لبنان....باسيل: «مش فارقة معنا أحد برا وجوا»......«كمائن» تعترض «الأفكار الجديدة» لإنقاذ تشكيل الحكومة في لبنان...توتر طائفي في الجبل.. السجال الاشتراكي ـــ العوني يهدّد المصالحة ويشحن الشارع....أفق التأليف مسدود.. والراعي لحكومة طوارئ حيادية...جمود في التأليف... وبعبدا تنتظر مسوَّدة معدَّلة من الحريري..«حزب الله» - باسيل على خطّ التوتر العالي؟...

تاريخ الإضافة الإثنين 17 أيلول 2018 - 7:15 ص    عدد الزيارات 2419    القسم محلية

        


باسيل: «مش فارقة معنا أحد برا وجوا»..

بيروت - «الحياة».. رأى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أن «أقبح ما في السياسة في لبنان أن من يجد تعباً وتضحية يتهم بالفساد ومن يلهث فساداً يعتبر شاطراً». وقال في افتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية الإقليمي الثالث لشمال أميركا، في مونتريال- كندا: «أنا آت إليكم، حاملاً أثقال السياسة اللبنانية مع طائفيتها ومذهبيتها، مع زبائنيتها وفسادها. في تأليف الحكومة طمع واعتداء وابتعاد عن التمثيل الشعبي الصحيح، لمصلحة الاستقواء الخارجي، وفي الجنسية قوانين ومراسيم وقرارات لإقرارها من جهتنا، وعراقيل وحجج وأكاذيب لتطييرها من جهتهم، فكأن في لبنان من يسعى لجعله أكثر لبنانية، ومن فيه لجعله أقل لبنانية». وأضاف: «لبناننا عظيم ولكنه مثقل. ما ألبث أن أنشد إليه خائفاً على المقيمين فيه من توطين النازحين واللاجئين، ومتحفزاً لإعادة المنتشرين إليه من خلال الجنسية واستعادتها. كونوا معنا جنوداً للجنسية، فاستعادتها تسقط مشروع التوطين من جانبكم، أما من جانبنا فقد نجحنا سياسياً بإسقاط مشروع توطين السوريين، وها نحن ألفنا البارحة اللجنة اللبنانية- الروسية لتنفيذ المبادرة الروسية بخصوص عودتهم، ونحن نعمل مع الخارجية السورية على إزالة العراقيل من أمام عودتهم». واستطرد: «يبقى أن مقاومة التوطين ورفض إحلال النازحين واللاجئين مكانكم، ليست فقط سياسية ونحن نقوم بها بكل الأحوال، واختلفنا مع معظم الناس لذلك، ومش فارقة معنا أحد برا وجوا، وما بدنا نعمل رؤساء جمهورية كرمال قضية التوطين، نحن نقوم بالمواجهة السياسية، ولكن هناك المواجهة الاقتصادية وهي في حاجة إليكم».

«كمائن» تعترض «الأفكار الجديدة» لإنقاذ تشكيل الحكومة في لبنان...

الحريري «يحنّ» لمعاودة السباحة مع... القرش!..

بيروت - «الراي» .. ... في اللحظة التي تَسْتَأنِف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري جلساتها اليوم بعد أربعة أيام من المرافعات الختامية للادعاء التي كرّستْ الربْط تنظيمياً وسياسياً بين المتَّهَمين الأربعة وقيادة «حزب الله»، وفيما يزداد «الكرّ والفر» الديبلوماسي حول معركة إدلب وما يَنتظر سورية، ويقترب «نوفمبر» الأميركي - الإيراني، يزدادُ «الصراخ» السياسي في بيروت مُنْذِراً بصعوبة كسْر المأزق الذي يستحكم بالبلاد منذ نحو أربعة أشهر في ضوء استمرار العجز عن تشكيل الحكومة الجديدة. ورغم الأفكار الجديدة التي يتمّ عبْرها «تحريكُ حجارةِ» الملف الحكومي على رقعةِ الصيغة المبدئية التي كان عَرَضَها الرئيس المكلف سعد الحريري على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل أسبوعين وقوبلتْ بملاحظاتٍ جوهرية ولا سيما حيال عقدتيْ التمثيل المسيحي («القوات اللبنانية») والدرزي (الحزب التقدمي الاشتراكي)، فإن لا مؤشرات إلى أن هذه المحاولات سيكون مصيرُها أفضل من سابقاتِها التي انتهتْ إلى «لا شيء» ليَبقى مسارُ التأليفِ أسيرَ الشروط والشروط المضادة المربوطةِ بـ«الصواعق» الخارجية. وترى أوساط سياسية مطلعة أن المساعي المتجددة على خط المَقرات لـ«تدوير الحقائب» تحت سقف صيغة الحريري وتَوازُناتِها حوصرتْ سريعاً بمؤشرات سلبيةٍ عَكَست صعوبة إمرارِ بعض هذه الأفكار نتيجة ما يواجهها من أفخاخ و«كمائن»، الى جانب المناخِ السياسي «الصاخب» والذي يزداد «تَشابُكاً» وسط تمدُّد «الاشتباكات» الكلامية الى أكثر من «جبهة». وإذا كانت عقدة التمثيل المسيحي تصطدم بطبيعة حصّة «القوات اللبنانية» والخيارات البديلة المُمكنة من ضمن صيغة «الحصة الرباعية» (أربعة وزراء) وبإصرار «التيار الوطني الحر» على الإمساك بالثلث المعطّل مع حصة رئيس الجمهورية، فإن العقدة الدرزية تشي بأن تتحوّل «أم المعارك» في ضوء انفلات المواجهة الكلامية بين فريقيْ عون والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي كان بَلَغَ أول من أمس حدّ التحذير من «اللعب بالنار» بعدما شبّه رئيس «التيار الحر» وزير الخارجية جبران باسيل (صهر عون) بصهر الرئيس دونالد ترمب جاريد كوشنير صاحب «النظرية العجيبة بأن معاقبة الفلسطينيين واقصاءهم وقتلهم يساعد في عملية السلام»، ومتهماً باسيل بالسعي «لتثبيت هيمنته في لبنان». وفيما كانت الأنظار على «محور» فريق عون - جنبلاط المتمسك بحصر التمثيل الدرزي في الحكومة بحزبه (التقدمي الاشتراكي)، قفز الى الواجهة الهجوم الأعنف على رئيس الجمهورية من النائب أنور الخليل (أمين سرّ كتلة رئيس البرلمان نبيه بري) الذي حمّل عون مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة، مؤكداً ان العقدة عند الرئيس وليست عند احد غيره، معلناً «هو يطالب بما لا يُطالب به، وأنا عندما أرفع الصوت في اتجاه فخامته، فلأن الدستور نص على ما يجب ان يقوم به الرئيس»، مضيفاً في غمز من قناة الوزير باسيل: «أقرب المقربين من الرئيس يرمي الحجر في البئر وينتظر من غيره ان يسحبه، كي لا يعكر المياه»، ومتوجّهاً الى رئيس الجمهورية: «قف امام ناسك وصارحهم، وقل توقف يا أيها الذي خرّبتَ الوحدة الوطنية». ورغم معاودة الخليل تأكيد أن موقفه شخصي ولا يُلزم كتلة بري وربْط البعض كلامه بالمشكلة ذات الطبيعة الدرزية مع عون (الخليل درزي)، فإنّ الأوساط السياسية ترى ان ما عبّر عنه الخليل يلاقي في شكل او بآخر ما كان أعلنه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وهو المرجعية الروحية القريبة من بري، مناشداً رئيس الجمهورية «بصفته أباً لجميع اللبنانيين، وحرصاً على المصلحة الوطنية، أن يتنازل عن حقه في حصته الوزارية لأبنائه المشاغبين والمعرقلين». ولاحظت الأوساط نفسها أن اندفاعة الخليل جاءت بعدما سحَب يده من العقدة المسيحية ومحاولات إيجاد حلول لها، متسائلة اذا كان وراء ما أعلنه النائب الدرزي في كتلته رسالةً ذات صلة أيضاً بالدور الذي كان تعهّد رئيس البرلمان بالاضطلاع به لإيجاد مخْرج مقبول لعقدة التمثيل الدرزي في الحكومة بعد إيجاد حلّ لمسألة تمثيل «القوات». علماً أنه سبق ان جرى التداول بسيناريو يقوم على ان يكون نجل النائب أنور الخليل هو الدزري الثالث الذي يُرْضي جنبلاط ويستجيب لمطلب رئيس الجمهورية بعدم منح «التقدمي» فيتو ميثاقياً في الحكومة. وفيما كان الوزير باسيل يعلن خلال افتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية الإقليمي الثالث لشمال أميركا، الذي يعقد في كندا متحدثاً في الملف الحكومي عن «طمع واعتداء وابتعاد عن التمثيل الشعبي الصحيح، لصالح الاستقواء الخارجي»، مَضى «حزب الله» في تأكيد ضرورة الإسراع بإنجاز التشكيلة الحكومية على قاعدة «أن الانتخابات النيابية أعطتْ نتيجة نسبية مهمّة، فلنطبّق هذه النسبية في الحكومة ونصل إلى نتيجة، وستدرك بعض القوى ألا تستند إلى الخارج، بل إن لبْننة التشكيل يتطلب الإقدام على قاعدة النسبية في الحكومة كما هي النسبية في الانتخابات، وعندئذ ننجز الحكومة»، كما قال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم. وفيما استوقف الأوساط عيْنها معاودة الرئيس الحريري نشْر صورة عبر تطبيق «فيرو» يَظهر فيها مع قرش ومعلناً فيها «اشتياقه» الكبير الى هواية الغطس، متسائلةَ اذا كان في الأمر إسقاطاً على الواقع السياسي وما يحوطه، كان لافتاً أيضاً في غمرة الاستقطاب الداخلي الحاد دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من منطقة الشوف الى قيام «حكومة طوارئ حيادية»، في مؤشّر الى استياء الكنيسة من تمادي الصراع السياسي - الطائفي على الحصص والأحجام.

