لبنان...مصادر أميركية: لبنان يعزل نفسه...بعد استهداف الحرس الثوري... موقف شديد اللهجة من "حزب الله"!.."الجمهورية": جلسة غارقة في الخطابات والسجالات.... العــلولا ينقل دعم الرياض...سجال «الكتائب» و«حزب الله» يتصدّر وقائع جلسات الثقة بالحكومة وخطابات النواب تمدد الجلسة البرلمانية..اللواء...الملك سلمان في ذكرى استشهاد الحريري: رَفْع التحذير عن سفر السعوديِّين إلى لبنان...

تاريخ الإضافة الخميس 14 شباط 2019 - 5:20 ص    عدد الزيارات 2654    القسم محلية

        


مصادر أميركية: لبنان يعزل نفسه..

الراي....الكاتب:واشنطن - من حسين عبدالحسين ... علّقت مصادر اميركية على غياب لبنان عن قمة وارسو المخصصة لمناقشة الاوضاع في الشرق الاوسط - وخصوصاً «نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار» وعملية السلام العربي - الاسرائيلي المتعثرة - بالقول ان المنظمين لم يوجهوا دعوة الى اللبنانيين لعلمهم ان بيروت اقتلعت نفسها من المجتمع الدولي، الذي قدم لحكوماتها المتعاقبة دعما على مدى العقود الماضية. وتعتقد بان بيروت قررت الالتحاق بالكامل بالمحور الذي تقوده ايران. وقالت المصادر ان احتفال وزير خارجية ايران جواد ظريف بالذكرى الاربعين للثورة الايرانية في «فندق فينيسيا» في بيروت، على بعد امتار عن موقع اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري «لم يكن مصادفة، بل خطوة مدروسة لم تفت رمزيتها احداً». وفي وقت يدور حديث حول امكانية سعي حكومة لبنان الى البدء بمفاوضات مع المصارف المحلية لاقناعها بالتخلي عن عائدات بعض الاموال التي سبق ان اعارتها للجمهورية اللبنانية، في محاولة لتخفيض خدمة الدين التي تكاد تستهلك الجزء الاكبر من الموازنة السنوية، لا يبدو ان حكومة لبنان تدرك اهمية البقاء في فلك الاقتصاد العالمي، بدلا من خروجها منه وانخراطها في ما تسميه ايران «اقتصاد المقاومة». ولفتت المصادر الى ان التصريحات التي رافقت زيارة ظريف الى بيروت، لناحية نية ايران «تقديم مساعدات» للبنان، هي تصريحات «تقارب السوريالية»، فالاقتصاد الايراني في الحضيض، والريال خسر اكثر من ثلث قيمته، امام العملات العالمية، في السنتين الماضيتين، و«طهران بحاجة لعملات صعبة، ولادوية اجنبية، ولمواد اخرى لا تقوى على شرائها بسبب شح العملة الصعبة». ويكرر المسؤولون الاميركيون ان نظراءهم الايرانيين يعتقدون، او على الأقل يكررون، ان بامكانهم اقامة منطقة اقتصادية اقليمية عالمية مستقلة عن الولايات المتحدة، ويمكنها بذلك تجاوز اي عقوبات اميركية. يشارك في هذه المنطقة الاقتصادية، إلى ايران، العراق وسورية ولبنان، وعالمياً روسيا وربما الصين والهند. روسيا، بدورها، تتصرف في العلن وكأنها منخرطة في المشروع الايراني لاقتصاد اقليمي مستقل عن اميركا، وتوقع اتفاقيات تبادل تجارية من دون سيولة او حوالات مصرفية. لكن واقع الحال، ان موسكو تدرك انه لا يمكنها التمرد على الاقتصاد العالمي، حتى بمساعدة ايران ودول اخرى، وهو ما دفع الحكومة الروسية الى تخفيض انفاقها بشكل جذري في كل القطاعات - باستثناء الدفاع وتعويضات المتقاعدين - واستخدام الفائض لتكديس العملات الصعبة في المصرف المركزي الروسي. يقول المسؤولون الاميركيون ان الرئيس فلاديمير بوتين «يستعد لاحتمال تعرض روسيا لعقوبات غربية اقسى، ابتداء من العام 2021، وهو ما يدفعه الى تكديس العملات الصعبة تحسباً، وبهدف الصمود امام الضغوط الغربية وانتظار انحسارها من دون تقديمة تنازلات». اما ايران، ومعها لبنان، فيتصرفان وكأن الانفصال عن الاقتصاد الدولي امكانية واقعية، حسب المصادر. هكذا، لا ينزعج لبنان، بل يتباهى وزير خارجيته جبران باسيل بانه سيغيب عن قمة وارسو، «بدلا من ان يسعى الى المشاركة بها كفرصة لنسج علاقات دولية واقتصادية افضل مع الدول الستين المشاركة في القمة». حتى الدول الاوروبية، التي تحاول استرضاء طهران لابقائها في الاتفاقية النووية، أعلنت مشاركتها في قمة وارسو، لعلمها ان لا مصلحة لها في الغياب عن لقاء دولي من هذا النوع. صحيح ان اهداف القمة ونتائجها لا تبدو واضحة ولا واعدة، إلا ان غياب اي حكومة عن لقاء دولي بهذا الحجم هو ضد مصالحها. في الحالة اللبنانية، يختم المسؤولون الاميركيون، ان لبنان يبدو وكأنه يعمل على الالتحاق بايران والتشبّه بها، وذلك عن طريق قيامه بعزل نفسه.

