لبنان..الحريري إلى الرياض اليوم.. وتأزم على جبهة تأليف الحكومة...حزب الله وعون يستغلان اللحظة الإقليمية لتحقيق مكاسب..مصالحة «القوات» - «المردة» تحظى باهتمام المحازبين..سجال السنيورة - جريصاتي: بين «الحماقة» و«النقص»...بري لا يرى في الأفق القريب حكومة.. الرياشي: «القوات» مسهلة ولن تتحجّم.....التنازلات تحت «الخط الأحمر» وسباق مع بدء السنة الثالثة للعهد..."الجمهورية": الحريري أبلغ مطالب «القوّات» الى باسيل.. ومعراب تنتظر..

تاريخ الإضافة الأربعاء 24 تشرين الأول 2018 - 7:25 ص    عدد الزيارات 2528    القسم محلية

        


الحريري إلى الرياض اليوم.. وتأزم على جبهة تأليف الحكومة... حزب الله وعون يستغلان اللحظة الإقليمية لتحقيق مكاسب..

محرر القبس الإلكتروني ... بيروت- انديرا مطر.. تواصلت المساعي في لبنان لتذليل آخر العقد واكبرها من طريق تأليف الحكومة، الذي لم يشهد اي انفراج حقيقي. وكانت التشكيلة الحكومية قاب قوسين من اعلانها غير انها تعثرت في الحاجز الأخير. ورجح مصدر نيابي ان يكون التعثر متعمدا من قبل حزب الله وحلفائه الذين يديرون مفاوضات التشكيل كـ «الاوركسترا» بقائد واحد وانما بتناغم تام. ويعتقد المصدر ان «حزب الله» ومن ورائه التيار «الوطني الحر» شعرا أن اللحظة الاقليمية مؤاتية لتحصيل أكبر قدر ممكن من المكاسب في الحكومة العتيدة والمقدر لها ان تستمر حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون. مشيرا إلى ان اتمام ذلك يقتضي تجريد الحريري من حليف وزاري مضمون هو القوات اللبنانية بعدما بدا ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نال ما كان يطلبه حكوميا وفضل ربما ان يظل كما عرف خلال الحكومات السابقة «بيضة قبان». والسياسة التي اعتمدها حزب الله والتيار الوطني الحر لعرقلة التأليف، هي انهما حجبا وزارة العدل عن «القوات»، واعادة احياء العقدة السنية بعد تجاوزها طيلة خمسة أشهر، ومحاولة التيار الوطني الحر الايقاع بين تيار «المردة» و«القوات» بعد انجاز المصالحة التاريخية بينهما من خلال الايعاز للقوات بمبادلة حقيبة العدل التي خسرتها بحقيبة الاشغال (التي يصر تيار المردة على الاحتفاظ بها). وفي السياق ايضا، تقول مصادر سياسية ان حزب الله ربما تلقى اشارات من خارج الحدود بوجوب عدم السير بالتشكيل قبل اتضاح معالم بعض الاستحقاقات الاقليمية. فيما أكدت أوساط رئيس مجلس النواب نبيه برّي أن الاخير مقتنع بأن عقدة التشكيل داخلية وليست خارجية وهو لم يقل يوماً انها خارجية. وسط حقل الالغام هذا يسير الحريري مصمماً على المضي في مهمته حتى نهايتها، حيث يستمر «بيت الوسط» محور لقاءات واجتماعات متواصلة لاسيما من قبل موفدي رئيس حزب القوات اللبنانية، وهو يغادر إلى السعودية اليوم الأربعاء للمشاركة في مؤتمر الاستثمار المنعقد في الرياض. وبرز موقف للحريري قال فيه إن على جميع الأفرقاء أن يفكروا في لبنان ومصلحة البلد قبل أن يفكروا بالاحجام، واذا عملنا جميعا معا سنخرج من هذه الازمة. وفيما سجل تواصل بين معراب وعين التينة، حيث زار وزير الاعلام ملحم رياشي بري موفدا من سمير جعجع، مؤكدا ان النقاشات مفتوحة والقوات لا تلحق حقائب معينة. مصادر «القوات اللبنانية» توضح في اتصال مع القبس ان المفاوضات قائمة لاخراج الحكومة من عنق الزجاجة، وهناك محاولة جدية للاستفادة من دينامية التأليف التي اطلقها الحريري. وتضيف المصادر ان «القوات» تقدم منفردة كل التسهيلات الممكنة وتحاول الالتفاف على كل العقد لقطع الطريق على من يتلطى خلفها. وحول آخر الجولات التفاوضية تقول المصادر ان الامر استقر على حصول القوات على اربعة مقاعد وزارية غير انها تتكتم على تفاصيل أو ماهية هذه الرباعية، كما ان الورقة المكتوبة التي حملها ايلي براغيد مدير مكتب جعجع، تعني بحسب المصادر أن الامور بلغت مرحلة متقدمة بانتظار ان تترجم مزيدا من الايجابيات. إلى ذلك، نفت مصادر مقربة من رئيس الحكومة المكلف ما ورد في جريدة «الاخبار» التي اشارت الى توتر جديد في العلاقة مع جنبلاط. وقالت المصادر ان ما نشر في المقال بعنوان «جنبلاط يرفض استقبال الحريري» هو ثرثرة لا مضمون ولا قيمة لها وان الكلام مختلق ومسيء لاصحابه.

مصالحة «القوات» - «المردة» تحظى باهتمام المحازبين.... الشارع المسيحي: اختلفا أو تصالحا ... الأمر سيّان

