لبنان...اللوء....إجتماع بعبدا لإنهاء الموازنة اليوم.. والإتفاق على إيضاحات لساترفيلد.. عون يطمئن إلى إستقرار الليرة وباسيل يربط تخفيض رواتب النواب والوزراء بتخفيض رواتب الموظّفين...تحذيرات من عودة «النظام الأمني» بعد توقيف لبنانيين بسبب مواقفهم السياسية «الاشتراكي» يرفض «الدولة البوليسية» و«التيار» ليس مع «الحرية المطلقة»....ساترفيلد في بيروت «برفقة» ضوضاء المنطقة والنزاع الحدودي مع إسرائيل.. جمعية المصارف أكدت تبلُّغها دعم واشنطن للقطاع المصرفي والجيش اللبناني..

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 أيار 2019 - 3:44 ص    عدد الزيارات 2454    القسم محلية

        


ساترفيلد في بيروت «برفقة» ضوضاء المنطقة والنزاع الحدودي مع إسرائيل.. جمعية المصارف أكدت تبلُّغها دعم واشنطن للقطاع المصرفي والجيش اللبناني..

الكاتب:بيروت - «الراي» .. من خلْف «غبار» المعارك الصغيرة التي استعادها مجلس الوزراء على تخوم مناقشات مشروع موازنة 2019 الذي يبدو أنه لن يولد إلا «قيصرياً»، ومن فوق زنّار الحزن الذي يعمّ لبنان على رحيل البطريرك الماروني السابق مار نصر الله بطرس صفير الذي يُودّع غداً في مأتمٍ يراد أن يكون تاريخياً، فإن «نفير الحرب» الذي يُدقّ في الخليج، بدأ يُرْخي بثقله على المَشهد في بيروت على وقع يوميات «البريد الساخن» الذي تعتمده إيران بـ«الواسطة» في إطار عملية ترسيم «الخطوط الحمر» بوجه محاولات منْعها من «الموت اختناقاً» بالعقوبات. وفيما لم تكن «دزينة» الجلسات الحكومية التي استمرّت أمس الثلاثاء كافية لإنهاء المناوشات المُضنية للموازنة والتي اتخذت في الساعات الأخيرة منحى متباطئاً تحت وطأة تَسارُع حرة الاعتراض في الشارع، «حضرتْ» المنطقة على الطاولة في بيروت مع الزيارة التي بدأها المُساعد الأول لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد وعلى جدول لقاءاته اجتماعات عدة أبرزها مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيسي البرلمان والحكومة نبيه بري وسعد الحريري. ورغم أن العنوان المعلن لزيارة ساترفيلد، الذي يحْفظ الواقع اللبناني وتعقيداته عن ظهر قلب، هو الخلاف الحدودي البري والبحري بين لبنان وإسرائيل، فإن أوساطاً سياسية اعتبرتْ أن من الصعب فصل هذه المحطّة عن الوقائع الساخنة التي ترْتسم في المنطقة التي تبدو وكأنها على حافة حربٍ في ضوء التوتر غير المسبوق بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين إيران في سياق مواجهةٍ متدحرجة يشكّل «حزب الله» أحد أهدافها مع ما يعنيه ذلك من مخاطر على لبنان. وإذا كان موقف ساترفيلد، الذي يستعدّ لتسلُّم مهماته كسفير لبلاده في تركيا، معروفاً من «حزب الله» كامتدادٍ لسياسة الإدارة الأميركية حيال الحزب كما تجاه إيران وهو موقفٌ سبق أن عبّر عنه وزير الخارجية مايك بومبيو من بيروت في مارس الماضي ويكرّره دورياً، فإنّ زيارة الديبلوماسي