لبنان...الجمهورية....لاءات باسيل توتّر المشهد.. والحريري يتهمه بـ"الإنقلاب".. و"القوات" "ترفض التهويل".....اللواء...باسيل يتراجع والتهدئة تلجم التصعيد حول النازحين.. وبعبدا تنفي معلومات عن صحة الرئيس....إيران توجّه بـ «صواريخ حزب الله» رسالةً إلى زيارة بومبيو لبيروت......باسيل: الحديث عن الرئاسة أذى لـ "لتيار" وللرئيس وللبلد...مسيرة حاشدة لـ"جنسيتي كرامتي"..«ضغوط» الجيش اللبناني تحرّر مقرباً من ماهر الأسد..رغبة باسيل باحتكار حصة المسيحيين تؤخر التعيينات..قلق أوروبي من تباين المواقف حول أزمة النزوح في لبنان..

تاريخ الإضافة الإثنين 18 آذار 2019 - 5:11 ص    عدد الزيارات 2465    القسم محلية

        


الجمهورية....لاءات باسيل توتّر المشهد.. والحريري يتهمه بـ"الإنقلاب".. و"القوات" "ترفض التهويل"..

على وقع التحضير للمحادثات المُنتظرة الجمعة المقبل مع وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الآتي الى لبنان ضمن جولة على المنطقة، إضطرب الوضع الحكومي والسياسي بفعل سجال مفاجىء بين رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار "المستقبل" من جهة، والوزير جبران باسيل و"التيار الوطني الحر" من جهة ثانية، في الوقت الذي يواصل "حزب الله" معركته لمكافحة الفساد محضّراً لخطوات في شأن ملفات جديدة سيضعها في تصرّف القضاء. وقد اعاد السجال بين الحريري وباسيل البلاد بالذاكرة الى مطلع العام 2011 حيث أُسقطت حكومة الحريري يومها بـ"ضربة" الثلث المعطّل بتدبير باسيل، الذي جمع وزراء "التيار" وحلفائه في الرابية وأعلنوا استقالاتهم. توقفت الاوساط السياسية في عطلة الاسبوع عند خلفيات اللاءات الثلاث التي كان باسيل اطلقها مساء الخميس بالتزامن مع انعقاد مؤتمر بروكسل للنازحين الذي غاب عنه، حيث قال: "إما عودة النازحين او لا حكومة، او طرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء او لا حكومة، وإما صفر عجز كهرباء أو الحكومة صفر ولا حكومة". ورأى بعض هذه الاوساط في هذه اللاءات ما يعكس أزمة صامتة بين الحريري وباسيل، ووجدت فيها "تلويحاً باسيلياً" بإسقاط الحكومة باستقالة "الثلث المعطل"، لكنها تساءلت هل انّ باسيل يملك هذا الثلث ليلوّح به؟ وإذا توافر له، هل انّ حلفاءه يوافقونه خطوة كهذه فيما اداؤهم حالياً يؤكّد تمسّكهم بالحكومة وعلى رأسهم "حزب الله"، الذي يتصدّر معركة مكافحة الفساد؟ ...وقد تابع باسيل أمس، مسلسل مواقفه ولاءاته خلال المؤتمر العام السنوي لـ"التيار"، فدافع عن نفسه ضد التهمة الموجّهة اليه بأنّه يستعجل الخطى قبل اوانها لخوض معركة انتخابات رئاسة الجمهورية، فقال: "إنّ الحديث عن الرئاسة هو أذى لي وللتيار والرئيس والبلد، وهذا الحديث ممنوع ان يُفتح معي لا من قريب ولا من بعيد، ومن يفتحه يكون يريد الأذى". وأكّد أن "أهداف التيار في السنة المقبلة هي النازحون والفساد والاقتصاد، واذا كان هناك من يراهن على انّ من الممكن ان نتخلّى ونساوم على البلد والمبادئ من اجل شيء آخر فيكون لا يفهمنا، لأنني أنا من قلت إنّ البلد اكبر من الرئيس، والرئيس في خدمة البلد وليس البلد في خدمة الرئيس، وأنا أعرف انّ التيار لا يحيد عن وضع مصلحة البلد فوق اي مصلحة اخرى".

طرح تحفيزي

وقالت مصادر بارزة في "التيار الوطني الحر" لـ"الجمهورية"، ان "ليس هناك لدى "التيار" قرار بفتح معركة سياسية مع "المستقبل" ولا نريد أن ننزلق إلى سجال معه، لكن في الوقت نفسه لسنا في وارد أن نتخلّى عن ثوابتنا واقتناعاتنا". واشارت إلى "أنّ التلويح باحتمال تغيير الحكومة هو طرح تحفيزي بالدرجة الأولى من أجل تجنّب فشلها". وأضافت المصادر: "نحن نعرف أنه لم يمض على تشكيل الحكومة سوى فترة قصيرة، إلا أننا وجدنا انّ المؤشرات الأولية المتعلقة بنمط مقاربتها لبعض الملفات ليست مشجعة، ولذا كان لا بدّ من رفع الصوت لتصويب مسارها من دون أن يعني ذلك اننا نريد افتعال أزمة سياسية".

إنقلاب على البيان

وردّت مصادر قريبة من الحريري على باسيل فقالت لـ"الجمهورية"، انّ رئيس الحكومة "ليست لديه نيّة للتصعيد وهو أصلاً لم يكن مبادراً اليه، خصوصاً انّه حريص على نجاح الحكومة التي يترأسها، لكنه في المقابل لن يسكت على تشويه الحقائق والتجنّي السياسي". وأشارت الى "انّ كلام باسيل التهويلي مستغرب وبعيد كل البعد من الواقعية"، معتبرة انّه "يندرج في إطار اعتماد الشعبوية وخوض معركة دونكيشوتية ليس إلّا، ومستهجنة استسهاله التلويح بإسقاط الحكومة ما لم تتم الاستجابة لما يطرحه". ونبّهت المصادر الى انّ الخفّة في اتخاذ بعض القرارات وعدم تقدير عواقبها قد يؤديان الى سقوط الهيكل على رؤوس الجميع من دون استثناء، وتفتته الى "مئة شقفة". وتساءلت: "ما المطلوب من الحريري ان يفعله اكثر مما فعل حتى الآن؟ إذا كانوا يريدون التواصل مع النظام السوري لإعادة النازحين، فإنّ هذا التواصل قائم عبر رئيس الجمهورية وبعض الوزراء والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ثم انّ الحريري كان حريصاً في كلمته امام مؤتمر بروكسل على الالتزام الحرفي، نصاً وروحاً، بما تمّ التوافق عليه في البيان الوزاري حول العودة الآمنة للنازحين، في حين انّ ما صدر عن باسيل هو انقلاب على هذا البيان". واستغربت المصادر اعتبار باسيل انّ مؤتمر بروكسل يهدف الى إبقاء النازحين في اماكن وجودهم، وتساءلت: "إذا كانت نيّات المؤتمر خبيثة، فلماذا أوفد وزير الخارجية مندوباً اليه، ولماذا اعترض وزير النازحين صالح الغريب ومن معه على عدم دعوته؟".

