لبنان...اللواء....الحريري إلى واشنطن غداً.. وباسيل يُفجِّر «التفاهم» مع «القوّات»..."المطارنة الموارنة": حل الأزمة يحتّم عودة الحكومة إلى الالتئام....هل تم «تدويل البساتين»... في لبنان؟....باسيل: انتقلنا من حجز الحرية في 7 آب 2001 إلى حجز الوطن والحكومة في 2019 وسننتصر....عون: لا أحـد يملي علينا ما يجب قوله نحن نملي ونؤثر... السفارة الأميركية: لرفض إستغلال حادث قبرشمون لأهداف سياسية....رئيس برلمان لبنان: الإستقرار مطلوب من الجميع ولن أسمح بتمزيق البلد...

تاريخ الإضافة الخميس 8 آب 2019 - 4:40 ص    عدد الزيارات 2106    القسم محلية

        


اللواء....الحريري إلى واشنطن غداً.. وباسيل يُفجِّر «التفاهم» مع «القوّات»... بيان السفارة في عوكر يحذِّر من إثارة النعرات على خلفية أحداث قبرشمون.. وبعبدا تعترض....

فتح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الباب لمناسبة مرور 18 عاماً، على ما يسميه اعتقالات 7 آب 2001 امام العدلية، بتغطية من مصالحة الجبل، والتي شملت المناصرين العونيين، جبهة جديدة من المواجهات السياسية في البلاد، مع حزب «القوات اللبنانية» مسيحياً، مشترطاً وقف ما أسماه «برنامج الكذب» للعودة إلى «اتفاق معراب». اما مع خصومه، فتوسع في المعركة، معلناً: «خيارنا الكشف عن الفساد الحقيقي والقاتل الحقيقي، بالكلمة والشائعة، وهي أبشع أنواع القتل». وقال ان تياره التزم الطائف في العام 2005، معتبراً ان من يمس بالمناصفة يمس بالطائف، وأن إلغاء الطائفية السياسية غير ممكن دون إنشاء مجلس الشيوخ واللامركزية الإدارية.. واضعاً جدول أعمال ثقيل امام المجلس النيابي في جلسة 17 ت1 المقبل، الموعد الذي حدده الرئيس نبيه برّي لجلسة تلاوة رسالة الرئيس ميشال عون حول تفسير المادة 95 من الدستور. وعلى وقع إطفاء محركات برّي، وتصعيد باسيل غير المسبوق، وبيان السفارة الأميركية في بيروت الذي يحذر من تأجيج النعرات الطائفية على خلفية حادث قبرشمون المأساوي عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت على ان يستأنف نشاطه في السراي الكبير اليوم، ويستقبل نواب البقاع. وعلمت «اللواء» ان الرئيس الحريري سيغادر غداً إلى الولايات المتحدة للقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وفي المعلومات الخاصة بـ«اللواء» ان الوزير باسيل، أبدى امتعاضه من عزم السفيرة على إصدار البيان الذي استبقت بعبدا صدوره برفض اية املاءات من أية جهة.

بيان السفارة الأميركية

إلى ذلك، شكل بيان السفارة الأميركية بخصوص حادثة قبرشمون، والذي اعتبر بمثابة رسالة أميركية لمن يعنيهم الأمر في السلطة والقضاء بوجوب تحقيق العدالة من دون تدخل سياسي أو تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية، الحدث السياسي الذي اقتحم أمس مشهد الصراع الداخلي الذي بلغ مرحلة الغليان، في ظل انكفاء الأدوار والوساطات وتوقف محركات المبادرات، ولا سيما مبادرة الرئيس نبيه برّي، فيما بدا ان أي احتمال لانعقاد مجلس الوزراء، لا يبدو متاحاً قبل انتهاء عطلة عيد الأضحى ومن ثم عطلة انتقال السيدة العذراء، خصوصاً إذا لم يتأمن نوع من التوافق عن فصل موضوع استئناف عمل الحكومة عن تداعيات حادثة البساتين. وإذ كان لافتاً للانتباه ان بيان السفارة جاء في أعقاب الهجوم العنيف لقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي على العهد «ووزراء البلاط» كما اسماهم بيان الوزير وائل أبو فاعور، واتهامه بالضغط على القضاء لفبركة تحقيقات وروايات جديدة لحادثة قبرشمون تمهيداً لكسر زعيمه النائب السابق وليد جنبلاط، أو زجه في السجن، بحسب ما طالب عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ماريو عون، الا ان اللافت أكثر كان في اعتراض «حزب الله»، عبر قناة «المنار» على البيان، باعتبار انه يُشكّل تدخلاً سافراً في الشؤون اللبنانية، ووصفه «بالبيان التحريضي» بهدف التسعير الطائفي، وصب الزيت على دماء حادثة قبرشمون، بما يفرض طرح الكثير من علامات الاستفهام حوله في المضمون والتوقيت - ودائماً حسب «المنار» - في حين ان مضمون الرسالة الأميركية يحتمل قراءتين:

- اما اعتبار المختارة خطاً أحمر، بحيث رفض البيان أي محاولة لاستغلال الحادثة بهدف تعزيز أهداف سياسية.

- واما انه انتصار لمنطق الدولة والقانون من خلال تأكيد واشنطن دعم المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخل سياسي.

ومهما كان، فإن البيان الأميركي، وهو الأوّل من نوعه على هذا المستوى، أبرز خطورة ما يحصل أو حصل في الجبل، وما قد يحصل جرّاء الحادثة ما لم تتم إعادة الأمور إلى نصابها، في القضاء والسياسة، حيث أعلنت السفارة عن دعم الولايات المتحدة المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخل سياسي، مشيرة إلى ان «اي محاولة لاستغلال الحدث المأسوي الذي وقع في قبرشمون في 30 حزيران الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية يجب ان يتم رفضه»، لافتة إلى ان «الولايات المتحدة عبرت بعبارات واضحة إلى السلطات اللبنانية عن توقعها ان تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية».

