لبنان.....باسيل ينتظر جواباً من الحريري على اقتراحاته "لبنان القوي": لعدم خلق مشكلة من دعوة سورية للقمة....العاصفة «أَطْبَقَتْ» على لبنان و«فضحتْ» بناه التحتية..«المستقبل» تذكر بانتهاء صلاحية «اقتراحات قديمة».. وباسيل يمهّد للإنقلاب على كامل التسوية...بكركي لجبهة ضغط مارونية للتأليف... وبرِّي: الحكومة «في خبر كان»..

تاريخ الإضافة الأربعاء 9 كانون الثاني 2019 - 6:40 ص    عدد الزيارات 2646    القسم محلية

        


اللاجئون الحلقة الأضعف في مواجهة «نورما» بلبنان..

عاصفة تضرب الشمال السوري ومخيم الزعتري... وإخلاءات إلى المساجد والمدارس...

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح - البقاع (شرق لبنان): حسين درويش... تفاقمت مآسي النازحين السوريين في لبنان مع اشتداد العاصفة «نورما» التي تضرب المنطقة، ما أدى إلى غرق العشرات من المخيمات غير المجهزة لمواجهة عواصف مماثلة، فيما ارتفعت أصوات اللاجئين والمنظمات الإنسانية المـُطالبة بإغاثتهم وتأمين أماكن سكن ملائمة، والأهم تأمين مواد التدفئة، بعد تدني درجات الحرارة بشكل كبير. وغطت الثلوج مخيمات النزوح في البقاع والشمال على حد سواء، وتسربت مياه الأمطار بكثافة إلى داخل الخيم، ما أدى إلى سقوط بعضها وغرق بعضها الآخر. وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد، إن 150 مخيماً يسكن فيها 8000 لاجئ تضرروا من العاصفة، لافتة إلى أن 66 منهم تضرروا بشكل كبير، فيما أفيد عن تضرر 15 بشكل كلي. وأوضحت أبو خالد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن 850 مخيماً معرضة للطوفان، مشيرة إلى أن 300 لاجئ نقلوا من خيمهم التي باتت غير صالحة إلى المساجد والمدارس أو إلى منازل أقارب وجيران. وأكدت أن المفوضية استنفرت لإعانة النازحين، وتم توزيع المواد اللازمة لإعادة بناء الخيم، كالبطانيات والفرش والأحذية الشتوية، موضحة أنها أطلقت برنامجاً للمساعدات الشتوية مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، تضمن مساعدات نقدية لتأمين مواد التدفئة. وأضافت: «كل حركة المفوضية منسقة مع وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية، كما مع المنظمات والجمعيات المحلية». وفي وقت لاحق، أصدرت المفوضية بياناً أشارت فيه إلى أن 50 ألف نازح في خطر، نتيجة العاصفة «نورما». وفي بلدة عرسال، الواقعة على الحدود الشرقية للبنان، التي تُعتبر التجمع الأكبر للنازحين، باعتبارها لا تزال تستضيف 64 ألف نازح، غمرت الثلوج مئات الخيم التي تساقط بعضها جراء قوة الرياح. وقد عمدت بعض العائلات التي لا تستفيد من مساعدات المفوضية، إلى تجميع النايلون والأحذية القديمة والكرتون للتدفئة. وتحدثت «الشرق الأوسط» لصبحة، وهي أم لولدين مكفوفين وصلت إلى مخيم الطيبة منذ 4 أشهر من إدلب في الشمال السوري هرباً من اشتداد المعارك بين قوات النظام وعناصر المعارضة، وقد استطاعت أن تجمع بعض الكرتون والنايلون من السوبر ماركت القريب من المخيم لإشعالها في مدفأة قديمة، علماً بأنها كانت قد حصلت على بعض الأحذية القديمة من متجر قريب قامت بإشعالها أيضاً بهدف تأمين الدفء لولديها المكفوفين. أما عبد العلي الذياب العلي، النازح من الرقة، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن المدفأة أصبحت للفرجة وجزءاً من ديكور الخيمة. وأضاف: «ما تقدمه الأمم المتحدة لنا من مساعدة 260000 ليرة لا يكفي ثمن حليب ومستلزمات الأطفال». أما رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، الذي عمل على فتح الطرقات إلى المخيمات، بواسطة جرافة للبلدية لضمان استمرارية تواصل المخيمات مع محطات المحروقات لتأمين مادة المازوت، فوصف وضع المخيمات بـ«المأساوي»، وأشار إلى سقوط وتضرر 30 خيمة، وقال: «نعمل بالتعاون مع المجلس الدنماركي لإعادة بناء هذه الخيم». من جهتها، أشارت نائبة رئيس بلدية عرسال ريما كرنبي إلى أن «كثافة الثلوج التي هطلت في عرسال لم تكن متوقعة، ما أدى إلى تضرر عدد كبير من الخيم، باعتبارها غير مجهزة لظروف مناخية مماثلة»، لافتاً إلى أن «الوضع سيئ جداً، خاصة أن العاصفة تجددت بعد ظهر يوم أمس، ونحن ندرس اقتراحاً بنقل بعض اللاجئين إلى أماكن أخرى، بعدما دخلت المياه إلى خيمهم، وباتت غير قابلة بتاتاً للسكن». وأوضحت أن 64 ألف لاجئ ما زالوا يعيشون في عرسال، 56 ألفاً منهم في مخيمات، و8 آلاف في منازل، مشددة على أهمية مدّ يد المساعدة لهم، وخاصة من خلال تأمين مواد التدفئة. وقد بلغ في السنوات الماضية عدد النازحين في عرسال 120 ألفاً، أي ما يعادل 4 أضعاف عدد سكانها الأصليين، إلا أن عدداً كبيراً منهم غادر في الأشهر والسنوات القليلة الماضية عائداً إلى سوريا، سواء من خلال مبادرات سورية أو من خلال جهود يبذلها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم. ونشر عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين صوراً وفيديوهات تظهر الوضع المأساوي التي ترزح تحته مخيمات النازحين، وخاصة في عرسال. وقال الناشط السوري أبو الهدى الحمصي إن درجة الحرارة في مخيمات عرسال وصلت إلى 8 تحت الصفر وسماكة الثلوج على أغطية الخيم تخطت 30 سم، لافتاً إلى أن «الوضع كارثي بكل المقاييس». ورغم كون اللاجئين السوريين في لبنان الأكثر عرضة للأحوال المناخية في الأيام الأخيرة، فإن المنطقة شهدت تعرضهم لأوضاع أخرى مأساوية، إذ ضربت عاصفة مطرية مخيمات الشمال السوري، متسببة بكارثة إنسانية لسكان المخيمات، إضافة إلى تهدم مئات الخيم والمنازل الإسمنتية. وفي الأردن، أخلت كوادر دفاع مدني المفرق نحو 120 لاجئاً سورياً في مخيم الزعتري، أول من أمس، جراء مداهمة مياه الأمطار للخيام التي يقطنونها، بحسب مدير دفاع مدني المفرق العقيد نايف النوايسة، الذي قال في تصريحات إعلامية، إنه «تم إخلاء سكان الخيام إلى أماكن أكثر أمناً، فيما تم العمل على شفط كميات المياه من الخيام»، موضحاً أنه لم تسجل أي إصابات. وقال مدير مخيم الزعتري العقيد زاهر أبو شهاب، في السياق، إن مياه الأمطار داهمت نحو 120 شخصاً يمثلون أكثر من 15 عائلة سورية، بعد تعرض خيامهم لأضرار جراء مياه الأمطار، مشيراً إلى أنه تم نقلهم إلى خيام أخرى تابعة لمنظمات دولية في المخيم ومجهزة بوسائل التدفئة والأغطية والمواد التموينية. ولفت إلى أن كميات مياه الأمطار التي شهدتها منطقة مخيم الزعتري كانت غزيرة، ما تطلّب تدخل كوادر الدفاع المدني لشفط المياه بواسطة آليات المديرية.

