لبنان.......«لقاء البيت اللبناني»... تجمّع معارض شعاره «التحرر من الوصاية الإيرانية»..تصعيد أميركي إيراني.. و"حزب الله" تحت مجهر واشنطن...وداعٌ تاريخي لـ «البطريرك الكبير» ..دريان: استشهاد المفتي حسن خالد يرتبط بمحاولات إنهاء النزاع الداخلي....واشنطن لن تخفض دعم الجيش اللبناني لاقتناعها بدوره في حفظ الأمن والاستقرار.....اللواء...لبنان يودِّع بطريرك الوطن بحضور عربي ودولي وموظّفو الإدارة يلوّحون بإضراب مفتوح.. وباسيل يلاحق حتى أرامل المتقاعدين!....

تاريخ الإضافة الجمعة 17 أيار 2019 - 4:17 ص    عدد الزيارات 2660    القسم محلية

        


مشاريع الدعم البريطانية للبنان تتواصل مسؤول كبير في وزارة التنمية الدولية يتابع التنفيذ على الأرض..

موقع ايلاف...نصر المجالي... تتواصل مساعدات الدعم البريطانية للبنان بشكل فاعل من خلال مشاريع إنمائية في مختلف المجالات، وخصوصًا التعليمية والاقتصادية، فضلًا عن دعم قوى الأمن الوطني والجيش للحفاظ على الأمن والاستقرار.

إيلاف: خلال زيارة استمرت يومين (13 و14 مايو) للبنان، إطلع جوناثان هارغريفز، نائب رئيس مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة التنمية الدولية البريطانية، على التقدم الذي أحرزته المملكة المتحدة في دعم لبنان في قطاع التعليم، والمساعدات الإنسانية والفرص الاقتصادية، خلال زيارته لثلاثة مشاريع في البقاع مموّلة من المملكة المتحدة. والتقى هارغريفز في مدينة زحلة أعضاء اتحاد بلديات قلعة الاستقلال-راشيا ومزارعين ضمن برنامج دعم المجتمعات المضيفة في لبنان بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

المسؤول البريطاني مع عائلة سورية لاجئة

ومع إنشاء موقع لتغليف المنتجات الزراعية المحلية، سيوفر المشروع فرص عمل وأمان وإمكانية الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية للمزارعين المحليين المتضررين من إغلاق الأسواق الإقليمية منذ الأزمة السورية. ويعتمد سكان القرى المجاورة بشكل أساسي على إنتاج الفاكهة والخضر كمصدر رئيس للدخل. منذ 2014، وصل دعم المملكة المتحدة لبرنامج دعم المجتمعات المضيفة في لبنان حتى الآن إلى أكثر من 48 مليون جنيه إسترليني.

لاجئون سوريون

اجتمع هارغريفز مع عائلات من اللاجئين السوريين الذين فرّوا من الصراع، الذي دخل عامه الثامن في سوريا. تدعم المملكة المتحدة، بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي، عشرات الآلاف من أشد الأسر ضعفًا بمساعدة نقدية. سيمكن البرنامج الأسرة من تلبية احتياجاتها الأكثر إلحاحًا للبقاء على قيد الحياة، سواء كانت مواد غذائية أو لوازم منزلية أو أدوية حيوية للأطفال. منذ صيف 2017، بلغ دعم المملكة المتحدة للمساعدات الإنسانية أكثر من 91 مليون جنيه إسترليني.

التعليم

قال موقع وزارة الخارجية البريطانية، إنه نظرًا إلى كون التعليم من أولويات المملكة المتحدة في لبنان، والذي بلغت قيمته من 2016-2021 حوالى 165 مليون جنيه إسترليني، زار جوناثان مركزًا لتعليم الطفولة المبكرة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات في زحلة، بإدارة المنظمة الدولية للرؤية العالمية والمموّل من برنامج "مبادرة عدم ضياع جيل" الذي تنفذه اليونيسيف. وقد التزمت وزارة التنمية الدولية مبلغ 65 مليون جنيه إسترليني لتوفير التعليم غير الرسمي لحوالى 100.000 من أطفال المدارس الأكثر ضعفًا في لبنان لإتاحة الفرصة لهم للالتحاق بالتعليم الرسمي، وتقديم الدعم النفسي إلى أكثر من 140.000 امرأة وطفل ممن هم أكثر ضعفًا وعرضة للإساءة، لمساعدتهم على التعامل مع الصدمة. في نهاية زيارته قال جوناثان هارغريفز: "يسرني أن أعود إلى لبنان لمتابعة البرامج المموّلة من المملكة المتحدة في جميع أنحاء البلاد. لا يزال لبنان واحدًا من أكثر الدول المستفيدة من الدعم البريطاني في المنطقة. وقد سرّني لقاء العديد من الأشخاص من مختلف القطاعات الإنسانية والتعليمية والاقتصادية، ولرؤية الأثر الإيجابي لمشاريع المملكة المتحدة المستمرة على حياة الناس".

تصعيد أميركي إيراني.. و"حزب الله" تحت مجهر واشنطن

العربية نت...المصدر: بيروت - جوني فخري.. تبقي الولايات المتحدة الأميركية "حزب الله" تحت مجهرها على الرغم من انشغالها بمواجهة التهديدات الإيرانية للمنطقة والعالم، والتي اتخذت في الأيام الماضية أبعاداً عسكرية واضحة مع حشدها قوى عسكرية وأساطيل حربية وازنة في بحر الخليج. وبرز قبل يومين نشر وزارة الخارجية الأميركية مقطعاً مصوراً تحت عنوان "بمنتهى الوضوح- فيلق القدس الإيراني"، تتحدث فيه عن قواعد تدريب يُقيمها الحرس الثوري في لبنان والعراق. وقال حساب "فريق التواصل الإلكتروني" التابع للخارجية الأميركية عبر "تويتر"، إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري يدرب ويسلح ويجهز ميليشيات تابعة له بمعسكرات تدريب في لبنان (البقاع تحديداً)، كذلك داخل إيران، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك استخدام هذه الميليشيات في حروب "الوكالة"، وإشاعة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. ويأتي في الفيديو أيضاً أن طهران لديها قواعد مماثلة لقاعدة البقاع في إيران، مثل "منشأة الإمام علي للتدريب" في ضواحي طهران، والتي تستخدمها للتدريب على حرب العصابات والحروب غير التقليدية.

