لبنان...."الجمهورية": خلوة بعبدا تؤجِّل التعيينات العسكرية.. وألمانيا لحوار حول النازحين....اللواء....إصلاحات سيدر تنطلق من قانون التجارة الجديد.. وسباق أميركي- روسي على الحدود اللبنانية... الحريري إلى الرياض.. وملامح معركة إنتخابية فرعية في طرابلس..جنبلاط لهولاند من المختارة: لن ننسى تضامنك معنا.. والاخير: لدعم لبنان..لبنان أَخَذَ علْماً بتصنيف بريطانيا «حزب الله» إرهابياً.. وجنبلاط «في شتاء العمر» تلا وصيّته لأولاده على مسامع هولاند...

تاريخ الإضافة الجمعة 8 آذار 2019 - 6:28 ص    عدد الزيارات 2661    القسم محلية

        


"الجمهورية": خلوة بعبدا تؤجِّل التعيينات العسكرية.. وألمانيا لحوار حول النازحين..

فيما تتواصل الحركة الديبلوماسية في اتجاه لبنان منذ تأليف الحكومة، سجلت أمس بداية تعيينات إدراية وعسكرية ضئيلة وخجولة، في ظل الضجيج السياسي الدائر حول ملف الفساد وما يحصل من تقاذف مواقف يوحي بعضها انّ هذا الملف ليس من النوع القابل للمعالجة السهلة، خصوصاً في ضوء ما بدأ يُحدثه من اصطفافات سياسية وطائفية ومذهبية، في وقت أكدت أوساط معنية لـ»الجمهورية» انّ المطلوب هو ضبط الحسابات المالية العامّة للدولة، والبناء على ذلك لوقف الهدر والسرقة التي يتعرض لها المال العام من الآن وصاعداً. على وقع استمرار فصول مسرحية الحرب المعلنة على الفساد، استكمل المجلس النيابي جلسته التشريعية في الدورة الإستثنائية المفتوحة له والتي ستنتهي باستقباله دورته العادية في أول ثلثاء بعد 15 آذار الجاري، الذي سيشهد أول جلسة نيابية رقابية على الحكومة تنعقد في النصف الثاني، على حد ما اعلن رئيس المجلس نبيه بري في ختام جلسة أمس، على ان تتحدد في حينه طبيعتها بين ان تكون للمناقشة العامة او للاستجواب او للاسئلة والاجوبة. وكان المجلس صادق أمس على إعطاء 6 درجات للأساتذة المتمرنين في التعليم الثانوي الرسمي، وأعطى بري الحكومة مهلة شهر لدرس اقتراح قانون الموارد البترولية في البر، بعد إصرار رئيس الحكومة سعد الحريري ووزيرة الطاقة ندى البستاني ووزير الخارجية جبران باسيل على درسه في الحكومة خلال شهر.

مجلس الوزراء

وما ان انتهت جلسة مجلس النواب، حتى كان لمجلس الوزراء جلسته الاسبوعية في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انها كانت جلسة هادئة غابت عنها السياسة، وكانت الأجواء ودية تخللها حتى المزاح. ولكن المشهد تغيّر بعدما انطلق قطار التعيينات بسَحب رئيس الحكومة سعد الحريري بند تعيين اعضاء في المجلس العسكري عند الوصول إليه، وذلك على عكس ما كان متوقعاً بعدما مرّت الاسماء على القوى السياسة وحصدت توافقاً. وعلمت «الجمهورية» انّ الحريري سحب هذا البند بعد الاتفاق الذي تم بينه وبين رئيس الجمهورية خلال الخلوة التي جمعتهما قبَيل الجلسة، والسبب هو العميد محمود الاسمر المرشّح السني لمركز الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع. وفي المعلومات انّ قائد الجيش العماد جوزف عون هو من يعترض على هذا الاسم. الى ذلك عيّن مجلس الوزراء القاضي محمود مكية أميناً عاماً له، والعميد الياس البيسري مديراً عاماً للأمن العام بالوكالة لمدة سنة بعد شغور هذا المركز بسبب إحالة العميد رولان ابو جوده إلى التقاعد. ووافق مجلس الوزراء على تمديد عقد إدارة شبكتي الهاتف الخلوي حتى نهاية السنة. وطلب وزراء «القوات اللبنانية» إعادة النظر في المؤشرات التي تعطى على أساسها الحوافز التشغيلية للشركات، على ان تكون في اتجاه رفع عائدات الخزينة، وعلى أساسها تم الاتفاق على ان يعود وزير الاتصالات الى مجلس الوزراء بصيغة جديدة لهذه المؤشرات والحوافز مُرفقة بتصور شامل لقطاع الاتصالات وتطبيق القانون 431، والاسراع في إعادة إحياء الهيئة الناظمة للإتصالات وتعيين أعضائها أساساً للإصلاحات، علماً انّ دفتر الشروط كان قد وزِّع على الوزراء منذ اسبوعين، وسيطرح في المجلس عند الانتهاء من درسه وإضافة تعديلات واقتراحات عليه بهدف البدء بالتحضير للمناقصة التي تحتاج إلى أكثر من 200 يوم. وخلال الجلسة سأل الوزير محمود قماطي عن سبب درس جدول أعمال خفيف لا يتضمن بنوداً ثقيلة تعنى مباشرة بمصالح الناس، فردّ الحريري عليه قائلاً: «كل وزير في صدد إعداد ملفات تعنى بوزارته وسنبدأ قريباً بإدراجها على جدول الأعمال»، وقال له ممازحاً: «رَح تندم على هالحكي» لأنّ الجلسات المقبلة ستكون مكثفة، لدينا الكثير من العمل وستناقشون جداول أعمال من 200 و300 بند قريباً». وعلّقت وزيرة الطاقة ندى البستاني مؤكدة انّ خطة الكهرباء ستكون جاهزة خلال اسبوعين، وستطرحها في مجلس الوزراء. أمّا رئيس الجمهورية فأكّد انه في الجلسة المقبلة سيتم إعادة النظر في الإعفاءات الجمركية للمؤسسات. وطلبت الكلام الوزيرة مي شدياق، فعرّفها رئيس الجمهورية على انها «وزيرة الثقافة»، وعندما صححت له أنها وزيرة التنمية الإدارية قال الحريري: «وصلت ع تمّها وأخدوها». واستوضحت شدياق ما حصل مع الدولة السويسرية في ما خَصّ صفقة السلاح، وأكدت انّ هذا سيرتد سلباً على سمعة لبنان، فرد الوزير الياس بوصعب قائلاً انّ الموضوع أثير بالإعلام، محاولاً استبعاد الجيش اللبناني عن هذا الموضوع، وموضحاً ما حصل. وتدخّل الوزير علي حسن خليل وقال انّ الموضوع انتهى بعد كشف السفارة السويسرية على الاسلحة العينية، وتمنّى توضيح كل الإلتباسات. وطلب الوزير جبران باسيل خلال الجلسة «ان يكون هناك مدير عام لقوى الامن الداخلي بالوكالة، على غرار الأمن العام، طالما أنّ هذا الامر معتمد ضمن الهيكلية».