الأميركي كانت محط رصْد من زاوية أخرى أيضاً باعتبار أنها جاءت بعد أيام من تسلُّم سفيرة الولايات المتحدة في بيروت إليزابيت ريتشارد من الجانب اللبناني ورقة تتضمّن موقفاً موحداً (وافق عليه الرئيس بري) من الآلية التي تراها بيروت مناسبة لحلّ الخلاف الحدودي مع إسرائيل وترتكز على التزامن بين الترسيم البري والبحري (وليس في البر قبل البحر)، بدءاً من نقطة الخلاف المركزية في رأس الناقورة، باعتبار أن هذه النقطة البرية تشكّل مفتاح عملية الترسيم البحري وتحديد توزيع الحصص في المنطقة الاقتصادية الخالصة وخصوصاً البلوك النفطي رقم 9 الواقع في المنطقة المتنازَع عليها بين البلدين. وكانت بيروت تترقب إذا كان ساترفيلد، الذي قدّم التعازي بالبطريرك صفير، يحمل معه جواباً إسرائيلياً حول المقترحات المقدمة في الآلية اللبنانية التي كشفت صحيفة «النهار» أنها تقوم على «تشكيل لجنة ثلاثية تضم لبنان واسرائيل والأمم المتحدة بمتابعة أميركية، وعقد اجتماعات في مقر القيادة الدولية في الناقورة، وإطلاق عملية الترسيم البري والبحري بالتزامن»، أم أن الديبلوماسي الأميركي سيعاود التأكيد أمام المسؤولين اللبنانيين ما كان أبلغه بحزم الى وفد لبناني قبل أسابيع في واشنطن لجهة أن ترسيم الحدود الجنوبية مشروط بالقبول بالولايات المتحدة وسيطاً وحيداً وبخط فريديرك هوف (الذي يمنح لبنان نحو 500 كيلومتر مربع من المنطقة البحرية المتنازع عليها مقابل 360 كيلومتراً مربعاً لإسرائيل) وبفك الربط بين الحدود البحرية والحدود البرية. وكان لافتاً أنه بالتزامن مع محادثات ساترفيلد كشفت جمعية المصارف في لبنان حصيلة زيارة وفد منها لواشنطن ونيويورك ولقاءاته مع كبار المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية ووزارة الخارجية المعنيّين بالشأن المصرفي والمالي إضافة إلى أعضاء في مجلس النواب الأميركي ولجنتي الخدمات المالية والشؤون الخارجية ومكافحة الإرهاب في الكونغرس الأميركي، وبعضهم من أصل لبناني. وحسب البيان فقد «أكَّد المسؤولون الأميركيون جميعاً خلال هذه اللقاءات دعم لبنان وتقوية دوره كنموذج في المنطقة. وركّزوا على أهمية القطاع المصرفي اللبناني كونه يشكِّل مع الجيش اللبناني عنصرَيْ استقرار البلد، ومن الضروري المحافظة عليهما مع تقديم كل الدعم اللازم على هذا الصعيد. وكرّروا الإشادة بدور القطاع المصرفي الرائد لجهة حُسنْ احترامه للقواعد المصرفية العالمية، ومنها بخاصة تلك المتعلّقة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب». ومن جانبه، تمنّى الوفد المصرفي اللبناني على مختلف هذه الجهات الأميركية الرسمية «ألا يكون لأيّ إجراء عقابي محتمل (في سياق مسار العقوبات على حزب الله) أيّ تأثير سلبي على القطاع وعلى البلد ككل، تأكيداً للموقف الرسمي الأميركي الحريص على استقرار لبنان واستمرار نجاح القطاع المصرفي فيه. وقوبل هذا الطرح بإيجابية من الجهات الرسمية الأميركية».