معسكرات قرب الحدود السورية

وبحسب معلومات "العربية.نت"، فإن هذه المعسكرات موجودة في جرود السلسلة الشرقية في البقاع على الحدود مع سوريا، وتحديداً في منطقتي جنتا التي تُعتبر "عرين المقاومة" والنبي سباط قرب بلدة بريتال المتاخمة للحدود مع سوريا، وأُنشئت بدعم من الحرس الثوري الإيراني، الذي كان يُرسل في البداية عناصر منه لتدريب كوادر ومقاتلي "حزب الله". وتعرضت تلك المعسكرات التي تم تشييدها منذ العام 1982 مع انطلاقة "حزب الله" لعدة غارات من الطيران الحربي الإسرائيلي، وفي كل مرة كان حزب الله يعيد ترميمها.

أميركا لن تتساهل مع لبنان!

ويأتي نشر وزارة الخارجية الأميركية للمقطع المصور عن معسكرات "حزب الله" مع زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دايفيد ساترفيلد، إلى بيروت، والمعلومات المتداولة عن أنه أبلغ المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم بأن الولايات المتحدة ليست في وارد التساهل مع ترك "حزب الله" على حاله من القوة والنفوذ، أكان سياسياً أو عسكرياً، في لبنان والمنطقة العربية، وأن واشنطن التي تعتزم فرض مزيد من العقوبات عليه، لتجفيف منابع تمويله وتخفيف قدرته على التحرك والتوسع إلى حد شلها نهائياً، تحث الحكومة اللبنانية على القيام بواجباتها في التصدي لأي مراكز تدريب للحزب على أراضيها، وإلزام الحزب بالعودة من سوريا والتقيد بسياسة النأي بالنفس، أو أقله أن تعلن رفضها لممارساته. ولا ينفصل الفيديو عن تصاعد التوتر العسكري في المنطقة في ظل "الكباش" بين الولايات المتحدة وإيران بسبب الخروج من الاتفاق النووي، وهو ما يطرح علامات استفهام عن تحرك حلفاء طهران في المنطقة، خصوصاً "حزب الله" إذا ما شنت أميركا حرباً ضد إيران.

الأنظار نحو جنوب لبنان

وتشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن "حزب الله" يتحضر لكل السيناريوهات، وأمينه العام، حسن نصرالله، أكد في أكثر من إطلالة "سنكون حيث يجب أن نكون"، أي إلى جانب إيران التي يُجاهر علناً بأنها الداعم الأول للحزب مالياً وعسكرياً. وفي هذا المجال، تتجه الأنظار إلى جبهة جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل، إذ ستشكل منطلقاً للعمليات العسكرية التي سيشنها "حزب الله" باتجاه إسرائيل إذا ما تعرضت إيران لهجوم عسكري من واشنطن. ونصرالله سبق وهدد بأن "حزب الله" سيُمطر تل أبيب بالصواريخ إذا اعتدت على لبنان. ولفتت المصادر لـ"العربية.نت" إلى أن "حزب الله" لن يكون بمنأى عن المواجهة الأميركية-الإيرانية، خصوصاً أن طهران بالنسبة له هي "الأب"، وهو يعلم جيداً أنه متى ضُربت إيران فإن المعركة ستكون مفتوحة في أكثر من ساحة تنشط فيها أذرع طهران العسكرية، وبالتالي سيكون من ضمن بنك الأهداف الذي ستطاله الضربات العسكرية". كذلك أكدت المصادر أن "الحرب المقبلة إذا وقعت ستكون شاملة ولا يُمكن لحزب الله أن ينأى عنها".

لبنان قد يدفع الثمن

ومع أن قائداً في الحرس الثوري الإيراني أعلن أن بلاده "تمر بأكثر لحظة حاسمة في تاريخها بسبب ضغط العدو"، قللت المصادر السياسية من قدرة طهران على الذهاب حتى النهاية في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، فهي تعلم جيداً أن "هذا سيكون بمثابة انتحار". في المقابل اعتبرت المصادر أن "إيران قد تلجأ إلى سياسة الهروب إلى الأمام لتخفيف الضغط عليها ومنع واشنطن من تحقيق هدفها تصفير العائدات النفطية لها، وذلك من خلال فتح جبهة عسكرية ضد حلفاء أميركا. ولعل أكثر هذه الجبهات سخونة جنوب لبنان، حيث هدد حزب الله أكثر من مرة بفتحها إذا تعرضت الجمهورية الإسلامية لهجوم من أميركا وحلفائها". ونبهت المصادر إلى أن "الأمور في المنطقة على حافة الهاوية وخيارات إيران تضيق، وجبهة جنوب لبنان قد تكون هي المتنفس لها من خلال حزب الله لقلب المعادلة، بحيث تنتقل من مرحلة الضغط إلى مرحلة فرض الشروط على المجتمع الدولي لإيقاف الحرب في مقابل الحصول على مكاسب جديدة". ويبقى السؤال: هل سيضرب حزب الله مجدداً عرض الحائط بموقف لبنان الرسمي المتمسك بالنأي بنفسه عن مواجهات المحاور في حال وقعت المواجهة، فيدفع بالتالي هذا لبنان مجدداً فاتورة حروب وصراعات الآخرين؟!

وداعٌ تاريخي لـ «البطريرك الكبير» استحضر المعاني «فوق العادية» لمسيرته

بحرٌ بشري متعدّد الطوائف وحضور رئاسي ومشاركة عربية ودولية

الكاتب:بيروت - «الراي» .. ساترفيلد من لبنان إلى إسرائيل لِسماع جوابها حول آلياتبحث النزاع الحدودي