موقف "القوات"

من جهتها، مصادر "القوات اللبنانية" قالت لـ"الجمهورية": إنّ "الأولوية في هذه المرحلة وكل مرحلة يجب أن تكون للإنتظام المؤسساتي ولا يجب إطلاقاً العودة إلى منطق إستخدام المؤسسات بغية تحقيق غايات وأهداف شخصية، وفي حال لم تتحقق هذه الغايات، الذهاب في اتجاه تعطيل النظام والمؤسسات الدستورية"، مشيرة إلى "أنّ ما شهدناه في مراحل سابقة من فراغ ومحاولة توظيف هذا الفراغ لتحقيق أهداف سياسية أثّر على البلد إقتصادياً وسياسياً وكانت نتائجه كارثية، لذلك لا يجب إطلاقاً العودة إلى هذا المنطق الإبتزازي لإبتزاز المؤسسات وقوى سياسية أخرى لمآرب حزبية وشخصية لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية". وأكّدت هذه المصادر أنّ "ما نشهده في هذه المرحلة من محاولة الإستئثار بالتعيينات، وأنه سيُصار إلى التهويل بتعطيل الحكومة في حال عدم القدرة على تحقيق هذا الهدف الإستئثاري، هو أمر مرفوض ودليل على أنّ هذا الطرف لا يريد فعلاً للحكومة أن تنطلق ولا للمسار المؤسساتي أن يسير في الإتجاه الصحيح، ولا للدولة أن تنتظم تحت سقف الدستور والقوانين المرعية والشفافية المطلوبة، بل انّ كل ما يريده هو تحقيق مصالح خاصة بعيدة من المسار الإصلاحي المطلوب". وشدّدت هذه المصادر على أنّ "أي طرف لا يُمكنه الإستئثار بالتعيينات. والمؤسف أنه سيصل إلى حد تعطيل الحكومة إذا لم يصل إلى هدفه الإستئثاري". وأوضحت المصادر موقف "القوات" من التعيينات، وهو "أن تتمّ وفق آلية تعكس الهدف المنشود في هذه المرحلة ومستقبلاً، وأن تكون هذه الآلية دستورية وقانونية تراعي الكفاية والجدارة بعيداً من المنطق الإستزلامي، حيث يشعر كل مواطن أنّ لديه فرصة في حال كان يتمتع بالكفاية والجدارة، وأن نستطيع من خلال آلية من هذا النوع إصلاح الإدارة عبر وصول الرجل المناسب إلى المكان المناسب". واعتبرت أنّ "من غير المسموح التهويل وفتح ملفات خلافية يميناً ويساراً سواء في موضوع النازحين وحرفه عن مساره الطبيعي أو في موضوع التطبيع بغية إمرار مشاريع وأجندات خاصة". وقالت: "هذا البعض إذا كان يعتقد أنّ هذا الأسلوب التهويلي والتهديدي والتفجيري للحكومة سيؤدي إلى رضوخ القوى السياسية للمسار الذي يسلكه فهو مخطئ. لا يُمكن هذه الحكومة أن تعكس رغبات هذا الطرف أو ذاك، بل ستعكس رغبات البلد ومصلحة الناس"، متمنية على "هذا الطرف أو ذاك أن يقلع عن هذا الأسلوب الإبتزازي برفع السقف وبالتهديد بالإطاحة بالحكومة وبالتهويل بملفات خلافية بغية إمرار ملفات خاصة"، ومؤكّدة أنّ "هذه الملفات لن تمرّ وما سيمرّ في الحكومة هو المُتوافق عليه وتحت سقف الدستور والقوانين المرعية".

مجلس الوزراء

الى ذلك، قالت مصادر وزارية مطلعة لـ "الجمهورية"، انّ جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة بات جاهزاً في انتظار عودة الحريري من باريس لتحديد موعدها. واستغربت المصادر الحديث المتنامي والمبكر عن احتمالات وقوع أزمة وزارية ضمن الحكومة وهي في بداية مهماتها. وقالت لـ"الجمهورية" إنّ "اتفاقاً تمّ التوصل اليه بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عشية سفر الأخير الى بروكسل على ضرورة تجنيب الحكومة هذه الخضات التي تُعتبر في غير مصلحة الجميع، وخصوصاً في حجم الرهانات التي بناها رئيس الجمهورية على اولى حكومات العهد التي تلت الفراغ الحكومي على مدى تسعة أشهر ونصف شهر امضاها البلد من اجل تشكيلها". وأضافت المصادر، "انّ كل ما جرى لا يمكنه هز الحكومة في هذه المرحلة التي تعدّدت فيها الإستحقاقات، وعليها مواجهتها على مختلف المستويات ولا سيما منها تلك المتصلة بأزمة النازحين وكلفتها على لبنان واللبنانيين جميعاً بلا استثناء". وتوقعت المصادر إنعقاد جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع عشية وصول وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، حيث تنشغل المراجع المعنية بتحضير ملفاتها لهذه الزيارة، محذّرة من أنّ اي اشكال حكومي ستكون له تداعيات كبيرة على هذه الزيارة وما هو مطروح من قضايا تعني جميع اللبنانيين ومصالحهم الحيوية.

اللقاء الماروني

من جهة ثانية، وبعد مرور شهرين على "اللقاء الماروني" المُوسّع الذي شهدته بكركي في كانون الثاني الماضي، وبلوغ عمرُ لجنة المتابعة المُنبثقة منه شهرين، عقدت خلالهما إجتماعها الأول، من المُرتقب أن تعقد اللجنة إجتماعها الثاني خلال الأيام العشرة المقبلة. وتسعى بكركي إلى الوصول إلى موقف موحّد داخل اللجنة التي تضمّ 7 نواب يمثلون الأحزاب والشخصيات المسيحية، وبالتالي توحيد الموقف المسيحي حول مواضيع وطنية مُلحّة تمهيداً لتوحيد الموقف الوطني حولها، وذلك في سبيل إنقاذ لبنان ومصلحة اللبنانيين بكل طوائفهم وإنتماءاتهم. ومن أبرز هذه المواضيع قضية النازحين السوريين وضرورة عودتهم إلى بلادهم. ودار الحديث عن هذا الموضوع في اجتماع اللجنة الأول وسيتوسّع النقاش فيه أكثر في الإجتماع المُقبل.

اللواء...باسيل يتراجع والتهدئة تلجم التصعيد حول النازحين..

الحريري يعود ليلاً ومجلس الوزراء الخميس .. وبعبدا تنفي معلومات عن صحة الرئيس..

مع بداية أسبوع الاستحقاقات في جملة من الملفات الداخلية (جلسة مجلس الوزراء) والإقليمية (آلية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم) والدولية (مجيء ناظر الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى بيروت)، تراجعت لهجة «التوتر» التي طغت على الساحة السياسية، قبيل مؤتمر بروكسل، والتي بدأها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وجنح إلى الخروج منها في خطابه أمس امام مؤتمر للتيار الوطني الحر، المح فيه ان خطابه السابق اسيء فهمه، فهو يريد مصلحة الرئيس، التيار والبلد، في ثلاثية جديدة، في الاحتفال بما وصفه «اليوبيل اللؤلؤي» لتيار الوطني الحر 30 عاماً على حركة «النضال العوني في 14 آذار 1989». في حين تولت اتصالات التهدئة، لجم التصعيد حول النازحين السوريين، بانتظار عقد جلسة لمجلس الوزراء، يجري الاعداد لجدول أعمالها، ويرجح ان تعقد الخميس، في وقت سارع اعلام بعبدا إلى نفي معلومات وردت في تغريدة على «التويتر» للاعلامي عباس ناصر، تضمنت ان «صحة الرئيس ليست جيدة». فقد غرد مدير مكتب الإعلام في قصر بعبدا رفيق شلالا ان «صحة رئيس الجمهورية جيدة جداً والحمد لله». ورد ناصر على شلالا: لا اتحدث انطلاقاً من اجتهادات أو إشاعات، افحصوا الإجراءات البروتوكولية الروسية لزيارة فخامته. وهناك الخبر اليقين. بكل الأحوال لا أتمنى لفخامته الا كل خير. وسأكون مسروراً جداً لو ان هذه المعلومات ليست دقيقة، مع العلم انّ مصادرها موثوقة بها». وأعلنت رئيسة الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز أنّ «الرئيس عون بصحة جيدة»، قائلة في حديث لبرنامج «وهلق شو» عبر قناة «الجديد»: «رافقنا الرئيس عون على الغداء اليوم وكل الأمور طبيعية». بدوره أكّد النائب آلان عون للبرنامج نفسه ان «صحة الرئيس عون بخير، وربما حصل التباس لكون من دخل إلى المستشفى هي شقيقة الرئيس عون».