بعبدا لا تعلق

وفيما لم يصدر عن قصر بعبدا أي تعليق على بيان السفارة الأميركية، ربما باستثناء ما كان أعلنه الرئيس ميشال عون، قبل صدور البيان من ان «لبنان لا يخضع لاملاءات أحد ولا يؤثر عليه أحد». وأفادت مصادر مطلعة لـ«اللواء» بما يشبه الرد على المطالعة السياسية والقضائية للحزب الاشتراكي، «ان القضاء سائر سواء كان قضاء عدلياً أو عسكرياً أو جنائياً»، مؤكدة الالتزام بالتحقيقات سواء بالظن أو بالادانة التي تصدر عنه اي الإلتزام بأي قرار يصدر عن القضاء. واشارت الى انه وبالنسبة الى الشق السياسي فإن الامور لا تزال مكربجة ولكن في نهاية المطاف على مجلس الوزرإء الأنعقاد بصورة أو بإخرى إذ لا يمكن للبلد ان يدخل في أسر في هذه الأوقات التي تتطلب تدابير مهمةوعلى اكثر من صعيد بسبب الخلاف على المجلس العدلي. واشارت الى ان على الحكومة ان تجتمع وما من خيار آخر اما كيف ومتى وبدعوة من فهده أمور لوجيستية لكن لا بد لمجلس الوزراء من الإنعقاد وهناك اعتقاد ان المسؤولين المخلصين ورؤساء السلطات الدستورية وصلوا الى الأقتناع الذي وصل اليه الرئيس عون بأنه لا بد من الاجتماع والبت، في مسألة المجلس العدلي وهناك آلية ترعى موضوع اتخاذ القرارات، وليتم الالتزام بما يصدر. ورأت ان القضاء يأخذ بالاعتبار جميع المعطيات والتحقيقات ويبني قراراته على هذا الأساس مشيرة الى ان القضاء ادار اذنه الطرشاء على اي بيان أو مؤتمر ويعمل، أما إذا كان هناك من قاضٍ حوله علامات استفهام وإذا كان هناك من تهديد أو استعطاف أو ترهيب أو غير ذلك فهناك جهة يمكن اللجوء اليها وهي التفتيش القضائي ومطلب رد قاض يعود الى قرار المرجعية التي تنظر، وما يتخذه رئيس محكمة استئناف بيروت بشأن قرارات القاضي باسيل ونحن نلتزم بذلك.

أجندات مختلفة للرؤساء

وكشفت هذه المطالعة للمصادر القريبة من بعبدا عن وجود اجندات مختلفة لدى الرؤساء الثلاثة الذين يبدو انهم مجتمعون على ضرورة عقد جلسة للحكومة، لكنهم يختلفون على جدول أعمالها، حيث يُصرّ الرئيس الحريري على ان لا تكون الجلسة متفجرة، بمعنى ان تطرح مسألة المجلس العدلي على التصويت، بحسب ما يرى الرئيس عون، لأن ذلك قد يؤدي إلى انفجار الحكومة من الداخل، في حين بدا ان الرئيس برّي أقرب إلى منطق رئيس الحكومة، لجهة ضرورة انعقاد جلسة لمجلس الوزراء بشكل منفصل عن حادثة قبرشمون، أي ان لا تكون هذه الحادثة على جدول أعمال الجلسة، بانتظار اكتمال عمل المحكمة العسكرية. وفي تقدير مصادر مطلعة انه في حال توافق الرؤساء على طرح برّي فإنه بإمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء بعد عيد الأضحى مباشرة، علماً ان الرئيس عون ينوي تمضية جزء من فصل الصيف في القصر الرئاسي في بيت الدين، اعتباراً من منتصف الشهر الحالي، بحيث يؤمل ان يأتي الحل قبل انتقاله إلى القصر الصيفي أو ربما معه، وتنتهي القطيعة بينه وبين جنبلاط الذي جرت العادة ان يقوم بالترحيب بالرئيس لدى قدومه إلى القصر.

برّي يطفئ محركاته

غير ان المصادر استدركت بالنسبة إلى تفاؤلها، مشيرة إلى ان الأمور معقدة أكثر من هذا التبسيط، حيث تتداخل الاعتبارات السياسية والحزبية الضيقة والمصالح الانتخابية والتحالفات، لتضفى المزيد من التشنج في العلاقات، لافتة إلى ان الرئيس برّي أعلن أمس إطفاء محركاته، حيث «جرت الرياح بما لا تشتهي سفنه» بالنسبة لمساعيه، أو لمبادرته التي قطعت شوطاً كبيراً من التوافق بين جميع الكتل السياسية مبدياً امتعاضه من الخطابات العالية السقف التي انعكست سلباً على محاولات التهدئة. ولفتت هذه المصادر «إلى ان علاقة الرئيس برّي مع الرئيس عون علاقة تواصل ولا خلاف بين الرجلين، لكنه بعد كلام عون عن ان قضية قبرشمون أصبحت عنده، فضل عدم التدخل»، محذرة من «دقة الوضع على المستويات كافة اقتصادياً واجتماعياً وحتى على مستوى العلاقات بين القوى السياسية. وقال بري خلال لقائه «نواب الأربعاء» في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة انه لن يسمح على الإطلاق بكل ما من شأنه ان يؤدي الى تفريق اللبنانيين أو تمزيق البلد، معتبرا ان «الاستقرار السياسي والأمني والمالي امر مطلوب من الجميع، خصوصا أن المؤسسات المالية الدولية تتطلع بنوع من الحذر والقلق الى الوضع في لبنان». وشدد النواب نقلا عن الرئيس بري على أن أي مبادرة في حاجة الى توافق سائر الأطراف المعنية، مشيرا الى أن مبادرته كانت قد قطعت شوطا كبيرا نحو توافق الأطراف المعنية، وكان هناك قبول صريح وضمني، ولكن بعد سماع كلام مغاير قرر ان يطفئ محركات هذه المبادرة آملا ارتفاع منسوب الوعي والحكمة عند الجميع إزاء الأوضاع القلقة التي يمر بها البلد، مشيرا الى «وجوب ان يتذكر الجميع انه بتاريخ 23 آب الجاري سيكون هناك تصنيف مالي دولي»، وقد ابلغ وزير المال رئيس المجلس ان اتصالات قد جرت امس بين حاكمية مصرف لبنان والمؤسسات المالية الدولية ووزارة المالية، مشيرا الى ان الأزمة السياسية هي عرضة لعلامات سلوك، لذا المطلوب طي الملفات الخلافية وحرصه من اجل الوصول الى مصالحة شاملة وكاملة تعني الجميع.

باسيل يحتفل بـ «قصره الرئاسي»