كما كان مار نصر الله بطرس صفير على رأس الكنيسة المارونية لربع قرن (بين 1986 و 2011) بطريركاً استثنائياً، كذلك جاء وداعه الأخير، أمس، غير عادي ويختزل الأدوار التي أدّاها كـ«أيقونة الكرسي البطريركي» و«حارس» العيش المشترك الذي آمن بأنها وحدَها «الصرخةُ» المسيحية - الإسلامية «تودي» إلى استعادة السيادة وإلى «الاستقلال الثاني»، بعدما كان حمى لبنان «الفكرة» من الموت ووفّر الغطاء للخروج من حرب الـ 15 عاماً على «حمّالة» اتفاق الطائف. تاريخياً بكل المعاني كان الوداع المَهيب للبطريرك الكبير (الخامسة عصر الخميس)، الذي وُلد مع «لبنان الكبير» (1920) والذي سيحتضنه تراب بكركي (حيث مقر البطريركية المارونية) التي عرفتْه على مدى نحو 63 عاماً في رحابها رجلاً صلباً تدرّج في مسيرته الكهنوتية التي وضعتْه لا سيما بعد توليه السدّة البطريركية على تماس مباشر مع المخاطر الكبرى التي كانت تقبض على «الوطن الصغير» إبان الحرب ليتحوّل في زمن «النسخة السورية» من اتفاق الطائف (بين 1991 و2005) «صخرةً» وقفت بوجه الوصاية وحوّلت السيادة والحرية والاستقلال «وصية» حفَرَها موقفاً موقفاً وعظةَ عظةً وخطوة خطوة ونداءً ونداءً ومصالحة مصالحة وجسراً جسراً مع الشريك في الوطن إلى أن زهّرت «ثورة الأرز» في مارس 2005 وجدّدت روح الفكرة اللبنانية. وكل هذه الأبعاد والأكثر التي جسّدها «كبير لبنان» ومسيرته، حضرت في يوم التشييع الذي جمعتْ مشهديتُه بين الزهد والتواضع اللذين عاش في كنفهما وبين العظمة التي اكتسبتْها أدواره وصارت «لقباً» له، فيما كانت رمزيةٌ قَدَريّة مثلّها تزامُن التشييع الـ «فوق عادي» مع الذكرى 30 لاغتيال مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد الذي كان «شريك» صفير و«نصفه الآخر» في رفْض الحرب والتمسك بالعيش المشترك. وفي موازاة «لوحة الوداع» التي استُحضر معها تنظيماً ومشاركةَ رسمية تقدّمها الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري وممثلو رؤساء عرب وغربيين (وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان مثّل الرئيس إيمانويل ماكرون) وحشوداً شعبية (بعشرات الآلاف) ما رافق زيارت الباب يوحنا بولس الثاني (1997) وبينديكتوس السادس عشر (2012)، فإنّ «زحْف» لبنان العيش المشترك لتأدية التحية الأخيرة لـ«بطريرك مصالحة الجبل» (المارونية - الدرزية 2001) حملتْ دلالات لافتة مع مشاركةٍ درزية كبيرة رافقت النائب تيمور وليد جنبلاط في المأتم الذي استُحضرت معه كل المعاني التي جسّدها «البطريرك التاريخي» في البُعد الوطني والسياديّ. وكان لافتاً قبيل التشييع تقدُّم وزارة الخارجية الأميركية بالتعازي بالبطريرك، معلنة «كان قائداً شجاعاً ضد الاستبداد والاضطهاد، وكان بطل فكرة سيادة لبنان واستقلاله، والولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب لبنان لدعم هذه المثل العليا التي يجسّدها الكاردينال صفير». ولم يحجب وهج «عرس الوداع» الذي ترافق مع يوم حداد رسمي (بدأ الأربعاء) وقفل المؤسسات العامة والخاصة، الاهتمام بزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد التي تناولت الوضع في المنطقة والنزاع الحدودي البحري والبري بين لبنان وإسرائيل. وفي الشق الأول أفادت المعطيات المتوافرة عن محادثات ساترفيلد أنه حمل رسالة واضحة في ما خصّ مَخاطر التَساهُل في السماحِ لـ«حزب الله» بتوريط لبنان برمّته بحال أي استهداف للمصالح الأميركية أو تحريك لجبهة الجنوب وذلك في سياق المواجهة الآخذة في الاحتدام بين واشنطن وحلفائها وبين طهران، مع تأكيد أن واشنطن ليس لديها قرار بالحرب ولكنها جاهزة للردّ إذا بادرت إيران إليها سواء مباشرة أو عبر أذرعها في أي ساحةٍ مع نصيحة ببقاء لبنان خارج هذه الأزمة ومتفيئاً النأي بالنفس. وما جعل رسائل ساترفيلد في هذا السياق تكتسب طابعاً بالغ الأهمية أنها ترافقت مع مسألتين: الأولى تحذير السفارة الأميركية في بيروت (في إطار تحذيراتها الروتينية) «جميع المواطنين الأميركيين من التوترات المتصاعدة في المنطقة، ونحن نشجعهم على الحفاظ على مستوى عال من اليقظة وممارسة الوعي بحالة جيدة»، والثانية نشرُ الخارجية الأميركية عبر حساب «فريق التواصل الإلكتروني» التابع لها على «تويتر» مقطعاً مصوراً تحت عنوان «بمنتهى الوضوح- فيلق القدس الإيراني»، تحدثت فيه عن تدريب هذا الفيلق وتجهيزه قوات غير خاضعة لسيطرة الدولة بما فيها ميليشات شيعية في العراق و«حزب الله» في لبنان، لافتة أنه «يدرب ويسلح ويجهز ميليشيات تابعة له في معسكرات تدريب في لبنان (في البقاع تحديداً) وكذلك داخل إيران»، مضيفاً أن «الهدف من ذلك هو استخدام هذه الميليشيات في حروب «الوكالة»، وتطوير قدرات حلفائها المحليين». وفي ما خص ملف النزاع الحدودي مع إسرائيل، فإن غموضاً حقيقياً لفّ خفايا ما يُعمل عليه والآليات المطروحة لمعالجة هذه المسألة رغم وضْعها بين حدّيْ موافقة لبنان على أن يكون الأمر في عهدة لجنة ثلاثية لبنانية دولية، من خلال الأمم المتحدة، وإسرائيلية بمتابعةٍ أميركية، وأن يقترن تنفيذ أي تفاهمات قد تفضي إليها المفاوضات إلى تَزامُن في التنفيذ بين البرّ والبحر. وفيما كانت الأنظار شاخصة إلى ما سيسمعه ساترفيلد في إسرائيل التي يفترض أن يكون انتقل إليها وتحديداً سماع موقفها لجهة القبول بأن يكون الدور الأميركي «للمساعدة والتسهيل» وليس رعاية التفاوض التي ستكون للأمم المتحدة (كانت تل أبيب أعلنت عدم موافقتها على مشاركتها في الترسيم البحري)، فإن أوساطاً سياسية تساءلتْ عن خلفيات ما يشبه «الخطوة إلى الوراء» من«حزب الله» خصوصاً بالقبول (من خلال موافقة الرئيس بري) بوساطة أميركية في هذا الملف بعدما كان أمينه العام السيد حسن نصر الله أعلن أخيراً موقفاً متشدداً حيال هذا الأمر، متسائلة إذا كان في مثل هذا التطور محاولة لـ«ربْط نزاع» احتوائي مع إسرائيل في غمرة «اللحظة الخطرة» في المنطقة بما يجْعل«خيْط التفاوض» (الذي يتصدّره لبنان الرسمي من خلال الآلية المطروحة) بمثابة«ورقةٍ تبريدية» يستفيد منها لـ«شراء الوقت» وربما ما هو أبعد.