«القوات»

وقالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية» انّ وزراء «القوات» قدموا مداخلات في أكثر من بند، ولكن تركيزهم الأساسي كان على موضوعين:

ـ الأول، يتعلق بقرار سويسرا حظر بيع السلاح إلى لبنان، فأكدت «القوات» أنّ هذا القرار يُسيء إلى سمعة لبنان، خصوصاً انّ الدولة اللبنانية، والجيش اللبناني تحديداً، غير معني بالخطأ الذي وقع مع الدولة السويسرية. وبالتالي على الحكومة ان تتحمّل مسؤولياتها في هذا المجال، وعدم استيراد السلاح من سويسرا لا يعني عدم الطلب منها إلغاء قرار الحظر الذي ينعكس سلباً على صورة لبنان الدولية. ودعت «القوات» الوزراء المعنيين إلى الإسراع في معالجة هذا الأمر.

ـ الثاني، يتصل بالتمديد لشركتي الخلوي، حيث أكدت «القوات» انّ أي تمديد يجب ان يرتبط بأجندة رباعية: التقدّم الى مجلس الوزراء بتصور شامل وكاف ووافٍ عن قطاع الاتصالات بالشراكة مع القطاع الخاص بغية ان يتمكن المجلس من أن يبني على الشيء مقتضاه؛ الإسراع في تشكيل الهيئة الناظمة للاتصالات؛ البحث عن السبل والحوافز التي تسمح بتحقيق أعلى وأكبر نسبة عائدات لخزينة الدولة، والعودة إلى مجلس الوزراء بالتصور الكامل حول الحوافز الجديدة للشركتين».

عون وبريطانيا و«الحزب»

على انّ اللافت في المشهد السياسي المحلي في ضوء الحركة الديبلوماسية النشطة التي يشهدها لبنان، المواقف التي أطلقها وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية اليستر بيرت خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين، وتأكيده موقف بلاده لجهة تصنيف «حزب الله» بأنه «منظمة ارهابية». وردّ عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قائلاً: «انّ لبنان أخذ علماً بالموقف البريطاني من «حزب الله»، وقد يكون من المفيد الإشارة الى انّ الامتداد الاقليمي لـ«حزب الله»، لا يعني أنّ تأثيره على السياسة اللبنانية يتجاوز كونه جزءاً من الشعب اللبناني وممثلاً في الحكومة ومجلس النواب».

من جهته، اشار بيرت الى «انّ هذه العلاقات لن تتأثر في أي موقف تتخذه بريطانيا حيال «حزب الله». ونقل الى عون رغبة بلاده في توثيق العلاقات اللبنانية - البريطانية وتعزيزها في المجالات كافة، مشيراً الى «انّ المؤتمر الاقتصادي الذي عقد أخيراً في لندن هو جزء من خطة الدعم البريطانية للاقتصاد اللبناني».

دعم الماني

الى ذلك، وردت معلومات «الجمهورية» عن المحادثات التي أجراها المبعوث الألماني نيلز أنين مع المسؤولين أمس الاول، وأنه ركز على الموقف الألماني الداعم للبنان عبر العلاقات المباشرة مع المسؤولين اللبنانيين ومن خلال الدور الذي تلعبه المانيا في إطار قوات «اليونيفيل» البحرية، مشدداً على أهمية الاستمرار في سياسة «النأي بالنفس» التي تضع لبنان خارج إطار المناطق المشتعلة والحرائق الكبيرة في اراضي جارته سوريا.

وطرح أنين على الذين التقاهم مجموعة أسئلة استطلاعية تركزت على النقاط الآتية:

- الوضع في سوريا والمنطقة وملف النازحين واللاجئين السوريين، مشدداً على الموقف الأوروبي الموحد من هذا الملف ودعوته الى تهيئة الظروف التي تسمح لهم بالعودة الآمنة، مُشككاً بقدرة النظام السوري على حماية أبنائه، عن قصد او غير قصد، وقصور مؤسسات الأمم المتحدة على الوصول الى جميع النازحين في الأراضي السورية نظراً الى العوائق التي تحول دون ذلك.

- عبّر عن ضرورة تعزيز الحوار بين لبنان والاتحاد الأوروبي في شأن النازحين لتعزيز المساعدات التي ستنالها دول الجوار السوري عشيّة مؤتمر «بروكسل 3» المخصّص لهذه الغاية، معتبراً أنّ الفوارق بين مواقف الإتحاد وبيروت كبيرة لكنّ الأجواء تسمح بالوصول الى قواسم مشتركة قابلة للتطبيق.

- سأل الموفد الألماني عن جديد المبادرة الروسية وما هي المراحل التي قطعتها إذا كانت ما زالت مستمرة في ظل المقاطعة الغربية وعدم وجود قرار بتمويلها كما كان يشتهي الروس؟ وسأل الرئيس عون تحديداً عن القضايا التي ستكون مدار بحث في زيارته الى موسكو ولقائه المرتقب مع الرئيس فلاديمير بوتين؟

لبنان و«سيدر»

وفي وقت تتواصل الاشارات الفرنسية الى استياء واضح من تعاطي لبنان مع مؤتمر «سيدر»، وتشكيك بجدية المسؤولين اللبنانيين في اجراء الاصلاحات التي يفرضها المؤتمر قبل تلقي التقديمات المقررة، اكد عون «انّ لدى لبنان الارادة للسير إيجاباً على طريق الانقاذ من الوضع الراهن الذي يمر به»، لافتاً الى «انّ الحكومة عازمة على تطبيق خطة النهوض الاقتصادي للانتقال بالاقتصاد من اقتصاد ريعي الى منتج، كذلك نعمل جاهدين على تطبيق توصيات مؤتمر «سيدر» لاسيما منها ما يتعلق بالاصلاحات والمشاريع القائمة على التعاون بين القطاعين العام والخاص». وشدّد على ضرورة دعم لبنان لإعادة النازحين الى المناطق الآمنة»، لافتاً الى «انّ تداعيات بقائهم في لبنان تتزايد، وآخر ما سجّل من إحصاءات تشير الى انّ نسبة الولادات لدى العائلات السورية بلغت 51% من نسبة الولادات في لبنان».