تفاهمات تسبق الاستحقاقات

وتريثت مصادر سياسية مطلعة، في التكهن بتوقعات الأسبوع الطالع، وانتظرت النشاط اليوم بعد عودة الرئيس سعد الحريري من باريس ليلا إلى بيروت بحسب ما أوضح مكتبه الإعلامي، وبالتالي التفاهم مع الرئيس ميشال عون، سواء في ما خص حركة الاتصالات لرأب الصدع الذي خلفته حرب السجالات بين «التيار الوطني الحر» و«المستقبل»، والتي تردّد انها بدأت خلف الكواليس، أو بما يفترض ان يتم من تأمين مناخات هادئة يجب ان تسبق مجلس الوزراء المقرّر مبدئياً الخميس المقبل، من خلال التحضير لجدول أعمال خال من ملفات خلافية، وإلا فإن انعقاد الجلسة في ظل المناخات السائدة سيعرض الحكومة للسقوط، وهو ما لا يريده أحد، إلا إذا كان هناك من يريد قلب الطاولة على الجميع بحسب ما ألمح الوزير السابق رائد خوري، في سياق حديثه عن امتعاض «التيار الحر» من أداء رئيس الحكومة إزاء ملف النازحين والفساد. يضاف إلى ذلك، ان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو سيزور بيروت يومي الجمعة والسبت (22 و23 الجاري)، وليس من اللائق ان يظهر المسؤولون اللبنانيون تبايناتهم الداخلية إزاء القضايا التي سيطرحها الوزير الأميركي بما يضعف الموقف اللباني، بما يحتم عليهم، أقله، تنسيق مواقفهم، سواء بما يتعلق بحزب الله وإيران وبالصراعات الحاصلة في المنطقة والعالم، أو بما يتعلق بالصراع مع إسرائيل في البر والبحر وبالثروة النفطية.

باسيل لا يريد الوزارة

وفيما حرصت مصادر «التيار الحر» على التوضيح بأنه لا يريد إسقاط التسوية ولا الحكومة، ولا رفع السقف، وإنما الحث على انتاجية أكبر في مجلس الوزراء، لوحظ ان رئيس التيار الوزير جبران باسيل، تجنّب التطرق إلى خلافه مع الرئيس الحريري، في الكلمة التي ألقاها أمس، خلال المؤتمر العام السنوي الذي نظمه التيار في مجمع «نيوبيال» في فرن الشباك، مكتفياً بالحديث عن أهداف المؤتمر وبرنامجه وانجازاته في العام 2018، محدداً أهداف التيار في السنة المقبلة بثلاثة أمور هي: النازحون والفساد والاقتصاد، الا انه أعلن انه لم يكن يريد ان يشغل موقع الوزارة، وإنما أُجبر على ذلك من أجل التيار والرئيس والبلد، آملاً في ان يتمكن بالخروج من الوزارة في أوّل فرصة من أجل نفسه ومصلحته، لافتاً إلى ان «لا هم لديه سوى التيار والرئيس والبلد، وليس لديه أي مشروع ثان لا شخصي ولا عام»، معتبراً بأن الحديث عن الرئاسة هو أذى له وللتيار وللرئيس والبلد، مؤكداً بأن هذا الحديث ممنوع فتحه معه لا من قريب ولا من بعيد، ومن يفتحه يريد الأذى له وللرئيس وللتيار والبلد». وفي إشارة إلى ما يتردد في الكواليس من صفقات في التعيينات وتوزيع الحصص على المناصرين والمحاسيب، قال الوزير باسيل: «ان خدمة النّاس واجب، لكن التيار ليس مكتب خدمات وليس موزع حصص على المحاسيب، فالخدمة يجب ان تكون محقة لصاحبها، ولن نسمح بأن نصبح تيّار خدمات تطالنا لوثة الخدمات الانتخابية على حساب القوانين والإصلاح، ولن نسمح بتسلل فيروس الفساد إلى جسم التيار، واذا حصل هذا الشيء سنقضي عليه استئصالاً، ولن نتستر على أي مرتكب باسم الصداقة، أو باسم الانتماء السياسي». وذكرت معلومات ان باسيل أوعز إلى نواب «تكتل لبنان القوي» عدم الانجرار للرد على نواب كتلة «المستقبل»، وانه أبلغ نوابه بالاكتفاء بالقول انه قصد الجميع في خطابه في ذكرى 14 آذار، بمن فيهم رئيس الجمهورية والتيار.

.. و«المستقبل» يكتفي بمقدمته

في المقابل، بدا تيّار «المستقبل» انه اكتفى برده العنيف على باسيل في مقدمة نشرة اخبار تلفزيون «المستقبل» مساء الخميس، وردد نوابه ما قالته المقدمة من ان باسيل يحاول تقديم أوراق اعتماد لحزب الله والنظام السوري، في ما خص ملف النازحين، لكن مقدمة نشرته الإخبارية مساء أمس، شدّدت على ضرورة الابتعاد عن الشعارات الفارغة والانخراط في ورش العمل. وقالت «ان المطلوب هو الابتعاد عن السقوف العالية والذهاب نحو الانتاجية، ومكافحة الفساد بالافعال وليس بالاقوال، عبر السماح بتطبيق القوانين وعدم التدخل في شؤون القضاء». ولوحظ ان اعلام «المستقبل» اضاء على ردّ مصادر كتلة «المستقبل» عبر موقع «ليبانون ديبايت» على مصادر «تكتل لبنان القوي»، مستغربة «كيف ان من عطل تشكيل الحكومة طوال 9 أشهر بات حريصاً اليوم على السؤال عن انجازاتها بعد 3 أسابيع من انطلاقتها». وسألت: «كيف ينوي من لم يستعد معتقلاً لبنانياً واحداً من سجون النظام السوري خلال 12 عاماً ان يُعيد مليون ونصف مليون نازح إلى سوريا، علماً ان لا أحد يمنعه عن القيام بذلك». كذلك اضاء على تأكيد الرئيس نجيب ميقاتي عبر «تويتر» بأن «الصلاحيات الدستورية واضحة، وكل محاولات النيل منها تدخل في إطار تسجيل البطولات الوهمية»، لافتاً «الىان حروب المصادر والسجالات الإعلامية تنعكس سلباً على لبنان كلّه بدون فائدة»، مشددا «على ان طاولة مجلس الوزراء هي الإطار الوحيد لمعالجة الملفات كافة». وفي السياق، اعتبر الوزير السابق اللواء اشرف ريفي ان ما قاله باسيل عن تطيير الحكومة يعكس نيته لافراع الدستور من محتواه وتعديله بالممارسة. وقال: «هذا أمر مرفوض ويتجاوز صلاحيات وزير أو فريق ممثّل في الحكومة، ولا يستشف منه الا سلوك الاستقواء بالسلاح للإطاحة باتفاق الطائف والاستمرار بنهج الفساد والمحاصصة». تجدر الإشارة إلى ان المرشحة عن تيّار «المستقبل» للانتخابات الفرعية في طرابلس ديمة جمالي زارت اللواء ريفي أمس، شاكرة دعمه لها، وقالت: «نحو اقوى بهذه التحالفات، وان المعركة مستمرة ويجب عدم التهاون بها»، فيما دعا ريفي الطرابلسيين لإسقاط خيار قوى 8 آذار، لأن طرابلس لن تكون مرتعاً لحزب الله».

خلاف على النازحين والتعيينات

إلى ذلك، اشارت معطيات إلى ان تصاعد الخلاف بين الحريري وباسيل الذي ظهر بوضوح في لقاء «بيت الوسط» عشية مؤتمر بروكسل-3، لا يتعلق بملف النازحين السوريين ولا بملف «سيدر»، وإنما بأمرين اثنين: الأوّل التعيينات الإدارية وسعي باسيل إلى الاستئثار بالحصة المسيحية يسبب احراجاً للحريري، اما الثاني فسعى باسيل إلى إقرار خطة كهرباء، ترتكز على البواخر، وهذا الأمر لم يعد الرئيس الحريري متحمساً للسير به. لكن مصادر رسمية ما تزال على اعتقادها بأن جوهر الخلاف كان حول ملف النازحين، وانه بات من المفروض التفاهم على سياسة رسمية واحدة وواضحة لمعالجة الملف، وإلا سيبقى الخلاف قائماً بين مكونات الحكومة، وسيبقى السجال محتدماً بين وجهتي نظر، ما يُشكّل لغماً يُهدّد كل الوضع القائم. وتقول هذه المصادر ان ورقة العمل التي يعمل عليها وزير شؤون النازحين صالح الغريب، والتي ترفضها بعض القوى السياسية سلفاً، إذا ما اشتم منها محاولة تطبيع مع النظام السوري، قد تشكّل ارضية ومنطلقاً للحوار والتفاهم على مقاربة واحدة، ولو جرى تعديل بعض افكارها ومقترحاتها بما يتناسب ومصلح لبنان أولاً.

