لبنان.. "الجمهورية": مخاوف من إنهيار بدَّدتها إيضاحات.. وعون الى مـــوسكو.. ونصرالله يردّ غداً..اللواء...«ما بعد بومبيو»: ترقُب خطير وحزب الله يردّ غداً على «الإساءة»... وفد نيابي إلى واشنطن للحوار حول العقوبات.. والحريري في باريس..بومبيو يعطي بيروت الفرصة الأخيرة للابتعاد عن طهران!..بومبيو توعّد حلفاء «حزب الله» بعقوبات ...لا يبدو ان اللبنانيين يدركون فداحة الموقف... وقدموا مواقف عجيبة..

تاريخ الإضافة الإثنين 25 آذار 2019 - 7:31 ص    عدد الزيارات 2644    القسم محلية

        


"الجمهورية": مخاوف من إنهيار بدَّدتها إيضاحات.. وعون الى مـــوسكو.. ونصرالله يردّ غداً..

فيما بدأت العاصفة التي أحدثتها زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو للبنان تنحسر تدريجاً، هبّت عاصفة محلية أشد خطورة منها من حيث مندرجاتها ومفاعيلها الحالية والمستقبلية. إذ بعد كلام دقيق لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة خرج فيه عن النمطية التي اعتادها لجهة الاكتفاء بالتطمين الى متانة الوضع النقدي، والقدرة على الاستمرار في تمويل الدولة، فتحدث عن وضع شاذ يتمثل بعدم تقديم الحكومة حتى الآن خطة إصلاح مالي واقتصادي، سُرِّب تعميم لوزير المال علي حسن خليل صدر في 22 الجاري، وطلب فيه من مراقبي عقد النفقات «وقف حجز مختلف أنواع الإنفاق باستثناء الرواتب والاجور وتعويض النقل المؤقت». الامر الذي أثار مخاوف من ان تكون البلاد انزلقت الى انهيار اقتصادي ومالي مريع... بين كلام سلامة وقرار خليل، إنتشر القلق في البلد كالنار في الهشيم. وساد خوف لدى الاوساط المالية والشعبية في آن من انّ البلد اقترب من شفير الانهيار، وشاع انّ الأموال نضبت في وزارة المال ولم يعد في قدرة الدولة حالياً سوى دفع الرواتب والاجور.

خلفيات خليل

وفي ضوء هذه الأجواء، سارع وزير المال الى مؤتمر صحافي شرح خلاله اهداف تعميمه وخلفياته، وأعلن انه «لا يتعلق بأي شكل من الاشكال بنضوب المال، بل يرتبط حصراً بمشروع موازنة 2019. اذ من المعروف انّ الحكومة اللبنانية تعهدت في مؤتمر «سيدر» بخفض عجز الموازنة بواقع 1 في المئة سنوياً، لمدة 5 سنوات. لكنّ الحكومة، وبدلاً من تنفيذ تعهداتها بدءاً من العام 2018، تسبّبت قراراتها العشوائية برفع العجز من نسبة 8,5% قياساً بحجم الاقتصاد في 2017، الى نحو 11% في 2018. وبما انّ موازنة 2019 لم تقر بعد، ويتم الانفاق حالياً وفق القاعدة الاثني عشرية، فإنّ بقاء البلد بلا موازنة يعني أنّ العجز سيبقى على حاله في 2019، ويرجّح ان يرتفع لتغطية نفقات اضافية منها إقرار الدرجات الست لأساتذة التعليم الثانوي، ونَهم الوزراء عموماً لزيادة الانفاق، وبسبب احتمال تراجع المداخيل تماهياً مع ركود الحركة الاقتصادية. وهذا الواقع دفع خليل الى اتخاذ إجراء احترازي، لأنه شعر انّ الوزارات تميل الى الافادة من فترة الانتظار الحالية قبل مناقشة الموازنة وإقرارها لحجز نفقات اضافية تحميها من أي خفض قد يحصل. وبالتالي، سيصبح من غير المجدي محاولة خفض العجز لاحقاً عندما يتم إقرار الموازنة.

إنذار سلامة

في المقلب الآخر، بدا كلام حاكم مصرف لبنان بمثابة جرس إنذار لحضّ المسؤولين على الخروج من حال المراوحة الى بدء العمل الفعلي للانقاذ المالي والاقتصادي. وما قاله سلامة عن انّ الحكومة، وبعد مرور شهرين على تشكيلها، «لم تبحث في برامج إصلاحية تضع لبنان على مسار إصلاحي، مع أنّ الأسواق تترقّب ذلك، ما أثار ردود فعل سلبية تجسّدت بارتفاع الفوائد». هذا الكلام ليس مفاجئاً في مضمونه، بمقدار ما هو مفاجئ أن يصدر عن سلامة الحريص على إشاعة اجواء التفاؤل والارتياح. ما يؤكد أنّ الرجل بلغ مرحلة متقدمة من اليأس والاحباط في إمكان نجاح الحكومة في تنفيذ خطط الانقاذ المطلوبة شرطاً لتنفيذ برنامج «سيدر». وقبل سلامة، كان الموفد الفرنسي بيار دوكان، الذي زار بيروت مطّلعاً على ما أنجزته الحكومة، قد غادر مذهولاً من الاستخفاف والتعاطي اللامسؤول الذي يبديه المسؤولون اللبنانيون حيال خطورة الوضع المالي والاقتصادي. ولكن في النتيجة، تراجعت حدة المخاوف من انهيار وشيك، خصوصاً بعد كلام خليل عن التنسيق مع مصرف لبنان في الملف المالي. وبالتالي، لم يعد الامر مطروحاً في التداول اذا ما كانت الدولة على وشك إعلان التوقف عن الدفع، بل بات السؤال يتمحور حول مصير البلد في المستقبل، في حال استمر هذا النهج من الاهمال واللامبالاة بمصالح الناس وحياتهم. ومن سيتحمّل كلفة الانهيار المضمون اذا لم يبدأ تنفيذ خطة إصلاحية للمالية العامة، اليوم قبل الغد؟

