لبنان..إسرائيل تحذر لبنان بسبب "مصانع أسلحة حزب الله"...حزب الله «عاتِب وغاضِب».. وتعليق البحث بالمخارج!.. الحريري في باريس ويعود السبت إليها.. ولا موعد «لسُنَّة العُقدة» في بعبدا.."العقدة السنية" وخلفياتها... فهل العُمق إقليمي أو مسألة مبدئية؟..."الجمهورية": العقدة السنيّة تعمّق أزمة التأليف.. وتهدِّد بالتفريق بين الحلفاء....

تاريخ الإضافة الجمعة 2 تشرين الثاني 2018 - 6:38 ص    عدد الزيارات 2554    القسم محلية

        


إسرائيل تحذر لبنان بسبب "مصانع أسلحة حزب الله"..

أبوظبي - سكاي نيوز عربية... حذرت إسرائيل لبنان من أنها "قد تتعامل بحدة" مع مصانع أسلحة تابعة لميليشيات حزب الله، حسبما أفادت القناة الإسرائيلية العاشرة، الخميس. وقالت القناة إن إسرائيل طلبت من فرنسا نقل "رسالة تحذير" لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري"، بشأن مصانع الميليشيات. ونقل المصدر عن مصادر دبلوماسية غربية مطلعه، قوله إن إسرائيل "حذرت لبنان إذا لم تقم بمعالجة الموضوع فستضطر أن تتعامل معه بحدة". وتشير إسرائيل كثيرا إلى أن أنشطة عسكرية تقوم بها ميليشيات حزب الله، ذراع إيران في لبنان. وقبل أسابيع قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الأمم المتحدة، إن حزب الله يستخدم 3 مواقع قرب مطار بيروت، لتحويل "قذائف غير دقيقة" إلى صواريخ دقيقة التوجيه. ونشر الجيش الإسرائيلي تسجيلا مصورا وصورا، قال إنها لمواقع بناء صواريخ ميليشيات حزب الله في العاصمة اللبنانية.

حزب الله «عاتِب وغاضِب».. وتعليق البحث بالمخارج!.. الحريري في باريس ويعود السبت إليها.. ولا موعد «لسُنَّة العُقدة» في بعبدا..

اللواء.... الثابتة الوحيدة مع العد العكسي للتحضيرات الجارية للاحتفال بالذكرى الـ75، لاستقلال لبنان، وبعد أسبوع من دخول التكليف للتأليف شهره السادس، هو ان طريق الاتصالات لم تكن سالكة بعد، لمعالجة عقدة ربع الساعة الأخير، المتمثلة بمطالبة حزب الله تمثيل سنة 8 آذار في الحكومة، من حصة الرئيس المكلف. والمعلومات حول تجمّد الاتصالات تدحض من دون أدنى اجتهاد، ما دأبت المصادر القريبة من التيار الوطني الحر على الترويج له، في محاولة للتغطية على تطوّر جديد في المشهد السياسي، يتمثل ببروز الخلاف بين الرئيس ميشال عون وحزب الله إلى العلن، وتصويرالحزب انه يخطئ بالتكتيك، واعتبار محطة O.T.V ان كلام رئيس الجمهورية في الإطلالة التلفزيونية، من ان «العقدة السنية مختلقة وغير مبررة» من انه كان «رسالة واضحة إلى ما يعنيهم أمر الوطن قبل التأليف»، من ان الكلام، يستهدف الجهة المعنية بالعرقلة، ومن ضمنها حزب الله، والنواب السنة الستة المعنيين. ولم يخفِ النائب آلان عون وجود تباين مع حزب الله، لكن ذلك لا يعني إنهاء التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، الموقع منذ العام 2006، إلا ان تغريدة النائب العوني زياد الأسود، من كتلة لبنان القوي، حول انه لا إمكانية لحكم سيّد، ما دام له ما ينافسه بالسيادة بقوة السلاح.. وتنقل أوساط ذات صلة ان حزب الله غاضب على ما أعلن في الندوة التلفزيونية، فضلاً عن عتبه علىعدم الاستماع للنوابالسنة، على نحو ما حصل مع «القوات» أو النائب طلال أرسلان أو سوى هذين الطرفين. ومع ان مغادرة الرئيس الحريري قبل ظهر أمس بيروت، متوجهاً إلى باريس في «زيارة خاصة» على حدّ ما أوضح المكتب الإعلامي للرئيس المكلف فإن سفره جمّد المساعي، فقصر بعبدا لم يشهد لقاءات، لا علنية ولا سرية، ولا حتى اتصالات، أو زيارات، وفقاً لما كشفته مصادر قريبة من حزب الله، خلافاً لما ذكرته مصادر بعبدا عن وجود اتصالات، من الممكن ان تتوضح صورتها في الأيام القليلة المقبلة. وتجدر الإشارة إلى ان الرئيس الحريري الذي يعود في الأيام القليلة المقبلة، سيغادر مجدداً إلى باريس للمشاركة في مؤتمر حول السلام، دعا إليه الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون. وكانت «اللواء» اشارت إلى المؤتمر ودعوة الرئيس الحريري إليه قبل عدّة أيام.

