لبنان.....نصرالله: "حزب الله الحاكم في لبنان" أكبر كذبة... ؟؟..التوريث السياسي يطرق أبواب رئاسة الجمهورية..لبنان يتوسط لإطلاق سراح أميركي محتجز بسوريا....عشرات المعابر والأنفاق...."سيدة الجبل" في باريس تحضيراً للمؤتمر المسيحي العربي...مدير عام «أونروا»: إجازات عمل الفلسطينيين لا تؤثر على وضعهم كلاجئين...اللواء....مشاهد سلبية تضع «التسوية الرئاسية» على المحَكّ؟... نصر الله لوضع «قبرشمون» على طاولة مجلس الوزراء.. وباسيل لإلغاء المادة 80 من الموازنة...

تاريخ الإضافة السبت 27 تموز 2019 - 5:26 ص    عدد الزيارات 2197    القسم محلية

        


نصرالله: "حزب الله الحاكم في لبنان" أكبر كذبة... إدعاء مندوب اسرائيل أننا نستخدم مرفأ بيروت لنقل السلاح​ مقدمات لفرض وصاية"..

بيروت - "الحياة"... نفى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "نفيًا قاطعًا إدعاء مندوب إسرائيل في مجلس الأمن داني دانون​ أن "حزب الله" يستخدم ​مرفأ بيروت​ لنقل ​سلاح​ أو مكونات سلاح إلى لبنان"، وقال: "بكل صدق وشجاعة أنفي وغير صحيح هذا الإدعاء، ولو كان في ذلك شيء منه لكنت التزمت الصمت ولا أنفي. هذا يأتي في سياق مقدمات لفرض وصاية يريد البعض ان يصل اليها في لبنان، وصاية على المرفأ والمطار والحدود، وما عجزوا في احد أهداف عدوان تموز (يوليو) أن يحققوه ، وهو المجيء بقوات متعددة الجنسيات الى هذه المواقع". ولفت إلى أن "في هذا الموضوع، يجب أن يكون هناك مسؤوليّة وطنيّة لبنانية وأن لا يدخل هذا الموضوغع في مزايدات، لأن من شأن ذلك تعريض المرفأ الى مخاطر". ونوه نصر الله في إحتفال، أقيم في الذكرى السنوية الـ31 لتأسيس "جهاد البناء"، و"شهداء هذه المؤسسة"، بـ"قرارات رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) بوقف تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع العدو الإسرائيلي"، مشيرا الى أن "ما يقلق إسرائيل هو وقف التنسيق الأمني، وهذا السلاح موجود بيد ​السلطة الفلسطينية​ وعليها استخدامه لوقف هدم المنازل".

"لمعالجة موضوع العمالة الفلسطينية بهدوء"

وتناول نصرالله ملف حقوق العمل للفلسطينيين في لبنان وقال: "تحت عنوان تأمين فرص عمل للبنانيين، حصل اصطدام بواقع اسمه العمال الفلسطينيين. وشدّد على أن "من المؤسف جدا أن في لبنان كل شيء يتعرض للتسييس، مثلًا سمعنا كلامًا أن الاعتصامات الفلسطينية حصلت بتحريض من "حزب الله" و"​حركة حماس​". عندما يُمنع الفلسطيني هو ليس بحاجة إلى التحريض حتّى يتظاهر أمر معيب وغير أخلاقي التحريض ضد "حزب الله" في موضوع العمالة الفلسطينية، وهذا الموضوع يجب أن يُعالج بعيدًا من المزايدات". وشرح أن "هناك فرقًا بين العامل الأجنبي والعامل الفلسطيني، أوّلًا لأنّ الفلسطيني ليس له بلد ليذهب إليه ويعمل داخله وهو لاجئ منذ سنوات طويلة، وثانيًا موضوع العامل الفلسطيني مرتبط بقضية كبيرة يُجمع عليها، وهذا الموضوع يجب أن يُقارب من هذه الزاوية. لا علاقة بين حقوق العمل للفلسطيني و​التوطين​". ودعا إلى "معالجة الأمر بهدوء، ونحن دعونا إلى حوار في هذا الموضوع".

"عوامل عدة دفعتنا لتأييد الموازنة"

وفي الشأن الداخلي أوضح أن "للمرّة الأولى، صوّتت كتلة "الوفاء للمقاومة" بالتأييد لموازنة الحكومة، وذلك نتيجة عوامل عدة، من بينها الوضع الاقتصادي والمالي الصعب وضرورة التعاون لمواجهته". أضاف: "منذ اليوم الأوّل، قلنا إنّنا سنتحمّل المسؤوليّة وذهبنا إلى نقاش جدّي في الحكومة وتمّ الأخذ ببعض ملاحظاتنا، وفي لجنة المال و​الموازنة​ كانت هناك جديّة كبيرة في نقاش الموازنة، نتيجة الحاجة بأن تخرج من مجلس النواب قويّة". وأشار إلى أن "في مجلس النواب، وصلنا إلى نقطة، أنّه إذا أعطينا تأييدنا للموازنة، يمكن أن نحصّل مكاسب للناس، مثلًا: بالنسبة إلى ضريبة 2 في المئة على كلّ المستوردات، رفضنا هذا الموضوع بالمطلق وتمّ عرض تسوية بأن يصوّت "حزب الله" على الموازنة على أن يتمّ تعديل هذا البند"، مفيدًا بأن "من الأمور الّتي تمّ تعديلها هو استثناء أساتذة "​الجامعة اللبنانية​" من منع التوظيف".

"لم نتدخل بتحويل حادثة قبرشمون الى "العدلي""

وركّز على أن "في لبنان يُقال الشيء ونقيضه من الأشخاص نفسهم، "هناك من يصوّر أنّ "حزب الله" يحكم لبنان ويسيطر على الحكومة ومجلس النواب والقضاء والجيش وإدارات الدولة، وهذه أكبر كذبة في ​تاريخ لبنان​". وقال: "لحقيقة أن حزب الله ليس حاكما للبنان، بل ما يجري هو خلاف لرغبته. لو كان حزب الله حاكما لبنان، لكنا منذ اليوم الاول حولنا حادثة قبرشمون الى المجلس العدلي. ومن يقول ان حزب الله هو الحاكم في لبنان يهدف إلى تحميله كل الاخطاء والاساءة للحزب وتحريض الناس عليه، وايضا تحريض الخارج دوليا واقليميا، وخصوصا اميركا عليه. ولذلك، يجب مقاربة الموضوع من الناحية القضائية، فأخصامنا يفهمون بشكل خاطىء علاقاتنا مع حلفائنا، نحن نحترم الحلفاء ولا نفرض عليهم اي شيء ولا نطلب منهم اخذ رأينا بشيء. نحن لسنا بوجهين، وانما بوجه واحد، وفي قضية قبرشمون المير طلال ارسلان طلب تحويل الملف الى المجلس العدلي، حليفنا مظلوم ومقتول وقلنا نحن معك رغم اننا تبلغنا كغيرنا بهذا الطلب من دون ان نتدخل بأي شكل من الاشكال. ومن الظلم والكذب والتزوير القول إن طلب ارسلان إحالة ملف قبرشمون على المجلس العدلي، هو محاولة من حزب الله وسورية لاستهداف هذه الزعامة او هذا الشخص. في كل هذا الملف اريد بوضوح القول انه اذا كانت لدينا مشكلة مع احد ونريد ان نواجهه نقوم بذلك مباشرة من دون استخدام احد، فحزب الله عندما تكون لديه مشكلة مع احد يقف في وجهه جهارا نهارا فنحن لسنا ضعفاء ونملك كل الشجاعة والحق". ولفت نصرالله إلى أن "حادثة قبرشمةن حصلت واستشهد شخصين في موكب الوزير ​صالح الغريب​ وكاد الوزير أن يُقتل. الوزير ينتمي إلى "الحزب الديموقراطي اللبناني"، وقام رئيس الحزب النائب ​طلال أرسلان​ وطالب بتحويل الحادثة إلى ​المجلس العدلي​. لم يسألنا، ونحن لسنا بوجهين ولسانين وما أقوله لأرسلان في الجلسات الداخلية أقوله في العلن، ولسنا عاتبين عليه. أرسلان هو المقتول وهو صاحب القرار". ورأى أن "حليفنا مظلوم وبالفعل الحادثة كادت تودي بالسلم الأهلي ومطلبه محق. "حزب الله" قال إنّه مع أرسلان في هذا الموضوع ولم نضغط على أحد".

