبنان: دياب يتجه لتشكيل حكومة اختصاصيين... «حزب الله» وحلفاؤه قد يتراجعون عن صيغة «التكنوسياسية»

الشرق الاوسط....بيروت: كارولين عاكوم... أعاد رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف حسان دياب التأكيد، أمس، على أنه يسعى إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين بامتياز، في الوقت الذي جدّد فيه «حزب الله» على لسان الوزير محمد فنيش موقفه الداعي إلى تشكيل حكومة تتمتع بغطاء سياسي. وبين هذا الموقف وذاك، يبقى غير واضح مصير صيغة الحكومة «التكنوسياسية» التي لطالما تمسك بها «حزب الله» وحلفاؤه ورئاسة الجمهورية، والتي كانت أحد أبرز أسباب اعتذار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عن عدم قبول التكليف، مما يطرح السؤال حول الاختلاف بين مواقف دياب وبين داعميه للوصول إلى رئاسة الحكومة، وعما إذا كان قد يطرأ أي تغيّر أو تبدّل في طروحاتهم السابقة، وهو ما لا تستبعده مصادر مطلعة على موقف «حزب الله»، بينما برز موقف لعضو كتلة الحريري النائب سمير الجسر الذي استغرب كيف أنه «ما كان حراماً على الحريري بات حلالاً للرئيس المكلّف»، في إشارة إلى التسهيل المقدم لمهمته. وفي تغريدة على «تويتر»، كتب دياب، أمس، أن «الحكومة الجديدة ستكون وجه لبنان ولن تكون حكومة فئة سياسية من هنا وهناك... وستكون حكومة اختصاصيين بامتياز». وعلى خط رئاسة الجمهورية، ترفض مصادر وزارية مقربة من الرئيس عون الحسم في هذا الإطار وتوضيح ما إذا كان قد تراجع عن مطلبه بتشكيل حكومة تكنوسياسية، مشيرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «سيتم البحث بهذا الأمر (اليوم) في الاجتماع الذي سيعقد بين عون ودياب ليطلعه الأخير على نتائج مشاوراته مع الكتل النيابية، وليحدد على ضوئها الصيغة النهائية التي ستشكل وفقها الحكومة». لكن «حتى الآن يمكن القول إن التوجه هو لاختيار أشخاص متخصصين على أن تقوم الكتل النيابية أو الأفرقاء السياسيون بتسميتهم، وإذا لم يكونوا من الحزبيين فهم بالتأكيد مقربون من هذا الفريق أو ذاك». في المقابل، يبدو أن التبدل أو التعديل في الموقف حيال صيغة حكومة «تكنوسياسية» ليس بعيداً بالنسبة إلى «حزب الله»، بحسب ما تشير مصادر مطلعة على موقف الحزب، تجتمع مع مصادر رئيس البرلمان نبيه بري على التأكيد بأن هناك «رغبة من الجميع لتسهيل مهمة الرئيس المكلف». وتؤكد المصادر المقربة من «حزب الله» أن «المهم هو تشكيل حكومة لإنقاذ البلد، ونحن وحلفاؤنا سنقدم كل تسهيل ممكن في سبيل ذلك». وعما إذا كان هناك استعداد لدى الحزب وحلفائه للقبول بوزراء مختصين غير سياسيين وغير حزبيين، تقول المصادر: «لغاية الآن لم تبدأ المشاورات معنا حول شكل الحكومة، لكن كل