الحياة...بيروت – أمندا برادعي .. لا تحظى مصالحة حزب «القوات اللبنانية» و «تيار المردة» بكثير من اهتمام الشارع المسيحي، ما عدا محازبي الحزب والتيار. فكل ما يهم الشارع هو تشكيل حكومة يأمل بأن تستطيع حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تعاني منها البلاد وتوفير فرص عمل للبنانيين ومحاربة الفساد. وفيما أيّد مناصرو الحزبين قيادتيهما في خطوتيهما كان لمناصري «التيار الوطني الحر» رأي آخر إذ اعتبرها بعضهم عملية «نكاية» بالتيار. وكان رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية قال عن هذا الموضوع: «أهالي زغرتا يثقون بقياداتهم. وسأثبت للدكتور (جعجع) أنني لست إنساناً حاقداً ويمكن أن أكتشف شخصية جديدة لديه، مرحلة جديدة ستفتح بين المردة والقوات». يعتبر فادي بيطار (صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية في زوق مصبح) أن «المصالحة هي نكاية بالتيار الوطني الحر لكنها بنسبة 90 في المئة لن تتم لأن اجتماع الوزير ملحم الرياشي والنائب إبراهيم كنعان مساء الأربعاء الماضي له دلالة وربما جرى نقاش حول هذا الموضوع». ويرى أن «الزغرتاويين غير راضين». ويؤكد أن «التيار العوني لا يمانع أي مصالحة مارونية». ويرى أن «القوات تسعى لذلك، لأنها تشعر أنها ستكون خارج السلطة، وتيار المردة اعتمد سياسة الانفتاح عندما وضع يده بيد الجنرال ميشال عون وعندما اختلف معه احتاج إلى حزب آخر». هذا القول رد عليه مصدر في «تيار المردة» لـ «الحياة»، قائلاً: إن «المصالحة تمت في السابق والتقى سليمان بيك رئيس حزب القوات سمير جعجع في اللقاء الرباعي الذي ضم الأقطاب المسيحيين في بكركي، كما التقيا في اللقاء التشاوري في بعبدا الذي دعا إليه رئيس الجمهورية. واليوم، نحن لا نتكلم عن مصالحة بقدر ما نتكلم عن تطبيع للعلاقات بين حزبين لبنانيين على الساحة الوطنية ويتفاعلان مع بعضهما بعضاً بطريقة طبيعية». وأكد أن «تيار المردة يتفاعل مع الأحزاب كافة بطريقة طبيعية». وقال المصدر: «الخلاف الاستراتيجي مع القوات موجود، وهو موضوع المقاومة، لكن ذلك لا يمنع من أن تكون لدى الحزبين قواسم مشتركة على المستوى المحلي، ورؤيتنا لكيفية بناء الدولة، والأداء الوزاري واستقامة العمل الوزاري...». وشدد على أن «هذا التقارب ليس موجهاً ضد أحد لأنه تراكم للقاءات التي حصلت بين لجنتي التنسيق المنبثقتين من الحزبين قبل الانتخابات الرئاسية». وأوضح أنه «في السابق كنا على خلاف جذري، شخصي، كان هناك نوع من التماس بين مناصري الحزبين وبعد تشكيل اللجنتين حصل نقاش حول الكثير من الملفات». ودعا إلى «تأليف حكومة وحدة وطنية». وقال: «تيار المردة مع أن يتمثل الجميع في هذه الحكومة. القوات لها مصلحة بالتقارب مع تيار المردة وكذلك التيار»، معتبراً أن «القوات تطبع علاقات مع تيار أساسي موجود على الساحة السياسية». وقال: «مضى على مجزرة إهدن 40 سنة وبالتالي الرئيس فرنجية عام 1988، قال عفا الله عما مضى، على رغم أنه المتضرر الأكبر من هذه الحادثة لكنه يتطلع إلى مصلحة الشعب ومن المعروف عنه أنه لا يحب المناكفات ولا الدم». وفيما يرى سامر عنتر من زغرتا «أننا نختلف مع حزب القوات في السياسة والمبادئ لكن ذلك لا يعني أنه لا يجب أن نتحاور»، يؤكد منسق المدارس في مكتب الشباب والطلاب في «المردة» لودفيك يوسف لـ «الحياة» أن «أهالي زغرتا يؤيدون كل قضية لمصلحة المسحيين بخاصة ولبنان بعامة، والمصالحة يجب أن تحصل لأن علينا أن نتخطى الماضي. لم ننس شهداءنا وقائدنا طوني بيك لكن الرئيس فرنجية تخطى الماضي لأن المجتمع المسيحي لا يتحمل خصومات». ويقول: «في السياسة مصالح، في وقت من الأوقات كانت مصلحتنا مع التيار الوطني الحر الذي عطّل البلد لمصلحته ونحن اليوم من مصلحتنا أن لا تكون لدينا خلافات مع أحد». أما زياد المصري فيلفت إلى أن «وزراء تيار المردة والقوات ينسقون مع بعضهم بعضاً في الوزارات ويتفاهمون على نقاط معيّنة أكثر مما يختلفون، كاتفاقهما ضد استئجار البواخر لإنتاج الكهرباء وابتعادهما عن الصفقات». ويقول: «لو أن التقارب بين المردة والقوات نكاية بالتيار العوني لكان سليمان بيك صار رئيساً للجمهورية». يؤكد غسان سلامة أن أنصار «الدكتور جعجع لديهم ثقة بخياراته. فخطواته في السياسة مدروسة». في المقابل، تعتبر هلا نوفل صاحبة محل لبيع المنتجات الغذائية في زوق مصبح أن «السياسة توجع الرأس، ما يهمنا هو تقوية حركة البيع والشراء في محلنا. ماذا نستفيد إذا تصالحا أم لا، طالما أن الوضع الاقتصادي لم يتغيّر. إن اختلفا أو تصالحا الأمر سيان بالنسبة إلي. لا يكترثان إلا لمصلحتهما وعلينا العترة نحن الشعب الكادح». وتوضح: «أتينا من أبيدجان بعد أزمة حلت هناك عام 2011 لنعيش في لبنان وإذ بأولادي الثلاثة هاجروا من جديد إلى أفريقيا. لست قواتية ولست مع المردة. ما يهمني هو أن أعيش». ويقول ابنها جيمي: «والدي مريض، ما أريده هو أن أتمكن من العمل لمساعدة والدتي في العمل». تستغرب جوليانا «تأييد اللبنانيين لمختلف الأحزاب السياسية. فهم إن اجتمعوا فلاقتسام المكاسب واختلافهم ليس إلا تمثيلية لتستمر السرقة في الكواليس».

سجال السنيورة - جريصاتي: بين «الحماقة» و«النقص»

بيروت - «الحياة» .. تواصل السجال بين الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة (المستقبل) وبين وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي (التيار الوطني الحر) لليوم الثاني على التوالي. واتخذت خلفيته أمس، منحى يتعلق بالخلاف الحاصل على من يتولى حقيبة العدل المقبلة. وقال مكتب السنيورة رداً على كلام لمكتب جريصاتي أول من امس: «إننا إذ نتفهم الحماسة المفرطة التي ظهرت واضحة في ما أدلى به الوزير جريصاتي في بيانين صدرا عن مكتبه الإعلامي، في خضم التنازع على من يتولى حقيبة وزارة العدل وندرك تداعيات ذلك على تفاقم ضيق صدره عن تحمل أي انتقاد مهما كان محقاً ويؤدي به إلى أن تختلط الأمور لديه، لذلك فإننا نكتفي بما قاله الشاعر: لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها». ورد مكتب جريصاتي على ذلك بالقول: «شعرٌ بشعرٍ، من دون عجزٍ: وإذا أتتني مذمتي من ناقص».