توتر طائفي في الجبل.. السجال الاشتراكي ـــ العوني يهدّد المصالحة ويشحن الشارع

الاخبار...فراس الشوفي ... التوتر لا يميز بين قواتي وعوني، بل ينسحب على صراع بين الدروز والمسيحيين

الصراع بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني الحر يحدث قلقاً في قرى الشوف وعاليه وتوتّراً بين سكان القرى المختلطة. معركة حصص ومغانم في الحكومة قد يدفع ثمنها أهل الجبل الذين لم يسدّدوا بعد «فواتير» حرب الجبل.. يرسم الصراع بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الجمهورية ميشال عون صورةً قاتمة عن واقع الحال داخل قرى الجبل، في الشوف تحديداً، التي لم تخرج بعد من ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية، على رغم مرور الوقت وجهود «المصالحة». فالسّجال على مواقع التواصل الاجتماعي بين جنبلاط وفريق من وزرائه ونوّابه، في مقابل نوّاب ووزراء من التيار الوطني الحرّ، وعمليات الطرد المتبادل في الوزارات، تنتقل سريعاً إلى القاعدة بين أهالي القرى المختلطة، من الدروز والمسيحيين، ومناصري الفريقين، حيث يسود التوتّر والقلق في أكثر من قرية وبلدة. وبانتظار أن يأتي أحدٌ ما، ويفتتح سباق الإشكالات الشعبية التي قد تتفاقم سريعاً، لا يبدو أن الفريقين يتجهان إلى التهدئة، أو حتى ينشدانها، بل على العكس، يحاول كلّ من موقعه، بلا مسؤولية، الاستفادة من شدّ العصب الطائفي، وتسخير «غضب الجماهير» في مواجهة ضغوط الآخر السياسية في لعبة تنازع الحصص والصراع على ركام النظام اللبناني المهترئ. وعلى الرغم من حالة التحالف القائمة بين الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية، والتناغم الكبير في الشوف بين التنظيمين، إلّا أن حالة الشحن في الساحة الدرزية في قاعدة الاشتراكي، لا تنضبط في الهيجان ضد التيار الوطني الحرّ، بل إن الشحن يزداد ضد المسيحيين، بمعزل عن انتماءاتهم السياسية. وهذه نتيجة «طبيعية»، ولا تحتاج دوماً إلى شيفرة تحريض يجيد الجنبلاطيون بثّها. ومن يبدأ سجالاً من هذا النوع، لا يتوقّع أن يبقى باستطاعته ضبطه وتوجيهه. وفي الذاكرة الحيّة الباقية من الحرب، والتي بدل معالجتها اتفق اللبنانيون على طمرها بطبقات رقيقة من «التعايش»، فإن «العدو» واحد، قواتي أو عوني لا يهمّ، طالما أن الشعور هو «الخطر على الطائفة»، وطالما أن الزعيم الأكبر، «الواعي»، بات يطلق على خصومه أوصافاً مثل «علوج» ويهدّدهم بألا يلعبوا بالنار!... على المقلب الآخر، يجلس نائبٌ متوتر دائماً مثل زياد أسود قرب شلّال جزّين و«يفقع ردّة عتابا» ضد جنبلاط، كمثل «الهوبرة» التي أطلقها القيادي في التيار الوطني الحر ناجي حايك من الدامور عشية الانتخابات النيابية. فكانت نتيجتها شد عصب درزي، أحسن الحزب الاشتراكي الاستفادة منه في صناديق الاقتراع بدل نقله إلى مواجهات في الشارع بين الدروز والمسيحيين. على ضفّتَي التيار والاشتراكي، ثمّة من يردّد أن الجو مشحون و«الله يستر»، ويتفق الطرفان على أن الأمور واصلة إلى لحظة الاشتباك. والغريب، أن هذا التوتّر بات يظهر أيضاً على لسان قياديين من الطرفين، سبق أن كانوا في ضفة القياديين المسؤولين وليسوا من جماعة الرؤوس الحامية، بل جماعة التهدئة، مثل القيادي في التيار غسان عطا الله والقيادي في الاشتراكي ناصر زيدان. قبل أيام، كادت لافتة في بلدة كفرنبرخ أن تحدث إشكالاً كبيراً. بعد وفاة أحد الاشتراكيين القدامى، رفعت في ساحة البلدة لافتة باسمه، ما دفع جزءاً من أهالي البلدة إلى الاعتراض، على خلفية دورٍ ما للمتوفى في الحرب الأهلية، أو كما يقول عونيون إن الأخير متورّط بقتل مواطنين مسيحيين. غير أن هذا القيادي يعدّ رمزاً عند الاشتراكيين، الذين ينفون مشاركته في أي جرائم ضد المسيحيين. وبعد التوتّر في البلدة، تدخّل جنبلاط شخصياً وطلب إزالة اللافتة، فاستجابت البلدية، لكنّ السجال على مواقع التواصل الاجتماعي حول المسألة مستمر، والشحن والتحريض مستمران أيضاً.

