لبنان....عون لوفد كبير من الجبل: المصالحة لن تهتز ولو اختلفنا سياسيا وداليا جنبلاط لرئيس لبنان: وجودكم دفع كبير لها وللوحدة الوطنية.....لبنان إلى «طوارئ» اقتصادية و«بيت الدين» يرمّم علاقة عون - جنبلاط....نتانياهو يقلل من أهمية تهديدات حزب الله....العقوبات الأميركية على حلفاء «حزب الله» رهن «التوقيت المناسب»....مرحلة سياسية جديدة مع عودة الحريري والأولوية للوضع الاقتصادي..

تاريخ الإضافة الأحد 18 آب 2019 - 4:37 ص    عدد الزيارات 2264    القسم محلية

        


عون لوفد كبير من الجبل: المصالحة لن تهتز ولو اختلفنا سياسيا وداليا جنبلاط لرئيس لبنان: وجودكم دفع كبير لها وللوحدة الوطنية...

بيروت - "الحياة" ... أكد الرئيس اللبناني ميشال عون سعادته لوجوده في الشوف وبيت الدين وقال: "انا سعيد ايضا لأننا تمكنا من أن نخرج من الحادث الطارئ والمؤسف الذي حصل في قبرشمون. ويعز علينا كثيرا ما حدث. وقد سعينا كثيرا لازالة آثاره الجارحة التي نتطلع الى ان تزول كليا في وقت قصير". اضاف: "إن المصالحة الاساسية التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا أحيانا سياسيا. ان الاختلاف السياسي طبيعي في النظام الديموقراطي، ولكنه ليس اختلافا على الوطن. والانسان يغتني في حق الاختلاف الذي يتيح المجال للاغتناء المتبادل والالتقاء على ما هو صح والابتعاد عما هو خطأ". كلام عون جاء خلال استقباله، قبل ظهر اليوم (السبت) في قصر بيت الدين، وفدا من منطقة الجبل جاء بدعوة من رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" الوزير السابق وليد جنبلاط ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، للترحيب برئيس الجمهورية في بيت الدين. وضم الوفد داليا وليد جنبلاط ممثلة والدها وشقيقها النائب جنبلاط، ووزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب ووزير الصناعة وائل ابو فاعور والنواب: بلال عبدالله وهادي ابو الحسن وعضو كتلة المستقبل النيابية النائب محمد الحجار والنائب السابق ايلي عون ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب وعدد من المديرين العامين في المنطقة ورجال دين مسلمين ومسيحيين ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع، مع وفد من مشايخ المؤسسة والطائفة، وممثل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد هاني الجوزو، ورؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي ورؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير في قضاء الشوف، اضافة الى وفد من قياديي "الاشتراكي". وقبل اللقاء الموسع، استقبل عون، داليا جنبلاط والوزيرين شهيب وابو فاعور والنواب عبدالله وابو الحسن والحجار والنائب السابق عون والمستشار حرب. وخلال اللقاء، نقلت داليا جنبلاط تحيات والدها وشقيقها الموجودين في الخارج، مشيرة الى "انهما سيعودان في وقت قريب لزيارة الرئيس عون في بيت الدين". وقالت: "نرحب بكم في منطقة الشوف والجبل، ونعتبر ان وجود فخامتكم يشكل دفعا كبيرا للمصالحة والوحدة الوطنية في الجبل. ونتمنى لفخامتكم اقامة مريحة ونشكر استقبالكم لنا".

شهيب: معكم نحافظ على لبنان التسامح والحريات والتنوع

بعد ذلك خرج الرئيس عون والوفد الى الحديقة الخارجية، حيث احتشد اكثر من 300 شخص من المشاركين بالوفد، والقى شهيب كلمة قال فيها: "باسم وليد بك جنبلاط نرحب بكم وبقدومكم فخامة الرئيس الى بيتكم في بيت الدين. الجبل بكل اطيافه السياسية والروحية اتى مرحبا بكم لتمضية فترة اقامتكم الصيفية المعتادة". اضاف: "إن وجودكم هو تكريس للمصالحة الراسخة التي ارساها الطيب الذكر الراحل مار نصرالله بطرس صفير وكرسها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وكذلك عززتها زيارتكم الى المختارة عام 2010. والمصالحة كانت وستبقى عنوانا ساطعا للعيش الوطني الواحد الراسخ في الجبل وعنوانا لتعزيز الحياة المشتركة ومعاني الشراكة الوطنية في هذه المنطقة من الوطن". وقال: "حينما اكدتم فخامة الرئيس ان الجبل هو صلة الوصل بين السهل والساحل، انما كنتم تعززون فكرة ان الجبل هو قلب الوطن واذا كان القلب بخير فإن الوطن بألف خير. وانطلاقا من هذه الروحية معكم ومع باقي شركاء المصالحة نحافظ على لبنان التسامح والديموقراطية والحريات والتنوع". وختم شهيب: "فخامة الرئيس اطمئن فالمصالحة فعل وعي يمارس يوميا عن قناعة وخيار ثابت، ووجودكم اليوم في بيت الدين تأكيد على نهج هذه المصالحة. نتمنى لكم باسم الحاضرين إقامة طيبة. ولشخصكم التقدير وللوطن المناعة والعزة والاستقرار".

