لبنان....واشنطن لن تترك حزب الله يرتاح في لبنان مع إجراءات عقابية أقسى وأكثر نوعية...بري جَمَع الحريري وجنبلاط على عشاء «غسْل قلوب»..جنبلاط يطالب عون بوضع حد لتصرفات باسيل ...اللواء...تهديدات باسيل للحَسَن تهدِّد زيارة طرابلس.. وفرنجية في بكركي للتدخل ووقف المسار «الإنتحاري»...اللقاء الثلاثي: خارطة طريق لما بعد لململة ذيول الأحد الدامي....

تاريخ الإضافة الخميس 4 تموز 2019 - 5:55 ص    عدد الزيارات 2237    القسم محلية

        


واشنطن لن تترك حزب الله يرتاح في لبنان مع إجراءات عقابية أقسى وأكثر نوعية..

ايلاف....من بيروت: ريما زهار... تتحدث بعض التقارير بأن واشنطن لن تترك "حزب الله" يرتاح من خلال إجراءات عقابية متوقعة ستكون أقسى وأكثر نوعية. تشير التقارير إلى أن أي لقاءات تجري بين زوار لبنانيين سياسيين أو غير سياسيين مع مسؤولين أميركيين في الولايات المتحدة الأميركية، سيكون حتمًا "حزب الله" فيها هو الطبق الرئيس على الطاولة، وما يسمعه الزوار من محدثيهم الأميركيين لا يخرج عن إطار التأكيد بداية على "اللاّزمة" التي تتبنّاها الإدارة الأميركية، والتي تقول إنّ ما يهمّ واشنطن في لبنان هو استقرار هذا البلد ومساعدته على الحفاظ على وحدته الداخلية الهشّة. تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الخبير الإقتصادي فريد أبو جودة لـ"" أن العقوبات الجديدة تشمل من يدعم حزب الله، وتبقى توسيعًا إضافيًا للعقوبات السابقة، خاصة في ما يتعلق بموضوع تبييض الأموال، وهذه العقوبات الجديدة هي بالتحديد تطال كل من يدعم حزب الله، وسياسة ترمب تبقى واضحة من خلال تضييق الخناق ماليًا أكثر على حزب الله، وعمليًا سيكون الحذر في التعامل أكثر داخل لبنان، لأن نسيجنا مرتبط مع بعضه البعض، والجميع يتعاملون في ما بينهم، من هنا قد يخلق عدد معين من اللغط في الموضوع، على الصعيد اللبناني، من خلال توسيع إطار العقوبات على من يتعاملون مع حزب الله".

لبنان

وردًا على سؤال كيف سيتجاوب لبنان بعد هذه العقوبات على حزب الله؟، يجيب أبو جودة :"إن موقف لبنان يبقى واضحًا على الصعيد الحكومي، لا نستطيع القيام بشيء، حيث لبنان يبقى مقسومًا، ولا يمكن اتخاذ القرار في هذا الخصوص. أما على الصعيد النقدي، وعلى صعيد مصرف لبنان تحديدًا، فنحن ملتزمون بما تقرره القوانين الدولية والأميركية التزامًا كليًا. وعلى الصعيد السياسي والحكومي، لا نستطيع القيام بشيء، لأن هناك قرارًا سياسيًا بأن السلم الأهلي فوق كل اعتبار، ولا يمكن أن ندخل في مغامرات تعيد لبنان إلى الوراء.

الغاية

عن الغاية الأساسية من العقوبات المتعاقبة على حزب الله من قبل الأميركيين، يشير أبو جودة إلى أن الإستهداف الأساس هو لإيران من خلال حزب الله، وأميركا قالتها مرات عدة من دون مواربة، حيث تعتبر أميركا أن حزب الله يبقى إمتدادًا لإيران، وتبقى الإشكالية الأساسية أن أميركا تستخدم ما تسمى طريقة الخنق البطيء، حيث لا يتم فرض العقوبات دفعة واحدة، لكن الواحدة تلو الأخرى، بهدف إقناع من تفرض عليه عقوبات بأن يغيّر رأيه، وهذا مبدأ العقوبات الذي تستعمله أميركا. من هنا يضيف أبو جودة، قد تكون هناك عقوبات سوف تضاف في المستقبل من قبل أميركا ضد حزب الله، وكلما وجدوا فراغًا في مكان سوف يملأونه بقوانين جديدة، وما تجب معرفته أنه على الصعيد المحلي والسياسي لا يمكن اتخاذ قرارات. وردًا على سؤال بأن كل العقوبات الأميركية تهدف إلى حرمان حزب الله من الموارد لتمويل نشاطاته، فهل تحقق أميركا أهدافها في هذا المجال؟. يجيب أبو جودة أنه مما لا شك فيه أن التضييق المالي موجود، ولا يمكن إنكاره، والموارد سوف تخف، لكن هل يمنع ذلك الحزب من توسيع نشاطاته، يجيب أبو جودة أنه شخصيًا لا يستطيع تقدير ذلك، لأنه ليس مطلعًا على نشاطات الحزب، لكن في مكان ما هناك تضييق على تلك النشاطات ماليًا. فمن أراد اليوم أن يتبرع لحزب الله ومع وجود العقوبات الجديدة من قبل أميركا لن يستطيع القيام بذلك، والمنطق يقول إن مداخيل حزب الله سوف تتراجع. ويلفت أبو جودة إلى أن حزب الله يبقى حزبًا عقائديًا، حيث العقيدة تفوق كل شيء، وقد وجد لقتال إسرائيل.