تجميد محركات التأليف

وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان سفر الرئيس الحريري المفاجئ إلى باريس، في زيارة خاصة، تعني ببساطة، ان محركات تأليف الحكومة جمدت أو أعطيت «اجازة اجبارية»، وان لا حل في الأفق، أقله في الأيام المقبلة، لعقدة تمثيل النواب السنة من 8 آذار، فيما انصرف «حزب الله»، بعدما باتت الكرة في ملعبه، إلى تقييم الوضع، لا سيما بعد موقف الرئيس ميشال عون برفض تمثيل هؤلاء النواب باعتبار انهم «فرادى وليسوا تكتلاً أو مجموعة»، إلا ان معظم أركان الحزب غابوا عن السمع، في حين كانت تجرى اتصالات «بالواسطة» مع الرئيس عون لإيجاد المخرج اللائق والممكن لهذه العقدة، بما يضمن الإسراع في تشكيل الحكومة، في وقت ذكرت مصادر المعلومات ان الرئيس عون لم يُقرّر بعد من سيكون الوزير السني من حصته، علماً ان الوزير الدرزي الثالث لن يكون من حصة رئيس الجمهورية، بل هو متفق عليه بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان، ما يعني انه ستكون للرئيس عون حصة من أربعة وزراء، عدا الوزير الدرزي الثالث، بينهم مسيحيان وسني والوزير الرابع غير معروف بعد.

وأوضحت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية ان إعلان الرئيس عون رفضه توزير أحد النواب السنة المستقلين، لأنهم ليسوا كتلة موحدة، لا يعني ان الاتصالات توقفت لمعالجة هذه العقدة، بل ان الاتصالات والمبادرات لا تزال مستمرة من خلال من اسمتهم «سعاة خير» ينقلون رسائل ومبادرات بين الأطراف المعنية بملف التشكيل، والعمل جار للخروج من هذه الدوامة، معتبرة ان اعتماد «التكتيك» في التشكيل الذي تحدث عنه الرئيس عون في حواره مع الإعلاميين أمس الأوّل، لا يعني ان طرفاً معيناً لا يريد الحكومة، بل ان هناك عملية «شد حبال» بين الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة. وقال المصادر، انه على الرغم من سفر الرئيس الحريري، فإن الاتصالات ستتواصل، معتبرة ان ما حصل ربما جمد التشكيل، لكنه لم يجمد البحث في موضوع التأليف. وفي المعلومات، أن أياً من نواب سنة 8 آذار لم يزر قصر بعبدا، مثلما تردّد، كذلك لم يعرف اما إذا كانت الاتصالات شملت «حزب الله»، حيث تردّد أيضاً احتمال قيام وفد من الحزب برئاسة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، بزيارة القصر، إلا ان مصادر الحزب نفت ذلك.