وزير العدل لمكتب الدفاع في المحكمة: أحرص على توفير الوقت والمال

بيروت - «الحياة» .. أكد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سليم جريصاتي اهتمامه بمعرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه»، وحرصه على «توفير الوقت لمعرفة هذه الحقيقة والمال لأن لبنان ينوء تحت أزمة اقتصادية ويتحمل للمرة الأولى في مجال العدالة الجنائية الدولية نصف مصاريف هذه المحكمة، أي ما يوازي تقريباً موازنة وزارة العدل». والتقى جريصاتي أمس، الرئيسة الجديدة لمكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان دوروتي دو هولن ووفداً من المكتب. وجرى البحث، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» في «التطور الحاصل في المحاكمة جراء اختتام جلسات الادعاء ومرافعات الدفاع في المحكمة الابتدائية وانتظار صدور الحكم في النصف الأول من عام 2019». كما جرى البحث «في دور مكتب الدفاع في حال صدور قرارات اتهامية في القضايا المتلازمة المتعلقة باغتيال جورج حاوي ومحاولة اغتيال الوزيرين مروان حمادة والياس المر، وبالتالي دور مكتب الدفاع في المرحلة اللاحقة». وأبدت دوروتي دو هولن «استعدادا كليا للتعاون مع الحكومة اللبنانية في كل ما يختص بمهمات مكتب الدفاع الذي هو التجربة الأولى في المحاكم الدولية الجزائية حيث لم يكن هناك من مكاتب دفاع في المحاكم الأخرى». كما أبدت «استعدادا للتعاون مع لبنان في حال الاضطرار إلى تكليف فرق دفاع جديدة في القضايا المتلازمة أو بالنسبة إلى قضايا التحقيق». وكانت دوروتي دو هولن زارت رئيس الجمهورية ميشال عون في حضور جريصاتي لمناسبة تعيينها في منصبها الجديد خلفاً للمحامي الفرنسي فرنسوا رو. وجرى عرض «عمل مكتب الدفاع والدور الذي يقوم به في إطار عمل المحكمة الخاصة بلبنان، والآفاق المنتظرة للأحكام».

بري لا يرى في الأفق القريب حكومة... الرياشي: «القوات» مسهلة ولن تتحجّم

بيروت - «الحياة»... مع غياب أي تقدم يشي بقرب الحلحلة على خط تأليف الحكومة اللبنانية، فإن الملف لا يزال محاصراً بعقد الحصص والحقائب. وفيما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري مشاوراته واتصالاته، لا يزال رئيس الجمهورية ميشال عون ينتظر نتائج هذا الحراك. وأشارت مصادر قصر بعبدا إلى أن عملية التشكيل هي من مهمات الرئيس المكلف، وليس من مهمات الرئيس تقديم أي اقتراحات، وأنه يتابع الاتصالات الجارية. وفي وقت لفتت مصادر «التيار الوطني الحر» إلى أن العقد واضحة اليوم وهي لا تزال تكمن بمشكلة «القوات اللبنانية» التي عادت لترفع سقف المطالب بأربع حقائب لا تتضمن وزارة دولة»، أشارت مصادر بعبدا إلى أن «الرئيس عون قدم الكثير. طلب منه نيابة رئاسة الحكومة وأعطاها، وطلب منه رفع عدد وزراء «القوات» إلى أربعة فلم يرفض، وهو قدم كل ما يلزم لتسهيل ولادة الحكومة». ولكن الأنظار تتوجه اليوم، تضيف المصادر إلى «نتائج المشاورات التي يقوم بها الرئيس المكلف وهي الأساس. وهو يستطيع في أي لحظة في حال طرأ أي جديد على الملف الحكومي أن يتوجه إلى القصر الجمهوري للقاء الرئيس عون». إلا أن مصادر بيت الوسط أكدت أنه «لا يوجد حتى الساعة أي تعديل على موضوع توزيع الحقائب و «المستقبل» ما زال على التقسيم القديم أي «الاتصالات» و «الداخلية» من حصته والعمل جارٍ لإيجاد بديل لـ «القوات» من العدل». ولفتت إلى «أن موضوع ما يسمى بالسنّة المستقلين غير وارد على جدول أعمال الرئيس الحريري ولا على جدول أعمال تأليف الحكومة». أما أوساط رئيس المجلس النيابي نبيه بري فأكدت أنه «مقتنع بأن عقدة التشكيل داخلية وليست خارجية وهو لم يقل يوماً إنها خارجية». وعن تمثيل السنة من خارج «المستقبل»، قالت الأوساط: «ليس صحيحاً أنه فاجأ الرئيس الحريري بالضغط بهذا الاتجاه فموقفه واضح منذ اليوم الأول وهو لم يقل بتوزير وزيرين بل وزير واحد يمثل سنّة المعارضة». وكرّر موقفه: «لما بيكون الرئيس الحريري عندو شي بتشوفوه عندي». ونقل زوار بري لـ «المركزية» قوله إنه لا يرى في الأفق أي ولادة قريبة للحكومة ولكنه في حال تبدل الواقع وفي غض النظر عن العوامل والدوافع فإن لا شيء يمنع هذه الولادة خلال ساعات. وكان بري التقى بعد ظهر أمس وزير الإعلام ملحم الرياشي موفداً من رئيس حزب «القوات» سمير جعجع وتم البحث في موضوع تشكيل الحكومة. وقال الرياشي: «تحدثنا عن اقتراح القانون الذي نقدمه لدعم الإعلام المطبوع في شكل خاص، وسيكون لنا اجتماع مع النائب جورج عدوان مع مجموعة من الإعلاميين في الصحافة المطبوعة لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع القانون الذي أصبح اقتراح قانون، وكنت قد قدمته سابقاً إلى مجلس الوزراء، ليكون معجلاً مكرراً ويوضع في شكل أساسي في أول جلسة لمجلس النواب لتشريع الضرورة، إذا لم تكن هناك حكومة، وذلك لحماية الإعلام المطبوع». وأضاف: «كما تحدثنا عن الحكومة، ووضعت الرئيس بري في أجواء اللقاء الأخير مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والنقاشات مفتوحة. تعرفون أن «القوات» لا تسعى وراء حقائب معينة ولم تسع يوماً إلى ذلك، ولكن الافتئات على «القوات» غير مقبول». وعن حل عقدة «العدل» وما ذكرته مصادر الحريري من أن الاتصالات التي يقوم بها يحتفظ بها لنفسه، قال: «لم يتحدث أحد غير ذلك». وأضاف: «لا نطالب بشيء. المهم ألا يكون هناك افتئات على «القوات اللبنانية» في حصتها ولا في حجمها السياسي ولا في وزنها الاقتصادي والوزاري». قيل له: «هل ستأخذون وزارة العدل؟» أجاب: «لن أجيب، عما سنأخذ أو لا نأخذ. سأترك هذه الأمور في تكتم شديد حتى لا ينسب إلى «القوات» عن غير حق ما لم تقله. نحن سنكمل بعملنا كما يجب. والحكومة ليست «واقفة علينا» لأننا لسنا من «يوقف» الحكومة. نحن مسهلون، ومستحيل أن تسهل القوات أكثر من ذلك، وهذا ما قلته للرئيس بري». وقال: «من يريد أن يحجم القوات يعرف نفسه. القوات لن تتحجم، وأكيد أن مكيول القوات يسع الجميع دائماً». وكان الرياشي أجاب رداً على سؤال قبل لقائه بري «إذا جايب فول» إلى عين التينة: «لأ، جايب المكيول».
«القوى العظمى اختطفت الوزارات الدسمة مسبقاً»
وفي المواقف أكد عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب ​بلال عبد الله​ أن «​رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط​ كسب معركة الوطن لمعالجة صعوبات ​تشكيل الحكومة​«، مشيراً إلى أنه «بالنسبة إلى الحقائب ظلمنا وسنظلم أكيد لأن الوزارات الدسمة اختطفت مسبقاً من القوى العظمى في الدولة». وقال: «لن نسمح بأن تكون قضية توزيع الحقائب موضوع خلاف مع «​القوات اللبنانية»​ التي تجمعنا بها ​مصالحة الجبل​«. وأشار إلى أن «هناك استئثاراً بالحقائب من قبل القوى الأساسية في السلطة»، لافتاً إلى أن «بعض القوى تعتبر أن عبر وزارة العدل تستطيع التدخل بشؤون الناس والمؤسسات».
الجماعة الإسلامية: نرفض مخالفة الدستور
وشدد المكتب السياسي للجماعة الإسلامية على «رفض التمادي في مخالفة الدستور اللبناني لناحية تجاوز الصلاحيات التي نص عليها في عملية تشكيل الحكومة، واعتبار تدخل رئيس الجمهورية، وبعض القوى السياسية، ومحاولة فرض معايير معينة لعملية التشكيل، مخالفة لنصوص الدستور الواضحة التي تحصر عملية التشكيل بيد الرئيس المكلف، وتحصر إمكانية رفض التشكيلة بالمجلس النيابي الذي هو صاحب التكليف الحقيقي». ودعا الرئيس المكلف إلى «وضع تشكيلة حكومية تعكس قناعته، وتلبي الحاجة الوطنية، بناء للمشاورات التي أجراها مع أغلب الكتل، والتقدم بها إلى رئيس الجمهورية، وليتحمل كل طرف مسؤوليته بعد ذلك»...