الحكومة اللبنانية تقر اليوم «الموازنة المتقشفة» ورسوم جمركية إضافية على سلع مستوردة

بيروت: «الشرق الأوسط»... تنجز الحكومة اللبنانية اليوم مشروع الموازنة للعام 2019 تمهيداً لإقراره وإحالته إلى مجلس النواب تمهيداً للمصادقة عليه قبل نهاية الشهر الحالي، وهو موعد انتهاء المهل المتعلقة بالإنفاق المالي وفق القاعدة الاثني عشرية. وقالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة «ستنهي اليوم النقاشات وتضع مشروع الموازنة»، مشيرة إلى أن ختم القضايا العالقة «سيكون اليوم الأربعاء في جلسة مسائية في حال تعثر الإقرار في الجلسة الصباحية». وقالت المصادر إن الحكومة «ستبحث في فرض بعض الضرائب منها إضافة 2 في المائة على الضرائب المفروضة على السلع المستوردة التي يوجد منها إنتاج لبناني». وقال وزير الإعلام جمال الجراح: «أنجزنا بنود الموازنة وسنتابع البحث في المواد الإصلاحية والوزير باسيل سيقدم مع وزراء آخرين طروحاتهم لتخفيض العجز»، في وقت أعرب وزير المال علي حسن خليل عن ارتياحه «لأننا سنصل إلى نتيجة إيجابية بتخفيض العجز ويفترض أن ننتهي غداً (اليوم) من درس مشروع الموازنة». وفيما أعلن وزير الخارجية جبران باسيل أنّه قدم اقتراحات ترتكز إلى 5 محاور شاملة لاقت أصداء إيجابية، أعلن وزير الدفاع إلياس بوصعب أنّه أنجز موازنة الوزارة باستثناء ما يتعلق بالتدبير رقم 3 قائلاً: «حققنا فيها تخفيضاً كبيراً من دون المس برواتب وتعويضات العسكريين والمتقاعدين ولا بالطبابة». وأعلن باسيل بعد ترؤسه اجتماع «تكتل لبنان القوي» أنه «فيما يخص موضوع التدبير رقم 3 (المختص بالعسكريين) يجب أن يكون هناك فرق بين الموجود على الجبهة والحدود ومن يقوم بمهمات أمنية في الداخل ومن يقوم بمهام إدارية في الثكنات»، في إشارة إلى توجه لعدم منح جميع العسكريين قيمة تعويضات واحدة عند نهاية خدمتهم، علما بأن التدبير رقم 3 يعطي العسكريين تعويض 3 أشهر عن كل سنة في الخدمة. وقال باسيل: «كلنا في الحكومة ممتعضون لأننا لم نصل إلى حيث نريد»، لافتاً إلى أنه «إذا أنجزنا موازنة جدية نذهب إلى تصنيف أفضل وتتحرك العجلة وهذا الأمر يتحدد مع الصيف». وقال: «نحن معنيون بنجاح الموازنة لا تسجيل النقاط ونهدف لإصلاح حقيقي يريح الناس ويخلص لبنان». واعتبر أنه «لزيادة المداخيل الضريبية، علينا رفع الضريبة المتعلقة بالمصارف وهذا الأمر لا يحتمل التفكير بعد رفع الفوائد». وأشار باسيل إلى «أننا قدمنا مشروع قانون تتمحور فكرته حول تغريم كل عامل أجنبي يعمل خلافا للقانون وخارج القطاعات المسموح فيها»، كما «قدّمنا مشروعاً مهماً وهو مشروع استعادة الأموال المنهوبة من كل من قام بخدمة عامة حاليا وسابقا». وتمس التخفيضات بموازنة بعض الوزارات ما يعيقها عن الاستمرار في تقديماتها ومن بينها وزارة الشؤون الاجتماعية التي أسف وزيرها ريشار قيومجيان لأن بعض السياسيين يستغلون وضع الفقراء والمعوقين وكل الجمعيات الصادقة التي تدعم الناس المحتاجة من أجل الشعبوية والمكاسب السياسية. وتابع: «من يتباهون بالعضلات ويستعملون جهاز (أمن الدولة) ليرهبوا بعض الموظفين في بعض الوزارات وبعض الدبلوماسيين، أدعوهم ليرسلوا (أمن الدولة) إلى مراكز وزارة الشؤون الاجتماعية كافة وإلى الجمعيات الأهلية المتعاقدة معنا، وليروا إن كانت هناك جمعيات وهمية أو لا. توجد وقائع، توجد جمعيات على (الورقة والقلم) موجودة جسدياً وتعمل في أماكنها، فليزوروها. لا يوجد سياسيون يستفيدون منها. الدولة لا تقوم بواجباتها وهذه الجمعيات تقوم بواجباتها وعيب ما يقال بحقها».

تحذيرات من عودة «النظام الأمني» بعد توقيف لبنانيين بسبب مواقفهم السياسية «الاشتراكي» يرفض «الدولة البوليسية» و«التيار» ليس مع «الحرية المطلقة»