حزب الله على موقفه

وقالت مصادر موثوقة مطلعة على موقف «حزب الله» لـ«اللواء»: ان الحزب متمسك بشدة بموقفه من توزيراحد النواب المستقلين بحكم معادلة الانتخابات النيابية، وانه كان قدابلغ الرئيس الحريري والرئيس عون والوزيرجبران باسيل منذ اكثر من شهرين واكثرمن ثلاث مرات موقفه هذا، لذلك فهذه القضية ليست مستجدة ووليدة ساعتها، بل هي مثارة منذ اشهر وتم تجاهلها لحين معالجة مسألة تمثيل «القوات اللبنانية». ونقلت المصادر عن قياديين في «حزب الله» قولهم: ان لا علاقة لهذا الموقف بما يثار بوجه الحزب عن سعيه للحصول على ثلث ضامن له في الحكومة او تشليح الرئيس عون او الرئيس الحريري ثلثا ضامنا يسعيان اليه، المسألة ان تمثيل النواب السنة المستقلين الستة من خارج «المستقبل» هي قضية حق، ونحن سنبقى على موقفنا حتى لو تأخر تشكيل الحكومة اياما فنحن اوفياء وصادقون مع الحلفاء والاصدقاء. واستغربت المصادر القيادية «انتظار تشكيل الحكومة خمسة اشهر لحل مسألة تمثيل «القوات» وعدم انتظار حل مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين اياما قليلة»؟ وقالت: غير صحيح ان «حزب الله» يريد تطويق الرئيس الحريري او تعجيزه او إحراجه لإخراجه، والا لما كان عمل منذ بداية الطريق على تسميته لتشكيل الحكومة وعمل على تسهيل التشكيل. واوضحت المصادر ان موقف الحزب ليس موجها الى احد، لكن فيصل كرامي وجهاد الصمد وعبد الرحيم مراد واسامة سعد لهم حق بالتمثيل في الحكومة حتى لو لم يكونوا ضمن تكتل واحد، لأنهم يمثلون شريحة سنية كبيرة ولم يأتوا بأصوات الشيعة في مناطقهم. وعما تردد عن ان الحزب سيعرقل تشكيل الحكومة اذا لم يتم توزير احد النواب السنة المستقلين، قالت المصادر: انها ليست عرقلة بل تمسك بمطلب حق. وحول القول ان الكرة الان باتت في ملعب «حزب الله»، قالت المصادر: انها في ملعب من يصدر مراسيم تشكيل الحكومة ولسنا نحن من يُصدر مراسيم التشكيل. وعن رأي الحزب بموقف الرئيس عون الرافض لتوزير هؤلاء النواب؟ قالت المصادر: «ان الرئيس عون عبّر عن رأيه والحزب ايضا عبر عن رأيه، وهذا لا يعني ان هناك خلافاً بيننا وبينه، فهو ما زال حليفاً وصديقاً كبيراً وتحصل اختلافات بوجهات النظر بين الحلفاء». ونفت المصادر اتهام الحزب بأنه يحاول تأخير تشكيل الحكومة بسبب العقوبات الأميركية عليه وعلى إيران، معتبرة انه بالعكس، فإن العقوبات المرتقبة سبب أساسي يدفعنا لطلب تسريع تشكيلها.

مناورة أم استحقاقات خارجية؟

غير ان مراقبين ينظرون بعين الريبة إلى ما آلت إليه عملية تأليف الحكومة، يرون ان تمسك الثنائي الشيعي بتمثيل السنة المعارضة في الحكومة يندرج في إطار من اثنين: إمّا أن يكون مناورة لتضييع الوقت بانتظار ما ستؤول اليه الانتخابات النصفية الأميركية وانعكاسها على السياسة الخارجية لواشنطن تجاه طهران مع قرب الدفعة الثانية من العقوبات التي ستطال أيضا شخصيات جديدة في حزب الله، وإمّا تعبيرا عن تحفّظ على شكل الحكومة الحالية لا سيما بعد التسوية التي قام بها الرئيس عون مع النائب السابق جنبلاط والتي قد تمنحه بشكل غير مباشر ثلثا معطّلا في الحكومة، إذا ما سمّى شخصية درزية من حصّته تكون أقرب الى الوزير إرسلان. لكن هؤلاء يفضلون التحليل الذي ستؤول إليه التطورات الخارجية على مسار تأليف الحكومة, بدءاً من الانتخابات الأميركية، وصولاً إلى ما يُحكى عن رغبة أميركية شديدة بإنهاء الحرب في اليمن، تمثلت في اليومين الأخيرين بالتصريحات الأميركية الواضحة لوزيري الدفاع والخارجية بضرورة جلوس الأطراف المتنازعين الى طاولة المفاوضات بعد الفشل الذي ألمّ بها في شهر أيلول الفائت، وكأنّ وقت التسوية في هذا البلد قد حان بالتوازي مع أفول الحرب في سوريا وتسوية الأوضاع السياسية في العراق، ومسار صفقة القرن في فلسطين المحتلة. إلى ذلك، ذكرت مصادر «اللقاء التشاوري» للنواب السنة المستقلين، ان هناك استحالة لولادة حكومة من دون هؤلاء السنة، حتى ولو قرّر الحريري البقاء مكلّفاً حتى نهاية العهد». والمسالة الآن بين الرئيس عون والرئيس المكلف سعد حريري اللذين يتوجب عليهما مراجعة الأرقام التي أنتجتها الانتخابات النيابية والحجم التمثيلي للنواب السُنة في كلّ لبنان، كما العودة إلى المعايير التي على أساسها تم تشكيل الحكومة الإفتراضية التي لا يتمثل فيها السُنة المستقلون، وعندها سيكتشفان بأنّ المعيار المُتَّبع ينطبق علينا أكثر مما ينطبق على جهات أخرى ممثلة في الحكومة». واكدت المصادر «نحن جبهة سياسيّة قائمة منذ منتصف حزيران وليست طارئة، ولم تعمد الى تجميع أعضائها في اللحظة الأخيرة كما يقال».