عون: باطلة ادعاءات إسرائيل عن وجود أسلحة في محيط المطار وتشكيل الحكومة دَخَل في «سباق مهل» جديد

بيروت ... «الراي» ... أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون، قائد القوة الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال ستيفانو دل كول، «ان الادعاءات الاسرائيلية عن وجود اسلحة في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، وفي أماكن آهلة بالسكان ثبت بطلانها بعد التدقيق الذي حصل ميدانياً، وشارك فيه رؤساء البعثات الديبلوماسية في لبنان». واشار عون الى «أن هذه الادعاءات تندرج في اطار الممارسات الاسرائيلية الهادفة الى إبقاء التوتر في منطقة الجنوب، في حين يلاحظ الجميع ان الطيران الاسرائيلي ينتهك الاجواء اللبنانية باستمرار لقصف الاراضي السورية». حكومياً، يؤشّر عجْزُ غالبية الأطراف المعنيين بتشكيل الحكومة الجديدة عن تحديد «حالة» مسار التأليف الذي بات عالقاً بين «لا تفاؤل ولا تشاؤم»، إلى أنه عاد إلى دائرة المناورات و»الكمائن» التي تتعدّد القراءات لخلفيّاتها التي ستحسمها التطورات المقبلة في هذا الملف الذي صار يُدار على طريقة «كل يوم بيومه». ويتعزّز في بيروت ارتيابُ أوساطٍ سياسية من استحضارِ «حزب الله» عقدةَ تمثيلِ النواب السنّة الموالين له، سواء من ناحية مَراميه أو التأزم الذي يمكن أن يعيدَ الملفَ الحكومي الى دائرته بحال كان الحزب أطلق واحدة من معارك «لا نترك حلفاءنا وراءنا». وكثّفت «القوات اللبنانية» من ناحيتها، تحرّكها في اتجاه الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تَسلّم مساء الاثنين من رئيسها سمير جعجع رسالة تضمّنتْ تَصوُّر الحزب لمشاركته في الحكومة، قبل ان يقوم الوزير ملحم الرياشي أمس بزيارة رئيس البرلمان نبيه بري معلناً «لا نريد حقائب معينة ولكن الإفتئات على القوات غير مقبول». وسادَ التكتم الشديد حيال المَخارج المحتملة لتعويض «القوات» حقيبة العدل التي تُعتبر «نصف سيادية» والصيغة الممكنة لتمثيلها بشكل وازن من دون «نسْف» مرتكزات التشكيلة الحكومية التي كانت أوشكتْ على الولادة، وسط سيناريواتٌ يجري تداوُلها وتراوح بين إما معاودة بحْث نيْلِ «القوات» أربعة حقائب أحدها لنائب رئيس الحكومة، أو حصولها على حقيبةٍ أساسية من خارج ما سبق ان اعتبرتْه «فتاتاً». وفي مسألة تمثيل «سنّة 8 آذار» والذين يتعاطى الحريري مع عقدتهم على أنها «غير موجودة»، فإن هذا الملف، الذي يكرّر بري الدخول عليه نافياً ان يكون «فاجأ» الرئيس المكلف بتأييده توزير أحدهم ومؤكداً ان موقفه واضح، يُخشى أن يكون «فتيلاً» تعطيلياً يعكس في جوهره «ضَوء تريُّث» خارجياً في الإفراج عن الحكومة ورغبةً في انتزاع تنازُل «ثمينٍ» من الحريري له امتدادات في قلب طائفته كما على التوازنات في الحكومة التي يضع الخارج العين عليها. وتتزايد الإشارات إلى أن الرئيس ميشال عون ينأى بحصته عن هذه العقدة، ما يجعل الكرة في ملعب الحريري، في ظل علامات استفهام حول المدى الذي سيذهب إليه «حزب الله» بعدما نُسب إليه ان لا حكومة من دون حلفائه السنّة الذين رسم الحريري في المقابل «خطاً أحمر» أمام تمثيلهم من حصته. وشكّل انكشافُ التوتّر المكتوم في العلاقة بين الحريري وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على خلفية «العتب المتبادَل» حيال مسار التأليف عنصراً سلبياً ترك علامات استفهام حول تداعياته المحتملة بعدما ألغى الرئيس المكلف امس، موعداً مع النائب وائل ابو فاعور بعد تقريرٍ نُشر حول رفض جنبلاط استقبال الحريري قبل فترة على العشاء وهو ما نفته مصادر الأخير ولم ينفه الزعيم الدرزي. وفي ضوء مجمل الحِراك المستجدّ الذي يسابق دخول ولاية عون عامها الثالث نهاية الجاري، ينتقل الحريري اليوم الى السعودية للمشاركة في مؤتمر الاستثمار، ويحطّ وزير الخارجية جبران باسيل غداً في بولونيا، فيما لفت كلام بري عن انه لا يرى في الأفق أي ولادة قريبة للحكومة ولكنه في حال تبدل الواقع وبغض النظر عن العوامل والدوافع فإن لا شيء يمنع هذه الولادة خلال ساعات.