اللواء ابراهيم التقى رئيس "التقدمي" في كليمنصو: عليكم ان تفهموا من كلامه ما يقصد

جنبلاط يطالب عون بوضع حد للتصرفات الصبيانية وخطاب الإستفزاز "المذهبي الدرزي" يحذّر من المسّ بوحدة الطائفة ويرفض لغة الاستقواء

بيروت - "الحياة" .... طالب رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" الوزير السابق وليد جنبلاط، رئيس الجمهورية ميشال عون بوضع حد للتصرفات الصبيانية، وللخطابات الإستفزازية التي ادت للانفجار". عقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا موسعا استثنائيا، في دار الطائفة في بيروت، برئاسة شيخ العقل نعيم حسن، وحضور مشايخ الهيئة الدينية وقضاة المذهب، ورئيس الحزب التقدمي، ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، والأعضاء بينهم وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب والنواب: أنور الخليل، مروان حمادة، فيصل الصايغ، هادي أبو الحسن، والنائبين السابقين غازي العريضي وايمن شقير، وأعضاء الهيئة العامة للمجلس، وتخلل الاجتماع استعراض للأوضاع العامة والتطورات الراهنة، واصدر البيان الآتي:

"اولا: توجه المجلس المذهبي بالتعزية من عائلتي المرحومين رامي سلمان وسامر أبي فراج، مؤكدا ضرورة إكرامهما بدفن الجثمانين انسجاما مع عادات وتقاليد وقيم طائفة الموحدين الدروز. كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى سامو غصن ورفعت رافع وعماد غصن وكريم الغريب.

"ثانيا: حذر المجلس من المس بوحدة طائفة الموحدين الدروز ضمن التنوع، تحت أي شكل من الأشكال، ودعا كل القيادات السياسية إلى ملاقاته، انطلاقا من حرص الزعيم الوطني وليد جنبلاط، لوأد الفتنة وحقن الدماء ومنع المتربصين بنا من تحقيق مآربهم.

"ثالثا: أكد المجلس أن تغييب طائفة الموحدين الدروز عن المجلس الأعلى للدفاع يفقد هذا المجلس ميثاقيته، ودعا إلى تمثيل كل المكونات الميثاقية فيه.

"رابعا: يرفض المجلس الخطاب المشحون ولغة الاستقواء ونبش القبور التي طوتها طائفة الموحدين الدروز بالمصالحات التاريخية إلى غير رجعة، مؤكدا أن حرية العمل السياسي تبقى تحت سقف التوازنات الوطنية التي رعاها ميثاق العيش المشترك الذي نص عليه اتفاق الطائف.

"خامسا: طالب المجلس الجهات الرسمية المختصة الأمنية والقضائية باعتماد أعلى معايير الشفافية بما يكشف الملابسات ويضع حدا للتأويلات الإعلامية ويمنع تحريف الوقائع والحقائق. وأكد على دور القوى الأمنية والمؤسسة العسكرية ضمن ما ينص عليه الدستور والقوانين.

"سادسا: شدد المجلس على ضرورة أن تنصب جهود المسؤولين على التهدئة وتنفيس الاحتقان مستغربا استباق بعض الجهات للتحقيقات وإطلاق الأحكام المسبقة.

"سابعا: توجه المجلس بالشكر إلى كل المرجعيات الرسمية التي بذلت المساعي والجهود لتنفيس الاحتقان وإعادة الهدوء، ودعا أبناء الطائفة باختلاف توجهاتهم إلى عدم الانزلاق إلى التوتر وردات الفعل غير المحسوبة، وأن يحتكموا دائما للغة العقل والنظام.

"ثامنا: قرر المجلس القيام بجولات على المرجعيات المعنية إسهاما في توطيد لغة الوفاق والحوار ووحدة الصف".

جنبلاط

وتحدث جنبلاط اثر الاجتماع، فقال: "تباحثنا في المجلس المذهبي مع الفاعليات الروحية والسياسية في التطورات التي جرت في اليومين الأخيرين، اقولها باختصار، سنواجه بهدوء وانفتاح والتأكيد على الحوار مع جميع الفرقاء من اجل تثبيت السلم الأهلي والمصالحة والامن. واننا نحيي الجيش على دوره واذا كان ثمة من شخص مطلوب للعدالة فنحن تحت سقف القانون والعدالة، لكننا نلفت النظر الى طريقة المداهمة أحيانا تكون غير لائقة بحق مجتمعنا. اما الآخرون فانني اشكر الرئيس (نبيه) بري والوزير (السابق سليمان) فرنجية وجميع الذين يرفضون كما نرفض نحن هذا الخطاب الاستفزازي الذي لا معنى له في كل المناطق والذي ادى مع الأسف للانفجار بالأمس. احيي الشهداء وارفض أيضا الكلام الاستباقي لوزير الدفاع (الياس بوصعب) كما فعل في قضية (المسرحي) زياد عيتاني وغيره عندما استبق القضاء، ارفض هذا الكلام الاستباقي لحادثة البساتين ولينتظر القضاء. الأمور تدار بهدوء جدا واليوم سيكون لي لقاء مع الرئيس سعد الحريري عند الرئيس نبيه بري وقبل ذلك سيزورني اللواء عباس إبراهيم، ونتابع بكل هدوء واعصاب باردة وانني جاهز لكل انفتاح وحوار". وردا على سؤال حول كلام للوزير جبران باسيل انه كان يوجد كمين مسلح، قال جنبلاط: "كيف علم الوزير باسيل انه يوجد كمين؟ ولماذا يستبقون القضاء كما حطمنا المقدم سوزان الحاج وزياد عيتاني؟ "شرشحوا" القضاء بهذه الطريقة فلنحافظ على ما تبقى من قضاء افضل". وعما اذا كان يعتقد بان رئيس الجمهورية على علم بكل الأمور، قال: "اعتقد ان الرئيس فوق كل شيء، ومجددا أطالب الرئيس بوضع الحد لهذه التصرفات الصبيانية".