حمادة نفّذ طلب الحريري بتجريد الموظفة العونيّة من إحدى مهماتها

الصراع بين عون وجنبلاط مفهوم في ظلّ التحوّلات في لبنان، والكباش الحاصل على حصص الطوائف في النظام المقبل على أنقاض اتفاق الطائف. لكن أن ينتقل إلى الوزارات وإلى الشارع، فهذه لعبة خطيرة، سيدفع ثمنها أهالي الشوف وحدهم، دروزاً ومسيحيين. وللعلم، فإن ما قام به الوزير مروان حمادة في وزارة التربية بحق موظّفة قريبة من التيار الوطني الحرّ، بتجريدها من إحدى وظيفتيها، حصل بناءً على طلب من الرئيس سعد الحريري، لا من جنبلاط. غير أن أجواء النكاية مع التيار الوطني الحر دفعت بالاشتراكي إلى الدفاع باستماتة عن خطوة حمادة في العلن، فيما كان الاستياء واضحاً بين مسؤولي الاشتراكي ولدى جنبلاط من خطوة حمادة. الأمر عينه حصل أيضاً مع الوزير طارق الخطيب، الذي أعفى مدير محمية الباروك من مسؤوليته ونقله إلى مسؤولية أخرى. إذ إن الوزير جبران باسيل كان قد طلب خلال اجتماع للتيار، غداة خطوة حمادة، الرد على هذه الخطوة بالتضييق على الموظفين الاشتراكيين، لا القيام بخطوات فاقعة من هذا النوع. إلّا أن الحماسة أصابت الخطيب، زيادة عن اللزوم، لكن التيار اضطر بعدها إلى الدفاع عنه، على الرغم من استياء باسيل. هي إذاً لعبة غير محسوبة يلعبها الطرفان تحت تأثير الحصص الحكومية، ونتيجة لصراع أكبر بين عون وجنبلاط والقوات، كواجهة للحريري في الحكومة المقبلة. وفيما تحتقن الأمور وتحتدم في الشارع، يكفي أن نرى ويرى أهل الشوف كيف يتعانق النائبان ماريو عون وفريد البستاني مع نوّاب الشوف الاشتراكيين خلال استقبال البطريرك بشارة الراعي أول من أمس في الباروك.

أفق التأليف مسدود.. والراعي لحكومة طوارئ حيادية

لبنان يُجمِع على تقدير دور أمير الكويت.. والإشتراكي يستعد لمواجهة طويلة مع العهد

اللواء... يتفق المعنيون بتأليف الحكومة، سواء الرئيس المكلف، أو رئيس الجمهورية، الشريك الدستوري بالتوقيع على المراسيم، أو حتى رئيس المجلس الحريص على رؤية الحكومة اليوم قبل الغد، على ان لا شيء وزارياً، لا في الأفق القريب، ولا حتى البعيد.. والأنكى، في لعبة تقطيع الوقت، تباين، في النظرة إلى المعيقات، أو الصعوبات، الدستورية، والعملية، والسياسية، سواء أكانت لبنانية أو خارجية، والذهاب في مسالك، لا صلة لها، لا بالدستور، ولا بالسياسة، ولا بمصالح لبنان العليا، في ضوء الاستنكار العام لحملة الافتراءات على دولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح، والتي جاءت بإجماع على دوره في الوقوف إلى جانب لبنان، ورفض المسّ بأمير الدولة، والدولة والشعب الكويتيين. حكومياً، لم يطرأ أي تطوّر على الموقف، وبقيت الاتصالات، ان حصلت، من قبيل رفع العتب، في ان العقد آخذة بالتكاثر، لدرجة استبعاد أي لقاء بين رئيسي الجمهورية والحكومة لم يكن مدرجاً على جدول الأعمال الأسبوع الفاصل عن نهاية دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة. (18-23 أيلول). وقالت مصادر سياسية مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ«اللواء» ان أي خرق للمشهد الحكومي الجامد لم يسجل على الرغم من حراك وافكار تطرح من هنا وهناك في ظل غياب المبادرات او الوساطات التي تفعل فعلها. ولفت نائب تكتل لبنان القوي ماريو عون في تصريح ل اللواء الى انه لم يطرأ اي جديد حتى ولا على صعيد التنازلات من الافرقاء معتبرا ان هناك كلاما نسمعه حول هذه التنازلات لاسيما من قبل القوات اللبنانية لتسهيل الحلول لكن ما من شيء ملموس بعد وهذا ينطبق على ما تردد عن قبول القوات بوزارة دولة و3 حقائب اساسية وخدماتية. وأوضح انه في ما خص الحزب الاشتراكي فإن مواقفه على حالها مشيرا الى ان معالجة التشنج تسمح بقيام اي تغيير وهو مفقود اليوم. ورأى النائب عون ان المستغرب هو عدم دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله على خط معالجة العقد. واوضح ان ما من مساع تبذل لمعالجة الوضع الناشئ بين التيار والحزب الاشتراكي. ودعا في الوقت نفسه الرئيس المكلف الى تكثيف اتصالاته للوصول الى حل. وقال ان هناك حالا من الترقب لمسار الامور في الوقت الراهن على انه اعلن ان رئيس الجمهورية يواصل مساعيه للمعالجةِ.

تضامن لبناني مع الكويت

في هذا الوقت، بدا واضحاً ان التهجم على دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، جاء يعكس ان الخلافات السياسية أخذت طابعاً جديداً، وان عبر «تابع ومتبوع»، بحد تعبير السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي، في محاولة لضرب علاقات لبنان العربية بالعمق، من جهة، وجعل مبدأ النأي بالنفس حبراً على ورق، ولو حاولت المرجعيات السياسية والدينية تدارك هذا النهج الجديد، لما له من انعكاسات خطيرة على لبنان. ويندرج في هذا الإطار الحملة التي بدأت على الكويت واميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من باب المواقف التي أطلقها سالم زهران عبر قناة «المنار» يوم الجمعة الماضي، والتي تطاول فيها على أمير الكويت، على خلفية زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، مما استوجب ردوداً عنيفة سواء من قبل الكويت أو من قبل لبنان، أكدت ان التهم التي ساقها زهران تكشف عن «نوايا شريرة ومقاصد خبيثة لن تنال من العلاقات الأخوية والتاريخية بين لبنان والكويت»، على حدّ تعبير وزارة الإعلام الكويتية. على ان ردود الفعل اللبنانية، لم تقتصر على بيانات الاستنكار والتنديد بالحملة على الكويت، ولو تنصلت منها قناة «المنار»، بل استتبعت بتحرك قضائي، بحيث كلف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ مضمون مقابلة زهران، تمهيداً لاجراء المقتضى القانوني، فيما تحرك السفير الكويتي القناعي في اتجاه «بيت الوسط» للقاء الرئيس المكلف سعد الحريري الذي «اعتبر كلام زهران تطاولاً على الكويت وأميرها الذي نكن له كل احترام وتقدير، ونحفظ له في قلوبنا مكانة خاصة لما له من تاريخ مشرف في الوقوف إلى جانب اللبنانيين في السراء والضراء». وأكد القناعي بدوره ان «علاقة الكويت بلبنان هي علاقة تاريخية متجذرة لا يمكن ان تتأثر بهذه الصغائر، ومعروف الهدف من ورائها». بالتوازي، اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس، اتصالا بأمير دولة الكويت الشيخ صباح، مؤكدا متانة العلاقات اللبنانية - الكويتية وتجذرها، ومنوها بمواقف الشيخ صباح الداعمة للبنان. وقال له: لا يمكن للبنانيين ان ينسوا مواقفكم الداعمة لبلدهم في كل الظروف التي مر بها. وأكد الرئيس عون وأمير الكويت، خلال الاتصال ان لا شيء يمكن ان يؤثر على صلابة العلاقات اللبنانية - الكويتية على المستويين الرسمي والشعبي. ومن جهته، ادان رئيس مجلس النواب نبيه بري التطاول على الكويت، وقال «لن نسمح بأن يعكر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة، ولا أن يفرقهما شيء». وتمنت وزارة الخارجية في بيان من جميع اللبنانيين «عدم التدخل في شؤون الدول التي وقفت ودعمت لبنان في أزماته، واضعين مصلحة لبنان واللبنانيين نصب أعينهم». كما استنكرت المس بالكويت واميرها وشعبها، قيادات سياسية وروحية وحزبية، لما للكويت من ايادٍ بيضاء على لبنان، رافضة تعكير صفو علاقات لبنان مع اشقائه العرب.