شكوى من أنابيب

من جهة ثانية، وجّه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة الجمعية العامة والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، والى وزراء خارجية قبرص واليونان وإيطاليا بخصوص مشروع مد خط أنابيب غاز بايبلاين بين إسرائيل وقبرص واليونان ومن ثم إلى إيطاليا. ونَبّه باسيل إلى «عدم المَس بحقوق لبنان في المنطقة الإقتصادية الخالصة ووجوب الاحتكام إلى القوانين الدولية الخاصة بالبحار، والاحداثيات التي أرسلها لبنان إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة». وأكد أنّ «لبنان لن يسمح بالتعدي على حقوقه وسيادته».

اللواء....إصلاحات سيدر تنطلق من قانون التجارة الجديد.. وسباق أميركي- روسي على الحدود اللبنانية... الحريري إلى الرياض.. وملامح معركة إنتخابية فرعية في طرابلس..

وضعت إصلاحات مؤتمر سيدر على سكة التنفيذ، بدءاً من تعديلات جديدة جذرية على قانون التجارة، والتدقيق في الزيادات المالية، أو حتى إعطاء الدرجات، في وقت لم يتمكن مجلس الوزراء من إصدار تعيينات المجلس العسكري، بسبب خلافات حول بعض الاسماء، أو لسبب ان الأسماء سربت إلى وسائل الإعلام.. وكش وزير الإعلام جمال الجراح ان الارجاء جاء على خلفية طلب وزراء وقتاً لاستكمال دراسة بعض الأسماء، وبطلب من الرئيس سعد الحريري، الذي غادر غداة الجلسة إلى الرياض في زيارة قد تستمر 48 ساعة أو 72 ساعة.. وكان المثير للاهتمام، ردود الفعل الشاكية من تعيين القاضي محمود مكية أميناً عاماً لمجلس الوزراء، على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أكّد مصدر مطلع ان «تعيين العميد الياس البيسري مديراً عاماً بالوكالة، ويحل مكان المدير العام في حال غياب الأخير في مهمة خارج البلاد أو لأي سبب آخر، ولمدة سنة واحدة، ان القرار لم يكن تعييناً، بل تجديد تعيين العميد البيسري مديراً بالوكالة للأمن العام لمدة سنة إضافية كونه الأعلى رتبة بين ضباط الأمن العام، وبعدما شغر المركز الصيف الماضي بعد تقاعد العميد الركن رولان أبو جودة». يذكر أن «هذا المنصب موجود قانونياً في هيكلية المديرية ويُعين بمرسوم من مجلس الوزراء وهو يشغل مهام المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في حال سفر الأخير». وعلى صعيد التعيينات، بدأ التداول باسم قاضي بديل للمدعي العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، الذي يحال في مُـدّة لا يتجاوز الشهر إلى التقاعد. وفي هذا الإطار، يجري التداول باسماء ثلاثة قضاة، هم: القاضية زلفى الحسن، والقاضية رلى جدايل، والقاضي غسّان عويدات، (وهو قاضي التحقيق الأوّل في بيروت). وعلى صعيد متصل، نقل عن وزير الاتصالات محمّد شقير قوله، في مأدبة عشاء، أقامها مساء أمس على شرف الأمين العام للاتحاد العمالي العام سعد الدين حميدي صقر ان الرئيس الحريري وتيار «المستقبل»، سيعمدان إلى خطة عمل جديدة لجهة التواصل المباشر مع البيارتة عبر تخصيص يوم في الأسبوع لاستقبال المراجعين من أبناء العاصمة. في مجال آخر، انشغلت الأوساط بتداعيات المؤتمر الصحفي لمدير عام المالية، آلان بيفاني، وما إذا كان وزير المال اعطاه الاذن بالكلام، أو احاله إلى التفتيش المركزي مع العلم انه لوَّح بالاستقالة بعد المؤتمر الصحفي، وسط، تردّد معلومات كشف عنها «موقع التحرّي» الإلكتروني من ان وزيرة الطاقة ندى بستاني، ستلزم منفردة عقد شراء الطاقة المسمى «دت عمار 2» (بتعبير الموقع وحدها بـ450 مليوناً، وعمّا إذا كان مجلس الوزراء فوضها ابرام العقد وسط تساؤل قانوني عمّا إذا كان باستطاعتها ان تنفرد بالقرار وتتخذ إجراءات توقيع العقد مستعينة بمكتب دولي، من دون حتى عرض العقد بصيغته النهائية على مجلس الوزراء (على حدّ تعبير الموقع المشار اليه). وعلى وقع هذه التأزمات والتساؤلات الداخلية، تتجه الأنظار، دولياً إلى زيارة الرئيس ميشال عون إلى موسكو، وما يتردد عن سباق اميركي- روسي، عبرت عنه زيارة الدبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد، والتي يتردد بأنها تستطلع وضعية لبنان الحدودية، سواء في ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية التي هي موضع خلاف مع إسرائيل، بعد كتاب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى الأمم المتحدة في هذا الشأن أو سواء في ما يتعلق بالحدود البرية، والحائط الاسمنتي الذي تمضي إسرائيل في بنائه، وسط اعتراضات لبنانية متكررة. ولم تعرف مدى استجابة لبنان لما تردَّد عن ضغوط لمنع إعطاء أي دور لموسكو، في ما يتعلق بالمسائل النزاعية الإقليمية، فضلا عن أي صفقة لشركة أسلحة روسية.