شيء محتمل». ورداً على سؤال عن سبب عدم تقديم هذا التسهيل للحريري الذي كان متمسكاً بحكومة اختصاصيين من غير السياسيين، تجيب المصادر بأن «الحريري شخصية سياسية وبالتالي معه كان لا بد من حكومة سياسية أو تكنوسياسية، أما دياب فهو شخصية مستقلة أكاديمية وبالتالي النقاش مختلف من هذه الزاوية». وفي انتقاد منه لهذا التبدل في المواقف، جدد النائب في كتلة «المستقبل» سمير الجسر تأكيده أن تسمية دياب لم تكن بموافقة الحريري. وقال لـ«وكالة الأنباء المركزية»: «لو كانت تسمية حسان دياب جاءت بعد موافقة من الرئيس الحريري لكانت (كتلة المستقبل) سمّته في الاستشارات النيابية المُلزمة». وعدّ أن «إعلان معظم القوى السياسية نيتها تسهيل مهمة الرئيس المكلف لتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين ستتبين جديته في التركيبة الحكومية المُنتظرة، ونحن كتيار مصرون على موقفنا بعدم المشاركة في الحكومة لا بشكل مباشر أو غير مباشر». ولفت الجسر إلى أن «تشكيل حكومة اختصاصيين بات ضرورة واستجابة لمطالب كل اللبنانيين، لأن حكومة بهذه المواصفات من شأنها إعادة ترميم جسور الثقة بين السلطة والشعب». وفي تعليق منه على إعلان كل الكتل استعدادها تسهيل مهمة التأليف، أشار الجسر إلى أنه «من اللافت أن ما كان حراماً على الحريري بات حلالاً للرئيس المكلف». وكان ممثل الحزب في الحكومة المستقيلة الوزير محمد فنيش قال في احتفال في الجنوب إن «الحكومة المقبلة بحاجة إلى غطاء سياسي، وعليه، فإننا ندعو إلى مشاركة واسعة من قبل الجميع، وأن يكون هناك مد يد العون للرئيس المكلف، لأنه لا بديل عن تشكيل حكومة، وبالتالي فإن أي مطلب مهما كان محقاً، لا يمكن أن يحقق أو يعالج إن لم تكن هناك سلطة ومؤسسات تعمل». ورأى أن «أولى الخطوات على طريق المعالجة تكون بتكوين السلطة من خلال تشكيل حكومة تحظى بالتعاون، ويكون لها برنامجها الإنمائي والاقتصادي والمالي والنقدي والاجتماعي». وتحدث كذلك نائب رئيس الحكومة المستقيلة غسان حاصباني عن شكل الحكومة المقبلة، مشيراً في حديث إذاعي إلى أنه «حتى اليوم، موضوع الاستقلالية والاختصاصية هو السائد، وسيتضح الأمر بعد الكلام عن الأسماء». وأضاف أن «الرئيس المكلف حسان دياب يقوم بعمله بجوجلة أفكار وأسماء وحلول للحكومة ويستمع للجميع كما يجب لبلورة مسودة وطرحها»، لافتاً إلى «رغبة من بعض الفرقاء في التأثير بالحكومة». وشدد على أن «المرحلة دقيقة وتتطلب قرارات صعبة، وإذا كانت الأحزاب السياسية موجودة في الحكومة، فلن تستطيع القيام بالإصلاحات المطلوبة والسريعة». وقال: «المطلوب أن تكون الثقة بالنهج والممارسة وليس بالأشخاص. استعادة الثقة تبدأ بالعمل الشفاف وبتصرف جديد وتطبيق الإجراءات».