باسيل ينتظر جواباً من الحريري على اقتراحاته "لبنان القوي": لعدم خلق مشكلة من دعوة سورية للقمة..

بيروت - "الحياة" .. حذر "تكتل لبنان القوي" الذي يضم نواب "التيار الوطني الحر" وحلفاءه أمس من أنه اذا استمر الوضع الحالي على حاله (في ما يخص تأخير تأليف الحكومة) من دون سقف سيكون لنا موقف ثانٍ، ويجب أن يكون واضحاً أننا لن نكون متفرجين على عملية أخذنا وأخذ البلد واللبنانيين الى مصير مجهول بات معلوما لدى البعض". وقال مصدر في "التكتل" ل"الحياة" أن رئيسه الوزير جبران باسيل أبلغ أعضاءه أنه ينتظر جوابا من الرئيس المكلف سعد الحريري على الاقتراحات التي تقدم بها إليه قبل أسبوع، للخروج من أزمة تمثيل النواب السنة الستة الذي يشترط "حزب الله" تعيين وزير عنهم. وأوضح المصدر أن الحريري كان أبلغ باسيل بأنه يدرس الاقتراحات التي سلمه إياها. وأضاف: "يبدو أن هناك برودة في اتصالات التأليف". ونفى المصدر أن تكون هناك مشكلة حول حصول "التكتل" مع حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوزارية على الثلث زائدا واحد في الحكومة، وقال:" نحن لا نسعى إلى أكثر من الثلث لأننا لسنا في المعارضة التي عادة تسعى إلى ذلك، بل أن حجمنا النيابي بعد الانتخابات يقود إلى تخطي عدد وزرائنا نسبة الثلث". وقلل المصدر من أهمية الأجواء الإعلامية عن تباعد بين "التيار الحر" وبين "حزب الله" في هذا الصدد مكررا ما تقوله قيادة الحزب عن عدم ممانعتها في حصول "التيار" والرئيس على أكثر من الثلث. ورد "التكتل" على لسان أمين سره النائب ابراهيم كنعان إثر اجتماعه الدوري أمس برئاسة باسيل، على المطالبين بدعوة سورية إلى القمة العربية الاقتصادية التي تنعقد في بيروت بين 19 و20 الجاري، بتكرار تأييده هذه الدعوة لكنه أكد أن هذا الأمر "مسؤولية الجامعة العربية التي هي تقرر وتحدد المدعوين ". وذكّر كنعان بأن "موقفنا في الاساس عندما أخرجت سورية لم يكن الموقف الرسمي مع هذا القرار وبالتالي نحن انسجاما مع هذا الموقف نعتبر أن بعد عودة أكثرية الدول العربية للاعتراف بسورية دبلوماسيا وبعد الكلام عن إعادة إعمارها واعتبار لبنان المحطة الاساسية اقتصاديا وماليا في السنة المقبلة للانطلاق منه نحو هذا الإعمار وأنه في قمة اقتصادية من الطبيعي أن يكونوا موجودين. من هنا موقفنا نحن الداعي الى عدم خلق مشكلة من موضوع لم يعد مطروحاً. وعن أزمة تأليف الحكومة اعتبر أن هذه الازمة "نسعى لحلها إن كان عبر مبادرة رئيس الجمهورية التي لا تزال تتداول وإن كان الأفكار التي يطرحها رئيس التكتل والتي تتداول تصب في خانة حلحلة، وإذا لم نتحرك يقال لماذا لا نتحرك. وإذا تحركنا نجد انتقادات واعتراضات وفي الوقت نفسه كلام حول أننا نؤلف (الحكومة) ونأخذ صلاحيات الغير". وقال: "نقر بحقوق الجميع حسب الانتخابات النيابية وحسب تشكيل المجلس النيابي طالما نعمل على حكومة وحدة وطنية... وإذا قدمنا فكرة ليس معناه التعقيد. وإذا كانت الفكرة لا تعجبهم فليكن ولسنا معنيين بالتنازع من قبل بعض الأطراف حول هذه العقدة بالذات". وأضاف: "لنا مصلحة كتكتل في أن تكون هناك حكومة، ونحن أكثر من لنا في هذا العهد، ونحن ضنينون، في ظل وجود شخصية استثنائية هي العماد ميشال عون او اي عهد، بنجاح لبنان كدولة ومؤسسات وشعب ووطن. فأين هي مصلحتنا في ظل تمثيلنا الوازن في المجلس النيابي او الحكومة العتيدة في انهيار البلد؟ وعلى من يتحدث عن انهيار البلد ان يقرن القول بالفعل بحمايته". وعن تراجع الوضع الاقتصادي رأى كنعان أنه "تراكمي نتيجة سياسات عمرها سنوات، ويجب ألا يعتبر أحد أن ما نعيشه ناجم عن أزمة آنية. المسألة تتطلب معالجة، وتحتاج لحكومة، ولكن لمتابعة المجلس النيابي أيضا، ولتحمل المجتمع السياسي مسؤولياته كاملة". وقال: "أولويتنا في المرحلة المقبلة هو الواقع الاقتصادي، ولذلك سعينا لموازنات ونجحنا عام 2018، ولحسابات مالية، باتت بندا اول على طاولة مجلس الوزراء المقبل". وأكد أن "محاربة الفساد في لبنان لا تكون بتسوية بل بالنضال".