مجلس الوزراء

على ان البارز بالنسبة لجلسة مجلس الوزراء، هو طلب الرئيس الحريري تأجيل البت في تعيين أعضاء المجلس العسكري الأربعة، رغم ان توافقاً كان حصل على تعيين هؤلاء بين كبار المسؤولين، بحسب ما كان تردّد قبل الجلسة، من دون ان تعرف أسباب ذلك، نتيجة التكتم الشديد الذي أحيط به الموضوع، في ظل إجراءات اتخذت في قصر بعبدا، منع بموجبها الصحافيين من الاختلاط بالوزراء، سواء لدى دخولهم أو مغادرتهم. إلا ان معلومات خاصة بـ«اللواء» من مصادر وزارية أفادت ان اتفاقاً على تأجيل التعيين جرى في خلوة الرئيسين عون والحريري والتي استمرت أكثر من نصف ساعة قبل الجلسة، وان الحريري طلب التأجيل عند ا لوصول إلى هذا البند من دون أي نقاش، لكن تردّد ان هناك اعتراضاً من قبل «حزب الله» على اسم المرشح السني العميد محمود الأسمر للأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع، في حين ذكر ان الرئيس عون طلب ترشيح اسم آخر لهذا المنصب، وبسبب اعتراض «حزب الله» مع العلم ان وزير الدفاع الياس بوصعب سبق ان اقترح الأسماء الأربعة وتشاور في شأنهم مع الرئيس عون قبل أيام، وأعلن من بعبدا ان هناك توافقاً عليهم. وما عدا ذلك، فإن الجلسة اتسمت بالهدوء، وان النقاش تركز بمعظمه حول جدول الأعمال، من دون الخوض في مواضيع سياسية، باستثناء إثارة وزراء «القوات اللبنانية»، ريشار قيومجيان وكميل أبو سليمان ومي شدياق، موضوع الأسلحة السويسرية التي اشتراها غازي زعيتر عندما كان وزيراً للاشغال، مطالبين بإجراء تحقيق لأن الأمر يؤثر على سمعة لبنان، لكن الوزير بوصعب شرح كيفية حصول ذلك، وأن لا علاقة للجيش بالأمر، مؤكداً ان السفارة السويسرية أصدرت بياناً توضيحياً، فيما تحدث الوزير علي حسن خليل موضحاً انه جرى كشف على الأسلحة على الأرض، وتم وضع تقرير بما جرى. وقالت المصادر الوزارية ان وزير «المردة» يوسف فنيانوس ولدى الوصول إلى بند تعيين لأمين العام لمجلس الوزراء، طلب إرسال السير الذاتية للمرشحين قبل 48 ساعة، كما دار نقاش حول القاضي محمود مكية الذي يشغل منصب قاضي عدلي وليس قاضياً ادارياً، ولا يُمكن انتدابه، وتمت معالجة هذه الإشكالية، عبر اجراء لجعله في منصب القاضي الإداري. كذلك، تمت الموافقة على تعيين لجنة الوقاية من التعذيب، من دون طرح الملاحظات التي سبق لرئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ان أثارها وتتألف اللجنة من 5 أعضاء هم: خليل أبو رجيلي، بلال صبلوح، جوزيان سكاف، ريمون مدلج ورضى عازار. ولدى الوصول إلى البند الثامن المتعلق بتمديد عقدي إدارة شبكتي الهاتف الخليوي، تحدث نائب رئيس الحكومة غسّان حاصباني، لافتاً إلى ان المناقصة تحتاج الي 230 يوماً، متمنياً ان يتمكن الوزراء من الاطلاع على دفتر الشروط، وان يعاد طرح الموضوع بعد 15 يوماً، مقترحاً تقليص المهلة المقترحة للتمديد لمدة سنة، وتقرر في نهاية النقاش المستفيض ان يتم عرض الموضوع على مجلس الوزراء في ما يخص العودة بتصور كامل عن التمديد للسنوات المقبلة.

ومن خارج جدول الأعمال تمّ إقرار قرضين أحدهما لسد بريفا في الضنية.

وعلم ان الوزير محمّد فنيش اثار موضوع رفع أقساط الطلاب الذين يتلقون التعليم في فرنسا، مطالباً بإجراء اتصالات في هذا المجال، فأجابه وزير التربية اكرم شهيب بأنه سيتصل بالسفير الفرنسي لهذا الغرض، فيما طالب الوزير محمود قماطي بخارطة طريق للمواضيع الأساسية الحيوية، مثل الكهرباء والمياه والنفايات، مقترحاً عقد جلسة خاصة لوضع مهلة زمنية لكل وزير لوضع خطته، فرد الرئيس عون قائلاً: انه يعطي الأولوية للكهرباء. وسأل وزيرة الطاقة ندى بستاني عمّا إذا كانت جاهزة، فأجابته، بأنه في خلال أسبوعين يتم تجهيز ملف الكهرباء بعد إنجاز بحث بعض النقاط. وهنا شرح الرئيس الحريري كيفية وضع جدول الأعمال، متمنياً على الوزراء الجدد إرسال المواضيع التي يريدون طرحها باكراً، وقال للوزراء: «ستندمون لأنه ستكون هناك جلسات كثيرة، وهناك جلسة ستخصص للموازنة لم تحدد موعدها ستلتئم في القصر الجمهوري على ان تكون هناك سلسلة جلسات في السراي». وكشفت المصادر ان الرئيس عون سيطرح في الجلسة المقبلة، موضوع الاعفاءات الجمركية للمؤسسات وتعزيز التعليم الرسمي، إلا ان أي موعد لم يتحدد لهذه الجلسة بسبب تزامنها مع ترؤس الرئيس الحريري للوفد اللبناني إلى مؤتمر بروكسل الخاص بموضوع النازحين السوريين، والذي سيعقد الخميس المقبل، ما عزّز احتمال ان لا تعقد الجلسة في موعدها الأسبوعي، أو ان تحدد في وقت أخر. تجدر الإشارة إلى ان الرئيس الحريري ألغى اجتماعاً كان مقرراً مع المفوض العام لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، لاضطراره إلى السفر إلى المملكة العربية السعودية في زيارة تستمر يومين.

