لبنان...جعجع: باسيل أعادنا 50 عاما الى الوراء بقلب أسود ولا أعلم إن كان رئيس الجمهورية مؤيدا لما يفعله...باسيل: هناك فتنة تتحضر في البلد ومحاربتها تكون بالانفتاح والتلاقي....استمرار تحالف بري ـ جنبلاط استثناء في السياسة اللبنانية....اللواء..قرار الحريري غداً.. وجولة رئيس «التيار الحُرّ» الشمالية عُزْلَة سياسية للتكتل القوي...الراعي يحذِّر من «غَرَق السفينة» وجعجع يتّهم باسيل بالتعطيل..

تاريخ الإضافة الإثنين 8 تموز 2019 - 5:49 ص    عدد الزيارات 2267    القسم محلية

        


جعجع: باسيل أعادنا 50 عاما الى الوراء بقلب أسود ولا أعلم إن كان رئيس الجمهورية مؤيدا لما يفعله...

بيروت - "الحياة" ... أسف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للأجواء "التي لا توحي باجتماع للحكومة في الأيام المقبلة"، معتبرا أنها "جريمة بحق الوطن، اذ في الوضع الذي نعيش فيه وفي ظل صعوبات معيشية تزداد يوميا، نحتاج إلى اجتماعات مكثفة وسريعة". ولفت، في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، الى أن من غير المقبول "أن يعطل وزير الخارجية جبران باسيل اجتماع الحكومة من أجل بعض المكاسب الحزبية الصغيرة"، مضيفا انه "إذا كانت هذه هي نوعية القوى السياسية، ما بعرف وين بدنا نروح". وأضاف: "كي يزول التشنج في البلد يجب ان يزول الخطاب الذي يتسبب به باسيل. ما لحقنا خلصنا من الجبل، زار باسيل طرابلس ولم أفهم مغزى كلمة من خطابه او محلها من الإعراب. لم يتكلم بالوضع الحالي ولا عن المشاريع التي ينوي تكتله أن يتقدم بها، التكتل الأكبر في الوقت الحالي". وأشار الى أن "باسيل أعادنا 50 عاما إلى الوراء، يطرح الأمور بقلب أسود، ويشنج الأجواء من جديد"، مضيفا "ليس مستغربا أن تستقبل منطقة كطرابلس، باسيل، الاستقبال الذي استقبلته به". ورأى جعجع أنه "لإزالة التشنج والعودة إلى حياة سياسية طبيعية، على باسيل ان يوقف خطاباته المتشنجة وعدم مهاجمة الآخرين وإثارة مواضيع كانت حساسة أيام الحرب، والبعض منها سبب حربا بين اللبنانيين. باسيل يعيد المواضيع الخلافية الحساسة ويتمرجل في الوقت الذي لم يكن هو في الحرب". وتمنى "ألا تكون تصاريح الوزير باسيل خلال زيارته الجنوب مماثلة لتصاريحه أثناء زيارته الجبل وطرابلس لأن الضرر الذي لحق بلبنان حتى الآن دفعنا جميعا لان نكون منكبين لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي، وحتى هذه المحاولات الخجولة تعطلت بسبب خطابات متشنجة أدت إلى انعكاسات تترجمت في الجبل". وتابع: "بدلا من أن يعتذر باسيل لما تسبب به في الجبل، عطل الحكومة للضغط لتحويل قضية الجبل مسبقا الى المجلس العدلي. هناك تسلسل طبيعي للأمور، التحقيقات يجب أن تكتمل ويجب أن يسلم من يظهره التحقيق مذنبا وعلى ضوء التحقيقات الأولية تأخذ الأمور مجراها، إما تحال القضية على المجلس العدلي أو لا. لا يجب إطلاق أحكام مسبقة". وأشار جعجع إلى أنه "حصلت عدة حوادث في لبنان ذهب ضحيتها عدد من الأشخاص لم تحول إلى المجلس العدلي. مع كل أسفنا على الضحايا، ولكن إحالة الملف إلى المجلس العدلي يعود إلى التوصيف القانوني الذي يصدر عن التحقيقات، وهذا ما لا يقبل به باسيل". ولفت جعجع إلى أن "في بعض الأوقات هناك أشخاص من التيار الوطني الحر منزعجون من باسيل بقدر ما نحن منزعجون منه. ولا أعلم إن كان رئيس الجمهورية ميشال عون مؤيدا لما يفعله باسيل أو لا". وعن زيارة وفد من الحزب "التقدمي الاشتراكي" معراب، قال جعجع: "الوفد شرح لي بالتفصيل ما حصل في الجبل، الأسباب التي أدت إلى الحادثة، الاتصالات التي حصلت، ومحاولة لثني باسيل عن عدم الزيارة، مع تأكيدي أن لكل مواطن لبناني له الحق أن يجول لبنان، لكن الأمور تحتاج إلى لباقة وحسن دراية وإدارة". وأضاف: "تكلمنا أيضا عن عدة مواضيع كتعطيل الحكومة الذي اتفقنا على أنه غير مقبول. والتركيز الأساس كان على ألا مشكلة بين المسيحيين والدروز في الجبل، ليطمئن الجميع لأننا نحن من جهة والاشتراكي من جهة أخرى ساهرون على الوضع، على رغم التشنجات التي يتسبب بها باسيل بتصريحاته وخطاباته السياسية". وعن مشروع إعادة احياء 14 آذار، أوضح جعجع ألا حديث عن "إعادة احياء 14 آذار بشكل مؤسساتي إنما بشكل تفاهم سياسي أكبر وأكبر. تحصل تفاهمات سياسية بيننا وتيار المستقبل من جهة خصوصا مع رئيس الحكومة سعد الحريري، كما تحصل تفاهمات بيننا وبين الاشتراكي من جهة أخرى، علما أن هذه التفاهمات لم تتوقف وموجودة أساسا لكن لا شيء أبعد من ذلك في الوقت الحاضر".