سجال «الكتائب» و«حزب الله» يتصدّر وقائع جلسات الثقة بالحكومة وخطابات النواب تمدد الجلسة البرلمانية

بيروت: «الشرق الأوسط»... طغى السجال بين «حزب الكتائب» و«حزب الله» على وقائع اليوم الثاني من جلسات مناقشة البيان الوزاري في البرلمان، وسرق الضوء من الاتهامات بالتقصير والفساد، التي وردت في مداخلات النواب لليوم الثاني على التوالي، وسط تقديرات بأن تمتد المناقشات إلى يوم السبت المقبل، بالنظر إلى عدد طالبي الكلام من النواب. وفيما لن يستأنف البرلمان اليوم الجلسات، بسبب العطلة الرسمية لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري من النواب، أمس، عدم الارتباط، الجمعة والسبت، لأن الجلسة قد تمتد إلى ذلك الحين. وفي المقابل، شطب 4 من نواب التيار الوطني الحر و6 نواب قواتيين، أسماءهم من لائحة طالبي الكلام، وكانوا جزءاً من نحو 60 نائباً طلبوا الكلام في الجلسات التي ستنتهي بمنح الحكومة الثقة. وقد تسلم نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي رئاسة الجلسة الأولى نيابة عن الرئيس بري، بعد خروج الأخير للقاء المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا. ووقع سجال حاد بين نواب حزب «الكتائب» ونائب «حزب الله» نواف الموسوي على خلفية سؤال وجهه النائب سامي الجميل خلال كلمته، «هل هذه حكومة (حزب الله)؟»، فردّ النائب الموسوي معترضاً، فقال: «يجب أن تسمح لنا يا دولة الرئيس بأن نرد على كل من يتعرض إلينا، فلا يجوز أن يحاول كل من يريد أن يسلط الضوء عليه أن يهاجمنا»، فقاطعه النائب نديم الجميل قائلا: «من يهاجمك، هو يقول رأيه وهذا حقه». فرد الموسوي بالقول: «اسكت أنت، شو دخلك؟». وعندما تطرق النائب سامي الجميل إلى تصريح الوزير جبران باسيل الأخير عن دور «حزب الله» في إيصال الرئيس العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، قاطعه الموسوي بالقول: «شرف للبنانيين أن يصل الرئيس عون ببندقية المقاومة لا أن يصل مثل غيره على دبابة إسرائيلية». وهنا احتد السجال وعمّ الصخب أرجاء القاعة. ورد الجميل من جديد على النائب الموسوي بالقول: «ما حدا وصل على ظهر دبابة، أنتو كنتو عم تكبوا رز، والأكثرية صوتت في مجلس النواب لبشير الجميل». واستحوذت النقاشات في الجلسات، أمس، على ملف مكافحة الفساد، استكمالاً لما بدأ به النواب، أول من أمس. ورأت النائبة بولا يعقوبيان أن «الطبقة السياسية الممسكة بمفاصل الدولة أوصلت الناس إلى حد اليأس»، مؤكدة أن «هذه الحكومة ألغت دور المجلس الرقابي». وفي وقت اتهمت فيه «حزب الله» بأنه شارك في توظيف أكثر من 5500 موظف قبيل الانتخابات النيابية، رد عليها النائب حسن فضل الله، مؤكداً أن هذا الأمر غير صحيح، متحدياً إياها أن تأتي بالدليل إذا كان لديها. وشدد فضل الله على أن «حزب الله» يؤيد التوظيف عبر مجلس الخدمة المدنية. كما رد وزير الإعلام جمال الجراح على ما قالته بأن رئيس هيئة أوجيرا أبلغها أنه «وظف أشخاصاً قبل الانتخابات الماضية، لأسباب انتخابية». وبعد أن منح عضو لبنان القوي النائب نعمت إفرام، الحكومة، الثقة، تحدث عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل، فأكد أن «الفساد مستشر كمرض سرطاني في جسم الإدارة الهزيل، وكان على الحكومة أن تعطي الأولوية للإصلاح الإداري ولكل إجراء يحارب الفساد». من جهته، سأل النائب سامي الجميل: «كيف نعطي ثقة لحكومة تأخذ 9 أشهر لتقوم بالمحاصصة وساعتين لإصدار بيان وزاري، في وقت الأخير يجب أن يأخذ وقتاً ونقاشاً، لأنه يشكّل خطة إنهاض البلد أما المحاصصة المتعلّقة بمصالح فيجب أن تأخذ وقتاً قليلاً لأنها ثانوية أمام مصلحة البلد». وأشار الجميّل إلى أن سؤالاً يُطرح في الإعلام، وهو: «هل هذه حكومة (حزب الله؟)». وقال: «يجب أن نعترف بأن (حزب الله) فرض شروطه على تشكيل الحكومة، فرض حليفه الدرزي والسني، حجم حصة القوات، وسحب الثلث المعطّل من رئيس الجمهورية الذي كان يطمح له، وأنا برأيي يجب ألا نقول إن هذه حكومة (حزب الله)، ولكن يمكن القول إن حزب الله هندس هذه الحكومة». وبينما اعتبر النائب حسين الحاج حسن أن «المشكلة الأساسية في البلد أن المواطن قلق ويائس»، أشار النائب بجورج عدوان إلى أن «عجز الموازنة ارتفع 10.5 في المائة، وخدمة الدين عام 2005 كانت 3900 مليار، وعام 2016 كانت 6600 مليار، والآن 8214 ملياراً». وقال: «هذه الأرقام تدل على أننا في قلب الهاوية، والإصلاح يجب أن نبدأ به عمليا الآن، ما يعني أننا نحن نخطئ كل مرة، لأننا نربط الإصلاح بشيء آخر».