تعطيل مسار التفاهمات

سياسياً، أبلغت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة، ان الأمل في ولادة الحكومة يبدو ضعيفاً جداً، فالشروط المتبادلة بين كل الأفرقاء السياسيين إلى تصاعد مستمر، وكل فريق يتمسك بما يسميها حقوقه، وهذا يُؤكّد بما لا يقبل الشك بأن القرار بتأليف الحكومة لم يأت بعد، وقد لا يأتي في المدى المنظور. وأوردت المصادر معلومات تفيد انّ مسار التفاهمات الداخلية معطّل، مشيرة الى نصائح وردت الى مسؤولين لبنانيين من جهات ديبلوماسية إقليمية ودولية تحثّ على ترتيب البيت اللبناني وتحصينه في هذه المرحلة بالذات، عبر حلّ للمعضلة الحكومية وفق صيغة «لا غالب ولا مغلوب»، اذ انّ الوقائع الميدانية في سوريا تَشي بتطورات قد تحدث في اي لحظة، يخشى ان تفرض إيقاعها على المشهد اللبناني الداخلي، وتبقي الملف الحكومي في المربع ذاته. وعلى هذا الأساس مطلوب من الجميع التحلّي بالحسّ الوطني، وتقديم التنازلات المطلوبة. وكشفت المصادر الغربية عن زيارات سيقوم بها موفدون أجانب في الأيام القليلة المقبلة الى بيروت للاطلاع على الأوضاع السياسية والحكومية عن كثب، وتقديم ما يلزم من مساعدات ستكون على شاكلة ارشادات للقيادات السياسية، بغية الخروج من حالة الجمود والتعطيل القائمة. وسيشدّد الموفدون على ضرورة التقيّد بمرتكزات التسوية الرئاسية وأبرزها النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، والتمسّك باتفاق الطائف كما هو، وتحييد الملفات الخلافية عن طاولة الحكومة كالتطبيع مع سوريا او سلاح حزب الله، أو مشاركة الأخير في القتال الى جانب النظام في سوريا. من دون اغفال أهمية تشكيل حكومة متوازنة لا غلبة فيها لأي فريق او فئة أو جهة سياسية، خصوصاً بعدما خرجت أصوات في الفترة الأخيرة تطالب بتشكيل حكومة اللون الواحد، أي حكومة أكثرية، وهو الأمر الذي يتنافى مع صيغة لبنان التعددية والتوافقية. وتوقعت مصادر رسمية ان يصار الى جوجلة بعض الافكار المطروحة لتعديل الصيغة الحكومية التي تقدم بها الرئيس الحريري تعديلا طفيفا، ومنها فكرة اعادة منصب نائب رئيس الحكومة الى «القوات» مع حقيبة دولة وحقيبة خدمات واحدة، على ان تبقى وزارة العدل مع رئيس الجمهورية. وثمة من طرح امكانية اسناد حقيبة الخارجية السيادية للقوات، لكن هذه الطروحات بقيت ضمن طرح الافكار التي لم تتبلور بعد الى صيغة يمكن النقاش فيها، قبل ازالة الاعتراضات مسبقا على اي مقترح او فكرة. ورفض رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان ان يمثله أحد في الحكومة، داعياً إلى ان تتمثل الأحزاب برؤسائها.

الحريري: دعوة للتواضع

وازاء استمرار المراوحة على الصعيد الحكومي، أطلق الرئيس الحريري، نداء من مزبود، حيث تناول العشاء إلى مائدة سمير الخطيب تكريماً لسفير الإمارات في لبنان حمد الشامسي، مساء الجمعة الماضي، دعا فيه كافة الفرقاء السياسيين إلى «التواضع قليلاً»، مؤكداً بأن هؤلاء جميعاً يعرفون حجم التحديات التي يواجهها لبنان أكانت إقليمية أو أمنية أو اقتصادية أو بيئية، لافتاً النظر إلى ان «الوضع الاقتصادي بحاجة إلى عناية، ونحن لدينا فرصة تاريخية من خلال مؤتمر «سيدر» الذي أقرّ 12 مليار ونصف مليار دولار لمساعدة لبنان بمشاريع أساسية يمكن ان نقوم بها»، مشيراً إلى ان «العالم يريد مساعدتنا، فيجب علينا كلبنانيين ان نساعد انفسنا».

باسيل: الاستقواء الخارجي

وفي المقابل، كانت لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، مواقف لم تخل من التباس وتشكيك وتساؤلات في خلال افتتاحه مؤتمر الطاقة الاغترابية الإقليمي الثالث لشمال أميركا، الذي يعقد في مونتريال في كندا، لا سيما عندما ألمح إلى عنصر «الاستقواء الخارجي» في عملية تأليف الحكومة، مما طرح تساؤلات عن المقصود من الجهات أو الجهة التي تعمل لصالح الاستقواء الخارجي، عندما تحدث بأن هناك تأليف الحكومة طمعاً واعتداءً وابتعاد عن التمثيل الشعبي الصحيح، لصالح هذا الاستقواء»، و«هناك في قوانين الجنسية عراقيل وحجج وأكاذيب لتطييرها»، كاشفاً بأن «هناك في لبنان من يسعى لجعله أكثر لبنانية، وفيه من يجعله أقل لبنانية وأكثر سورية وسعودية وإيرانية وفلسطينية وأميركية واسرائيلية».