باسيل: هناك فتنة تتحضر في البلد ومحاربتها تكون بالانفتاح والتلاقي

بيروت - "الحياة" .. قال رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل: "لا يمكننا ان نقبل بالتسلط او الاحتكار او بالاحادية في هذا البلد، لا على مستوى الوطن ولا الطوائف، نحن نريد ان نكرس التعددية والشراكة في كل منطقة، حتى في الامكان التي يكون فيها التيار أكثرية وأكثرية كبيرة، نريد التنوع لصحة العمل السياسي، التيار لا يعزل ولا يعزل ولا ينعزل، بل هو رافعة اصلاحية في وجه العقليات المتحجرة". اقامت هيئة قضاء زغرتا في "التيار" عشاءها السنوي في بلدة رشعين، برعاية باسيل وحضوره الى رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، النائبين السابقين جواد بولس، قيصر معوض، الوزيرين السابقين بيار رفول ورائد الخطيب، وحشد من الفاعليات، الى منسقي الأقضية الشمالية، ومناصرو التيار. واشار باسيل في كلمة بالمناسبة الى "أننا كرسنا التنوع السياسي في هذه المنطقة بنتيجة الانتخابات وهذا التنوع يظهر اليوم على المشهد السياسي الزغرتاوي، وهذه هي زغرتا وهذا هو قانون الانتخابات النسبي الذي سمح لكل مناطقنا وأقضيتنا ان تعيش تنوعها اللبناني والتخلص من منطق الاغلبية والاكثرية وان يغلب منطق التعايش والتنوع السياسي بين الطوائف وبين المناطق، هذا لا يعني بانه لدينا اعداء، نحن عندنا منافسون ولا يمكننا ان نتعاطى مع اي لبناني من منطلق العداوة، ومن الطبيعي ان نمد له يدنا، ودائما التيار يمد يده لكل الناس، هناك أناس لا يبادلوننا مد اليد، وسيأتي يوم وسيمدونها لنا، نحن لا نأتي لاي مكان كي نلغي احدا، فهذا البلد لا يمكن ان نلغي فيه أحدا ولا يجوز ان نلغي فيه أحدا". اضاف: "نحن اصحاب مشروع اقتصادي قائم على الانتاجية النوعية، وليس لدينا اي عقدة بأن نلتقي مع اي شخص يمكننا ان نعمل سويا لزيادة الوزنات وليس ان نتكل على ماضينا وصورتنا. احدهم قال بأن من ليس لديه ماضي ليس لديه لا حاضر ولا مستقبل، (في اشارة الى النائب ستريدا جعجع) انا اقول لكم بأن من لديه هكذا ماضي ليس لديه لا حاضر ولا مستقبل".

"سيدر موجود وممكن ان نتكل على امواله"

وقال باسيل: "الاسبوع المقبل يجب ان يكون اسبوع الموازنة وعلى المجلس النيابي ان ينهي في لجنة المال العمل ونذهب الى الهيئة العامة ونبرهن اننا قادرون على الالتزام بسياسة اقتصادية وموازنة تخلص البلد، المرحلة لا تحتاج الشعبوية، يجب ان نواجه الناس بالحقيقة الاقتصادية 7,59 في الموازنة لا تكفي يجب ان ننزل عنها، هذه هي الجرأة، السياسة هي ان نواجه الناس بالحقائق ونقدم لهم الحلول ليس ان نعيشهم في الكذبة لنعيش على وهم سياسي وانتخابي لا يدوم، الناس تريد ان تعي الحقيقة الاقتصادية المرة. يجب ان نتخذ الاجراءات اللازمة وان لا نتأخر حتى نخلص اقتصادنا وتصمد ليرتنا، لكن المشكلة هي بسياسيينا الذين لا يريدون اخذ قرار انقاذي واصلاحي في البلد. تارة نتحجج بفئة شعبية وتارة بسياسة مفلسة، انبه وواجبي ان انبه هذا الكلام الشعبي، اقبل ان ادفع ثمنه. كلنا امام التحدي في الاسبوع المقبل، "سيدر" موجود وممكن ان نتكل على امواله، "ماكنزي" موجود ويمكن ان نتكل على سياساته، لكن من دون اخذ القرار السياسي لا يمكننا فعل شيء".

"الفتنة برفض الآخر والتحريض عليه"

وتابع: "علينا اعطاء الاشارة لشعبنا والمجتمع الدولي الذي يريد ان يقرضنا وليس ان يساعدنا، ولكي يبقى من يقرضنا يجب ان نبرهن اننا قادرون ان يكون لنا صدقية وجرأة سياسية لنأخذ القرارات اللازمة. ما حصل يدل على ان هناك فتنة تتحضر في البلد وهذا ليس بالشيء الجديد على لبنان من قبل الـ75 وبعدها قبل 90 وبعدها، قبل 2005 وبعدها وقبل الـ 2017 ، وهذا قبل 30 حزيران (يونيو) عاليه 2019 وبعدها، هناك من يريد رمينا في قلب الفتنة، والفتنة هي برفض الاخر والتحريض عليه ونرسم خطوط التماس داخل البلد ونقسم المناطق اللبنانية ومحاربة الفتنة هي بالانفتاح الذي نمارسه والتلاقي". وزاد: "انتبهوا جديا التقسيميون يتجمعون بتصاريحهم ومواقفهم ولفتاتهم، والتوحيديون يتجمعون ليكسروا التقسيميين في هذا البلد، نحن اليوم امام لبنان الكبير مقابل لبنان الكانتونات، نريد لبنان 1920 والبعض يطلون من رؤوسهم التقسيمية اليوم لاعادة الرسم على الارض خطوط تماس. نشكر الله ان في زغرتا لا يوجد هذا الهاجس لان كل زعامات وعائلات زغرتا هي مع لبنان الواحد غير المقسم . وحتى لو اختلفوا في زغرتا يبقى آل فرنجيه ومعوض وكرم وبولس والدويهي كلهم بوحدة لبنان وهكذا نوحد زغرتا ضد المشروع التقسيمي".