اللواء...الملك سلمان في ذكرى استشهاد الحريري: رَفْع التحذير عن سفر السعوديِّين إلى لبنان

تمديد جلسات الثقة: يعقوبيان نجمة اليوم الثاني و عنف كلامي بين نوّاب حزب الله والكتائب والقوات

عشية احتفال لبنان بالذكرى الـ14 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري سجلت العلاقات اللبنانية - السعودية قفزة نوعية، أكدت العمق التاريخي، والارتباط المصيري، في مرحلة بالغة الصعوبة، في نزاعات المنطقة والاستقطاب الحاصل على غير صعيد إقليمي ودولي.. وتمثلت هذه القفزة بإعلان سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري، غداة استقبال الرئيس سعد الحريري الموفد الملكي السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار بن سليمان العلولا، في السراي الكبير عند الخامسة من عصر أمس، حيث شارك في اللقاء، برفع التحذير عن مجيء الرعايا السعوديين إلى لبنان. وكشف مصدر سعودي رسمي ان المستشار العلولا نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمّد بن سلمان وتهانيهما لمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة. واضاف المصدر إنه جرى أيضاً بحث آخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وأوضح السفير بخاري، في تصريح صحفي عقب اللقاء أنه جرى خلال الاستقبال مناقشة العديد من الملفات والقضايا، ومنها التباحث حول التحضير للجنة مشتركة بين البلدين والإعداد المبدئي لإرسال مجموعة من الفنيين من جميع القطاعات الحكومية والمؤسسات اللبنانية، للالتقاء بنظرائهم في المملكة العربية السعودية, مشيرًا إلى التحضيرات لعقد هذه اللجنة المشتركة التي ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل مؤسساتي. ثم تلا السفير بيانًا أعلن فيه أنه «نظراً لانتفاء المسببات الأمنية التي دعت المملكة العربية السعودية إلى تحذير مواطنيها من السفر إلى لبنان، وبناء على التطمينات التي تلقتها المملكة من الحكومة اللبنانية على استقرار الأوضاع الأمنية وحرصها على سلامة المواطنين السعوديين، فإن المملكة ترفع تحذيرها للمواطنين المسافرين إلى الجمهورية اللبنانية سواء من المملكة أو أي جهة دولية أخرى». ووصفت مصادر دبلوماسية عربية الخطوة السعودية بأنها مؤشر على عودة الدفء إلى العلاقة التاريخية الحميمة بين البلدين، وفي توقيت له رمزيته، وهو الذكرى 14 لاغتيال الرئيس الشهيد الحريري.

رفع الحظر السعودي

وهكذا، قفز القرار السعودي برفع الحظر عن سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان إلى واجهة الاهتمامات اللبنانية، أمس، وطغى على مناقشات المجلس النيابي للبيان الوزاري للحكومة الجديدة، وحتى على المناكفات والسجالات ونبش القبور التي تخللت اليوم الثاني من الجلسات، والتي انتقلت تداعياتها إلى منطقة الأشرفية، حيث نظم مناصرو «القوات اللبنانية» و«الكتائب» تجمعات شعبية استنكاراً لكلام نواب في «حزب الله» بحق الرئيس الراحل بشير الجميل. وتزامن الإعلان السعودي مع الجولة التي قام بها الموفد الملكي السعودي المستشار العلولا أمس على الرؤساء الثلاثة: ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري للتهنئة بتشكيل الحكومة، وتأكيده «وقوف السعودية إلى جانب لبنان ومساعدته في المجالات كافة بهدف تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين».

منتدى الطائف

وإلى الإعلان عن الخطوة السعودية، والتي لقيت على الفور ترحيباً لبنانياً جامعاً، نظراً لاهميتها على صعيد تعزيز العلاقات بين البلدين، تميزت زيارة العلولا إلى لبنان أمس، بحدثين:

الاول: مشاركته في حضور «منتدى الطائف» الذي رعاه الرئيس الحريري مساء أمس، تحت عنوان «انجازات وأرقام وشركاء» والذي نظمته «مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة» بالتعاون مع السفارة السعودية في بيروت لمناسبة الذكرى 14 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وتحول هذا المنتدى الذي أقيم في مركز «سي سايد ارينا» في واجهة بيروت البحرية، إلى تظاهرة وطنية لتكريم «شركاء الوطن» من اللبنانيين والعرب والأجانب الذين شاركوا في إعادة اعمار لبنان بين عامي 1992 - 2005 وهي الفترة التي تولى فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري مسؤولياته الحكومية قبل استشهاده.