ولم تغب حادثة الجبل، ولا مصالحة الجبل، عن الخطاب الذي ألقاه رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، في احتفال التيار بذكرى 7 آب 2001 ووضع حجر الأساس لإنشاء مقر التيار فوق هضبة في منطقة ضبيه قرب هضبة نهر الكلب، ضمن قطعة واسعة استأجرها التيار من الرهبنة المارونية اللبنانية، سيطلق عليه لاحقاً اسم «بيت الشعب» تيمناً بـ«قصر الشعب» في بعبدا، لكن باسيل لم يشر بالاسم إلى الحزب التقدمي الاشتراكي ولا إلى اسم جنبلاط، الا انه تحدث عن محاولات لاغتياله سياسياً، وعن قطع الطريق والاعتداء على وزراء ونواب يزورون مناطقهم، مشيرا إلى ان «الوقائع واضحة ولن يستطيع ان يتهرب منها أي قضاء عسكري أو عدلي أو جنائي». وقال انه «لن يستأذن أحد لندخل إلى بيوتنا في الجبل ولن نسمح بالاقطاعيات السياسية»، في إشارة إلى جنبلاط، لافتا إلى ان كل تعاطينا قبل حادثة قبرشمون، هو مفهوم الدولة مقابل اللادولة، ومنطق الميليشيا مقابل منطق الدولة، في إشارة ضمنية إلى الحزب الاشتراكي، الذي قال مرتبطة بالخارج وتلجأ إلى وكالات الاستخبارات والسفارات فيما نحن فمع دولة القانون التي نريدها محصنة ضد الخروقات من الخارج. وتطرق باسيل بعد ذلك إلى المصالحة المسيحية- المسيحية، معلناً انها لن تمس، لكنه شن هجوماً على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مسمياً اياه بالاسم، مشيرا إلى انه طالب باتفاق معراب كبديل سياسي مقابل تأييد العماد عون للرئاسة، كاشفاً ان جوهر الاتفاق ان نكون معاً بدعم الرئيس وان نتفاهم على التعيينات والانتخابات، لكن جعجع أراد ان يأخذ التعيينات والحكومة، واكتشف ان ربحه بالمعارضة والشعبية يكون باتهامنا بالفساد، وبدأ يشن الحملات الكاذبة علينا، وبدل ان يكون معنا كما هو الاتفاق ذهب لعرقلة الحلول بحجة الفساد، وبات عمله محاربة الرئيس ورئيس الحكومة وصولاً إلى دعم علني لاختطاف رئيسها (في إشارة إلى ما حدث مع الرئيس الحريري في تشرين الثاني من العام 2018 حين أعلن استقالته من الرياض). وتابع انه نبّه جعجع من ان سلوكه سيؤدي إلى إيقاف الاتفاق بيننا، لكنه اختار الاستمرار في سياسة الكذب واستسهال الافتراء من دون ملف، وخلص إلى ان سياسة السكوت وتحمل الظلم أنهت، الا ان باسيل أعلن انه سيعطي جعجع فرصة أخيرة للعودة إلى روحية الاتفاق وتطبيقه، مبدياً اعتقاده بأن إنقاذ اتفاق معراب مازال ممكناً». وقبل ان ينهي كلمته تطرق إلى معركة تطبيق اتفاق الطائف، مؤكداً ان المادة 95 من الدستور واضحة ونحن لا نريد تعديلها، لكننا لا نقبل الانتقال من المناصفة إلا إلى دولة مدنية مع مجلس شيوخ ومركزية إدارية موسعة، لأن إلغاء الطائفية السياسية وحدها لا يكفي، الا انه رأى ان البعض ما يزال يريد العودة إلى منطق العد، وسنعلم في الجلسة النيابية في 17 تشرين الأوّل من هو يهوذا الاستخريوطي. وختم، انتقلنا في 7 آب 2001 من حجز الحرية إلى حجز الوطن والحكومة في 2019، لن نخاف من اغتيالنا المعنوي وسننتصر وتنتصر معنا الحقيقة مهما كان حبل كذبهم طويلاً، سننتصر وتعود الحكومة إلى العمل التي لا يريدونها ان تنتج وان يحكم الرئيس، إلا انه لم يقل كيف؟ وبانتظار رد مفصل من قيادة «القوات»، رد عضو كتلة «​الجمهورية القوية​« النائب ​عماد واكيم​ على باسيل​، قائلا: «ضعيف يقاوم، قصير يطاول. مهما حاولت لن تصبح زويعم». في حين ردّ أمين سر تكتل «الجمهورية القوية​» النائب السابق ​فادي كرم​ على رئيس التيار «الوطني الحر» الوزير ​جبران باسيل​ قائلا :»يشرفك دعم ملفاتنا لأنها ملفات نظيفة، ولا نقبل على أنفسنا دعم ملفاتك لأنها وسخة. بدعمك لملفاتنا تصبح إصلاحيا ولكن بدعمنا لملفاتك نصبح فاسدين».

"المطارنة الموارنة": حل الأزمة يحتّم عودة الحكومة إلى الالتئام ومعالجة ملف قبرشمون مع القضاء المختص بعيدا من التسييس..

بيروت - "الحياة" ... لفت المطارنة الموارنة "انتباه المسؤولين في الدولة إلى أن حل هذه الأزمة الراهنة والتي طالت كثيرا، يحتم على الحكومة اللبنانية تجاوز الخلافات السياسية بين أعضائها، والعودة إلى الالتئام من أجل بت مسألة قطع الحساب للأعوام المنصرمة، وتحريك عجلة الإقتصاد الإنتاجي من خلال شفافية الدولة وديناميتها، وتسهيلاتها الأمنية والإدارية والمالية المتنوعة". وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي ترأس في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، اجتماع مجلس المطارنة الشهري الذي تم خلاله عرض مجمل الشؤون الوطنية والكنسية، اضافة الى "الوضع الاقتصادي المتردي والشلل الحاصل في مؤسسات الدولة نتيجة التجاذبات والخلافات السياسية". وأثنى الآباء في بيان على "منتدى بكركي الاقتصادي الاجتماعي الذي عقد في الصرح البطريركي في 2 و3 آب (أغسطس) الجاري. وقد نظمته المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للإنماء الشامل، وشارك فيه حوال 250 شخصا من لبنان ومختلف بلدان الانتشار. وكان موضوعه: "معا نجذر شبيبتنا". وتدارسوا فيه السبل لخلق فرص عمل لشبابنا انطلاقا من المشاريع الاقتصادية المنتجة، والتكنولوجيات الإنمائية الجديدة، وأصدروا بيانا في شأنها. وأملوا "لو أن المجلس النيابي صحح عند إقراره قانون الموازنة العامة، العيوب والنواقص الاقتصادية والمالية، عملا بالنهج السياسي الصحيح المبني على خدمة الصالح العام". وحيا الآباء "القمة الروحية المسيحية الإسلامية التي انعقدت في 30 تموز(يوليو) الماضي في دار طائفة الموحدين الدروز، مؤيدين مواقفهم فيها، ولا سيما بيانهم الختامي الذي شدد على ثبات الصيغة اللبنانية "الإنسانية الراقية"، وحذر من الإساءة إلى العيش المشترَك، وشدد على ضرورة التمسك بالثوابت الدستورية. وهم يدعون القيادات السياسية والمجتمع الأهلي إلى الإلتفاف حول المؤسسات الرسمية والعمل بأحكام الدستور والميثاق وإطلاق خطة نهوضٍ شاملة للوطن". وعبروا عن "استيائهم الشديد لحادثة قبرشمون المؤسفة التي أدت إلى تعطيل عمل الحكومة. فانقطعت عن الاجتماعات منذ شهر ونصف الشهر، مع كل تداعيات هذا الانقطاع سياسيا وأمنيا واقتصاديا". وناشدوا الحكومة بوصفها السلطة الإجرائية، "معالجة هذه القضية مع القضاء المختص، بعيدا من أي تسييس". وذكروا بأن "خطوة المصالحة التاريخية تلقي على قيادات الجبل وأهاليه مسؤولية تحصيلها بمقومات العيش معا، والتشارك في الواجبات والحقوق على قدم المساواة. وهم لذلك يأملون بترجمة الاختلاف توافقا سريعا وبدء إجراءات ميدانية تشاركية ملموسة، تأكيدا لنموذجية الجبل على الصعيد الوطني المرتجى". وأبدى الآباء "استغرابهم الشديد للحملة على الدولة اللبنانية من اللاجئين الفلسطينيين، رفضا لتنفيذ وزارة العمل القانون القاضي بضبط العمالة الفلسطينية والأجنبية في لبنان وتنظيمها، بما يحفظ حقوق اللبنانيين وغير اللبنانيين على السواء، عملا بالقوانين المرعية، ويصون خصوصا السيادة اللبنانية. وهم يدعون إلى تصحيح بوصلة المطالب الفلسطينية، بتوجيهها نحو حقوق اللاجئين الأساسية، ولا سيما حق عودتهم إلى ديارهم".