التنازلات تحت «الخط الأحمر» وسباق مع بدء السنة الثالثة للعهد

الحريري غادر إلى الرياض بعد تأييد إجراءات المملكة .. ولقاء يضيِّق التباعد مع باسيل

اللواء... عند خط، عدم القدرة على تقديم تنازلات أكثر، فهذا حال الرئيس المكلف سعد الحريري، عشية مغادرته ليلاً إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة رسمية تلقاها للمشاركة في المنتدى الاقتصادي السعودي، على الرغم من ان الاتصالات مستمرة لتأليف الحكومة مع الأطراف كافة. وهذا حال «القوات اللبنانية»، على لسان وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي، الذي نقل إليه تطورات الاتصالات في ما خص تمثيل «القوات»، موفداً من رئيس الحزب سمير جعجع، إذ أكّد بعد اللقاء ان حزبه «لا يتمسك بحقائب معينة، وهي قدمت تسهيلات كثيرة، ولا يمكن ان تسهل أكثر». ولم تشأ مصادر مطلعة الحديث عن مدة زيارة الرئيس الحريري إلى الرياض، لكنها ربطت استئناف المشاورات بعد عودته، انطلاقاً من حرص الرئيسين ميشال عون والحريري على إصدار مراسيم الحكومة في غضون الأيام القليلة المقبلة.. وتحديداً قبل الأربعاء المقبل، موعد نهاية الشهر، أو مناسبة مرور عامين كاملين على انتخاب الرئيس عون. وخلافاً لاجواء أوحت بها مصادر قريبة من «التيار الوطني الحر» ان «البعض يتقصد إشاعة أجواء إيجابية، وهذا خلاف لما يطرح في اللقاءات المغلقة، حيث يتمسكون بالطروحات غير الواقعية» في إشارة إلى ما تطرحه «القوات اللبنانية» في لقاءات التفاوض. وتكتمت المصادر القريبة من الرئيس المكلف على ما دار في اللقاء المسائي بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل، الذي زار بيت الوسط قبل سفر رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى الرياض، لكنها كشفت ان نقاط التباين ضاقت جداً.. معتبرة ان لا مكان «للسنة المستقلين» على جدول أعمال الرئيس الحريري، ولا على جدول اتصالاته المتعلقة بتأليف الحكومة. وكان الرئيس الحريري اعتبر ان الإجراءات التي اتخذتها الرياض في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقي «تخدم مسار العدالة والكشف عن الحقيقة..»، مندداً بالحملات المغرضة ضد المملكة. وقال في بيان ان «توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من شأنها ان تضع الأمور في نصابها الصحيح»، مؤكداً أن «استقرار السعودية وسلامتها والتضامن معها مسألة لا يصح ان تخضع للتردد تحت أي ظرف من الظروف».

حكومة قبل الثلاثاء

ووفقاً للمعطيات الإيجابية، فإن مصادر في كتلة المستقبل توقعت ان ترأس النائب بهية الحريري، اجتماع كتلة المستقبل على اعتبار ان الحريري سيكون في الأسبوع المقبل رئيساً لحكومة كاملة الاوصاف، ولا يجوز بروتوكولياً ان يترأس اجتماعاً لكتلته النيابية. وبحسب هذه المصادر، فإنه لم يبق من عراقيل امام تشكيل الحكومة سوى عقدة تمثيل «القوات اللبنانية»، لأنه في نظر الحريري، لا وجود لعقدة تمثيل السنة المستقلين من خارج تيّار «المستقبل»، وهو «أمر غير مدرج في جدول أعمال التأليف»، وفق تعبير الكتلة التي رأت في بيانها انه من شأن تمثيل هؤلاء ان «يضيف إلى مسلسل العقد المعروفة عقدة جديدة لا وظيفة لها سوى فرض شروط جديدة وغير مقبولة، لن يُقرّ بها الرئيس المكلف تحت أي ظرف من الظروف». وكان الرئيس الحريري شدّد خلال حفل عشاء أقامه مساء أمس الأوّل على شرفه رئيس اتحاد رجال الأعمال للبحر المتوسط جاك صراف في دارته في الرابية أن «على جميع الأفرقاء السياسيين أن يفكروا بلبنان وبمصلحة البلد قبل أن يفكروا بالأحجام» «اذا عملنا جميعا معا سنخرج من هذه الازمة». وقال: «أننا نمر في مرحلة دقيقة اقتصاديا وإقليميا، ونحن نبذل كل الجهود اللازمة لتشكيل الحكومة الجديدة. صحيح أننا نواجه صعوبات وتحديات كبيرة، ولكن نحن لبنانيون ولدينا الإمكانية والذكاء لأن نخرج من هذه الأزمة إذا عملنا جميعا معا، خصوصا وأننا مدعومون بنتائج مؤتمر «سيدر» ومؤتمري «روما» و«بروكسيل»، كما ان باستطاعتنا العمل على عقد مؤتمرات أخرى. لكن المهم هو ان نعي أن طريقة العمل في السابق لا يمكن أن تستمر ويجب ان تتغير». ولفت إلى أن «الصعوبات في عمليات تشكيل الحكومة أمر طبيعي خصوصا بعد فترة الانتخابات. وبالتأكيد أن كل القوى السياسية تريد أن تتمثل بالحجم الذي نالته، لكن علينا جميعا أن نحمي لبنان وبعدها نفكر بالأحجام. المهم هو لبنان والشاب والشابة في لبنان اللذان ينتظراننا لكي نشكل هذه الحكومة».