...وفرنجية لمن يستخدم لغة "نحن وانتم"

وغرد النائب طوني فرنجية على حسابه غبر تويتر قائلا: "لمن يستخدم لغة الـ"نحن" والـ "أنتم". نحن جميعاً لبنانيين ونريد ان نعيش معاً في وطن واحد موحّد، بعيداً من أجواء الشحن والانقسام والطائفية التي يسوّق لها البعض".

هل يحمل الأسبوع الطالع مَخْرَجاً يُنْزِل الجميع عن الشجرة في لبنان؟

الراي...الكاتب:بيروت - من ليندا عازار,بيروت - من وسام أبو حرفوش .. «... الجميعُ في لبنان مَحْكومون بالنزولِ عن الشجرة، ولكن السؤال متى؟ وبأي أكلاف على البلاد؟». هكذا تَخْتَصِرُ أوساطٌ واسعة الإطلاع لـ«الراي» المَشهد في بيروت بعد أسبوعٍ من «التوتّرات النقّالة» التي عاودتْ رفْعَ «المتاريس» السياسية بين أكثر من فريقٍ و«احتجزتْ» الحكومةَ في لحظةِ تَعاظُم مَخاطر انكشاف الواقع المالي الهشّ في الداخل وتَصاعُد «حمّى» الصراع المتعدّد الجبهة في المنطقة.

وفي تقدير هذه الأوساط أنه رغم «الجِراح الكبيرة» التي تَسَبَّب بها الأسبوع الذي بدأ من عاليه (الأحد 30 يونيو) وانتهى بطرابلس السبت، والذي شهد اهتزازاً لـ«الأمن السياسي» من بوابة حادثة قبرشمون ومعاودة النفخ في ملفات الحرب اللبنانية، فإنّ ثمة اعتباريْن أساسييْن يُمْليان على مختلف الأفرقاء التجاوب مع مساعي «إطفاء الحرائق» المتدحْرجة، وهما:

ضرورة حفْظ الاستقرار الذي ما زال يشكّل بالنسبة للقوى الوازنة في لبنان كما للمجتمع الدولي «خطاً أحمر»، وذلك رغم فداحة «الأضرار» التي نجمتْ عن مشهدية انفجار «القلوب المليانة» في عاليه حيث سقط اثنان من مرافقي الوزير صالح الغريب (من حزب النائب طلال أرسلان) في إشكالٍ مع مؤيدين للحزب التقدمي الاشتراكي (يتزعّمه وليد جنبلاط) أثناء حركة احتجاجية على زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لبلدة كفرمتى، قبل أن تتحوّل عاصمة الشمال «ثكنةً عسكرية» نتيجة الاعتراض السياسي على محطة باسيل الذي اكتفى بـ«زيارةٍ خاطفة» عَمَد خلالَها إلى فتْح «جبهة جديدة» من المواجهة السياسية مع «القوات اللبنانية» حين نَبَشَ صفحات من الحرب بينها جريمة اغتيال الرئيس رشيد كرامي (1987)، في ما اعتُبر من هذه الأوساط «سعياً ضمنياً إلى تأليب طرابلس عليها ومحاولةً لاستدراج سجالٍ يزيح الأنظار عن فشل الزيارة».

الوضع المالي الدقيق الذي يُبْرِزُ مؤشراتٍ مُقْلِقةً، وإن كانت غير معلَنة، والذي يستوجبُ الإسراعَ بإقرار موازنة 2019 في البرلمان بأرقام مخفَّضة للعجز بما يشكّل «جواز مرور» للاستفادة من مخصصات مؤتمر «سيدر» وتَفادي مَخاطر أي خفْض لتصنيف لبنان الائتماني من وكالاتٍ دولية سبق أن حذّرت، الى جانب التداعيات السلبية لعدم المسارعة إلى إيجاد ضوابط فعلية للعجز واعتماد إصلاحات بنيوية، من «المشاحنات السياسية» التي تُعتبر إشارة غير مشجّعة على الإطلاق للمجتمع الدولي حيال قدرة السلطة المحلية على تطبيق التزاماتها.