قرار للضغط

تعليقاً على كلام سلامة من أنّ المؤسسات الدولية لمست أن الحكومة لا تملك أي خطة إصلاحية، قال النائب ياسين جابر لـ«الجمهورية»: «سبق أن حذّرنا من هذا الكلام، فواضحٌ أن الحكومة لم تتخذ أياً من الخطوات الجدية التي ينتظرها المجتمع الدولي، فسابقاً كان يُقال إنّ أمامها شهرين أو مئة يوم لتتخذ خطوات إصلاحية، ولكن لا يظهر أنها مستنفرة أو أنها تشعر بجدية الوضع». ولفت إلى أنّ دوكان، المكلّف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر»، سأل خلال زيارته لبيروت: أين الهيئات الناظمة؟». وبدوره، سأل جابر: «أين تعيين الهيئات الناظمة ومجالس الإدارة؟»، وقال: «عرضوا لخطة كهرباء في غياب رئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان، فيما انّ المؤسسة هي مؤسسة مستقلة حسب القانون. وهذا يدلّ إلى أن لا نية حقيقية للتغيير». واعتبر جابر أنّ الهدف من قرار وزير المال بوقف عقد النفقات هو «الضغط لإقرار الموازنة سريعاً». وقال: «حين يلمس الوزراء أنّ الموازنة الجديدة التي ستُقرّ ستشهد تخفيضاً يسارعون إلى عقد نفقات قبل إقرارها ويلزّمون مشاريع، لأنّ الصرف يتمّ وفق القاعدة الإثني عشرية». وأشار إلى أنّ «مفتاح الخطة الإصلاحية هو إقرار موازنة تقشفية».

الكهرباء

في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ البحث الجدي الاستثنائي في ملف الكهرباء سيبدأ غداً، بحيث ستطرح الخطة التي وضعتها وزارة الطاقة للنقاش المفصّل تمهيداً لإنجازها في وقت قياسي، لتطرح في مجلس الوزراء إذا توافقت عليها اللجنة الوزارية خلال اجتماعها في السراي الحكومي غداً. وفيما اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي «أنّ ملف الكهرباء تشوبه هذه المرّة بدايات إيجابيّة شكلاً، وأنّ المهم هو استكمال الإيجابية لتشمل جوهر هذا الملف بما يؤدّي الى علاج جذري لهذه الأزمة»، قالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ «الأجواء تبدو مشجّعة، خصوصاً أن الخطّة الجديدة جديرة بأن تناقش بعمق وانفتاح لأنّها تضع آليّة مقبولة وتحتاج الى توضيحات أكثر في جلسة اليوم. ولا نعتقد أنّ الأمور معقدة، خصوصاً أن لدى جميع الأطراف رغبة شديدة في إدخال هذا الملف الى دائرة الحل الجذري بعيداً عن الترقيع. وعمليّاً، يبدو أنّ الجميع يريدون خطّة كهربائية شفّافة ومتوازنة تؤدّي الغاية المنشودة منها، أي وضع قطاع الكهرباء على سكّة العلاج النهائي وإخراجه من كونه عامل نزف مُرهق للخزينة، وبالتالي الانتهاء من مقولة البواخر والصفقات»...

«محنة خطيرة»

في سياق متصل، قالت مصادر «القوات اللبنانية» إنّ «المحنة الاقتصادية خطيرة جداً، تستدعي الإسراع في جلسات مجلس الوزراء والانكباب أكثر على العمل البنّاء، الجاد والمضني، لإخراج لبنان من هذه المحنة بتطبيق مقررات مؤتمر «سيدر»، وأن يُصار إلى الأخذ بالملاحظات التي ستضعها اللجنة الوزارية المكلفة دراسة خطة الكهرباء، وذلك لكي تكون خطة ملتزمة المعايير القانونية والشفافية المطلوبة، إضافة إلى الذهاب فوراً نحو وضع حد للهدر القائم قبل أي أمر آخر لأنّ تنفيذ أي خطة وفق أي صيغة من دون معالجة الهدر الموجود والذي يتجاوز 50 في المئة، يعني مضاعفة الخسائر». وشدّدت المصادر على أنّ «المطلوب سريعاً معالجة الهدر أولاً، والذهاب فوراً نحو وضع خطة تعتمد الخيارات الدائمة والثابتة بعيداً من الموقّت والمرحلي المتعلّق بالبواخر، بغية الوصول إلى كهرباء 24/24 على قاعدة دفتر شروط شفّاف يأخذ في الاعتبار كل المتطلبات والخيارات وفق إدارة المناقصات».