الخلاف مع جنبلاط

وقبل ترؤسه الاجتماع الأسبوعي لكتلة «المستقبل» أكّد الحريري ان الاتصالات لتأليف الحكومة مستمرة، نافياً ان يكون قد تخلى عن حقيبة الاتصالات لاعطائها «للقوات»، بحسب ما تردّد من معلومات، متسائلاً عمّا إذا كان سيتخلى أكثر مما فعل؟ كما نفى وجود خلاف بينه وبين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، معتبراً ما نشر في بعض الصحف، من أن الأخير رفض استقباله بأنه «غير صحيح»، عازياً سبب إلغاء موعد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور الذي كان مقرراً ان يلتقيه ظهر أمس، إلى انشغاله، متوقعاً ان يلتقيه بعد عودته من الرياض. غير ان مصادر في «بيت الوسط» كشفت ان الحريري امتعض من المقال الذي ورد في إحدى الصحف، وانه كان ينتظر توضيحاً أو رداً من جنبلاط، ولما لم يأت هذا التوضيح أو الرد، أوعز بإلغاء موعد النائب أبو فاعور. ووصفت أوساط الحريري المقال بأنه عبارة عن «ثرثرة لا مضمون ولا قيمة له»، وانه لم يطلب زيارة جنبلاط ما يُؤكّد صحة ما ورد في الصحيفة المذكورة. ولاحقاً، غرد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» نافياً ان يكون قد رفض استقبال الحريري، موضحاً بأنه كان دائماً على تواصل معه هاتفياً أو عبر «الرفيق» أبو فاعور، كاشفاً بأنه حاول حتي آخر لحظة طرح بدائل للحقيبة الثانية التي هي مبدئياً ستكون من حصة «اللقاء الديمقراطي». وكانت معلومات اشارت إلى ان جنبلاط مستاء، لأن الرئيس الحريري ترك تسمية الوزير الدرزي الثالث للرئيس عون، خلافاً للاتفاق بأن يتم الاختيار بالتفاهم بين الرؤساء الثلاثة، على الاسم الثالث من بين اللائحتين اللتين أودعتا لدى الرئيس عون من قبل جنبلاط ومن قبل النائب طلال أرسلان. وقالت مصادر نيابية لـ«اللواء» ان العقدة الدرزية لا تزال موجودة، ما دام جنبلاط وارسلان لم يعلنا قبولهما باي اسم من الأسماء الـ11 المودعة في قصر بعبدا، علماً ان هذه العملية يفترض ان تتم في اللحظات الأخيرة، عند إسقاط الأسماء على الحقائب.

الذكرى الثانية

الى ذلك، نقل زوار الرئيس ميشال عون لـ«اللواء» عنه قوله ان «لن يرضى ان تمر الذكرى الثانية لانتخابة المصادفة في نهاية هذا الشهر من دون ان تكون الحكومة العتيدة قد تشكلت، وانه قدم التسهيلات اللازمة وعمل ما عليه، وتنازل عن منصب نائب رئيس الحكومة ولا يستطيع تقديم المزيد، وهو ينتظر نتائج الاتصالات التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري». واكد الرئيس عون امام زواره انه يرغب بشدة في ان تتمثل «القوات اللبنانية» في الحكومة وان لا مشكل لديه مع اي طرف، لكن المهم ان يتفقوا مع بعض. ولمس الزوار في تقدير شخصي منهم ، «ان الرئيس عون لن ينتظركثيرا مزيدا من المماطلة والتأخير في تشكيل الحكومة وانه سيحدد موقفا في نهاية المطاف مما يجري». وقالت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون انه لا يزال عند موقفه الداعي الى تشكيل الحكومة سريعا معلنة انه ينتظر حصيلة اتصالات الحريري وما بمكن ان يقدمه على هذا الصعيد. ولفتت الى ان الرئيس عون قدم كل التسهيلات المطلوبة فوافق على منح القوات نيابة رئاسة الحكومة ولم يمانع ان يتم رفع عدد وزراء القوات الى 4. واوضحت المصادر ان رئيس الحكومة المكلف يتابع اتصالاته لتذليل العقد على ان الاكيد ان عون لا يتدخل في صلاحياته وهو ينتظر تركيبة الحكومة منه، متى اصبحت جاهزة. ورأت ان التواصل بينهما يتم عبر موفدين مشيرة الى ان المشكلتين المتبقيتين هما حقائب «القوات» وتمثيل السنة المستقلين. واكدت ان «التيار الوطني» قدم ما طلب منه. ورأت مصادر اخرى ان ما من طرح تبلور حتى الساعة حول جعل تمثيل الوزير السني المستقل من حصة رئيس الجمهوريه مع العلم ان هذا الموضوع ليس عند الرئيس واساس حله لدى رئيس الحكومة. واوضحت المصادر انه لم يعرف ما اذا كانت حقيبة العمل رست على «القوات» في الوقت الذي تنشط فيه الاتصالات بين الافرقاء بشأن المبادلة في الحقائب وكيفية التعويض على حقيبة خرجت من هنا واخرى من هناك. ولا تستغرب المصادر تجنب الافرقاء ان تكون حقيبة البيئة من حصتهم.

حقائب «القوات»

في هذا الوقت، نقلت «القوات» معركة الحصول على حقائب وازنة بها بدل حقيبة العدل التي ذهبت من حصة رئيس الجمهورية، إلى عين التينة، من خلال زيارة وزير الإعلام ملحم رياشي للرئيس نبيه برّي، مؤكداً له ان «القوات» لا تطالب بحقيبة معينة، ولا هي تمسكت بأخرى، ولا وضعت «فيتو» على استلام أي حزب حقيبة بعينها، بل الآخرون هم الذين عكفوا على هذه الممارسات، معلناً «رفضه الافتئات على «القوات» في حصتها أو في حجمها السياسي ووزنها الانتخابي والوزاري». وإذ تكتم الرياشي عمّا تريد «القوات» من حقائب، لكن لا ينسب إليها ما لم تقله، اعتبر ان الحكومة ليست متوقفة عملياً، لأننا لسنا من يوقف الحكومة، وهذا ما ابلغته للرئيس برّي. وتابع: المكيول يتسع للجميع، ومن يعرقل الحكومة هو من يريد تحجيم «القوات». ومن جهتها، أكدت أوساط الرئيس برّي استعداده للمساعدة ولابداء المشورة إذا طلب منه ذلك. لافتة إلى انه مقتنع بأن عقدة التشكيل داخلية وليست خارجية، وهو لم يقل يوماً أنها خارجية. وعن تمثيل السنة المستقلين من خارج «المستقبل»، أوضحت هذه الأوساط انه ليس صحيحاً ان الرئيس برّي فاجأ الرئيس الحريري بالضغط في هذا الاتجاه، إذ ان موقفه واضح منذ اليوم الأوّل، بوجوب تمثيل هؤلاء، لكنه لم يقل بتوزير وزيرين بل وزير واحد يمثل سنة المعارضة. وإذ نفت علمها بزيارة الحريري إلى عين التينة، قالت انه عندما يكون للرئيس الحريري شيء يريد عرضه على الرئيس برّي، بالتأكيد سيأتي.