والثاني: الحضور السياسي اللبناني الجامع في العشاء الذي دعت إليه السفارة السعودية في بيروت في فندق «فينيسيا»، لمناسبة زيارة العلولا للبنان، حيث شارك في العشاء إلى جانب السفير السعودي، الرئيس الحريري، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب مروان حمادة والرئيسان السابقان ميشال سليمان وأمين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ورئيس حزب «الطاشناق» اغوب بقرادونيان وعدد من الوزراء والسفراء العرب والأجانب وشخصيات سياسية واقتصادية واعلامية وأمنية. وكان الرئيس الحريري، ألقى امام «منتدى الطائف»، وفي حضور حشد مماثل من الشخصيات السياسية والقيادات، كلمة عبر فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد على ايفادهما المستشار العلولا ليكون معنا اليوم، تأكيداً على وقوف المملكة الدائم قيادة وشعباً إلى جانب لبنان واللبنانيين، لافتاً إلى ان «اسم الطائف بات أبعد من مؤتمر رعته المملكة فوضع حداً لحرب أهلية وأنجز وثيقة وفاق وطني شكلت دستوراً جديداً، وتحول إلى نموذج لعديد من دول المنطقة التواقة للعودة إلى السلم الأهلي والأمان عن طريق التسوية السياسية». وتخلل الاحتفال كلمتان للنائب السيدة بهية الحريري التي أوضحت بأن هذا المنتدى أراده الرئيس الحريري مناسبة تكريمية للشخصيات الوطنية الكبيرة وللشركاء الوطنيين والأشقاء العرب والدول الصديقة والمنظمات والصناديق شركاء النهوض وإعادة البناء، وانه سيتبعه منتدى قريب لتكريم كل من وقف مع لبنان في مرحلة الآلام والمسؤولية بين عامي 2005 و2018 وشركاء مؤتمر «سيدر»، ومن ثم كلمة ثانية للسفير بخاري الذي اعتبر ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد ذكرى مشؤومة، مشيراً إلى انهم اغتالوه لأنهم أرادوا دفن اتفاق الطائف، لكنه أصبح بإرادة الشعب دستوراً (نص الكلمة في مكان آخر).

ذكرى 14 شباط

ولم يعرف ما إذا كان الموفد السعودي سيشارك اليوم في احتفال تيّار «المستقبل» بالذكرى 14 لاستشهاد رفيق الحريري، حيث وجهت الدعوات إلى جميع الأحزاب والتيارات السياسية، اضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي وشخصيات دينية وسياسية وأمنية ونقابية وشعبية باستثناء «حزب الله» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» وفريق 8 آذار. وتوقعت مصادر منظمة في التيار لـ«اللواء» مشاركة حزبية على مستوى رفيع هذا العام، والذي يختلف ظروفه السياسية عن العام الماضي.. حيث غاب عن الحضور رؤساء أحزاب «القوات» سمير جعجع والتقدمي الاشتراكي والكتائب، مشيرة إلى ان حضور هؤلاء سيكون بمثابة رسائل سياسية واضحة لجهة دعم الرئيس الحريري، لا سيما وأن معظم القوى السياسية ممثلة في الحكومة الجديدة. وعلم ان برنامج الذكرى سيقتصر على كلمة الرئيس الحريري مع فيلم وثائقي يتمحور بشكل أساسي على الأوضاع الاقتصادية والنقلة النوعية التي قام بها الرئيس الشهيد في هذا الإطار، إضافة إلى مشهدية رفضت المصادر الكشف عنها.