جنبلاط في ذكرى والده

في موضوع العلاقة مع سوريا، كانت لافتة للانتباه كلمة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في ذكرى استشهاد والده كمال جنبلاط، عندما أشار إلى ان السوريين لم يخرجوا نهائياً من لبنان، في سياق استشهاده بأحد رفاق كمال جنبلاط القيادي محسن إبراهيم الذي لم يتمكن من المشاركة في الاحتفال، حينما قال له: انهم (أي السوريون) دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري». وتابع: بصبر ومرونة، نحن وجميع الوطنيين والعروبيين من أجل استقلال هذا البلد وسيادته، ولتثبيت عروبة هذا البلد كما ورد في الطائف، سنستمر، ونعلم بأن الصعاب جمة والمشكلات كبيرة، لكن خطنا واضح والأهداف، وبإذن الله في يوم ما سننتصر». ولاحقاً، غرد جنبلاط على صفحته على «تويتر» قائلاً: «أهم شيء في الحياة النظرة إلى الامام، ايا كانت الصعاب وطي صفحات الماضي المؤلمة»، لافتا إلى ان هناك بلادا متعددة عرفت حروباً أهلية والطريق الأوحد في الخروج من رواسبها هو في المراجعة، والنقد الذاتي والمصارحة». اضاف: «لقد كانت حرب دول على ارضنا، وكنا أدوات، سوياً وفوق كل اعتبار سنبني لبنان والتضحية من أجله واجب». وكانت مسيرة حاشدة انطلقت السبت في المختارة، من الباحات الخارجية للقصر باتجاه ضريح كمال جنبلاط تقدمها رجال دين مثلوا الطائف الإسلامية والمسيحية إلى جانب المشايخ الدروز، وسار إلى جانب عائلة جنبلاط النائب بهية الحريري ممثلة الرئيس الحريري مع النائب محمّد الحجار ممثلاً كتلة «المستقبل» وسفراء روسيا الكسندر زاسبكين والسعودية وليد بخاري والفلسطيني اشرف دبور ممثلاً الرئيس محمود عباس ورئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد على رأس وفد قيادي من التنظيم. وعبر السفير السعودي عن تضامنه مع جنبلاط في هذه الذكرى الذي يجب ان نكون جميعاً متواجدين فيها، لتثبيت العلاقة التاريخية بين المملكة والحزب التقدمي الاشتراكي».

حزب الله: أدلة ضد الفساد

«على صعيد آخر، أكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ان مواجهة الحزب للفساد مدعومة بالادلة والأرقام، وهي لا تستهدف جهة أو طائفة وإنما تستهدف الأفراد المفسدين ليتوقفوا عن افسادهم وفسادهم». وأشار إلى ان الحزب «سيعمل على المتابعة من خلال مجلس الوزراء وآلية إقرار المشاريع بالمناقصات وتفعيل أجهزة الرقابة واقتراح وإقرار القوانين في المجلس النيابي والمحاسبة عبر القضاء والمواكبة الشعبية لمنطوق الفساد والمفسدين من النواحي المختلفة، وبالاشكال المختلفة التي ستبرز وستظهر تباعاً». وفي السياق، كشفت محطة «الجديد» ان وزير الاتصالات محمّد شقير رفض إعطاء الاذن لمثول المدير العام الهيئة «اوجيرو» عماد كريدية امام المدعي العام المالي علي إبراهيم، ولو لمجرد الاستئناس برأيه، ونسبت المحطة إلى شقير قوله ان استدعاء كريدية هو بقرار سياسي ويستلزم معالجة سياسية، وإلى القاضي إبراهيم قوله تعليقاً موقف شقير: «يسكروا هالدكانة». تزامناً، استدعى وزير المال علي حسن خليل كلاً من رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي ومدير عام الجمارك بدري ضاهر للاجتماع في مكتبه اليوم، في محاولة لوضع الأمور في نصابها بين الرجلين اثر ظهور خلافهما إلى العلن، على خلفية استدراج عروض لشراء ماكينات «سكانر» وتبادل اتهامات بارتكاب مخالفات جمركية. ونسبت محطة MTV إلى مصادر في رئاسة الجمهورية قولها ان الطفيلي يتقاضى 25 مليون ليرة شهرياً كعائدات من رسم الخدمات، أي بما يعادل راتب ثالث قضاة، علماً ان الطفيلي كان اتهم ضاهر بأنه ليس رأس الإدارة، بل المستشارة في رئاسة الجمهورية ميراي عون.

إيران توجّه بـ «صواريخ حزب الله» رسالةً إلى زيارة بومبيو لبيروت.. أسبوعٌ لبناني صعب فهل يتم احتواء «جبهة» التيار الحر - المستقبل؟...

 «الراي» ... دَخَلَت بيروت أسبوعاً صعباً تتشابَك فيه هبّة التأزم الداخلي مع التحديات الخارجية التي يرتبط بها لبنان من بوابة المواجهة الأميركية - الإيرانية التي ستحضر في المحطة البارزة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في العاصمة اللبنانية بعد أيام قليلة والتي يشكّل «حزب الله» أحد عناوينها الرئيسية. ولم يكن ينقص لبنان الرسمي، الذي سيَسمع من بومبيو كلاماً غير مفاجئ عن وجوب الالتزام الصارم بالنأي بالنفس واعتماد «خيارات وطنية» للحكومة وعدم السماح بتمدُّد نفوذ «حزب الله»، سوى تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري عن أن «كل الأراضي الإسرائيلية تحت مرمى صواريخ (حزب الله)، وهو الكلام الذي انطوى على رسائل عدة برسْم بومبيو، الذي سيحط في اسرائيل قبل انتقاله إلى بيروت». وفي الطريق الى وصول بومبيو، تترقّب المصادر السياسية حصول مساعٍ تهْدوية على خط «التيار الوطني الحر» - «تيار المستقبل» في محاولةٍ لتفادي انجرار الجميع الى سقف «اللا عودة» التي لن تعني إلا إدخال لبنان في نفق مظلم قد تُعرف بداياته ولكن نهايته مفتوحة على كل الاحتمالات ولا سيما بحال انهارتْ الأرضية السياسية - الحكومية - النيابية التي كانت تجري محاولات إقامتها تمهيداً لوضع مؤتمر «سيدر» على سكة التنفيذ. وغداة انفلاش الأجواء «الساخنة» بين «التيار» و«المستقبل» على خلفية توعُّد رئيس التيار الوزير جبران باسيل بأن «لا حكومة» بحال عدم عودة النازحين وعدم «طرْد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء» و«تصفير» عجز الكهرباء ناهيك عن اتهامه الحريري بالمشاركة في مؤتمر (بروكسيل) «هدفه تمويل بقاء النازحين»، بدت أوساطٌ متابعة على اقتناعٍ بأنّ التدافع الخشن على هذه الجبهة الجديدة لا يرمي إلى إسقاط الحكومة بقدر ما أنه ينطوي على محاولة من «التيار» لإرساء قواعد جديدة لبتّ ملفات الناحين والفساد والكهرباء وحتى التعيينات التي تشكّل بدورها قطبة مخفية في الصراع في ضوء المعلومات عن أن باسيل يريد ان تكون له يد شبه طليقة في حصة المسيحيين منها. وفيما كان باسيل يعلن أمس خلال المؤتمر السنوي لـ«التيار»، «أنني أجبرتُ على أن أكون وزيراً من أجل التيار والرئيس والبلد وآمل في أول فرصة أن أخرج من الوزارة من أجل مصلحتي وموقعي»، ارتسمتْ معادلةٌ رسمها «التيار» في سياق لعبة «عض الأصابع» الجديدة مع «المستقبل» مفادها «إذا كانت الغاية تعطيل العهد فعندئذ فلتتعطّل الحكومة أيضاً»، مقابل معادلة مضادّة عنوانها أن أي مسارات تعطيلية ستعني إفشال الحكومة والعهد معاً. وإذ تعتقد الأوساط المتابعة أن لا أحد يضع على أجنْدته الداخلية الإطاحة بالحكومة لأن في الأمر ما يشبه «الانتحار السياسي»، فإنها لا تقلل من أضرار تَشظيات ارتفاع المتاريس السياسية على عمل الحكومة المطالَبة بإنجاز واجباتها تمهيداً لتنفيذ مقررات «سيدر»، وسط خشيةٍ من أن تتمدّد «بقعة زيت» التباينات ما لم يتم تدارُكها سريعاً وعلاماتِ استفهامٍ حول مدى قدرة الحريري (عرّج من بروكسيل على باريس لإجراء فحوص طبية) على تقديم المزيد من التراجعات في ملفات يبدو بعضها وكأنه في سياق تطويقه والمزيد من الأكل من «صحنه» ورصيده.