الراعي في الشوف

وجاءت مواقف باسيل الملتبسة، فيما كان الراعي الماروني بشارة الراعي يجول في الشوف وبلدات وقرى إقليم الخروب، على مدى يومين، أطلق خلالها دعوة إلى تشكيل «حكومة طوارئ حيادية»، تبدأ ببناء الوحدة الوطنية، مناشداً رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الإسراع في تشكيل الحكومة، معتبراً انه «من غير المسموح ان نتمادى في عدم تشكيل الحكومة، فلا يوجد أي مبرر لعدم تشكيلها»، مشددا بأن «لا الحصص ولا الاحجام ولا الحسابات الأولوية، بل الأولوية هي لبنان والشعب، ولا حق لكم بأن تبنوا حكومة وألا تبنوا وطناً». وبدأ الراعي جولته أمس في بعاصير الشوف، اتيا من مطرانية بيت الدين المارونية، التي امضي ليلته فيها، ثم استكمل جولته الرعوية في الإقليم بزيارة حارة بعاصير، ومرج برجا حيث زار كنيسة مار بوسف، ثم انتقل إلى المعنية، فبرجا، وجدرا الساحلية، ثم بلدة البرجين، فالدبية، وزار في جدرا دار الأيتام الإسلامية، وسط احتفال اقامته المؤسسة للغاية، تحدث فيه البطريرك الراعي إلى جانب عمدة المؤسسة فاروق جبر والمدير العام للدار الوزير السابق الدكتور خالد قباني. وكان الراعي، دعا في بداية الجولة التي إنطلقت من بلدة الباروك، الى «شبك الايادي لبناء هذا الوطن، إذ لا يجوز ان نرى وطننا يتداعى، فهذا وصمة عار على جبيننا جميعا، منبها إلى «أننا على شفير الهاوية في مجالات الاقتصاد والمال والهجرة والتراجع». وسأل: «لماذا لا نفكر بحكومة طوارىء مثلا من خارج الجميع، تبني الوحدة الداخلية والمصالحة. نعم لحكومة طوارئ حيادية تجمع الشمل، فعبثا نقول حكومة وحدة وطنية ونحن متنازعون».

الاشتراكي إلى معارضة العهد

في هذا الوقت، بدا من خلال السجالات الساخنة التي دارت خلال الأسبوع الماضي، بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني الحر، ان مسألة تمثيل «اللقاء الديمقراطي في الحكومة، قد باتت أكثر استعصاء على الحل، من مشكلة تمثيل حزب «القوات اللبنانية»، مما يطرح سؤالا حول إمكانية ان يذهب الحزب الاشتراكي في معارضة المعهد حتى انتهاء ولايته، سواء من داخل الحكومة أو من خارجها، علما ان رئيس الحزب النائب السابق وليد جنبلاط «غرد» أمس عبر حسابه على موقع «تويتر» مصوباً سهامه على الوزير باسيل، متهماً اياه بأنه يطبق نفس نظرية صهر الرئيس الأميركي ترامب جاريد كوشنير لتثبيت هيمنته في معاقبة الفلسطينيين واقصائهم وقتلهم، داعياً إياه إلى «عدم اللعب بالنار». وفي هذا السياق، قال امين السر العام للحزب التقدمي ظافر ناصر ل «اللواء» ردا على سؤال حول ما اذا كان الحزب يتجه لمعارضة العهد بشكل دائم: لم نبدأ بعد المعارضة، ليس هناك قرار سياسي بالمعارضة المنظمة، لكننا نواجه وحيدين سياسة الهيمنة والالغاء التي تمارس من قبل العهد، لذلك نحن لا زلنا بموقع المواجهة للدفاع عن النفس. وعما اذا كان ممكنا الذهاب الى تسوية سياسية مع العهد؟ قال: ما هو عنوان التسوية السياسية؟ نحن بالاساس نكرر اننا من دعاة التفاهم والتعاون والشراكة، لكن عندما نجد سياسة عبثية تريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء بالمعنى السياسي الى ما قبل اتفاق الطائف، وبالمعنى الذي يخصنا كحزب، سياسة تظن انها قادرة على تحجيمنا وعلى تحقيق مكاسب سياسية بوجهنا، هذا الامر هو مغامرة سياسية كبيرة غير محسوبة النتائج من قبل اصحابها، لذلك حذر رئيس الحزب «من اللعب بالنار»؟ واضاف: واضح جدا ان هذا الفريق السياسي مصمم على الاتجاه الذي يسير فيه ولا يعي خطورة الامر، لذلك نقول بعيدا عن الشتائم والسجالات ان هذا العهد وتياره يحاولان الهيمنة على الحياة السياسية في البلد، وهذا الامر لا يمكن ان يحصل ومستحيل ان يتحقق.وهم واهمون، ورئيس التيار(الوزير باسيل) يقول في كندا الشيء وضده حول التمثيل الحكومي، فقبل الظهر بالديمقراطية التوافقية وبعدالظهر يقول بالديموقراطية العددية فكيف ذلك، هذه المعايير لا تركب؟ ورفضت مصادر القصر الجمهوري التعليق على موقف الحزب الاشتراكي، واكتفت بالقول ان الرئيس عون لم يدخل سجالا مع احد، ولم يستعد احدا، بل قال موقفه وملاحظاته ضمن ما يمنحه الدستور.

جمود في التأليف... وبعبدا تنتظر مسوَّدة معدَّلة من الحريري

الجمهورية....لم تشهد عطلة نهاية الاسبوع داخلياً أي تطور إيجابي على جبهة تأليف الحكومة، ولكنها شهدت خارجياً تطورات تؤشر الى انّ الوضع الاقليمي عموماً، والسوري خصوصاً، بدأ يدخل في طور جديد من التصعيد الذي يتوقع ان تكون له انعكاساته المباشرة وغير المباشرة على لبنان أيّاً كانت نتائجه. فبين الهجوم الصاروخي الاسرائيلي على محيط مطار دمشق الدولي وبين الاستعدادات الجارية لمعركة إدلب التي تؤخرها مهلة أعطاها الروس والايرانيون لتركيا حتى توجد حلاً هادئاً للمجموعات المسلحة المتحصّنة في محافظة ادلب، تبدو احتمالات الحرب طاغية على الخيار أو الخيارات الأخرى في ظل إصرار النظام على استعادة سيادته على هذه المنطقة التي باتت المعقل الاخير للمجموعات المسلحة المعارضة له. ويرى المراقبون ان لا شيء حكومياً سيحصل في لبنان، في انتظار ما سيؤول اليه الوضع في ادلب، خصوصاً انّ ما قبل ادلب لبنانياً هو لدى بعض الافرقاء اللبنانيين والاقليميين غير ما بعدها، لأنّ ما ستؤول إليه قد تكون له انعكاساته على الخيارات السياسية الداخلية في لبنان، وكذلك على خيارات الجهات والقوى الاقليمية المتعاطية او المتدخلة في الشأن الإدلبي ومصير الأزمة السورية عموماً. علمت «الجمهورية» انّ مشاورات التأليف الحكومي متوقفة كلياً والامور متجمّدة في النقطة التي توقفت عندها، لدى تقديم الرئيس المكلف سعد الحريري مسودته الحكومية الاخيرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وعلى رغم من إعلان الرئيس المكلف انه سيسعى من خلال اتصالات يجريها الى مقاربة جديدة للمسودة الحكومية بناء على الملاحظات الاعتراضية التي وضعها رئيس الجمهورية عليها، فإنه لم يسجل اي اتصالات يعتد بها او يعوّل عليها في هذا الاتجاه.