"يطول بالوا شوي جبران بدو يوصل؟ ليس بهكذا طريقة"

أضاف: "مع البطريرك صفير اقمنا مصالحة من خلال الفرقاء الذين تقاتلوا في الحرب المشؤومة، حرب الآخرين على ارضنا كما قال رحمة الله عليه غسان تويني هم الذين اجتمعوا، صحيح آنذاك ان التيار الوطني الحر لم يكن موجودا لان العماد عون كان في المنفى والدكتور سمير جعجع في السجن في النهاية اقمنا حلا بين الفرقاء، لماذا العودة اذا الى نبش القبور من الكحالة وسوق الغرب وغيرها من المحطات، وكم من مرة قلت احيي جميع الشهداء كل شهداء لبنان في أي موقع سقطوا احتراما لقناعاتهم حتى لو خالف البعض منهم رأينا وكان في موقع آخر، لقد حييت كل الشهداء، ويكفينا العودة الى الماضي من اجل الوصول..."يطول بالوا شوي جبران بدو يوصل؟ ليس بهكذا طريقة". وردا على سؤال اذا كان ممنوعا على الوزير باسيل زيارة الجبل، قال: "اسأله لماذا لا يذهب وحده الوزير باسيل من دون الخطاب الاستفزازي وهذه المواكبات الأمنية الهائلة من الجيش والوحدات الخاصة كي يزور الجبل؟ اننا نزور كل المناطق وغازي العريضي يزور كل المناطق وغيرنا، وتعلمون انني اذهب بسيارة واحدة وبالكثير سيارتين، فلماذا كل هذه المواكب هنا سؤال". وعن أبواب الجبل وعما اذا كانت محصورة، قال: "لا حبيب قلبي يوجد أبواب عديدة، توجد بوابة خلدة التي احترمها بالرغم من كل شتائمه لي، وليته احترم فقط اسم ومقام آل أرسلان ماشي الحال، وكذلك وئام وهاب وصالح الغريب يوجد الكثير من الأبواب، لكن ثمة أبواب صحيحة وطرق مقبولة وموضوعية".

...والتقى اللواء ابراهيم: منفتح على كل الحلول

بعد ذلك التقى جنبلاط في دارته في كليمنصو اليوم، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في حضور الوزير شهيب والنائب تيمور جنبلاط والعريضي، وعقد لقاء استمر قرابة 40 دقيقة. وقال جنبلاط: "تأكيدا على ما ذكرته في دار الطائفة الدرزية، فانني منفتح على كل الحلول بالتعاون مع اللواء عباس ابراهيم الذي يدرك كل مخاطر الازمة، وهو خير من يستطيع ان يخرج الامور من هذا المأزق وعلى اساس ان يأخذ القانون مجراه". أما اللواء ابراهيم فقال: الوزير جنبلاط منفتح على كل الحلول وعليكم ان تفهموا من كلامه ما يقصد".

جنبلاط لسامي الجميل وفارس سعيد: شكرا

وبتكليف من رئيس التقدمي، أجرى أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر إتصالين برئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل والنائب السابق فارس سعيد، وشكرهما بإسم جنبلاط، على "المواقف السياسية التي صدرت عنهما، لا سيما ما يتعلق بتطورات المرحلة الراهنة".

"المعلومات" تتسلم موقوفين من الأمن العام والجيش

الى ذلك وبعد ثلاثة أيام على حادثة إطلاق النار في منطقة قبرشمون، التي أودت بحياة إثنين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، تسلّم فرع المعلومات من الأمن العام ثلاثة موقوفين في الحادثة، إضافة إلى آخرين من الجيش اللبناني. وفي السياق، أفيد أن اللواء ابراهيم استكمل اتصالاته، وسيتسلم الأمن العام موقوفين إضافيين، علما أن لائحة بكامل المتورطين والمشتبه بهم في إطلاق النار في منطقة البساتين أصبحت في عهدة الأجهزة الأمنية.

ارسلان: وضع الجبل غير مريح

من جانبه، اعتبر رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان أن "قرارات المجلس الاعلى للدفاع يجب أن تترجم ليس فقط في الشق الأمني، بل القضائي ايضا". وأكد "رفض مقاربة ما حصل في قبرشمون الا من زاوية واحدة وهي التعرض لأمن الدولة والسلم الاهلي من محاولة اغتيال وزير من الحكومة اللبنانية". وشدد على أن "أي تقاعس غير مقبول لأن وضع الجبل غير مريح". وتوازيا، نفذ الجيش اللبناني يوما أمنيا في قضاء عاليه، فانتشر بكثافة وبقوة كبيرة في المنطقة، لا سيما في القرى التي شهدت توترا من خلال إعتصامات او قطع طرق. وهي: الشويفات - قبر شمون، عاليه، بعلشميه، صوفر، اضافة الى اقامة الحواجز في قبرشمون - البساتين، طريق عيناب شملان، بعلشمية صوفر، ولاقت هذه الخطوة ارتياحا لدى المواطنين.

"التقدمي": لضبط الوضع في صوفر

وصدر عن وكالة داخلية الجرد في الحزب التقدمي الاشتراكي ما يأتي: "تواصل شلل النائب طلال ارسلان توتير الأجواء في الجبل، وآخر استفزازاتها احراق "يافطة" تحت جنح الظلام عليها عبارة شكر للوزير اكرم شهيب كانت رفعت قبل مدة في سوق صوفر. اننا نضع هذا العمل المعروف الهدف من ورائه بتصرف الاجهزة الامنية، مطالبينها بالمسارعة الى اتخاذ الاجراءات الفورية الكفيلة بضبط الوضع منعا لتكرار هذه الاعمال الغوغائية وحفاظا على الاستقرار في منطقة تنعم بالهدوء ويشكل الاصطياف فيها مصدر عيش لكثير من ابنائها".