"حزب الله لا يختبئ خلف حليف"

ونوّه إلى أنه "بدأ القول إنّ هناك استهدافًا لفلان والزعامة الفلانية، وأرسلان أداة لـ"حزب الله" بالحرب على فلان، وهذا مهين وهو كذب وتزوير وهروب من الحقيقة". وأوضح أن "رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ طلب تأجيل جلسة الحكومة، ولو حصلت الجلسة ماذا كان سيحصل؟ هناك وزير كاد يُقتل ووزير مُتّهم. هناك مشكل كبير حصل ولماذا الإستهانة بدماء الناس؟". وأشار إلى "أننا عندما قلنا مع حلفائنا إنّنا نتعاطى باحترام، فنحن إذًا لدينا مشكل مع احد نواجه بشكل مباشر باعلامنا ووجوهنا. "حزب الله" لا يختبئ خلف حليف أو صحيفة، ونحن لسنا ضعاف أو جبناء ونملك كامل الشجاعة عندما نريد أن نواجه أحدًا". وأمل أن "يتمّ الحوار بين زعماء ​الطائفة الدرزية​، ونحن لا نحّرّض أحدًا على أحد"، معلنًا "أننا مع عودة جلسة الحكومة بأسرع وقت ممكن. أنا أفهم من يقولون إنّ "حزب الله" يحرّض أرسلان للضغط علينا، حتّى نضغط على أرسلان ليتراجع، وأنا اقول إفعلوا ما شئتم لن نضغط عليه". وذكر "أننا قلنا له أنت حليفنا ونحن معكم ونصوّت معك ولا نتخلّى عنك، ولا نطلب منه أن يسألنا وأنا أخجل أن أعرض عليه أية مبادرة". وشدّد على أن "لا يهرب أحد من حادثة قبرشمون، هناك طرح للمعالجة ولا تكبّروا الموضوع حتى يضيع"، مركّزا على "أننا لا نعطل الحكومة، ومن الطبيعي أن يتمّ نقاش قضية قبرشمون داخلها. نحن خلف أرسلان وهو صاحب القرار ولن نخلي له ظهرًا".

لبنان: الرئاسة تجمّد الموازنة لـ "لغط" في المادة 80 ونائبان من كتلة بري يردان: لا خلل ولا لغط هرطقة دستورية

بيروت - "الحياة" ... غداة التوقيع على قانون موازنة العام 2019 من جانب رئسي البرلمان اللبناني نبيه بري والحكومة سعد الحريري وإحالتها الى قصر بعبدا ليوقّع عليها رئيس الجمهورية ميشال عون وتصبح نافذة. تم تجميد هذه الموازنة لدى الرئاسة الأولى على خلفية "لغط في اقرار المادة 80 يفرض جلاءه" وفق المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، وهي تتصل بمباريات مجلس الخدمة المدنية، والتي رأى البعض أنها لا تراعي مقتضيات الوفاق الوطني. وجاء في بيان للمديرية: "بالإشارة إلى القانونين المصادق عليهما من مجلس النواب والمتعلقين بنشر الموازنة للعام 2019، وإنجاز قطوعات الحسابات وتأمين الموارد اللازمة لديوان المحاسبة، إضافة الى قانون الموازنة والموازنات الملحقة للعام 2019، يهمُّ المدير العام لرئاسة الجمهورية الإفادة بأن المديرية العامة تسلّمت القوانين المشار إليها أعلاه مساء الأربعاء 24 تموز(يوليو) 2019، وقد باشرت الدوائر المعنية فيها درسها وفقًا للأصول الإدارية والقانونية المعتمدة، قبل رفعها إلى فخامة رئيس الجمهورية لاتخاذ القرار المناسب في شأنها، وذلك استنادًا إلى مواد الدستور 19 و56 و57. وتبيّن أن لغطًا يحيط في شأن إقرار المادة 80 من قانون الموازنة، الأمر الذي يفرض جلاءه، علمًا أن فخامة الرئيس يُدرك أهمية إقرار الموازنة ونشرها وانتظام الوضع المالي".

باسيل: اخلال بالتوازنات

وفي السياق اكد وزير الخارجية جبران باسيل خلال احتفال في زحلة بحضور الرئيس عون ان "ما حصل في المادة 80 من الموازنة ليس بسيطا لناحية الاخلال بالتوازنات والتفاهمات والاتفاقيات"، وقال:" ما بتحرز انو نضرب" التوازنات والتفاهمات والاتفاقيات من اجل 400 موظف لادخالهم فرضا الى القطاع العام". أضاف:" لا نريد أن نحمّل الرئيس مسؤولية إعادة الموازنة كما اننا لا نريد أن نتحمّل الطعن في الموازنة لا داخليا ولا خارجيا لأننا حريصون على البلد، لكن ما حصل يستأهل السؤال: ما معنى مقتضيات الوفاق الوطني؟ وما هي الشراكة؟" مشددا على وجوب الالتزام بحذف المادة 80 من الموازنة إما بقانون أو في الموازنة المقبلة وعدم تكريس هكذا أعراف تضرب صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة والوزير".

ميقاتي يستغرب

واستغرب الرئيس نجيب ميقاتي "الكلام عن تأخير اصدار الموازنة العامة لاعتراض فريق سياسي على المادة التي تحفظ حق الوظيفة لست سنوات للناجحين في مجلس الخدمة المدنية"، وسأل:" كيف نقول للناجح أنك لم تعين بسبب غياب التوازن الطائفي، علما ان هذا الكلام يتناقض مع الدستور الذي ينص على المناصفة في وظائف الفئة الأولى فقط، دون الفئات الأخرى؟". وسأل: "بماذا نجيب الشباب والشابات الناجحين، في ظل المناكفات والكلام الذي يؤدي الى المزيد من التعصب، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى الكلمة الطبية؟ هذا البلد لا يحكم بالمناكفات والشعارات، كما ان الممارسات الفئوية والعشائرية لا تحمي المذاهب والطوائف، ناهيك عن أن الموازنة التي أقرت ولو أنها ستؤدي إلى خفض العجز نسبيا تنعكس إنكماشا اقتصاديا". وقال: "إن الإصلاح يجب أن يبدأ من السياسة، وعلى السياسي أن يتخلى عن المناكفات، وأن تكون ثقته بالدولة أكبر، دولة نبنيها جميعا، ولا تكون خصما لأحد، دولة لا نتشاطر عليها، بل ندعمها لأن دعمها يقوينا نحن، وخير مثال على التشاطر ما يحصل على صعيد المطالبة بالمجلس العدلي".

... وحماده: تأخير إصدارها مؤامرة كبرى على "الطائف"

وأعلن عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حماده في تصريح "أن آخر ما أتحفتنا به المديرية العامة لرئاسة الجمهورية هو تأخير إصدار قانون الموازنة لإسقاط حق الناجحين في مجلس الخدمة المدنية. انها المؤامرة الكبرى على الطائف والدستور والمساواة بين المواطنين واحترام نتائج المباراة واعتماد الكفاءة دون اعتبار آخر في الفئات الوظيفية دون الفئة الأولى. إن الاجتهادات التي يخرج بها أهل البلاط منذ ثلاث سنوات لتفريغ إتفاق الطائف من مضمونه تؤسس لفتنة آتية نتمنى على رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس والحكومة اخمادها منذ اليوم". أضاف: "يستحق المسيحيون والمسلمون على حد سواء الناجحون في امتحانات مجلس الخدمة تغليب الكفاءة على الإنتماء المذهبي، ولا يجوز لأحد حرمانهم هذا الحق. إن للابتزاز حدودا وللتمادي في شل الحكومة وتعطيل الدستور ومخالفة إتفاق الطائف حدودا أيضا. إن جماعة العهد وحلفاءهم الكبار منهم والصغار، يدفعون البلاد إلى الفتنة والإفلاس اضافة الى المهالك الخارجية. بئس هذه التسوية التي جاءت بأسوأ ذهنية الى الحكم وهي نقيض لبنان الحر السيد المستقل العربي الديموقراطي".