عون ينتظر

وأبلغت مصادر مطبخ التأليف الى «الجمهورية» انّ رئيس الجمهورية ما زال ينتظر ما سيقدمه اليه الرئيس المكلف بناء على ملاحظاته على المسودة الاخيرة، ونقلت المصادر عن أجواء بعبدا توقعها ان يقدّم الحريري لعون مسودة معدلة في وقت ليس ببعيد، معتبرة انّ الرئيس المكلف «قادر على بلورة إيجابيات وتدوير زوايا المسودة الاخيرة، على النحو الذي يجعلها قابلة لأن تحظى بموافقة رئيس الجمهورية عليها، وبالتالي ولادة الحكومة في وقت ليس ببعيد، وقبل نهاية الشهر الجاري. وحسب المصادر، نقلاً عن اجواء بعبدا ايضاً، فإنّ الموقف الرئاسي ما زال يشدد على التعاون مع الرئيس المكلف، وهنا الاساس في عملية تأليف الحكومة، وكذلك يشدد على اهمية الأخذ بالملاحظات الرئاسية، التي تتوخى إخراج حكومة مراعية لنتائج الانتخابات النيابية ومنسجمة معها ومترجمة لها. وإن في كل الحالات لا يجوز ان تبقى الامور عالقة، وآن الاوان لولادة الحكومة، ولكن ليس اي حكومة، بل الحكومة الموضوعية والمتوازنة.

الحريري: رويّة وهدوء

من جهتها، أكدت مصادر في تيار «المستقبل» لـ»الجمهورية» ان الحريري «يعمل برويّة وهدوء على كل الخطوط السياسية، ويعتبر أن الاجواء التي تشاع في البلد حول انسداد الافق الحكومي كلياً، مجافية للواقع تماماً، ذلك انّ الاجواء ليست مقفلة وهناك عقبات موجودة، ويَعمَل على تذليلها ولا يُعير أذنيه الى الاصوات الساعية الى التشويش». وانتقدت «أصوات البعض التي ترتفع حول تقييد الرئيس المكلف بسقف زمني لتأليف الحكومة»، وقالت: «الدستور واضح والرئيس المكلف ملتزم مندرجاته ويدرك معنى صلاحياته وحجمها، وبالتالي هو ماض في مهمته بمعزل عن كل هذه الاصوات».

بري

وبدورها، قالت أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ»الجمهورية» انّ «تأليف الحكومة صار اكثر من ضرورة نظراً الى التحديات الخطيرة التي تتهدد البلد، وخصوصاً على مستوى تفاقم الوضع الاقتصادي، وكذلك نظراً الى التطورات الشديدة الخطورة التي تحوط لبنان، ولاسيما منها التطورات العسكرية المحتملة في الميدان السوري، وايضاً المخاطر الكبرى التي تهبّ من اسرائيل على لبنان، سواء من خلال محاولاتها الدؤوبة للسطو على النفط اللبناني ومنع لبنان من الاستفادة من ثروته، أو من خلال رياح التوطين التي تعصف بها في اتجاه لبنان». واضافت هذه الاوساط «انّ هذه المخاطر تفرض الاستنفار الوطني، وأقل الواجب الوطني هو المسارعة الى تأليف الحكومة اليوم قبل الغد. فلبنان دخل في دائرة الخطر الشديد، واستمرار الحال على ما هي عليه سيوصلنا حتماً الى وضع لا نحسد عليه، وساعتئذ لا ينفعنا الندم».

سنّة المعارضة

وقالت مصادر سنّة المعارضة لـ»الجمهورية»: «انّ تمثيلنا في الحكومة حق ولا نقبل أن يتجاوزه اي طرف. وقد سبق لنا أن أكدنا في اكثر من مناسبة انّ الطائفة السنية اكبر من ان يصادرها أحد ولا الاستئثار بتمثيلها بذرائع واهية، فتيار «المستقبل» لا يختزل الطائفة السنية، والانتخابات النيابية أكدت حقيقة التنوع داخل الطائفة، وثمّة شريحة واسعة نمثّلها، وهي خارج تيار «المستقبل». ومن هنا فإنّ مطالبتنا بتمثيلنا في الحكومة، هي حق طبيعي، وأهم ما فيها اننا نطالب باحترام الشريحة الواسعة التي نمثلها». وأضافت المصادر: «اننا نطالب رئيس الجمهورية بألا يقبل بتجاوزنا في تأليف الحكومة، كذلك نطالب الرئيس المكلف بعدم القفز فوق هذه الحقيقة».

«القوات»

أمّا مصادر «القوات اللبنانية» فقالت لـ«الجمهورية» ان لا جديد حكومياً باستثناء انه «لم يعد بالإمكان التحامل على الرئيس المكلف لأنه لم يقدِّم صيغته الحكومية، ولكن التحامل تواصل وهذه المرة من باب انّ الصيغة غير متوازنة، فيما المشكلة بينه وبين عون ستكون في أي صيغة لا تحجِّم «القوات» و«الإشتراكي». وعليه، من الصعوبة بمكان الوصول إلى تشكيلة في ظل استمرار سياسة التحجيم والإقصاء». ونصحت المصادر كل من يراهن على الفصل بين الحريري من جهة والدكتور سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط من جهة أخرى، بـ«الكفّ عن رهانات لن تتحقق إلّا في إطار التمنيات». كذلك نصحت «بعدم الرهان على الوقت الذي لا يسير هذه المرة وفق ما تشتهي هذه الجهة». وأكدت «انّ الرأي العام اللبناني يدرك جيداً مكمن العقدة الفعلية، وبالتالي يتحمّل هذا الطرف مسؤولية استمرار الفراغ وكل ما ينجم منه، فالشمس شارقة والناس قاشعة المعطِّل الفعلي».

مسلسل السلبيات

الى ذلك قالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ «التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة ألقى على البلد مسلسلاً من السلبيات في كل القطاعات، فإضافة الى الشلل المريع في السلطة التنفيذية، وغياب القدرة على اتخاذ القرارات الضرورية، خصوصاً تلك الحيوية المرتبطة بقضايا الناس ومصالحهم، فإنّ العامل الاقتصادي صار أكثر من ضاغط، واستشعر خطورته جميع الشركاء في الانتاج، سواء الهيئات الاقتصادية وكذلك القطاعات العمالية على اختلافها». وعلمت «الجمهورية» انّ هذا الوضع المتدحرج نزولاً والمتفاقم في اعبائه، دفع الى سلسلة مشاورات بين هؤلاء الشركاء، وثمة تحضيرات قد بدأت لعقد اجتماع استثنائي خلال الايام المقبلة لإطلاق ما سمّي صرخة تحذير جديدة في اتجاه المستويات السياسية على اختلافها للخروج من مناكفاتها وإخراج الحكومة من دائرة المزايدات والبحث عن المغانم والمكاسب، وتأليفها في أسرع وقت ممكن، على ان يكون في رأس أجندة عملها البحث عن المعالجات الاقتصادية، خصوصاً انّ الازمة الاقتصادية دخلت في دائرة الخطر الشديد وعلى كل المستويات. وفي هذا الاطار لم تستبعد المصادر تصعيد التحركات سواء على صعيد الهيئات الاقتصادية، او العمال والقطاعات النقابية، وقد يأخذ ذلك شكل اعتصامات ضاغطة وصولاً الى النزول الى الشارع. واشارت المصادر الى انّ من سلبيات التأخير في تأليف الحكومة أيضاً انّ البلد، وفي غياب الحكومة، مقبل على الدخول مجدداً في دوّامة الصرف على القاعدة الاثني عشرية إبتداء من مطلع السنة الجديدة، وذلك جرّاء عدم إقرار الموازنة العامة للدولة لسنة 2019. ومن شأن ذلك ان يفتح الباب مجدداً امام فوضى الصرف والانفاق المرئي وغير المرئي، ويعطي للعالم اشارة بالغة السوء. علماً انّ خزينة الدولة تذوب، ووارداتها في شح خانق وأرقام العجز صارت فلكية.