الشرق الاوسط....بيروت: كارولين عاكوم... على وقع غضب الشارع المستمر، تعود قضية الحريات لتفرض نفسها في لبنان مع سلسلة توقيفات سجّلت في الفترة الأخيرة لعدد من الأشخاص بسبب انتقادات وجّهوها لمسؤولين كبار. فقد سجّل الأسبوع الماضي توقيف رجل مسنّ يدعى داود مخيبر بعد مهاجمته رئيس الجمهورية ميشال عون و«العهد»، على خلفية رفضه كما أهالي منطقة المنصورية تمديد خطوط التوتّر العالي فوق منازلهم، وأمس أوقف رجل ستيني من الجنوب يدعى عدنان فرحات، يحمل الجنسية الأميركية، بعدما تم تناقل تسجيل صوتي له ينتقد فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد تعرّضه للضرب على يد شبان في منطقته، كما قالت عائلته. وأول من أمس، أوقف الناشط رشيد جنبلاط، لدى حضوره جلسة أمام القاضية غادة عون بدعوى سابقة أقامها ضده وزير الخارجية جبران باسيل بسبب نشره مواقف تنتقد باسيل وتهاجم «العهد». وحذّر «الحزب التقدمي الاشتراكي» من إعادة بناء «النظام الأمني» والدولة البوليسية، وأكدت مؤسسة «مهارات» أن هذه القرارات «تخالف المبادئ العامة لحرية الرأي والتعبير»، وهو ما سبق أن أشارت إليه في تقريرها الأخير حول انتهاكات حرية الرأي والتعبير في لبنان بين مايو (أيار) 2018 وأبريل (نيسان) 2019 حيث سجّلت تراجعاً في حرية المواطنين والناشطين في التعبير عن آرائهم، ولا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي المقابل، يرى النائب في «التيار الوطني الحر» ماريو عون، أن الحرية لا يجب أن تكون مطلقة، ولا يمكن السكوت عن المسّ بكرامات الأشخاص والمسؤولين؛ حيث لا بد عندها من اللجوء إلى القضاء، مؤكداً «لسنا كما فرنسا حيث هناك وعي وإدراك لمعنى الحرية». وأوضح المستشار القانوني لـ«مؤسسة مهارات» طوني مخايل لـ«الشرق الأوسط» أنه «عندما يكون الشخص في موقع المسؤولية، عليه أن يتقبل الانتقاد لممارساته وعمله في الشأن العام». وأضاف: «المشكلة في لبنان أن المسؤولين يقاربون هذه الآراء من منطلق شخصي، مستندين إلى نصوص قانونية تعسّفية لا تنسجم مع الإعلان الدولي لحقوق الإنسان، ومبدأ حرية الرأي والتعبير». لكن النائب عون يؤكد ضرورة وضع حدّ لهذه التجاوزات، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مع الحرية ونرفض المساس بها، لكن على ألا تكون مطلقة، وتقف عند حدود معينة، بحيث لا تصل إلى المسّ بكرامات الناس والتجنّي عليهم، وإذا وصلت إلى هذا الحد لا بد عندها من إعادة هذه الكرامة إلى أصحابها عبر القضاء». وينطلق تحذير «الاشتراكي»، بحسب ما يقول الريس لـ«الشرق الأوسط»: «من الملاحقات التي تسجل في الفترة الأخيرة بدءاً من قصور العدل، أو في الصراع المريب بين الأمن والقضاء، وفق قواعد أبعد ما تكون عن الأصول القانونية، أو من خلال كم الأفواه واستدعاء الناشطين على وسائل التواصل، كلما عبّروا عن وجهة نظرهم، أو في استدعاء الأجهزة الأمنية إلى داخل الوزارات للتحقيق مع موظفين في سابقة خطيرة»، وذلك في إشارة إلى قيام جهاز أمن الدولة بالتحقيق مع موظفين ودبلوماسيين في وزارة الخارجية، على خلفية تسريب مراسلات لوسائل الإعلام. وفيما يؤكد الريس رفض «الاشتراكي» الذي نظم وقفة احتجاجية أمس في وسط بيروت لكل هذه الأساليب والتمسك بحرية الرأي والتعبير التي تعتبر إحدى الميزات القليلة التي لا يزال يتميز بها لبنان، يوضح مخايل أن «كل التوقيفات تتم بناء على إشارة من القضاء الذي يفترض أن يكون الحامي الأساسي للحقوق والحريات، لكنه على العكس من ذلك يتصرف معظم القضاة كأنهم يحمون السياسيين والتركيبة الطائفية».

اللوء....إجتماع بعبدا لإنهاء الموازنة اليوم.. والإتفاق على إيضاحات لساترفيلد.. عون يطمئن إلى إستقرار الليرة وباسيل يربط تخفيض رواتب النواب والوزراء بتخفيض رواتب الموظّفين