"هدم آخر جسور الثقة بالدولة"

ورد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم على الاجراء الرئاسي بتغريدة جاء فيها: "محاولة اسقاط بند حفظ حق الناجحين في مجلس الخدمة المدنية بأسلوب ملتو هرطقة دستورية وهدم آخر جسور الثقة بهذه الدولة". أما عضو الكتلة ذاتها النائب محمد نصرالله فقال لـ"المركزية": "بحسب معلوماتنا، لا لغط حول الموازنة العامة، وهي عند رئيس الجمهورية ليوقعها ولا خلل في هذا الموضوع. الآن أثيرت مجددا قضية الناجحين في مجلس الخدمة المدنية"، لافتاً إلى "أن هذه القضية نوقشت في الهيئة العامة، التي وافقت على إعطاء فرصة جديدة لخريجي مجلس الخدمة المدنية وحفظ حقهم في الدخول الى الملاك أسوة بكل الخريجين الذين سبقوهم، علماً أن دورات كثيرة سبقت الدورة الاخيرة التي تعقّدت، كانت تشمل عدم توازن طائفي ومذهبي، مع الإشارة ان لا قانون يشير الى ذلك، والدستور لا يمنع هذا الامر"، مشدداً على "أن التوظيف في الفئة الاولى فقط ينص على مراعاة التوازن الطائفي". وكان رئيس الجمهورية أعاد الى مجلس النواب قانونين، طالباً اعادة النظر بهما: الاول يتعلق بإعفاء اولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني والحائزين على اقامات مجاملة من الاستحصال على اجازة عمل، والثاني يتعلق بمكافحة الفساد في القطاع العام وانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.

التوريث السياسي يطرق أبواب رئاسة الجمهورية

الشرق الاوسط....بيروت: يوسف دياب... لم يعد تداول السلطة علامة فارقة التي تميّز لبنان، بقدر ما بات مستنسخاً عن بلدان أخرى، بعدما أرسى زعماؤه ثقافة التوريث السياسي، وبات كلّ منهم يهيئ الأرضية لتوريث نجله أو زوجته أو أحد المقرّبين منه، وهذا ما بدأ يثير غضب بعض الفئات حيال عجز المجتمع اللبناني عن إنتاج نخب جديدة قادرة على قيادة البلاد. اعتادت الزعامات السياسية تاريخياً توريث أبنائها أو أحد أقاربها رئاسة الأحزاب التي تتولى قيادتها، أو المناصب النيابية والوزارية التي تشغلها، لكنّ التطوّر الجديد يكمن فيما يحكى عن توريث في رئاسة الجمهورية، وهذا ما يستشفّ بقوة من تحركات وزير الخارجية جبران باسيل، الذي يتهمه خصومه بالسعي لخلافة والد زوجته العماد ميشال عون في الرئاسة الأولى، وهذا ما جاهر به عون في مستهلّ السنة الثانية من عهده، عندما سئل عمّا إذا كانت لديه رغبة بتمديد ولايته، فأجاب: «أنا لا أسعى أبدا إلى التمديد، إنما أسعى إلى وراثة سياسية جيدة»، واستتبع عون هذا الكلام بموقف أشدّ وضوحاً عندما أعلن أن «باسيل يتعرّض لحملة سياسية لأنه يتصدّر السباق إلى رئاسة الجمهورية». وثمة أسباب جوهرية تحول دون خروج لبنان من دوامة التوريث، إذ أشار الوزير السابق رشيد درباس إلى أن «معظم الأحزاب اللبنانية نشأت على طروحات وشعارات تحديثية كانت أكبر من إمكاناتها، وسرعان ما اصطدمت طموحاتها بالواقع، فغرقت بين الإفراط في التوقّعات وصعوبة التطبيق، ما جعل الجميع يرتدّون إلى مناطقهم وطوائفهم وعائلاتهم». وأكد درباس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل المناطق بات لها إقطاعيون سياسيون، وكذلك الطوائف باتت لها مرجعياتها، فأصبحت هي من تنتج القيادات». وقال: «يكفي الزعيم أن يكون له ولدٌ فيرث زعامته، رغم أن الزعامات السابقة كانت أكثر وعياً وخبرة وفهماً لواقع لبنان». ولا تزال ظاهرة التوريث سمة العائلات السياسية اللبنانية، فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورّث الزعامة لنجله تيمور بعد أن ورثها عن والده كمال جنبلاط، وسعد الحريري ورث الزعامة السنية عن والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري بعد اغتيال الأخير في عام 2005، والرئيس السابق أمين الجميل ورّث رئاسة حزب «الكتائب» لنجله النائب سامي الجميل بعد أن ورثها عن والده بيار الجميل وشقيقه الرئيس الراحل بشير الجميل، أما النائب ميشال معوض فورث الموقع السياسي عن والده الرئيس الراحل رينيه معوّض ووالدته نايلة معوض، كذلك ورث النائب طوني فرنجية المقعد النيابي عن والده سليمان فرنجية، وهذا الحال ينسحب على عائلات لبنانية متعددة، مثل كرامي، وأرسلان، وسعد، والبزري، وسكاف، والمرعبي، وغيرها. وعزا درباس التوريث القائم إلى «غياب الأحزاب التحديثية، وهو ما جعل الأحزاب القائمة ذات طابع ديني وطائفي ومذهبي»، مشيراً إلى أن «(حزب الله) بما يملك من قدرة سياسية وعسكرية ومالية هائلة، أصبح صاحب بيئة طائفية بحتة»، مؤكداً أنه «في ظلّ الظروف الحالية لا أمل في التطوير والإقلاع عن التوريث إلا إذا حسم الصراع الإقليمي إذ قد نشهد إنتاج قيادات تغيّر الوضع القائم حالياً». وعن سابقة محاولة توريث الرئيس عون لصهره الوزير جبران باسيل، أجاب درباس: «لا أظنّ أن الرئيس عون يفعلها، وإذا قبل عون بذلك فإن الشعب اللبناني لن يقبل». الإمعان في التوريث السياسي بات موضع تذمّر كثير من الشخصيات السياسية، فقد أدان لقاء «البيت اللبناني» «محاولات تحويل لبنان إلى جمهورية وراثية أو توريثية، وترسيخ ثقافة التوريث السياسي». معتبراً أن الوراثة السياسية هي أحد أبرز معالم الفساد ومسبباته في النظام السياسي. وذكّر «البيت اللبناني» في بيان، بأن «لبنان دولة ديمقراطية وليس أملاكاً شخصية أو عائلية ليتم توريثها إلى الأقرباء والأبناء والبنات والزوجات». من جهته، رأى السياسي اللبناني توفيق الهندي، أن «التوريث السياسي في لبنان آفة قديمة هي نتاج البنية السياسية للمجتمع اللبناني». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم يسبق لرئيس جمهورية أن ورّث ابنه، حتى أهم الرؤساء الذين مرّوا بتاريخ لبنان، بدءاً من بشارة الخوري وفؤاد شهاب وكميل شمعون وسليمان فرنجية، لم يفعلوها، لكن يمكن القول إن الرئيس أمين الجميل ورث شقيقه بشير الجميل بعد اغتيال الأخير في شهر سبتمبر (أيلول) 1982». وللمرّة الأولى فتحت في لبنان معركة الانتخابات الرئاسية، في الثلث الأول من ولاية الرئيس ميشال عون، وكشف الهندي أن «هناك مساعي حثيثة لتوريث الوزير جبران باسيل رئاسة الجمهورية من الرئيس ميشال عون». وقال: «الظاهرة الجديدة مع جبران باسيل، أنه يسعى لوراثة رئيس لا يزال على قيد الحياة، ولا يزال في النصف الأول من ولايته الرئاسية»، معتبراً أن «الخطورة تكمن في أن (حزب الله) هو من يستعجل هذا التوريث لأسباب عدة، أهمها أن يحافظ على قوة التنظيم المسيحي الحليف له (التيار الوطني الحرّ)، لأنه إن لم يأت جبران باسيل رئيساً فإن هذا التيار سيضمر ويتراجع دوره بعد الرئيس عون». ويرى الهندي أن «ثمة أمرين سيحكمان تسريع التوريث الرئاسي: الأول ضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مع البرلمان الحالي الذي يملك (حزب الله) الأكثرية فيه، وهذا ما قد يضطر عون إلى الاستقالة قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي، لتهيئة الأرضية لانتخاب باسيل، والثاني تحسب الحزب لتطورات خطيرة على مستوى المنطقة قد يصبح فيها ضعيفاً، وتؤدي إلى تغيير في موازين القوى».