تشريع هادئ

وخلافاً لما حصل في الجلسة التشريعية الأولى من إقرار اقتراحات ومشاريع قوانين رتبت أعباء مالية على الخزينة، ابتعد مجلس النواب أمس، في جلسته الثانية عن مقاربة أي مشروع أو اقتراح قانون يرتب مثل هذه الأعباء نتيجة تناغم واضح حصل بين الرئيسين نبيه برّي والحريري بفعل الخطر المالي الذي ربما يتعرّض له لبنان في حال عدم اللجوء إلى نوع من التقشف والحد من هدر المال العام، غير أن ضغط النواب نتيجة أسباب متعددة ذهبت الهيئة العامة باتجاه المصادقة على إعطاء ست درجات للاساتذة المتمرنين في التعليم الثانوي الرسمي، وهو أمر لقي بعض الاعتراضات كان أبرزها لوزير الخارجية جبران باسيل الذي رأى ان هذا الأمر سيفتح باب جهنم سلسلة الرتب والرواتب، وسأل: ألم نتفق على ان نوقف التقديمات؟ وسانده في ذلك الوزير سليم جريصاتي معتبراً ان هذا الأمر سيفتح الباب على تعديل سلسلة الرتب والرواتب. وإذا كان هذا الموضوع قد أخذ الجدل الأكبر تحت قبة البرلمان غير ان مسار الجلسة بقي محافظاً على الهدوء الذي شهده في اليوم الأوّل وغاب الكلام في السياسة وحصر في النقاش التشريعي بامتياز وهو أمر من النادر ان يشهده المجلس في جلساته العامة، بما يوحي ان هناك توجهاً لتعزيز حالة الاستقرار السياسي للانطلاق من خلاله إلى مواجهة الاستحقاقات والملفات الكثيرة بعد ان وصل إلى مسامع المسؤولين تحذيرات من أكثر من جهة دولية بوجوب الانتقال من الحال الراهن الذي يعيشه لبنان لا سيما على المستويين المالي والاقتصادي وهذا لن يتم الا بالتوافق على ورشة إصلاحية مطلوبة في توصيات مؤتمر «سيدر». وتأكيداً على هذا التوجه الاصلاحي أبلغ الرئيس برّي النواب مع نهاية الجلسة العامة انه في صدد الدعوة إلى جلسة مساءلة للحكومة في النصف الثاني من آذار الحالي إيفاءً بالوعد الذي قطعه في جلسة مناقشة البيان الوزاري بأن المجلس سيعقد جلسة أسئلة واستجوابات أو مناقشة عامة مرّة في كل شهر تأكيداً على الدور الرقابي للبرلمان. وفي الوقت الذي أكّد فيه الرئيس الحريري انه يفضل عدم السير بكل ما يرتب تكاليف مالية على الخزينة ردّ المجلس اقتراح القانون الرامي إلى تسوية وضع عقداء متقاعدين في الأمن العام إلى لجنة الدفاع، كما احال اقتراح القانون بتسوية أوضاع عقداء ورتباء وعرفاء وخفراء من الضابطة الجمركية إلى المجلس الأعلى للجمارك لإبداء الرأي، كذلك ناقش اقتراح القانون الرامي إلى تعديل بعض احكام المرسوم الاشتراعي المتعلق بتعيين قضاة من خارج معهد الدروس القضائية وأحاله إلى لجنة الإدارة والعدل لدراسته، وأعطى الرئيس برّي بعد نقاش مستفيض الحكومة مهلة شهر لدراسة اقتراح قانون الموارد البترولية في البر، بعد إصرار الرئيس الحريري ووزيرة الطاقة ندى البستاني. ولوحظ ان غالبية اقتراحات القوانين التي قدمها النواب بصفة المعجل المكرر قد سقطت وأحيلت إلى اللجان، فيما صادق المجلس على المرسومين اللذين كان رئيس الجمهورية قد ردهما إليه والمتعلقين بتنظيم مزاولة المهن البصرية، وتنظيم مهنة تقويم النطق، بعد ان أسقطت تعديلات عليهما بعد الأخذ بأسباب الرد، كما صادق بمادة وحيدة اقتراح قانون تعديل قانون التجارة البرية، بما يتناسب مع مقررات مؤتمر «سيدر».

تعديلات قانون التجارة

وينص القانون الجديد على إضافة احكام جديدة على قانون التجارة البرية الصادر بالمرسوم الاشتراعي رقم 304 تاريخ 24/2/1942، وتعديل المادة 844 من قانون الموجبات والعقود كما عدلته اللجان النيابية المشتركة. وأبرز هذه البنود، إلغاء نص المادة 16 من القانون والاستعاضة عنها بمادة جديدة تعطي كل شخص طبيعي أو معنوي صفة التاجر ان يمسك بطريقة يدوية أو بواسطة تطبيق رقمي محصن تتطابق خصائصه مع المعايير المحددة بموجب مرسوم يصدر بناءً على اقتراح وزيري العدل والمالية مستندات منها: دفتر اليومية، ودفتر الأستاذ لفتح الحسابات، وجردة سنوية لجميع عناصر مؤسّسته، على ان يصبح مسك الدفاتر التجارية بواسطة التطبيق الرقمي الزامياً بعد سنتين من تاريخ صدور هذا القانون ولكل تاجر يخضع للضريبة على القيمة المضافة. ونص أيضاً على إلغاء المادة 18 والاستعاضة عنها بنص يوجب وضع الدفاتر الممسوكة بطريقة يدوية على ان يوقعها رئيس المحكمة الابتدائية في المدن التي تنعقد فيها هذه المحكمة. وفي المادة 26 الجديدة، نص يوجب تسجيل الشركات في سجل التجارة المختص بمنطقة مركزها، ويجب على ممثّل الشركة القانوني ان يطلب التسجيل في خلال الشهر الذي يلي التأسيس. وقضت التعديلات الجديدة، بأن تثبت جميع الشركات التجارية ما عدا شركات المحاصة بعقد مكتوب، على ان يجوز للغير عند الاقتصاء ان يثبت بجميع الوسائل وجود الشركة أو وجود أي نص يختص بها، وان تتمتع جميع الشركات التجارية بالشخصية المعنوية، اما الشركات المغفلة فيجب ان يكون رأسمالها مقسماً إلى أسهم وتعمل تحت اسم تجاري وتؤلف من عدد من الأشخاص لا يقل عن ثلاثة، وتخضع هذه الشركات لقانون التجارة أي كان موضوعها، وعلى المؤسسين ان يودعوا المبالغ المدفوعة من المكتتبين قبل تأسيس الشركة في أحد المصارف العاملة في لبنان بشكل حساب مفتوح.. إلخ.

عون يدافع عن حزب الله

إلى ذلك، قفزت المواقف التي أطلقها وسمعها وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية اليستر بيرت خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين إلى الواجهة، خاصة وانها جاءت في أعقاب التصنيف البريطاني لحزب الله بجناحيه ارهابياً، ما دفع الرئيس عون إلى الدفاع عن الحزب في سياق المحادثات التي أجراها أمس مع بيرت، لافتاً إلى ان لبنان أخذ علماً بالموقف البريطاني من حزب الله، مشيراً إلى ان ما وصفه «الامتداد الإقليمي لحزب الله لا يعني ان تأثيره على السياسة اللبنانية يتجاوز كونه جزءاً من الشعب اللبناني، وممثلاً في الحكومة ومجلس النواب». اما بيرت فأشار إلى أن العلاقات اللبنانية - البريطانية لن تتأثر في أي موقف تتخذه بريطانيا حيال حزب الله، ونقل إلى رئيس الجمهورية رغبة بلاده في توثيق هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، مشيراً إلى ان المؤتمر الاقتصادي الذي عقد مؤخراً في لندن هو جزء من خطة الدعم البريطانية للاقتصاد اللبناني.