عون: سنبذل قصارى جهدنا لنخرج من هذه الحالة

ورد عون بكلمة قال فيها: "ان لبنان يمر اليوم في ظروف قاسية، حيث تراكمت عليه الازمات، من الازمة المالية العالمية الى الحروب التي طوقتنا، اضافة الى النزوح السوري الكبير، حيث بات عدد النازحين السوريين يوازي نصف سكان لبنان تقريبا، بالاضافة الى ارث اقتصادي معين. لكننا اليوم منصبون على معالجة نتائج هذه الاحداث ونأمل في التوصل قريبا لحلول تتيح لنا الصعود من الهوة. ولذلك اجتمعنا: رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة وانا مع نخبة من رجال المال والاقتصاد المعنيين مباشرة بالامر، ووضعنا ورقة مالية، اقتصادية واجتماعية، نتطلع قريبا الى وضع خطط لتنفيذها. ونحن شهود على انفسنا حيث اكدنا ان في ذلك وجوبا والزاما على انفسنا. ونحن نود ان نقول لكم هذه الكلمة لكي نخرج من الاجواء الاعلامية التي كانت تبشرنا لأكثر من سنة بتخفيض سعر الليرة وانهيار الليرة والوطن وما الى ذلك". وأضاف: "نطمئنكم اننا سنبذل قصارى جهدنا لنخرج من هذه الحالة، وهذه بشارة لكم نعمل على ان تتحقق. وجميعنا مدعوون لنضافر جهودنا مع بعضنا بعضا. وعلينا ان نتفق على اعمار لبنان، مهما اختلفنا في السياسة لأن من يربح في رهانه، وضعه مثل الذي يفشل في رهانه. كلاهما سيعيشان معا في الوطن نفسه، فلماذا لا يكون وطنا مزدهرا؟ نتمنى لكم على الدوام السلام والاستقرار ونحن معكم. هنا في منطقتكم تلتقي مكونات مؤسسي لبنان، ومن يؤسس امرا مثل الذي يأتي بولد الى الحياة، فهو يحبه ويأمل ان يراه قد شب وكبر".

شهيب: أكدنا على أهمية الوفاق الداخلي

وبعد اللقاء الموسع، تحدث شهيب الى الصحافيين فقال: "تعودنا تاريخيا في كل مناسبة لانتقال فخامة الرئيس الى بيت الدين ان نزور هذا القصر وفخامته. وقد كلفنا وليد بك، كوفد مشارك الى جانب السيدة داليا وليد جنبلاط والنواب والوزراء والشخصيات الشوفية، تقديم المحبة والترحيب بفخامة الرئيس في بيته في بيت الدين. وقد اكدنا كما اكد فخامته على اهمية الوفاق الداخلي والمصالحة التاريخية التي باتت فعلا يوميا في هذا المجتمع في منطقة الجبل. ولفخامته قول مأثور قبل ان يصبح في موقع الرئاسة، حين شدد في كليمنصو بشكل واضح على ان الجبل هو صلة الوصل بين السهل والساحل، فأذا كان الجبل بخير كان البلد بخير. وهذا ما اكدنا ونؤكد عليه في كل يوم، كما نؤكد على المصالحة والعيش المشترك وعلى دور المؤسسات في هذا الظرف الاقتصادي الذي نمر به". اضاف: "إن فخامته مرتاح جدا للاتفاق الذي جرى بحضور الرئيسين بري والحريري من خلال الورقة الاقتصادية التي يجب ان تتحقق. وعلينا ان نعمل على تذليل الصعاب كافة لكي نصل الى وضع اقتصادي مريح، لا سيما واننا على ابواب فصل الشتاء وسنة دراسية جديدة". وختم بالقول: "انها زيارة مباركة من وفد يضم فعاليات من الطوائف كافة، اضافة الى رؤساء بلديات ومخاتير وموظفي فئة اولى لتقديم عربون محبة لفخامة الرئيس". وردا على سؤال عن امكان حصول لقاء بين الوزير جنبلاط ورئيس الجمهورية، اجاب: "ان وليد بك والسيد تيمور جنبلاط هما خارج الاراضي اللبنانية وحينما يعودان بإذن الله سيكون لهما لقاء مع فخامته". وعن المصالحة، أجاب: "إن المصالحة هي فعل وايمان ثابتين في قلوب وعقول كافة ابناء هذه المنطقة". وعما اذا كانت الجراح بدأت تلتئم، قال: "في الاساس ليس هناك من جراح. والحادثة كانت ابنة ساعتها وانتهت بمكانها، والقضاء يأخذ مجراه بخصوصها". وسئل عما "اذا كان بالامكان حصول عشاء يضم رئيس الجمهورية ووليد بك في المختارة" فقال: "نحن اليوم في بيت فخامة الرئيس، ومن الممكن واذا اراد فخامة الرئيس فأن المختارة مفتوحة دائما لكل القامات الوطنية، وفخامته مرحب به دائما في الشوف". وأفيد أن جنبلاط ونجله تيمور سيزوران الرئيس عون في قصر بيت الدين السبت المقبل.