وفي ضوء المحاذير الكبرى التي تترتّب على أي تأخيرٍ في لملمة الواقع السياسي وهو ما سيكبّد البلاد أثماناً باهظة، فإن الجهود ستكون مُنْصَبَّةً في الساعات المقبلة، ولا سيما بعد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم مبدئياً الى بيروت من زيارةٍ خاصة، على «فكّ أسْر الحكومة» التي لم تجتمع منذ أحداث عاليه بسبب ربْط الإفراج عنها بشرْط إحالة هذا الملف الى المجلس العدلي وفق ما يطالب إرسلان مدعوماً من «التيار الحر» وسط مُعارَضةٍ معلَنة من الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري وجنبلاط و«القوات». وفي هذا الإطار، علمتْ «الراي» من مصادر بارزة في الثنائي الشيعي («أمل» و«حزب الله») أن موقف «حزب الله» من إحالة أحداث عاليه على «العدلي» يعبّر عنه تماماً بري. مع الإشارة الى أن الأخير يَعتبر أن المسار المطلوب لهذا الملف يبدأ باكتمال التحقيقات بعد توقيف المطلوبين ليتّضح في ضوء ذلك إذا كان ما حصل يستدعي اللجوء الى «العدلي» أم لا بعد أن تُعرَض الوقائع على مجلس الوزراء. وبحسب هذه المَصادر فإن الأولوية بالنسبة الى «حزب الله»، الذي يدير اللعبة السياسية عن بُعد والذي لا يزْعجه خروج جنبلاط من هذه التجربة بأضرار، تبقى الاستقرار وحفْظ الستاتيكو الحالي، وهو ما عَكَسَه أمس موقف نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش الذي أكد «أن ما يهم حزب الله أن يبقى لبنان مستقراً، وان حماية العيش المشترك والسلم الأهلي والاستقرار هو مسؤولية الجميع، ويجب أن يكون أولوية لدى الجميع»، معتبراً أن من غير المقبول «تعريض السلم الأهلي للاهتزاز، وضرب الاستقرار والاقتصاد من أجل معالجة أزمات خاصة أو إيصال رسائل معينة أو استدراج دعم ضدّ خصوم في الداخل». وكانت الساعاتُ الماضية حملتْ إشارات انزعاج كبيرة من الحريري جراء ما آلتْ اليه الأوضاع داخلياً واستشعاره بوطأة الانجرار الى مزيد من التمتْرس السياسي وتعطيل الحكومة. وما لم يقُله رئيس الحكومة عبّرت عنه مقدمة أخبار «تلفزيون المستقبل» التي تحدثت عن «عصفورية سياسية لبنانية في أسوأ تجلياتها»، معتبرة أن مَن يستحضر «خطاب الانقسام والعصبيات وفرز المكونات اللبنانية بين مكوّن آدمي وبين مكوّن أزعر، يستحقّ وسام الجنون السياسي عن جدارة واستحقاق». ولاقى جعجع رئيس الحكومة في تأكيد ضرورة معاودة جلسات مجلس الوزراء، مبدياً الأسف «للأجواء التي لا توحي باجتماع للحكومة في الأيام المقبلة»، معتبراً أنها «جريمة بحق الوطن، ومن غير المقبول أن يعطّل باسيل اجتماع الحكومة من أجل بعض المكاسب الحزبية». وفي ردّ على كلام رئيس «التيار الحر» من طرابلس، شدّد جعجع على أن «باسيل أعادنا 50 عاماً إلى الوراء، طارِحاً الأمور بقلْب أسود»، داعياً «لوقف هذه الخطابات»، ومعتبراً ان «باسيل يعيد المواضيع الخلافية الحساسة وعم يعْمل مراجل بالوقت يلي ما إلو شي بالحرب ولا كان هونيك». وفي موازاة ذلك، كان لافتاً معاودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، غداة استقباله وفداً من «التقدمي» زار ايضاً جعجع وسيستكمل جولته قوى مسيحية أخرى، تأكيد «أن مصالحة الجبل هي الكنز الذي نتمسك به وهي فوق كل اعتبار وندعو الى العمل معاً في سبيل توطيد أركان المصالحة (...) واعتماد خطاب يجمع ولا يفرّق، يسير الى الأمام ولا يعود الى الوراء (...)».

استمرار تحالف بري ـ جنبلاط استثناء في السياسة اللبنانية.. لم يتأثر لعقود بخلافهما على ملفات استراتيجية