البخاري يزور ضريحه: شهيد رسالة لبنان وعروبته

دريان: استشهاد المفتي حسن خالد يرتبط بمحاولات إنهاء النزاع الداخلي

بيروت - "الحياة" .... لمناسبة الذكرى 30 لاستشهاده، زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، ضريح المفتي الشيخ حسن خالد في منطقة الاوزاعي، في حضور ممثل الرئيس سعد الحريري، النائب السابق عمار حوري، السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، النائب فؤاد مخزومي، وشخصيات سياسية ودينة واجتماعية وثقافية وتربوية وأولاد المفتي الشهيد وعائلته، وقرأ الجميع الفاتحة عن روحه. وأصدر المفتي دريان بيانا قال فيه: "تمضي العقود على استشهاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، وتبقى ذكراه متجددة وحاضرة، ذلك لأن استشهاده يرتبط بمحاولات إنهاء النزاع الداخلي، وإعادة الاستقرار إلى لبنان. وكان المفتي حسن خالد يعرف المخاطر التي تتهدده نتيجة مساعيه، للتواصل بالداخل اللبناني وللتواصل مع العرب، لكنه ما توقف عن المحاولة بل المحاولات ولا تزعزع إيمانه بالمسؤولية والقدرة والاتكال على الله عز وجل". أضاف: "تحضر الذكرى الثلاثين لاستشهاد المفتي هذا العام، فتوقظ في نفوسنا المثل والأخلاق والقيم التي كانت تحركه، ولعل المفتاح الأساس لفهم شخصيته، هو تعبير أو مصطلح: أخلاق المسؤولية. تحضر اليوم الذكرى الثلاثين لاستشهاده. وهي ذكرى عزيزة على قلوب المسلمين واللبنانيين والعرب، للموقع السامي الذي احتله المفتي الشهيد، في عمق المشهد الديني والسياسي، طوال سنوات النزاع الداخلي. كان المفتي الشهيد حسن خالد أكبر خصوم الانقسام الداخلي. وعمل كل ما بوسعه لإنهاء ذلك النزاع. فمن وجهة نظره، أن كل الأسباب التي كان يذكرها المتقاتلون، لا تستدعي حمل السلاح، ولا الاستعانة بهذا الطرف أو ذاك، على الاستمرار في التقاتل. ورأى دائما أن التدخلات الخارجية وإغراء الأطراف على تسعير النزاع، كل ذلك يهدد الوجود الوطني والعيش الإسلامي - المسيحي في لبنان والمشرق العربي. فالحل يكون بعودة أطراف النزاع إلى رشدهم، ومعالجة كل المشكلات على طاولة التفاوض والتوافق".

"وثيقة الثوابت العشر"

وتابع: "في العام 1983 أصدر المفتي خالد مع الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وثيقة الثوابت العشر، التي تنص على أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، ولأن التواصل بين السياسيين كان معطلا بسبب سيطرة أمراء الحرب، فالمفتي خالد عمد إلى جمع السياسيين بدار الفتوى بشكل منظم، للتشاور في طريقة لوقف النزاع. وكان شعاره الدائم، العودة إلى الدولة القوية والعادلة، وحكم القانون، والانطلاق من قيام الدولة الحريصة على الأرض والشعب، لمقاومة العدو الإسرائيلي الذي وصل إلى بيروت. وعندما تدخل العرب لإنهاء الحرب، وشكلوا لجنة لذلك، تعاون معها المفتي الشهيد، ومضى والبطريرك نصرالله صفير إلى الكويت للاجتماع بها، وقدم لها اقتراحاته، وعلى طريق المساعي لإنهاء النزاع، استشهد المفتي حسن خالد في 16 أيار(مايو) عام 1989 في تفجير لموكبه، بجوار دار الفتوى، بمحلة عائشة بكار. لذلك، فاته رحمه الله، مؤتمر الطائف الذي أنهى النزاع المسلح وأصدر وثيقة الوفاق الوطني، آخر العام 1989. وفي خضم مساعيه للتصدي للنزاع الوطني ومخاطره، ما غفل الشهيد عن مواجهة الأزمة الاقتصادية والمعيشية، التي تسببت الحروب بها، فقام على إنشاء صندوق الزكاة لمكافحة الفقر والحاجة، وتوجيه المسلمين إلى ضرورات التضامن للطعام من الجوع، والأمن من الخوف". ولفت دريان الى أن "المفتي الشهيد هو الذي أعاد صياغة دور دار الفتوى، بحيث تظل دارا لسائر اللبنانيين، ومرجعية في أزمنة الرخاء والشدة، وعلى يديه، وبهذا الهم والأفق، تربى الجيلان اللذان يسودان في هذا المجال الديني إلى هذه الأيام. لذلك، على خطاه رحمه الله، نعلن استمرارنا على العهد والوعد، والأمانة للوطن والمواطنين. وعلى ثغر الأمانة هذا، استشهد علماء منا، منهم الشيخ أحمد عساف، والدكتور صبحي الصالح. ونحن عندما نتذكر شهودهم وشهادتهم رحمة الله عليهم، فإننا نعلن الثبات على المبادىء التي أرسوها، والآفاق التي افتتحوها". أما السفير البخاري فقال: "تطلّ اليوم ذكرى أليمة على كلّ لبنان والعالم العربي والإسلامي، حيث نستذكر معاً المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، شهيد رسالة لبنان وعروبته."

مراد: الشهادة قدر الكبار

وغرد وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد عبر "تويتر" قائلا: "لأن الشهادة قدر الكبار أبى أن يرحل الا شهيدا. في ذكراه نستذكر سيرته العطرة ومواقفه الجريئة ودفاعه الدائم عن الحق بوجه كل سلطان جائر، إمام الوحدة الوطنية المفتي الشهيد حسن خالد لروحك التحية والسلام".