جلسات الثقة: اليوم الثاني

في هذا الوقت، أنهى المجلس النيابي يومين من مناقشات البيان الوزاري للحكومة، من دون ان يتمكن من التصويت على الثقة، نظراً إلى كثرة عدد النواب طالبي الكلام، حيث تحدث في اليوم الثاني 18 نائباً، بعدما كان تحدث في اليوم الأوّل 15 نائباً، وبقي على لائحة طالبي الكلام، بحسب ما أعلن الرئيس نبيه برّي مساءً 22 نائباً، ما حمله إلى الطلب من النواب عدم الالتزام بمواعيد يومي الجمعة والسبت، كون اليوم عطلة رسمية لاحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، مع العلم انه كان من الممكن ان تمتد الجلسات أكثر لو لم يشطب 4 نواب من «التيار الوطني الحر» و6 نواب من كتلة «القوات اللبنانية» اسماءهم من اللائحة، وبذلك يرجح ان يتم التصويت على الثقة اما مساء الجمعة، أو قبل ظهر السبت، بعد الاستماع إلى ردّ رئيس الحكومة، ويتوقع ان تكون الثقة عالية تتجاوز الـ110 أصوات. وكانت حصيلة الجولة الثانية من المناقشات أمس، حجب 3 نواب الثقة عن الحكومة، وهم: بولا يعقوبيان وسامي الجميل وإلياس حنكش. وخلافاً لليوم الأوّل من جلسات الثقة، والذي غلب عليه الطابع الهادئ، رغم بعض الخردقات المحدودة، وخلال الجولتين الصباحية والمسائية، حالة من التوتر بفعل اندلاع سجالات ومماحكات ونبش ملفات قديمة وقبور، كان البارز فيها التراشق الكلامي بين نائب «حزب الله» نواف الموسوي والنائبين الكتائبيين سامي ونديم الجميل على خلفية وصول الرئيسين ميشال عون وبشير الجميل إلى قصر بعبدا، فسامي الجميل اعتبر ان «حزب الله» اوصل الرئيس عون إلى الرئاسة، فرد عليه الموسوي بأن ذلك أفضل من الذي وصل إلى القصر الجمهوري على دبابة إسرائيلية، فتدخل النائب نديم الجميل قائلاً: «انتو رشيتو أرز على الدبابة الإسرائيلية»، وكاد الأمر ان يتطور لو لم يتدخل الرئيس برّي حاسماً هذا السجال. كما سجل جدل آخر بين النائب يعقوبيان التي اعتبرت ان «حزب الله» شارك في ملف التوظيف العشوائي قبل الانتخابات، فرد عليها النائب حسن فضل الله معتبراً ان هذا الكلام غير المقبول يحتاج إلى اثباتات، فأعادته يعقوبيان إلى محاضر جلسات لجنة الإعلام. تجدر الإشارة إلى ان يعقوبيان كانت نجمة الجلسة أمس، منذ لحظة وصولها إلى البرلمان على متن دراجة نارية، إلى لحظة اعتلائها المنبر. وإلى جانب ملف التوظيف الانتخابي، كان شبح الفساد نجم الجلسة، حيث لم تخل أي مداخلة نيابية، سواء لنائب موال أو معارض من إثارة هذا الملف والدعوة إلى محاربته واقتلاعه من الإدارة، من خلال عملية إصلاحية شاملة، وذهبت النائب يعقوبيان إلى حدّ وصف الفساد بالاحتلال والذي يحتاج إلى ثلاثية مقاومة وقضاء نزيه وشعب يحاسب ومجلس نواب يراقب، كما كان لافتاً ايداع النائب أنور الخليل الرئيس برّي ثلاثة مستندات قال انها تتضمن حقائق ووقائع وارقاماً تتعلق بهدر المال العام في قطاعات الكهرباء والاتصالات والبيئة، حاملاً بشكل أساسي على وزير الطاقة السابق سيزار أبي خليل الذي قفز عن قراراته فوق مجلس الإدارة، رافضاً زيادة التعرفة على الكهرباء، معتبراً ان «شطف الدرج يكون من فوق الى تحت»، في إشارة إلى أن مكافحة الفساد يجب ان تبدأ بالرؤوس الكبيرة.

مجلس الوزراء الخميس

إلى ذلك، رجحت مصادر رسمية ان يعقد مجلس الوزراء أوّل جلسة له بعد الثقة الأسبوع المقبل، الا ان أي دعوة رسمية لم توجه بعد إلى الوزراء بانتظار انتهاء جلسات الثقة، وان ترددت معلومات ان تكون الجلسة الثلاثاء أو الخميس. وقالت المصادر لـ«اللواء» ان أولويات البحث في مجلس الوزراء ستكون لموضوعي الكهرباء والموازنة، علماً ان مناقشة مشروع الموازنة قد تستغرق بعض الوقت بسبب وجود وزراء جدد في الحكومة، ويفترض بهم الاطلاع على المشروع الذي سبق ان اعده وزير المال علي حسن خليل منذ شهر آب الماضي.

بعد استهداف الحرس الثوري... موقف شديد اللهجة من "حزب الله"!..

الجمهورية... دان "حزب الله" بشدة "التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة تقل عدداً من حرس الثورة الإسلامية، ما أدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى". ورأى "حزب الله" في بيان أن "عصابات التكفير والارهاب التي لا تخفي أميركا واسرائيل وحلفاؤهما في المنطقة أنهم صنعوهم ومولّوهم ورعوهم يقفون وراء هذا الهجوم الانتحاري البشع". ولفت إلى أن "هذه الجماعات المجرمة التي هالها الحضور الجماهيري الواسع للشعب الايراني في الذكرى الاربعين لانتصار ثورتهم الشابة ارادوا ايصال رسالة مغمسة بالدماء تعبر عن الصورة الحقيقية للارهاب المنظم الذي ترأسه الإدارة الأميركية وتحرض دول العالم على القيام به". وأشار إلى أن "تزامن هذا التفجير مع انعقاد موتمر وارسو والتجمع الدولي المعادي لايران الذي تقوده واشنطن يكشف التناغم التام بين الإدارة الأميركية ومنظمات القتل والاجرام على زعزعة الاستقرار والأمن في الجمهورية الاسلامية". وشدّد على أن "الشعب الايراني الذي أكد أمس بحضوره المليوني في الساحات تمسكه بجمهوريته الاسلامية الفتية لن تضعفه هذه الجرائم بل ستزيده قوة واصرارا على مواصلة التقدم والازدهار، وسيبقى نورا تهتدي به الشعوب التواقة للحرية والاستقلال".