لبنان يمْضي في تبريد «الأرض السياسية» بعد «امتحان الجبل»

بري جَمَع الحريري وجنبلاط على عشاء «غسْل قلوب» و«وسيط الجمهورية» يكمل مهمّته

الراي....الكاتب:بيروت - من ليندا عازار,بيروت - من وسام أبو حرفوش

جنبلاط يطالب عون بوضع حد لتصرفات باسيل .. صندوق النقد الدولي أطْلق «جرس إنذار» إضافياً حول الواقع المالي

... «المهمّ الهدف، أي تسليم المُرْتكبين ومحاسبتهم قضائياً»، و«ممنوع تفجير الحكومة لأن ذلك يعني كشْف البلد على كل المخاطر الداخلية (الأمنية والمالية) والإقليمية». معادلةٌ من حدّيْن شكّلتْ الإطار السياسي - الأمني لمسار «تفكيك صواعق» ما بات يُعرف بـ«أحداث عاليه» التي وقعتْ الأحد ووضعتْ البلاد أمام اختبارٍ هو الأصعب منذ تسوية 2016. ورغم بعض «الضجيج» الذي لم يغِب عن المشهد اللبناني أمس، فإن العارفين بكواليس اتصالات التهدئة أكدوا لـ«الراي» أن «خريطة الطريق» التي تبلورتْ بعد «خضّة الثلاثاء» التي كادت أن تجعل الحكومة في مرمى نارِ «هزّة الجبل» ما زالت هي التي تحكمُ المحاولاتِ الحثيثة لإخماد مضاعفات «واقعة قبرشمون» التي سقط فيها اثنان من مرافقي الوزير صالح الغريب (المحسوب على النائب طلال ارسلان) خلال إشكالٍ مع مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي (بزعامة وليد جنبلاط) على خلفية «الغضبةِ» التي رافقتْ زيارة «رئيس التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل (حليف ارسلان) لمنطقة عاليه. وفي هذا الإطار ارتسمتْ ملامح استشعارِ فريق رئيس الجمهورية ميشال عون (التيار الحر) بخطرِ الاندفاعةِ التي شكّلها تلويحُ «التيار الحر» ورئيسه بورقةِ «الثلث المعطّل» لنصاب انعقاد مجلس الوزراء، وربما أكثر، في إطار محاولات الضغط لفرْض إحالة الحكومة أحداث عاليه على «المجلس العدلي» وذلك في سياق الردٍّ على مجموعة «الرسائل» التي حملتْها مشهديةُ الرفض لجولة باسيل في عاليه والمضيّ في مقارعة جنبلاط من ضمن ما يعتبره مؤيّدوه عمليةً ممنْهَجة لتطويقه لاعتباراتٍ محلية وأخرى إقليمية. وكان واضحاً أن فريق عون، بدءاً من باسيل ووزراء آخرين، كرّسوا هدف محاسبة المرتكبين وتوقيفهم أولويةً على موضوع الإحالة على «العدلي» متعمّدين الكلام عن «أن الأمور ذاهبة الى العلاج»، بعدما تَأكَّدَ أن لا إمكان لتوفير النصاب الكافي لنقْل «ملف قبرشمون» الى «العدلي» وأن رئيس الحكومة سعد الحريري ليس في وارد التراجع عن رفْضه اعتماد مثل هذا المسار أو السماح بابتزازه بورقة «الثلث المعطّل»، وسط معلوماتٍ عن أنه رغم «المَظْهر الاحتوائي» الذي أطلّ به الحريري بعد استيعابه رفْع (التيار الحر) «عصا» الـ11 وزيراً، فإنه كان «َضرَبَ على الطاولة» موجّهاً خلال امتناع وزراء «تكتل لبنان القوي» عن الالتحاق بجلسة الثلاثاء أكثر من رسالة حازمة بأن البلد لم يعد يحتمل وبأنه لن يكون شاهد زور على أي لعب بالاستقرار السياسي وأنه قد يكون له موقف حاسم. ورغم بقاء النائب إرسلان شبْه «وحيد» في اشتراط الإحالة على «المجلس العدلي» كأساسٍ للحلّ وتمهيداً لتشييع مرافقيْ الغريب، فإن المعالجات الجدية بقيت مركّزة على تسليم المطلوبين الذين كان 5 منهم باتوا في عهدة الأجهزة الأمنية (الثلاثاء) ويفترض أن يكون آخَرون التحقوا بهم أمس، وسط معلومات عن أن اللائحة تشمل نحو 30 شخصاً، وأن «التقدمي» منفتح على التعاون مع ضماناتٍ بأن ليس كل مَن يتم توقيفه للتحقيق هو مِن المتورّطين في مقتل المرافقيْن.

وفيما واصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم اتصالاته كـ«وسيط الجمهورية» في محاولة لترجمة «القرار الكبير» بإطفاء تداعيات ما حصل في عاليه، بدا أن مجلس الوزراء لن ينعقد قبل اكتمالِ عملية تبريد «الأرض السياسية» التي لاحتْ مؤشراتها في أكثر من حركة ولقاء، بينها:

* حرص وزير الدفاع الياس بو صعب بعد استقباله الغريب وارسلان، على الحديث عن ايجابيات وحلول مطروحة للأيام المقبلة، وإن كان مضى في الحديث عن «كمين» تعرّض له الغريب في قبرشمون.

* استقبال باسيل الوزير السابق وئام وهاب (حليف ارسلان أيضاً) الذي لم يتحدث عن قضية «المجلس العدلي»، وكان حاسماً في تأكيد «ضرورة استمرار الحكومة وعدم تفجيرها لأن ذلك يعني (فرط الوضع في البلد)». وفي موازاة ذلك، شكّل جنبلاط محوراً رئيسياً في لقاءات بارزة حصلت أمس، حيث استقبل اللواء ابراهيم في إطار تأكيد انفتاحه على التهدئة والحوار والحلول، وذلك قبل العشاء الثلاثي بالغ الأهمية الذي رعاه رئيس البرلمان نبيه بري وضمّه الى الحريري وجنبلاط.