"الجمهورية": الحريري أبلغ مطالب «القوّات» الى باسيل.. ومعراب تنتظر

تتقاذف الاستحقاق الحكومي هبّات متفائلة بإنجازه حيناً وأخرى متشائمة أحياناً، وما تجمّع من معطيات أمس لم يحمل جديداً سوى استمرار انعدام التوافق على حلّ العقد التي ما تزال تعوق الولادة الحكومية، في الوقت الذي بدأت تلوح في الأفق احتمالات تفريخ عقد جديدة في ساحة التأليف. وفي الوقت الذي جزم الرئيس المكلف سعد الحريري انّ حكومته ستولد في غضون الايام المقبلة، حسب إعلام «المستقبل»، فإنّ الاجواء التي رشَحت من مختلف المقار المعنية بالتأليف لم توحِ أنّ العقد، ولاسيما منها «القواتية» والسنيّة، قد تماثلت الى الحل، في وقت خرج زوّار عين التينة بانطباع انّ التأليف ما زال متعثراً و»مش ماشي الحال». على انه ليس متوقعاً حصول أيّ تطور لافت اليوم على جبهة التأليف، إذ انّ الرئيس المكلف توجّه ليل أمس الى المملكة العربية السعودية مُلبّياً دعوة رسمية الى حضور منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» (دافوس الصحراء) الذي بدأ اعماله في الرياض أمس، على أن يستأنف اتصالاته ومشاوراته إثر عودته. لا تزال ولادة الحكومة أسيرة الحصص والاحجام والحقائب، فيما ينتظر أن يعاود الحريري حركة مشاوراته بعد عودته من السعودية، وقد استبقَ سفره الى الرياض بإعلان تأييده الاجراءات التي اتخذتها المملكة في شأن قضية الصحافي جمال خاشقجي، معتبراً انها «تصبّ في الاطار الذي يخدم مسار العدالة والكشف عن الحقيقة كاملة». وكان من أبرز لقاءات الحريري أمس اجتماعه مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، الذي اطّلع منه على نتائج مشاوراته واتصالاته حتى الآن، وخصوصاً مع «القوات اللبنانية». وأكد الحريري انّ الاتصالات لتأليف الحكومة مستمرة مع مختلف الاطراف، وأوضح أن «لا خلاف مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وانّ إلغاء لقائه مع النائب وائل ابو فاعور سببه انشغاله»، مشيراً الى انه «قد يلتقيه لاحقاً».

 

وعندما سئل عمّا يتردد عن تَخلّيه عن إحدى الحقائب الوزارية التي خصّصها لتيار «المستقبل»، قال الحريري: «هل أتخلى أكثر ممّا فعلت؟!». وفي معلومات لـ»الجمهورية» أنّ الحريري أبلغ الى نواب «المستقبل» أنه بعد تأليف الحكومة لن يستمر في ترؤس اجتماعات الكتلة، وأنّ النائب بهية الحريري هي من سيترأس هذه الاجتماعات.

«القوات»

في غضون ذلك، زار الوزير ملحم الرياشي عين التينة موفداً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ناقلاً الى رئيس مجلس النواب نبيه بري موقف «القوات» من الصيَغ التي عرضت عليها لتمثيلها في الحكومة. وعلمت «الجمهورية» انّ الرياشي أبلغ الى بري أنّ «القوات» ليست موافقة على الصيغة المطروحة التي عرضت عليها، وهي تتلخّص بإعطائها 4 حقائب، من ضمنها مركز نائب رئيس الحكومة. وأكد انّ «القوات» طالبت بحقيبة وزارية وازنة، وتريد أن تكون المقاعد الوزارية الأربعة مخصصة بحقائب، بحيث تكون إحداها مُسندة الى نائب رئيس الحكومة. وقالت مصادر»القوات» لـ»الجمهورية»: «نحن أكثر طرف قدّم التسهيلات اللازمة، والعقد ليست عندنا بل عند غيرنا، وهو من يتحمّل مسؤولية التعطيل لأنه كان يرفض منذ اللحظة الاولى تقديم التسهيلات المطلوبة. فلو اعتمد في الأساس قاعدة التوازن في التسهيلات لتألفت الحكومة اليوم، لكنه بدأ يُسهّل منذ 10 أيام، حتى أنّ التسهيلات التي يقدّمها إنما يقدمها بـ»القطعة»، ثم ما يلبث ان يتراجع عمّا يقدمه، وهذا يعني أنّ المشكلة ليست عندنا». وأضافت المصادر: «لا نزال في مرحلة تبادل الافكار، والمساعي مستمرة، والمفاوضات مع الرئيس المكلف متواصلة. فـ»القوات» قررت أن تكشف المعرقل، ولهذه الغاية تجري مفاوضات مكثّفة يجب ان تؤول الى نهاية واضحة». ولفتت الى انه «بدلاً من أن تتزامن هذه المفاوضات مع التهدئة السياسية، بدأنا نرى هجوماً سياسياً مقصوداً بهدف تسخين الوضع وقطع الطريق على أن تحقق المفاوضات أي نتائج، على غرار ما كان يحصل في كل مرة سابقاً حين كانت تتقدّم المفاوضات، حيث تأتي تصريحات ومواقف ومقابلات تعيدها الى المربّع الأول، لكننا هذه المرة لن نسمح بذلك. هناك أفكار عدة، وقدّمنا في الأمس الى الرئيس المكلف ورقة مكتوبة تتضمّن كل الافكار والخيارات البديلة الممكنة، ولم نتلق الأجوبة بعد، ونحن في انتظارها، وعندما نتلقّاها نبني على الشيء مقتضاه. وفي انتظار الاجوبة، تبقى الخطوط مع «بيت الوسط» مفتوحة، وكذلك خطوط «بيت الوسط» مع كل القوى السياسية بُغية ترجمة الافكار التي وضعناها على أرض الواقع. ولدى ترجمتها يمكن القول انّ ما يسمّى العقدة المسيحية قد انتهت الى غير رجعة، وسنرى عندئذ ما اذا كانت الحكومة ستؤلّف أم لا، ولكننا لن نقبل بعد اليوم أن يتم التلَطّي بهذه العقدة لتغطية عقد أخرى موجودة وقائمة على أكثر من مستوى». وكانت الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» قد أكدت انّ «القوات» لم تكن يوماً عقبة أمام التأليف، ولم تطالب يوماً بحقيبة معينة، ولا تَمسّكت بحقيبة أخرى، ولا وضعت «فيتو» على تَسلّم أيّ حزب حقيبة بعينها، ولا اعترضت على تسلّم شخص معيّن حقيبة محددة، بل الآخرون هم الذين عَكفوا على هذه الممارسات طوال فترة التأليف». وأشارت الى انها لن تقبل بأن تحرج بعروض غير مقبولة وفيها تَجنّ وافتئات عليها، وذلك بغية إخراجها من الحكومة، بل ستعمل على تصحيح أيّ اقتراح يطرح عليها بغية جعله يختزن الحد الأدنى من المواصفات المطلوبة. وأوضحت أنّ ثمة عقبات فعلية في مكان آخر تقف عائقاً في وجه تأليف الحكومة وتبرز الى السطح، تارة من خلال ما يسمّى «تمثيل سنّة 8 آذار»، وطوراً بوَضع «فيتوات» غير مفهومة بتَسلّم بعض الوزراء حقائب معينة».