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. يشكل تحالف رئيس المجلس النيابي زعيم «حركة أمل» نبيه بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط حالة استثنائية في السياسة اللبنانية، لاستمراره لعقود رغم الطبيعة المتغيرة لمعظم التحالفات الحزبية، وخلافهما على ملفات استراتيجية شتى، أبرزها العلاقة مع النظام السوري والموقف من سلاح «حزب الله». وتعود علاقة بري بجنبلاط إلى مرحلة الحرب الأهلية، فالزعيمان اللذان تواجها فيما عُرف بـ«حرب العلم» في العام 1985 ما لبثا أن تكاتفا في المرحلة اللاحقة ليخوضا الحروب في خندق واحد كما زمن السلم يداً بيد، ويتحول أحدهما بالنسبة إلى الآخر بمثابة درع يقيه سهام الآخرين. وفي الأزمة الحالية التي يجتازها جنبلاط بعد الحادثة التي شهدها جبل لبنان الأحد الماضي وقُتل فيها مرافقان لوزير شؤون النازحين صالح الغريب، يقف بري إلى جانب حليفه رغم سعيه للعب دور الوسيط لحل المشكلة بالحد الأدنى من الضرر على الطرفين. ولفت الموقف الأخير لرئيس المجلس النيابي الذي تمايز به عن بقية مكونات فريق «8 آذار» لجهة اعتباره أن إحالة الملف إلى المجلس العدلي قد تكون من دون جدوى، طالما المحكمة العسكرية قد تكون أسرع منه. ويتمسك «الحزب الديمقراطي اللبناني» الذي يترأسه النائب طلال أرسلان، مدعوماً بـ«التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، بطلب الإحالة إلى المجلس العدلي لاعتباره أن ما حصل «محاولة اغتيال وزير في الحكومة عبر كمين مسلح ومحضر له سلفاً، وهو أمر يمس بأمن الدولة وبالسلم الأهلي ويزعزع الاستقرار والأمن في الوطن»، وهي نظرية يرفضها تماماً «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي يضع ما جرى بإطار «حادثة وليدة زمانها ومكانها». ويقف بري إلى جانب جنبلاط في ملف التعيينات بعدما تحدث الأخير أكثر من مرة عن خطة لاستبعاده تمهيداً لإضعافه وفرض زعامات درزية جديدة. ويؤثر هذا التلاحم بين «أمل» و«التقدمي الاشتراكي» في كثير من الأحيان سلباً على علاقة بري بـ«حزب الله» الذي يتواجه في كثير من الأحيان مع «بيك المختارة» وليد جنبلاط. ويؤكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس أن علاقة «أمل» بـ«حزب الله» كما علاقة «أمل» بـ«التقدمي الاشتراكي»، ويصفها بأنها «متينة جداً رغم الاختلاف مع الفريقين على ملفات ومسائل معينة، وهذا أمر طبيعي باعتبار أن الخلافات تحصل حتى ضمن الحزب الواحد». وقال خريس لـ«الشرق الأوسط» إن علاقة بري بجنبلاط «تندرج في إطار التحالف القائم منذ عشرات السنوات، فرغم الخلاف على ملفات أساسية كالعلاقة مع سوريا وإيران وغيرها من الملفات، لكننا نجحنا بتنظيم هذه الخلافات». وأضاف: «أما بخصوص حادثة الجبل، فنحن لا نقف في صف طرف ضد آخر بقدر ما نسعى للتوافق ونزع فتيل الفتنة، خصوصاً أن للجبل خصوصية الكل يدركها. ومن هنا يعمل الرئيس بري ليل نهار لوأد هذه الفتنة». ويعود مفوض الإعلام في «التقدمي الاشتراكي» رامي الريس إلى تاريخ العلاقة بين بري وجنبلاط، لافتاً إلى أنهما «خاضا معارك وطنية كبرى معاً ساهمت بتحويل مجريات الصراع أثناء الحرب اللبنانية لجهة تثبيت عروبة لبنان ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من منعطف ومحطة». وأوضح الريس لـ«الشرق الأوسط» أن الرجلين «شاركا معاً في إسقاط اتفاق 17 أيار (بعد الاجتياح الإسرائيلي في 1982) ولاحقاً في التوصل إلى اتفاق الطائف كل من موقعه». وأشار إلى أنه «بعد انتهاء الحرب وفي مرحلة حل الميليشيات وقيام مشروع الدولة، كانا في طليعة المتجاوبين مع الواقع السياسي الجديد والمندفعين للانتقال بلبنان من حقبة الحرب الأهلية الأليمة إلى حقبة الاستقرار والنهوض بالبلد». واعتبر أن «ما يميز الزعيمين أنهما يفهمان بشكل عميق طبيعة التركيبة اللبنانية، إضافة إلى أن الرئيس بري وبما يملك من حيثية وطنية وسياسية ودستورية، يعلم الوزن السياسي لوليد جنبلاط وحزبه في الحياة الوطنية كما أنه يتقن تدوير الزوايا وإعادة لم الشمل، وهو ما يقوم به في المرحلة الحالية». ولعل أبرز ما يجمع «أمل» و«التقدمي الاشتراكي» هو غياب الود بينهما من جهة، وبين «التيار الوطني الحر» من جهة أخرى، سواء بقيادة الرئيس ميشال عون أو الوزير جبران باسيل. إذ تتفجر علاقات كل منهما مع «التيار» عند كل استحقاق ومحطة في ظل الفشل بالتوصل لصياغة حد أدنى من التفاهمات.

اللواء...الراعي يحذِّر من «غَرَق السفينة» وجعجع يتّهم باسيل بالتعطيل

قرار الحريري غداً.. وجولة رئيس «التيار الحُرّ» الشمالية عُزْلَة سياسية للتكتل القوي

لم تدفن مع جثتي الشابين، اللذين سقطا الأحد في 30 حزيران الماضي في قبرشمون، لا الاحقاد، ولا الخلافات التي سبقت ولحقت بالحادث الأليم: بقي مجلس الوزراء يبحث عن «مرجّح» يسمح بتجاوز الخلافات واجندة معالجة ذيول ما حدث عبر القضاء، العادي، أو المجلس العدلي، بما يسمح ببقائه «حيا يرزق»، وهو المكان الطبيعي للنظر في المشكلات وإيجاد الحلول لها.. وإذا كان الرئيس سعد الحريري، يلتزم «الصمت الايجابي» ويحاول ان يقارب النقاط «بتعادل ايجابي» أيضاً، فلا يفني الغنم ولا يموت الذئب.. فإن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع شرب حليب السباع، واتهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بتعطيل الحكومة، وتهديد بقائها أيضاً. وبين تحفظ وكلام علني، اعتبر الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان التوتر السياسي عطل الحكومة، في وقت فيه البلاد بأمس الحاجة لاجتماعات مجلس الوزراء لمعالجة الديون المتراكمة والأوضاع المتفاقمة، وكأن البلاد سفينة ضائعة في وسط البحر تتلاطمها الامواج.. ولم تخف مصادر وزارية، هذا الجو المعقد، وقالت لـ«اللواء» ان اي خرق على صعيد امكانية انعقاد جلسة لمجلس الوزراء لم يسجل بعد مشيرة الى انه قبل تهدئة النفوس لا يمكن الحديث عن عقد جلسة لأن ذلك يعني مشكلاً كبيراً بين مكونات الحكومة. واعربت عن اعتقادها ان الأجواء عادت وتكهربت على كل الآصعدة وبالتالي قد يؤدي ذلك في حال عدم وجود مسعى الى عواقب خطيرة، واذ لاحظت ان ما من مبادرة واضحة حاليا توقعت ان يصار الى العمل لبلورة شيء ما، علما ان الاستمرار في تعليق جلسات الحكومة له ارتداداته السلبية. ويعود الرئيس الحريري إلى بيروت اليوم، على ان يستأنف نشاطه فور عودته، بدءاً من يوم غد، في محاولة لاحداث تقارب بين الأطراف المتباعدة، تمهيداً لعقد جلسة لمجلس الوزراء. ولم يستبعد مصدر مطلع ان توجه الدعوة إلى مجلس الوزراء الخميس المقبل، إذا صارت المعالجات، وفقاً لما هو مرسوم لها، ومرتجى منها.. وقال المصدر لـ«اللواء» لا يجوز ان يتعطل مجلس الوزراء لأي سبب كان، لأن تعطيله يعني تعطيل الدولة