وبدا أن من شأن هذا اللقاء الثلاثي ترييح جنبلاط الذي يوجد انطباعٌ بأنه سجّل بعد «امتحان عاليه» وما أعقبه من تداعيات «فوزاً بالنقاط» توّجتْه عودة علاقته بالحريري الى سابق عهدها بعد التصدّع الأكبر الذي سادها أخيراً على خلفية أكثر من ملف داخلي ومآخذ رئيس «التقدمي» على ترجمات تسوية 2016. وسبق لقاء عين التينة مواقف لافتة أطلقها جنبلاط بعد مشاركته في الاجتماع الاستثنائي للمجلس المذهبي الدرزي، إذ أعلن «سنواجه بهدوء وانفتاح وتأكيد الحوار مع الجميع من أجل تثبيت المصالحة والسلم الأهلي، ونحيي الجيش اللبناني، وإذا كان هناك مطلوب فنحن تحت سقف القانون». وأكّد رفْض «الخطاب الاستفزازي الذي لا معنى له والذي مع الأسف أدى الى الانفجار يوم الأحد»، سائلاً «لماذا العودة الى نبش القبور وإلى محطات الكحالة وسوق الغرب؟»، مضيفاً: «يروق شوي جبران، بدو يوصل؟ (الى رئاسة الجمهورية) مش بهالطريقة»، مطالباً عون «بوضع حد لهذه التصرفات الصبيانية»، ورافضاً «الكلام الاستباقي لوزير الدفاع» (حول كمين قبرشمون) ولننتظر القضاء. ومما زاد من تهيُّب القوى السياسية مَخاطر الإمعان في «اللعب على حافة الاستقرار»، تقرير صندوق النقد الدولي في ختام جولته في لبنان والذي ترك علامات استفهام حول وقْعه على المجتمع الدولي ووكالات التصنيف الائتمانية التي سبق أن أطلقت إشارات سلبية حيال الواقع المالي لـ«بلاد الأرز» التي لم تنجز بعد موازنة 2019. فتقرير صندوق النقد شكّل «جرس إنذار» جديداً، اذ توقّع خلافاً لتقديرات المسؤولين، أن تؤدي تدابير موازنة 2019 لخفض العجز المالي إلى نحو 9.75 في المئة، داعياً لبنان لأن يبدأ بعملية تعديل مالي وإصلاحات هيكلية كبيرة لاحتواء الدين العام وزيادة النمو، ومحذراً من «أنّ عدم إحراز تقدم في الإصلاحات قد يؤدي لتآكل الثقة»، ومعتبراً ان مصرف لبنان «حافظ على الاستقرار المالي لسنوات، والتحديات التي يواجهها في ذلك نمت». واعتبر «أنّ شراء المركزي السندات المنخفضة الفائدة المقترحة (11 الف مليار ليرة) سيؤدّي إلى تدهور ميزانيته وتقويض صدقيته». وفي شأن آخر، قال بري، إن لبنان يصر على أن أي ترسيم لحدوده البحرية مع إسرائيل يجب ألا يتم إلا من خلال حزمة أوسع تشمل الحدود البرية أيضاً وإن بيروت تريد ذلك كتابة.

اللواء....اللقاء الثلاثي: خارطة طريق لما بعد لململة ذيول الأحد الدامي

تهديدات باسيل للحَسَن تهدِّد زيارة طرابلس.. وفرنجية في بكركي للتدخل ووقف المسار «الإنتحاري»

مضت حركة الاتصالات والاجتماعات إلى احتواء ذيول «الانفجار»، بتعبير النائب السابق وليد جنبلاط، وتفكيك الألغام، التي لم تنفجر بعد، وطغت على ما عداها، في وقت انشغلت فيه الأوساط السياسية بالمعلومات التي نشرتها «اللواء» في عددها أمس، وتحدثت فيها عن ردّ قوي لوزيرة الداخلية ريّا الحسن على وزير الخارجية جبران باسيل، والتي امتدت إلى «رواية أخرى» قدمها اعلام التيار الوطني، أكدت الوقائع، لكنها غيرت في السياق. وأكدت معلومات «اللواء» التي تضيف إليها ان الوقائع حصلت، وان الرئيس سعد الحريري جاء لاحقاً مع الرئيس ميشال عون. وقال مصدر مواكب ان الوزيرة الحسن تلقت سلسلة من الاتصالات يوم أمس المؤيدة، لا سيما من طرابلس، الأمر الذي جعل، وفقاً لتقارير وصلت إلى جميع المسؤولين، ان الأجواء غير مؤاتية لزيارة الوزير باسيل إلى طرابلس الأحد المقبل. وأكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ «اللواء» ان ما تضمنه بيان عين التينة بعد اللقاء الثلاثي، الذي ضم إلى الرئيس نبيه برّي، الرئيس الحريري والنائب السابق جنبلاط، لجهة «تبديد ما اعتري العلاقة بين الجانبين (الحريري وجنبلاط) من شوائب المرحلة السابقة، تمّ تبديدها وباتت من الماضي»، يقع في محله الصحيح وان الثلاثة عرضوا لمسار المرحلة المقبلة، سواء على صعيد الأمن والاستقرار، ومواجهة المخططات الخارجية، فضلا عن العودة إلى جلسات مجلس الوزراء، وجلسات الموازنة في مجلس النواب، وذلك بعد دفن الضحيتين في الجبل. واعتبر مصدر مطلع ان اللقاء وضع خارطة طريق لما بعد الحادث الأليم في قبرشمون في الجبل. وفي السياق نفسه، توقفت أوساط مسيحية عند زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وعضو التكتل النيابي الذي يرأسه نجله النائب طوني، نائب كسروان فريد الخازن إلى بكركي، والمشاركة في اجتماع مجلس المطارنة، ونقل موقف ماروني رافض للمسار «الانتحاري» الذي ينتهجه الوزير باسيل وتياره، بتعبير المصادر.