هل تم «تدويل البساتين»... في لبنان؟...

واشنطن «على الخط»... جنبلاط ليس متروكاً... وكيف سيردّ تحالف عون - «حزب الله»؟...

الكاتب:بيروت - من وسام أبو حرفوش,بيروت - من ليندا عازار .. شكّل الدعمُ الذي قدّمتْه الولايات المتحدة عبر سفارتها في بيروت أمس، لرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بوجه «أي محاولة لاستغلال الحَدَث المأسوي الذي وقع في قبرشمون (البساتين - عاليه) في 30 يونيو الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية»، أول مؤشّرٍ معلن إلى التداعيات الخارجية التي بدأت تترتّب على المسار الذي أَخَذ ينحدر إليه هذا الملف واضعاً البلاد أمام مأزق خطير و«في قبضة» معادلاتٍ صعبة في ميزان الربح والخسارة باتت تحكم المحاولاتِ الشائكة لإيجاد «سلّم النجاة» بعدما صارتْ المواجهةُ «وجهاً لوجه» بين رئيس الجمهورية ميشال عون والزعيم الدرزي (جنبلاط). وجاء البيانُ «غير المألوف» الذي أصدرتْه السفارة الأميركية وأكدتْ فيه أن واشنطن «تدعم المراجعة القضائية العادلة والشفافة من دون أي تدخل سياسي» في حادثة البساتين، كاشفة عن أن «الولايات المتحدة عبّرتْ بعباراتٍ واضحة إلى السلطات اللبنانية عن تَوَقُّعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة من دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية»، محمَّلاً بالرمزيات والمغازي في 3 اتجاهاتٍ قرأتْها أوساطٌ مطلعةٌ كالآتي:

* أن هذا الدخول الأميركي المباشر على خط الأزمة يوجّه رسالةً برسْم الخارج «الإقليمي» بأن جنبلاط، الذي غالباً ما تعاطى مع السياق الذي انزلق إليه «ملف البساتين» على أنه تتويجاً لمحاولاتٍ من النظام السوري و«حزب الله» لتطويعه وتأديبه على خلفية تموْضعاته الإقليمية، ليس متروكاً في هذه المواجهة، وأن أي مساعٍ للانقلاب على التوازنات في الواقع اللبناني تخضع لـ «عين حمراء» أميركية ودولية.

* أن الخطوة الأميركية تشكل إشارةً قوية ومتقدّمة «بلا قفازات» إلى أن واشنطن «على نفْس الموجة» مع جنبلاط في قراءته لخلفيات ما اعتبره «المؤامرة التي تحاك ضدّه عبر فبركة اتهامات في المحكمة العسكرية (أحيل عليها الملف)»، وأنها تعاين عن كثب مسار هذه القضية وأبعادها السياسية في ضوء اندفاعة تحالُف عون - «حزب الله» بوجه زعيم «التقدمي» الذي رسمت الولايات المتحدة «خط دفاعٍ» عما يمثّله، مدعوماً من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في إطار «الخيارات اللبنانية».

* أن الانخراطَ الأميركي المباشر في «حلبة الصراع»، على وهْج سيْف العقوبات المصلت على «حزب الله» والذي يتم التلويح بإمكان أن يتوسّع ليشمل حلفاءه، يمكن أن يرْفد «التوازن السلبي» الذي كان حَكَمَ هذه الأزمة منذ بدايتها بـ «مقوياتٍ خارجية»، ولكنه في الوقت نفسه يعْكس «تدويلاً» لـ «أزمة البساتين» ومساراتِها السياسية والقضائية وسبل الخروج من «حفرتها»، بما يرجّح أن يضيفَ تعقيداتٍ إلى محاولاتِ فكفكة المأزق بعدما كان فريق عون بكّر في ربْط ما اعتبَرَه تَشدُّداً من جنبلاط بلقاءٍ عَقَدَه الأخير قبل فترة مع سفراء عدد من الدول الكبرى والاوروبية تحدّث أمامهم عن محاولة لمحاصرته وعزْله.

وفي رأي الأوساط المطّلعة أنه بعدما كان عون أَقْفَلَ البابَ أمام المعالجة السياسية بإعلانه أن المستهدَف في حادثة البساتين كان صهره رئيس «التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل ناقلاً المعركة من مربّعها الدرزي - الدرزي (بين جنبلاط والنائب طلال ارسلان طرفي اشتباك البساتين) إلى ملعب المواجهة بين العهد وجنبلاط، أتى الدخول الأميركي (في الصورة) ليشي بمضاعفات قد تكون أكثر حدة ولا سيما أنها يمكن أن تستحضر عناصر التوتّر الاقليمي - الدولي وتحديداً الأميركي - الإيراني إلى الحلبة اللبنانية».

وتوقفت الأوساط نفسها عند حصول هذه «النقْلة النوعية» بينما كانت أنظار الداخل شاخصة على بلوغ سقوف التصعيد المتبادل بين «التيار الحر» و «التقدمي» ذروتها، مع ردّ باسيل مساء أمس خلال وضْعه الحجر الأساس لمقرّ حزبه على «الاشتراكي» الذي كان شنّ (الثلاثاء) هجوماً كاسحاً على عون وفريقه الوزاري وفي مقدّمه وزير الخارجية من بوابة ما اعتبره «فبركة ملف اتهام سياسي بحق طرف أساسي» في المحكمة العسكرية محذّراً رئيس الجمهورية ضمناً بأن ما تبقى من ولايته صار على المحكّ.

وفيما تم التعاطي مع مجمل هذه التطورات على أنها مؤشرات إلى استحالة توقُّع حصول أي خرْق في جدار الأزمة في المدى المنظور وسط رهانٍ على عطلة الأضحى علّها تساهم في تبريد «الأرض السياسية» قبل استئناف أي وساطات جديدة، سجّل يوم أمس سلسلة إشارات تصبّ في هذا الاتجاه وأبرزها:

* مضيّ عون في تَشدُّده بإعلانه «أن مَن يرفض العدالة يرفض المجتمع الذي لا يمكنه العيش في الفوضى، وما حصل (في البساتين) تترتب عليه نتائج قضائية وهو سلَكَ طريقه في هذا المجال حالياً»، معتبراً «ان القضاء يملك صلاحية الحزم والعقاب وفق القوانين المرعية».