اتصالات بعيدة عن الأضواء

واستمرت الاتصالات البعيدة عن الأضواء، ولو بخجل، من أجل إيجاد مخرج لدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد هذا الأسبوع، وإذا امكن يوم الخميس المقبل، على اعتبار ان الدعوة لعقد جلسة غداً الثلاثاء لم تعد متاحة، متاحاً، لكن يبدو ان المساعي لا تزال تصطدم بالشروط والشروط المضادة، لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان، حول تسليم كل المشتبه بعلاقتهم بجريمة قبرشمون التي حصلت الأحد الماضي، وإحالة القضية على المجلس العدلي، والتي يعتبرها أرسلان «مفتاح الحل». وذكرت مصادر رسمية ان ما يعيق الحل الأمني هو عدم تسليم الحزب التقدمي لشخصين متهمين بشكل مباشر بإطلاق النار، مع انه جرى يوم السبت تسليم عنصرين آخرين، بحيث بلغ مجموع من تمّ تسليمهم سبعة أشخاص، فيما يطالب الاشتراكي بتسليم عنصرين من عناصر موكب الوزير صالح الغريب، ظهرا في الفيديوهات المسربة يطلقان النار خلال محاولة فتح الطريق امام الموكب. وبرزت خلال عطلة نهاية الأسبوع تسريبات عن احتمال استقالة وزيري الحزب الاشتراكي اكرم شهيب ووائل أبو فاعور من الحكومة إذا استمرت محاولات الضغط والحصار السياسي على جنبلاط، لكن الوزير أبو فاعور سارع من بلدة المحيدثة في قضاء راشيا إلى التأكيد بأن «محاولات حصار وليد جنبلاط ليست جديدة في السياسة، وهو أكبر وارفع من ان تحاصروه»، في نفي ضمني لهذه التسريبات، فيما بدأ جنبلاط وكوادر حزبه وقياداته، بحملة سياسية مضادة عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك عبر وفود وزارية ونيابية برئاسة الوزير اكرم شهيب زارت أمس كلاً من البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للتأكيد على فشل محاولات حصار وتطويق جنبلاط، واستمرار مصالحة الجبل، حيث أكّد الراعي انها «الكنز الذي نتمسك به»، مقابل حملات أخرى من الحزب الديموقراطي، و«التيار الوطني الحر» ترفض محاولات جنبلاط بالاستئثار بقرار الجبل، عبر الحديث عن خصوصية، وهو ما اشر إليه رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، خلال زيارته لمدينة طرابلس السبت الماضي، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، رغم ان أحداً من سياسيي المدينة أو فعالياتها وقياداتها لم يأبه للزيارة، باستثناء بضع عشرات من مؤيديه تجمعوا في باحة معرض رشيد كرامي الدولي، كان عدد عناصر القوى الأمنية أكثر من عددهم. وليلاً غرد جنبلاط الذي التقى مجموعة من السفراء الأجانب، قائلاً: «عبر حسابه على «تويتر» نحن «لسنا قطاع طرق»، ثم كرّر هذه العبارة مضيفاً «لكن البعض لم يفهم».

معالجات بطيئة

وفي تقدير المصادر الرسمية ان المعالجات لتداعيات احداث الجبل، لا تزال متأخرة، لا بل بطيئة، إلى حين انتهاء الشق الأمني كاملاً، من خلال تسليم المتورطين في هذه الأحداث، وهو ما لا يبدو سريعاً، لكي يبدأ الحكي السياسي بالعمق، والذي يرتقب ان يدخل على خطه وبشكل مُكثّف الرئيس نبيه بري، عبر محاولة ترطيب الأجواء بين جنبلاط وارسلان، تمهيداً لمصالحة تكون برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا. لكن مصادر سياسية استدركت، بأنه من المبكر الحديث عن مصالحة درزية في الجبل، حتى ولو تحدث عنها أمس الوزير السابق وئام وهّاب، في تغريدة لافتة للانتباه له، وألمح إليها أرسلان في تشييع الضحية الثانية سامر أبي فراج في بعلشميه، طالما ان المعالجات الأمنية لم تكتمل، سواء بالنسبة لتسليم المطلوبين أو إحالة الحادثة على المجلس العدلي. وأشارت المصادر إلى ان الفصل بين المعالجات، بحيث يكون الشق الأمني منفصلا عن الشق السياسي، غير عملي، بحسب ما يرى الرئيس برّي حينما أكّد يوم الأربعاء الماضي بأن المسارات الثلاثة: الأمني والقضائي والسياسي يجب ان تكون مترابطة خلافاً لوجهة نظر بعبدا، على اعتبار ان الأحداث في الجبل، هي في الأصل سياسية، نتيجة الشحن السياسي الذي لم يعد وقفاً على الشريحتين الدرزيتين المعروفتين في الجبل، بعدما دخلت على خطه مجموعات سياسية من خارج الطائفة الدرزية، رأت انه من مصلحتها توتير الأجواء بين الطرفين، ولهذا كثرت الإشكالات الأمنية بينهما، وارتفع عدد ضحاياها في سنة واحدة إلى أربع، وهو أمر لا يجوز ان يستمر. وتعتقد هذه المصادر ان المسعى السياسي يجب ان يرتكز على محاولة استيعاب جنبلاط وطمأنته إلى عدم وجود قرار أو نية لمحاصرته وتطويقه، ووقف الضغوط عليه، بالتوازي مع شغل على خط أرسلان للتراجع عن مطلب إحالة جريمة قبرشمون على المجلس العدلي، خاصة وان أغلبية مكونات الحكومة الأساسيين هم ضد احالتها على الأقل الآن إلى المجلس العدلي، وليس قبل اتضاح كل ملابسات ما جرى وتحديد المسؤوليات بدقة من قبل الأجهزة الأمنية والقضاء ليبنى لاحقاً على الشيء مقتضاه.