سجال تويتري

وفي هذ الصدد، طرأ سجال عنيف عبر «تويتر» بين جنبلاط والنائب فيصل كرامي، على خلفية سؤال الأوّل عمن يمثل هؤلاء النواب المستقلين، موجهاً في المناسبة تحية للنائب اسامة سعد على موقفه الممتنع عن الدخول في عملية التوزير. وقال جنبلاط في تغريدته: «‏يبدو ان اخبار لبنان وصلت الى بغداد فأخذ العراقيون يبحثون في شارع المتنبي عن كتاب حول السنة المستقلين والبعض الآخر وجد التقرير الاخير للبنك الدولي عن لبنان .انه مخيف فهل قرأه السنة المستقلون. بالمناسبة مستقلون عن من؟».  ورداً على جنبلاط غرد النائب كرامي، على حسابه على تويتر، فكتب: «عم تتهضمن يا بيك»؟!السنة المستقلون الذين اعجزك ايجاد تعريف لهم لدرجة الذهاب الى بغداد والبحث في شارع المتنبي عن الكتب، هم السنة اللبنانيون الذين لم يكونوا تابعين لتشكيلة من الدول الاجنبية والعربية خلال تاريخهم السياسي. أضاف، غامزاً من قناة جنبلاط: «السنّة المستقلون هم السنّة اللبنانيون الذين لم يتورطوا في حروب المذابح والفرز المذهبي الذي حوّل لبنان الى فيدرالية طوائف، وهم الذين لم يستقبلوا شيمون بيريز في قصورهم ولكنهم ماتوا اغتيالاً في دفاعهم عن عروبة لبنان، وهم الذين لم ينهبوا المال العام بشراهة غير مسبوقة اوصلتنا الى تقرير البنك الدولي المرعب والخطير الذي تتحدّث عنه». تحية الى روح المناضل الكبير «سلطان باشا الاطرش».

الكهرباء وتلوث جونية

في غضون ذلك، بدا ان لبنان مهدد بالعتمة الكاملة، بسبب النزاع القائم بين وزارتي الطاقة والمال بصرف السلفة التي طلبتها وزارة الطاقة، للوفاء بالتزاماتها تجاه الشركة الجزائرية التي تؤمن الفيول لمؤسسة الكهرباء، فيما أعلن ان مجموعتين في معمل الذوق توقفتا أمس عن العمل، في حين ان معملي الحريشة والذوق القديم مهددان بالتوقف، الأمر الذي من شأنه ان يغرق كافة المناطق اللبنانية بالظلام، علماً ان مؤسسة الكهرباء، بدأت اعتباراً من أمس، تطبيق نظام من التقنين القاسي للتيار في العاصمة والمناطق بمعدل 12 ساعة في اليوم. وذكرت مصادر وزارة الطاقة، انها أجرت اتصالات مع الشركة الجزائرية «سوناتراك» لتأمين وصول الفيول لمؤسسة الكهرباء، على ان يتم صرف الاعتمادات لها لاحقاً. يُشار الى ان الوزارة كانت طلبت سلفة مالية بـ638 مليار ليرة، بموجب مرسوم، لكن وزارة المال اعترضت على أساس انه لا يجوز صرف السلفة بمرسوم، لأن صرف أي مبلغ يفوق الاعتمادات المقررة يحتاج إلى قانون، وهو أمر غير متاح إلا إذا انعقدت جلسة تشريعية، لا يبدو موعد انعقادها ملحوظاً في الأفق القريب. في هذا الوقت، تداعى نواب كسروان إلى اجتماع يعقد السبت لمتابعة ما ورد في تقرير منظمة «غرينبيس» الدولية، من ان مدينة جونية حلت في المرتبة الخامسة عربياً والـ25 عالمياً بين المدن الملوثة، بسبب الدخان المنبعث من مداخن معمل الكهرباء في الذوق. ودعا نائب كسروان فريد هيكل الخازن وزير الطاقة سيزار أبي خليل إلى تحمل مسؤوليته في هذا الموضوع، فيما سأل النائب شامل روكز، خلال مؤتمر صحفي عقده في مجلس النواب عن أسباب عدم اتخاذ الوزارة المعنية الخطوات المطلوبة من أجل استبدال الفيول اويل المستخدم في معمل الذوق بمادة الغاز، على الرغم من الإجماع على كون ذلك يُخفّف من الفاتورة الصحية ويقلل من كلفة تشغيل معامل الكهرباء ويزيد من انتاجية المعامل بنسبة 15 إلى 20 في المئة؟... على ان اللافت في الموضوع، بحسب ما ورد في ردّ الوزير ابي خليل، قوله ان مناقصة تحويل إنتاج الكهرباء بواسطة الغاز، لن تنتهي قبل سنة تقريباً، بما يُؤكّد ان المعالجات لن تكون متاحة لإنقاذ مدينة جونية من التلوث قبل سنة، وبالتالي فإن على المواطنين ان يتحملوا التلوث في صحتهم سنة أخرى من المعاناة.