مع تخفيض موازنة القوى العسكرية والأمنية هل يتم الحد من القدرة اللوجستية للمؤسسة العسكرية اللبنانية؟...

بيروت: ريما زهار... فيما خفضت موازنة القوى العسكرية والأمنية، أُلقيت على المؤسسة العسكرية أعباء جديدة لا تريد هذه المؤسسة ولا تستطيع أن تتجاوز المسؤولية عن تحملها. فيما خفضت موازنة القوى العسكرية والأمنية، أُلقيت على المؤسسة العسكرية أعباء جديدة لا تريد هذه المؤسسة ولا تستطيع أن تتجاوز المسؤولية عن تحملها، لكن مع فارق أنّ الإمكانات المرصودة لها، تمّ تخفيفها بدل تعزيزها، وهذه الإمكانات، صحيح أنها تقاس بفلس الأرملة إذا ما قورنت بنسب التهرّب الضريبي والهدر والفساد والفشل في إدارة الدولة، فإنها بالنسبة للمؤسسة العسكرية تعني الحدَّ من القدرة اللوجستية، والمَس بما يجب أن يحافظ عليه للعسكريين كي يقوموا بمهماتهم.

السلاح

في هذا الصدد، يؤكد النائب السابق نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أن وضع الجيش المالي يبقى مهمًا في الحفاظ عليه، وأن لبنان يتسلح بالسلاح المتطوّر من أميركا وفرنسا والوحدة الداخلية الموجودة بمؤازرة الجيش اللبناني تساهم في صدّ "الإرهابيين"، ومع كل ذلك فإن الجيش اللبناني قام بعمل بطولي في صدّ "الإرهاب" وإذا تأمن السلاح المطلوب للمؤسسة العسكرية فالجيش سيصل إلى صدّ كل محاولات التنظيمات "الإرهابية".

الجيش والإرهاب

ويلفت طعمة إلى أن "الإرهاب" الذي قد يضرب لبنان لا يستطيع سوى الجيش اللبناني التصدي له لذلك يجب أن يبقى محصنًا بالمعدات والرواتب، وكي يقوم بذلك على المؤسسة العسكرية أن تملك سلاحًا متطورًا، والأميركيون سلّموا معدّات ودرّبوا الجيش اللبناني وكذلك الفرنسيون، ولبنان يملك ضباطًا يقومون بدورات تدريبية في فرنسا وأميركا من أجل الجهوزية لاستعمال السلاح المطلوب.

الأسلحة المتطوّرة

أما النائب السابق سليم سلهب فيرى في حديثه لـ "إيلاف" أن الإرادة الحقيقية في أن يكافح الجيش اللبناني "الإرهاب" تكمن في إرسال الأسلحة المتطوّرة التي تحقق الأمن.

الدعم المعنوي

ويلفت طعمة إلى أن الأهم يبقى الدعم المعنوي والمادي للجيش اللبناني من قبل الشعب والحكام، فالسلاح ضروري لكن إعطاء الحقوق لأفراد الجيش يبقى الأهم. في هذا الصدد، يقول سلهب إن لبنان يسير بحسب الخطة التي طلبها الجيش اللبناني، ولا دور له سوى أن يكون ساعي بريد لإيصال مطالب الجيش اللبناني للقوى التي تريد المساعدة، ويبقى بالنسبة لسلهب أن هناك ضرورة ملّحة في عدم التشكيك بالجيش اللبناني، ومؤازرته شعبيًا من خلال إعطاء بيئة حاضنة للجيش لتسهيل أموره أكثر من تعقيدها.

لبنان يتوسط لإطلاق سراح أميركي محتجز بسوريا

وكالات – أبوظبي... قال مسؤول أمني لبناني، الجمعة، إن بلاده توسطت لدى السلطات السورية لأجل إطلاق سراح مواطن أميركي محتجز في البلاد منذ عدة أعوام. ونقلت رويترز عن المسؤول الأمني اللبناني، أن المواطن الأميركي الذي أطلق سراحه ليس أوستن تايس؛ الصحفي المحتجز في سوريا منذ 2012. وأوضح المسؤول اللبناني أن الوساطة جرت عن طريق عباس إبراهيم، مدير عام مديرية الأمن العام، وأضاف أن المواطن الأميركي جرى تسليمه لعائلته. ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع دمشق، وسحبت واشنطن سفيرها لدى سوريا، على إثر ما اعتبرته تعاملا "دمويا" من نظام بشار الأسد مع الأحداث التي تلت خروج مظاهرات مطالبة بالتغيير السياسي في 2011.

«حزب الله» ينفي استخدام ميناء بيروت لتهريب أسلحة

الراي....الكاتب:(رويترز) ... نفى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم الجمعة استخدام ميناء بيروت البحري لنقل أسلحة وذلك ردا على اتهامات وجهها مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة الأسبوع الماضي. وقال نصر الله في خطاب تلفزيوني «أنا أنفي نفيا قاطعا ادعاء المندوب الإسرائيلي في مجلس الأمن أن حزب الله يستخدم مرفأ بيروت لنقل سلاح أو مكونات سلاح إلى لبنان». وأضاف أن الادعاءات الإسرائيلية تهدف إلى جلب قوات متعددة الجنسيات لفرض قيود على الحدود البحرية والجوية والبرية اللبنانية. وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إنه في عامي 2018 و2019 «وجدت إسرائيل أن إيران وفيلق القدس شرعا في التحرك لاستغلال القنوات البحرية المدنية لا سيما ميناء بيروت»، مضيفا أن «ميناء بيروت أصبح الآن ميناء حزب الله». وقالت مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة أمل مدللي إن هذا الاتهام يمثل تهديدات مباشرة على السلام والبنية التحتية المدنية.

عشرات المعابر والأنفاق.. مصادر أمنية لبنانية تكشف لأورينت تفاصيل تهريب أسلحة "حزب الله"

أورينت نت - طوني بولس... كشفت مصادر أمنية لبنانية لأورينت نت عن عشرات معابر التهريب على الحدود السورية اللبنانية والتي غالباً ما تتحكم بها ميليشيا "حزب الله" أو مافيات تابعة لها، بالإضافة لأنفاق بين البلدين تستخدمها الميليشيا لنقل الأسلحة والعتاد العسكري القادم من إيران عبر سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية. ولطالما أقر المسؤولون اللبنانيون بوجود معابر غير شرعية على الحدود اللبنانية - السورية، وعدد منها يعود لسبعينات القرن الماضي، يتم من خلالها تهريب البشر والسلع، الأمر الذي يؤثر سلباً على أمن البلد واقتصاده، دون أن تنجح "الدولة" من وضع حد لهذه الظاهرة التي نمت بشكل واسع جداً مع سيطرة مليشيا "حزب الله" على أجزاء واسعة من الحدود التي تبلغ حوالي 360 كلم.

أكثر من 100 معبر!