العاصفة «أَطْبَقَتْ» على لبنان و«فضحتْ» بناه التحتية..

بيروت - «الراي» .. أَطْبَقَتْ العاصفة «نورما» على لبنان بعدما بلغتْ ذروتها أمس واقتادت البلاد، بثلوجها ورياحها العاتية وأمطارها الطوفانية، الى إقامةٍ جبرية انقطعتْ معها أوصال مناطق فيما حوّل فيضان الأنهر والسيول الجارفة مناطق أخرى «جزراً عائمة» ومعزولة، وسط أضرار متنقّلة كَشَفَتْ هشاشة البنى التحتية ولم تحجب اللوحات الخلابة التي رسمها الزائر الأبيض ابتداء من ارتفاع 500 متر وما فوق. وجاء «زحفُ» الصقيع وعملية «مطاردة نورما» ومسارها ليزيح الأنظار عن الفشل المتمادي في تأليف الحكومة الجديدة التي ما زالت «في خبر كان» على حدّ قول رئيس البرلمان نبيه بري والتي جُمِّدت المفاوضات في شأنها بفعل «العواصف» السياسية المعلَنة كما المكتومة والتي تضمر صراعات على «الأمر لمَن» في مَفاصل القرار سواء المتّصل بلعبة السلطة وتوازنات النظام أو بالتموْضع الاستراتيجي للبنان. وبدا واضحاً، ان الجميع سلّموا بأن لا حكومة جديدة في المدى المنظور وأقلّه قبل القمة التنموية الاقتصادية العربية المزمع عقدها في بيروت بعد 10 أيام، وسط تَوازُنٍ سلبي ارتسم من خلف الفيتوات المتبادلة على قاعدة «لا» من فريق الرئيس ميشال عون لحكومة لا يكون له فيها الثلث المعطّل باعتباره «نتيجةً طبيعية» لما أفرزتْه الانتخابات، و«لا» من «حزب الله» لنيْل هذا الفريق «المفتاح الذهبي» منفرداً في مجلس الوزراء، و«لا» من الرئيس المكلف سعد الحريري لفرْض أعراف من نوع توسيع الحكومة الى ما فوق 30 وزيراً والإخلال بالتوازنات الطائفية. وتوقفت الأوساط عند تركيز قادة من «حزب الله» على دور الحريري بإيجاد حلّ لتمثيل «مجموعة الستة» وتالياً تصوير المشكلة على أنها في كنفه، في موازاة تولي قريبين من الحزب التصويب على رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل و«طموحاته الرئاسية» باعتبارها «المسبّب الخفي» لعقدة الثلث المعطّل وخلفياته المتصلة في جانب منها بما يشاع عن رغبة من باسيل في الحصول على ضمانات مبكّرة ذات صلة بالانتخابات الرئاسية. وإذ كانت دوائر سياسية تطرح علامات استفهام حول إذا كان «أمر العمليات» بوجه الحريري في إطار التمهيد لقلْب الطاولة من «حزب الله» ربْطاً بمسارات إقليمية، كان لافتاً تأكيد المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل أن «لا قرار ولا نية عند قيادة الحزب بالهجوم على الرئيس المكلّف»، مشيراً إلى أن «الحزب لا يزال مقتنعاً رغم كل شيء بأن الحريري هو رئيس حكومة المرحلة»، معتبراً أن «المواقف الأخيرة لبعض المسؤولين ليسَت مؤشراً على وجود أمرِ عمليات بذلك». وفي حين كان لافتاً ما نُقل عن وجود اتجاهٍ لدى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «لدعوة القيادات المسيحية المارونية الى الاجتماع في بكركي للضغط من أجل تشكيل الحكومة»، لم يكن ينقص لبنان سوى العاصفة الثلجية التي تضربه منذ السبت وتستمر حتى اليوم لتظهير مستوى قصور البنى التحتية عن تَحمُّل وزر عواصف طبيعية في ضوء «الاستقالة الرسمية» طوال أعوام عن تحديث هذه البنى التي تنتظر أموال مؤتمر «سيدر». وفي ذروتها أمس، «قبضتْ نورما الهوجاء» (تجاوزت سرعة رياحها 90 كيلومتراً في الساعة وأدت الى أمواج بارتفاع 5 أمتار) على لبنان متسبّبةً بالمزيد من الانهيارات في الطرق الجبلية والسيول التي أغرقتْ مناطق عدّة وعزلت بعض القرى وأدت الى أعطال في التيار الكهربائي وسط قرار من وزير التربية مروان حماده بقفل كل المدارس اليوم بعدما كانت العطلة القسرية أمس جزئية. وبينما فرض «الجنرال الأبيض» اتخاذ إجراءات «ردعية» مثل القطع الكلي لطريق ضهر البيدر أمام الآليات ابتداءً من الرابعة بعد الظهر وتالياً فصل محافظتيْ جبل لبنان والبقاع، أدتْ انجرافات التربة والانزلاقات في الطرق في بعض المناطق الى محاصرتها، فيما «غزتْ» الأمطار الغزيرة مداخل بيروت فتحوّلت الطرق الدولية أنهراً «سبحت» فيها السيارات (على غرار ما حصل في الاوزاعي وخلدة والضبية ومناطق داخلية عدة)، إضافة الى فيضان الأنهر التي انفجرت سيولاً دهمتْ أحياء في ضواحي بيروت وبلدات في الشمال والبقاع خصوصاً تاركة آثاراً كارثية على مخيمات النازحين السوريين، التي إما غرق بعضها أو «تجمّد» بفعل الثلوج التي اجتاحتْها كما في بلدة عرسال التي تؤوي نحو 80 ألف لاجئ.