وفد أبرشية صيدا ودير القمر

وكان عون التقى راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار على رأس وفد من كهنة الأبرشية، اتوا مرحبين برئيس الجمهورية، وعارضين له شؤونا تخص المنطقة وابناءها. وتحدث المطران العمار فقال: "إننا نعيش مع اخوتنا في هذا الجبل بكل شجاعة وثقة بأهمية العيش معا بأمان وسلام. ونطلب من اهلنا الذين لم يعودوا بعد ان تدبر امورهم الاقتصادية والانسانية لكي يرجعوا برعايتكم الابوية وبأقرب وقت ممكن". أضاف: "نرجو ان تنظروا الينا كشهود من اجل توطيد وحدة ابناء الجبل الذي تريدون ان يكون مثالا في جمع ابناء الوطن الواحد بتعدديته التاريخية. واننا هنا نحمل راية الاخوة الحقيقية والسلام والعدالة، وبذلك نتكل على حكمتكم الابوية وصلاة مدبرينا القديسين". ورد رئيس الجمهورية بكلمة قال فيها: "إننا اليوم في الشوف الذي مرت عليه مآس كبيرة وهي لن تتكرر. وانا اؤكد لكم ذلك وهذا ليس مجرد تمنيات"، مشيرا الى ان "المطلوب من الجميع العودة الى الشوف والجبل وجزين والبقاع من دون اي خوف". وقال: "نحن نسهر على العودة الكريمة ولو كنا في بيروت". وشدد على "اهمية العيش معا بكرامة"، وان "من الواجب علينا ان نخرج من التجارب القاسية التي عشناها لا ان تبقى فينا. ونحن نتطلع اليكم لكي تشجعوا الجميع على العودة". والتقى عون ايضا راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران بشارة حداد، على رأس وفد من كهنة ورعايا الشوف، في حضور وزير المهجرين غسان عطالله. وقال حداد: "ان وجودكم في قصر بيت الدين دعامة لهذه الصفحة الجديدة والمضيئة، التي قرر لبنان كتابتها بعد ان طوى صفحة الحرب الاليمة". واضاف: "نحن نشد على ايديكم، ونقول لكم اننا معكم والى جانبكم في النهج الذي تتبعونه لمصلحة كل لبنان، وانتم على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين. ونأمل ان تتكرر اقامتكم هنا ليشعر ابناء الجبل انهم في حضن اب يرعى جميع ابنائه، وهو على المسافة نفسها منهم". ورد عون قائلا: "منذ زمن كنت انتظر هذا اللقاء، واليوم اتينا للقاء بكم، ونحن نؤمن بالعيش المشترك والمساواة بين اللبنانيين. وبقدر ما تعيشون الوحدة هنا فهذا يصبح رمزا لوحدة لبنان ونكون نحن مطمئنين اكثر". اضاف: "نحن نريد ونعمل لمصالحة في العمق، ونأمل ان يتصرف الجميع على هذا الاساس"، مشيرا الى "ان هموم الوطن ترافقنا ونأمل ان تتحسن الاوضاع الاقتصادية التي وضعنا لها خطة استنهاض ومشاريع عدة". واكد حداد "اننا نعرف قيمة الاستقرار الذي نتمتع به انطلاقا من عدد السواح، لا سيما الاوروبيين منهم، الذين يأتون الى لبنان".

...والمجلس الرعوي

وكان رئيس الجمهورية التقى وفد المجلس الرعوي في دير القمر المكون من رعية سيدة التلة المارونية ورعية مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك، اتوا مرحبين برئيس الجمهورية في الشوف وبيت الدين. وتحدث باسم الوفد الاب جوزف ابي عون الذي قال: "انحن نفتخر بكم لأنكم حيثما حللتم رفعتم رأس لبنان عاليا، واكدتم على متانة حضوره. اطال الله بعمركم لتقودوا سفينة الوطن الى بر الامان". ورد عون فقال: "اتيت الى هنا لأنني اعتبر ان من واجبي لقاء جميع اللبنانيين حيثما هم. وكان من الواجب ان آتي الى هنا منذ السنة الاولى لاستلامي الحكم، لكن وضع قصر بيت الدين آنذاك لم يكن ليسمح بذلك حينها. ما يهمنا اليوم هو استتباب الامن والاستقرار، وان تسود العدالة والاحترام بين جميع مكونات الشعب اللبناني بتكافؤ تام بين الذين يعيشون في مجتمع متعدد. علينا ان نستمر ونعمل على التئام الجراح مهما تعرضنا من نكسات". وأكد عون "أن الظروف اليوم تأمنت ليعيش الجميع بكل احترام مع بعضهم بعضا. ونحن سنعمل على ازالة عوامل الخوف كافة وبث الروح الايجابية بين الجميع، متطلعين الى عودة الجميع الى قراهم حتى الذين لم يعودوا اليها بعد".