الراعي

الى ذلك، جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوته الى تأليف «حكومة طوارئ حيادية تبدأ ببناء الوحدة الوطنية». وناشَد الراعي، خلال جولة له في الجبل أمس، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، الاسراع في تأليف الحكومة. وقال: «نقول لهم من غير المسموح ان نتمادى في عدم تشكيل الحكومة، فلا يوجد مبرر لعدم تشكيلها. فلا الحصص والاحجام ولا الحسابات هي الاولوية، بل الاولوية هي لبنان والشعب، ولا يحق لكم ألا تبنوا حكومة وألا تبنوا وطناً». ولفت الراعي الى «أنّ صرختنا مستمرة لكي يقدر اللبناني النظر الى مستقبله، فالدمعة التي رأيناها في عيون المهاجرين نحملها الى نوابنا لكي ينقلوها الى الدولة». ودعا اللبنانيين للعودة الى الوطن، مشدداً على «قوة وصبر الشعب اللبناني الذي عانى الحروب والتشدد» واعتبرها «غيمة صيف»، مشدداً على «ثقافة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين». وقال: «انّ غيمة صيف لا تمر على السياسيين»، داعياً المسؤولين الى «أن يعيشوا مثل الشعب اللبناني ويتجاوزوا غيوم الصيف». وقال: «الوحدة الوطنية المبنية على العيش المشترك، ليتها تعدي المسؤولين السياسيين والحزبيين والتكتلات النيابية، لأنّ شعبنا يعيش هذه الوحدة الوطنية، ولكن للأسف إنّ المسؤولين السياسيين لا يعيشونها، فمن هنا نُطلق دعاء من اجل ان تصبح الوحدة الوطنية معدية».

باسيل

وفي موقف لافت له من كندا اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل «انّ هناك محاولات لتيئيس اللبنانيين من وطنهم ودفعهم الى الهجرة». وقال: «آخر اتهام لنا اننا نعرقل تشكيل الحكومة، فهل من المنطقي أن يعرقل أحد نفسه؟ كل شيء غير منطقي يرمونه علينا، وهناك حديث عن تفشيل العهد، وثمّة من اعتبره فاشلاً منذ البداية من دون ان يعطيه فرصة، وهم يعتبرون انهم كلما فشّلوا الحكومة، يفشّلون العهد». واضاف: «انهم يعتبرون انه إذا لم تكن هناك حكومة سيكون الوضع أحسن، إفشال ما يسمّى بالمشروع التوافقي، اي التوافق بين اللبنانيين وكل المكونات اللبنانية، ورأينا ما أعطاه هذا التوافق في السنة الاولى وانّ اهم تلك النتائج هي الانتخابات النيابية». وقال باسيل: «يسعون الى كسر نتائج الانتخابات لأنه بات عندنا تمثيل نيابي أصح، المطلب الحقيقي اليوم هو ان تُشكّل حكومة مثل الحكومات السابقة، وانا اقول لكم انّ ذلك يمكن ان يتمّ غداً اذا وافقنا، لكن همنا هو تشكيل حكومة تخدم البلد. وكما نجحنا في تحقيق وعودنا، سنربح هذه المرة ايضاً».

الوضع المالي دقيق

من جهة ثانية سيكون الوضع المالي المأزوم على طاولة لجنة المال والموازنة اليوم في ساحة النجمة، ليستمع اعضاء اللجنة الى شروحات تفصيلية يُفترض أن يقدمها وزير المال علي حسن خليل. ومن خلال الارقام التي ظهرت حتى الآن، تبدو الصورة قاتمة على مستوى المالية العامة، خصوصاً لجهة تجاوز العجز في 2018 المستويات المقدرة سابقاً. إذ تبيّن انّ العجز وصل حتى آخر نيسان 2018 الى 1.91 مليار دولار، مقابل 844.73 مليون دولار في الحقبة نفسها في العام 2017.

«حزب الله» - باسيل على خطّ التوتر العالي؟

توتّر كهربائي على خطّ «التيّار» - «القوّات» وخطّ «التيّار» - «حزب الله»