تحذيرات من التعدّي على الحقوق

من جهة أخرى، أبلغ وزير الخارجية جبران باسيل الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ان لبنان لن يسمح بالتعدي على حقوقه وسيادته في المنطقة الإقتصادية الخاصة وذلك في رسائل وجهها الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ورئيسة الجمعية العامة والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني والى وزراء خارجية قبرص، اليونان وإيطاليا، بخصوص مشروع مد خط أنابيب غاز بايبلاين بين إسرائيل وقبرص واليونان ومن ثم إلى إيطاليا. ونبه الوزير باسيل إلى «عدم المس بحقوق لبنان في المنطقة الإقتصادية الخاصة ووجوب الاحتكام إلى القوانين الدولية الخاصة بالبحار والاحداثيات التي أرسلها لبنان إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة»، مؤكدا أن «لبنان لن يسمح بالتعدي على حقوقه وسيادته».

تصريحات بيفاني

وعلى صعيد آخر، تفاعلت أمس، تصريحات مدير عام المالية آلان بيفاني سياسياً، لا سيما بعدما اعتبرها مستشار الرئيس الحريري النائب السابق عمار حوري «محاولات لشيطنة الحريرية السياسية»، في وقت ذكرت معلومات ان الرئيس الحريري سأل وزير المال علي حسن خليل، عمّا إذا كان اعطاه الاذن للادلاء بتصريحات ذات طابع سياسي، فلم يأته جواب، إلا ان أوساط الوزير خليل كشفت بأنه احال بيفاني إلى التفتيش، غير ان مصادر إعلامية نفت ذلك، وقالت ان بيفاني أبلغ مرجعاً كبيراً نيته عقد مؤتمر صحافي للرد على الرئيس فؤاد السنيورة، وانه سيقدم استقالته بعد المؤتمر، لكن المرجع أجابه حازماً: «انا أقول لك اعقد مؤتمرك ولا تقدّم استقالتك». وكان حوري رأى، في حديث تلفزيوني، ان من يُطلق الحملات من هنا وهناك لا ينتسب إلى صنف الملائكة، مشيراً إلى أن «موضوع الفساد الذي يغرق به الكثيرون وعلى القضاء وضع اليد عليه، هو بمعظمة ينتسب إلى فرقاء سياسيين يدعون العفة اليوم ويدعون النزاهة والإستقامة». ولفت إلى أن «بيفاني أجاب بالأمس بأن الـ 11 مليار موجودة بقيودها وتفاصيلها وأجهض من حيث يدري أو لا يدري كل الحملة التي انطلقت منذ سنوات طويلة». ودعا حوري «الى فتح النقاش حول مدى دستورية مجلس النواب وموازنات الدولة والكثير من العناوين الأخرى، لكن لا يمكن فتح هذه الملفات على مستوى المدراء العامين بل على مستوى مجلس النواب والمجلس الدستوري». اما الرئيس السنيورة فاستغرب من جهته ان يخرج مدير المالية عن عمله الإداري، وانه يفترض به ان يكون مسؤولاً، مبدياً اعتقاده بأن ما قاله ليس فقط افتراء بل ليس له أساس من الصحة. وقال في حديث لمحطة «العربية» ان «حزب الله» اخترع على مدى عشر سنوات قضية تمّ تلفيقها بما يتعلق بـ11 مليار دولار، بحيث صور للناس ان هذه المبالغ مسروقة أو متلاعب بها أو انفقت في غير محلها، لكن مدير المالية الذي لا ينتمي إلى تيّار «المستقبل» اضطر إلى الاعتراف بأن هذه المبالغ موجودة في ملفات الوزارة وانها انفقت في اماكنها وفي المكان الصحيح، وبالتالي ظهر فساد وبطلان هذه التهمة مائة في المئة، مما اضطرهم إلى ان يخترعوا تهماً أخرى.

انتخابات طرابلس

وفيما أطلق الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري من طرابلس، الماكينة الانتخابية للمستقبل في المدينة، بمثابة إشارة إلى إطلاق المعركة الانتخابية التي ستجري على المقعد السني الخامس، الذي شغر بالطعن بنيابة ديما جمالي، بقيت فعاليات طرابلس تترقب التحالفات السياسية التي يمكن ان تحسم النتائج حتى قبل تحديد موعد الانتخاب الفرعي الذي ينتظر صدور قرارات المجلس الدستوري في الجريدة الرسمية. وفي هذا السياق، ذكرت معلومات بأن الرئيسين الحريري ونجيب ميقاتي التقيا أمس الأوّل على هامش جلسة «مجلس النواب»، وان ميقاتي أبلغ الحريري بأنه واياه في مركب واحد، بما يؤشر إلى ان رئيس تيّار العزم سيكون إلى جانب «المستقبل» في معركته لتأمين الفوز لمرشحته السيدة جمالي، سواء بمعركة فرعية، أو بالتزكية، خاصة في ظل معلومات عن احتمال انسحاب مرشّح جمعية المشاريع طه ناجي من المعركة، الا ان هذه المعلومات لم تتأكد، خاصة وان ناجي يعتبر ان فرصة الفوز مؤمنة له أيضاً عبر تحالفه مع تيّار «الكرامة» الذي يقوده النائب فيصل كرامي.