"الجمهورية": جلسة غارقة في الخطابات والسجالات.. العــلولا ينقل دعم الرياض

مشهد المنطقة على حافة تغيّرات واحتمالات، ربطاً بـ«التظاهرة الدولية» التي تنظمها الولايات المتحدة الاميركية لنحو 60 دولة في العاصمة البولندية وارسو وتحت عنوان أساس: «بحث تقليص المخاطر في الشرق الأوسط»، أمّا جوهره فالبحث في وضع أسس تكوين تحالف لوقف أنشطة إيران المُزعزعة للاستقرار، ومحاربة الإرهاب. وفي انتظار ما سينتهي إليه «مؤتمر وارسو»، وما قد ينجم عنه من ارتدادات وتداعيات، يمضي لبنان نحو إعادة تكوين مؤسساته الدستورية ويقترب من محطة منح الثقة لحكومته، الذي قد يتم غداً أو بعده. في وقت تلقّى رسالة سعودية إيجابية في دلالاتها تجلّت في الاعلان عن رفع حظر سفر السعوديين الى لبنان. شكلت زيارة الموفد الملكي السعودي الدكتور نزار العلولا حدثاً بارزاً، في توقيت يبدو انه أريد منه إيصال رسالة دعم سعودية واضحة سياسياً ومعنوياً للحكومة الجديدة، كان اللافت فيه مبادرة المملكة الى رفع حظر سفر الرعايا السعوديين الى لبنان، بعد سنوات من المنع. المبادرة حملها الدكتور العلولا، الذي التقى أمس، برفقة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، كلّاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري في مجلس النواب، ورئيس الحكومة سعد الحريري. وفيما ذكرت المعلومات الرسمية أنّ العلولا نقل لعون تحيات الملك سلمان وولي العهد، وتهانيهما لمناسبة تشكيل الحكومة، مؤكداً «وقوف السعودية الى جانب لبنان ومساعدته في المجالات كافة بهدف تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين»، أعلن السفير البخاري بعد لقاء العلولا مع الحريري انّ الموفد الملكي أبلغ لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري انه «سيتم رفع الحظر عن سفر السعوديين الى لبنان»، وقال: «نظراً لانتفاء الأسباب الأمنية التي دفعتنا لتحذير رعايانا من السفر ونتيجة التطمينات التي سمعناها، نرفع تحذيرنا للمواطنين المسافرين الى لبنان». وأضاف: «قدّمنا التهاني الى الرئيس الحريري، وناقشنا جملة قرارات أهمها اللجنة المشتركة بين البلدين وإرسال لجنة من الخبراء للقاء نظرائها في السعودية». ومساءً أقامت السفارة السعودية مأدبة عشاء في فندق فنيسيا جمعت العلولا مع مرجعيات وقيادات سياسية تقدّمها رئيس الحكومة سعد الحريري، الرؤساء ميشال سليمان، امين الجميل، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، رئيس حزب الطاشناق اغوب بقرادونيان، وعدد من الوزراء والسفراء العرب والاجانب، ونواب وشخصيات سياسية واقتصادية وادارية واعلامية وامنية.

مستندات

سياسياً، مرّ اليوم الثاني لجلسة الثقة، وسط سيلان كلامي متدفّق، أغرق الهيئة العامة لمجلس النواب، ومن خلالها المشهد اللبناني العام، بتعابير أدخلت كلّ الطاقم السياسي الى قفص الاتهام. فيما علمت «الجمهورية» انّ وزارة المالية بصدد إحالة كل المستندات حول كيفية صرف المليارات المشكوك بوجهة صرفها، والتي طالبَ بها النائب حسن فضل الله، الى المجلس النيابي»، وهو أمر، كما تؤكد مصادر مجلسية لـ«الجمهورية»، يوجِب إعادة طرح هذا الملف على الطاولة المجلسية لإماطة اللثام عن كل ما اعتراه من التباسات ووجهات صرف غير معروفة.

إشتباك

كذلك، عبر اليوم الثاني وسط اشتباكات متقطعة بين النواب، وصلت الى حد تبادل تعابير قاسية. وبرز في هذا السياق التلاسن بين النائبين نديم الجميّل ونواف الموسوي، والذي أصاب الجلسة بنوع من التشنج. حصل هذا الاشتباك، أثناء تلاوة النائب سامي الجميّل كلمته، وقال فيها «انّ «حزب الله» يتحكّم باللعبة السياسية ويفرض خياراته»، فرد الموسوي قائلاً: «المقاومة تشرّف كل لبناني، وشرف ان يكون الرئيس ميشال عون وصل ببندقية المقاومة وليس بالدبابة الاسرائيلية». فتدخل النائب نديم الجميّل قائلاً: «أنتم رششتم الارز على الدبابة الاسرائيلية.. فـ«ما بَقا حدا يهِتّنا» بالدبابة الاسرائيلية». فأكمل النائب سامي الجميّل كلمته بالقول: أنا رح إحفظ شغلِه وحده، إنك قلت انّ الرئيس عون وصل الى بعبدا بسلاح «حزب الله»... وعلى كل حال لا أظن انّ الرئيس عون ولا التيار الوطني الحر «بيرضوا بهالشّي». وتَبعت ذلك مساء، وقفة تضامنية في الاشرفية نظّمها مناصرو حزب «الكتائب» وحزب «القوات اللبنانية» وفاعليات إستنكاراً للكلام الصادر عن الموسوي. وألقى النائب نديم الجميّل كلمة قال فيها: «أحد نواب «حزب الله» تعدّى على رمز وهو بشير الجميّل، وحاول أن يخوّن القضية التي استشهد من أجلها». اضاف: «السلاح وكلامهم في المجلس النيابي وتهويلهم لن يخيفنا... منعرف نحمل سلاح ومنعرف نواجه». وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب عماد واكيم، خلال الوقفة التضامنية: «لن نسمح بإهانة الشهيد بشير الجميّل و«ما يشوفونا بمجلس النواب بالبدلات والكرافتات» فنحن وَقت السلم «قوات» ووقت الحرب «قوات». مضيفاً: «اللي بيعَربِش على حيطنا منكسِرلو إجرو» وكل من لا يحترم بشير الجميّل، لن نعترف بانتمائه الوطني اللبناني». ومساءً ردّ النائب نواف الموسوي من مجلس النواب على «من قال انه سيكسر رجلنا» بالقول: مقاومتنا عزّتنا وشَرفنا، ومن يتطاول عليها سنكسر رقبته».