باسيل: الحديث عن الرئاسة أذى لـ "لتيار" وللرئيس وللبلد

بيروت - "الحياة" ... أكد رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن "لا هم عندي اليوم الا هم التيار والرئيس والبلد"، وقال في المؤتمر العام الرابع لـ "التيار": انا فخور كثيرا فيكم وبصداقتكم لكن ربما طبعي والضغط عليّ لا يسمحان بالتعبير عن الامر لكل واحد منكم وما يصدر عني احيانا هدفه ان نشتغل اكثر لنفختر اكثر". واشار الى انه "منذ العام 1989 انطلق النضال العوني، نحن لنا 30 سنة في السياسة و3 سنوات في التنظيم السياسي، وأعدكم ان لا تخجلوا من اي شيء اقوم به كوزير او يقوم به التيار الوطني الحر". ولفت الى انه "لم يكن من المفترض ان يكون وزيرا في الحكومة، ليس بفعل قانون الفصل الذي لم يمر لكن من اجلي وفي سبيل ومصلحتي، لقد كنت مرغما من اجل التيار والرئيس والبلد و"انشالله في أول فرصة بقدر اطلع كرمال حالي ومصلحتي وموقعي". اضاف: "المهم ان تعرفوا اني لا اعمل غير مصلحة التيار وليس لدي ابداً اي شيء بالشخصي، وما عندي اي مشروع تاني لا شخصي ولا عام، والحديث عن الرئاسة هو اذى للتيار وللرئيس وللبلد. هذا الحديث ممنوع معي، والذين يفتحونه يريدون الاذى لي وللتيار وللرئيس وللبلد". واكد انه "اذا فهم البعض من طريق الخطأ او اساءة الفهم باننا سنساوم من اجل امر آخر فهو لم يفهمنا، وانا تحدثت عن الرئيس والتيار واعطيت مثلا عن مستشفى جزين واكدت بأننا لن نغطي اي فاسد، ولا نعرف لماذا يشعر البعض انه معني بكلامنا اكثر من غيره لكن بالنسبة للتيار مصلحة البلد قبل اي شيء اخر. ونحن اليوم في قِمة المسؤولية وليس في قِمة السلطة، بل نحن في حكم منبثق من الناس ولأجل الناس وليس على الناس، واي تصرّف او سلوك سلطوي يقضي على شرعية السلطة".وتابع: "لن نسمح بأن يتسرّب فيروس الفساد الى جسم التيار واذا حصل سنقضي عليه استئصالاً، واذا تعارضت الحقيقة مع المصالح الشخصية، فسننحاز الى الحقيقة ولن نتستّر على اي مرتكب باسم الصداقة او باسم الانتماء السياسي". واكد "اننا اول تيار يجري هذا الكم من الانتخابات من القاعدة ولم نؤجّل انتخابات لأسباب سياسية، والديموقراطية اصبحت امراً روتينياً طبيعياً وجزءا من ثقافتنا بالرغم من الثمن الباهظ بالخلافات الداخلية وهذا ثمن الديموقراطية ونحن اخترناها على كلفتها العالية، لأنّها ضمانة لاستقرار التيار واستمراره، والمهم ان تعرفوا انّي لا اعمل غير مصلحة التيّار". واشار الى ان الفكر والقلب يتّجهان الى الشباب و"التيار بدّو يرجع شاب وكل سنة بدّنا ننزّل متوسط عمره سنة واحدة"، وتوجه الى المراهنين على ان التيار "ختير" نقول: التيار الوطني الحر هو مثل مؤسسه "لا يشيخ". اضاف: "للرئيس عون اقول انّك اوصيتنا ان نكون ضمانة بعضنا في التيّار، وانا اليوم اعدك، بعد ان تأكّدت بالممارسة، انني سأكون ضمانة للجميع، لكل فرد في التيار، ضمانة بالموضوعيّة وعدم التمييز، ضمانة محبة وايمان، ضمانة ثبات وقوّة، وللرئيس عون اقول انت اعطيتني الامانة وانا سأثبّت لك كل يوم اني امين عليها. لا تجعلوا الشك يتسرّب الى قلب ايّ منكم حول مستقبل التيّار لأنه مضمون، ان كنا جميعاً مؤمنين اننا باتحادنا سنصنع التغيير حكماً، بمحبتنا لبعضنا سنطوّر التيّار، وبتفانينا للمصلحة الأكبر سنبني اقوى تيّار في لبنان من اجل لبنان القوي". واعلن ان "عنوان مرحلة الاربع سنين الجديدة لي، "اننا سننتقل من التيار القوي الى "التيار الاقوى"، ونحن علينا ان نعمل لكي يكون التيار كل يوم اقوى من قبل".

مسيرة حاشدة لـ"جنسيتي كرامتي": لطاولة حوار خاصة بحق الأم اللبنانية ومكتومي القيد... وإلا التصعيد

بيروت - "الحياة" .. نفذت جمعية المبادرة الفردية لحقوق الإنسان "مصير"، ضمن حملة "جنسيتي كرامتي"، مسيرة بعنوان "جنسية بلادي من حق ولادي" إنطلقت ظهر امس الاحد من جانب وزارة الداخلية وصولا الى ساحة رياض الصلح في بيروت، وشارك فيها الآلاف من الأمهات اللبنانيات وأبنائهن ومكتومي القيد وقيد الدرس، بالإضافة الى النائبين رولا الطبش جارودي وعدنان طرابلسي، ممثل عن النائب عبد الرحيم مراد، ممثلي هيئات مجتمع مدني، وفد من قطاع المرأة في "تيار العزم"، وفد من "حزب الإتحاد"، وفد من "إتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني" وداعمين. يشار الى أن هذا التحرك جاء لمناسبة شهر المرأة وعيد الأم، ليكون بمثابة "تذكير بالوعود التي أطلقت قبل الإنتخابات وخلال البيان الوزاري، بخصوص حق المرأة بمنح جنسيتها لأولادها وتصحيح وضع مكتومي القيد وقيد الدرس، وإلغاء التمييز بين المرأة والرجل وتعديل قانون الجنسية اللبناني". وقال رئيس حملة "جنسيتي كرامتي" مصطفى الشعار: "لم يعد هناك متسع من الوقت، لقد انتظرنا لحين انتخاب رئيس الجمهورية ومجلس النواب وتشكيل الحكومة، وخلال إنتظارنا كان هناك المئات من الأمهات وأبنائهن ومكتومي القيد يموتون كل يوم جسديا ونفسيا ومعنويا". أضاف: "من يتكلم عن الديموغرافيا نقول له معركة الأعداد خاسرة منذ زمن بعيد، والآن بقي للجميع المعركة الحقوقية والأخلاقية والانسانية والعدالة الإجتماعية، بهذه الخطوات فقط نحمي لبنان ومكوناته، فهو لا يستقيم إلا بجناحيه المسلم والمسيحي، ولا يستطيع أحد أن يقص من أحد الأجنحة لأن من غير المعقول أن يصير لبنان بجناح ونصف، لنلتف ولو مرة واحدة إلى الدستور ونطبقه على المواطنين جميعا دون تمايز أو تفضيل". وأكد "ضرورة العمل على تطبيق وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، لأنها السبيل الوحيد لتحقيق العدالة الإجتماعية". ورأى أن "هذه القضية آن لها أن تخرج من البازار السياسي إلى طاولة حوار جدية تبدد الهواجس والمخاوف لدى البعض، ونحن على إستعداد لتشكيلها برعاية الرئاسات الثلاث، فتجمع ممثلين عن جميع الأفرقاء والمجتمع المدني والأحزاب، للخروج بحل جذري ونهائي لهذه القضية، وإلا سوف تدخل في مرحلة التحركات التصعيدية للوصول إلى العدالة لأمهات لبنان ومكتومي القيد". وقال: "من يريد أن يحقق مكاسب شعبية وسياسية فليبتعد عن أبناء اللبنانية ومكتومي القيد، لأنه خاسر لا محالة، إننا أصحاب حق ولبنان بلد أجدادنا حيث ولدنا وترعرعنا، وفي لبنان سوف ندفن في مقابر أجدادنا". أضاف: "من أجل آلام أمهات لبنان وأبنائهن ومكتومي القيد، من أجل كل دمعة في عيون طفل وطفلة، من أجل أن يبقى لبنان بلد الحضارة وبيروت أم الشرائع، مستمرون في نضالنا إلى أن ننتصر أو ننتصر! إذا كنا نموت كل يوم ألف مرة فنحن مستعدون للموت مرة واحدة في سبيل أن تحيا أمهات لبنان ومكتومو القيد حياة كريمة". وزاد: "من يريد زيادة أعداد بعض الفئات من المواطنين فليعمل على إيجاد العمل والكهرباء والماء والعلم والحياة الكريمة، فالمهاجرون سيعودون ومن يفكر بالهجرة سوف يبقى، لكن ليس بإغتصاب الحقوق، سوف نوقف الهجرة الجماعية التي تحصل كل سنة، فلبنان ليس بحاجة إلى أموال خارجية أو دعم مالي دولي، فقط دعونا نعمل وننتج ونساهم في جميع الأماكن للنهوض الوطني والاقتصادي". وتابع: "بالنسبة الى الإنتخابات الفرعية نعود ونكرر بأن إبن اللبنانية لا ينتخب، ولكن كل فرد يمون على مئات الأصوات، فإستفتوا قلوبكم وإنتخبوا من يقف بالفعل مع قضيتنا". وشدد الشعار على أن "المهلة هذه المرة ليست مفتوحة أمام الجميع، إنما فقط ثلاثة أشهر من تاريخ هذه المسيرة، لتتشكل طاولة حوار خاصة بحق الأم اللبنانية ومكتومي القيد. فلنوقف هذه الإبادة الجماعية ولنواجه معا كل ما يتعرض له لبنان، ولن نسمح لأحد بالخلط بين اللاجئ والنازح ومن ولد من رحم أم لبنانية أو عديمي الجنسية".