الحريري منزعج

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الرئيس الحريري ليس بعيداً عن هذا التوجه، بل هو أكّد عليه منذ اليوم الأوّل، حيث برز تميزه عن موقف رئيس الجمهورية خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي اثار غيظ جنبلاط، فيما رحب به أرسلان، وتُشير هذه المصادر إلى ان مقدمات نشرات اخبار محطة تلفزيون «المستقبل» لا سيما تلك التي تحدثت عن «عصفورية سياسية» تعكس انزعاج الحريري من تصعيد الخطاب السياسي، وإعادة الفرز بين المكونات السياسية على قاعدة وجود مكونات للسلم ومكونات للحرب، وما يترتب على ذلك من مخاطر على الوضع الاقتصادي والمالي. ولاحظت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان اي خرق على صعيد امكانية انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع لم يسجل بعد مشيرة الى انه قبل تهدثة النفوس لا يمكن الحديث عن قيام جلسة لأن ذلك يعني مشكلاً كبيراً بين مكونات الحكومة. واعربت عن اعتقادها ان الأجواء عادت وتكهربت على كل الآصعدة وبالتالي قد يؤدي ذلك في حال عدم وجود مسعى الى عواقب خطيرة، واذ لاحظت ان ما من مبادرة واضحة حاليا توقعت ان يصار الى العمل لبلورة شيء ما علما ان الآستمرار في تعليق جلسات الحكومة له ارتداداته السلبية. الا ان مصادر قيادية في تيّار «المستقبل» أكدت ان الرئيس الحريري لن يقف مكتوف اليدين حيال أي توجه لتعطيل انعقاد مجلس الوزراء مهما كانت الأسباب. وحذرت هذه المصادر من استمرار الشحن السياسي وارتداداته على العمل الحكومي، مشيرة إلى ان الحريري يرى ضرورة فك الاشتباك بين الأزمة الناشئة عن حوادث عاليه وبين عمل مجلس الوزراء، وما يتعلق بموجبات التصدي للمأزق الاقتصادي ومعالجة التداعيات المترتبة على التصنيفات الدولية للوضعين المالي والاقتصادي للبنان والمرتقبة في غضون الشهرين المقبلين. وشددت هذه المصادر على انه من «غير الممكن مواجهة الاستحقاقات المالية والاقتصادية الماثلة في ظل أزمات سياسية مفتوحة، تجعل من عمل مجلس الوزراء عملاً موسمياً، مع ان الحكومة رفعت شعار «الى العمل»، لكن عدد جلساتها تكاد تكون معدودة (عدا عن جلسات إقرار الموازنة).

جعجع وباسيل

وفي المواقف التي اشتعلت على ضفاف جولات الوزير باسيل ، أسف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للأجواء «التي لا توج باجتماع للحكومة في الأيام المقبلة»، معتبراً انها «جريمة بحق الوطن، إذ في الوضع الذي نعيش فيه، وفي ظل صعوبات معيشية تزداد يومياً، نحتاج إلى اجتماعات مكثفة وسريعة للحكومة». ولفت في حديث اذاعي إلى انه من «غير المقبول ان يعطل الوزير جبران باسيل اجتماع الحكومة من أجل بعض المكاسب الحزبية الصغيرة»، مضيفاً إذا كانت هذه هي نوعية القوى السياسية، لا اعرف إلى أين نحن ذاهبون. وحمل جعجع بشدة على باسيل في هذه المقابلة، إذ رأى انه المسؤول عن أجواء التشنج السائد في البلد، وانه هو الذي يتسبب به، معتبراً ان «باسيل اعادنا 50 سنة إلى الوراء، لأنه يطرح الأمور بقلب أسود»، مضيفاً بأنه «ليس مستغرباً ان تستقبل طرابلس باسيل الاستقبال الذي استقبلته به». وسبق كلام جعجع تعليق للدائرة الإعلامية في «القوات» على كلام باسيل في طرابلس والذي غمز فيه عن مسؤولية جعجع في اغتيال الرئيس رشيد كرامي، فوصفه التعليق بأنه «حديث فتنوي أرعن لا علاقة له بكل ما نعيشه من تحديات وهموم، ويصر فيه على استعادة احداث الحرب اللبنانية من منظار صاحبه الأسود»، معتبراً ان أكثر من يعمل على تقسيم لبنان في الوقت الحاضر هو باسيل. اما بالنسبة إلى اغتيال الرئيس رشيد كرامي، فسأل بيان «القوات» باسيل عن مبرر دفاعه عن نفسه بهذه الطريقة، طالما في الأساس لم يتهمه أحد باغتيال كرامي، إلى إذا كان من لديه مسلة تحت ابطه تنعره، أو يصح المثل القائل: «كاد المريب ان يقول خذوني». وبطبيعة الحال، كان لباسيل ردّ من عكار، بعد انتهاء زيارته القصيرة لطرابلس، وصف فيها اتهام التيار باغتيال كرامي «بالكذبة» و«النكتة الكبيرة»، مشيراً إلى ان «هناك اناساً غير قادرين على الخروج من ماضيهم ويريدون تزوير التاريخ». ومن بلدة رشعين بقضاء زغرتا ردّ على جعجع من دون ان يسميه فقال: «احدهم قال بأن من ليس لديه ماض ليس له لا حاضر ولا مستقبل، وأنا اقول بأن من لديه هكذا ماض ليس لديه لا حاضر ولا مستقبل».