وبحسب المصادر الأمنية (فضلت عدم الكشف عن هويتها) فإن الجيش اللبناني استطاع إحصاء 138 معبرا غير شرعي، تستخدم لتهريب البضائع بمختلف أنواعها بين حدود الدولتين، إضافة الى عصابات تهريب البشر التي تعمل على بعض من تلك المعابر، لاسيما معبر "الصويري" في منطقة البقاع الغربي. وأشارت المصادر إلى أن هناك ايضاً انابيب ممدودة لعشرات الأمتار بين جانبي الحدود، بغرض تهريب المواد النفطية، حيث تفرّغ ناقلات النفط حمولتها في الأنبوب من الناحية اللبنانية تحت جناح الظلام ليتم تعبئتها من الجانب السوري، إذ تؤكد المصادر، أن عدد هذه الأنابيب يتجاوز الـ 15 أنبوباً بين الحدود الشمالية والشرقية.

أنفاق تهريب أسلحة

المصادر لفتت في حديثها لأورينت نت إلى أن المعابر التي يستخدمها "حزب الله" لنقل أسلحته وعتاده العسكري ليست نفسها معابر التهريب، وإنما هناك معابر أخرى، تخضع لإجراءات أمنية دقيقة وهي سرية للغاية، حتى الأجهزة الأمنية الرسمية لا تستطيع رصدها، مرجحةً أن يكون "حزب الله" يستخدم أنفاقاً كانت قد بنتها سابقاً ميليشيا "الجبهة الشعبية -القيادة العامة" وهي فصيل فلسطيني يرأسه أحمد جبريل ويعمل لمصلحة نظام أسد. ويرجح المصدر أن هناك نفقاً كبيراً يربط قوسايا في البقاع بمناطق قرب الزبداني السورية، وأن للنفق الرئيسي تفرعات عديدة من الناحيتين اللبنانية والسورية. ووفق تقارير غربية – الكلام هنا للمصدر - فإن المعدات التي استخدمت في فتح أنفاق حزب الله، سواء الحدودية أو الداخلية، هي من كوريا الشمالية، وقد أشرف على فتحها خبراء من النظام الكوري الشمالي والحرس الثوري الإيراني، كاشفة عن معلومات حول أنفاق أخرى تمتد بين عدد من المناطق اللبنانية، حيث تربط الضاحية الجنوبية بعدد من المناطق الأخرى في باطن الأرض، لاسيما بين بيروت والبقاع والجنوب. وكانت مصادر سياسية أفادت أن برقيات أمنية وصلت في هذا الصدد من دول غربية إلى السلطة السياسية والأمنية اللبنانية، تحذر من تنامي ظاهرة التهريب إلى سوريا والتي بدأت تقلق المجتمع الدولي وتتسبب بخسائر فادحة للاقتصاد اللبناني نتيجة التهرب الضريبي والذي تقدر قيمته بحوالي 4 مليارات دولار وهو رقم كبير جداً مقارنة بحجم الاقتصاد اللبناني، بينما يشكل "الأكسجين" للاقتصاد الموازي التابع لميليشيا "حزب الله"، وبالتالي يساعده على الإفلات من العقوبات الدولية والأميركية.

"سيدة الجبل" في باريس تحضيراً للمؤتمر المسيحي العربي: النظام السوري مسؤول مباشرة عن استخدام العنف الابادي

بيروت - "الحياة" ... في إطار التحضير للمؤتمر المسيحي العربي بمشاركة شخصيات من لبنان، سورية، العراق، الاردن، فلسطين ومصر، مناهض لتحالف الأقليات، الذي سيُعقد قريباً، التقى وفد من "لقاء سيدة الجبل" ضمّ النائب السابق فارس سعيد وبيار عقل في باريس، شخصيات سوريّة مسيحيّة معارضة هم: جورج صبرا، ميشال كيلو، ناصر سابا، سميرة مبيّض ونادر جبلي، ناقش خلاله المجتمعون اوراقاً سياسية، واتفقوا على متابعة الاتصالات مع شخصيات عربيّة من كل البلدان. ويأتي هذا العمل مكملاّ لعمل هيئة تحضيرية لبنانية تضم: رضوان السيّد، انطوان الخوري طوق، خليل طوبيا، سعد كيوان، ايلي الحاج، سام منسّى وغيرهم.

وتنص وثيقة اهداف المؤتمر وفق "المركزية" على الآتي:

"أولاً- ينتاب المسيحيين العرب، أو المسيحيين في البلدان العربية، قلقٌ وجوديٌّ منذ سنوات، جرّاءَ ما تشهدُه المنطقة العربية من عنفٍ إرهابي منفلت، انخرطت فيه قوى محلية في عدد من البلدان، وساهمت في تأجيجه وتوجيهه قوى إقليمية ودولية ذات أجندات متباينة ومتزاحمة. هذا فيما بات مصير المنطقة معلّقاً على إرادات القوى الكبرى المتزاحمة، وفيما لا تلوح في الأفق المنظور تسوياتٌ متوازنة ومقبولة، خصوصاً مع الحضور الخجول لأجندةٍ عربية موحّدة ومعبّرة عن نظام المصلحة العربية المشتركة، في معادلة صراع الإرادات وأنظمة المصالح.

"الأذرع الايرانية"

"ثانياً- لا جدالَ في مشروعية هذا القلق، إذ استهدف ذلك العنفُ مسيحيين بصفتهم هذه، وبوصفهم أقليّةً دينية في بلدانهم، وعلى يد مجموعات متطرّفة ادّعت الاسلام وإجراءَ شريعته، فيما دانت كلّ المرجعيات الإسلامية المعتبرة هذا الزعم الباطل. وفي هذا السياق لم تسلم أقلياتٌ دينية وعرقية وإثنية غير مسيحية، مثل الأيزيديين والصابئة والأكراد وغيرهم. ولكن لا جدالَ أيضاً في أنّ ذلك العنف قد طاول بصورةٍ عامة وأساسية الأكثرية السنّية العربية في المنطقة، كما هدّد وجودَ الدولة الوطنية في بعض البلدان، مثل سورية والعراق. وفي هذا الجانب الأخير من الصورة، دخل "العنفُ المتشيِّع"، من خلال الأذرع الايرانية العاملة بقوة في بعض البلدان العربية، تحت يافطة "المقاومات ضدّ أميركا وإسرائيل ومَن والاهما من العرب" بحسب الأطروحة الايرانية المعلَنة.

"ثالثاً- إلى ذلك تشدّد الهيئة التحضيرية للمؤتمر المسيحي العتيد على مسؤولية النظام السوري عن المباشرة في استخدام العنف الإباديّ ضد الحركة الشعبية السلمية في سورية منذ أواخر العام 2011، وعلى مسؤوليته مع النظام العراقي عن اطلاق الدفعات الأولى التأسيسية من تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي تحوّل بسرعة قياسية إلى فزّاعةٍ في المنطقة، وفي ما يلي حدودَها، تنتشر وتنحسر وفقَ احتياجات القوى الإقليمية والدولية، التي تُجمع شعاراتياً على محاربته، فيما يُجمع كثيرٌ من المراقبين والوقائع على وجود تعاونٍ بين هذا التنظيم وبعض محاربيه!... ومن خلاصات القول في هذه المسألة، أنّ إرهاب "داعش" ونظائره في المنطقة هو ظاهرةٌ مصنوعة في معظم قِوامها، وموظّفةٌ سياسياً في أجنداتٍ متباينة، وليس نتاجاً طبيعياً لواقع التعدّد الديني والإثني في منطقتنا العربية، كما أنه قبل ذلك وبعده ليس من طبيعة ديانة الأكثرية المسلمة في هذه المنطقة.