لقاء برّي - الحريري - جنبلاط

وفي معلومات «اللواء» ان لقاء المصالحة بين الرئيس الحريري وجنبلاط، والذي جمعهما إلى مائدة عشاء أقامها الرئيس برّي في عين التينة، تجاوز موضوع المصالحة والذي كان مقرراً قبل أحداث الجبل، إلى هذه الأحداث نفسها، وسبل معالجتها تمكيناً لعودة الهدوء والوئام بين مختلف مكونات الجبل، ورأب الفتنة التي كادت تطل برأسها من قبرشمون. الا ان البيان الذي صدر عن عين التينة، في أعقاب انتهاء اللقاء الثلاثي، لم يشر إلى احداث الجبل، بالاسم، وان كان تحدثه انه جرى في اللقاء «عرض لآخر التطورات والمستجدات السياسية والأمنية»، إضافة إلى الخطوات الآيلة إلى تصليب الوحدة الوطنية وتعزيز السلم الأهلي، في إشارة ربما كان المقصود منها ما حصل في الجبل من تطورات ومستجدات سياسية وأمنية. غير ان اللافت في البيان، هو ما ذكره نقلاً عن مصادر المجتمعين، بأن «ما اعترى العلاقات بين الجانبين (والمقصود هنا الرئيس الحريري وجنبلاط) من شؤائب في المرحلة السابقة، تمّ تبديدها وبات من الماضي». وكان الرئيس برّي استبق هذا اللقاء، بتأكيده على الخصوصية الذي يتصف بها الجبل، مشيراً إلى ان ما حصل لا يعالج بالأمن وحده، ولا بالسياسة وحدها، ولا بالقضاء وحده، وإنما بترابط هذه الملفات الثلاثة مع بعضها البعض، وهو في ذلك التقى مع المقاربة التي قدمها الرئيس الحريري في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، بوجوب تحصين الإجراءات الأمنية باتصالات سياسية تعيد الهدوء إلى الجبل، وتفسح في المجال امام القضاء ليقوم بدوره كاملاً من دون تدخلات سياسية، أو تغليب وجهة نظر على أخرى.

وبحسب مصادر قريبة من الحزب الاشتراكي، فإن النقاش الذي دار في عين التينة مساءً، تركز على عناوين ثلاثة:

- استعداد جنبلاط للحوار والانفتاح على كل الحلول، حسب ما كان أكّد بعد اللقاء الذي كان جمعه في وقت سابق في كليمنصو مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، إذا كانت المشكلة التي حدثت داخلية فعلاً، وليست من ضمن مخطط خارجي - داخلي لاستهدافه سياسياً واستهداف الخط السياسي والوطني الذي يمثله.

- تأكيده التعاون مع وساطة اللواء إبراهيم في الشق الأمني من المعالجات تمهيداً لمعالجة الشق السياسي، وذلك عبر تسليم المزيد من المطلوبين في احداث الجبل، والذين يبلغ عددهم - حسب مصادر حزبية - 32 شخصاً، اغلبهم من الحزب الاشتراكي.

- اما العنوان الثالث، والذي أخذ حيزاً كبيراً من النقاش، فهو اعتراض جنبلاط على الأداء السياسي لإدارة شؤون البلاد، سواء على صعيد الحكومة أو في رئاسة الجمهورية، أو في الممارسات الاستفزازية لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، من دون ان يستبعد في هذا الإطار وجود حصار سياسي حوله، بدأت مؤشراته في الانتخابات النيابية، ومن ثم في تشكيل الحكومة، وبالتالي تعزيز النفوذ السياسي لخصومه السياسيين، عبر نظرية «الثنائية» في كل الطوائف والمذاهب، الا انه أكّد انه قادر على معالجة نظرته الثنائية، في حال أكدت السلطة وقوفها على الحياد في الصراع الداخلي، ولم تتورط في لعبة اللعب على التوازنات الدقيقة في الجبل، داخل الطائفة الدرزية، وفي العلاقة بين الدروز والمسيحيين، وفي تقوية نفوذ خصومه في الإدارة والسياسة.

رسائل جنبلاط

وحرص جنبلاط، بعد الاجتماع الاستثنائي الموسع للمجلس المذهبي الدرزي الذي انعقد في دار الطائفة في فردان برئاسة شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، على توجيه رسالتين:

الأولى للمّ شمل الشارع الدرزي، من خلال تأكيد على ان للجبل أكثر من باب، ومنها بوابة خلدة (على الرغم من كل شتائم النائب طلال أرسلان له) وبوابة وئام وهّاب وصالح الغريب وغيرهم.

والثانية إلى الوزير باسيل الطامح إلى خلافة الرئيس ميشال عون في رئاسة الجمهورية، عندما نصحه بأن «يروق شوية، وإذا كان بدو يوصل مش بها الطريقة». ولم يخل تصريح جنبلاط من كلام عالي السقف، حيث طالب الرئيس عون بوضع حدّ لما وصفه «بالتصرفات الصبيانية»، سواء للوزير الياس بوصعب الذي استبق التحقيقات القضائية، أو الوزير باسيل، الذي سأله: كيف علم انه يوجد كمين؟ ولماذا العودة إلى نبش القبور من الكحالة وسوق الغرب وغيرها من المحطات؟ ولماذا لا يذهب وحده من دون الخطاب الاستفزازي وهذه المواكب الأمنية الهائلة من الجيش والوحدات الخاصة كي يزور الجبل؟ لكنه أكّد على انه سيكون دائماً تحت سقف القانون والعدال، إلا انه لفت النظر إلى ان طريقة المداهمات تكون أحياناً غير لائقة. وكان المجلس المذهبي حذر في بيانه من المس بوحدة طائفة الموحدين الدروز ضمن التنوع، معلناً رفضه الخطاب المشحون ولغة الاستقواء ونبش القبور التي طوتها الطائفة بالمصالحات التاريخية، مؤكداً ان حرية العمل السياسي تبقى تحت سقف التوازنات الوطنية التي رعاها ميثاق العيش المشترك الذي نص عليه اتفاق الطائف. وتوجه المجلس في مستهل بيانه بالتعزية من عائلتي المرحومين رامي سلمان وسامر أبي فراج، مؤكداً ضرورة اكرامهما بدفن الجثمانين، انسجاماً مع عادات وتقاليد وقيم طائفة الموحدين الدروز، وشدّد على ضرورة ان تنصب جهود المسؤولين على التهدئة وتنفيس الاحتقان، مستغرباً استباق بعض الجهات للتحقيقات وإطلاق الاحكام المسبقة، داعياً أبناء الطائفة إلى عدم الانزلاق إلى التوتر وردات الفعل وان يحتكموا دائماً للغة العقل والنظام.