الطبش: مفتي الاعتدال والجرأة

وقالت عضو كتلة "المستقبل" النيابية رولا الطبش عبر "تويتر: "في ذكرى استشهاد مفتي الاعتدال والجرأة الشيخ حسن خالد مرت 30 عاما ولا يزال معنا في تسامحه وثوابته ومبادئه ونخوته، نستذكره دائما بوقوفه في وجه الظالم ونصرة المظلوم وحبه ودفاعه عن مدينته بيروت وعن وطنه لبنان. رحم الله المفتي الشهيد حسن خالد وحفظ لبنان بلد العيش المشترك والتسامح".

ريفي: ذكرى شهادته ستلاحق القتلة

وغرد الوزير السابق اشرف ريفي قائلا: "اغتيل المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، لأنه رفض وصاية النظام السوري على لبنان، ومد جسور التلاقي مع البطريرك صفير وما يمثله من إعتدال وعيش واحد. عرف الشهيد الكبير أنه مستهدف، واجه بصلابة ولم ينكسر. ذكرى شهادته ستلاحق القتلة ولو طال الزمن وسينتصر لبنان". وشددت "جبهة العمل الإسلامي في لبنان"، في بيان على "أهمية الاقتداء برجالاتنا وعظمائنا الذين ضحوا بأنفسهم كي يبقى الوطن بعيدا عن الأدران الطائفية والمذهبية، وهذا ما كان يسعى إليه المفتي الشهيد حسن خالد من خلال دعوته إلى وحدة اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، ومن خلال حثه ومطالبته الدائمة للحفاظ على الدولة ووحدة مؤسساتها ووحدة الشعب". وقالت: "إن المفتي خالد كان حقا داعية الوحدة والتوازن والاعتدال، وكان حقا إمام العيش المشترك وشهيد لبنان واللبنانيين جميعا".

واشنطن لن تخفض دعم الجيش اللبناني لاقتناعها بدوره في حفظ الأمن والاستقرار

بيروت: «الشرق الأوسط»..أبلغ عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس آدم كينسينغر، قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، بأن الولايات المتحدة «قد تلجأ إلى خفض موازنات بعض الجيوش التي تدعمها، باستثناء الجيش اللبناني، لاقتناعها بضرورة استمرار دعمه حفاظا على الأمن والاستقرار في لبنان». وتابع العماد جوزيف عون لقاءاته في الولايات المتحدة، على هامش الاجتماع السنوي لتقييم المساعدات الأميركية للجيش، بداية مع مسؤول لجنة الاعتمادات العسكرية المنبثقة من وزارة الخارجية في الكونغرس هارولد روجرز، الذي زار لبنان مرارا، وأكد لعون أنه يسعى «لاستمرار الدعم الأميركي للجيش»، ثم مع السيناتور من أصل لبناني دارين لحود، الذي تطرق إلى الوضع العام في المنطقة وتداعياته على لبنان وبخاصة النازحين السوريين، مشددا على «دور الجيش في المحافظة على الاستقرار الداخلي». أما كينسينغر الذي زار لبنان منذ فترة منتدبا من قبل الأمم المتحدة، فقد أكد لقائد الجيش أن بلاده «قد تلجأ إلى خفض موازنات بعض الجيوش التي تدعمها، باستثناء الجيش اللبناني، لاقتناعها بضرورة استمرار دعمه حفاظا على الأمن والاستقرار في لبنان». كما التقى عون رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب جايمس ريش، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب جان شاهين. وكان قائد الجيش استهل زيارته للولايات المتحدة للمشاركة في الاجتماع السنوي الذي يعقد من أجل تقييم المساعدات، بلقاء مساعد رئيس هيئة الأركان للقوات البرية الجنرال جايمس ماك كونفيل الذي سيتولى قريبا رئاسة هيئة الأركان. وتناول البحث الوضع العام في المنطقة والإنجازات التي يحققها الجيش اللبناني، مشددا على «ضرورة استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني لمساعدته على تنفيذ مهمته سواء عند الحدود أم في الداخل». والتقى العماد عون مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل الذي أكد أن بلاده «تسعى لاستمرار الاستقرار في لبنان وبخاصة في الجنوب».

«لقاء البيت اللبناني»... تجمّع معارض شعاره «التحرر من الوصاية الإيرانية»