جارودي: الحريري يعمل لإيجاد صيغة ترضي الجميع

من جهتها، قالت النائب جارودي: "لا يجوز أن تكون المرأة اللبنانية مظلومة في بلدها، وأن يكون هناك تمييز بين المرأة والرجل، فالأولاد أولاد الأم. في لبنان المرأة الأجنبية لديها حق أكثر من المرأة اللبنانية". أضافت: "إن كتلة المستقبل تقدمت بمشروع قانون للجنسية يسمح للمرأة بمنح جنسيتها لأولادها دون استثناء وبلا عنصرية، كما يقوم الرئيس سعد الحريري مع جميع الكتل السياسية بإيجاد صيغة ترضي جميع الأطراف ولا تكون على حساب المرأة اللبنانية وأولادها".

طرابلسي

أما النائب طرابلسي، فقال: "هناك مشاكل كثيرة على الصعد كافة، وخاصة بموضوع الطبابة الذي يعاني منه أولاد الأم اللبنانية بشكل مستمر بسبب عدم حصولهم على الجنسية". وأضاف: "من حق المرأة اللبنانية منح جنسيتها لأولادها، ولا بد من معالجة هذه القضية بطريقة جذرية، لأنها محقة ومطلب عام، ومن الضروري تحقيق أمنية كل الأمهات".

«ضغوط» الجيش اللبناني تحرّر مقرباً من ماهر الأسد

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. حرّرت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، أمس، شخصاً مقرباً من عائلة اللواء ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، اختطف في منطقة البقاع قبل أسبوعين، ونقلته إلى بيروت للتحقيق معه لمعرفة ملابسات اختطافه والمجموعة التي اختطفته ومكان احتجازه. وقالت «مديرية التوجيه» في قيادة الجيش في بيان إنه «في إطار الملاحقة والضغوط المستمرة من قبل مديرية المخابرات لإطلاق سراح السوري حسين العلي الذي اختطفه مسلحون على أوتوستراد المصنع - البقاع بتاريخ سابق، أفرج عن السوري المخطوف وهو بحال صحية جيدة»، مشيرة إلى أن «مديرية المخابرات تتابع التحقيقات لتوقيف المتورطين في العملية». وأكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن «الدوافع الحقيقية للخطف لم تظهر بعد، ولا نعرف ما إذا كان الاحتجاز تم لمقايضته مقابل فدية مالية أو لأسباب أخرى». وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن العلي «مقرب من عائلة ماهر الأسد»، مشيرة إلى أن «هناك ترجيحات بأن يكون المرافق الأمني لزوجته، وهي فرضيات ستظهر خلال التحقيق معه». ولم تُسجل عملية أمنية خاصة لتحرير العلي باقتحامات أو مداهمات. وأوضح المصدر الأمني أن تحريره تم عبر «ممارسة ضغوط على مجموعات قريبة من المجموعة الخاطفة ولها اتصالات معها، وتم ممارسة الضغوط على المجموعتين للإفراج عنه»، مشيراً إلى أن «تعقب الخاطفين بدأ منذ لحظة اختطافه، وعندها وضعت الخطط للإفراج عنه». ولفت إلى أن المعلومات الأولية تفيد بأن الرجل كان محتجزاً في منطقة قريبة من جرود بريتال الحدودية مع سوريا في شرق لبنان وكان ضمن تلك المنطقة من غير تحديد موقع الاحتجاز بالضبط. وأفادت وكالة الأنباء المركزية بأن «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي كانت عثرت على سيارة العلي وهاتفه في نقطة المصنع، مشيرة إلى أنه «بعد تنسيق مع مخابرات الجيش تم رصد الجهات الخاطفة وأفضت الاتصالات والضغوط إلى الإفراج عنه». ونقلت عن مصادر معنية ترجيحها أن تكون هناك «عمليات تهريب وأسباب فردية خلف عملية الخطف». وإذ لم تسفر عملية تحرير المخطوف عن أي توقيفات حتى الساعة، جزمت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» بأن عملية ملاحقة المتورطين ومتابعتهم لتوقيفهم «تجري بشكل حثيث»، قائلة إنها في حالات الاحتجاز عادة تكون الأولوية للحفاظ على حياة المخطوفين وحمايتهم وتحريرهم. وشددت المصادر على أن الجيش اللبناني «يلاحق جميع تلك العصابات في البقاع ويقتص منها بالتتابع»، مؤكدة أن «كل المتورطين سيجري توقيفهم واقتيادهم إلى القضاء». وقالت إن هناك «خططاً لحل مشكلة عصابات الخطف والخارجين عن القانون في مختلف الملفات بشكل جذري لإنهاء تلك الظواهر الخارجة على القانون». وكان الجيش فعّل بعد معركة «فجر الجرود» التي أنهت وجود الإرهاب في السلسلة الشرقية، الخطط الأمنية لفرض الاستقرار في الداخل وملاحقة عصابات الخطف والاتجار بالمخدرات والسرقة والقتل، ولاحق عدداً كبيراً من كبار المطلوبين وجرى توقيف بعضهم، فيما قضى أحدهم خلال محاولته الفرار في عملية أمنية لتوقيفه كان يُدعى علي زيد إسماعيل. وبعدها واصل الجيش عملياته وفرض حضوره الأمني في البقاع الشمالي وبعلبك. ولا يزال يواصل عملياته في المنطقة لتثبيت الاستقرار الأمني.