نصرالله يرد على بومبيو

من جهة ثانية، ظلت زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو للبنان وهجومه العنيف على «حزب الله» وإيران خلالها، والرد اللبناني عليه تتفاعل في مختلف الاوساط الرسمية والسياسية والشعبية، وقد تقاطعت المواقف منها على وجوب تجنيب البلاد أي هزّات، خصوصاً أنّ البعض وجدوا في مواقف بومبيو تحريضاً على الفتنة بين اللبنانيين، الأمر الذي لم يستجب له أحد عملياً. وفيما تساءل كثيرون عمّا سيكون عليه رد «حزب الله» على بومبيو، أُعلن أنّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله سيطل عبر قناة «المنار» الخامسة عصر غد «للتحدث عن آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة». وعُلم من مصادر مطّلعة على موقف الحزب انّ نصرالله «سيشرح موقف «حزب الله» من مجريات زيارة بومبيو ومضامينها، وسيفنّد السياسة الاميركية حيال لبنان والمنطقة، وسيُبيّن انّ الارهاب الحقيقي يُمثله سلوك الولايات المتحدة التي تواطأت طويلاً مع الجماعات التكفيرية ودعمت ولا تزال الاحتلال الاسرائيلي بكل امتداداته العدوانية، وليس «حزب الله» الذي دافع عن لبنان في مواجهة الارهاب بوجهَيه الاسرائيلي والتكفيري». كما سيشيد نصرالله بتصدي المسؤولين اللبنانيين «لحملة بومبيو التحريضية على «الحزب»، وسَعيه الى إحداث الفتنة.

رد إيراني

ورفضت الخارجية الإيرانية اتهامات بومبيو، وقال المتحدث باسمها بهرام قاسمي انّ «التصريحات الاستفزازية» لبومبيو «كشفت مرة أخرى طبيعة الولايات المتحدة وسلوكها تجاه الدول الحرة والمستقلة في العالم». وأضاف: «إننا نتفهّم تماماً الغضب الأميركي من أداء فصائل المقاومة و«حزب الله» وشعوب المنطقة ودورها المتميّز، في هزيمة الخطط والمخططات الجديدة الاستعمارية للولايات المتحدة في المنطقة». وشدد على أنّ إيران مع «احترام الحكومة والشعب اللبناني وإرادته المستقلة واستغلاله لكل طاقته لتعزيز وحدة لبنان وتضامنه، وكذلك تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران ولبنان بما يخدم مصالح الشعبين الإيراني واللبناني». وتابع: «إرسال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المنطقة، مؤشّر على أنّ الولايات المتحدة وبمشاركة وتعاون قلة من دول المنطقة، تخطط لتنفيذ مؤامرات جديدة وتقديم مزيد من الدعم للاحتلال، وتجاهل الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني في إطار ما يسمّى بـ«صفقة القرن». وقال: «إيران تؤكد على تعزيز التقارب والتعاون بين بلدان المنطقة لمكافحة الأطماع التوسعية ومكافحة الجماعات الإرهابية، وضمن احترام لبنان حكومة وشعباً وإرادته المستقلة»، مضيفاً: «طهران ستستخدم كل إمكانياتها لتعزيز وحدة لبنان وتضامنه، وكذلك تعزيز العلاقات الثنائية مع هذا البلد بما يخدم مصلحة الشعبين الإيراني واللبناني».

«القوات اللبنانية»

وقالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» إنّ «لبنان يواجه في المرحلة الحالية محنة من طبيعة إقليمية في ظل استعار المواجهة الأميركية ـ الإيرانية المفتوحة، حيث من الواضح أنّ سخونة المنطقة هي عنوان المرحلة بامتياز، وتتّجه أكثر فأكثر نحو التصعيد، ما يتطلّب من اللبنانيين تجاوز تبايناتهم واستبعاد الملفات الخارجية الكبرى بغية الحفاظ على الاستقرار اللبناني، لأنه في اللحظة التي يسقط هذا الاستقرار يسقط لبنان. ولذلك تقتضي المصلحة القصوى في هذه المرحلة الدقيقة إلتزام سياسة «النأي بالنفس» وسقف الحكومة، والابتعاد عن سياسة المحاور الخارجية والتقيّد بالأجندة اللبنانية فقط لا غير، وكذلك أن لا تتفرّد أيّ قوى في الحكومة بقرار خارج إطار الإجماع اللبناني للحفاظ على المصلحة اللبنانية العليا». وأضافت هذه المصادر: «في هذا السياق تتمنّى «القوات» على الولايات المتحدة الأميركية أن تلعب دور الراعي المتوازن بغية الوصول إلى السلام العادل والشامل في المنطقة، إنطلاقاً من المبادرة العربية للسلام، وإذا كان هناك شكوى من الدور الإيراني على مستوى المنطقة، وهي فعلية وحقيقية، فهذا لا يعني غَض النظر عن الدور الإسرائيلي. ويأتي الكلام عن اعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على الجولان بعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس، خطوة غير مشجّعة على مستوى التوازن والسلام الحقيقي بإعادة الأراضي إلى أصحابها الحقيقيين والفعليين. لا بل إنّ أجواء من هذا النوع تؤدي إلى استبعاد خيار السلام وترجيح خيارات الحرب، الأمر الذي ينعكس على كل شعوب المنطقة ولا يؤدي الغرض المطلوب. وبالتالي، تستدعي هذه المواقف مراجعة سياسية لأنّ الهدف الأساس يجب أن يكون دائماً وباستمرار، تحقيق السلام العادل والشامل انطلاقاً من المبادرة العربية للسلام». وتابعت: «إذا كان هناك من وضع حد للدور الإيراني في المنطقة العربية، وهو أمر مطلوب، يجب في الوقت نفسه وضع حد للدور الإسرائيلي، والعمل بنحو حثيث لإنهاء الأزمات القائمة، لأنّ بعض المواقف والخطوات تشكّل تشجيعاً لقوى متطرفة لكي تتمسّك بسلاحها وأدوارها خارج إطار الشرعيات».