لبنان إلى «طوارئ» اقتصادية و«بيت الدين» يرمّم علاقة عون - جنبلاط

وفد ضخم من «التقدمي» زار رئيس الجمهورية في مقرّه الصيفي

الكاتب:بيروت - «الراي» ... يستعدّ لبنان لأسبوعٍ يستعيد معه الديناميةَ السياسية - الاقتصادية بعد استراحةِ العيد التي لم تَغِبْ عنها تطوراتٌ يفترض أن تلفح نتائجُها المرحلةَ المقبلة التي يبدو أن لا صوت فيها سيعلو على صوت الملف الاقتصادي - المالي رغم دقّة العناوين الأخرى ذات الصلة بالوقائع الساخنة في المنطقة التي ترتبط بها بيروت عبر «حبْل السرّة» الذي يمثّله «حزب الله» كرأس حربةٍ في المشروع الإيراني. وبدا أن «الخاصرةَ الرخوةَ» الاقتصادية - المالية للبنان ظلّلتْ المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة سعد الحريري في واشنطن، وسط انطباعٍ كرّستْه المواقف المعلنة بأن هذا «الخطر» ساهَم في تجديد ما يشبه «درع الحماية» للحكومة اللبنانية عبر تحييدها حتى إشعارٍ آخَر عن تبعاتِ المسار المتدحْرج للعقوبات الأميركية على «حزب الله» وربما حلفاء له. ورغم أن خلاصاتِ محادثاتِ الحريري التي تَوَّجَها بلقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ليل الخميس، كرّست مضيّ الولايات المتحدة في استراتيجية التشدّد بالعقوبات على «حزب الله»، ولكن مع الحفاظ على خيار دعم لبنان واستقراره ومؤسساته «التي تتمتع بصدقية»، فإن ثمة رصْداً في بيروت لكيفية التوفيق بين هذين الحدّيْن وتجنيب «بلاد الأرز» ارتدادات «الموجات الجديدة» من تلك العقوبات وخصوصاً أن بيروت لا تملك قدرة على التأثير في القرار الأميركي الحاسم في هذا الاتجاه. وفي موازاةِ إشاعة الحريري وقريبين منه أجواء ارتياح لمحادثاته في واشنطن ونتائجها على قاعدة الفصل بين عمل الحكومة اللبنانية وبين مسار المواجهة الأميركية مع إيران و«حزب الله» والذي عَكَسه بومبيو واصفاً طهران بأنها «تهديد للمنطقة» والحزب بأنه «يهدد لبنان بما يقوم به نيابة عن إيران»، فإن مناخاً مُتَذَبْذِباً عبّر عنه مسؤولٌ في الخارجية الأميركية نَقَلَتْ عنه «العربية» و«سكاي نيوز»، أنه «إذا استمرّ (حزب الله) في القيام بما يفعله، ستكون هناك تداعيات»، وكاشفاً «أن العقوبات تم تطبيقها من قَبل على أبناء الطائفة الشيعية وعناصر حزب الله، لكنها لن تكون مقتصرة على أبناء طائفة واحدة في لبنان»، ولافتاً إلى أن بومبيو «تحدث الى الحريري دون أن (يمضغ كلماته) وأكد أن واشنطن تحاسب حكومة لبنان بمقياس عالٍ، ولو تابع حزب الله فعل ما يقوم به فإن الولايات المتحدة ستّتخذ الإجراءات التي يفرضها القانون». وإذا كان جوهر الموقف الذي عاد به الحريري، بحسب أوساط مطلعة في بيروت، وتحديداً لجهة تأكيد دعم الجيش والقوى الأمنية والإشادة الكبيرة بأداء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتأييد مسار «سيدر» للنهوض الاقتصادي والمالي من شأنه أن يعطي دفْعاً لمرحلة السعي لبدء تنفيذ مقررات هذا المؤتمر ابتداء من الشهر المقبل، فإنّ مجمل ما سمعه رئيس الحكومة في واشنطن وما حمله سيكون الأسبوع المقبل أمام اختباراتٍ متلاحقة لمتانة المناخ السياسي الجديد الذي ولّدتْه «تسوية البساتين» قبل عشرة أيام، ومدى قدرة الحكومة والقوى السياسية على أن تكون على قدر ما تتطلّبه المرحلة من «ورشة إنقاذ بالتوازي مع المبادرة سريعاً لإعلان حالة طوارئ اقتصادية وإصلاحية، فكلنا في مركب واحد» كما قال رئيس البرلمان نبيه بري، وذلك بعدما كان رئيس الجمهورية ميشال عون وضع العنوان الاقتصادي - المالي أولوية الأولويات أيضاً، معتبراً أن «ما تحقق في الورقة الاقتصادية المالية التي أقرت في اجتماع قصر بعبدا (قبيل صلحة البساتين) أمر مهم جداً». وتمنى «أن يتعاون الجميع لوضعها موضع التنفيذ لا سيما وأنها أقرّت في حضور رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس مجلس الوزراء، وإذا لم يستطع كل هؤلاء تنفيذ الورقة فهذا يعني عدم وجود حُكم». وبحسب مصادر متابعة في بيروت، فإن «المشهدية» التي ارتسمت أمس في بيت الدين (الشوف غداة انتقال عون إليه لنحو أسبوعين)، مع الوفد الضخم (300 شخص) من «الحزب التقدمي الاشتراكي»، والكتلة البرلمانية للزعيم الدرزي وليد جنبلاط وفاعليات دينية وعائلية تقدّمتهم كريمة جنبلاط (داليا) الذي زار عون مرحّباً، شكّلت عنصر «تبريد» إضافياً وكرّست أجواء المصالحة التي كانت تُوّجت في القصر الجمهوري وأنهتْ الفصول الساخنة من «حادثة البساتين» (وقعت ميدانياً بين مناصري جنبلاط والنائب طلال ارسلان وسياسياً بين التقدمي والتيار الوطني الحر - حزب عون). وإذ يُنتظر أن يزور جنبلاط ونجله تيمور، الرئيس عون الأسبوع المقبل بعد عودتهما من الخارج وسط معلومات عن أن زعيم «التقدمي» سيوجّه دعوة لرئيس الجمهورية لزيارة المختارة، برز كلام عون أمام الوفد أمس، إذ أعلن «أنا سعيد لأننا تمكنا من أن نخرج من الحادث المؤسف الذي حصل في قبرشمون - البساتين. وقد سعينا كثيرا لإزالة آثاره الجارحة التي نتطلع إلى أن تزول كليا في وقت قصير»، مضيفاً: «المصالحة الأساسية (المسيحية - الدرزية 2001) التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا سياسياً. والاختلاف السياسي طبيعي في النظام الديموقراطي ولكنه ليس اختلافا على الوطن وعلينا أن نتفق على إعمار لبنان (...)». من جهته، تحدّث وفد «التقدمي» بلسان داليا جنبلاط التي توجّهت الى عون، معتبرة «أن وجود فخامتكم يشكل دفْعاً كبيراً للمصالحة والوحدة الوطنية في الجبل»، وهو ما كرره الوزير أكرم شهيب، مؤكداً «أن المصالحة كانت وستبقى عنواناً ساطعاً للعيش الوطني الواحد الراسخ في الجبل وعنواناً لتعزيز الحياة المشترك».