الجمهورية... راكيل عتيق.. يبدو أنّ «الكهربة» عبر ملفّ الكهرباء تمتدّ إلى تفاهمات عدّة، منها ما عمّر طويلاً ومنها ما سقط بعد القطفة الأولى. نزاع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «التيّار الوطنيّ الحرّ» الوزير جبران باسيل على وزارة الطاقة والمياه لإثبات من «الأقوى» طاول خطّ التوتر العالي بعد قول جعجع لباسيل في قداس شهداء المقاومة اللبنانية، المناسبة الرمزية، التي تُنقل مباشرةً على الهواء، وعلى مسامع النائب إبراهيم كنعان: «مكمّش بالكهربا لا بيعرف يظبّطها ولا بخلّي حدا غيرو يظبّطها». وفي حين ليس التوتر الكهربائي على خطّ «التيار» - «القوات» بالمفاجئ، برز أخيراً توتُّر على خط كهربائي آخر، لم تقطعه منذ تفاهم «مار مخايل» عام 2006 أيّ رياح أو عواصف. لكن يبدو أنّ كلّ فريق من فريقي التفاهم يريد الإنارة على هدف مختلف. «حزب الله» يريد الإسراع في تأليف حكومة. البراهين كثيرة: كلامه العلني، قراءته للمتغيرات الإقليمية، تمسّكه بالرئيس المُكلّف سعد الحريري، عدم دخوله إلى بازار المطالب الوزارية، عدم تدخّله لتحديد حُصص لفريق أو حجب أخرى عن فريق آخر، سحب ملف التطبيع مع النظام السوري من التداول قبل التأليف... أمّا باسيل فيحاول الحصول على ضوء من الحزب متوسط المدى يصل إلى كرسي الرئاسة عام 2022، قبل أن يؤمّن الضوء للحكومة 24 على 24، على ما يشرح متابعون. إشارات الحزب لباسيل بأنّ ضوء الحكومة لا ينير الرئاسة، بدأت تظهر أخيراً، لكن على خطوط منخفضة التوتر. الإشارة الأولى، كانت عبر قول نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم: «إذا كان البعض يربط تأليف الحكومة برئاسة الجمهورية ويعتقد أنّ موقعه في داخل الحكومة يهيّئ له أن يكون رئيساً للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي فهو واهم». ويؤكّد متابعون أنّ هذا الكلام موجّه إلى باسيل لا إلى جعجع، لأنّ الحزب غير مُضطرّ لتوجيه رسائل لجعجع الذي لا يربطه بالحزب خطّ سياسي مُعلّق عليه تفاهمات ووعود، فـ«الحزب» لا يمون أو يؤثّر على جعجع ليبعث بإشارات نحو معراب. وعن المُستهدف بهذا الكلام، تكتفي مصادر مقرّبة من «الحزب» بالقول، إنّ «اللبيب من الإشارة يفهم». وعلى الخطّ الكهربائي نفسه، برز الأسبوع الماضي تذكير كتلة «الوفاء للمقاومة» وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان بأنّ «التقنين غير المتوازن بين المناطق اللبنانية يهدّد بانفجار بعض الأوضاع الشعبية». وأشارت إلى أنّ «مناطق صور والنبطية وبنت جبيل وبعلبك - الهرمل والضاحية تُطلق مجدداً صرختها كي تبادر الوزارة والمؤسسة لتلافي المحظور». ويقرأ متابعون في هذا الكلام إشارة كهربائية أخرى من «حزب الله» لباسيل بتحريك الشارع، فكان يُمكن للكتلة أو الحزب التواصل مع الحليف وزير الطاقة سيزار أبي خليل من دون شوشرة إعلامية علنية، أو أقلّه التزام الصمت في هذه المرحلة الحساسة، في وقتٍ يتعرض العهد و«التيّار» لتهجمات عدّة، تحديداً في القضايا الاقتصادية - الاجتماعية، وأبرزها ملف الكهرباء. فالحزب وعلى رغم أنّه يريد حكومة إلّا أنّه لا يريد الاصطدام بعون وتيّاره وبخسارة الحليف المسيحي القوي وعهد الرئيس المسيحي القويّ، الذي يدعمه داخلياً وخارجياً، وحتى يتقدّم عليه في عدد من الملفات، منها التطبيع مع النظام السوري، وحماية راية «المقاومة» في كلّ المحافل الدولية. مصادر «كتلة الوفاء للمقاومة» تنفي عبر «الجمهورية» أن يكون لبيانها أبعاد سياسية، وتشدّد على أنّه نقل لمطالب الناس ومعاناتهم، وأنّ الموضوع يتعلّق بالكهرباء، القضية الخدماتية الملحة عند المواطنين، فـ»الناس يُطالبوننا بها». وتؤكّد، أنّ «الأمر غير سياسي وغير موجّه لوزير الطاقة أو غيره». وتقول: «هلقد حجمها». وبعيداً من التوتر الكهربائي السياسي، وفي حين تعلو الانتقادات على الصعيد التقني، على أداء «التيّار الوطنيّ الحرّ» في هذه الحقيبة منذ نحو 9 أعوام، من الحلفاء والخصوم، وإن بنبرات مختلفة، لماذا يتمسّك «التيّار» بهذه الوزارة، على رغم أنّه لم يتمكّن من تأمين التيار الكهربائي 24 على 24 كما وعد. مصادر «التيار» ترفض هذا الكلام، وتؤكّد لـ»الجمهورية» أنّ وزراءها عملوا في هذه الوزارة، وأنجزوا المشاريع على صعيد المياه والصرف الصحي وحتى على صعيد الكهرباء، مشيرة إلى أنّهم «واجهوا عراقيل كثيرة خصوصاً في الكهرباء، لكنّ الخطّة موجودة وبدأت تظهر نتائجها ومنها حلّ مشكلة معمل دير عمار المزمنة وإطلاق معامل جديدة». وتؤكّد «أنّنا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة في تنفيذ خطّة الكهرباء وسنصل إلى النتيجة النهائية في السنوات الـ 4 المقبلة». ويتمسك التيّار بهذه الوزارة استكمالاً للعمل والجهد السابق، على ما تؤكّد المصادر، على رغم أنّها تقرّ بأنّ «ملكية هذه الوزارة لا تعود للتيّار كما لا تعود ملكية وزارات ثانية إلى أفرقاء آخرين، ولكنها من ضمن مطالبنا، وفي النتيجة الرئيس المُكلّف سعد الحريري هو من يوازن بين مطالب الجميع ويعرف الأولوية لمن». وعن كلام جعجع بأنّ القوات تتعهّد بحلّ مشكلة الكهرباء في فترة لا تتعدى السنة ونصف السنة، تقول مصادر «التيّار»، إنّ «العراقيل سياسية لا تقنية، وغالبية المشكلات التي واجهناها لم تكن تقنية إنّما سياسية وقد ذهبت مشاريع أساسية ضحية لنكايات ومشكلات سياسية، وإلّا لعالجنا هذه المشكلة نهائياً منذ سنوات». أمّا «القوات» فترى أنّه «من غير المقبول أن يكون هناك إشكالية في ملف حيوي للناس في العام 2018، وأن يعاني الناس في أيّ منطقة من انقطاع الكهرباء، فلقد انتهت الحرب عام 1990 وما زال لبنان من دون كهرباء بعد 28 عاماً». وتقول مصادر «القوات» لـ«الجمهورية» أنّ «هذا الملفّ كارثي ويتحمّله كلّ الوزراء المتعاقبين على هذه الوزارة وكلّ الحكومات المتعاقبة التي لم تحلّ هذه الأزمة. فصحيح أنّنا مررنا في فترات انقسامات وغياب الحكومة، ولكن في الفترة الأخيرة هناك انتظام ومؤسسات واستقرار». وتعرب عن شكوكها بأنّ «هناك توجُّه لعدم حلّ هذا الملف، وكأنّ المطلوب أن يبقى الوضع على ما هو عليه». وإذ تذكّر المصادر بقول باسيل أنّه لا يجب أن يكون هناك وزارة مُكرّسة لطائفة أو مذهب أو تيّار أو حزب، تقول: «نحن لا نخوّن أحداً، ولكن هذه الحقيبة استلمها «التيّار الوطنيّ الحرّ» لـ 8 سنوات وحان الوقت أن يستلمها طرف آخر. وإن كانوا يشككون بقدرتنا، فنحن نقبل هذا التحدّي، ونتعهّد بتأمين الكهرباء 24 على 24 ساعة». ولماذا ستتمكّن «القوات» من حلّ هذا الملفّ في حين لم يتمكّن «التيّار» من ذلك؟ تجيب المصادر: الأمر يتطلب شفافية، وإن استلمنا هذه الوزارة، ستكون لنا القدرة على حلّ المشكلة انطلاقاً من مجموعة اتصالات ولقاءات وخطط، نتيجة اهتمامنا بهذا الملفّ، ولقد تواصلنا مع شركات عالمية تمكنت أن تنفذ الكهرباء في بلدان عدّة، وبوقت قليل، كما في مصر على سبيل المثال». وتؤكد: «سنؤمّن الكهرباء 24 على 24 خلال فترة قصيرة وبكلفة أقلّ وبشروط بيئية أفضل. الرؤيا موجودة والخطّة موجودة والشفافية موجودة، ولكنّ المطلوب من «التيّار الوطنيّ الحرّ» أن يتخلّى عن تمسّكه بهذه الوزارة وعن حساسيته حول هذه الوزارة التي تطرح التساؤلات».



السابق

مصر وإفريقيا...مباحثات مصرية ــــ أوروبية لمواجهة الهجرة غير الشرعية..جزائريون يتظاهرون في «عاصمة المحروقات» مطالبين بتأمين فرص عمل..غارات أميركية مرتقبة على مواقع في ليبيا ...

التالي

أخبار وتقارير.....الإمارات تطالب البرلمانات بسنّ تشريعات تجرّم الأعمال الإرهابية ومرتكبيها.....«محاولة اغتيال» معارض روسي ونقله إلى إلمانيا فاقداً للبصر والنطق...واشنطن تطالب بمناقشة «عرقلة» العقوبات على بيونغيانغ..وزير خارجية كولومبيا يبحث في أوروبا هجرة الفنزويليين الجماعية..أفغانستان: تزايد التدهور الأمني... والأحزاب المعارضة تبدأ العصيان المدني...الجماعات المتطرفة تستخدم الإسلاموفوبيا سلاحاً..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,160,467

عدد الزوار: 6,757,997

المتواجدون الآن: 131