"العقدة السنية" وخلفياتها... فهل العُمق إقليمي أو مسألة مبدئية؟

الجمهورية... قالت مصادر سياسية مراقبة لـ«الجمهورية» انها أجرت قراءتين في مشهد العقدة السنية وخلفياتها: الاولى هي أنّ كل ما قيل عن أنّ العقدة السنية موجودة وانّ «حزب الله» أبلغ موقفه في شأنها منذ اللحظة الاولى هو كلام غير دقيق، فالعمل كان جارياً على تذليل العقد بالتوازي، أي عقدة بعد أخرى، من الدرزية الى المسيحية. وبالتالي، حُسم الموضوع منذ اللحظة الاولى، وسادَ انطباع أنّ العقدة السنية غير موجودة، وانّ «حزب الله» يكتفي بوصول هذه الكتلة النيابية الى المجلس ولن يدخل في مواجهة من اجل توزيرها. وبالتالي، كانت المطالبات العلنية بتوزيرها من باب رفع العتب ليس إلّا. وإنّ التزامن بين إثارة العقدة الدرزية وانتهاء العقدة المسيحية يثير تساؤلات وشكوكاً عمّا اذا كانت الغاية هي عدم التأليف، وانّ هناك من يريد الانتظار لأنّ «الحزب» يحتاج لانتظار تطورات خارجية قبل ذهابه الى توازنات حكومية تحكم المشهد السياسي لـ 4 سنوات مقبلة، ولذلك يحتاج لمعرفة ما ستسفر عنه الانتخابات النصفية الاميركية، وطريقة امتصاص إيران للعقوبات، وعدم تأثير السعودية في الملفات الاقليمية انطلاقاً من إعطاء الاولوية لملفاتها الداخلية، والى ما هنالك من أمور. ولذلك، اذا لم تؤلّف الحكومة في اليومين المقبلين، تكون البلاد امام عقدة جديدة هي بعمق إقليمي واضح، خلافاً للعقد الأخرى».

الثلث المعطّل

امّا القراءة الثانية فتقول انه في حال لم تكن العقدة السنية بعمق إقليمي، فواضح انّ الضغط الحاصل يستهدف بالمباشر رئيس الجمهورية لأنه كان يريد حكومة قبل 31 تشرين المنصرم، أي أمس، الأمر الذي لم يتحقق. وبالتالي، فإنّ كل الضغط المُمارَس حالياً غايته دفع عون الى توزير سنّي من 8 آذار ضمن حصته، وعبّر «حزب الله» وسنّة 8 آذار عن أن لا مشكلة لديهم في أن يكون هذا من حصة رئيس الجمهورية، فالمهم هو أن يتمثّلوا في الحكومة، خصوصاً أنّ الحزب يعلم انّ الرئيس المكلف رفع «لا» كبيرة جداً إزاء توزير سنّي من خارج تيار «المستقبل». ومعلوم أنّ الحريري لا يمكن استبداله، وهو ينطلق من مرتكزات قوية: مرتكزات رؤساء الحكومات السابقين، مرتكزات سنية لبنانية، مرتكزات سعودية ودولية، حاجة إقتصادية كبرى (قرارات مؤتمر «سيدر»)، وغيرها. وبالتالي، فإنّ كل هذا الضغط الذي يمارَس في هذه اللحظة، يُعتبَر انطلاقاً من إدراك «حزب الله» المُسبق بأنّ رئيس الجمهورية يمكنه توزير سنّي من 8 آذار من حصته، والهدف من ذلك قطع الطريق أمام إمكانية أن تكون حصة رئيس الجمهورية ضمن ثلث معطّل. فمنذ اللحظة الاولى ساد الخوف من ان يكون هذا الثلث في يد الوزير جبران باسيل، خصوصاً بعد تراجع وليد جنبلاط عن الوزير الدرزي الثالث، والحديث عن إمكان ان يختاره عون من لائحة الاسماء التي قدّمها الوزير طلال ارسلان. ولذلك، فإنّ إدخال وزير سني من 8 آذار في حصة عون يعطّل هذا الامر بجعل حجمها 10 وزراء. ولا شك في انّ الحزب يخشى في المرحلة المقبلة من الّا يكون باسيل في حاجة إليه عملياً عندما يكون لديه ثلث معطّل، وهذه هي المرة الاولى التي يكون فيها لفريق واحد ثلث معطل من دون حاجة الى أفرقاء آخرين، فيما على كل القوى السياسية عادة ان تأتلف بعضها مع بعض لتكوّن الثلث المعطّل. وبالتالي، للمرة الاولى يكون طرف سياسي لديه هذا الثلث الذي يخشاه الحزب، وواضح انّ الجزء الأكبر من المعركة السائدة يدور حول هذا العنوان».