هي محاولة للإنتهاء، من الموازنة اليوم، الكلام لوزير الاعلام جمال الجراح بعد جلسة مجلس الوزراء رقم 12، والتي أقرت موازنتي وزارتي التربية والدفاع، واستمعت الى أوراق إقتصادية قدّمها عدد من الوزراء، وهي تتعلق بأمور إقتصادية، لا أكثر ولا أقل، ووصفت على الجملة بأنها لا تتصل مباشرة بأرقام الموازنة. في محاولة اليوم جلسة واحدة ظهراً لا جلستين، فهل تحصل المعجزة، وتطوى صفحة «العناء الوزاري» في ضوء تفاهم الرؤساء في اجتماعهم على هامش افطار بعبدا على انجازها، وما يلف العجز عن مواجهة عجز الموازنة من تشاؤم ومخاوف من استفحال العجز، في وقت دخلت فيه المواجهات في المنطقة فصلاً بالغ الخطورة، إن على صعيد استهداف ناقلات نفط في الامارات العربية المتحدة، او تعرض محطتي ضخ لنقل النفط في المملكة العربية السعودية «لإعتداء إرهابي» عبر هجوم من طائرات «درون» بدون طيار، وهي مفخخة.. الامر الذي استنكره الرئيس سعد الحريري واصفاً الهجوم الارهابي بأنه يؤكد نية من يقفون وراءه على ضرب أمن الخليج العربي واستقرار الاقتصاد العالمي، معلناً التضامن الكامل مع المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً في مواجهة هذا العمل والجهات التي تقف وراءه أيّا كانت. ووصفت مصادر مطلعة ان الجلسة كانت تسير بوتيرة معقولة، ولكن تخللها أمران: الاول طلب الرئيس الحريري من وزير الدفاع تقديم موازنة وزارية، بعد التلكؤ المتكرر، وقال له: «طلع الشعر ع لساني وأن قلّك قدمها». والامر الثاني: جملة الاقتراحات التي قدمها باسيل، في آخر الجلسة، واثارت حفيظة وزير المال علي حسن خليل، الذي طلب الكلام، وبادر الرئيس الحريري، قائلاً: يمكن ان ندرُس هذه الاقتراحات من خارج الموازنة.

تمديد

وكان مجلس الوزراء مدد جلساته المخصصة لدراسة مشروع موازنة العام 2011 بقصد الاسراع في انجازها، وهو حدد جلسة تعقد ظهر اليوم في السراي الحكومي، فيما لم تتأكد المعلومات التي تحدثت عن جلسة مسائية بعد الافطار في المكان نفسه. وتوقع عدد من الوزراء ان تنجز دراسة المشروع من قبل مجلس الوزراء في الجلسة اليوم، اي الجلسة رقم 13، لا سيما وان يوم غد الخميس سيكون يوم حداد لوداع البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير، وسيغيب النشاط الرسمي، على ان يتم تحديد موعد الجلسة الختامية التي ستعقد في قصر بعبدا، لمشروع الشروع بصيغته النهائية واقراره قبل احالته الى المجلس النيابي. وفي المعلومات، فإن الجلسة التي انعقدت امس، والتي خيم عليها الهدوء، انتهت من موازنة الوزارات، وتحديداً موازنة وزارتي الدفاع الوطني والتربية، لكنها غاصت في استعراض وزير المال علي حسن خليل لما تم انجازه حتى الآن، والارقام التي تم التوصل اليها على صعيد خفض الانفاق وتخفيف عجز الموازنة، فيما تولى عدد من الوزراء عرض مقترحاتهم المكتوبة وبينهم الوزير جبران باسيل لخفض العجز وزيادة الواردات وتحصيل رسوم اضافية. وبحسب ما افادت مصادر وزارية لـ «اللواء»، فإن وزير الدفاع الياس بوصعب امتنع بداية عن عرض موازنة وزارة الدفاع بحجة انه يريد مقارنة الارقام مع ارقام وزارة الداخلية، الامر الذي ترك استياء لدى الرئيس الحريري لدرجة انه علا صوته قائلاً: «زهقتلي روحي»، لكن بوصعب عاد وقدم ارقامه بعد نحو ساعتين. ونفت المصادر ان يكون الوزير خليل قدم محصلة نهائية لارقام واضحة للموازنة، لكنها كشفت بأن وزارة المال ستنكب خلال الساعات المقبلة على درس كل الارقام والتخفيضات التي طرأت لتقديمها اليوم الى مجلس الوزراء، ولفتت المصادر ذاتها ان نسبة التخفيض التي حصلت حتى الآن ما زالت ارقامها بعيدة عمّا هو متوقع بالنسبة الى نسبة العجز وهي 9 في المائة.