ارسلان: تسليم المطلوبين قبل الدفن

في المقابل، ذكرت مصادر سياسية متابعة عن قرب لموضوع الجبل، ان رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال أرسلان وحلفاءه مستمرون بموضوع الاحالة للمجلس العدلي، لكن الوضع لن يصل الى حد تفجير الحكومة، فالوضع السياسي والاقتصادي للبلد خطير ودقيق جدا ولا يحتمل مزيدا من المشكلات، خاصة بعد التقارير الدولية السلبية عن الوضع المالي وآخرها امس تقرير صندوق النقد الدولي. واوضحت المصادر التي اطلعت على موقف كلّ من ارسلان والوزير باسيل، ان الامر الان مركز على تسليم المطلوبين جميعا ما يؤدي الى تراجع سخونة الوضع ويمهّد لمقاربة معالجة المشكلات الاخرى، كدفن الضحيتين وتبريد الجو في الجبل، والبحث عن مخارج لا بد منها، واحداها ايجاد مخرج لموضوع احالة الجريمة على المجلس العدلي، واكدت ان باسيل مستمر بالتهدئة بل يسعى اليها بدليل كلامه امس الاول بعد اجتماع «تكتل لبنان القوي» ، لكنه مستمر ايضا في تأييد موقف ارسلان الى حين ايجاد المخرج الكامل للأزمة. واشارت المصادر الى ان موضوع دفن الضحيتين رامي سلمان وسامر ابو فرج سيتقرر اليوم في دار خلدة، في ضوء مسار العملية الامنية التي يقوم بها الجيش والقوى الامنية. وزار ارسلان والوزير صالح الغريب امس، وزير الدفاع الياس بوصعب، حيث جرت تسوية الموضوع الناشيء بين ارسلان وبعض ضباط الجيش، وتم البحث في تفاصيل ما جرى في الجبل وضرورة إحالة الجريمة الى المجلس العدلي. كما زار رئيس حزب التوحيد وئام وهّاب الوزير باسيل في الخارجية، مؤكدا ان الأجواء توحي بإيجابية، متعهداً بذل أقصى الجهود لمنع إراقة نقطة دم واحدة. وفي هذا الإطار علمت «اللواء» ان وزير «حزب الله» محمود قماطي زار وهّاب في إطار البحث عن مخارج للمشكلة وتكريس التهدئة، وان وهّاب قام بنقل هذا الجو إلى أرسلان. وذكرت مصادر مطلعة ان جانباً من المداولات تناول مسألة استئناف جلسات مجلس الوزراء، التي يبدو ان مصيرها ما زال معلقاً على نتائج المساعي والاتصالات الرامية إلى لجم الاحتقان في الجبل، حيث يشترط أرسلان ومعه «التيار الوطني الحر» على ان يكون موضوع إحالة احداث قبرشمون على المجلس العدلي شرطاً لانعقاد الجلسة، في حين ان كل الوزراء كانوا يعلمون ان انعقاد جلسة الحكومة الثلاثاء كان مستحيلاً، لأن الوزير الغريب كان سيتهم الحزب الاشتراكي مباشرة بالوقوف وراء محاولة اغتياله ومقتل مرافقيه، مما كان سيفجر الحكومة من الداخل. وقالت المصادر ان وزراء التيار لم يكونوا في وارد تعطيل الجلسة، لكنهم استجابوا لطلب أرسلان بعدم عقدها حتى معالجة الأزمة التي حصلت في الجبل. وفي السياق، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان المعلومات المتوافرة لها تُشير إلى ان الأولوية اليوم هي «لاطفاء الارض»، وان أي حديث عن حوار في قصر بعبدا أو لقاءات ثنائية وغيرها تحت عنوان المعالجة ليس مطروحاً، معتبرة ان التهدئة هي المفتاح الأساس في هذا المرحلة، على ان تطرح كل المواضيع والملفات ذات الصلة في وقت لاحق».

فرنجية في بكركي

ولفت الانتباه على هذا الصعيد، زيارة رئيس تيّار «المردة» سليمان فرنجية إلى بكركي أمس، ومشاركته في الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي، وحضور نائب كسروان فريد هيكل الخازن، ومن ثم إطلاقه مجموعة مواقف سياسية حذر فيها من ان تتفلت الأمور من يد الجميع إذا لم يتم استدراكها من قبل المسؤولين، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية «الذي نتكل على حكمته»، بحسب ما قال، لا ستيعاب الجميع، مؤكداً بأن «الدولة القوية والجمهورية القوية هي التي تستوعب الكل»، لافتاً النظر الى ان الأمن السياسي أهم من الأمن المباشر، مشدداً على ضرورة إزالة الاحقاد من النفوس، مؤكداً «وقوفه وراء بكركي باعتبارها المرجعية الصالحة لطمأنة النفوس، خصوصاً في ظل الأحداث التي نشهدها». اما بيان المطارن الموارنة فقد «طالب السلطة بتطبيق العدالة والقانون بحق المسؤولين عن احداث عاليه، منعاً للجنوح إلى الفلتان الأمني وبروز المسلحين في الشوارع الأمر الذي ينال من هيبة الدولة وثقة المواطنين بقدرتها».

تهديد الحسن

في هذا الوقت، تفاعلت المعلومات التي نشرت أمس، عن تعرض وزيرة الداخلية ريّا الحسن لتهديد مباشر من الوزيرين باسيل وبوصعب، على خلفية احداث الجبل، قبيل انعقاد المجلس الأعلى للدفاع، لكن محطة OTV الناطقة بلسان التيار العوني، نسبت إلى مصدر وزاري رواية جديدة، مفادها انه «قبل دخول باسيل، وبناء على تصريح الوزيرة الحسن الملتبس تزامناً مع احداث الاحد، والذي فهم على انه تبرير للاعتداء ووصف لجولة باسيل بالاستفزازية، بادر الوزير بو صعب الى معاتبة الوزيرة الحسن، غير انها اجابت بأنها لم تقل الكلام على هذا النحو، واستعانت بهاتفها الخلوي لتؤكد وجهة نظرها، فطالبها بو صعب باصدار نفي للموضوع. في هذا الوقت، دخل باسيل وانضم الى الاجتماع، فبادرته الحسن بالسؤال: «زعلان مني»؟ فأجاب باسيل معاتباً: «في حدود وبدك تنتبهي»، قاصدا بذلك تصريحها حول احداث الجبل، مع العلم ان الحسن كانت وجهت ايضا سلسلة انتقادات لباسيل خلال حلقتها التلفزيونية الاخيرة، من دون ان يقابل كلامها بأي تعليق. غير ان وزيرة الداخلية ردت على وزير الخارجية بالسؤال: «شو عم بتهددني»؟ فتابع باسيل: «هلق هيك فهمتيها»؟ وعند هذا الحد تدخل الرئيس الحريري، مشيرا الى ان من الخطأ سماع تصريحات ليست في محلها، لكنه ايد الحسن في قولها انها لم تقصد تبرير الاعتداء، وانتهى الامر عند هذا الحد. وتدعم الرواية «الباسيلية» معلومات «اللواء» وتؤكدها لكن بطريقة تقلل من الوقع السلبي الذي تركته في مختلف الأوساط ضد الوزير باسيل.