قلق أوروبي من تباين المواقف حول أزمة النزوح في لبنان

الشرق الاوسط...بيروت: خليل فليحان... لم يسترعِ رفض وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل قرارات مؤتمر «بروكسل 3» انتباه الوسط الحكومي لخروجه عن الموقف المتخذ داخل مجلس الوزراء فحسب، بل لفت نظر سفراء الدول الأوروبية المعتمدين لدى لبنان وزملاء آخرين لهم، وسألوا عما إذا كان داخل الحكومة اللبنانية موقفان؛ الأول للرئيس سعد الحريري ووزراء، والثاني للوزير باسيل مع وزراء آخرين. وبحسب مصادر دبلوماسية أوروبية، سارع السفراء إلى إبلاغ حكوماتهم في تقارير عاجلة بما ورد في كلمة باسيل في الاحتفال التمويلي السنوي لـ«التيار الوطني الحر»، بالتزامن مع إعلان ختام المؤتمر وقبيل مغادرة الحريري بروكسل إلى باريس لإجراء فحوصات طبية. ولدى الاستفسار عما إذا كان موقف باسيل هذا هو كرئيس للتيار أو كوزير للخارجية، تبين أنه جدي وأنه سيقود حملة تؤدي في نظره إلى وضع خريطة طريق لإعادة النازحين إلى ديارهم بمنأى عما هو متّبع حالياً، لأن «لبنان لم يعد بوسعه أن يتحمل الأعباء المالية والمعيشية والديموغرافية المترتبة على وجود النازحين السوريين»، وأنه كوزير للخارجية والمغتربين لن يحضر أي مؤتمر شبيه بمؤتمر «بروكسل 3»، لأن «لا جدوى من ذلك»، وأنه تعمّد عدم المشاركة بعد أن تبين له خلال المناقشات التي جرت في مؤتمري بروكسل 1 و2 أن لا حلّ سياسياً في المدى المنظور، وأن تمويل عدد من الدول لإبقائهم في لبنان وفي دول الجوار الأخرى «يرمي إلى إبعادهم عنها بعد أن كانت قد استضافت عدداً كبيراً من هؤلاء، لا سيما ألمانيا». ولم يلبِّ باسيل الدعوة الرسمية التي وجهت إليه لحضور أعمال المؤتمر لأنه يعتبر أن ما تقوم به الدول المشاركة «لا يهدف إلى إعادة النازحين إلى ديارهم، بل إلى إبقائهم خارج بلادهم وحيث هم، وأنها غير مستعجلة لإيجاد حل سياسي للأزمة التي باتت عسكرية ودمرت البلاد على مدى 8 سنوات». وقالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، إن أي تباعد بين الرئيس الحريري من جهة والوزير باسيل من جهة أخرى يعني التأخير في حل أزمة النزوح التي ترهق البلاد إلى أجل غير مسمى، وإن توحيد الرؤية الرسمية بين المسؤولين يعني تسريع إيجاد حل لها. ونصحت بجسر الفجوة بين موقفي الحريري وباسيل بالتروّي والتفاهم. وشددت على أهمية وقف التراشق الإعلامي فوراً، نظراً لتداعياته السلبية على الإنجازات التي تحققت في الإعادة التدريجية في سوق صرف الليرة والتوظيفات. وأوضح مصدر مطلع أن باسيل لم يطرح على الحريري أي بديل عملي لتسريع إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، مشيراً إلى أنه «إذا كان الطرح يكمن في إعادة الحرارة إلى العلاقات الثنائية ورفع مستوى التواصل مع سوريا وتبادل الزيارات بين الوزراء في كل من بيروت ودمشق، فهذا غير مقبول من الحريري الذي وضعه النظام على لائحة الإرهاب ولا ممن يؤيده من القوى السياسية». ولفت مصدر وزاري في الوفد اللبناني المشارك في اجتماعات بروكسل إلى أن رئيس الوزراء «جدّد الطلب من المؤتمر بتسديد المبالغ المتأخرة المقررة من الاجتماع الماضي، وشكا تلكؤ بعض الدول المانحة في الإيفاء بما تعهدت به، وأن المبلغ الذي وعد المؤتمر بمنحه للبنان هو نحو ملياري دولار. أما حصة لبنان من المساعدات التي تقررت فهي مليارين و700 مليون دولار للعام، وأيضاً مساعدات لعدد من البرامج عبر المنظمات الدولية والجمعيات الإنسانية العالمية».

لبنان: رغبة باسيل باحتكار حصة المسيحيين تؤخر التعيينات

جلسة محتملة للحكومة الخميس... وحديث عن «هدنة» مع زيارة بومبيو

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير... كشف مصدر وزاري واكب الأجواء التي سادت لقاء رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل، قبل سفر الأول إلى بروكسل لترؤس الوفد اللبناني في المؤتمر الدولي لتقديم الدعم المادي للدول المستضيفة للنازحين السوريين، أن الخلاف بينهما لم يكن بسبب عدم التحاق الثاني بالوفد، وإنما لإصراره على حصر حصة المسيحيين في التعيينات بتياره السياسي دون الآخرين، إضافة إلى إصراره على مشاركة المسلمين في حصتهم. وأكد المصدر الوزاري لـ«الشرق الأوسط» أن «تذرّع باسيل بوجود تباين مع الحريري حيال التعاطي مع ملف النازحين انطلاقاً من قرارات مؤتمر بروكسل 2 لا يعكس أبداً الأجواء التي سادت اللقاء بمقدار ما أنه أراد التلطي وراء هذا الملف لإخفاء السبب الحقيقي للخلاف والمتعلق بالتعيينات التي يتحضر مجلس الوزراء لإصدارها». ولفت إلى أن «الحريري كان واضحاً في عدم مراعاته لإصرار باسيل على حصر حصة المسيحيين في التعيينات بالتيار الوطني الحر، مع أنه يمثل نحو 32 في المائة من المسيحيين». وقال إن رفضه لما طرحه باسيل ينطلق من أنه «ليس في وارد الدخول في مواجهة مع المسيحيين الآخرين الذين يحق لهم الاعتراض على تفرّد وزير الخارجية في مطالبته هذه». وسأل المصدر: «كيف سيتصرف الحريري في حال تسليمه بطلب باسيل للتعيينات؟ وماذا سيقول للأطراف الأخرى في الشارع المسيحي الذي سينتفض على استئثار التيار الوطني بالتعيينات الإدارية التي لن تقتصر على الفئة الأولى وإنما تشمل الفئات الوظيفية الأخرى في الإدارات والمؤسسات الرسمية؟ وهل من حقه أو يجوز له إلغاء القوى المسيحية ذات التمثيل الوازن في البرلمان والحكومة؟». وأوضح المصدر أنه لم يعرف الأسباب التي كانت وراء تأجيل تعيين أعضاء جدد في المجلس العسكري لتأمين اكتمال نصابه، مشيراً إلى أن «هذا الأمر نوقش بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري في الخلوة التي جمعتهما في بعبدا، قبل انعقاد الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء»، وكانت وراء اقتراح رئيس الوزراء تأجيل البحث في هذه التعيينات. وأضاف أن «وزير الدفاع الوطني إلياس أبو صعب كان أعد المرسوم بخصوص تعيين 4 أعضاء جدد في المجلس العسكري وحمل أسماء العمداء المرشحين للمجلس. ومن بينهم العميد محمود الأسمر على أن يرقّى إلى رتبة لواء ليشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، لكن جرى الاعتراض على اسمه تارة بذريعة أن الأفضلية للأقدم منه في الخدمة، وأخرى بأن هناك ملفاً له لا يسمح بتعيينه». ولفت المصدر إلى أن «الحريري طلب ملفه، لكنه لم يتسلم حتى الساعة أي شيء من هذا القبيل». وسأل عما إذا كان لتأخير تعيين أعضاء في المجلس العسكري علاقة مباشرة بربط تعيينهم بالتعيينات الأخرى «وبعضها بات ملحاً، وتحديداً تعيين 4 نواب لحاكم مصرف لبنان الذين تنتهي ولايتهم في مطلع الأسبوع المقبل». وأشار إلى أن «موضوع الكهرباء حضر بامتياز في لقاء الحريري وباسيل في ضوء مطالبة الأول بضرورة الإسراع في تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء ومجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان، وهذا ما يلقى معارضة من التيار الوطني الحر ممثلاً بوزيرة الطاقة ندى البستاني، مع أن الحكومة كانت تعهدت في ورقتها الإصلاحية إلى مؤتمر سيدر بتعيين هيئات ناظمة للكهرباء والاتصالات والطيران المدني». واعتبر رفض باسيل «انقلاباً على ما التزم به في هذا الشأن أمام مؤتمر سيدر». وقال إن رفضه «يعني كأنه لا يريد الاستبدال بالحلول المؤقتة لتأمين تغذية إضافية بالتيار الكهربائي الحلول الدائمة بدءاً بإنشاء معامل جديدة، ما يعني أن من يرفض الربط لا يزال يرجّح خيار الاعتماد على البواخر التركية». واستغرب ربط تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء بتعديل القانون الخاص به. وقال: «علينا أن نباشر بتطبيقه ومن ثم نلتفت إلى تعديله، أما الإصرار على الربط من شأنه أن يعيق عملية إصلاح هذا القطاع». وأكد المصدر الوزاري أن إصرار باسيل على «مصادرة» التعيينات سيواجه برفض من الوزراء المسيحيين من غير «التيار الوطني»، وأيضاً المسلمين، وتوقف أمام قول الوزير السابق يوسف سعادة، القيادي في «تيار المردة» برئاسة الوزير السابق سليمان فرنجية، أن وزير الأشغال المنتمي إلى «المردة» لن يقبل أن ينوب عنه باسيل في تقديم الأسماء المرشحة لشغل المناصب الشاغرة في الوزارة، إضافة إلى موقف «القوات» في حال قفز «التيار الوطني» فوق دور مجلس الخدمة المدنية في إعداد لائحة المرشحين. ورأى المصدر أن باسيل «يتصرف بعنجهية ويقدّم نفسه على أن تياره السياسي وحده المؤهل لشغل المناصب الإدارية». وقال إن «من يتصرف هكذا يعد نفسه منذ الآن لخوض معركة رئاسة الجمهورية، وإلا فلماذا يريد الإمساك بجميع مفاصل الدولة وإقصاء الآخرين عنها رغم أنه قال في الاجتماع القيادي للتيار إن طرح هذا الموضوع يؤذي العماد وتياره والبلد». ويرى المصدر الوزاري أن «التهويل» الذي يتزعمه باسيل ورفاقه في «التيار الوطني» بالانسحاب من الحكومة بذريعة أنها غير منتجة، «يقحم البلد في اشتباك سياسي لا نهاية له، لأن هناك صعوبة في تشكيل حكومة بديلة حتى لو راهن على دور حليفه حزب الله في هذا المجال، وبالتالي سيقحم البلد في حكومة تصريف أعمال. فهل يتحمل الرئيس عون لجوء هذا أو ذاك إلى فرط حكومة العهد الأولى؟». وأكد أن «هناك أكثر من ضرورة وحاجة لبقاء الحريري على رأس الحكومة، والتهويل عليه سيصل حقاً إلى طريق مسدودة وسيلقى معارضة دولية وإقليمية، لأن البديل سيدفع حتماً باتجاه الإخلال بالتوازن الداخلي، ما يؤمّن مصداقية لموقف واشنطن لجهة أن حزب الله يسيطر على الحكومة، فهل يتحمله باسيل مع وصول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت الخميس المقبل في زيارة للبنان ضمن جولته على عدد من دول المنطقة يلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة في اليوم الثاني من وصوله، إضافة إلى وزير الخارجية؟». ويفتح الحديث عن زيارة بومبيو إلى بيروت الباب أمام احتمال انعقاد مجلس الوزراء ظهر الخميس، أي قبل وصوله بساعات، فهل ينعقد في حال لم تنجح الاتصالات بتبريد الأجواء ووقف الحملات الإعلامية، ويقتصر جدول أعماله على بنود عادية نظراً إلى ترحيل التعيينات إلى جلسة أخرى شرط التفاهم المسبق عليها؟ ..لذلك، فإن مجرد انعقاد الجلسة التي تم الاتفاق عليها في الجلسة السابقة لمجلس الوزراء من دون تثبيت موعدها وتوزيع جدول أعمالها، يعني أن الأطراف قررت الدخول في مهادنة، إلا إذا أصر البعض على أن يوجّه رسالة إلى بومبيو يتعامل معها على أنها أول الغيث في مواجهته لما يحمله في جعبته التي لن تريح طبعاً «حزب الله». وإلى أن يحسم مصير الجلسة، فإن باسيل يحاول من خلال تركيزه على ملف النازحين أن يحشر خصومه وأولهم حزب «القوات اللبنانية»، لكنه يعرف أن جميعهم يقفون صفاً واحداً وراء عون لعله يقنع النظام في سوريا بإعادتهم إلى بلدهم. أما أن يرفضهم الأخير ويلتقي معه في رفض من ينتقد مؤتمر بروكسل، فهذا يعني أن التعاطي بمعايير مزدوجة حيال هذا الملف سيولد ارتدادات تهدد الاستقرار الأمني في البلد. وبمعنى آخر، كيف سيكون حال البلد إذا رفض النظام في سوريا إعادتهم استجابة لموقف عون بعدم ربط عودتهم بالحل السياسي، وفي المقابل يهجم باسيل على مؤتمر بروكسل في وقت يغض فيه النظر عن موقف رئيس النظام بشار الأسد ويرفض المساعدة الدولية للنازحين في البلدان المضيفة لهم على الأقل في المرحلة الانتقالية إلى حين انتهاء ولاية الأسد، وهو كان أُعلم من قبل فرنسا وألمانيا وبريطانيا بما يتعرض له معظم الذين عادوا طوعياً إلى بلداتهم من قتل واعتقال وتعذيب، وهذا ما سمعه النائب في «التيار الوطني الحر» سيمون أبي رميا من وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في زيارته لباريس في عداد الوفد النيابي اللبناني الذي التقاه قبل أسبوعين من تشكيل الحكومة.