العقدة السنية

وفي هذه الاجواء، ظلت عقدة التمثيل السنّي عَصيّة على المعالجة حتى الآن، في وقت يجتمع «اللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين» عند الثانية من بعد ظهر اليوم في منزل الرئيس الراحل عمر كرامي في الرملة البيضاء ـ بيروت. وعشيّة الاجتماع، قال عضو اللقاء النائب فيصل كرامي لـ»الجمهورية»: «إنّ العقدة السنية لم تعد محصورة بالرئيس المكلف، بل انضَمّ متضررون إليها بحملة مُموّلة لتشويه صورتنا». وكشف انه سيكون للقاء بعد الاجتماع اليوم ردّ مُسهب على موقف الحريري في ما يتعلق بتمثيل النواب السنّة من خارج تيار «المستقبل» داخل الحكومة، «خصوصاً أنهم يمثّلون جزءاً كبيراً من طائفتهم، ومن الذين اقترعوا لمصلحتهم. وبالتالي، فإنّ هذا التمثيل قد تحوّل أمراً واقعاً باتَ يفرض نفسه بقوة على المشهد السياسي، وهذا ما لا يتقبّله الرئيس المكلف بعد».

«المستقبل»

وأكدت كتلة «المستقبل» النيابية «انّ تجارب تأليف الحكومات السابقة، والازمات والمشاحنات التي ترافقها، رَتّبَت، مع الأسف الشديد، نشوء أعراف تقضي بتوزيع ما سُمّي الحقائب السيادية على الطوائف الرئيسة الأربع، ولن يكون من الجائز والمنطقي بعد اليوم العمل على ابتداع أعراف جديدة تقضي بتخصيص حقائب معينة لهذه الجهة أو تلك، الأمر الذي يعوق عملية التأليف ويخالف المسؤوليات الدستورية المنوطة بالرئيس المكلّف». ورأت «انّ تناول التمثيل العائد للرئيس المكلف بالصورة الي يجري تداولها، من بعض النواب والجهات السياسية، أمر غير مُدرج في جدول أعمال التأليف، ومن شأنه ان يضيف الى مسلسل العقد المعروفة عقدة جديدة، لا وظيفة لها سوى فرض شروط جديدة وغير مقبولة لن يُقرّ بها الرئيس المكلف تحت أي ظرف من الظروف».

«لبنان القوي»

وأعلن تكتل «لبنان القوي» أنه «ساهم الى أقصى الحدود في حلحلة العقد، والجميع يعرف دورنا على صعيد نيابة رئاسة الحكومة، أو لجهة توزيع الحقائب، خصوصاً انّ الأساسيات كثيرة من «الاشغال» الى «الصحة» و»التربية» وسواها، و»العدل» ليست المشكلة، وكانت من حصة رئيس الجمهورية. وفي غياب المداورة، من حقّه أن يحتفظ بها، خصوصاً أنّ المالية والداخلية والعدل تشكّل أدوات الحكم. ومن حق رئيس الجمهورية، المؤتَمن على الدستور والرؤية التي لديه، أن تكون لديه الوسيلة للاصلاح الفعلي الذي يراه، ومن المفترض أن يسلّم الجميع بذلك».

«اليونيفيل»

وفي خضمّ الإنشغال بالملف الحكومي، برزت جولة قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، الجنرال ستيفانو دل كول، على الرؤساء الثلاثة. وقد أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى دل كول انّ «الادّعاءات الاسرائيلية عن وجود أسلحة في محيط مطار رفيق الحريري الدولي وفي أماكن آهلة بالسكان، قد ثبت بطلانها بعد التدقيق الذي حصل ميدانيّاً، وشارك فيه رؤساء البعثات الديبلوماسية في لبنان»، معتبراً أنّ «هذه الادعاءات تندرج في إطار الممارسات الاسرائيلية الهادفة الى إبقاء التوتر في منطقة الجنوب، في حين يلاحظ الجميع انّ الطيران الاسرائيلي ينتهك الاجواء اللبنانية في استمرار لقصف الأراضي السورية». وقال: «انّ رفض اسرائيل ترسيم الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة يخفي نيّاتها المبيتة، لأنّ حل الخلاف حول الحدود البرية والبحرية وإعادة ترسيمها وفقاً للأصول يعزّز الاستقرار على الحدود».

 



السابق

مصر وإفريقيا...حبس كاتب «هل مصر بلد فقير حقاً؟» 4 أيام...شكري في الخرطوم للتحضير لاجتماع اللجنة العليا بين مصر والسودان...مصر وبلغاريا تتفقان على تعزيز التعاون..«وزراء النقل العرب» يدرس توصيات إنشاء تكتل بحري.. ليبيا تطالب بدور عربي أكبر وإيطاليا تجدد اعتراضها على إجراء انتخابات...بلعيد: نتيجة الانتخابات ليست محسومة بالضرورة للرئيس بوتفليقة...«يوناميد» تبلغ مجلس الأمن خطوات انسحابها من دارفور..."إيلاف المغرب" تجول في الصحف اليومية الصادرة الأربعاء...

التالي

أخبار وتقارير...موسكو تحذر من مخاطر الانسحاب الأميركي من المعاهدة.. واشنطن تهدد روسيا والصين وإيران بتطوير ترسانتها النووية..باريس تحتضن لقاء بين ترمب وبوتين الشهر المقبل والصين ترفض «الابتزاز}..الحلف الأطلسي يجري أكبر مناورات عسكرية منذ الحرب الباردة...«الحركة القومية» يفضّ تحالفه مع إردوغان...عقوبات أميركية على 8 من داعمي "طالبان" بينهم إيرانيان..عقود متوقعة بالمليارات في معرض فرنسي للصناعات العسكرية البحرية..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,163,031

عدد الزوار: 6,937,650

المتواجدون الآن: 129