لقاء الأربعاء

إلى ذلك، لم يخل لقاء الأربعاء النيابي من مواقف حاسمة للرئيس برّي، سواء بالنسبة لموضوع ترسيم الحدود، أو في الموازنة، الا ان رئيس المجلس لم يقطع الأمل من المفاوضات التي يتولاها مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد، على الرغم من المعلومات التي كانت تحدثت بأن مهمة المفاوض الأميركي «تُحتضر». ونقل نواب الاربعاء عن رئيس المجلس قوله في موضوع الحدود: «هناك مخزون من الثروة النفطية يقدر بنحو 600 مليار دولار في المنطقة المتنازع عليها. والموقف السيادي الذي عبر عنه لبنان هو لجهة الأفكار التي تم طرحها، لكن هناك بندين لا يزالان عالقين، ونأمل إيجاد حل لهما. أولهما يتعلق بإيراد مسألة التلازم بين البر والبحر لجهة التنفيذ. والبند الآخر هو تبديل كلمة رعاية الأمم المتحدة الى كلمة ضيافة، ومن خلال المعطى القانوني هناك فرق كبير بين معطى الضيافة والرعاية، وهاتان النقطتان ما زالتا عالقتين، والرعاية هي لممثل الأمم المتحدة في لبنان». وفي موضوع الموازنة، نوه بري بالجهود التي تبذلها لجنة المال والموازنة، وقال: «أصبحنا قاب قوسين او ادنى من إنجازها، والمجلس النيابي في انتظار إحالة قطوعات الحسابات حتى استكمال إنجاز هذا الملف. والموازنة التي أحيلت على المجلس النيابي كأرقام لا يعني ان المجلس ملزم البصم عليها دون نقاش، فالمجلس حريص على القيام بدوره الرقابي والتشريعي مع الحرص الشديد على حفظ حقوق الفئات الشعبية والمتوسطة وذوي الدخل المحدود».

الموازنة

وكانت لجنة المال، تابعت في جلستها المسائية أمس برئاسة النائب إبراهيم كنعان، بحث وإقرار البنود المعلقة من موازنة وزارة الاتصالات و«اوجيرو» والهيئة الناظمة للاتصالات في حضور الوزير محمّد شقير، واقرت موازنة الوزارة واوجيرو باستثناء مساهمات الرواتب، نظرا للزيادة الملحوظة عن العام 2018، وبند تجهيزات اخرى بقيمة 63 مليار وبند صيانة اخرى بقيمة 94 ملياراً، لم يكن ملحوظا في العام 2018، وطلب النواب ايضاحات قانونية تتعلق بهذه البنود. ولم تنه اللجنة امس دراسة ملف ​الاتصالات​ لأنه متشعب»، لا سيما وان «النواب طلبوا ​تفاصيل​ وأرقام حول مردود شركتي الخلوي واعتبروا أن هناك تهرّبًا للربح». ولفتت المعلومات الى أن «أحد النواب قال إنهم يناقشون ملف «مغارة علي بابا». وتجدر الإشارة، إلى أن اللجنة قد لا تنعقد اليوم»، وقد تستأف غدا أو الأسبوع المقبل، بانتظار المستندات بالارقام من قبل الوزارات والمؤسسات التي طالبت اللجنة بتدقيقها، والى ان يتم الإنتهاء من الصيغ المعدلة للبنود المعلقة، وخصوصا ما يتعلق بالمتقاعدين والأسلاك العسكرية ورسم 2 % على البضائع المستوردة، اضافة الى ملف أوجيرو.

يوم أمني للجيش

أمنياً، واكب الجيش اللبناني المعالجات السياسية للأحداث الأخيرة بسلسلة من الإجراءات من بينها إقامة حواجز عند مداخل العاصمة وفي بعض الأحياء في إطار يوم أمني أدى إلى توقيف مطلوبين، ومخالفين ولاقت هذه الإجراءات ارتياحاً لدى المواطنين الذين عاشوا بقلق من جرّاء أحداث الأحد الماضي.



السابق

مصر وإفريقيا.....قناة "i24news" الإسرائيلية: سلاح الجو الإسرائيلي يشن غارات على أهداف في سيناء المصرية......تدخل القوى الإقليمية تزيد الأزمة في السودان تعقيدًا..الرئيس الجزائري الانتقالي يقدم عرضاً جديداً للحوار..المهاجرون العالقون في ليبيا يعيشون معاناة فظيعة....تونس: العقل المدبر لاعتداءات ارهابية يفجر نفسه أثناء ملاحقته..

التالي

أخبار وتقارير.....السفن تتخفى للالتفاف على العقوبات ضد إيران.....اجتماع سوري ـــ إيراني ـــ عراقي يضع قطار «طهران ــ المتوسط» على السكة...ترمب يحذر إيران من أن لعبة التهديدات "ستنقلب عليها" ....روسيا تتكتّم على أسباب مقتل 14 بحاراً في غواصة...اليابان تعرض لعب دور «الوسيط النزيه» في عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,871

عدد الزوار: 6,756,269

المتواجدون الآن: 135