عون الى موسكو

من جهة ثانية، يتوجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى موسكو بعد ظهر اليوم في زيارة رسمية ليومين، يلتقي خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين وعدد من المسؤولين الروس الكبار، وسيكون ملف عودة النازحين السوريين والمبادرة الروسية في شأنها مادة البحث الاساسية بينه وبين المسؤولين الروس، على أن يعود الى بيروت مساء غد بُعَيد لقائه بوتين الثالثة بعد الظهر. الى ذلك، شدّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في عظة له في بكركي أمس، على «أننا نرافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالصلاة في زيارته الرسمية إلى روسيا»، آملاً في «أن يلقى نجاحاً موضوع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، لخيرهم الشخصي وخير وطنهم، ولخير لبنان الذي لم يعد قادراً على حمل العبء الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الثقيل».

اللواء...«ما بعد بومبيو»: ترقُب خطير وحزب الله يردّ غداً على «الإساءة»... وفد نيابي إلى واشنطن للحوار حول العقوبات.. والحريري في باريس.. وعون إلى موسكو غداً

بعد الفعل، يأتي ردّ الفعل: الفعل ما ظهر وما بطن من مواقف صدرت على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تجاه «حزب الله»، ونعت دوره بأبشع العبارات، والتي شكلت تطوراً، فتح الباب أمام تغيرات، بصرف النظر عن تحوّل الموقف إلى اعتداءات او عدوان إسرائيلي في دول الجوار، سواء لبنان أو غزة أو سوريا. اليوم يحتفل لبنان بعيد البشارة، بشارة السيّدة العذراء، يوم الوحدة الوطنية اللبنانية، التي سيؤكد عليها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في كلمة له عبر التلفزيون في معرض التطرُّق لزيارة بومبيو. محطة OTV، كشفت استناداً إلى معلوماتها، ما يُمكن ان يطرحه في كلمته، من وصف ما صدر عن بومبيو بالإساءة، وتمثلت بمحاولة تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، حيث بدا ان في كلامه مشروع حرب أهلية جديدة، لم يستجب له أحد. ومن المرجح أيضاً وفقاً لمعلومات OTV ان يثني الأمين العام لحزب الله على الموقف اللبناني الرسمي الموحّد الذي يُشكّل عامل قوة، مثمناً بشكل خاص كلام وزير الخارجية في حضرة الضيف الأميركي، ومجددا توجيه التحية إلى الرئيس عون. وغادر إلى باريس الرئيس سعد الحريري، يرافقه الوزير السابق غطاس خوري، في زيارة وصفت بالخاصة، وبانتظار عودته، يتقرر ما إذا كانت ستعقد جلسة لمجلس الوزراء. وغداً، في سلسلة التحركات اللبنانية الخارجية، يتوجه الرئيس ميشال عون إلى موسكو في زيارة تستمر يومين.

مفاعيل زيارة بومبيو

وسواء كانت مفاعيل زيارة الوزير بومبيو إلى بيروت انتهت مع لحظة مغادرته العاصمة اللبنانية، بعد ان أدّت اغراضها في إظهار الدعم الأميركي لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في معركة الانتخابية، بحسب ما يقول حلفاء «حزب الله» في لبنان، أو انه لا يجوز تجاهل التحذيرات الأميركية التي حملتها الزيارة المثيرة للجدل، لأن فيه مغامرة لا يُمكن التكهن بنتائجها، بحسب ما يرى خصوم الحزب، فإنه في كل الأحوال لا بدّ من انتظار ما ستحمله الأيام وربما الأسابيع المقبلة من تطورات لاستكشاف الأهداف الحقيقية من الزيارة ومن المواقف النارية التي أطلقها بومبيو في بيروت ضد «حزب الله» وإيران، انطلاقاً من قناعة راسخة لدى عدد غير قليل من اللبنانيين، بأنه من السذاجة اعتبار الزيارة استعراضية سياسية، بل كانت عبارة عن هجوم محضر مسبقاً ضد الحزب وإيران، ولا بدّ لهذا الهجوم من ان تكون له تداعيات ستظهر وقائعها تباعاً. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن أولى هذه التداعيات، ستكون عبر إطلالة نصر الله عصر غد الثلاثاء، عبر شاشة قناة «المنار»، والتي سيخصصها للرد على هجوم بومبيو بهجوم مضاد حرص الحزب على ان يؤجله إلى ما بعد انتهاء الزيارة تفادياً لاحراج لبنان الرسمي الذي تعامل مع مفاعيل الهجوم الديبلوماسي الأميركي بكثير من المواقف الشجاعة، بحسب أوساط الحزب، من خلال التركيز على لبنانية الحزب، وانه من نسيج المجتمع اللبناني المقاوم لإسرائيل التي ما تزال تحتل أراضي لبنانية. لكن الحزب، وان بدا انه غير قلق من الزيارة ومن مفاعيلها، بعد ان أدّت غرضها في إظهار الدعم الأميركي لإسرائيل، وانها كانت عبارة عن تبادل مصالح انتخابية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو، الا ان خشيته كانت من نتائج التحريض الأميركي لفريق من اللبنانيين ضد فريق آخر، وهنا وجه الخطورة للمواقف الأميركية التي يرى الحزب انها تُهدّد الأمن اللبناني ومشروع فتنة، ويجب ان تكون مواجهتها بالتشديد على الوحدة الداخلية اللبنانية، على الرغم من الانقسام الذي ظهر لدى الرأي العام اللبناني، من مواقف بومبيو بين مؤيد ومعارض ومتحفظ أو لا مبالٍ. وفي هذا السياق، شددت مصادر وزارية في الحزب على ان الاستقرار السياسي الداخلي خط أحمر عند جميع القوى السياسية، ولو اختلفت مقاربتها، فيما اشارت مصادر رسمية واكبت الزيارة إلى ان مفاعيلها اللبنانية لن تكون مؤثرة، بل لها مفاعيل خارجية عبر الرسائل التي أراد بومبيو إيصالها إلى حليفه الإسرائيلي، موضحة بأن الموقف اللبناني مما أثاره الوزير الأميركي حول حزب الله كان منسقاً سلفاً ومتفقاً عليه بين الرؤساء ووزير الخارجية، اما مواقف بقية الأطراف التي التقاها بومبيو فلا تعبر عن الموقف الرسمي بل عن الموقف السياسي المعروف لهذا الفريق أو ذاك. وكانت السفارة الأميركية في بيروت، قد أعلنت عبر حسابها على «تويتر» بأن بومبيو غادر بيروت السبت ونشرت له صورة وهو يلوح بيده مودعاً قبل دخوله الطائرة، وهو خصص اليوم الثاني من زيارته للقيام بجولة سياحية في مدينة جبيل، ومن ثم زيارة لمتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الذي يعرفه شخصياً منذ سنوات عديدة، كما زار قائد الجيش العماد جوزاف عون، مؤكداً له استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، الشريك الاستراتيجي في محاربة الإرهاب.