"وطن عربي الهوية والانتماء"

رابعاً- إن القلق المسيحي المشار إليه، على مشروعيته، لا ينبغي له أن يُزيغَ نظرة المسيحيين إلى معنى وجودهم في المنطقة العربية وفي أوطانهم. فهم جزءٌ أصيل من الاجتماع الإنساني في المنطقة، ومن الاجتماع الوطني في كل بلدٍ من بلدانهم، وهم بالتالي مسؤولون عن مستقبل الاجتماعين، بالشراكة مع سائر المكوّنات، مثلما كانوا من روّاد النهضة العربية الحديثة ومن أركان الدول الوطنية القائمة على السيادة والاستقلال عن الاحتلالات والوصايات الأجنبية. بعبارة أخرى، ليس المسيحيون أصحابَ مظلومية فحسب، جرّاء ما ينالهم من اعتداءات على يد التطرّف الذي لم يوفّر أحداً، بل هم أيضاً وخصوصاً أصحابُ خيارات تنسجم مع عقيدتهم في العيش معاً بسلام، متساوين ومختلفين، ومع هويتهم وانتمائهم على المستويين الوطني والعربي. إذ۠ ليس في مسيحيّي المنطقة عاقلٌ يُنكر أنه اختار العيش في "وطنٍ نهائي لجميع أبنائه، عربي الهوية والانتماء".

"خامساً- ما يحملنا على هذا الكلام، رغمَ كونه من قبيل توكيد المؤكّد، هو تلك البلبلة التي تسود أوساط المسيحيين، وتحمل بعضهم على المناداة بحمايات أجنبية، وعلى الدعوة إلى تحالف الأقليات الدينية في المنطقة بمواجهة الأكثرية العربية السنّية! هذه الدعوة لا تعكس فقط خَطَلاً في الرأي، بل تنطوي على خطرٍ مُحدق بالمسيحيين، خصوصاً مع وجود قوى كبرى في المنطقة والعالم تُغذّي هذه الدعوة، إن۠ لم نَقُل إنها تقف وراءَها، وفي هذا الصدد لم تعد العناوينُ والشّواخصُ والمرجعيات خافيةً على أحد.

"وثيقة الأخوّة الانسانية...ووثيقتا الرباط ومكّة المكرمة"

سادساً- تؤكّد الهيئة التحضيرية للمؤتمر المسيحي العتيد أن هذه المسألة الخطيرة تقع في صُلبِ اهتمام المؤتمر، نقاشاً ومداولاتٍ وتفكُّراً وتبصُّراً، ليس فقط لتنفيذ خطاب الحمايات والأقليات، وإنما خصوصاً لإعادة الاعتبار إلى خيار الاندماج المسيحي في المنطقة، وتظهير معالمه الأساسية، الإيمانية المبدئية والمصلحية العملية. وعمليةُ التفكّر والتبصُّر والتدبُّر هذه لا تتمّ بمعزلٍ عن شركائنا المسلمين، الحاضرين معنا بقوةٍ وفاعلية، على قاعدة أننا "مسؤولون عن بعضنا بعضاً أمام الله والتاريخ"، كما جاء في الرسالة الأولى لبطاركة الشرق الكاثوليك، وكما أكّدت "وثيقة الأخوّة الانسانية" الصادرة عن لقاء قداسة البابا فرنسيس وسماحة شيخ الأزهر في أبو ظبي، ثم تابعتها على التوكيد ذاته وثيقتا الرباط ومكّة المكرمة.

سابعاً- إن الغاية من مؤتمرنا، فضلاً عمّا تقدّم، هي توثيق الحوار والتعاون بين النُّخب وقيادات الرأي العام، المهتمّة بما يكاد يصبح "مسألة مسيحية" في منطقتنا. وذلك بالتواصل أيضاً مع كل المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية المعنيّة في هذا الشأن، مساهمةً منّا في تعزيز شبكات الأمان لمجتمعاتنا، بمنأى عن أي اهتمام بخلق منابر سياسية".

بومبيو يبلغ باسيل دعم «اليونيفيل» والحفاظ على ولايتها

بيروت: «الشرق الأوسط»... تلقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رسالة من نظيره الأميركي مايك بومبيو، أكد فيها التزام الولايات المتحدة بدعم استقرار لبنان وأمنه وازدهاره، ودعم القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، التي لديها دور أساسي تلعبه في جنوب لبنان وتجب المحافظة على ولايتها. واعتبر بومبيو أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هي من «الوسائل الأساسية لمواجهة تحديات السلام والأمن»، مشددا على ضرورة التأكد من أن ميزانيتها رشيقة، ومجهزة لإنجاز مهامها على الأرض. وأكد دعم عمليات السلام في العالم مع مواصلة الجهود لجعلها أكثر فاعلية.

مدير عام «أونروا»: إجازات عمل الفلسطينيين لا تؤثر على وضعهم كلاجئين

بيروت: «الشرق الأوسط»... أكد المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في لبنان، كلاوديو كوردوني، أن حصول الفلسطينيين في لبنان على إجازات عمل «لا يؤثر إطلاقاً على وضعهم كلاجئين فيما يتعلق بالتقديمات التي تمنحهم إياها الأونروا»، بموازاة اتصالات يقوم بها المسؤولون مع وزير العمل لتسهيل الإجراءات. وبعد اجتماع في السراي الحكومي، أول من أمس، بين الرئيس سعد الحريري ووزير العمل كميل أبو سليمان ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة، زار أبو سليمان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أمس، وتداولا بوضع اللاجئين الفلسطينيين وتسهيل الإجراءات والمستندات اللازمة ليحصلوا على إجازات العمل وفقاً لوضعهم ‏الخاص ولقانون العمل اللبناني مقارنة مع العمال الأجانب. في غضون ذلك، بحث أبو سليمان مع مدير عام «أونروا» كلاوديو كوردوني خطة وزارة العمل لتنظيم اليد العاملة غير اللبنانية، وتأثيرها على اللاجئين الفلسطينيين، حيث عرض أبو سليمان تفاصيلها وحيثياتها، معرباً عن استعداده لتقديم كل التسهيلات للفلسطينيين تحت سقف القانون. وأكد كوردوني أن حصول الفلسطينيين في لبنان على إجازات عمل لا يؤثر إطلاقاً على وضعهم كلاجئين فيما يتعلق بالتقديمات التي تمنحهم إياها «الأونروا». من جهته، تمنى أبو سليمان على الدول المانحة تعزيز دعم «الأونروا» كي تستطيع مواصلة خدمة الشعب الفلسطيني وتخفيف الصعوبات التي يواجهها، مشدداً على أن المسألة مسؤولية إنسانية تقع على عاتق المجتمع الدولي ككل. إلى ذلك، نفذ سكان مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في منطقة صور إضراباً احتجاجاً على قرار وزير العمل بحق اليد العاملة الفلسطينية، وأقفل الأهالي محلاتهم التجارية في المخيم حتى تخوم مدخله، وقطعوا الطريق المؤدية إلى المدخل بالإطارات والأسلاك، ودعوا الدولة اللبنانية إلى التراجع عن هذا القرار المجحف بحق اللاجئين، ووصفوه بالتحضير للتوطين الذي يرفضونه بقوة. كما شهد مخيم البداوي اليوم إضراباً شاملاً، حيث أقفلت المحلات التجارية والمؤسسات الخاصة أو التابعة لوكالة «الأونروا»، وخلت الشوارع والأسواق من المارة، تلبية للإضراب الذي دعت إليه الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والفاعليات، احتجاجاً على قرار وزير العمل المتعلق باليد العاملة الفلسطينية في لبنان.

اللواء....مشاهد سلبية تضع «التسوية الرئاسية» على المحَكّ؟... نصر الله لوضع «قبرشمون» على طاولة مجلس الوزراء.. وباسيل لإلغاء المادة 80 من الموازنة...

ثلاثة مشاهد تختصر اوجه الازمة:

1- من الضاحية الجنوبية، يطالب الأمين العام لحزب الله بانعقاد مجلس الوزراء والذي عليه في الجلسة ان يناقش قضية حادث الأحد الدامي في قبرشمون- عاليه الأحد في 30 حزيران الماضي، معلناً عن دعم غير خفيّ للحليف، الأمير طلال أرسلان، والتصويت لصالحه، إذا طرح الموضوع على التصويت في الجلسة، التي عليها ان تبحث تعرض وزير ينتمي إلى الحكومة «لحادث اغتيال» بخردقة سيارته بالرصاص.