ليست «زلة لسان»

وقال مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية»: ما صدر عن النائب الموسوي ليس «زلة لسان» ولا هو مجرد موقف سياسي، بل هو إقرار علني من «حزب الله» بوضع اليد على مؤسسات الدولة الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية بقوة السلاح». واعتبر «انّ هذا الإقرار المدوّن في المحاضر الرسمية لمجلس النواب، والمحفوظ فيها، يعتبر وثيقة إدانة لكل الذين شاركوا ويشاركون في تغطية ما يمكن وصفه بأنه انقلاب على الدستور وعلى الديمقراطية وعلى الآليات الطبيعية لانتقال السلطة وإعادة تشكيلها، بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية مروراً بالظروف التي سبقت ورافقت الانتخابات النيابية الاخيرة وما انتهت اليه من كسر للتوازنات الوطنية، وصولاً الى تشكيل الحكومة الاخيرة في الشكل الذي تشكّلت فيه من خلال الرضوخ لكل الشروط التي حدّدها «حزب الله» منذ اليوم الاول لبداية مسيرة التأليف!.... وختم المصدر: انّ ما شهده مجلس النواب أمس يستدعي وقفة سياسية وشعبية معارضة، تتصدى بحسم وحزم للمنطق الانقلابي الذي باتَ يتحكّم بكل المؤسسات والقرارات لإعادة لبنان الى المسارات الدستورية والديموقراطية التي طبعت حياته السياسية وميّزتها!

فتح السجون

ما ورد في مداخلات النواب في الجولات الاربع من جلسة الثقة على مدى اليومين الماضين، من ارتكابات واتهامات بصفقات وسمسرات واختلاسات، كاف، في دولة تحترم نفسها، لأن تُفتح أبواب السجون على مصاريعها، وتزجّ بهم خلف القضبان. مع انّ الكلام النيابي أكد بما لا يقبل أدنى شك انّ صفّ المرتكبين طويل جداً من أعلى الهرم الى أدناه. ولذلك، وعلى كثرتهم، قد لا تتّسع لهم السجون الموجودة، بل يتطلب هذا الصف الطويل بناء سجون جديدة لاحتوائهم.

إنفصام

بالتأكيد انّ ما قاله النواب في مداخلاتهم، قد يبدو مدغدغاً مشاعر الناس، ومحدداً مكامن الوجع التي تشعر به، لكنه في جوهره لم يأت بأيّ جديد، بل كان كعصا، جلّ ما فعله النواب بها من خلال استعراضاتهم الخطابية المرئية والمسموعة على «منبر الثقة»، هو أنّهم غرزوها في جرح الناس ونَكأوه، فلم يزيدوا وجعهم فقط، بل بعثوا في نفوسهم المزيد من القلق والخوف من الآتي، وقرّبوهم أكثر فأكثر من حافة اليأس. ومع ذلك، ظلّ الكلام قاصراً عن التسمية الصريحة، والفاسد والمفسد بقيا مجهولَين. لقد عكست مداخلات النواب حقيقة شديدة المرارة، أظهرت ان لا شيء سليماً في الدولة وكل شيء فيها منخور بالفوضى والفساد والرشى وبَلع أموال الخزينة ولا مَن يسأل ويحاسب، بحيث لا توجد زاوية في هذه الدولة بريئة من الاتهام. وأمّا الملاحظة التي يمكن وصفها بـ«المنفِّرة» انّ هذا العرض لم يأتِ به نواب المعارضة، وعددهم كما هو واضح لا يزيد عن 6 قرروا حجب الثقة عن الحكومة، بل انه ورد على لسان من يُسمّون «نواب الحكومة» الممثلة كتلهم فيها، بحيث جاءت الصورة مصابة بشيء من الانفصام السياسي، فبَدت المعارضة أحنّ على الحكومة من موالاتها التي جَلدتها بقسوة لافتة للانتباه بوصفها استمراراً لسابقاتها وارتكاباتها التي لا حصر لها.