جنبلاط لهولاند من المختارة: لن ننسى تضامنك معنا.. والاخير: لدعم لبنان

الجمهورية... شهد قصر المختارة اليوم، حدثا استثنائيا تمثل بزيارة الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا هولاند، يرافقه سفير فرنسا برونو فوشيه، حيث استقبله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يحيط به رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط ونورا وداليا جنبلاط. وتحدث جنبلاط بالفرنسية والعربية، فقال: "السيد الرئيس فرنسوا هولاند والصديق الكبير، نرحب بكم في المختارة، في هذه الجمعة المتعددة والمتنوعة، التي هي عنوان الجبل وعنوان الوطن لبنان. شاءت الظروف ان تكون معنا اليوم في شهر آذار، منذ اربعين عاما كما تعلمون، وفي شهر آذار كان اغتيال كمال جنبلاط، وكان حمام الدم الذي قضى فيه المئات من المواطنين المسيحيين الابرياء. أما وقد وصلت شخصيا بعد الخريف الى شتاء العمر، أوصي تيمور واصلان والعزيزة داليا بأن يحفظوا المختارة عنوانا للتلاقي والاعتدال، وأن تبقى المختارة ملجأ للمحتاجين والمضطهدين على مر العصور وان يرفعوا عاليا مشعل الحرية والحداثة والاشتراكية، مشعل كمال جنبلاط". أضاف: "شاء القدر ان تكون معنا في آذار منذ اربعة عشر عاما، ومع الشعب اللبناني، في انتفاضته من اجل الحرية والكرامة وفي مواجهة الهيمنة والاجرام، لن ننسى وقفتك معنا، ولن ينسى الشعب اللبناني تضامنك وتضامن الحزب الاشتراكي الفرنسي معه". وتابع: "في آذار منذ ثماني سنوات انتفض اطفال درعا، ولاحقا انتفض الشعب السوري بأسره، ولكن النظام اغرق السوريين بالدم، والتعذيب، والخطف، والتدمير والموت، ولا يزال رافضا الاعتراف بحق شعب بأسره في الحرية والكرامة. وكنت يا سيادة الرئيس، الرئيس الوحيد الى جانب الشعب السوري، بعد ان سقطت الخطوط الحمراء لأوباما ورسمت مع الأسف خطوط حمراء أخرى. بالأمس كنت واضحا حول فلسطين حيث لا آذار ولا أيار، حيث مأساة منذ اكثر من مئة عام، لكن فلسطين ستتحرر". وختم: "باسمي وباسم مصالحة الجبل التي رعاها كبير من بلادي البطريرك صفير عام 2001 وتابع مسيرتها البطريرك الراعي، وباسم عائلتي وباسم الحزب الاشتراكي، نرحب بك في المختارة ضيفا وصديقا ورفيقا اليوم وفي كل يوم". بدوره، قال هولاند: "أشعر بامتنان كبير لهذا الترحيب الحار في المختارة بوجود كل السلطات السياسية، والدينية، والعديد من السفراء الذين تكبدوا عناء المجيء الى هنا". أضاف: "إن شهر آذار بالنسبة للشعب اللبناني هو طبعا شهر حافل بالتذكارات والذكريات والمعاناة. عندما كنت طالبا يافعا، ما زلت اذكر وفاة والدك وتلك الصدمة التي أثارتها ليس فقط في لبنان بل في الخارج أيضا. أعلم بأنك عرفت ايضا المعاناة وظروفا صعبة اخرى لا سيما اغتيال رفيق الحريري، وقد جئت على رأس وفد من الحزب الاشتراكي للاعراب عن تضامني. يجب المحافظة على الذاكرة وان نكون في الوقت عينه قادرين على المضي قدما وهذا ما تقومون به في لبنان. أنتم لم تنسوا شيئا وما زلتم تحافظون على الذاكرة، وانتم قادرون على التحضير للمستقبل. بعد ان توليت قيادة فرنسا اريد ان اقول انكم تمثلون للعالم رمزا، بل نموذجا، في منطقة تعصف بها الحروب والتوترات والنزاعات والصراعات، انتم نجحتم في ارساء السلام والامن والوحدة، فحافظوا على هذه القيم بشكل جيد، فبالنسبة للعديد من الشعوب التي تعاني، أنتم تشكلون لهم مصدرا للامل". وتابع: "ما زلتم تحملون عبء اللاجئين والنازحين وتقومون بذلك باسم قيمكم وباسم الاسرة الدولية، لهذا السبب فإن فرنسا وكذلك الاسرة الدولية يجب ان تكون الى جانبكم في هذه الاوقات، لأن لبنان يقوم بجهود جبارة ويجب مساعدته ودعمه لتتمكنوا من تأمين تنميتكم". وتوجه الى جنبلاط بالقول: "أنت ذكرت بالخيار الذي أخذ ضد الارهاب، وهذا امر مطلوب ومفروض، وكل ما يحصل في هذه المنطقة يؤثر في العالم بأسره، فحتى فرنسا عصف بها الارهاب وضربها بسبب النزاع القائم في سوريا والعراق. لذلك يجب ان نناضل ضد كل اشكال الارهاب والتأثيرات الخارجية التي تؤدي إليه". أضاف: "خلال ولايتي منذ خمس سنوات، عملنا معا على النضال ضد كل مصادر النزاع، وعندما تقتضي الحاجة يجب التدخل قبل فوات الأوان. ونحن نذكر بكل ما فعلناه من اجل لبنان، ونكرر صوت فرنسا، وأنا متأكد من أن الرئيس ماكرون يسير على الخطى عينها من اجل الحفاظ على وحدة لبنان وسيادته". وتابع: "كونوا على ثقة بأن الشعب الفرنسي يقف دائما الى جانبكم ونحن نعرف ما تقومون به من اجل الثقافة واللغة الفرنسيتين وقيم الجمهورية، وعندما نغني النشيد الوطني الفرنسي نعرف بأنكم تنتمون الى هذه المجموعة من القيم، ففرنسا قائمة من خلال مواقفها وقدرتها على التنمية والنمو وكذلك من خلال ثقافتها، فشكرا للعب دوركم بالكامل".

لبنان أَخَذَ علْماً بتصنيف بريطانيا «حزب الله» إرهابياً.. وجنبلاط «في شتاء العمر» تلا وصيّته لأولاده على مسامع هولاند