لبنان في ظِلال «الانقلاب الناعم»... نحو حكومةٍ «مُقْنِعَة» أو «مُقَنَّعَة»؟.. إيران تُبارِك تكليف دياب وتهاجم السعودية...

الراي....الكاتب: بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار .... دَخَلَ لبنان مدار عيديْ الميلاد ورأس السنة اللذين يحلّان مُثْقَلَيْن بـ «كوابيس» أخذتْ مداها في 2019 في ظلّ ما يشبه «موتَ» الاقتصاد بفعل انهيارٍ مالي لم تعرف البلاد في تاريخها مثيلاً له ويُنْذِر بـ «آتٍ أعظم»، وانكشاف الواقع السياسي على أزمةٍ غير مسبوقة بعدما رفعتْ «ثورةُ 17 اكتوبر» البطاقةَ الحمراء بوجه السلطة الحاكمة التي تَمْضي في لعبةِ «امتصاص الصدمات» المتوالية في الشارع سواء بمحاولاتِ تغليف الحكومة العتيدة بما يسْحب فتائل الصِدامات مع الخارج وفي الداخل، أو بـ «دسّ السم» الطائفي في «دم» الانتفاضة لحرْفها عن مسارها وحرْق طابعها العابر للتقسيمات والترسيمات الطائفية. وليس عابِراً أن العيدَ الذي «لم تَقْوَ» عليه في لبنان مرةً «حِراب» الاقتتال الداخلي ولا حروب اسرائيل عليه ولا التحديات على أنواعها، يطلّ برأسه هذه السنة في «العتمة» وقد نكّس أنوارَه وزينتَه وكَتَم صوتَ الفرح وأجراسَه بعدما بات شبحُ «المجاعة» نجمَ الأسابيع الأخيرة مع تَعاظُم عوارض السقوط المالي الذي يشي بحصارٍ يستنزف «الأمنَ الغذائي» للبنانيين بفعل القيود المفروضة من المصارف على التحويلات إلى الخارج وتأثُّر «جسر المراسَلة» الحيوي للاستيراد بالتخفيضات المتتالية للتصنيف الائتماني لـ «بلاد الأرز» واستطراداً قطاعها المصرفي. وحتى النجاح الصعب في استيلاد الرئيس المكلف حسان دياب حكومة ما بعد الانتفاضة المستمرة منذ 69 يوماً لن يكون كافياً لمحو صورة «لبنان الكئيب» الذي يستعدّ لـ «التسليم والتسلّم» بين 2019 و 2020 وسط إدراكٍ كاملٍ أن السنة الجديدة ستكون بمثابة الباب إلى «عيْن العاصفة» المالية - الاقتصادية التي ستوضع البلاد فيها ولا سيما بحال جاءت إدارة ملف تأليف الحكومة بذهنية تستدرج المزيد من «عصْف» الاعتراضات: أولاً في الداخل «المتأهِّب» رفْضاً لدياب وتشكيكاً بقدرته على «خلْع جلده» كونه جزءاً من المنظومة السياسية ووصَل «على حصان» جناحها الأكثريّ (تحالف فريق رئيس الجمهورية ميشال عون والثنائي الشيعي «حزب الله» وحركة «أمل»)، وثانياً من الخارج الذي يراقب عن كثب مواصفات الحكومة المنتظَرة ومدى ضمور الحضور الحزبي فيها وجدّيتها في إطلاقِ مسارِ الإصلاحات الشَرْطية لتقديم «طوق النجاة» من السقوط المريع. وتعْكس حالُ «عمى الألوان» التي تسود بيروت بإزاء الملف الحكومي ومآلاته دقة المرحلة التي تمرّ بها البلاد، حيث صار دياب بين «فكّيْ كماشة» الاعتراضٍ المتنامي في البيئة السنية على «تعيينه» من الثنائي المسيحي - الشيعي قافزاً فوق رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري (الأكثر تمثيلاً) ورغبة دار الفتوى التي شهدت عصر أمس تحركاً كبيراً أمامها رفْضاً لـ «كسْر الطائفة» عبر خيار دياب من جهةٍ، وعدم تسليم الشارع المنتفض بـ «استقلاليته» التي تؤهله الوصول الى حكومة اختصاصيين مستقلّين يريدها الثوار تمهيداً لانتخابات نيابية مبكرة من جهة أخرى. وإذا كان دياب حَسَم أمره بأنه ماضٍ في تولّي هذه المهمة الشائكة بمعزل عن «بقعة زيت» الاعتراضات ومهما تمدَّدت، فإن الأوساطَ السياسية في بيروت ما زالت منهمكةً في محاولة «فك شيفرة» الالتباس الكبير الذي يشكّله ثبات دياب عند التعهّد بتشكيلةٍ من اختصاصيين مستقلين، كان أرادَها الحريري ولكن رَفَضَها تحالف فريق عون - الثنائي الشيعي، وإطلاق «حزب