باسيل في طرابلس

وكان باسيل أصرّ على ان يقوم بزيارة طرابلس على الرغم من كل التحذيرات والتمنيات التي نصحته بأن لا يشمل المدينة ضمن الجولات التي يقوم بها على المناطق عند نهاية كل أسبوع، ولا سيما بعد حادثة الجبل الأحد الماضي، والتي ما تزال ذيولها الأمنية قائمة، الا انه شاء ان يدخل إلى طرابلس ليس من أبواب السياسيين فيها ولا من باب دار الفتوى، ولا حتى مرجعياتها وفعالياتها، وإنما من باب تعزيزات أمنية غير مسبوقة، حيث كان لافتاً للانتباه تسخير كل أجهزة الدولة ومرافقها واجهزتها، ووضعها تحت تصرف نشاط حزبي، ولم يجد قاعة لاستقباله غير قاعة معرض رشيد كرامي الدولي، رغم ان إدارة هذا المعرض سبق ان رفضت إقامة مهرجان انتخابي للرئيس نجيب ميقاتي في العام الماضي. وشهدت مداخل المدينة وشوارعها، منذ السابعة صباحاً ازدحاماً لملالات الجيش وعناصر قوى الأمن بهدف الحفاظ على الأمن ومنع أي تحرك للنيل من الزيارة كما حصل في الجبل، لا سيما بعد مرور تقارير عن احتمال تنظيم تظاهرات أو تجمعات احتجاجية على الزيارة، لكن هذه التجمعات اقتصرت على عدد محدود من المواطنين تجمعوا في ساحة النر رفضاً للزيارة، غير ان الجيش منعهم من التقدم نحو منشآت المعرض وعمد إلى قطع الطرقات عند دوار مستشفى النيني، مما حال دون وصولهم للتعبير عن رأيهم. وقرابة الحادية عشرة وصل باسيل إلى المعرض، وكان اللافت دخول سيارته بمواكبة أمنية مشددة وصلت حتى باب قاعة الاجتماعات التي ضمّت بضع عشرات من كوادر «التيار الوطني الحر» لم تمتليء بهم القاعة. ولوحظ انه تمّ منع وسائل الإعلام من الدخول لالتقاط الصور، واقتصرت التغطية الإعلامية على الوسائل المرافقة لباسيل، ما اثار نقمة المراسلين لا سيما العرب الذين قرروا عدم نقل وقائع الزيارة. ولوحظ ايضا ان باسيل خص الطرابلسيين بكم من العواطف وشكر الذين تجمعوا للتعبير عن رأيهم برفض الزيارة للغمز من قناة الحزب الاشتراكي، معتبرا ان هذه هي طرابلس التي تعبر سلمياً وبكل حرية، لكنه رأى ان الزيارة لم تكن تستحق كل هذا الكم من الانتقادات، مؤكدا انه لا يحتاج إلى اذن ليزور أي منطقة، فالبلد ليس محميات ولا عودة إلى منطق الحرب، وانه كذلك لا يقبل بأن يفرض عليه أحد امراً واقعاً مناطقياً، وان يقوم بالهيمنة على أي منطقة تحت مسمى الخصوصية.

 

 

 

 

 



السابق

مصر وإفريقيا....البرلمان المصري يقر قانون منح الجنسية المصرية مقابل الاستثمار...مصر.. المؤبد والمشدد 15 عاماً لمدانين بالتخابر مع إيران...تحديات كثيرة تعترض اتفاق السودان أولى خطوات المرحلة الانتقالية....المنتدى الوطني الجزائري: لحوار يخرجنا من الأزمة...دول الاتّحاد الإفريقي تطلق منطقة التبادل الحرّ القارية ..ليبيا.. داعش يظهر مجدداً ويتوعد الجيش بعمليات انتقامية..

التالي

أخبار وتقارير...بيان لقاء سيدة الجبل....بوتين وإردوغان يشددان على تفعيل التسوية عبر «آستانة»....طهران تلوّح بترسيم عبور السفن مضيق هرمز.....الاتحاد الأوروبي يحث إيران على الكف عن اتخاذ إجراءات تقوض الاتفاق النووي...إيران... مبادرات ديبلوماسية تُخرجنا من منطقة اليورانيوم المحظورة..كوشنر يقر أن الفلسطينيين أفشلوا مؤتمر البحرين...فلسطينيون يبيعون مصوغاتهم الذهبية بسبب الازمة الاقتصادية...خادم الحرمين يوجّه باستضافة 1000 حاج من ذوي شهداء فلسطين...موجة الحر في البوسنة تزيد من معاناة المهاجرين...ترمب يحذر إيران حول تخصيب اليورانيوم وبومبيو: امتلاك طهران أسلحة نووية سيشكل تهديدًا أكبر للعالم...اللوبي الإيراني في واشنطن.. عندما اخترق الملالي مكتب أوباما...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,214,969

عدد الزوار: 6,940,809

المتواجدون الآن: 143