* تأكيد رئيس البرلمان نبيه بري أنه أطفأ محرّكاته موجّهاً رسائل برسم عون الذي اعتُبر كلامه حول «المكمن أُعدّ لباسيل ولستُ شيخ عشيرة» بمثابة استهداف مبكّر للمبادرة التي كان يستعدّ بري لإطلاقها على قاعدة العمل على مصالحة بين جنبلاط وارسلان برعاية عون مع فصل المسار القضائي لحادثة البساتين عن جلسات مجلس الوزراء (في ضوء رفْض الحريري عقد جلسة يُطرح على جدول أعمالها هذا الملف المتفجّر).

ودعا بري «إلى ضرورة اجراء مصالحة شاملة وكاملة اضافة لعقد جلسات حكومية على ألا يكون النقاش حول البساتين»، مؤكداً «مستعدّون للعمل من أجل إنقاذ البلد ولكن إذا كان هناك عدم قبول من أي أحد لا أعتقد ان المبادرات ستنجح».

وفي موازاة ذلك، نُقل عن مصادر الرئيس الحريري (تلفزيون ال بي سي آي) «ان الحديث عن اعتكافه لا أساس له وأنه سيكون في بيروت بين ساعة وأخرى إلّا إذا حصل ما يستدعي البقاء خارج البلد»، وأنه متمسك برفض تحويل مجلس الوزراء «جبهتين» عبر نقْل الاشتباك السياسي الى طاولته، وأنه غير مرتاح لارتفاع حدة السجالات.

باسيل: انتقلنا من حجز الحرية في 7 آب 2001 إلى حجز الوطن والحكومة في 2019 وسننتصر

بيروت - "الحياة" ... أكد رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل خلال وضع حجر الاساس للمقر العام لـ"التيار" في ضبية، "اننا في 7 آب (أغسطس) حملنا الظلم لوحدنا ولا زلنا، والبرهان اننا نحتفل بهذه الذكرى لوحدنا. نحمل شعار حرية وسيادة واستقلال بوجه قوى سياسية. نحن نستذكر الماضي الذي نفتخر به. في 7 آب ضربنا وحبسنا وانتصرنا، ولذلك اخترنا 7 آب لوضع حجر أساس لبيتنا". وقال :"العماد ميشال عون كان يقول اننا أحجار الزاوية في البيت اللبناني، ومصرون على سياسة التفاهمات مع كل الناس، نريد ان نبني بيتا لبنانيا، أي دولة وليس مزرعة، وهذا جوهر الخلاف في البلد. بيت التيار نريد ان نبنيه بفلس الارملة، لذلك نحن بحاجة إلى مساعدتكم". اضاف: "نبني بيتنا من تبرعات الناس. ستسمعون الكثر من الانتقادات ممن لديهم قصورا بنوها من أموال الخارج. ويبقى شرفنا بالتيار أننا لا نمد يدنا على جيوب الناس ولا على أموال الدولة، ولا نمد يدنا إلى الخارج لنبيع القضية. بنوا قلاعهم من الخوات ومن تمويل الخارج ويعيبون علينا فقرنا، ويتم وصفنا بالفاسدين". واشار الى انه "سيكون هناك نصبا للحقيقة في بيت التيار، لأن الحقيقة تحررنا وهي أعلى قيمة في حياتنا العامة، سقف الحرية هو الحقيقة. قررنا دفن الكذبة والاشاعة هناك، ونعطي درسا لكل الكاذبين. عهدي لكم أن لا يتم اعفاء أي شخص من الذين يكذبون عنا، وان نلقنهم درسا في الاخلاق". وتابع: "هذا البيت حلمنا وسنحققه مهما كان صعبا، ولا شيء يوقفنا عن أحلامنا، هذا البيت نبنيه في قلب لبنان ونرى منه كل لبنان، كي نكون دائما شفافين ومنفتحين. سنبقى لبنانيين وطنيين ومشرقيين، وسنحافظ على هذه الارض ونبني البيت على صخرة الاستقلال لنقول ان لبنان صخرتنا. لا بديل لنا عن هذا الكيان برسالته وتنوعه، ولا يوجد بقعة أرض في العالم تعطينا عنه بديلا، لا بديل عن لبنان طالما فينا نبض، وسنبقى هنا من أجل الدفاع عن لبناننا".

"نريد المصالحة العميقة لا السطحية"

وقال باسيل: "وفيت بعهدي وعلى عهدي سأكمل، التيار رسالة ومشروع لوطن، وهذا التيار، من دون التذرع بأوضاع استثنائية في البلد سيقوم بالعملية الانتخابية رقم 7، وسينتخب رئيسا له من القاعدة الشعبية، وسنؤمن المشاركة للجميع كي نظهر اننا نقوم بما لا تستطيع الدولة ان تقوم به". واردف: "نتعرض لنفس 7 آب السياسي بعد 17 عاما. 7 آب نتيجة ما سمي مصالحة الجبل، وتم اعتقالنا جماعيا مع تلفيق التهم، اليوم مازلنا وحدنا نعمل، لأننا نريد المصالحة العميقة لا السطحية. العودة بدأناها سياسيا وأتينا بنوابنا. عودة المهجرين أردنا انهاءها من خلال وضع خطة تهدف لاقفال الوزارة، المصالحة العميقة عبرنا عنها بقداس دير القمر وظهر لاحقا الرفض لنفس كميل شمعون في الجبل". اضاف: "أهلنا في الجبل لهم الحق بالانماء الحقيقي من دون أي تمييز. ردة فعلنا عدم الوقوع في الكمين والشرك السياسي، ولن نسمح بمشكل درزي - مسيحي في الجبل، ونعمل بثبات من أجل الشراكة ولا تراجع مهما كذبوا. قطع الطريق والاعتداء حصل على وزراء ونواب يزورون مناطقهم وناسهم، الوقائع واضحة ولن يستطيع ان يتهرب منها أي قضاء عسكري أو عدلي أو جنائي". وتابع: "لن نستأذن أحدا لندخل إلى بيوتنا في الجبل، ولن نسمح بالاقطاعيات السياسية والجيش من واجبه أن يحمينا. تعاطينا ما قبل الحادثة هو مفهوم الدولة مقابل اللادولة. ترون اليوم منطق الميليشيا مقابل منطق الدولة، الميليشيا مرتبطة بالخارج، أما نحن فدولة القانون التي نريدها محصنة ضد الخروقات من الخارج، وسنبقى عابرين للطوائف ونعمل من أجل المصالحة العميقة بالنفوس مهما عرقلوها".