«نورما» تهدأ اليوم.. وعاصفة التأليف إلى الواجهة!

«المستقبل» تذكر بانتهاء صلاحية «اقتراحات قديمة».. وباسيل يمهّد للإنقلاب على كامل التسوية

اللواء...لا حاجة لاقتراب نحوي أو لغوي، مع تقرير الرئيس نبيه برّي ان الحكومة «اصبحت في خبر كان»، وتكفي وقائع الجمود السياسي، لتدل على ان الأحداث، سبقت «الحكومة العتيدة» أو الموعودة، على وقع تلاطم الانهار، وشدة الرياح العاتية، التي اقتلعت الشجر، وذهبت، بالجدران المتصدعة، لكنها لم تحبس النّاس كفاية في المنازل، فالبعض مات على الطرقات أو حاصرته ثلوج الجبال، فوق الـ700م وتحت الـ500 م، فيما مددت «نورما» بقرار قسري من الوزير مروان حمادة، عطلة المدارس الرسمية والثانويات والمهنيات، في وقت كانت فيه الجامعات والكليات ترتب حركة الاقفال أو الدروس، وفقاً لموجبات الطقس، وحسابات الطلبة، وقرار رؤساء الجامعات.. بين لاءات الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يرفض تحميله «تبعات التأخير في تشكيل الحكومة»، وتأكيد كتلة المستقبل، بعد اجتماعها برئاسته أمس ان «التصريحات التي صدرت في هذا الشأن محاولة مكشوفة لحرف الأنظار عن المكامن الحقيقية للأزمة الحكومية»، بهدف «نقل الاشتباك من معسكر سياسي إلى آخر، وتسويق اقتراحات يُدرك أصحابها سلفاً انها منتهية الصلاحية منذ الأيام الأولى للتكليف»، في إشارة إلى تصريحات مسؤولين سياسيين ونواب في حزب الله، وتأكيد أوساط التيار الوطني الحر، ما أشار إليه تكتل لبنان القوي، من ان مبادرة رئيس الجمهورية مستمرة وان الأفكار التي طرحها الوزير جبران باسيل لا تزال قيد التداول»، خرج الرئيس نبيه برّي، بعد لقاء رئيس مجلس النواب غينيا بيساو بأن «الحكومة بعدها في خبر كان».. الأمر الذي يطرح أسئلة جدية، حول المخارج الممكنة، أو العودة إلى التجاذب الشديد على ابواب القمة الاقتصادية التنموية العربية التي ستعقد في بيروت يومي 19 و20 من الشهر الجاري. وتذهب أوساط تدور في فلك بعبدا إلى الايحاء بان رئيس الجمهورية بات أقرب إلى اللجوء إلى خطوة من شأنها ان تغيّر مجرى المعادلة الحالية، بالتزامن مع تبدل المعطيات المحيطة بالوضع الإقليمي. ولم يخف مصدر مطلع من ان يهيئ الوزير باسيل الأجواء لانقلاب كامل على التسوية، بدءا من إنهاء المقايضة بين الرئيسين ميشال عون والحريري على وزير ماروني من حصة رئيس الحكومة، وآخر سني من حصة رئيس الجمهورية وصولا إلى المطالبة بإعادة توزيع الحقائب.. وربما إلى ما وأبعد من ذلك، وسط مخاوف من أزمة اقتصادية لا تبقي ولا تذر.. وسط ذلك، بقيت العاصفة «نورما» تضغط بثقلها على صدور اللبنانيين، وعلى اهتماماتهم اليومية، لليوم الثالث على التوالي، والذين وجدوا أنفسهم مضطرين لتنظيم حياتهم على إيقاع الأمطار التي ما توقفت لحظة، مع الرياح الشديدة الوطأة، والثلوج التي كللت المرتفعات الجبلية بالابيض الناصع، مؤذنة بالصقيع. وإذا كانت «نورما» حملت معها «خيرات السماء»، الا خير الطبيعة في دولة مثل لبنان، دائماً ما تتحوّل إلى مصائب وكوارث، سواء بالنسبة إلى الضحايا حيث سجل سقوط قتيل شاب بحادث سير، وغرق طفلة سورية في المنية بشمال لبنان (8 سنوات) في مياه الأمطار، مع انقطاع في التيار الكهربائي، وانهيارات في التربة، وسيول جرفت بيوت المواطنين في غير منطقة، مع طوفان الأنهر، مثل ما حصل في انهار الكلب والليطاني والغدير، ألحقت اضراراً في المزروعات والممتلكات وإغلاق للجامعات والمدارس غير المجهزة للبرد والصقيع، فيما تحوّلت الطرقات، وحتى الرئيسية منها، إلى بحيرات، على غرار ما حصل في ضبية وحي السلم وسهول عكار، التي غرق فيها المواطنون داخل سياراتهم، وبعضهم لجأ إلى الزوارق لعبور الطرقات، بفعل التقصير المزمن في الصيانة، على رغم الدعوات المتكررة لتنظيف المجاري قبل حلول الشتاء، ما دفع وزير المال علي حسن خليل إلى ان «يصرخ» امام النّاس الذين تجمعوا حوله خلال تفقده مع الوزير غازي زعيتر الاضرار الناجمة عن فيضان نهر الغدير قائلاً: «نحن امام دولة عاجزة عن اتخاذ قرارات جذرية والقيام بواجباتها». واللافت ان «نورما» بعدما احكمت قبضتها على المرتفعات الجبلية، اتجهت في ذروتها أمس، قبل ان تنحسر تدريجياً ابتداء من ظهر اليوم، إلى الساحل، فأغرقت المدن الساحلية والاوتوسترادات وكشفت سوء أعمال البنى التحتية، وعدم جهوزية شبكات صرف مياه الأمطار، وشهدت العاصمة بيروت، في فترة قبل الظهر، رياحاً شديدة ترافقت مع أمطار غزيرة، ما تسبب بزحمة سير خانقة، بسبب تحول بعض الطرق الرئيسية إلى مستنقعات خاصة نفق المدينة الرياضية، فيما ضجت مواقع التواصل بخبر مع صور، لجسر الكولا تظهر تشققات كبيرة، وجرى التحذير من سلوك الجسر حفاظاً على سلامة السير، مما اضطر بلدية بيروت والشركة المتعهدة إلى طمأنة المواطنين، وان لا خطر على حياتهم إذا ما سلكوا الجسر، في حين لم تسلم مكاتب النواب في مجلس النواب من تسرب المياه إلى الداخل بفعل تشققات في سقفه.