مداخلة باسيل

وعزا الوزير باسيل سبب عدم حصول تقدم في ارقام العجز الى غياب القرار السياسي الواضح والمطلوب من الجميع اتخاذه وان يتعاونوا فيه لانجاز موازنة اصلاحية حقيقية، محذراً من ان لبنان مقبل على تصنيف جديد اذا بقي الوضع كما هو، وهو امر غير جيد، لافتاً الى ان تراجع الوضع لن يكون حتمياً فحسب بل وسريعاً ايضاً. ولفت باسيل، الذي كان يتحدث بعد الاجتماع الاسبوعي لتكتل «لبنان القوي» الى ان جزءاً من الافكار التي طرحها امام مجلس الوزراء تندرج بنوداً في الموازنة، ومنها قد تكون عبارة عن مشاريع قوانين ترسلها الحكومة بالتوازي مع الموازنة الى المجلس النيابي وليس بعدها، ولكن ليس داخلها، موضحاً انه قدم مجموعة افكار رفض الدخول في تفاصيلها، وهي تتناول خمسة محاور هي: حجم الدولة، الهدر داخل الموازنة، التهرب الضريبي، والتهريب الجمركي، خدمة الدين، والميزان التجاري والوضع الاقتصادي ككل، مشيرا الى ان العمل ينطلق من بديهية وهي ان عجز الكهرباء سيصبح صفراً. واذ اعرب باسيل عن عدم رضاه عما يجري بحثه من اصلاحات في الموازنة، كشف عن بعض مقترحاته، ومنها الغاء المؤسسات غير المجدية او الوهمية، وتحويل مرفأ بيروت مؤسسة عامة وتحويل كل مداخيله الصافية الى الخزينة، وكذلك الغاء وزارتي المهجرين والاعلام، مكتب الشمندر السكري، صندوق الجنوب، مكتب الطاقة النووية، المؤسسة العامة للاسواق الاستهلاكية، المؤسسة الوطنية للإستخدام، وخفض مصاريف الهيئة الناظمة للاتصالات، «اليسار» والمجلس الاعلى اللبناني- السوري وغيرها.

أفكار قديمة

واعتبرت مصادر وزارية افكار باسيل بأنها غير جديدة، وسبق ان تم التداول فيها في جلسات سابقة، وان ما قدمه من افكار جديدة تعد خجول جداً. وقالت المصادر ان مداخلة باسيل المطولة كانت عبارة عن تجميع افكار وتكرار لنقاط جرى بحثها في جلسات سابقة من دون ان يبدي رأيه حيالها، وقد تم اقرار بعضها سابقاً، وبعضها الآخر قيد الاقرار، بحيث ان النقاط التي اوردها ليست بحاجة الى نقاش جديد. اما الجديد، القديم الذي قدمه باسيل فكان طرح استعادة الاموال المنهوبة، وهو طرح، بحسب المصادر لا علاقة له بالموازنة الحالية، فضلاً عن انه ليس من بنات افكاره بل من افكار «حزب سبعة» بحسب البيان الذي اصدره للغاية، وهو عبارة عن ترويج لفكرة تدغدغ الرأي العام، وهي على الرغم من اهميتها ومبدئيتها إلا تحتاج لسنوات للتنفيذ بعد اقرار المبدأ ويحتاج بحثها الى اطار آخر لا يتناسب مع جلسات الموازنة التي تنحصر في بحث النفقات والايرادات وتقليص العجز. وذكرت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان الموازنة اصبحت شبه جاهزة وتم إنجاز المواد القانونية كلها، وهناك مقترحات من خارج الموازنة قدمها الوزراء ستتم دراستها، مشيرة الى ان الحكومة تنتظر اكتمال اقتراحات كل الوزراء حول الخفض في موازنات وزراتهم ليبنى على الشيء مقتضاه لجهة معرفة الارقام بصورة دقيقة والاجراءات المفروض اتخاذها بعد. واوضحت المصادر انه بالنسبة لإقتطاع مبالغ من رواتب السلطات العامة (الرؤساء والنواب والوزراء كبار الموظفين من اصحاب الرواتب العالية) فلم تتم مقاربته بعد بانتظار الارقام النهائية التي سيتوصل اليها وزير المال من التخفيضات. وقال وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان لـ«اللواء» انه سبق وقدم مقترحات لخفض الانفاق في وزارته، تناولت القضايا التشغيلية والادارية بنسبة عشرين في المائة، لكنه رفض المس بالتقديمات التي تعطى للجمعيات والهيئات الاهلية التي تقدم خدمات فعالة للمواطنين المحتاجين وللعائلات الاكثر فقرا، نافيا بشدة ان تكون هناك جمعيات وهمية، لافتاً الى انه من العيب استخدام هذا الملف ومعاناة المسنين والمعوقين في عناوين شعبوية.