الشرق الاوسط....بيروت: يوسف دياب... تستعد مجموعة من الشخصيات اللبنانية المعارضة، لإطلاق تجمع سياسي جديد يحمل اسم «لقاء البيت اللبناني»، وطرح مشروعها عبر وثيقة تحمل عناوين سياسية، وتشدد على ضرورة «تحرير لبنان من الوصاية الإيرانية، المتناغمة مع منظومة الميليشيات والفساد، والتركيز على التمسّك باتفاق الطائف دستوراً ناظماً للحياة السياسية وللعلاقات بين اللبنانيين». ويهدف التجمّع إلى توحيد كل أطياف المعارضة تحت سقف مسلّمات الدستور، وإعادة الاعتبار إلى الهوية الوطنية، ويضمّ مجموعة من السياسيين والمحامين والإعلاميين والمفكرين، وشخصيات ثقافية واجتماعية ونقابية، أبرزهم: الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، الناشط السياسي توفيق الهندي، المحامي غالب ياغي، السفير السابق في واشنطن رياض طبارة، منسق «التجمع من أجل السيادة» نوفل ضوّ، وعدد من المحامين والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والنقابيين والناشطين في المجالات السياسية والاجتماعية. وتوصّل أعضاء التجمّع إلى وضع وثيقة سياسية، تشكل برنامج عمل للمرحلة المقبلة، وتبرر أسباب تشكيل هذا اللقاء، الذي يحمل اسم «لقاء البيت اللبناني» والمستوحى من كتاب المؤرّخ اللبناني كمال الصليبي، الذي يرى أن لبنان «عبارة عن منازل كثيرة في بيت واحد». وتتضمن الوثيقة عشرة بنود أساسية، وتشدد على ضرورة «إخراج لبنان من حالة الانهيار والفوضى، وإعادة دوره الرسالي موطناً للعيش المشترك والحريات، وتجديد تجربته الديمقراطية التي عصفت بها الوصايات والميليشيات والحروب الداخلية وإمارات الطوائف»، وتؤكد على «تمسّك اللبنانيين بالشرعيات الثلاث، وهي الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف، والشرعية العربية المتمثلة في بلورة نظام المصلحة العربية وفق مقررات الجامعة العربية، والشرعية الدولية المتمثلة بتطبيق جميع القرارات الدولية، وتركز على «ضرورة وضع لبنان على مسار قيام دولة مدنية حديثة، وإسقاط كل أشكال الوصاية الخارجية على البلد والمؤسسات. ويبرر العضو المؤسس في هذا اللقاء الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون إطلاق هذا التجمع «بوصفه حاجة ضرورية إلى إطار وطني جامع لا يحمل لوناً طائفياً أو مذهبياً». ويؤكد لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف هو «السعي إلى توحيد كل الأصوات المعارضة للوصاية الإيرانية ولنظام المحاصصة والفساد، وإعادة الاعتبار للهوية الوطنية أمام الهجمة الإيرانية التي تحاول إلغاء الهويات الوطنية لمصلحة الهوية المذهبية». وتتقاطع طروحات المنخرطين في اللقاء السياسي الجديد حول العناوين السياسية التي تجد في التمدد الإيراني سبباً لكل الصراعات التي تشهدها المنطقة، ولا سيما بعض الدول العربية، ويقول النائب السابق فارس سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كما أن إيران رفعت شعار (يا شيعة العالم اتحدوا)، نحن نرفع شعار (يا مواطني العالم العربي اتحدوا)»، مشيراً إلى أن «شعار (يا شيعة العالم اتحدوا)، يستدعي استنفاراً مسيحياً وسنياً ودرزياً بمواجهة الاستنفار الشيعي؛ لذلك نجد الدولة اللبنانية مشلولة لصالح العصبيات الطائفية والمذهبية والعشائرية؛ وهو ما يفسح المجال أمام مغامرات كثيرة، منها تحالف الأقليات في المنطقة في مواجهة الغالبية السنيّة». ويشدد الوزير السابق محمد بيضون، وهو سياسي شيعي معارض لسياسة «حزب الله» وإيران في لبنان، على «السعي لوضع برنامج مشترك مع جميع الأطراف المعارضة، لإخراج لبنان من وضعية الدولة الفاشلة الفاقدة لسيادتها، والتي تعاني من تداعي مؤسساتها، وذلك عبر تقديم بدائل ملموسة وجدية، في مواجهة الطروحات العقيمة والفاشلة التي تقدّمها الطبقة السياسية الحاكمة». ويلفت فارس سعيد إلى أن «لبنان لا يحكم على قاعدة موازين القوى، إنما بقوة التوازن». ويعتبر أن «الدستور اللبناني المنبثق عن اتفاق الطائف هو الإطار الذي ينظّم العلاقات اللبنانية - اللبنانية، بعيداً عن موازين القوى المتقلّبة». وعن الأسباب التي دفعت إلى إطلاق التجمّع في هذا التوقيت، يلفت سعيد إلى أن «اللحظة الإقليمية والوطنية تستوجب خلق شبكة أمان إسلامية - مسيحية - مدنية، لضمان سلامة واستقرار لبنان في هذه المرحلة الانتقالية على مستوى لبنان والمنطقة». وتشدد بنود الوثيقة السياسية أيضاً، على التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، ووضع برنامج وطني لإصلاح الحياة السياسية، وإسقاط الميليشيات والاقطاعيات، وضرورة قيام مبادرة عربية لمنع انهيار وتفكك الدول، وبخاصة في اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان»، مؤكدة أن «قضية فلسطين هي قضية كل العرب، وحلها يأتي من ضمن حل عربي دولي يصيغ بنوده نضال الشعب الفلسطيني». ودعت إلى «وقف المتاجرة بقضية فلسطين، وأن تتوقف الميليشيات عن مزاعم النضال من أجل فلسطين، وهي بالواقع تعمل من أجل السلطة والتسلط على الشعب باسم المقاومة والتحرير».

اللواء...لبنان يودِّع بطريرك الوطن بحضور عربي ودولي وموظّفو الإدارة يلوّحون بإضراب مفتوح.. وباسيل يلاحق حتى أرامل المتقاعدين!

« الوداع الأخير» لبطريرك الوطن الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، تزامن مع إحياء الذكرى الـ30 لاستشهاد مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد في 16 ايار 1989. ويحمل هذا التزامن اكثر من دلالة وعبرة، في وقت تتجه الأنظار لضمان استقرار هذا البلد، واستقلاله، وديمومة عيشه المشترك، وإعادة بناء مؤسساته، وجعلها وحدها القادرة على إضفاء الشرعية على اي عمل أو دور راهن ومستقبلي.. في سبيل هدف واحد مضى الرجلان الكبيران، وهو الدفاع عن لبنان، الحر، السيّد، المستقل.. في «الوداع الأخير» كان لبنان كلّه هناك، رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء، والمراجع الروحية، والوزراء والنواب، وكبار رجال الإدارة والأجهزة الأمنية.