الله» إشاراتٍ متواصلة و«حمّالة أوجه» حيال رغبته بحكومةٍ بأوسع تمثيل «ومشاركة واسعة من الجميع» و«تحظى بغطاء سياسي» على ما أعلن أمس الوزير محمد فنيش. وفي رأي مصادر مطلعة أن «تكليف اللون الواحد» لدياب الذي يجعله رئيساً في صلب محور حلفاء إيران، يطرح أمام «حزب الله» خياراتٍ متدرّجة لـ «حياكة» مسارب «تحمي» النقلة ذات البُعد الاستراتيجي التي قام بها عبر ممارسة أكثريته البرلمانية لإمساكه برئاسة الوزراء في غمرة الصراع الأميركي - الإيراني، وبما أتاح له حصْد نقاط ثمينة في الوضع الداخلي ليس أقلّها تحقيق خطوة إضافية على طريق «اجتثاث الحريرية السياسية» التي ما زالت في رمزيّتها عنوان التوازن الداخلي ببُعده الاقليمي، في امتدادٍ لـ «انقلاب 2011» على حكومة الحريري وما سبقه من عمليات تطويعٍ للوقائع الداخلية وقضْم التوازنات واتفاق الطائف. وإذ اعتبرت هذه المصادر أن «الضربةَ» التي سدّدها «حزب الله» داخلياً بـ «قفازاتٍ» مسيحية (بعدما قَطَع رفْض عون و«القوات اللبنانية» تسمية الحريري ولو كلٌ لاعتباراته الطريقَ على عودته لرئاسة الحكومة) أظهرتْه وكأنه يدفع من الخلف «الانقلاب الناعم»، لاحظتْ أن الدخول الإيراني القوي على خط مباركة تكليف دياب يعكس الجانبَ الاقليمي في مجمل ما شهده لبنان في الأيام الأخيرة، علماً أن طهران هي اول عاصمة ترحّب بهذا التكليف في شكل علني وواضح ومع إحداثِ «ربْط نزاع» هجومي بالِغ الدلالات مع السعودية، ومع تحييد لافت للولايات المتحدة، وذلك من ضمن ملامح اندفاعةٍ متشددة لـ «حماية خيار دياب». فقد أعلن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي في حديث لقناة «روسيا اليوم» أن «التظاهرات المتواصلة في لبنان بعد تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة تتم بتحريض من السعودية وإسرائيل»، معرباً عن ترحيب طهران بتكليف دياب، مؤكداً «أننا نحترم أي قرار يتخذه الشعب اللبناني»، ومبدياً اقتناعه بـ «أن المظاهرات في لبنان ستتضاءل وتنتهي مع تشكيل الحكومة وتحقيق مَطالب الشعب اللبناني». وترك موقف ولايتي علامات استفهام حول إذا كان سينعكس على خيارات «حزب الله» حيال الحكومة الجديدة والتي ترى المصادر المطلعة أنها تراوح بين حدّيْن: الأول محاولة توفير أوسع مظلة سياسية عبر إشراك أحزاب من خارج تحالف عون - «حزب الله» ولو عبر تسمية اخصائيين وذلك بما ينزع عن الحكومة صفة حكومة اللون الواحد التي «يكمن» لها المجتمع الدولي. والثاني بحال عدم تأمين النصاب السياسي لمثل هذه التشكيلة الذهاب نحو حكومة الاختصاصيين المستقلين، فتكون بمثابة حكومة الأكثرية بـ «قِناع» التكنوقراط بما يقلّل من إمكان تحويلها «كيس ملاكمة» في الداخل وللخارج. وفي غمرة هذه الحسابات الدقيقية، كان لافتاً حرص الرئيس سعد الحريري وللمرة الأولى على النفي وعلناً وجود أي غطاء منه لتكليف دياب، الأمر الذي بدا في جانب منه بمثابة ردّ على ملامح «ترغيب وترهيب» من قريبين من «حزب الله» لزعيم «المستقبل» انطلاقاً من الإشارات التي برزت حيال حرصه على حفظ «خط الرجعة» في العلاقة مع الثنائي الشيعي. فبعد كلام وزير «حزب الله» محمود قماطي عن ان تسمية دياب «جاءت بعد موافقة واضحة وصريحة من الرئيس الحريري وبعد نيل دعمه ‏ووعده بالمساعدة في تسهيل التأليف ومنح الحكومة الثقة»، أوضح المكتب الإعلامي للأخير أنّ صحيفة أنّ «المعلومات المنسوبة إلى القماطي غير صحيحة على الإطلاق، وهي لو صحت فليس هناك ما كان يمنع الرئيس الحريري وكتلة تيار المستقبل من التسمية أو الموافقة على المشاركة في الحكومة وهو ما لم ولن يحصل».