عون في موسكو

ولا تستبعد المصادر المطلعة، ان تكون زيارة الرئيس ميشال عون التي يبدأها اليوم إلى موسكو، من نتائج تداعيات الهجوم الأميركي المستجد في المنطقة، على الرغم من تأكيد مصادر رسمية بأن ليس هناك من رابط بين الزيارتين، لأن زيارة موسكو كانت مقررة قبل مجيء بومبيو، إلا انها اشارت إلى ان الانسجام بين الموقفين اللبناني والروسي، سواء من إسرائيل أو من «حزب الله» وإيران، وصولاً إلى الحل السياسي في سوريا وعودة النازحين السوريين لا يعني ان هناك اصطفافاً في محور ضد محور آخر في المنطقة، وان لبنان لا يريد عن توثيق علاقاته بموسكو سوى تعزيز هذه العلاقة للمصلحة اللبنانية وللافادة من النفوذ الروسي في المنطقة لمساعدته في إنهاء وجود النازحين على أرضه عبر المبادرة الروسية ومن خلال علاقته بالنظام السوري، فضلاً عن ان الزيارة مفيدة للبنان اقتصادياً، عبر مشاركة الشركات الروسية في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية. وفي هذا السياق، كشف الرئيس نبيه برّي عن دور أميركي جديد في ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة برعاية الأمم المتحدة، معتبراً هذا الدور أحد المفاعيل الإيجابية لزيارة بومبيو، وملخصه سقوط «مشروع خط هدف» الحدودي الذي رفضه لبنان لأنه يحرمه مساحات واسعة من البلوك النفطي رقم 9 لمصلحة الكيان الإسرائيلي. يُشار إلى ان وفداً نيابياً سيتوجه اليوم إلى واشنطن مؤلفاً من النائبين ياسين جابر وابراهيم كنعان ومستشار برّي علي حمدان، لاجراء حوار مع الإدارة الأميركية في خصوص موضوع العقوبات الأميركية، بالتزامن مع الاجتماعات السنوية التي يعقدها الصندوق والبنك الدوليان ووزارة الخزانة الأميركية.

أجندة الأسبوع

اما أجندة الأسبوع الطالع، بعيداً عن صراعات المنطقة، فستبدأ غداً الثلاثاء، باستئناف اللجنة الوزارية عملها لدراسة خطة الكهرباء في السراي الحكومي، تمهيداً لعرضها مجدداً على مجلس الوزراء الخميس المقبل، حيث ستكون أمامه ملفات اقتصادية حيوية أخرى، وبين موعدي الثلاثاء والخميس، ستكون هناك جلسة يوم الأربعاء للمجلس النيابي مخصصة للاسئلة والأجوبة، في سياق عمل المجلس لمراقبة أداء الحكومة الجديدة. وعشية اجتماع لجنة الكهرباء، أكّد وزير الخارجية جبران باسيل، في خلال جولة له على القرى المسيحية في قضاء المنية- الضنية، على ان «انهاء أزمة الكهرباء تحتاج إلى قرار ولا تحتاج إلى الكثير، لأن الخطة موجودة وكل شيء جاهز، مشيراً إلى ان علينا ان نتحضر لايام صعبة، لأن الاقتصاد سينهار إذا لم نصلح ملف الكهرباء وننهي العجز. ولفت إلى وجوب إعادة النظر بالموازنة، منتقداً من يلوم الدولة، ومن ثم يقول ليس هناك حكومة، داعياً الحكومة إلى ان تأخذ قرارات حازمة في ملفات الكهرباء والنفايات ومناقصة النفط الثانية، مشيرا إلى ان هذه القرارات مطلوبة كل أسبوع لحماية الصناعة والانتاج وتشجيع الاقتصاد، لأنه بغير هذه الطريقة لا نستطيع ان نكمل. وكان باسيل جال السبت في عدد من القرى والبلدات المسيحية في منطقة الشوف التي شهدت سقوط ضحايا أثناء احداث 16 آذار 1977 في أعقاب استشهاد كمال جنبلاط، وعصراً مثّل باسيل الرئيس عون في قدّاس «التوبة والغفران» الذي دعا إليه وزير شؤون المهجرين غسّان عطاالله، في كنيسة سيّدة التلة في دير القمر، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أكّد على أن المصالحة في الجبل تبقى اقوى وأهم وفوق كل اعتبار من أجل لبنان واحد موحد ومستقبل أفضل، في حين اعتبر باسيل ان الشهيد كمال جنبلاط هو شهيد كل اللبنانيين، وان الجريمة التي دفعت كانت بحق كل الوطن، مشيرا إلى ان العودة السياسية تحققت في الانتخابات الأخيرة، وان وحدة الجبل أساس لوحدة لبنان، لكن وحدتنا في الجبل لا تعني الانعزال والانغلاق عن الآخرين.. معتبرا ان لا مصالحة بلا معرفة الحقيقة، ولا ينبغي للمصالحة ان تهتز إذا اختلفنا في السياسة حول مواضيع مثل الفساد والكهرباء. وأشار إلى انه بدأ بتفاهمات لتعزيز الوحدة الوطنية مع حزب الله وتيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، آملاً ان يقوم بذلك مع الحزب الاشتراكي.