مسألة مبدئية

وقالت مصادر مطلعة انّ مسألة تمثيل نواب سنّة المعارضة هي مسألة مبدئية وعملية بالنسبة الى حلفائهم، خصوصاً بعدما تناهى لهم وجود بعض الخشية عند هؤلاء النواب من ان تكون المطالبة بتمثيلهم مناورة، لأنّ الحلفاء لا يريدون الضغط على الحريري بل يريدون إراحته وتسهيل مهمته. وأكدت هذه المصادر انّ إعلان الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، في خطابه الأخير، التمَسّك بتمثيل هؤلاء النواب كان مقصوداً، لا بل كان بمثابة «أمر عمليات» لجميع الحلفاء للعمل في هذا الاتجاه، وقد وضع هذا الاعلان صدقية هؤلاء على المحك تجاه النواب السنة المستقلين خصوصاً والرأي العام عموماً.

"الجمهورية": العقدة السنيّة تعمّق أزمة التأليف.. وتهدِّد بالتفريق بين الحلفاء

فيما أوغل التأليف في طور جديد من التعقيد مجدداً بعنوان «العقدة السنية»، تَصدّر الاهتمامات والمتابعات على مختلف المستويات التباين في المواقف الذي ظهر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و«حزب الله» حول هذه العقدة وسبل معالجتها. وفي الوقت الذي بَدا انّ عون لم يبدِ بعد أي اشارة الى تغيّر إيجابي في موقفه، قَلّلت مصادر مطلعة على موقف «الحزب» من أهمية ما يجري، مرجّحة ان يكون التعبير قد خان رئيس الجمهورية في ما عبّر عنه من مواقف أمس الأول، ومشيرة الى وجود رغبة لديه في أن تكون للبلاد حكومة في أسرع وقت.

تأكد أمس أن لا شيء متوقعاً قريباً على جبهة التأليف الحكومي، وذلك بعد سفر الرئيس المكلف سعد الحريري الى باريس، في زيارة شدّدت مصادر «المستقبل» لـ«الجمهورية» على «طابعها الخاص»، مؤكدة «أنّ فرنسا لا تتدخل في الشأن الحكومي وإنما تطلب، كالجميع، ان تؤلّف الحكومة في أسرع وقت، ولا تهتم بالتشكيلة الوزارية او في اي أمر آخر». لكنّ المراقبين توقفوا عند هذه الزيارة الحريرية من حيث توقيتها، متوقعين ان تكون للحريري لقاءات واتصالات بعيداً من الأضواء، خصوصاً انّ تعقيدات الوضع الحكومي في لبنان إقليمية، وتحديداً إيرانية. ومعلوم انّ فرنسا تجري منذ نحو شهر اتصالات في شأن لبنان بعيداً من الاضواء، وكادت ان تنجح مرتين في خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة، ومن الطبيعي ان يتم التشاور معها في هذا الموضوع إذ لا يُستبعد أن ترسل موفداً سرّياً الى طهران للتفاوض في هذه المسألة.

خلاف عون ـ «الحزب»

وفي هذه الاجواء، كان لافتاً الخلاف الذي برز، للمرة الأولى منذ مشاورات التأليف، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و«حزب الله» حول تمثيل أحد نواب «اللقاء التشاوري السنّي». وفي المعلومات انّ اتصالات ستحصل اليوم بين الجانبين لتوضيح بعض الامور، ولكن يبدو انّ تأليف الحكومة صار أبعد من توزير هذا الفريق او ذاك، ليصبح جزءاً من الكباش الدائر في المنطقة، خصوصاً انّ موعد 5 تشرين الثاني الجاري قد اقترب، وهو تاريخ البدء بتنفيذ الرزمة الجديدة من العقوبات الاميركية على ايران، والتي سبقتها زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان، وما قيل عن ارتباطها بالملف الايراني ـ الاسرائيلي أكثر مما هي مرتبطة بالملف الاسرائيلي ـ الفلسطيني.