"بات عمل جعجع محاربة الرئيس ورئيس الحكومة"

وقال: "اتعهد ان لا أمس أي يوم بالمصالحة المسيحية - المسيحية، لذلك تحملت الظلم والكذب اعتقادا مني أنني أحميها، وتبين انني أسيء إليها، وأعتقد انه لا زال ممكنا انقاذ اتفاق معراب، والاتفاق غير المصالحة التي حصلت في الرابية. لن نعود مهما حصل للاقتتال الداخلي، أما اتفاق معراب اتفاق سياسي طالب به سمير جعجع كبدل سياسي مقابل تأييد العماد ميشال عون للرئاسة، وتم تعميم جو أننا أخلينا بالاتفاق، والحقيقة ان جوهر الاتفاق أن نكون معا بدعم الرئيس، وأن نتفاهم على التعيينات والانتخابات، وأراد أن يأخذ التعينات والحكومة، واكتشف ان ربحه بالمعارضة والشعبية هو باتهامنا بالفساد، وبدأ يشن الحملات الكاذبة علينا. وبدل أن يكون معنا كما هو الاتفاق، ذهب ليعرقل الحلول بحجة الفساد، وبات عمله محاربة الرئيس ورئيس الحكومة...". اضاف: "نبهته بأن هذا السلوك سيؤدي إلى إيقاف الاتفاق بيننا، إنما هو اختار الاستمرار بسياسة الكذب بدل الحفاظ على الاتفاق، وبات استسهال الافتراء من دون ملف. وأقول اليوم ان سياسة السكوت وتحمل الظلم انتهت، وأنا أعطي فرصة أخيرة للعودة إلى روحية الاتفاق وتطبيقه، واليوم هي الفرصة وغدا نعود إلى الاتفاق إذا أوقفوا الافتراء علينا".

"لا نقبل الانتقال من المناصفة إلا إلى دولة مدنية"

واشار باسيل الى ان "القاتل بالكلمة والإشاعة هو أبشع من القاتل بالسلاح، بقيت ساكتا لكن إلى متى. متى طرحوا مشروعا ولم نقف معهم؟ لا تقفوا معنا بمشاريع انقاذ البلد واستعادة الحقوق ولا الشراكة بالجبل، على الاقل لا تقفوا ضدنا من أجل حسابات لا تستأهل. الرئاسة أرخص من حقوقنا وأرخص من الكرامة في الجبل. لا نقبل الانتقال من المناصفة إلا إلى دولة مدنية مع مجلس شيوخ ومركزية ادارية موسعة، والغاء الطائفية السياسية وحدها لا يكفي". وقال: "اعتبرنا ان كل اللبنانيين خرجوا من منطق العد الديموغرافي، ويبدو ان البعض يريد العودة إليه. الطائفي هو الذي يضرب التوازن الوطني. نريد ان نعرف من هو يهوذا الاسخريوطي، ونريد ان نعرف اذا كان العيش المشترك كذبة أو حقيقة. لن نقبل بحصار أو بالغاء أو حتى باحباط أي مكون، نتيجة خسارة طرف في المنطقة أو ربح طرف آخر، نحن لا نربح على بعضنا بل نربح لبعضنا وللبنان. حلمنا ببناء التيار القوي ولبنان القوي لم يتغير وأنتم الاساس الذي نريد ان نبني التيار عليه". وختم :"انتقلنا من حجز الحرية في 7 آب الـ 2001 إلى حجز الوطن والحكومة في 2019، لن نخاف من اغتيالنا المعنوي وسننتصر وتنتصر معنا الحقيقة مهما طال حبل كذبهم. سننتصر وتعود الحكومة إلى العمل. لا يريدونها ان تنتج وان يحكم الرئيس، نحن لدينا نقطة ضعف هي حرصنا على البلد وخوفنا في هذه المرحلة على اقتصاده ووضعه الصعب، لذلك لم نضع شروطا. وأطمئنكم اننا سننقذ هذا البلد وسننقذ اقتصاده لكن ليس على حساب الوجود والحقوق".

عون: لا أحـد يملي علينا ما يجب قوله نحن نملي ونؤثر... السفارة الأميركية: لرفض إستغلال حادث قبرشمون لأهداف سياسية

بيروت - "الحياة" .... قال الرئيس اللبناني ميشال عون في ما يشبه الرد بطريقة غير مباشرة على الموقف الأميركي من حادثة قبرشمون - البساتين: "اللبناني اليوم يعيش في ظل الحرية والسيادة والاستقلال بالرغم من كل الحروب والضغوط التي واجهتنا، وهذا ما نتحدث به باسم لبنان في المحافل الاقليمية والدولية بما يعود بالفائدة على الجميع، من دون ان يملي علينا أحد ما يجب قوله، او أن يؤثر علينا، بل نحن من يملي ويؤثر". وكانت السفارة الأميركية في بيروت وفي تعليق هو الاول على الحادثة، أعلنت عن دعم "الولايات المتحدة المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخل سياسي"، وقالت في بيان: "إن أي محاولة لاستغلال الحدث المأسوي الذي وقع في قبرشمون في 30 حزيران (يونيو) الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضه". واشارت الى ان "الولايات المتحدة عبّرت، بعبارات واضحة، إلى السلطات اللبنانية عن توقعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية". موقف عون جاء خلال استقباله أمس (الأربعاء) في قصر بعبدا، وفدا من الانتشار اللبناني في عدد من الدول الاوروبية والاميركية يزور لبنان لقضاء فصل الصيف. وشدد عون على "اهمية الحفاظ على الولاء للدول التي احتضنت المنتشرين، دون ان يتعارض ذلك مع الابقاء على التعلق بالوطن الام وبالجذور، فنحن نتشارك وتلك الدول القيم ونتعاون في الامم المتحدة، حتى في ظل بعض الخلافات السياسية التي لا بد ان تمر فتبقى الحقيقة". وفي معرض النقاش الذي دار بين رئيس الجمهورية واعضاء الوفد، وردا على سؤال عن الاجراءات المتخذة للانطلاق بالاصلاح والمدة الزمنية التي يحتاجها، اعتبر عون ان "هذه المسيرة لا تنتهي وقد بدأناها، وعليكم انتم الشباب اكمالها بعد ان تتسلموها. وقد بدأت مسيرة الاصلاح بالفعل بعد ان كانت تحتاج الى تدابير لم توضع موضع التنفيذ، وتم فرض الامن والعدل، وهناك امور اخرى تحتاج الى وقت اكبر لتتحقق، على غرار السياحة مثلا، والوضع الاقتصادي الذي يحتاج الى بنية من عناصر عدة، كتسويق الانتاج واسترداد الاسواق الخارجية". وقال: "نتوجه كل عام الى الامم المتحدة للدفاع عن مواضيع اساسية، وهناك هذه المرة حدث كبير في تاريخ لبنان، اذ ستصوت الامم المتحدة في 13 ايلول (سبتمبر) المقبل على مشروع تقدمنا به بالغ الاهمية للبنان والعالم، ويساهم في ارساء السلام، وهو انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار". فالسلام سابقا كان يوضع على الورق فقط، ولذلك كان هشا ويسقط في كل مرة. اما ما ندعو اليه فهو سلام نابع من القلب ويقوم على معرفة وتفهم الآخر الى اي جنسية او طائفة او فكر انتمى اليه، ويجب بالتالي ان تعم ثقافة السلام، وهو ما يصبح ممكنا من خلال تخريج طلاب عبر هذه الاكاديمية. وبذلك يبقى لبنان وفيا لعراقته وتنوع مكوناته. ويمكنكم المساعدة في هذا المجال من خلال التسويق لهذا المفهوم ولهذه الاكاديمية، كما يمكن ان تكونوا اساتذة في الاكاديمية في مرحلة لاحقة".