وداع تاريخي لبطريرك تاريخي

وأبرز مشهد الوداع التاريخي لبطريرك الوطن التاريخي نصر الله صفير، لبنانياً وعربياً ودولياً، الصورة التي مثلها البطريرك الراحل في حياته، وتجسدت بقوة في يوم تشييعه، صورة الاعتدال والمصالحة والحوار والتواصل والثبات والارادة التي لا تنكسر ولا تلين. وهو تمكن في يوم الوداع الاخير، ان يجمع ما كانت فرقته الاحداث والتطورات، والصراعات اللبنانية، وان كان لم يألو جهداً في حياته، في تحقيق ما كان يصبو اليه من وحدة وطنية وعيش مشترك وتآخٍ ومصالحة. وعبرت المشاركة الرئاسية الرسمية والحضور السياسي والحزبي والشعبي الكثيف فضلاً عن رمزية التمثيل الفرنسي والفاتيكاني والعربي الخليجي، عن التقدير الكبير لمن أعطى له مجد لبنان وكان بحق بطريرك الاستقلال الثاني، اذ حرص الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، ان يكونوا جميعاً في مأتم الوداع الذي اقيم في الباحة الخارجية لبكركي، والتي أتسعت لأكثر من ثمانية آلاف كرسي، عدا عن الحضور الكثيف خارج الباحة، الى جانب الرؤساء السابقين للجمهورية والحكومة والمجلس والوزراء والنواب، الذين حضروا جميعاً، باستثناء من تعذر عليهم لاسباب مختلفة، فيما لوحظ غياب الرئيس السابق اميل لحود واي تمثيل لحزب الله، في حين كان لافتاً للانتباه وفد الجبل الذي كان حاشداً يتقدمه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط الذي مثّل والده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الموجود خارج لبنان، وعزت مصادر اشتراكية سبب الوجود الاستثنائي للوفد الى انه نوع من الوفاء والتقدير للرجل الذي أرسى المصالحة في الجبل، وكان رجلاً استثنائياً في ظرف استثنائي، ولذا كان يجب ان يكون تمثيل الجبل استثنائياً. على حد تعبير الوزير اكرم شهيب. والى جانب تمثيل الجبل، شكلت مشاركة «القوات اللبنانية» في مراسم الدفن علامة فارقة، وتقدم المشيعين رئيس حزب «القوات» سمير جعجع وقرينته النائب ستريدا جعجع، كذلك حضرت وفود عديدة تمثل حزب «الكتائب» برئاسة النائب سامي الجميل، وتيار «المردة» برئاسة سليمان فرنجية، و«التيار الوطني الحر» برئاسة الوزير جبران باسيل. واتسمت مراسم التشييع بالتنظيم الدقيق من جانب دوائر بكركي بالتعاون مع الاجهزة الامنية، اذ سارت الامور وفق ما هو مرسوم لها، فبعد اغلاق النعش الذي صنعه الفنان رودي رحمة، ونقله الى مؤسسة نصر الله صفير في ريفون، ونقل جثمان البطريرك الراحل الى نعش خشبي عادي، تم اخراجه الى باحة بكركي في موكب مهيب تقدمه البطريرك الماروني بشارة الراعي، جال وسط الحشود، قبل ان يوضع فوق المذبح، حيث ترأس الصلاة عن روحه البطريرك الراعي الذي رفض ان يجلس على كرسيه الكبير مفضلاً ان تكون كرسيه عادية مماثلة لكراسي المطارنة، وبينهم جلس ايضاً رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان الكاردينال ساندري الذي رأس قبل ذلك قداساً في كنيسة بكركي حيث سجي جثمان صفير. ولوحظ في الترتيبات ان جعجع وفرنجية جلسا جنباً الى جنب، وفي الجانب الآخر جلس الوزير باسيل الى جانب نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني والوزراء. ونظراً لحساسية الوضع بين المملكة العربية السعودية وقطر، تم تقسيم الكراسي الاربعة لممثلي الدول العربية وفرنسا، بحيث جلس السفير السعودي وليد بخاري ممثلاً العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الى جانب القائم باعمال السفارة الاردنية وفاء الايتم ممثلة ملك الاردن عبد الله الثاني، وجلس ممثل امير قطر الشيخ تميم بن حمد الوزير حمد بن عبد العزيز الكواري الى جانب وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ممثلاً الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وترأس البطريرك الراعي مراسم صلاة الدفن، والقى عظة بعنوان: «انا الراعي الصالح اعرف خرافي وهي تعرف صوتي»، تناول فيها حياة ومسيرة البطريرك الراحل واصفاً اياه «بالبطريرك الكبير وعميد الكنيسة المارونية وعماد الوطن، وايقونة الكرسي البطريركي. وقال: الكل يجمع على أنه «خسارة وطنية». ورأوا فيه بطريرك الإستقلال الثاني، والبطريرك الذي من حديد وقد من صخر، وبطريرك المصالحة الوطنية، والبطريرك الذي لا يتكرر، المناضل والمقاوم من دون سلاح وسيف وصاروخ، وصمام الأمان لبقاء الوطن، وضمانة لاستمرار الشعب. وأنه رجل الإصغاء، يتكلم قليلا ويتأمل كثيرا، ثم يحزم الأمر ويحسم الموقف. وكجبل لا تهزه ريح، أمديحا كانت أم تجريحا أم رفضا أم انتقادا لاذعا. فكان في كل ذلك يزداد صلابة، على شبه شجرة الأرز التي تنمو وتقوى وتتصلب بمقدار ما تعصف الرياح بها وتتراكم الثلوج على أغصانها.. وبعد القداس وضع الرئيس عون على نعش البطريرك الراحل الوشاح الاكبر لوسام الاستحقاق اللبناني تقديراً لما قدمه للبنان.