«الحزب» لـ«الجمهورية»

في غضون ذلك، قالت مصادر «حزب الله» لـ«الجمهورية»: «انّ الحزب لن يدخل في سجال مع رئيس الجمهورية على الاطلاق، ولن يكون لدينا أي موقف معلن من كلامه. واذا كان لدينا بعض الملاحظات او كنّا مختلفَين، فكلامنا نقوله لرئيس الجمهورية في المجالس المغلقة وليس في العلن». ونَفت المصادر أي زيارة قريبة لوفد من «الحزب» الى القصر الجمهوري، كما تردّد أخيراً. من جهتها، نَفت مصادر قصر بعبدا وجود اي موعد محدّد لوفد من «الحزب» على لائحة زوّار عون، وقالت لـ«الجمهورية»: «اذا كانت هناك فكرة من هذا النوع فلم يطلب أحد حتى الآن أي موعد».

العقدة السنية

وعلمت «الجمهورية» انّ موقف «حزب الله» إزاء قضية تمثيل السنة المستقلين يتلخص بالآتي:

- أولاً: انّ مسألة تمثيل السنة المستقلين ليست بنت أسبوع ولا أمس، وهي مطروحة منذ اليوم الاول من التكليف، ولكن لم يتم الاشارة اليها في الاعلام لأنّ جَو الرئيس سعد الحريري كان يُحَتّم تأجيل البحث فيها، وتركزت المساعي على حل عقدة «القوات اللبنانية» طوال 5 أشهر، مع العلم انّ كل اتصال مع الحريري كان يتم خلاله تذكيره بالتمثيل السني. ولذلك، فإنّ هذه المسألة ليست طارئة ولا مستجدة، وإنما هي قديمة قِدَم التكليف، ومطروحة منذ اليوم الاول للتكليف.

- ثانياً: عندما كان «حزب الله» يصرّ على المعيار الواحد للتمثيل إنما كان يشير ضمناً الى انّ أي معيار يُعتمَد لا بد من ان يطاول التمثيل السنّي المستقل، ولكنّ الرئيس المكلف لم يكن يدير بالاً الى هذه المسألة. وخلاصة الامر انّ هؤلاء السنّة المستقلون لهم تمثيلهم الشعبي الوازن الذي لا يمكن تجاهله اذا اردنا تشكيل حكومة وحدة وطنية.

- ثالثاً: في مكوّنات مجلس الوزراء، وبعد حل عقدة «القوات اللبنانية»، يلاحظ التنوّع الشيعي في التمثيل، وكذلك التنوّع المسيحي، وحتى التنوّع الدرزي وجدت له تسوية ما في المقعد الوزاري الثالث، فلماذا الحصرية في التمثيل السني؟

- رابعاً: إنّ تمثيل السنة المستقلين ليس مطلباً لـ«حزب الله»، وإنما هو مطلبهم، وهو مطلب محقّ يدعمهم فيه «حزب الله» ويؤيّدهم.

«المستقبل»

في هذا الوقت، بَدا انّ طرح توزير شخصية سنّية تحظى بثقة رئيس الجمهورية وتلقى قبولاً لدى 8 آذار و«حزب الله» ولا تستفزّ الحريري، لا يعني تيار «المستقبل» الذي قالت مصادره لـ«الجمهورية»: «الوزراء السنّة معروفون، 5 يسمّيهم الرئيس المكلف، والسادس يسمّيه رئيس الجمهورية. وبالتالي، ليس هناك اي طرح من هذا القبيل». واكدت انّ موقف الحريري الرافض توزير سنّي من فريق 8 آذار «هو موقف حاسم ونهائي». وعمّا اذا كانت المفاوضات قد عُلّقت بفعل سفر الرئيس المكلف؟ أجابت المصادر: «ليس هناك من مفاوضات، بل هناك 3 اسماء ناقصة لكي تكون الحكومة مكتملة. وما يحصل اليوم هو انهم يحاولون الإتيان بهذه الاسماء».

«اللقاء التشاوري»