الحكومة في خبر كان

والظاهر ان البرودة التي لفحت المناخ اللبناني، انسحبت بدورها على اتصالات تشكيل الحكومة، حيث لم يسجل أمس، أي تطوّر أو حركة أو اتصال في هذا الشأن، ما دفع الرئيس نبيه برّي إلى ان يقول، بعد توديع نظيره الغيني بيساو سيبريانو كاساما في عين التينة: «ان الحكومة لا تزال في خبر كان»، وهذا يعني بكلمة أكثر وضوحاً ان «لا حكومة لا الآن ولا غداً، إلى ان نجد خبر كان الذي ما يزال في عالم الغيب». وفي تقدير مصادر سياسية، ان إعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان حكومة تصريف الأعمال ليست سبباً لتأجيل القمة العربية الاقتصادية التنموية، وتأكيده بالتالي ان القمة ستعقد في موعدها يعني ان موضوع تشكيل الحكومة لم يعد موضوعاً على نار حامية، ويمكن ان يتأجل إلى ما بعد القمة، أي في 20 كانون الثاني الحالي، في حين بدأ البعض يتحدث انه إذا كانت حكومة تصريف الأعمال صالحة لأن تشارك في أعمال قمّة بيروت، فإنه في امكانها أيضاً ان تكون صالحة لحضور قمّة تونس المقرّر انعقادها في 31 آذار المقبل، أي ان كل شيء يمكن دفعه إلى الربيع، في حال بقيت الاتصالات متوقفة على النحو الذي شهدته الأيام الماضية، من إطلالة العام الجديد. واوضحت مصادر سياسية ان الجمود الذي يصيب ملف الحكومة وانعدام وجود اي تطور جديد يدفع رئيس الجمهورية الى الشعور بعدم الارتياح. وتوقعت المصادر ان يكون له موقف امام اعضاء السلك الديبلوماسي اليوم يتناول فيه الموضوع الحكومي كما يعرض مقاربته لعدد من الملفات. ولفتت الى ان التواصل الدائم بين الرئيس عون و المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم يتعلق بالملف الحكومي كما لملفي الأمن والنزوح، واشارت الى ان جهود الوزير جبران باسيل متواصلة على الرغم من عدم بروز اي تطور على صعيد تشكيل الحكومة موضحة في مجال اخر ان رئيس الجمهورية يترأس الوفد الرسمي الى القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعية في بيروت ويضم الرئيس سعد الحريري وعددا من الوزراء بينهم وزراء الخارجية والمغتربين والمال والاقتصاد والتجارة والشؤون الاجتماعية.

حركة بكركي

غير ان اللافت، وسط جمود اتصالات تأليف الحكومة، انتقال الحركة السياسية إلى بكركي التي شهدت مجموعة لقاءات، كان أبرزها زيارة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، للبطريرك الماروني بشارة الراعي، قبل ان ينتقل لاحقاً إلى بنشعي حيث زار رئيس تيّار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، في حضور الوزير يوسف فنيانوس الذي زار بدوره بكركي صباحاً، معرباً عن اعتقاده ان العقدة في مسألة الحكومة، ما تزال داخلية، داعياً الجميع إلى التواضع لتأليف هذه الحكومة. وفي المعلومات، ان البطريرك الراعي يتجه إلى دعوة القيادات المارونية إلى الاجتماع في بكركي للضغط من أجل تشكيل الحكومة، بحسب ما نقل عنه رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض اثر لقائه أمس في الصرح البطريركي. وبحسب هذه المعلومات أيضاً، فإن الراعي سيبدأ قريباً بإجراء سلسلة اتصالات مع القادة الموارنة لدعوتهم الى طاولة حوار في بكركي لمناقشة جدول اعمال من بند وحيد: كيفية الخروج من مأزق الحكومة والذهاب نحو تأليف سريع، لان البلد لم يعد يحتمل ترف التأخير والشروط والمطالب التعجيزية. ويُرجّح ان يُعقد الاجتماع الاسبوع المقبل قبل توجّه البطريرك الى الولايات المتحدة الاميركية في 21 الجاري، في زيارة ببعدين راعوي وسياسي ستكون حافلة بجدول لقاءات روحية وسياسية مع مسؤولين في الادارة الاميركية. وكان الراعي قد التقى صباحاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي لم يشأ الإدلاء بأي تصريح بعد الزيارة، لكن معلومات أوضحت ان اللواء إبراهيم نقل للبطريرك الماروني ان مبادرته في شأن تمثيل نواب سنة 8 آذار في الحكومة لم تتوقف، وان كانت قد جمدت لمصلحة حركة الوزير باسيل، وانه يتجه إلى احياء هذه المبادرة باتصالات جديدة بعد ان قوبلت مجموعة الأفكار أو المقترحات التي طرحها باسيل، بالرفض سواء من قبل الرئيس المكلف، أو من قبل «اللقاء التشاوري» للنواب السنة المستقلين.