الحريري

ومن جهته، اعرب الرئيس سعد الحريري عن اعتقاده بأننا نسير على الطريق الصحيح، وقال خلال تفقده ملتقى السراي الابداعي الذي انطلقت أعماله في الأسبوع الماضي، لمجموعة من الشباب في الجامعات اللبنانية، «ان اهتمام الحكومة هو اجراء الإصلاحات في مختلف القطاعات، الا ان تحقيق هذا الهدف في لبنان ليس سهلاً، باعتبار ان جميع الأطراف لا يملكون أجندة واحدة لتحقيق ذلك، مشيرا إلى ان «الكباش الحاصل اليوم هو بين من يريد التغيير الذي نريده نحن، ومن لا يريده»، لافتاً إلى وجود مقاومة للتغيير، ولكن بمشيئة الله ومع الشباب وافكار الشباب وتطلعاتهم نستطيع تحقيق التغيير. وأعلن الحريري ان «مشروع سيدر سينطلق هذا العام، وستكون هناك مشاريع عديدة للشباب، سواء في البنى التحتية أو التكنولوجيا أو أي قطاع آخر، متوقعا ان يشهد هذا العام المزيد من الاستقرار في البلد وقدوم عدد أكبر من السياح، مبدياً تفاؤله في هذا الإطار.

مذكرة خليل

وبقيت المذكرة التي اصدرها وزير المال علي حسن خليل، بتعليق الانفاق وضبطه، والتي تضمنت إبلاغ جميع مراقبي عقد النفقات ضرورة وقف الحجز كلياً لمختلف أنواع الانفاق باستثناء الرواتب والأجور وتعويض النقل الموقت، اعتباراً من السبت ولحين إبلاغهم بتعليمات أخرى. ووصفت المذكرة بأنها خطوة وقائية في ظل صرف الأموال، ومن قاعدة الاثني عشرية، وذلك اما لعدم وجود أموال كافية، أو تحسباً من تكرار الصرف كما حصل في عهد حكومات سابقة.

بومبيو يعطي بيروت الفرصة الأخيرة للابتعاد عن طهران!

هيل وساترفيلد يعتقدان أن لبنان يستحق محاولة تحييده عن المواجهة

الكاتب:واشنطن - من حسين عبدالحسين .. الراي...لا يبدو ان اللبنانيين يدركون فداحة الموقف... وقدموا مواقف عجيبة