في المقابل، يستعد «اللقاء التشاوري السنّي» للاجتماع وتحديد خطواته المقبلة، وأكدت مصادره لـ«الجمهورية» رفضها طرح توزير شخصية سنية من خارج «اللقاء» «إستناداً الى انّ الوكالة الشعبية قد أُعطيت للنواب السنّة المستقلين الستة، والاتفاق في الاساس هو ان يتمثّل نائب من بينهم وليس من خارج «اللقاء»، ولذلك الاصرار كبير على ان يتمثّل أحد من بينهم». وإذ كررت المصادر «ان لا شيء يمنع من زيارة قصر بعبدا، أوضحت ان اللقاء لم يطلب اي موعد لزيارة رئيس الجمهورية بعد، مشيرة الى انها لم تتبلغ من «حزب الله» عن أي تحرك مرتقب له في اتجاه عون، مبدية اطمئنانها الى موقف الحزب ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووصفته بأنه موقف «واضح وجاد وصريح». وقالت: «لا نعتقد انّ هناك أي تبديل في موقف حلفائنا». واعتبرت «انّ من يعرقل تأليف الحكومة هو صاحب القرار الذي يرفض أن تتمثّل فئة مهمة حسب المعيار الذي وضعه بنفسه، فهل يتحمل مسؤولية عرقلة الدولة؟ لسنا نحن من يعرقل، على العكس نحن نسعى لمصلحة الوطن، لكنها عرقلة غير طبيعية لحق طبيعي، ولا يجوز ان يحتكر شخص واحد تمثيل طائفة بكاملها، لأنّ النتائج الانتخابية أثبتت انه ليس الممثل الوحيد، صحيح أنه الممثل الاكبر ولكنه ليس الأوحد».

المشنوق: طفح الكيل

وكان الوزير نهاد المشنوق قال من تعنايل خلال جولة في منطقة البقاع الأوسط: «لن نكون كاريتاس سياسي، وكما علينا واجبات فلنا حقوق، ومن غير المقبول أن تصبح رئاسة الحكومة وحدها مركز خبرات لتفكيك العبوات السياسية وإزالة الألغام المتتالية التي تتكاثر يوماً بعد يوم». واعتبر أنّ «الخزّان الكبير الذي اسمه المسؤولية الوطنية لدى أهل السُنة بدأ ينفد، بعدما تعرّض للاستنزاف حتى لا أقول للابتزاز. فلسنا وحدنا المسؤولين والمعنيين بالميثاقية، ولسنا وحدنا «أُم الصبي»، فكيف إذا عوملت الأم بطريقة سيئة؟! ليس أكيداً بعدها أن يبقى الصبي على قيد الحياة لنحرص عليه». وقال: «كل يوم يخلقون لغماً جديداً، ويبتكرون معايير جديدة ويطبّقونها بنحو انتقائي وحيث يحلو لهم، ويطبّقون عكسها في مكان آخر»، سائلاً: «لماذا لا تكون مثلاً مبادلة الوزراء بين جميع الأطراف؟ وإذا كانت المبادلة مكسباً وطنياً، فلتكسب كل الأطراف منها، ونحن نقبل أن نكون آخر الكاسبين. بصراحة لقد طفح الكيل لأنّ الامور وصلت إلى مكان حيث لا يمكن السكوت عنه».

وفد فرنسي

على صعيد آخر، يصل الى بيروت وفد فرنسي نهاية الأسبوع، يضم الوزيرة المكلفة شؤون المياه السيدة كورين لو باج، يرافقها وفد إداري كبير يضم كلّاً من رئيس اكاديمية المياه في فرنسا السيد بريس لالوند وعدد من الخبراء الفرنسيين، بهدف حضور فعاليات معرض الكتاب الفرنسي الذي سيقام في بيروت، والمشاركة في ندوة تعقد على هامشه الى جانب وزير الطاقة سيزار ابو خليل وعدد من المتخصصين في شؤون الطاقة والمياه. كذلك سيشارك الوفد في حفلة توقيع كتاب المدير العام لوزارة الطاقة فادي قمير عن المياه في لبنان، التي ستقام في 7 الجاري في قاعة «نيوـ بيال» في فرن الشباك.



السابق

مصر وإفريقيا..روسيا والهند وإيران تبحث إحياء ممر يستبدل «السويس»...تأهب أمني جنوب مصر لحراسة احتفال للأقباط...توقيف 8 مصريات مقرّبات من «الإخوان»...الرئيس الصومالي ينتقد قادة الولايات الفيديرالية..السراج يطالب بمراجعة شاملة للعقوبات الدولية المفروضة على ليبيا..وزير خارجية المغرب: تحول أوروبا الى قلعة لن يحل مشكلة المهاجرين...الجنود المغاربة خاضوا كبرى معارك الحرب العالمية الأولى...

التالي

أخبار وتقارير...ماكرون: نعيش زمناً يشبه فترة ما بين الحربين العالميتين..ترامب يعتزم تعيين هيذر ناورت سفيرة في الأمم المتحدة...سابقة في الولايات المتحدة: توقع دخول مسلمتين الكونغرس..تقرير أميركي: لا مستقبل لحرب أفغانستان...تناقض في البيانات الأميركية حول سيطرة «طالبان».. اضطرابات تعمّ مدن باكستان ومشاورات لاستدعاء الجيش..ألمانيا تدفع نحو تمديد العقوبات المفروضة على روسيا..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,179,268

عدد الزوار: 6,759,232

المتواجدون الآن: 119