جلدوها... ومنحوها الثقة

بمعزل عن المعارضين الستة وحَجبهم الثقة عن الحكومة، وهو أمر كان متوقعاً سلفاً منذ ما قبل انعقاد الجلسة العامة لمناقشة البيان الوزاري، فإنّ خلاصة جلسة الثقة هي انّ هذه الحكومة تُجلَدُ من بيت أبيها. والمفارقة الكبرى انّ «الجلاد» نفسه عاد ومنحَها الثقة، كأنه بذلك يحكم عليها بالبراءة من كل ما نسبه اليها والى سابقاتها، الامر الذي يحمل على إثارة أكثر من علامة استفهام حول هذا الانفصام بين الإمعان في الضرب القاسي على الحكومة، ونعتها بشتى النعوت والاوصاف، وتخفيض سقف التوقعات منها والرهانات الملقاة عليها، ومن ثم مراضاتها بمنحها الثقة! وهو أمر بالتأكيد يدفع الناس الى ان يصوغوا سؤالاً صريحاً ويضعوه في أيدي هؤلاء: طالما انّ كل هذه العلل موجودة في الحكومة، وفي ما قبلها، فلماذا شاركتم فيها وفي ما قبلها؟

إستراحة

اليوم، يستريح النواب في العطلة الرسمية في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على ان تستأنف جلسة الثقة اعتباراً من بعد ظهر غد، مع احتمال أن تستمر المداخلات ليوم بعد غد، الّا اذا نجحت المساعي الجارية لإقناع بعض النواب الى سحب أسمائهم من لائحة طالبي الكلام، وهذا معناه انّ التصويت على الثقة سيتم غداً، بعد ردّ من قبل رئيس الحكومة سعد الحريري على المداخلات النيابية.

وارسو

دولياً، يأتي مؤتمر وارسو وسط ما يعتبره أحد الخبراء في الشؤون الدولية اختلافاً حول سقف التوقعات، وقال لـ«الجمهورية»: حلفاء واشنطن يعتبرونه محطة لكبح الخطر الايراني عبر تشكيل جبهة دولية - إقليمية لمواجهة إيران ومحاصرتها. فيما قوى دولية أخرى تقلل من شأنه وتتوقع خروجه بنتائج هزيلة قاصرة ربطاً بعدم الحماسة الاوروبية لهذا المؤتمر، والتي ترجمت بتخفيض مستوى مشاركة فرنسا والمانيا والاتحاد الاوروبي الى الحد الأدنى. وذلك بالتوازي مع تعالي أصوات من داخل الاتحاد الاوروبي تؤكد على تفضيل الاوروبيين لحوار سياسي مع إيران توصّلاً الى بلورة تفاهمات حول الدور الايراني في المنطقة.

لبنان يراقب

لبنانياً، إنّ الرصد الداخلي للمؤتمر، يترقّب ما سينتهي اليه، فيما نقل زوّار الرئيس بري عنه قوله انّ «جلّ المطلوب من هذا المؤتمر هو جمع العرب بالإسرائيليين فقط لا غير».

عقيص لـ«الجمهورية»

وحول هذا الموضوع، قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» جورج عقيص لـ«الجمهورية»: إنّ جميع القوى الإقليمية والدولية تحاول حشد الهمم قبل مؤتمر وارسو. ورأى أنّ الأساس هو ما سينتج عن وارسو، لأنّ لبنان يتأثر بالسياسات الإقليمية والدولية. وعن العرض الإيراني، في ما خَص التسليح، قال عقيص: «إنّ لبنان يعاني اقتصادياً، فلا ينقصه أي خطوة قد تضعه في مرمى العقوبات الأميركية». وسأل: لو كانت منظومة الدفاع الجوي الإيراني جديرة بالثقة لماذا لا تستعمل في سوريا لصَد الهجمات الإسرائيلية؟

زعيتر لـ«الجمهورية»

بدوره، إعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب غازي زعيتر، لـ«الجمهورية»، أنّ عرض وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في شأن تسليح الجيش اللبناني مهم لأننا في حاجة الى سلاح لمواجهة العدو الإسرائيلي. ورأى «انّ هذا الأمر قد يُحرج واشنطن ويدفعها الى زيادة تسليح الجيش، لا أن تعطينا فتات السلاح وتقول إنها تسلّح الجيش»، مشيراً الى أنه يمكننا أن نفتّش عن مخرج للإلتفاف على العقوبات.



السابق

مصر وإفريقيا....مصر تستضيف اجتماعاً للدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر...رئيس البرلمان المصري يتعهد بحوار مجتمعي...مصر.. تنفيذ حكم الإعدام على 3 مدانين بقتل اللواء نبيل فراج..قصف أميركي يستهدف عناصر القاعدة في جنوب ليبيا..البشير يعلن 2019 عاماً للسلام... والمعارضة تتمسك برحيله...تونس تحاكم متهمين بالدعاية لـ«أنصار الشريعة»...تنظيم مُعارض في الجزائر يطلق «مقاومة سلمية» ضد «الولاية الخامسة»..."إيلاف المغرب" تجول في الصحافة اليومية المغربية الصادرة لخميس...

التالي

اخبار وتقارير..برنامج سرى أميركي لتخريب الصوايخ الإيرانية..الكونغرس يصوت لـ«تقييد» دعم تحالف دعم الشرعية باليمن..غوايدو يتحدى: المساعدة الإنسانية ستدخل في 23 الجاري..ترمب يدرس «كل الخيارات» في فنزويلا والكونغرس يقول: «العسكري ليس أحدها»..مؤتمر وارسو يأمل بـ «تقدّم جدي» لكبح إيران..العالم يتململ من سلوك إيران ويستعد لخلق آلية في «وارسو»...دراسة دولية تحذر من خطر الحرس الثوري الإيراني ...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,104,484

عدد الزوار: 6,934,909

المتواجدون الآن: 72