تمرين

الى ذلك، أوضحت مصادر سياسية مطلعة الى أن ما نشهده اليوم في ملف الموازنة هو بمتابة تمرين وان التأخير في اقرار الموازنة مرده الى سعي الحكومة لدراسة المشروع مادة مادة. واشارت الى ان وزير المال خليل سيقدم تقريرا مفصلا حول تخفيض بعض الأرقام في الموازنة والسعي لذلك قائم. واكدت أن ما يحصل اليوم حول الموازنة من نقاش ومحاولة لاصدارها بتقشف تام لم يحصل في أي مرة من المرات ولذلك فإن التوافق بين أعضاء الحكومة يبقى أمرا مطلوبا بعدما تمت ملاحظة فقدانه بين مختلف مكونات الدولة والسعي قائم لحصوله. ولاحظت المصادر أنه لا يمكن الحديث عن بطء في دراسة الموازنة، لأنه لا يمكن إغفال التأخير في تشكيل حكومة ٩ أشهر. ورأت ان الامور لم تعد تحتمل أي تأجيل لان هناك خشية من اي انهيار اقتصادي محتمل. وقالت ان مجلس الوزراء منكب على دراسة الموازنة بكل تفاصيلها وليس معروفا ما اذا اقترب الأمر من الانجاز او ما اذا كانت جلستا اليوم نهائيتان.

عون: الليرة بخير

ولم يغب موضوع الموازنة، ولا الاصلاحات التي يجري البحث فيها، عن كلمة الرئيس عون خلال الافطار الرئاسي الذي اقامه في قصر بعبدا، لمناسبة شهر رمضان المبارك، حيث اعاد الى الاذهان وعده في رمضان الماضي باجتثاث الفساد، واعداً هذا العام بمتابعة الخطوات تحقيقاً لوعده، مؤكداً بأن هذه المسيرة لن تتوقف مهما اشتدت الضغوط وتشعبت المداخلات، لانها حجر الزاوية في العملية الاصلاحية. وقال الرئيس عون ان الإصلاح نهج وليس شعارا، « قبل أن يكون إملاء من أحد بمعرض مساعدتنا على تخطي ازمتنا»، مشيرا الى ان «التحدي اليوم أمام الحكومة في وضعها موازنة 2019 ليس فقط في الترشيق والتخفيض المقبول والمتوازن، بل في قدرتها على توفير عنصرين لتحاكي الأزمة التي تعصف بالوطن والشعب هما: تحديد مكامن الخلل والهدر والفساد والقضاء عليها، وتظهير الوظيفة الاقتصادية للموازنة بعد طول إنكار وغياب، لتبدأ بعدها معالجة حقيقية للعجز في شقيه: المالي والتجاري، في ضوء اعتبار واحد: مصلحة الشعب العليا واذ طمأن الى ان «الليرة بخير، ولا خطر يتهددها، ومعتبراً الصعوبة التي نمر بها مرحلية ومحدودة»، لفت الى انه «إن لم نضحِّ اليوم جميعا ونتخلص من بعض امتيازاتنا التي لا نملك ترف الحفاظ عليها، نفقدها كلها، ونصبح لقمة سائغة على طاولة المؤسسات الدولية المقرضة التي سوف تفرض علينا وصفة اقتصادية ومالية قاسية وخاضعة لوصايتها وإدارتها المباشرة وفقا لمصالحها الاقتصادية والسياسية، لا قدرة لنا على تحملها»، وشدد على ان التضحية ستكون متوازنة ومتناسبة بين القوي والضعيف وبين الغني والفقير، فتتحقق العدالة في الموجبات وفي الالتزام وأيضا في الألم المؤقت، ليخلص لبنان. وتوجه الرئيس عون الى الحكومة بالقول: « أعيدوا إلى اللبناني ثقته بدولته، أثبتوا له أن تضحياته لن تذهب سدى في مسالك الهدر والفساد الوعرة، عندئذ فقط نستعيد شعبنا الى وطنه «، كما دعا اللبنانيين الى العودة إلى ضميرهم الوطني والعمل بوحيه قبل المصلحة الشخصية الآنية، والى التوقف عن الاعتصامات والاضرابات والتظاهرات وشل قطاعات العمل العامة والخاصة التي تعمق الهوة بين ما نسعى إليه وبين الواقع المرير.