نتانياهو يقلل من أهمية تهديدات حزب الله قال إن حسن نصر الله القى الكلمة من أعماق مخبئه

موقع ايلاف....أ. ف. ب... القدس: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت إنه "غير متأثر" بخطاب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي حذر خلاله من القوة العسكرية للحزب. وقد اعلن نصر الله الجمعة في كلمة بثها التلفزيون أن حرب العام 2006 بين الطرفين ساعدت حزب الله على تطوير "نظام عسكري للدفاع عن قرانا وبلداتنا ومدننا". وكان يتحدث بمناسبة ذكرى هذه الحرب التي استمرت 34 يوما وأدت الى مقتل أكثر من 1200 لبناني، معظمهم من المدنيين، وأكثر من 160 إسرائيليا، غالبيتهم من الجنود. وحذر نصرالله من انه "إذا دخلت إسرائيل جنوب لبنان ... فسترى تدميرا مباشرا على الهواء للألوية الإسرائيلية". ورد نتانياهو السبت قائلا "لسنا متأثرين بتهديدات نصر الله". وتابع في بيان على تطبيق واتساب ان نصرالله "يعرف جيدا لماذا يلقي الكلمة من أعماق مخبئه". ونصر الله نادرا ما يظهر علنا. وكان صرح في مقابلة مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية عام 2014 انه يغير أماكن نومه بشكل منتظم، خصوصا منذ حرب 2006، لكنه نفى أنه يعيش مختبئاً. وقال في هذا السياق "أنا لا أعيش في قبو (...) الهدف من الإجراءات الأمنية هو الحفاظ على سرية الحركة لكن هذا لا يمنعني من التنقل ورؤية ما يحدث".