تكتل «لبنان القوي»

وجاءت حركة بكركي، والتي يفترض ان تستكمل اليوم عبر البيان الذي وصف بأنه سيكون مهماً جداً، والذي سيصدر بعد اجتماع مجلس المطارنة الموارنة، في وقت ألمح فيه تكتل «لبنان القوي» الذي اجتمع أمس برئاسة الوزير باسيل، بأنه «سيكون له موقف آخر إذا ما استمر الوضع الحكومي من دون سقف، ملوحاً بأنه لم يعد بإمكانه «التفرج على أخذ البلاد واللبنانيين إلى مصير مجهول». وإذ أكّد بيان التكتل ان مبادرة الرئيس عون مستمرة، وافكار الوزير باسيل ما تزال قيد التداول، شدّد على أن المطلوب تأليف حكومة، والوقت مهم على هذا الصعيد، معلناً انه مع «تمثيل جميع الأطراف في حكومة وحدة وطنية». واعتبر التكتل من ناحية ثانية، ان دعوة سوريا إلى قمّة بيروت مسؤولية جامعة الدول العربية، وهي التي تقرر وتحدد المدعوين، داعيا إلى عدم خلق مشكلة من موضوع لم يعد مطروحاً.

كتلة «المستقبل»

اما كتلة «المستقبل النيابية» التي اجتمعت أمس برئاسة النائب السيدة بهية الحريري، فقد ركزت على المحاولات المتجددة لرمي المسؤولية على الرئيس المكلف وتحميله تبعات التأخير في تشكيل الحكومة، مؤكدة على ان هذه المحاولات لن تنفع، وان «الرئيس المكلف سعد الحريري تحمل كامل مسؤولياته الدستورية والسياسية في سبيل التوصّل إلى حكومة وفاق وطني»، لافتة إلى الفرصة التي لاحت للاعلان عن ولادة الحكومة عشية عيد الاستقلال في تشرين الثاني، قبل ان تتم إطاحة الصيغة المقترحة ورهن المشاركة فيها بتوزير مجموعة النواب السُنَّة، كما أتيحت الفرصة مجددا قبيل حلول السنة الجديدة بعد التوصّل إلى حل الإشكالية المتعلقة بتمثيل النواب الستة، وكان بعد ذلك ما كان من العودة بمسار التأليف الى مربع التجاذبات التي باتت تفاصيلها في متناول جميع اللبنانيين. ورأت الكتلة في البيان الذي تلته النائب رولا الطبش التي كان الرئيس الحريري قد استقبلها قبل الظهر، مبدياً ثقته التامة بها، ان «التصريحات التي صدرت في هذا الشأن محاولة مكشوفة لحرف الأنظار عن المكامن الحقيقية للأزمة الحكومية، بهدف نقل الاشتباك من معسكر سياسي إلى آخر، وتسويق اقتراحات يُدرك أصحابها سلفاً انها منتهية الصلاحية منذ الأيام الأولى للتأليف».

تفعيل حكومة تصريف الأعمال

وبالنسبة لاقتراح الرئيس نبيه برّي الرامي إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال من أجل الاعداد لمشروع الموازنة واحالته إلى المجلس النيابي، فقد أكدت الكتلة ان هذا الاقتراح «سيكون محل دراسة ومتابعة للتوصل إلى القرار الذي يتلاءم مع مقتضيات الدستور والمصلحة العامة، ولا سيما مع رئيس حكومة تصريف الأعمال المعني بتحديد وجهة القرار في هذا الشأن». وفي هذا السياق، أوضحت مصادر نيابية ان الرئيس الحريري «متفهم» لضرورة انتظام الوضع المالي عبر إقرار موازنة شرعية، وهو غير منزعج من اقتراح برّي، لكنه في الجانب السياسي يراعي هواجس رئيس الجمهورية من إطالة أمد تشكيل الحكومة، في ظرف يحتاج فيه إلى حكومة فاعلة ونتيجة تعالج كل الأوضاع في البلاد. ويبدو من حيث المبدأ ان الرئيس عون لا يمانع في عقد جلسات للحكومة تعالج بعض الضرورات ومنها موضوع الموازنة، لكنه يخشى ان تطول جلسات حكومة تصريف الاعمال وتصبح عادية بحيث تطال امورا غير ضرورية وتصبح امرا واقعا يصرف الانتباه عن تشكيل حكومة عاملة بكل اوجهها الدستورية والقانونية. وقالت مصادر مطلعة ان الرئيس عون يبحث عن غطاء دستوري، لا عن توافق سياسي فقط من اجل البحث جديا مع الرئيس المكلف في موضوع عقدجلسات الضرورة ومنها جلسات للموازنة، مع قرب انتهاء العقد العادي الاول لمجلس النواب نهاية هذا الشهر، وهو المخصص دستوريا لبحث واقرار الموازنة.

الجمهورية....مانشيت: بكركي لجبهة ضغط مارونية للتأليف... وبرِّي: الحكومة «في خبر كان»

تصدرت العاصفة «نورما» بموجاتها والاضرار التي تتسبّب بها الاهتمامات الداخلية، وغاب معها ملف التأليف الكحومي حيث لم يسجل في شأنه اي تطور او مسعى جديد، ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اختصار المشهد قائلاً: «ما زالت في خبر كان». في الوقت الذي بدأت البطريركية المارونية تحرّكاً لتشكيل جبهة ضغط مارونية لتأليف الحكومة تنبثق من اجتماع سيرعاه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، يجمع المرجعيات السياسية والقوى والأحزاب المارونية. لا صوت يعلو هذه الأيام سوى صوت العاصفة بأعاصيرها ورياحها وامطارها وثلوجها التي تلفّ لبنان من أقصاه الى أقصاه مخلفة أضراراً جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة، وكاشفة وجهاً آخر من وجوه الفساد برز من البنى التحتية الهشّة التي جرفتها السيول. ما دفع بعض المراقبين الى القول انّ الازمة الحكومية المتمادية تكشف هشاشة الوحدة الوطنية، امّا العاصفة فقد كشفت هشاشة البنى التحتية وتقصير الدولة. ومع انّ إدارات الرصد الجوي ووسائل الاعلام كانت قد نبّهت منذ اسبوع الى شدة العاصفة الآتية، فإنّ الطوفان الذي أحدثته في بيروت وبعض المناطق كشف سوء ورداءة نوعية البنى التحتية التي كبّدت البلاد مئات الملايين بل المليارات من الدولارات وذهبت الى جيوب كثير من النافذين والمستفيدين من صرف النفوذ. كذلك كشفت العاصفة تقصير الدولة في مكافحة البناء غير الشرعي حول الشواطىء والأنهر. ميدانياً، بَدا انّ ما جرى ليس طبيعياً، إذ كان يُتوقع ان تتسبّب العاصفة بأضرار في المناطق الجبيلة، فإذ بها تُلبِس هذه المناطق الثوب الابيض، لتصبّ جام غضب الطبيعة على المناطق الساحلية والسهلية التي كان ينتظر ان تمرّ العاصفة فيها «مرور الكرام»، فلحقت بهذه المناطق أضرار فادحة بسبب هشاشة البنى التحتية. فتحوّلت طرق المناطق الساحلية والأوتوسترادات مستنقعات كبيرة لمياه الامطار الغزيرة، وخصوصاً اوتوستراد ضبية، حيث احتجز المواطنون داخل سياراتهم، ما استدعى الاستعانة بزوارق لإنقاذهم. وينتظر أن تتكشّف الاضرار والخسائر التي حصلت بعد انحسار العاصفة المتوقّع خلال الساعات المقبلة.