خلوة ثلاثية

وسبق الافطار، خلوة ثلاثية جمعت الرؤساء عون ونبيه بري والحريري، تطرقت الى الاوضاع الراهنة في البلاد، واخر ما وصلت اليه المشاورات الدائرة حول مشروع الموازنة واهمية الاسراع في اقراره من قبل مجلسي الوزراء والنواب. وعلمت «اللواء» ان الاجتماع الرئاسي الثلاثي، تركز على المهمة الحالية لمساعد نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد وملف الموازنة وضرورة الاسراع في انجازها وامكانية انعقاد جلسة مجلس الوزراء. في قصر بعبدا بعيد الانتهاء من مناقشة الموازنة على ان تكون جلسة اقرار الموازنة. وعلم ان الرئيس بري وعد الرئيسين عون والحريري بدعوة لجنة المال والموازنة الى الانعقاد بشكل مكثف تمهيدا لدرسها واقرارها في مجلس النواب قبيل نهاية الشهر الحالي الا ان الأجواء لا توحي بذلك لأسباب تتصل باستغراقها وقتا في الدرس في اللجنة ما قد يتزامن ذلك مع موعد عطلة الفطر السعيد. وفهم من مصادر مطلعة ان ساترفيلد طلب خلال لقائه الرئيس الحريري ايضاحات وتفسيرات بشأن الآلية التي تقدم بها لبنان حول ترسيم الحدود البحرية والبرية. ويزور ساترفيلد قبل ظهر اليوم الرئيس عون في القصر الجمهوري، والوزير باسيل في الخارجية، وكذلك الرئيس بري في عين التينة. تجدر الاشارة الى ان السفير ساترفيلد كان وصل الى بيروت مساء امس الاول، وفقاً لما اشارت اليه «اللواء» في زيارة تستمر يومين للقاء المسؤولين اللبنانيين، وهو زار بكركي قبل الظهر لتعزية البطريرك الماروني بشارة الراعي برحيل البطريرك صفير الذي وصفه بأنه كان رجلاً عظيماً ووطنياً في حياته وعمله، وهو كان يعمل لجميع اللبنانيين ووقف بالمرصاد لجميع التحديات التي واجهت لبنان كما واجه الهيمنة على لبنان.

وداع صفير غداً

في هذا الوقت تواصلت الاستعدادات الوداع الاخير للبطريرك الراحل عند الخامسة من عصر غد الخميس في باحة الصرح البطريركي في بكركي، بعد ان يكون الجثمان قد نقل اليوم ويسجى في كنيسة الصرح على مدى 24 ساعة لالقاء النظرة الاخيرة عليه. وتمنى المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض من المواطنين تجنب الوصول بسياراتهم الى بكركي لتخفيف الزحمة واستبدالها بالباصات اذا امكن، لافتا الى ان بكركي لن تؤمن الباصات غداً. وقال انه: واضاف: «سيتم نقل الجثمان يوم الخميس من الكنيسة الى الباحة الخارجية حوالى الساعة الثالثة بعد الظهر ليرأس البطريرك الراعي الجنازة عند الخامسة». وأكد غياض أنه «سيكون هناك حضور رسمي ودولي ومن المرجح أن يشارك الرؤساء الثلاثة في مراسم الدفن. وتم تجهيز 8000 كرسي لاستقبال الوافدين»، ولفت إلى «أن يوم الخميس ستكون هناك تحضيرات واتمنى ان يؤجل المعزون تعزيتهم ليوم الجمعة واطلب من الرسميين تأكيد حضورهم إلى الجنازة».



السابق

مصر وإفريقيا....البرلمان المصري لـ«ترجمة» تعديل الدستور بتغيير قوانين هيئات قضائية....وزير الدفاع المصري: الحفاظ على الكفاءة القتالية يحقق الأمن....الجيش الليبي يُسقط طائرة لقوات السراج... وماكرون ينوي الاجتماع مع حفتر...المجلس العسكري السوداني يعلن عن فترة انتقالية مدتها 3 سنوات....موريتانيا: تجديد اللائحة الانتخابية تحضيراً للرئاسيات...الجزائر: القضاء يستدعي وزير دفاع سابقاً كشاهد ضد شقيق بوتفليقة...مقتل 4 أشخاص في تفجير انتحاري لمركز حكومي وسط الصومال....5 نقابات تعليمية تخوض إضراباً احتجاجاً على الحكومة المغربية...

التالي

أخبار وتقارير....وكالة "إنترفاكس" الروسية نقلا عن مصادر مطلعة: مجموعة سفن أمريكية ضاربة دخلت مياه بحر العرب....بوتن يخطب ود واشنطن: نريد "استعادة علاقات كاملة".....قمة عالمية في باريس الأربعاء تصدر "نداء كرايست تشيرتش" لاستئصال التطرف من الانترنت....لافروف يصف المحادثات مع نظيره الأميركيي بالصريحة والمفيدة وبومبيو يتعهد مواصلة الضغط على إيران...خطة أميركية لإرسال 120 ألف جندي إلى المنطقة لمواجهة هجمات و«نووي» إيران...جيش ميانمار يُحاصر قرية للروهينغا...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,052,976

عدد الزوار: 6,750,147

المتواجدون الآن: 110