العقوبات الأميركية على حلفاء «حزب الله» رهن «التوقيت المناسب» وخبراء يستبعدون صدورها قريباً

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب... تترقب القيادات اللبنانية نتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري، لواشنطن، وتنتظر عودته إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، للاطلاع على فحوى المحادثات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم وزير الخارجية مايك بومبيو، والتثبّت من مدى جدية تهديدات إدارة الرئيس دونالد ترمب بفرض عقوبات على شخصيات سياسية مسيحية حليفة لـ«حزب الله»، في ظلّ معلومات تفيد بشمولها قيادات في «التيار الوطني الحرّ» ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، وانعكاسات ذلك على التوازنات الداخلية. ويتفق المتابعون لهذا الملف، على أن العقوبات الأميركية التي يمكن أن تُفرض على شخصيات سياسية وازنة يجري بحثها في واشنطن، لكن لا أحد يعرف توقيت إعلانها، وأشار الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، إلى أن هذه العقوبات «صدرت بقانون عن الكونغرس الأميركي، وهي تشمل (حزب الله) والمتعاملين معه». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا أحد في الولايات المتحدة قادر على تعديل قانون صادر عن الكونغرس، كما أن وزارة الخزانة الأميركية لا تتجاهل هذا القانون وستطبقه بحذافيره»، لافتاً إلى أن «الأسماء التي سترد في قائمة العقوبات الجديدة، رهن التحقيقات التي تجريها الآن وزارة الخزانة الأميركية، لتحديد أسماء الذين يتعاملون مع الحزب، لا سيما بما يتعلّق بأدواره في الخارج». ويتفق المتابعون لهذا الملف على جدّية العقوبات، لكنّ تتباين آراؤهم حول توقيت تنفيذها، ووضع سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة ما يحصل في إطار الرسائل التحذيرية. ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأميركيين ماضون في معاقبة (حزب الله)، ورسائلهم التحذيرية إلى حلفاء الحزب تهدف إلى فك الالتصاق به، لكنهم ليسوا مستعدين الآن لخربطة الوضع الداخلي، لأن أي عقوبات تُفرض على الوزير جبران باسيل قد تصل إلى رئاسة الجمهورية، والأميركيون سبق أن فعلوها في إيران مع الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف». وقال: «الرسائل الأميركية موجهة بشكل أساس إلى التيار الوطني الحرّ، للكفّ عن توفير الغطاء السياسي لـ(حزب الله)». وتأتي هذه العقوبات ضمن جولة من الحرب الباردة بين الأميركيين والإيرانيين، وستطال معظم حلفاء طهران في المنطقة، ولفت الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، وهو سياسي شيعي مناهض لـ«حزب الله»، إلى أن «العقوبات الأميركية التي طالت وزير خارجية إيران جواد ظريف، ستنسحب على وزراء خارجية العراق وسوريا ولبنان، بوصفهم شركاء لأمين عام (حزب الله) حسن نصر الله»، مذكراً بأن نصر الله أعلن في أحد خطاباته أنه ألغى الحدود ووحّد الساحات في هذه الدول. العقوبات على سياسيين لبنانيين من حلفاء «حزب الله» ليست وشيكة، وفق تقدير السفير السابق رياض طبارة، الذي عزا ذلك إلى أن «الإدارة الأميركية تبذل جهوداً لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل». ورأى أن «أي عقوبات اليوم ستخلط الأوراق وتغيّر موازين القوى في لبنان»، مشدداً على أن «الاستقرار في لبنان أولوية لدى الأميركيين والأوروبيين وحتى الإيرانيين»، معتبراً أنه «من المبكر التكهّن بوضع وزير الخارجية جبران باسيل على قائمة العقوبات، لأن ذلك سيوصل إلى رئاسة الجمهورية». من جهته، لفت مدير «مؤسسة الشرق الأدنى والخليج» الدكتور رياض قهوجي، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «العقوبات على شخصيات سياسية واقتصادية لبنانية حليفة للحزب، مطروحة على طاولة البحث في الإدارة الأميركية منذ أكثر من سنة». وقال: «كلما جرى النقاش في الشأن اللبناني تُطرح أسماء شخصيات مسيحية وغير مسيحية قريبة من (حزب الله)، لكن حتى الآن يتجنّب أصحاب القرار اعتمادها، لتخفيف الضغط السياسي والحفاظ على الاستقرار في لبنان». وأضاف: «حتى الآن الصوت الطاغي في الإدارة الأميركية هو تجنيب لبنان أي توتر سياسي قد يؤثر على الوضع الأمني». وتدرّجت العقوبات الأميركية على «حزب الله» في السنوات الأخيرة، بدءاً من رفض الفصل بين جناحيه السياسي والعسكري، وإدراجهما على لائحة الإرهاب، مروراً بفرض عقوبات مالية على كيانات وقيادات تابعة للحزب في مقدمها أمينه العام حسن نصر الله، وصولاً إلى فرض عقوبات على نواب في الحزب، وعلى رأسهم رئيس كتلة «حزب الله» في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد. ورأى قهوجي أنْ «لا أحد يعلم الوقت الذي تقرر فيه الإدارة الأميركية رفع الضغط عن الحزب وحلفائه لتزيد من عزلته، وتكرّس فصله عن البيئة المحيطة به، سواء من خارج القوى الشيعية، أو حتى عن الشيعة غير المنتمين إليه لكنهم يؤيدونه سياسياً». ولا يقلل قهوجي من أبعاد فرض هكذا عقوبات على سياسيين. وختم قائلاً: «إذا استهدفت العقوبات شخصيات وازنة سياسية واقتصادية، فإن ذلك سيخلق حالة من الذعر تدفع الكثيرين لاتخاذ موقف من العلاقة مع (حزب الله)».