حكومياً

ومع اشتداد العاصفة الطبيعية إنعدمت الحرارة في خطوط التواصل والتشاور في شأن الاستحقاق الحكومي، إذ سيطرت البرودة على المناخ السياسي ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى القول، ردّاً على سؤال «إنّ الحكومة ما زالت في خبر كان».

عون

وفيما لم يصدر عن بعبدا أمس أي موقف جديد حول الشأن الحكومي، وخصوصاً في موضوع حل عقدة تمثيل «اللقاء التشاوري» السني، علم أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيتحدث قبل ظهر اليوم أمام أعضاء السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي في اللقاء السنوي التقليدي معهم لمناسبة حلول السنة الجديدة. وعلمت «الجمهورية» انّ كلمته تحمل عنوانين أساسيين: العنوان الاول داخلي يتناول مختلف الإستحقاقات الداخلية والمساعي المبذولة لتشكيل الحكومة والتطورات الأمنية والإقتصادية، وغيرها من الاستحقاقات التي شهدتها البلاد وتلك التي يجري التحضير لها. أمّا العنوان الثاني فيتناول الشق الخارجي حيث يركّز في كلمته على موقف لبنان الثابت من مختلف التطورات الدولية والإقليمية، ويتوقف امام تداعيات الأزمة السورية وملف النازحين السوريين ويحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته، مستغرباً عدم وجود أي تحرك جدي للتخفيف من مأساتهم والمشاركة في كلفة الإعباء الملقاة على عاتق اللبنانيين في مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية والصحية والتربوية، وما يعيشونه في المخيمات العشوائية في الظروف المناخية الراهنة، مشدداً على أهمية الفصل بين عودة النازحين والحل السياسي في سوريا.

بكركي

في هذا الوقت، يستعد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لزيارة الولايات المتحدة الاميركية أواسط الشهر الجاري. وتحدثت معلومات عن وجود فرصة كبيرة لحصول لقاء بينه وبين الرئيس الاميركي دونالد ترامب لسببين: الاول، هو وجود لوبي لبناني مسيحي كبير يعمل لتحقيق هذا اللقاء في واشنطن، وهذا اللوبي لديه علاقات مباشرة مع الرئيس الاميركي والمحيطين به. والسبب الثاني يتمثّل في انّ البيت الابيض قد يعتبر انّ استقبال الراعي هو بمثابة تعويض عن عدم شمول جولة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ومستشار الامن القومي حون بولتون لبنان. ولفت أمس الحراك على خط بكركي التي زارها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والتقى الراعي، حيث عرضا لأبرز «المحطات والمبادرات التي واكبت ولا تزال عملية تأليف الحكومة والعقبات التي تواجهها، وشدّدا على ضرورة إيجاد حل سريع للأزمة الحكومية لأنّ التأخير في التأليف سيؤدي الى تفاقم الأزمات على مختلف الأصعدة». كذلك زار رئيس حركة «الاستقلال» النائب ميشال معوض بكركي، وتحدث عن وجود اتجاه لدى البطريرك الى دعوة القيادات المسيحية المارونية الى الاجتماع في بكركي للضغط من أجل تشكيل الحكومة. وكشف معوّض لـ»الجمهورية» أنّ «الراعي غاضب من المسار الذي يسلكه ملفّ تأليف الحكومة، ومن الاستهتار الذي يُبديه بعض المسؤولين خصوصاً لجهة عدم تقدير الخطر الاقتصادي الذي تمرّ به البلاد وعدم القدرة على الإستفادة من الفرَص الدولية، وأبرزها مؤتمر «سيدر». ولذلك، فإنه يريد تفعيل حركته من أجل الضغط باتجاه التأليف». ونقل معوض عن البطريرك نيّته جمع القادة الموارنة في بكركي قبل سفره الى أميركا هذا الشهر، «وقد دعاني الى حضور هذا اللقاء، وإنّ الدعوات ستقتصر على رؤساء الأحزاب والتيارات المارونية، أي رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل، ورئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل، وأنا بصفتي نائباً ورئيساً لحركة «الإستقلال». وهذا الأمر لا يعني أنه لن يكون هناك لقاءات عدة بعد عودته من السفر تشمل كل الأفرقاء المسيحيين، وتتوسّع لتشمل غير الموارنة». كذلك نقل معوّض عن الراعي قوله انّ هدفه هو «تشكيل جبهة ضغط مارونية من أجل تأليف الحكومة، فوحدة الموقف الماروني ستؤدّي حكماً الى التأثير على مجريات الأمور»، معتبراً أنّ «هدف اللقاء هو وطني وليس مسيحياً لأنّ كل لبنان يريد تأليف الحكومة اليوم قبل الغد». من جهته، زار الوزير يوسف فنيانوس بكركي واعتبر «انّ موضوع تشكيل الحكومة داخلي، ويحتاج الى نوع من التواضع لدى فئة من الناس لكي تتألف». الى ذلك، يترأس الراعي صباح اليوم الاجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة، وعلى جدول أعماله شؤون كنسية ووطنية. ويتوقّع أن يطلق المجلس مواقف تحضّ الأطراف السياسية كافة على استعجال التأليف وعدم إهدار الفرص والوقت.