لم تكن جولة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى الشرق الاوسط متجانسة، فهو زار الكويت لتمتين الشراكة الاميركية معها. وزار إسرائيل لتعزيز فرص اعادة انتخاب رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لولاية جديدة في التاسع من أبريل المقبل. وزار لبنان لتحذير المسؤولين فيه ان السياسة الاميركية المقبلة ستختلف جذرياً عن الماضية. والجولة ايضاً كانت جزءاً من استعداد بومبيو نفسه للترشح للرئاسة في العام 2024، وتعزيز سيرته الذاتية كعسكري ورئيس استخبارات سابق، وعضو كونغرس، ووزير خارجية. أهمية لبنان الاستراتيجية كانت تراجعت كثيرا منذ رعت وزيرة الخارجية الجمهورية السابقة كوندوليزا رايس «اتفاق الدوحة» في العام 2008، والتي أعطت ايران و«حزب الله» الكلمة العليا في بيروت. وكرس الديموقراطيون، بقيادة وزير الخارجية السابق جون كيري، رؤية اميركا ان لبنان هو من حصة ايران، وراحت واشنطن تنسّق مع «حزب الله» بشكل غير مباشر عبر قناتين: الاجهزة الامنية اللبنانية، والبريد الالكتروني الشخصي المتبادل بين كيري ونظيره الايراني جواد ظريف. وساهم التنسيق الاميركي - الايراني في تخفيف الازمات في لبنان، ومنع تدهور الامور مع اسرائيل، بما في ذلك احتواء ردة فعل الحزب على قتل اسرائيل جهاد مغنية في الجولان السوري، في يناير 2015، وما نجم عن ذلك من عملية قام بها الحزب اللبناني، وادت الى مقتل جنديين اسرائيليين، من دون رد اسرائيلي يذكر. وكان ذلك على غير عادة... هذا كان في الماضي. أما الرئيس دونالد ترامب، فهو تبنّى سياسة مغايرة تماماً تجاه إيران وحلفائها، وهي سياسة مواجهة، ليست بالضرورة عسكرية، وانما ديبلوماسية وسياسية واقتصادية، الهدف منها كسر الجمهورية الاسلامية اقتصادياً ومالياً، ما يعود سلباً على حلفائها في المنطقة. ولأن لبنان كان محسوباً سلفاً في المحور الايراني، فهو كان في «عين العاصفة». لكن ديبلوماسيين أميركيين مخضرمين لا يزالان يعتقدان ان لبنان يستحق محاولة تحييده عن المواجهة الاميركية - الايرانية. الديبلوماسيان هما ديفيد هيل، وكيل وزير الخارجية، وديفيد ساترفيلد، مساعد الوزير لشؤون الشرق الادنى بالوكالة. وسبق للرجلين ان عملا في مناصب ديبلوماسية مختلفة في السفارة الاميركية في لبنان، ومنها منصب سفير، ويتمتع كل منهما بعلاقات متينة وصداقات مع السياسيين اللبنانيين يعود عمرها الى عقود. ويعزو العارفون في العاصمة الاميركية توصل اللبنانيين الى تسوية قضت بانتخاب ميشال عون رئيسا وعودة سعد الحريري رئيسا للحكومة إلى جهود هيل. في الدوائر المحيطة بترامب، مجموعة من الصقور تسعى، منذ زمن، لاعتبار لبنان جزء مما يسمونه «دولة حزب الله». هذا التصنيف يعني، حسب هؤلاء، انه في حال اندلاع حرب بين اسرائيل والحزب يوماً، فان على الاسرائيليين ضرب كل الاهداف في لبنان، بما فيها العائدة للدولة، على غرار ما فعلوا في حرب العام 2006. في خضم التصعيد الاميركي غير المسبوق في وجه الايرانيين، كان لا بد من معاملة لبنان على انه ملحقا بايران، لكن «الديفيدين»، هيل وساترفيلد، مارسا نفوذيهما لاقناع بومبيو بضرورة اعطاء لبنان فرصة، وكانت زيارة المسؤول الاميركي الى بيروت، حيث اوضح للمسؤولين الجدية الاميركية في مواجهة ايران، ومغبة ان يساعد اللبنانيون، إيران في تفادي أي من العقوبات. لم يطلب بومبيو من اللبنانيين، حسب المصادر الاميركية، ملاحقة «حزب الله» او الانخراط في مواجهة مسلحة معه، بل طلب تحييد دولة لبنان عن الحزب، على جاري العادة في السنوات الماضية، بما في ذلك من مصلحة للبنان. ماذا سمع بومبيو من اللبنانيين؟ تقول المصادر في واشنطن ان الوفد الاميركي عاد بخيبة امل... «لا يبدو ان المسؤولين اللبنانيين يدركون فداحة الموقف، وهم قدموا مواقف عجيبة، منها ان حزب الله جزء من الدولة، وانه منتخب وممثل في البرلمان والحكومة». بكلام آخر، أبدى اللبنانيون تنصلاً من أي مسؤولية في ابقاء الدولة بعيدة عن الحزب، وهو ما يعني ان العقوبات الاميركية ستطول قطاعات في الدولة اللبنانية، التي يعاني اقتصادها اصلاً بسبب أوضاع المنطقة، وانفضاض اصدقاء بيروت الخليجيين عنها، للسبب نفسه، أي «حزب الله». ربما تراهن بيروت، كما طهران، على الصمود اقتصادياً، وان في ظروف صعبة، حتى انقضاء رئاسة ترامب، لكنها رئاسة ستستمر عامين على الأقل، وقد تستمر ستة. كما ان اللبنانيين والايرانيين لا يدركون ان مواجهة إيران تتمتع باجماع الحزبين في الكونغرس، وان وصول رئيس ديموقراطي الى البيت الابيض لن يكون بالضرورة صديقاً للايرانيين، مثل الرئيس السابق باراك أوباما.

عون في موسكو اليوم... نازحون ونفط ولا اتفاقات عسكرية ووزير الدفاع ليس في عداد الوفد المرافق