2 - من زحلة، يخاطب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رئيس الجمهورية ميشال عون في يوم «العرق اللبناني»، (وبينهما صلة نسب عائلي وسياسي)، داعياً الى تمرير الموازنة بشروط منها، تقديم اقتراح قانون أو مشروع قانوني يلغي المادة 80 من الموازنة، أو الغائها في مشروع موازنة العام 2020، منعاً للسوابق وانتصاراً للميثاقية، لأن الناجحين في مجلس الخدمة المدنية التي تنص المادة المذكورة على حفظ حقهم في التوظيف، وهم من الناجحين في مباراة يتوزعون رغم ان المادة 95/د تعفيهم من شرط التوازن الطائفي، بين 90/100 مسلمين و10٪ مسيحيين.

3- الرئيس سعد الحريري غادر في «إجازة خاصة» إلى الخارج. ومن يسمع بالخبر، يعتقد من دون أية معلومات انه «اعتراض» على عرقلة مساعيه لعقد مجلس الوزراء، بتوافق ضروري بين مكوناته، لمنع الاهتزاز داخل الجلسة، وحدوث أزمة غير قابلة للمعالجة لاحقاً. وعلمت «اللواء» ان زيارة الحريري كانت مقررة، وهي زيارة عائلية، قد تستمر ثلاثة أيام أو أكثر، تبعا لتطور مسار المساعي. وطفت هذه المشاهد السلبية على الوضع السياسي، وسط تصاعد أوار التجاذب الاميركي- الإيراني، والعودة إلى التصعيد في كل من العراق وسوريا، واضعة «التسوية الرئاسية» على المحك؟!

مبادرة جديدة

وباستثناء معلومات، عن جهود جدية جديدة تبذل لإيجاد حل لقضية حادثة البساتين على قاعدة احالتها إلى القضاء العسكري، استناداً إلى واقعة زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم للرئيس نبيه برّي في عين التينة في إشارة إلى إعادة تشغيل محركاته، فإن أي تطوّر ملموس لم يسجل لا على صعيد الاتصالات ولا على صعيد اللقاءات، فيما أظهرت المواقف استمرار التباعد بين الأطراف المعنية، سواء بالنسبة ضرورة عقد جلسة حكومية سريعاً، أو بالنسبة لملف إحالة قضية حادثة الجبل إلى المجلس العدلي. وفيما أرخى السفر المفاجئ للرئيس الحريري إلى الخارج في زيارة خاصة، انطباعاً فإن لا مؤشرات على عقد جلسة لمجلس الوزراء، أقله في اليومين المقبلين، وقبل عودة رئيس الحكومة، فإن إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، عصر أمس، لم تأت بجديد بما يؤدي إلى حل أزمة الجبل، لا بل أعاد تكرار مواقف سابقة بالنسبة لحادثة قبرشمون، وبالنسبة لدعم حليفه النائب طلال أرسلان، ولم يضف شيئاً عمّا يقوله حليفه، ولا هو قدم نصيحة لهذا الحليف للخروج من الأزمة التي تُهدّد الاستقرار الأمني والسياسي معاً، إذا لم يتأمن حل توافقي لها، يفترض ان يخرج من مجلس الوزراء، لكن اشتراط السيّد نصر الله بأن تناقش قضية الجبل في مجلس الوزراء تعني استمرار دعم «حزب الله» لفريق لبناني على آخر، في وقت يفترض فيه ان يكون واسطة خير لإحلال السلام والوئام في الجبل بدل ان يدعم فريقاً على آخر، إذ من غير المعقول، ولا ينتظر أحد ان يتوافق مجلس الوزراء على موضوع الجبل قبل ان يتم التوافق على مندرجات الحل بين الفريقين المعنيين سواء في السياسة أو في القضاء. وسارع مصدر حكومي مطلع إلى الرد على شرط السيّد نصر الله عقد مجلس الوزراء لنقاش حادثة الجبل، مشيراً إلى ان المبادرة الجديدة التي يُحكى عنها لخرق الجدار القضائي، تتضمن قاعدة أساسية للحل، لكن سعي البعض إلى ربط الدعوة إلى جلسة مجلس الوزراء، بمسار المبادرة، لا يقع في مكانه الصحيح لا سياسياً ولا دستورياً، مشدداً على ان الدعوة إلى مجلس الوزراء أمر يبته حصراً رئيس الحكومة الذي خوله الدستور توجيه الدعوة واعداد جدول الأعمال، وان كل كلام خلاف ذلك يرمي إلى تعليق الدعوة على أي اجتماع سياسي يقع خارج حدود الدستور، ولا مكان له في قاموس الرئيس الحريري، إذ ان مجلس الوزراء، بحسب ما قال المصدر الحكومي لتلفزيون «المستقبل»، بالنسبة إلى رئيسه هو مجلس كامل الصفات والأعضاء والنصاب السياسي، وعندما يُقرّر الدعوة لجلسة، فإن الجلسة توجه لجميع الوزراء دون استثناء، لأنه من غير المنطقي ان يتحوّل إلى مجلس وزراء مبتور تحت وطأة هذه الأزمة أو تلك.

مراوحة دون تقدم

ومعلوم ان الرئيس الحريري يرفض طرح ملف قبرشمون في مجلس الوزراء، ويرفضه ايضا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي وجد في قرار المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، بخصوص إغلاق كسارات بيار فتوش في عين دارة لعدم حيازته على ترخيص قانوني من المجلس الوطني للمقالع والكسارات، فرصة لتحريك حجر إضافي ناجح في رقعة الشطرنج القائمة بينه وبين «حزب الله»، ما دفعه إلى تنبيه القاضية عون من ان تتهم من قبل محور الممانعة، بأن هذا القرار جزء من المؤامرة الامبريالية والصهيونية، متمنياً عليها ان تتخذ الاحتياطات في مواجهة صواريخ الفتوش، بحسب كلام جنبلاط في تغريدته على موقع «تويتر». وقالت مصادر حكومية، ان لا نية لدى الحريري لاحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي، ولا إلى طرحها امام مجلس الوزراء في حال وجهت الدعوة إليه، في حين تساءلت مصادر بعبدا، كيف تعقد جلسة حكومية وقضية الإحالة لم تبت بعد، بينما اكدت مصادر الحزب الاشتراكي «بأننا قدمنا الكثير ولم يعد لدينا المزيد»، فيما اشارت مصادر الحزب الديمقراطي بأن لا تراجع عن مطلب الإحالة إلى المجلس العدلي. وأكدت جميع هذه المواقف على عقم الاتصالات القائمة، وان الوضع ما يزال يراوح من دون تسجيل أي تقدّم يذكر، الأمر الذي يُؤكّد ما ذهبت إليه مراجع مطلعة بأن الأزمة التي انفجرت مع حادثة قبرشمون أكبر من مجرّد صراع حزبي داخل الطائفة الدرزية، وربما تتصل باستحقاقات كبيرة على صعيد المنطقة، رغم نفي جنبلاط وجود صلة بين قبرشمون ومضيق هرمز، وإلى ان هناك نوايا سياسية سيئة، بحسب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ضد جنبلاط الذي قد يواجه سيناريو مشابهاً لتفجير كنيسة سيّدة النجاة. لكن رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل سارع إلى الرد على جعجع من دون ان يسميه، واصفاً هذا الاحتمال بأنه باب التخيلات، معتبرا بأن الحديث عن الالغاء في غير محله، لأن أحداً لا يستطيع إلغاء أحد في هذا البلد، ولا نية لأحد بذلك.