"من يرفض العدالة يرفض المجتمع"

وعن نشر لبنان لثقافة السلام في وقت لا يزال فرقاء فيه لا يؤمنون بها ويعمدون الى قطع الطرق ومنع زيارات لوزراء الى مناطق لبنانية، أوضح رئيس الجمهورية ان "هدف الرسالة التي وجهتها للشباب منذ فترة، هو تعليم من تنقصه هذه الثقافة، ولو تصرفوا بموجب مضمونها لما كانت هناك من مشكلة، وبالتأكيد لا يحتاج احد الى "اذن خاص" للتجول في بلده، ومن يرفض العدالة يرفض المجتمع الذي لا يمكنه العيش في الفوضى. لذلك فإن الرسائل التي نوجهها من حين الى آخر تثقيفية، اما ما حصل فتترتب عليه نتائج قضائية وهو سلك طريقه في هذا المجال حاليا لان التعليم وحده لا يكفي، وهو يحتاج الى القضاء الذي يملك صلاحية الحزم والعقاب وفق القوانين المرعية الاجراء. فلا تخافوا طالما هناك من يضبط الوضع، فالمخالفات ستقمع عند حصولها، لانه حتى في المجتمعات المتطورة هناك حزم في التعاطي لضبط المخالفات".

"الفساد معشعش في المؤسسات لكننا سنستأصله"

وعن محاربة الفساد، اكد عون ان "هذه العملية قد انطلقت بالفعل وتم تحويل ملفات عدة الى القضاء"، مشيرا الى انها "مسيرة مستمرة وستتواصل، لكنها تتطلب وقتا لتؤتي ثمارها، لأن الفساد معشعش في مختلف المؤسسات، لكننا سنستأصله وسنعمل على محاربة براعمه التي قد تعود لتنمو. من هنا فإن هذه العملية يجب ان تكون مشروع تربية متواصلة تبدأ منذ الصغر". واشار الى ان "الامر يتطلب ايضا اجيالا عدة تتربى على نظام قيم جديدة تقوم على الوفاء للوطن والعمل من اجله، لا الحصول على الحاجات بالسرقة، من هنا وجوب التربية على الفكر السليم في المجتمع والمناعة الاخلاقية"، آملا "ان تواصل الاجيال الشابة العمل الذي بدأناه". ودعا عون الشباب اللبناني الى "الالتزام بما اوصيتكم به في الرسالة التي وجهتها اليكم قبل ايام"، مشددا على ان "الوضع الاقتصادي ليس بالسوء الذي يصوره البعض، فما من موظف الا وقبض راتبه والدولة تفي بكل التزاماتها"، معتبرا ان "ما يشاع هو مجرد إشاعات من شأنها ان تثير بعض النفوس، وهي غير صحيحة ولا هدف لها الا تصوير الوضع على انه سيء، وهذا امر مضر بالجميع على حد سواء".

"لمصالحة كاملة وشاملة تمهيدا لعقد جلسات للحكومة من دون التطرق الى حادثة قبرشمون"

رئيس برلمان لبنان: الإستقرار مطلوب من الجميع ولن أسمح بتمزيق البلد

بيروت - "الحياة" .. أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري خلال لقائه "نواب الأربعاء" أنه "لن يسمح على الإطلاق بكل ما من شأنه أن يؤدي الى تفريق اللبنانيين أو تمزيق البلد"، معتبرا أن "الاستقرار السياسي والأمني والمالي أمر مطلوب من الجميع، خصوصا أن المؤسسات المالية الدولية تتطلع بنوع من الحذر والقلق الى الوضع في لبنان". وقال بري وفق ما نقل عنه نواب أمس: "في ما يتعلق بحادثة قبرشمون والمبادرات وتوقف المحركات في هذا الاتجاه، أحيانا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وان اجراء مصالحة كاملة وشاملة مع الإسقاطات، يمثل ضرورة تمهيدا لعقد جلسات للحكومة، على ألا يكون هناك أي نقاش حول حادثة قبرشمون ما لم يكن هناك اتفاق مسبق حولها. والجميع يعلم دور رئيس المجلس في هذا الإطار"، وأشار الى "أنه قد أطفأ محركاته لاقتناع منه بأن هذا التوتر والتصعيد الحاصل لا يخدم ولا يفيد البلد، مطمئنا أن لا حاجة الى الهلع الحاصل في البلد والذي يسقط بمجرد انعقاد جلسة لمجلس الوزراء". واعتبر بري أن "لبنان، في غياب الاستقرار السياسي، يبقى مشوه حرب"، داعيا الى "الارتقاء في السلوك السياسي الى مستوى متقدم كي لا يستمر لبنان في هذه الحالة". وشدد نواب نقلا عن بري على أن "أي مبادرة في حاجة الى توافق سائر الأطراف المعنية"، مشيرا الى أن "مبادرته كانت قد قطعت شوطا كبيرا نحو توافق الأطراف المعنية، وكان هناك قبول صريح وضمني، ولكن بعد سماع كلام مغاير قرر ان يطفئ محركات هذه المبادرة، آملا ارتفاع منسوب الوعي والحكمة عند الجميع إزاء الأوضاع القلقة التي يمر بها البلد"، ولافتا الى "وجوب ان يتذكر الجميع انه بتاريخ 23 آب (أغسطس) الجاري سيكون هناك تصنيف مالي دولي"، وقد ابلغ وزير المال ان اتصالات قد جرت اليوم بين حاكمية مصرف لبنان والمؤسسات المالية الدولية ووزارة المالية"، مشيرا الى ان "الأزمة السياسية هي عرضة لعلامات سلوك، لذا المطلوب طي الملفات الخلافية. استمرار المراوحة في هذه الأزمة سيؤدي الى مزيد من التعقيدات والتحديات والتدهور وعلى الجميع السعي الى إجراء المصالحة الكاملة والشاملة وطيّ هذا الملف". وأكد النواب "استعداد بري للعمل من اجل انقاذ البلد، باعتباره مدركا حجم الأزمة. لكن إذا كان هناك عدم قبول من قبل أي أحد لا أعتقد ان المبادرات ستنجح". وأثار النواب أمام رئيس المجلس موضوع مستحقات المجالس البلدية من الصندوق البلدي المستقل، وأعطى توجيهاته بالتوافق مع وزير المال لدفع هذه المستحقات بعد عطلة عيد الأضحى مباشرة وقبل نهاية شهر آب (أغسطس).