الجلسة 14

وعلى ايقاع اضراب موظفي الادارة العامة الذي ينفذ اليوم في الادارات الرسمية، تعبيراً عن رفضهم لسياسة قضم الحقوق، يستأنف مجلس الوزراء عند الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم جلسات مناقشة الموازنة العامة، في جولة هي الرابعة عشرة من الجلسات التي عقدها قبل اسبوعين، على امل اجراء مراجعة اخيرة لارقام الموازنة بحسب ما أمل وزير المال علي حسن خليل الذي نشر صورة على حسابه عبر «تويتر» مع فريق عمل وزارة المالية، اثناء مراجعة ارقام الموازنة تمهيداً لانجازها قبل جلسة اليوم. ولاحقاً، اعلن خليل ان «مشروع الموازنة طبع في وزارة المال بعدما ادخلت عليه التعديلات»، مشيراً الى انه تم تحقيق خفض كبير جداً في نسبة العجز، لكنه رفض الدخول في الارقام، وأكد ان اللقاء مع حاكم مصرف لبنان كان جيداً، مشيراً الى انه «لا مشكلة في كل المستحقات وستدفع كاملة في وقتها». وكان الوزير خليل قد عقد اجتماعا مطولا امس، مع فريق عمل الموازنة في الوزارة، استمر من الصباح وحتى الرابعة بعد الظهر، وسبقه اجتماع ليل امس الاول مع الفريق ومع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، من اجل مراجعة الارقام النهائية للتخفيضات على موازنات الوزارات والانفاق العام، وتمت طباعة الجداول وفق التعديلات التي طرأت على المشروع الاساسي، وتمكن من الوصول الى خفض نحو 2700 مليار ليرة وصولا الى نسبة عجز من 11 الى 8 فاصل سبعة في المائة من الناتج المحلي. وهو سيقدم في جلسة اليوم في السراي الحكومية الصيغة النهائية للمشروع وفق ما توافر له من معطيات، وقد يحصل نقاش اخير تتم خلاله اضافة او تعديل بعض البنود قبل إقرار الموازنة رسميا واحالتها الى مجلس النواب. واشار خليل في تصريح تلفزيوني الى ان هناك نقاشات لا زالت قائمة منها ورقة الوزير جبران باسيل التي تناقش بندا بندا القديم منها والجديد، فإذا تم الاتفاق على ورقة باسيل تضاف الى الموازنة وتحصل التعديلات الجديدة على المشروع او ربما تصدر في مراسيم لاحقة. واوضح انه حقق وفرا كبيرا في التعديلات التي حصلت. وان الخفض كان ايجابيا وكبيرا. ورجحت المعلومات عقد جلسة نهائية في القصر الجمهوري الاثنين المقبل لإصدار الموازنة رسميا اذا تم فعلا إقرار المشروع في جلسة اليوم في السراي الحكومية. لكن مصادر وزارية توقعت امتداد الجلسات للاسبوع المقبل، وان مجلس الوزراء ما زال بحاجة الى جلستين او ثلاثة، لانجاز الموازنة، خاصة وان جلسة الجمعة ستخصص لدرس خطة الوزير باسيل التي كان طرحها في جلسة الاربعاء، حيث تبت بأمور قانونية متبقية من جلسات سابقة للموازنة وتحديدا في ما يتعلق بالتهرب الضريبي والتزام البلديات عند الترخيص بإشغال عقارات من قبل مؤسسات تجارية ابلاغ وزارة المالية ما اذا كانت المؤسسة التي تطالب بالترخيص تملك رقما ضريبيا وذلك ضمن اطار محاربة التهرب الضريبي. وكذلك كشفت المصادر انه تم التطرق الى تسوية اوضاع المكلفين في ضريبة الدخل وهذه المسألة استغرقت وقتا في النقاش. واذا تمت مناقشة ورقة واحدة من أصل 5 لملاحظات باسيل تطرق المجتمعون وخلال بحث ورقة باسيل الى اقتراح يتعلق بإستفادة ارملة المتقاعد في الجيش والنواب السابقين او بناته من راتب التقاعد حيث تم البحث في مدى استمرارية هذا الأمر وتأثيره على الخزينة لكن لم يتم البت به. وافادت المصادر كذلك ان البحث تناول وبشكل مطول موضوع تقاعد النواب وطرحت عدة افكار حول كيفية استفادة النواب من التعويضات، خاصة اذا نجح في الانتخابات لمرة واحدة. تجدر الاشارة الى ان ورقة باسيل تقترح من بين افكارها تأخير سن التقاعد وتمديد مدة التسريح للعسكريين، وتطبيق ضريبة الدخل على العطاءات وحصر التدبير رقم 3 بالوحدات على الجبهات والحدود، ويتضمن خدمة الدين حوالي مليار دولار بالتفاهم مع مصرف لبنان، ويتضمن التهرب الضريبي 7 بنود، فيما يتضمن التهريب الجمركي 4 بنود منها اقفال المعابر غير الشرعية فوراً والغاء المؤسسات الوهمية، وتقترح ايضاً بالنسبة لمسألة الهدر اقفال المؤسسات غير المجدية في وزارة الشؤون واقفال المؤسسات العامة والادارات غير المنتجة مثل وزارتا الاعلام والمهجرين وصندوق الجنوب والمجلس الاعلى اللبناني- السوري. وليلاً، عقد اجتماع في وزارة الدفاع بين وزير الدفاع الياس بوصعب ووزيرة الداخلية ريا الحسن، اضافة الى رئيس الاركان في الجيش اللواء امين العرم والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وعدد من العمداء من الجيش وقوى الامن، وخصص الاجتماع للتفاهم على التخفيضات التي يفترض ان تطرأ في موازنتي الدفاع والداخلية، من دون ان تطال الرواتب وتعويضات العسكريين.

الحريري

وعشية جلسة مجلس اليوم، اكد الرئيس سعد الحريري خلال حفل الافطار الرمضاني الذي اقامه اتحاد جمعيات العائلات البيروتية في مركز «سي سايد أرينا (البيال سابقاً)، اننا اليوم امام فرصة، وانا لن ادعها تضيع، ومن يرغب في اضاعتها فليتحمل المسؤولية»، مشيرا «إلى أن هذه الفرصة تعني تصحيح اوضاعنا، ومن دون اصلاحات جدية ليس هناك من تصحيح ولا استثمارات ولا فرص عمل». ولفت الحريري الى ان ما تقوم به الحكومة على صعيد التقشف في الموازنة ليس مسكناً بل علاج، ولذلك علينا ان نقوم بهذه الاصلاحات، مطمئناً الحاضرين بأن الامور قد تكون صعبة، في هذه الايام، ولكن في الايام المقبلة وبعد اقرار الموازنة ستكون الامور افضل، مؤكداً بأن الليرة بخير، لان لدينا حاكم مصرف لبنان اسمه رياض سلامة يعمل بقوة، لكنه شدد على انه ليس هناك من فريق سياسي يستطيع ان يقوم بالبلد وحده، بل علينا جميعاً ان ننهض بلبنان، كما كان يفعل الشهيد رفيق الحريري، معرباً عن اعتقاده بالوصول الى حلول في موضوع الموازنة ترضى الجميع، لافتاً الى ان ما يطلبه من تضحيات من قبل الجميع هو لفترة، ونحن لا نقول اننا سنتقشف على مدة عشر سنوات، علماً ان هناك دولاً حولنا رأينا ما حل بها، وهي لم تتمكن من الخروج من ازمتها الاقتصادية إلا بعد ست أو سبع سنوات».

 



السابق

مصر وإفريقيا....تأجيل محاكمة مرسي في «اقتحام الحدود الشرقية»...المعارضة السودانية "تأسف" لتعليق المجلس العسكري المفاوضات...هل يتكرر سيناريو إطاحة البشير مع سيلفا كير في جنوب السودان؟..حفتر يزور إيطاليا ويجتمع برئيس الوزراء...الجيش الجزائري يتجه لـ «انسحاب سياسي»!...محكمة تونسية تنظر في اتهام بورقيبة وألمانيا باغتيال زعيم سياسي...الحكومة المغربية تصادق على مراسيم تهم القطاعين الاجتماعي والاقتصادي...

التالي

أخبار وتقارير...هل يستخدم ترمب "السيناريو السوري" مع إيران؟...ديلي ميل: واشنطن نشرت صورايخ قادرة على تعطيل الأنظمة الإلكترونية العسكرية لإيران....دوريات أمنية في سريلانكا بعد عنف طائفي...مفاوضات سلام بين طرفي النزاع الفنزويلي تعقد في هذا الأسبوع...اعتقال زعيم "إيتا" في فرنسا..«فيسبوك» تحذف حسابات مزيفة مرتبطة بإسرائيل...لماذا يضع قراصنة واتسآب في إسرئيل أعينهم على إيران؟....

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,740,642

عدد الزوار: 6,911,877

المتواجدون الآن: 100