«المستقبل»

وفي المواقف، اعتبرت كتلة «المستقبل» أنّ المحاولات المتجددة لرَمي المسؤولية على الرئيس المكلّف، وتحميله تَبعات التأخير في تشكيل الحكومة لن تنفع معها. ورأت في «التصريحات التي صدرت في هذا الشأن محاولة مكشوفة لحرف الانظار عن المكامن الحقيقية للأزمة الحكومية، بهدف نقل الاشتباك من معسكر سياسي الى آخر، وتسويق اقتراحات يدرك أصحابها سلفاً أنها منتهية الصلاحية منذ الايام الاولى للتكليف». وأكدت «المسؤولية الدستورية المشتركة» بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف في إصدار مراسيم تشكيل الحكومة، وقالت: «أيّ أعراف يعمل على إسقاطها خلاف ذلك تقع في خانة البدع السياسية التي لا وظيفة لها سوى مخالفة الدستور وتعطيل المسار الطبيعي للحياة السياسية والآليّات المحددة في اتفاق الطائف».

«لبنان القوي»

وبدوره، كرّر تكتل «لبنان القوي» تأكيد «السعي الى حل الأزمة إن من خلال مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المستمرة او الأفكار التي طرحها الوزير جبران باسيل، والتي لا تزال قيد التداول». وشدد على انّ «المطلوب حركة جدّية وفعّالة، والبحث في الطروحات إيجاباً». وأكد انه «اذا استمر الوضع بلا سقف فسيكون لنا موقف آخر، ولن نتفرّج على أخذ البلاد واللبنانيين الى مصير مجهول، بات معلوماً لدى البعض».

«التشاوري»: بدعة جديدة

في هذا الوقت، تمسّك «اللقاء التشاوري» السني بحقه في التمثيل، مُحمّلاً الرئيس المكلف مسؤولية التأليف. وتساءل عضو «اللقاء» النائب فيصل كرامي عن الأسباب التي تحول دون قبول المعنيين بالأسماء الثلاثة التي اقترحها اللقاء، واكد انّ فرض أسماء عليه «كما حصل سابقاً هو من رابع المستحيلات». وأسِف كرامي لتعاطي الحريري مع ما يجري من حوله، «حيث أضحى أنّ هناك رئيساً مكلفاً ووزيراً مؤلِفاً، من دون أن يثير هذا الوضع الغيارى على موقع رئاسة الحكومة، من رؤساء حكومات سابقين ودار فتوى ومشايخ، الذين رفعوا الصوت عالياً إزاء مطالبتنا بأحقية التمثيل في الحكومة، فيما تراهم يغضّون الطرف على «الإعتداء» الحاصل على هذا الموقع حين يقوم وزير بمهمة التأليف والحل والربط. ولا يتورّع رئيس حزب عن تسمية وزرائه والحقائب التي يرغبها لهم، وإصرار آخر على نَيل ما يريده من الحصة الوزارية».

سيناريو أقلق اللبنانيين

مالياً، وفي ظل وجود إجماع على الاعتراف بصعوبة ودقة الوضعين الاقتصادي والمالي، نتيجة استمرار الجمود المريب في ملف تشكيل الحكومة، فإنّ ممارسة البعض لعبة صَب الزيت على النار لا تساهم سوى في تأجيج الأزمة المالية والدفع بها نحو منزلقات خطيرة، لبنان في غنى عنها. وقد أدّى نشر تقرير أصدره مصرف «غولدمان ساكس» الاميركي الى حال من الهلع في بيروت بسبب ما ورد في مضمونه لجهة احتمال إقدام الدولة اللبنانية على إعادة جدولة ديونها، وتعريض حاملي السندات اللبنانية الى خسائر جسيمة. وقد تبيّن لاحقاً، انّ ما أُطلق عليه تسمية تقرير لا يعدو كونه مجرد سيناريو افتراضي على طريقة الحرب من خلال المحاكاة. ولا يستند هذا السيناريو الافتراضي، وفق خبراء المال والاقتصاد الذين تحدثت اليهم «الجمهورية»، الى أيّ معطيات او حقائق مستجدة تستوجب اعتباره قابلاً للحصول. وما يزيد في اليقين في شأن عدم أهمية هذا السيناريو الوهمي وخطورته، انّ تقرير «غولدمان ساكس» نفسه، يطرح الفرضية، ويجيب عنها في متنه بأنها مُستبعدة الحدوث.



السابق

مصر وإفريقيا..القاهرة لا ترى دمشق «مؤهلة راهناً» للعودة إلى الجامعة...مصر والمغرب يؤكدان حرصهما على تعزيز العلاقات الثنائية...سلامة يعوّل على معرفة الجزائر بالقادة الليبيين..البشير: إذا خرج الجيش «ستعود الفئران لجحورها»...الرئيس الموريتاني يخرج في مسيرة مناهضة لـ«التطرف والكراهية»...الموالاة تسعى الى إقناع «حزب إسلامي» بترشيح منافس لبوتفليقة..تونس.. نزيف الاستقالات يضني حزب السبسي من جديد..

التالي

أخبار وتقارير..ابن معتقل لبناني بإيران: ما يفعله الحرس الثوري بأبي مذل.....سفير قطر في موسكو: لإيران مصالح مشروعة في سوريا...ضو ينتقد تنظيم مهرجان بذكرى الشيخ نمر النمر في الضاحية: من يحكم لبنان؟..تفتيش مائة ألف منزل في بلديات بروكسل التي يقطنها غالبية من المسلمين..معارك ضارية بين «طالبان» والحكومة وخسائر عالية في الأرواح لدى الطرفين..{طالبان} تلغي جولة محادثات سلام مع مسؤولين أميركيين في الدوحة..كيم ينسق مع شي قبل قمة محتملة مع ترمب..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,166,656

عدد الزوار: 6,937,839

المتواجدون الآن: 116