باسيل ونصرالله: لغة واحدة

وأكّد باسيل في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع استثنائي لتكتل «لبنان القوي» لطرح اقتراح قانون استعادة الأموال المنهوبة من الدولة،ان لا نية لدى التيار في تعطيل الحكومة، ولا نرفض عقد أية جلسة حكومية، مشيرا إلى انه ينتظر دعوة رئيس الحكومة إلى جلسة لنشارك فيها، لكنه رفض ان يوضح موقفه من المخرج الذي طرحه جنبلاط لجهة الربط بين حادثتي الشويفات والبساتين، لافتا إلى انه لن يتكلم في الموضوع لأنه من الأفضل ان لا اتحدث عمّا حصل وعما اعرف، ولن اتدخل إطلاقاً. تزامناً، أمل السيّد نصر الله في الاحتفال الذي أقيم في الذكرى السنوية 31 لتأسيس «جهاد البناء»، بأن يجلس زعماء الطائفة الدرزية للتفاهم، كاشفاً بأن الحزب مع ان يناقش ملف قبرشمون داخل الحكومة باعتبار هذا الأمر طبيعياً لأن أحد الوزراء كاد يقتل في الحادثة. وإذ أكّد ان الحزب ليس حاكما للبنان، بل ان ما يجري هو خلاف رغبته، قال انه لو كان الحزب حاكما لبنان لكنا منذ اليوم الأوّل حولنا حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي، لافتا إلى ان خصومه يفهمون بشكل خاطيء العلاقات مع الحلفاء، وقال: «نحن نحترم الحلفاء ولا نفرض عليهم اي شيء ولا نطلب منهم اخذ رأينا بشيء. نحن لسنا بوجهين»، إلا انه أعلن دعم طلب أرسلان تحويل الملف إلى المجلس العدلي، نافيا ان يكون ما يجري محاولة من الحزب أو من سوريا لاستهداف هذه الزعامة أو هذا الشخص، في إشارة إلى جنبلاط، موضحاً بأنه في هذا الملف ليس لديه مشكلة مع أحد، وإذا أردنا ان نواجه أحداً، نقوم بذلك مباشرة من دون استخدام أحد. ونفى نصر الله الادعاء الإسرائيلي بأن الحزب يستخدم مرفأ بيروت لنقل السلاح وبهدف إلى فرض الوصاية على المرفأ والمطار والحدود، منوهاً بقرارات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقف تنفيذ الاتفاقيات الموقّعة مع العدو الإسرائيلي، ولا سيما بالنسبة إلى التنسيق الأمني.

تجميد قانون الموازنة

في هذا الوقت، قفز إلى واجهة الحدث السياسي موضوع «تجميد» قانون الموازنة للعام 2019 في قصر بعبدا، بسبب ما اعتبره بيان رئاسة الجمهورية «لغطاً» في القانون نتيجة شطب المادة 80 منه، الأمر الذي يفرض التريث لجلائه، الا ان اعتراف رئاسة الجمهورية بهذه الواقعة، أثار عاصفة من الردود السياسية التي اعتبرت تجميد القانون مساً بالطائف والدستور، في حين ذهبت مصادر مجلس النواب إلى حدّ التأكيد بأن المادة المذكورة أقرّت في الهيئة العامة ولم تشطب أو يتم تهريبها، ونوقشت كما جاءت من لجنة المال والموازنة، لافتة إلى ان محضر الجلسة مسجل، وقد استمع إليه بعض نواب «تكتل لبنان القوي» والذي لم يظهر فيه ان رئيس المجلس طلب شطبها كما لم يتم التصويت عليها، الا ان نواب التكتل اعتبروا ان هناك التباساً في الأمر، لأن الصوت لم يكن واضحاً كفاية لتبيان الحقيقة. وأكدت مصادر المجلس ان هناك جهوداً مكثفة تبذل لحل مسألة المادة 80 من الموازنة، سياسياً ودستورياً، بعد ان أخذت المواقف منحى يُهدّد الاستقرار السياسي. وفيما أكّد البيان الرئاسي ان رئيس الجمهورية يُدرك أهمية إقرار ونشر الموازنة وانتظام الوضع المالي، كان لافتا للانتباه، دخول الوزير باسيل على الخط، بما يؤشر إلى انه هو الذي افتعل هذا «اللغط» في الموازنة، وانه ترك للوزير سليم جريصاتي معالجة الإشكالية، إذ توجه إلى الرئيس عون، مخاطباً اياه في الاحتفال باليوم العالمي للتذوق ويوم العرق اللبناني في زحلة، قائلاً: «ان ما حصل في مجلس النواب بالنسبة للمادة 80 من قانون الموازنة ليس بسيطاً لناحية الإخلال بالتوازنات والتفاهمات والاتفاقيات ولا يجب ان نضرب هذه الأمور الثلاثة من أجل 400 موظف نريد ان نفرضهم على القطاع العام، متسائلاً: انه لا يعرف المصلحة في ان يتم ايقاظ المخاوف والهواجس التي اعتقدنا اننا تخلصنا منها. وتابع: نحن لا نريد تحميلك يا فخامة الرئيس مسؤولية عدم إصدار الموازنة أو اعادتها، لأننا نعرف حرصك على البلد في هذا الموقف الصعب، لكننا لا نريد ان نتحمل مسؤولية الطعن بالموازنة لا داخلياً ولا خارجياً، لكن ما حصل يستوجب من ان نطرح سؤالاً: ما معنى مقتضيات الوفاق الوطني وما معنى الميثاقية وما معنى الشراكة؟ وما هو تفسير المادة 95 من الدستور التي تتكلم عن حصر المناصفة بالفئة الأولى فقط بعد تأليف الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، وقال: ما حصل يتطلب ان نتقدم بقانون لإلغاء هذا اللغط المعتمد، وإذا كان هناك رفض لالغائه على أساس السهو أو الخطأ المطبعي، كما يتطلب ان نختبر شريكنا إذا كان سيلتزم بتعهداته بعدم القبول بتمرير حالات فاضحة وفاقعة بالخلل الإداري، مشيرا إلى انه لا يتكلم في نتيجة مباريات مجلس الخدمة المدنية على نسبة 50 على 50 أو 60 أو 70 عن 30 بل نتكلم عن 90/10. وختم، بأن هذا السؤال الكبير يتطلب منا الالتزام بحذف المادة المذكورة اما بقانون أو الموازنة المقبلة وعدم تكريس اعراف تضرب صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير.

ردّ قانونين

تجدر الإشارة إلى ان الرئيس عون، أعاد إلى مجلس النواب قانونين سبق اقرارهما في مجلس النواب بتاريخ 27 حزيران القاضي، الأوّل يتعلق باعفاء أولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني والحائزين على اقامات مجاملة من الاستحصال على إجازة عمل، لأنه يفتقد إلى المساواة في الحقوق بين جميع المواطنين، والثاني يرمي إلى مكافحة الفساد في القطاع العام وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لأنه يجب ان يندرج في سياق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي لم تقر بعد، والتي يجب الإسراع في اقرارها. وتقع حيثيات ردّ القانونين في ثلاث صفحات فولسكاب.

 



السابق

مصر وإفريقيا...مصادر مصرية تكشف لـRT التأثيرات على قناة السويس جراء مشروع إسرائيلي....مصر تتصدى لبلبلة سببتها إشاعات حول الصندوق السيادي..«تسريب التمويلات» يزيد غضب شباب «الإخوان» ...مهاجرون ناجون من الغرق في ليبيا ينتظرون بصمت...الجزائريون يتظاهرون للأسبوع الـ23: «سئمنا العسكر»...محاكمة البشير بتهم الفساد والثراء الحرام الأربعاء المقبل...مجلس النواب المغربي يصادق على قانون الأمازيغية...

التالي

أخبار وتقارير.....هيكلة عسكرية تؤسس لحلف دولي لتأمين الملاحة في الخليج....الإعلان عن موعد انطلاق سيل الغاز الروسي إلى تركيا...هآرتس: طريق إيراني جديد لتزويد نظام أسد و"حزب الله" بالأسلحة....مقتل إسرائيليين اثنين بالرصاص في المكسيك...ترامب: لا ألوم تركيا على شراء منظومة إس 400 الروسية...«طالبان» تواصل زحفها على المراكز الحكومية...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,084,713

عدد الزوار: 6,752,058

المتواجدون الآن: 107