جنبلاط يحذّر من المجاعة ويستعدّ... لمواجهتها

حذّر رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط من «أن الجبل ولبنان على مشارف الجوع»، لافتاً الى أن «الاقتصاد على باب الانهيار إن لم يكن قد انهار، ولبنان لا يمكن أن يستمرّ كبلدِ خدماتٍ وسياحة وفنادق ومطاعم ومصارف من دون إنتاج». وكشف في تسجيل صوتي انتشر في بيروت أن «التقدّمي» وضع برنامجاً لدعم الأسر المحتاجة بالمازوت والحصص الغذائية وتشجيع زراعة القمح والعدس وحبوب أخرى لتأمين الاكتفاء الذاتي، وتوفير مخزون للأدوية التي بدأت تُفقد.

هل حوّل 6 سياسيين لبنانيين 6 مليارات دولار إلى الخارج؟

كشف الخبير الاقتصادي مروان اسكندر عن لقاء جمعه بمسؤولة سويسريةً (على الغداء) «ونَقَلت لي تفاصيلَ تحويلاتٍ ماليّةٍ بالدولار للخارج لـ 6 شخصياتٍ سياسيةٍ أعرف أسماءها جيداً وقاربت 6.5 مليار دولار». ولفت اسكندر في حديث لإذاعة «الشرق» (تابعة للرئيس سعد الحريري) الى أنَّ «مُجمَلَ التحويلات للسياسيين ذات النسبة الأساسية من مجمل التحويلات صارت عُرضةً لدراسة البرلمان السويسري وتقديرهِ، وعندي الأسماء».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير......«عرض عضلات» حول الغاز في المتوسط.....قصة خطي الغاز الروسي التركي.. هل يكتملان بعد عقوبات أميركا؟.......أردوغان يوجه بوصلته نحو اليونان.. ملوحاً باللاجئين.....على نهج قبرص.. ماذا تفعل تركيا في شمال سوريا؟....فنزويلا.. مقتل جندي بهجوم على منشأة عسكرية...دول غرب أفريقيا تدخل على خط محاربة الإرهاب بمليار دولار...

التالي

أخبار العراق.."القوى العراقية" تسحب ترشيح السهيل: لا يجمع عليه المجتمع....العراق يدخل مرحلة «الفراغ الدستوري»..إضراب عن الطعام في بغداد... «عصيان مدني» في الجنوب واغتيال 26 ناشطاً منذ أكتوبر..«صنع في إيران»... موضة قديمة في العراق.. مقاطعة منتجات طهران باتت سلاحاً ضد تمدد نفوذها...الرئيس العراقي على خط الصدام مع «محور طهران»...الحراك العراقي يطيح مرشح «البناء»... ويقوي موقف الرئيس...المحتجون يصعّدون ضد السلطات.... اختيار قضاة لمفوضية الانتخابات بالاقتراع السري وبإشراف الأمم المتحدة.. تجدد التظاهرات رفضا لمرشحي الأحزاب المقربة من إيران...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,138,877

عدد الزوار: 6,756,381

المتواجدون الآن: 134