بيروت: «الشرق الأوسط»... يبدأ الرئيس اللبناني ميشال عون زيارة رسمية اليوم إلى روسيا تلبية لدعوة نظيره فلاديمير بوتين الذي سيلتقيه غدا وفق ما سبق أن أعلنت الرئاسة اللبنانية. وقالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» بأن وزير الدفاع اللبناني إلياس أبو صعب لن يكون في عداد الوفد، مستبعدة حصول أي اتفاقات ذات طابع عسكري بين البلدين، تجنبا لإحراج لبنان الذي يعتمد جيشه على المعونة العسكرية الأميركية. وأمل البطريرك الماروني بشارة الراعي أن يلقى موضوع النازحين السوريين نجاحا في زيارة الرئيس إلى موسكو، قائلا في قداس احتفالي في يوم المختار، أمس: «نرافق بالصلاة فخامة رئيس الجمهورية في زيارته الرسمية إلى روسيا ونأمل في أن يلقى نجاحا موضوع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، لخيرهم الشخصي وخير وطنهم، ولخير لبنان الذي لم يعد قادرا على حمل العبء الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الثقيل، ولا على مواجهة الأخطار السياسية والديموغرافية والأمنية الناشئة». وسبق لعون أن أكد في حديث لوسائل إعلام روسية نهاية الأسبوع الماضي، أن «العلاقات مع موسكو تاريخية ونسعى لتطويرها على مختلف الأصعدة»، معتبرا أن المجتمع الدولي يسعى لأخذ النازح رهينة ليقبض ثمنه في الحل السياسي ولفت إلى أن العلاقات مع سوريا «مطبعة» ولبنان يريد المشاركة في إعادة إعمارها. وقال «إن لبنان يأخذ علما بالشروط الدولية لكنه سيتصرف وفق ما تمليه عليه مصلحته العليا». وفيما لفت إلى أنه ليس هناك من مانع لبحث موضوع الخلاف اللبناني - الإسرائيلي حول الحدود البحرية وملفي النفط والغاز مع الرئيس بوتين، رد على سؤال حول الهواجس اللبنانية من قبول الهبات العسكرية الروسية، بالقول إن «الأسلحة التي بحوزة القوى العسكرية اللبنانية تختلف عن الأسلحة الروسية حاليا ولبنان يقوم باستقدام التجهيزات من الولايات المتحدة الأميركية، فيما استعمال الأسلحة الروسية يتطلب تغيير نظام الأسلحة المستخدم، وفي المستقبل لا نعلم كيف يتطور الوضع». وعما إذا كانت اتفاقية التعاون اللبناني مع شركة «روسنفت» تعد بداية لتعاون أوسع بين البلدين، قال الرئيس عون بأن التعاون مع روسيا بدأ قبل ذلك، فهناك كونسورسيوم إيطالي فرنسي روسي، ونوفاك من ضمنه، وقد حاز بالتزام التنقيب عن النفط وسيبدأ العمل في العام الجاري.

بومبيو توعّد حلفاء «حزب الله» بعقوبات ..وزراء ونواب لبنانيون: أكد أن الهدف تجفيف موارد التنظيم وإيران

الشرق الاوسط... بيروت: محمد شقير.. نقل نواب ووزراء التقوا وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو في بيروت، عنه قوله إن تضييق الحصار المالي والاقتصادي على إيران و«حزب الله» أمر ضروري لوقف تدخّلهما في زعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة، وأنه شدد على أن العقوبات لن تتوقف عند حدود معينة، بل ستزداد تدريجياً لتجفيف الموارد المالية لإيران و«حزب الله». وأكد هؤلاء لـ«الشرق الأوسط» أن الموقف الأميركي من العقوبات على «حزب الله» وإيران بتهمة زعزعتهما للاستقرار في لبنان والمنطقة لم يكن موضع نقاش من وجهة نظره بمقدار ما أن مهمته بقيت محصورة بإبلاغ من التقاهم في بيروت بمضمون الموقف الذي يعبّر عنه باستمرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب. ورأى بومبيو أن إيران من خلال تدخّلها إلى جانب أذرعها في لبنان والمنطقة تمارس شتى أنواع الإرهاب، بحسب ما نقل عنه النواب والوزراء الذين التقاهم. ولمح الوزير الأميركي إلى أن بلاده تحرص على حماية الاقتصاد في لبنان وتعمل على تحييده عن الأضرار التي ستلحق بالذين ستُدرج أسماؤهم على لائحة العقوبات. كما أكد دعم بلاده لمؤتمر «سيدر» لمساعدة لبنان للنهوض من أزمته الاقتصادية، إضافة إلى أنها تحث المستثمرين الأميركيين على الاستثمار فيه. ولاحظت مصادر مواكبة للمحادثات التي أجراها بومبيو مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن ما صدر عنهما في المؤتمر الصحافي المشترك كانا أعداه سلفاً، وأكدت أنهما أجريا نقاشاً جدّياً من موقع الاختلاف، خصوصاً بالنسبة إلى ما حمله الأول لجهة تشدّده في العقوبات على إيران و«حزب الله».

 



السابق

مصر وإفريقيا..القمة الثلاثية بحثت التعاون الإستراتيجي والاقتصادي بين زعماء مصر والعراق والأردن...إجراءات تعديل الدستور في مصر تقترب من مرحلة الاستفتاء..تضارب في موقف الحزب الحاكم من «خارطة طريق» بوتفليقة...مظاهرات في الخرطوم ومدن أخرى في «موكب العمال»..إصابات في مسيرة احتجاجية بالمغرب رفضاً لإلغاء مجانية التعليم.."إيلاف المغرب" تجول في الصحف المغربية اليومية الصادرة الاثنين...

التالي

أخبار وتقارير...رصد طائرة روسية في مطار فنزويلا وسط تقارير عن وصول جنود روس....زوجة غوايدو لمادورو: كفى بالفعل..البيت الأبيض: تقرير مولر يبرئ ترامب..مقتل 13 من أسرة واحدة في غارة جوية بإقليم قندوز...شي يبحث الاقتصاد الرقمي في موناكو قبل زيارته الرسمية إلى فرنسا..«برلمان ألماني ـ فرنسي مصغر» يلتئم الاثنين للمرة الأولى...صربيا تحيي الذكرى العشرين لغارات "الأطلسي"..فرنسا: أحكام على ألفين من محتجي "السترات الصفر"...


أخبار متعلّقة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,056,744

عدد الزوار: 6,932,562

المتواجدون الآن: 79