الكاتب:بيروت - «الراي» ... ... ماذا وراء الاندفاعة الدولية في اتجاه بيروت والتي ستكون أبرز محطاتها الأسبوع المقبل مع زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو؟... سؤالٌ «لم تهدأ» محاولات سبْر أغواره على وقع استمرار حركة «هبوط وإقلاع» طائرات الموفدين الدوليين والتي تشي بحصيلة مزدوجة. فرغم البُعد الإيجابي الذي تعبّر عنه زيارات الديبلوماسيين الاوروبيين والأميركيين والدوليين لجهة تأكيد أن لبنان «غير متروك»، فإنها تنطوي في الوقت نفسه على جانبٍ بالغ الدقة ومفاده أن «بلاد الأرز» تحت «العين الحمراء» انطلاقاً من وضعية «حزب الله» كرأس حربة في المشروع الإيراني وحجْم تأثيره في لعبة السلطة كما في مساراتٍ إقليمية. وأكدت مصادر مطلعة لـ «الراي» أن المجتمع الدولي الذي «يرعى» ورشة النهوض المالي والاقتصادي للبنان عبر مؤتمر «سيدر» يوجّه رسالةً بأنه لن يهمل إطلاقاً «الشقّ السياسي» من الملف اللبناني والحاجة إلى ضوابط تمنع تَمادي الوهج الإيراني في إدارة الخيارات الداخلية والخارجية من خلال توسع نفوذ «حزب الله»، ولا سيما في غمرة اشتداد المواجهة بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين طهران وأذرعها وفي مقدّمهم الحزب وخصوصاً في مرحلة ما بعد «داعش». وفيما كرّستْ محادثات مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد في بيروت مقاربة الولايات المتحدة للواقع اللبناني من زاوية التحذير من تأثيراتٍ إيرانية عبر «حزب الله» على «الخيارات الوطنية» والتموْضع الاستراتيجي للبنان عشية مرحلة من تضييقِ الخناق السياسي والمالي على طهران والحزب، اكتسبتْ مباحثات وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في الخارجيّة البريطانيّة اليستر بيرد مع المسؤولين اللبنانيين أهمية خاصة ولا سيما أنها جاءت على وقع التطابُق بين واشنطن ولندن حيال النظرة الى «حزب الله» وأدواره كامتدادٍ إيراني وهو ما عبّر عنه قرار بريطانيا بتصنيف الحزب بجناحيْه العسكري والسياسي تنظيماً إرهابياً. وإذ وُضعت زيارة بيرد في إطار تأكيد ان قرار بلاده لا يؤثر في العلاقات مع لبنان الرسمي مع إيضاح موجباته، فإن بيروت بدتْ مستشعرة بوطأة المناخات المستجدّة حيال «حزب الله» ومخاوف المجتمع الدولي من اختلال التوازنات الداخلية لمصلحته والتداعيات المحتملة لذلك على واقع البلاد. وكان لافتاً إبلاغ الرئيس العماد ميشال عون الى الديبلوماسي البريطاني أن «لبنان أخذ علماً بالموقف البريطاني من حزب الله، وقد يكون من المفيد الإشارة الى ان الامتداد الاقليمي لحزب الله، لا يعني أن تأثيره على السياسة اللبنانية يتجاوز كونه جزءاً من الشعب اللبناني وممثّلاً في الحكومة ومجلس النواب». وبينما نوّه عون «بالتعاون القائم بين لبنان وبريطانيا، لا سيما لجهة دعم القوات المسلحة اللبنانية في العتاد وبناء أبراج المراقبة التي ساهمت في تمكين الجيش من دحر الارهابيين في منطقة الحدود البقاعية»، نقل بيرت رغبة بلاده في توثيق العلاقات اللبنانية -البريطانية وتعزيزها في المجالات كافة، مؤكداً ان «هذه العلاقات لن تتأثر بأي موقف تتخذه لندن حيال (حزب الله)». ولم يغب ملف النازحين عن مجمل محادثات الموفدين الغربيين وبينهم نائب وزير الخارجية الألمانية نيلس أنين، وسط تأكيد اوروبي - أميركي على وجوب ان تكون عودتهم آمنة وطوعية وبضماناتٍ بعدم التعرض لهم مع ربْط ذلك بإعادة الإعمار والحل السياسي. وشكّل هذا العنوان المحورَ الوحيد في لقاءات المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيروت حيث بحث في آفاق هذه القضية الشائكة. وفي موازاة ذلك، انشغل لبنان بزيارة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند الذي أجرى مباحثات شملت كبار المسؤولين وفي مقدّمهم عون، وهو حلّ ضيفاً على الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (في المختارة) الذي أقام له استقبالاً تكريمياً حاشداً تلاه غداء. وحرص جنبلاط على إلقاء كلمة، بالفرنسية والعربية، بدت أشبه بـ«وصيّة» لأولاده (تيمور وأصلان وداليا) «بعدما بلغتُ شتاء العمر» بأن «يحفظوا المختارة كرمزٍ للتسامح والحداثة ويحملوا مشعل الحرية من بعدي» بعدما استعاد ما أعقب اغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط في 16 مارس 1977 من «حمام دم سقط فيه مئات الأبرياء من المسيحيين». وإذ ذكّر بمصالحة الجبل مع «الكبير البطريرك نصرالله بطرس صفير»، توجّه الى هولاند «لن ينسى الشعب اللبناني أنّك كنت معه في انتفاضته من أجل الحرية (ثورة الأرز 2005)»، متطرقاً الى الثورة السورية و «رفض النظام الاعتراف بمطالب الشعب وردّه على أطفال درعا بالقتل والتهجير والإجرام»، وقائلاً للرئيس الفرنسي السابق: «انت الوحيد الذي أردت التدخل، كنت الرئيس الوحيد إلى جانب الشعب السوري بعدما سقطت الخطوط الحمر للرئيس الأميركي (السابق) باراك أوباما». بدوره، قال هولاند: «انتم تمثلون للعالم رمزاً بل نموذجاً في منطقة تعصف بها الحروب ونجحتم في إرساء السلام والأمن والوحدة وأنتم تحملون أعباء النازحين ولهذا السبب يجب أن تكون فرنسا إلى جانبكم وتدعم لبنان». من ناحية ثانية، حذّر لبنان من أي مساس بحقوقه والتعدي على سيادته من إسرائيل في سياق مشاريعها لنقل الغاز إلى أوروبا. ووجّه وزير الخارجية جبران باسيل رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة الجمعية العامة والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي والى وزراء خارجية قبرص، اليونان وإيطاليا بخصوص مشروع مدّ خط أنابيب «غاز بايبلاين» بين إسرائيل وقبرص واليونان ومن ثم إلى إيطاليا. ونبّه باسيل إلى عدم المس بحقوق لبنان في المنطقة الاقتصادية الخاصة ووجوب الاحتكام إلى القوانين الدولية الخاصة بالبحار والاحداثيات التي أرسلها لبنان إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، كما أكد «أن لبنان لن يسمح بالتعدي على حقوقه وسيادته».



السابق

مصر وإفريقيا..الجيش المصري يدمر أنفاقا ويصادر قنابل في شمال سيناء..مصر.. أين يختبئ الإرهابيون؟..الذكور والإناث في مصر.. الكشف عن "النسبة الحقيقية"..استعدادات في تونس لاحتضان القمة العربية..تظاهرات في الخرطوم "إحياء لنضال المرأة السودانية"..ليبيا: الحكومة المؤقتة تناكف السراج...الحكومة المغربية تصادق على اتفاق تعزيز التعاون الأمني ..

التالي

اخبار وتقارير.....إقرار وثيقة عربية لـ «حقوق المرأة»......واشنطن تطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات «حقيقية» على إيران ....مسؤول أميركي: محادثات مع 8 دول لوقف استيراد نفط إيران...الصين تخترق المستحيل.. وتبني أول قاعدة "تحت البحر"..غوايدو يدعو أوروبا إلى تكثيف العقوبات على نظام مادورو..واشنطن: نزع سلاح كوريا الشمالية النووي لا يزال ممكنا..باكستان تصادر ممتلكات جماعات أصولية وتشن حملة اعتقالات واسعة...أوروبا ليست واقعية بل ضعيفة...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,225,728

عدد الزوار: 6,941,203

المتواجدون الآن: 122