باسيل: أجبرت على أن أكون وزيراً

بيروت: «الشرق الأوسط»... قال رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل إنه «أُجبر» على أن يكون وزيراً، مشدداً على أن «لا همّ لدي اليوم إلاّ همّ التيّار والرئيس والبلد... لا أملك أي مشروع آخر شخصي أو عام». وقال باسيل في كلمة له خلال المؤتمر السنوي الرابع لـ«التيار الوطني الحر»: «أعلم أنه لم يكن يجدر بي أن أكون وزيراً، لكنني أجبرت على ذلك من أجل التيار الوطني الحر والرئيس والبلد، وآمل في أول فرصة أن أخرج من الوزارة من أجل مصلحتي وموقعي». وتطرق باسيل إلى الأنباء التي تتحدث عن طموحاته الرئاسية، إذ شدد على أن «الحديث عن الرئاسة هو أذى للتيّار وللرئيس وللبلد، وهذا الحديث ممنوع معي والذين يفتحونه يريدون الأذى لي وللتيّار وللرئيس وللبلد». وقال: «لن نسمح بأن يتسرّب فيروس الفساد إلى جسم التيّار، وإذا حصل فسنقضي عليه استئصالاً وإذا تعارضت الحقيقة مع المصالح الشخصية فسننحاز إلى الحقيقة ولن نتستّر على أي مرتكب باسم الصداقة أو باسم الانتماء السياسي». وأشار إلى أن «التيار الوطني الحر هو أول تيار يجري هذا الكمّ من الانتخابات من القاعدة ولم نؤجّل انتخابات لأسباب سياسية، والديمقراطية أصبحت أمراً روتينياً طبيعياً وجزءاً من ثقافتنا رغم الثمن الباهظ على مستوى الخلافات الداخلية». وأضاف: «نحن أول تيار يعلن للإعلام برامجه الداخلية وأهدافه، ولذا أقول أمامكم وأمام الإعلام كل شيء، ونحن أول تيار يعتمد التمويل الذاتي المعلن من خلال الاستثمارات وبرامج التمويل».



السابق

مصر وإفريقيا...وزير النقل المصري يقيل نائب رئيس هيئة «السكة الحديد»..مقتل 21 عسكريا بهجوم على ثكنة للجيش في وسط مالي...اتساع نطاق المقاطعة لمشاورات الحكومة الجزائرية.. التحضير لـ«مليونية» جديدة الجمعة...الغنوشي: طريق الانتخابات التونسية مليئة بالألغام...مظاهرات حاشدة في أحياء الخرطوم...ليبيا: اشتباكات بين ميليشيات طرابلس....."إيلاف المغرب" تجول في الصحف المغربية اليومية الصادرة الاثنين..

التالي

أخبار وتقارير....تركي مشتبه به في هجوم مسلح على ركاب ترامواي وسط هولندا...."داعش البيضاء".. متطرفون يرهبون العالم....استسلام 50 شرطياً أفغانياً لـ "طالبان".....الصدام الهندي - الباكستاني كاد ينزلق إلى مواجهة صاروخية...البنتاغون يخطط للتزوّد بـ10 آلاف صاروخ لمواجهة روسيا والصين...غوايدو يبدأ جولة في فنزويلا.. ينهيها في مقرّ مادورو...باريس تزيل آثار أعمال الشغب في الشانزليزيه..مليون ضحية للتحرش الجنسي في المؤسسات الكنسية الكاثوليكية..قائد «الحرس الثوري» يقلل من الخسائر الإيرانية في سوريا..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,106,672

عدد الزوار: 6,753,064

المتواجدون الآن: 100