إحباط أربع عمليات تهريب عند الحدود مع سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط»... أحبطت مديرية الجمارك اللبنانية أربع عمليات تهريب عبر الحدود البرية في العبودية شمال لبنان، وذلك ضمن الخطة التي كانت قد بدأتها في الفترة الأخيرة لمكافحة عمليات التهريب عند المعابر غير الشرعية والتي يبلغ عددها نحو 136 بين الحدود اللبنانية - السورية باعتراف المسؤولين اللبنانيين. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن مديرية الجمارك، وبناء على توجيهات المدير العام بدري ضاهر نصبت عدة كمائن لعمليات تهريب عبر الحدود البرية في العبودية، أسفرت عن توقيف 4 عمليات تهريب أهمها كمية كبيرة جداً من الدخان والمعسل، إلى جانب أدوية تنظيف منزلية وخضراوات، مشيرة إلى أنه تمت إحالة المضبوطات والموقوفين إلى القضاء المختص بجرم تبييض أموال. وكان وزير المالية علي حسن خليل قد أعلن خلال مناقشة موازنة عام 2019 عن «وجود 136 معبراً غير شرعي، تهدد اقتصاد البلد وتساهم في عجز المالية العامة وتقليص الواردات»، وهو ما يشير إليه مسؤولون لبنانيون بشكل دائم معترفين بعدم القدرة على ضبطها، رغم أنها تؤدي إلى خسارة لبنان نحو 600 مليون دولار سنوياً. وكان قد أعلن بعد الاجتماعات الأخيرة للمجلس الأعلى للدفاع عن اتخاذ قرار بضبط هذه المعابر لضمان ذهاب هذه الأموال إلى الخزينة وخفض العجز.

مرحلة سياسية جديدة مع عودة الحريري والأولوية للوضع الاقتصادي

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير... يستعد لبنان للدخول في مرحلة سياسية جديدة مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من واشنطن بعدما أجرى محادثات ناجحة شملت وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومسؤولين أميركيين آخرين وانتقال رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المقر الصيفي للرئاسة في قصر بيت الدين، ويُفترض كما يقول مصدر وزاري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن تفتح الباب أمام الالتفات إلى الوضع الاقتصادي باعتباره أولى الأولويات التي تستدعي إخراجه من التأزّم الذي يلاحقه ولو على مراحل. ويلفت المصدر الوزاري إلى أن انتقال الرئيس عون إلى بيت الدين تلازم مع بداية انفراج يدفع في اتجاه إعادة تفعيل العمل الحكومي بدءاً من معالجة الأزمة الاقتصادية التي كانت حاضرة بامتياز في محادثات الحريري في واشنطن، التي أبدت حرصها بلسان بومبيو على الحفاظ على الاستقرار في لبنان ودعم الجهود الرامية إلى إخراج الوضع الاقتصادي من التأزّم مع أن هناك من بادر إلى التشكيك بها إلى أن فوجئ بأن حملات التشكيك لم تكن واقعية. ويؤكد المصدر أن انتقال عون إلى بيت الدين تلازم أيضاً مع بوادر انفراج في علاقته برئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في ضوء تقديره بأن هذه العلاقة تشكّل عنصر الاستقرار في الجبل وتحمي المصالحة الدرزية - المسيحية فيما الاختلاف معه سيرتد سلباً ليس على الجبل فحسب، وإنما على كل لبنان. ويرى أن وقف تعطيل جلسات مجلس الوزراء انعكست إيجابياً على مجمل الوضع الداخلي، ويقول إن التسوية التي تم التوصل إليها لوقف السجال حول حادثة الجبل قوبلت بعدم ارتياح من قبل رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل، لشعوره بأنها جاءت من خارج حساباته السياسية. ويعتبر المصدر الوزاري أن مجرد الدخول في خلاف مع جنبلاط والرهان على محاصرته يعني أن الجبل لن ينعم بالاستقرار وأن التعويض عنه بتقوية موقع النائب طلال أرسلان سيقود حتماً إلى تهديد المصالحة لافتقادها إلى الشريك الدرزي القوي للمسيحيين في توفير الحماية لها وتحصينها. ويكشف المصدر نفسه أن الرئيس عون لم يتردد في اتخاذ موقف داعم للمخرج الذي ابتدعه رئيس المجلس النيابي نبيه بري من دون التريث في حسم موقفه ريثما يجري مشاورات مع بعض الأطراف تمهيداً لإبداء موافقته النهائية. ويعتقد أن عون أراد من خلال موافقته على اقتراح بري الذي كان وراء وقف مسلسل تعطيل جلسات مجلس الوزراء، تمرير رسالة لمن يعنيهم الأمر بأنه هو صاحب القرار وأنه لا ضرورة للتشاور مع باسيل الذي يتهمه خصومه بأنه يتصرف وكأنه «الرئيس الظل». ويؤكد المصدر الوزاري أن لمسات بري كانت وراء إعادة التواصل ولو بحدود معينة بين «التقدمي» و«حزب الله» والذي تجلى في اتصال المعايدة الذي أجراه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا بكل من الوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي، أعقبته مشاركة وفد من «التقدمي» في الاحتفال الذي أقامه الحزب لمناسبة الذكرى الثالثة عشرة للعدوان الإسرائيلي على لبنان. ويضيف أن بداية التواصل بينهما تدفع في اتجاه التعويل على دور بري في فتح قنوات الحوار بينهما وبرعايته أيضاً، ويؤكد بأن هذا الحوار سيعيد التفاهم بينهما إلى ما كان عليه في السابق لجهة تنظيم الاختلاف ووضع آلية سياسية لصموده وعدم العودة بعلاقتهما إلى نقطة الصفر. ويوضح المصدر الوزاري أن قيادة «حزب الله» لعبت دوراً في توفير الغطاء لإنجاح مبادرة بري بدعم غير مشروط من الحريري، ويؤكد أن تحرك بري لدى عون وأرسلان أدى إلى معاودة مجلس الوزراء لعقد جلساته، وإن كان الأخير اضطر للموافقة على مضض واعداً نفسه بأنه سيحصل على «جائزة ترضية» مع طرح التعيينات على جدول أعمال الحكومة.