"لن يتدخل بعد كلام عون الأخير"

الى ذلك أكدت مصادر الرئاسة الثانية أن "لا خلاف بين الرئيس بري ورئيس الجمهورية ميشال عون وقد يكون هناك تواصل بين الرئيسين ولكن بري لن يتدخل بعد كلام عون الأخير عن ان القضية أصبحت عنده." وإذ لفتت المصادر الى ان "التواصل بين عون وبري مستمر"، حذرت "من دقة الوضع على المستويات كافة اقتصاديا واجتماعيا وحتى على مستوى العلاقات بين القوى السياسية". واشارت الى أن "الرئيس بري غير مستاء من رئيس الجمهورية لانه يدرك ان كلام الرئيس عون ليس موجها ضد مبادرته". وكان بري التقى وفدا نيابيا ضم: سيمون ابي رميا، محمد الحجار، ابراهيم عازار، جورج عقيص وعدنان طرابلسي، وسلم الوفد رئيس المجلس تقريرا عن مشاركة الوفد في المؤتمر الذي عقد في العاصمة النرويجية اوسلو حول الطاقة. واختتم بري لقاءاته باستقبال السفير البريطاني لدى لبنان كريس رامبلنغ الذي قال: "ناقشنا التطورات الاقتصادية والسياسية التي حصلت في الأسابيع الماضية، فاستقرار لبنان هو أولوية بالنسبة إلينا، ونتمنى على الجميع التركيز في هذه المرحلة على التطور الإقتصادي. وفي هذا المجال ننظر بإيجابية الى إقرار الموازنة كخطوة اولى مهمة، ولكن تحتاج الى الكثير من العمل". واعتذر بري عن عدم تقبل التهاني بعيد الأضحى متمنيا "للبنانيين عموما والمسلمين خصوصا دوام الامن والاستقرار"، وآملا "ان يستلهم الجميع من قيم الحج والأضحى معاني الوحدة والتضحية".

جعجع أثنت على موقف بري ودعت عون لفصل قضية قبرشمون عن الحكومة

وقالت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ستريدا جعجع في بيان: "استوقفني موقف الرئيس نبيه بري اليوم، في لقاء الأربعاء النيابي، لناحية "ضرورة اجراء مصالحة كاملة وشاملة وعقد جلسات حكومية لمجلس الوزراء من دون التطرق لحادثة قبرشمون". وإذ أثني على الموقف الوطني والمسؤول للرئيس بري، أتوجه إلى المعنيين بالتساؤلات التي تضج على كل شفة ولسان: هل يعقل وهل يجوز ان تبقى الحكومة مشلولة لمدة شهر واسبوع في ظل الازمة الاقتصادية والمالية الخطرة التي نعيشها؟ بأي حق يقبل ويسلم المسؤولون بهذا الوضع الشاذ والعجز المتمادي؟". وأضافت: "ماذا سيحصل بموضوع سيدر واستحقاقاته؟ فالدول المانحة التي تراقب اداء الحكومة التي كان يفترض ان تكون حكومة "الى العمل" لن تعطي ثقتها للبنان لوقت طويل بعد في حال استمرار تعطيل العمل الحكومي. وحذر السفراء الاجانب من انعكاس التعطيل في حال طال لأشهر مقبلة، ليس على الحكومة فقط، انما على العهد الرئاسي ككل والذي يدخل النصف الثاني من ولايته. فالازمة الاقتصادية كبيرة وتهدد مختلف القطاعات والمؤسسات بما فيها القطاع المصرفي، وبالتالي اين المسؤولون مما يحصل؟ وهل يعون فعلا المخاطر الداهمة التي تلاحق معظم اللبنانيين في لقمة عيشهم ومستقبلهم وأمانهم؟". وتابعت: "الازمة تهدد الجميع والهيكل سيسقط على رؤوس الجميع في حال استمر شد الحبال القائم وافتعال التعطيل بحجج متنوعة". وقالت جعجع: "في المناسبة، اوجه تحية كبيرة الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حامي الدستور والقوانين ورمز الوحدة الوطنية، وأدعوه الى فصل قضية قبرشمون - البساتين عن مجلس الوزراء، عبر دعوته المجلس بالاتفاق مع دولة رئيس الحكومة سعد الحريري الى الانعقاد في اسرع وقت ممكن لمعالجة شؤون الناس وهمومها ومواجهة الازمة الاقتصادية والمعيشية الداهمة، لان الاوضاع لم تعد تحتمل المزيد من غياب السلطة التنفيذية وتعطيل دورها، كما لم يعد باستطاعة المواطنين تحمل هذه الاوضاع المزرية والازمات المتفاقمة". أضافت: "لبنان يحتاج الى عملية انقاذ سريعة ويجب وضع الخلافات جانبا، لان الوضع صعب ولكن غير ميؤوس منه، الا انه في حال بقي على ما هو عليه الان او استمر التعامل معه بالطريقة المتبعة حاليا، فسيصبح حتما اكثر يأسا. هذا الوضع يحتاج الى رجال دولة بامتياز، والمطلوب عودة جلسات الحكومة الى الانعقاد سريعا لاتخاذ الخطوات اللازمة وانقاذ البلد".

 



السابق

مصر وإفريقيا...السيسي: الأشرار المدمّرون لن ينالوا من عزيمة المصريين.. .هيئة الحوار في الجزائر تجتمع للمرة الأولى مع بعض ممثلي حركة الاحتجاج.....دعم سعودي وإماراتي بـ540 ألف طن من القمح للسودان...مسؤول أميركي يكشف عن سعي واشنطن لإعادة حفتر والسراج إلى طاولة المفاوضات..«الجيش الليبي» يدمر ثاني طائرة حربية... و«الوفاق» تعزز ميزانية الحرب...

التالي

أخبار وتقارير.....باكستان تطرد السفير الهندي وتعلق التجارة مع نيودلهي بسبب أزمة كشمير....رئيس وزراء الهند يغامر في ملف كشمير..الهجوم على إسرائيل سيجري من الشمال والجنوب في الوقت نفسه..ترمب يطالب كوريا الجنوبية بدفع مزيد من الأموال مقابل الدفاع عنها....تركيا ترسل سفينة تنقيب ثالثة إلى شرق المتوسط...غضب في الولايات المتحدة بعد اقتياد شرطة لرجل أسود بحبل...حزب الرابطة الإيطالية اليميني الشعبوي يتحضر لانتخابات مبكرة...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,159,216

عدد الزوار: 6,757,911

المتواجدون الآن: 136