أما لماذا أبدى «حزب الله» كل هذه المرونة وضغط لعقد جلسة مجلس الوزراء، مع أن طرح حادثة الجبل على جدول الأعمال لإحالته على المجلس العدلي غاب كلياً عن الجلسة؟

يجيب المصدر الوزاري: «إن الحزب ضغط على أرسلان لسحب شروطه لعقد الجلسة، وفي نيته توجيه رسالة من خلال موقفه هذا إلى المجتمع الدولي أنه لا صحة لما يقال بأن الحزب يضع يده على البلد، وبالتالي فهو الذي يسيطر على القرار ويقف وراء تعطيل جلسات مجلس الوزراء. ويؤكد أن الحزب أراد أن يرد على هذه الاتهامات من زاوية أنه يشكّل عامل استقرار في المعادلة السياسية وكانت له اليد الطولى في الضغط على حلفائه لتهيئة الأجواء أمام انعقاد جلسة هادئة للحكومة». ويضيف: «إن الحزب يريد الالتفاف على الدفعة الجديدة من العقوبات بإدراج اسمَي رئيس كتلة (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد وزميله في الكتلة أمين شري على لائحة العقوبات، إضافة إلى الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة لوقف التمييز بين جناحيه العسكري والمدني، وبالتالي انتهز فرصة وقف تعطيل الجلسات ليقول للمجتمع الدولي بأن من يُتّهم بالإرهاب ويُدرج اسمه على لائحة العقوبات كان وراء إعادة تفعيل العمل الحكومي. ويرى المصدر الوزاري أن «حزب الله» بادر إلى التحرك في أكثر من اتجاه لإعادة الروح إلى مجلس الوزراء لأن استمرار تعطيل جلساته سيوفر مادة سياسية وإعلامية دسمة لخصومه في الداخل والولايات المتحدة الذين كانوا يتحضّرون لإلقاء المسؤولية عليه في شل العمل الحكومي في ظل التأزم الاقتصادي وتفاقم الأوضاع المعيشية التي تدفع بالبلد إلى الانهيار ما لم يتم تداركها في إيجاد الحلول لكل هذه الأزمات. كما أن «حزب الله» بحسب المصدر الوزاري لا يريد التفريط بالحماية السياسية التي يتمتع بها والتي لا يزال في حاجة إليها لمواجهة الضغوط التي تستهدفه.

 

 



السابق

مصر وإفريقيا...... السيسي يأمر بهدم مقام صوفي من أجل المصلحة العامة.....الإحتفالات الشعبية تعمّ السودان بعد توقيع اتفاق تاريخي يمهد للانتقال إلى حكم مدني...«الجيش الوطني» الليبي يقصف مواقع لحكومة «الوفاق»...محتجون غاضبون يقتحمون أول ندوة لـ«لجنة الحوار» في الجزائر.....استقالات جماعية لأطباء المغرب احتجاجاً على تردّي أوضاعهم...

التالي

أخبار وتقارير....قصف إسرائيل مواقع إيرانية في العراق... يحرج واشنطن....تظاهرات جديدة في موسكو بعد شهر من احتجاجات المعارضة....ألمانيا تدرس ملفات عائلات «الدواعش» تمهيداً لاستعادتهم من سوريا....تجدد المواجهات بين الهند وباكستان ...سقوط أشهر مهرب للسلاح إلى مناطق الحروب في العالم بيد الشرطة البلجيكية...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,735,836

عدد الزوار: 6,911,119

المتواجدون الآن: 94