لبنان...جنرال إسرائيلي: «حزب الله» يسيطر على الجيش اللبناني والحرب القادمة ضد الطرفين..الجيش الإسرائيلي يستعد لـ «حزب الله»! ويستكمل الجدار الإسمنتي على الحدود اللبنانية..حزب الله يستغل مواقع الجيش اللبناني للتجسس عليها وإسرائيل تنسق مع الحكومة اللبنانية لبناء الجدار الحدودي...لبنان: «حرب الصلاحيات» نقلتْ الأزمة إلى «ملعب الطائف» وبري يرى المشكلة في «الأفواه والأرانب» و3 وزراء في دمشق..الحكومة تنتظر «توازنات المنطقة».. وبكركي تُحذِّر من فراغ طويل..

تاريخ الإضافة الجمعة 7 أيلول 2018 - 5:55 ص    عدد الزيارات 2517    القسم محلية

        


جنرال إسرائيلي: «حزب الله» يسيطر على الجيش اللبناني والحرب القادمة ضد الطرفين..

قال إن جارات جديدة ظهرت لم تكن موجودة من قبل..

الشرق الاوسط...تل أبيب: نظير مجلي.. في الوقت الذي أنهى فيه الجيش الإسرائيلي تدريبات جديدة على حرب مع «حزب الله»، وصرح فيه بأن بناء الجدار الأمني الكبير على الحدود بين البلدين قارب على نهايته، خرج جنرال إسرائيلي كبير بتصريحات ادعى فيها أن «حزب الله» بات يسيطر على الجيش والدولة في لبنان، وهدد بأن الحرب المقبلة لن تستثني الجيش اللبناني، بل ستدار ضد الطرفين، على السواء. ومع أن هذا الجنرال قد أكد أن «حزب الله» لا ينوي محاربة إسرائيل، لأن الحرب الأخيرة قد ردعته «والدليل على ذلك أن رئيسه يعيش داخل نفق تحت الأرض منذ 12 عاماً». إلا أنه أضاف قائلاً إنه «في ظروف معينة قد يجد (حزب الله) نفسه مضطراً لخوض هذه الحرب، وعندها سوف يفعل قوة كبيرة وخطيرة ضد إسرائيل، وذلك على ثلاثة محاور: الأول بواسطة الاعتماد على مقاتلين أفراد ينتشرون حالياً على طول الحدود في مواقع متفرقة وتحصينات عسكرية، سيكون دورهم عرقلة تقدم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، وهم سيفتحون معركة، ثم ينضم إليهم آخرون من قوات الاحتياط، والثاني هو عبارة عن كمية هائلة من الصواريخ القريبة والبعيدة المدى التي في حوزته، ويستطيع أن يوجهها إلى كل بقعة من إسرائيل تقريباً، والثالث يكمن في تنفيذ تهديده ومحاولة التسلل إلى إسرائيل بقوات (كوماندوز) تدربت على احتلال بلدات يهودية قرب الحدود. وفي كل الأحوال، إسرائيل جاهزة لتوجيه ضربات قاسية له ولحليفه جيش لبنان». وادعى الجنرال المذكور، الذي طلب عدم نشر اسمه، والاكتفاء بالإشارة إلى أنه «قائد كبير في لواء الشمال في الجيش الإسرائيلي»، أن «حزب الله» بات يسيطر على الجيش اللبناني. فقد ازداد قوة في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد تجربته القتالية المهمة في سوريا إلى جانب قوات الجيش النظامي السوري و«الحرس الثوري الإيراني»، ومن ثم الجيش الروسي، وأصبح ذا خبرة قتالية كبيرة وخطيرة. وهو يستغل قوته لزيادة نفوذه وتأثيره على الجيش اللبناني، حتى صار مسيطراً عليه. وقد فعل هذا بعملية طويلة الأمد، بدأت حتى قبل نشوب حرب لبنان الثانية (2006). ونحن من جهتنا أخطأنا في حينه، عندما أدرنا الحرب فقط ضد «حزب الله» وفصلنا بينه وبين لبنان الدولة. وتابع تهديده بالقول: «لكننا في الحرب القادمة لن نستمر في هذا الخطأ. بل سنضرب بقوةٍ لبنان كله والبنى التحتية التي تسانده. وإن كان لديَّ خيار ما بين إحداث دمار للبنان، أو التفريق مرة أخرى ما بين (حزب الله) وجيش لبنان، فإنني سأختار بالمؤكد تدمير لبنان»، على حد تعبيره. وكان الجنرال الإسرائيلي يتحدث في ختام تدريب لوحدة المظليين على حرب مع «حزب الله»، أمس الخميس، هو الرابع خلال شهر. واشتملت التدريبات، حسب الناطق العسكري، على «إطلاق نيران بشكل دقيق وتفعيل مروحيات وطائرات حربية، بالتعاون مع قوات المدفعية والدبابات، وإطلاق نيران حية». وأعلن أن سلاح الهندسة في الجيش أتم مقطعاً كبيراً من الحاجز الإسمنتي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وقال الناطق إن هذا الحاجز مبني داخل الحدود الإسرائيلية جنوب «الخط الأزرق»، «بهدف تعزيز حماية بلدات الشمال الإسرائيلي». وحول مواصفات هذا الجدار، قال الناطق، لأبيحاي أدرعي، إنه عائق إسمنتي بارتفاع 7 - 9 أمتار، يمتد في 3 مناطق على الحدود تم الانتهاء من نحو 13 كيلومتراً منها، باستثناء 600 متر في منطقة و500 متر في منطقة أخرى، يجري العمل على إنهائهما. وسيتم البدء في مرحلة ثانية منه طولها 11 كيلومتراً. والخطة الأصلية تتحدث عن مسافة 130 كيلومتراً في المستقبل. يذكر أن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان أشار إلى أنه من أجل حماية الجبهة الداخلية في الشمال من خطر الصواريخ اللبنانية، يجب أن تستثمر إسرائيل 5 مليارات دولار خلال 10 سنوات فقط، مضيفاً: «الجبهة الداخلية ليست محمية بما فيه الكفاية، لذلك نحاول سد الثغرات التي تراكمت على مدى عقود». وقال إن «أعداء إسرائيل اشتروا أسلحة بقيمة 400 مليار دولار، ويواصلون الاستثمار في التدريب وشراء الأسلحة لاستخدامها ضدنا». وأضاف ليبرمان، في تصريحات أمام المنتدى الاقتصادي في تل أبيب، إن «في الشرق الأوسط كان هناك تغييران جوهريان: قام أعداؤنا بشراء صواريخ دقيقة وأصبحت الجبهة الداخلية الجبهة الرئيسية في الحرب القادمة. وقد ظهرت جارات جديدة لم تكن موجودة هنا، فجأة روسيا تجلس على الحدود الشمالية، وتم إنشاء (منظمة الدولة الإسلامية) (يقصد إيران وتركيا)، ونحن نحتاج للرد على التهديدات الجديدة».

الجيش الإسرائيلي يستعد لـ «حزب الله»! ويستكمل الجدار الإسمنتي على الحدود اللبنانية

الراي...القدس - من زكي أبو حلاوة,القدس - من محمد أبو خضير

«جيروزاليم بوست» تحذف تقريراً حول تسليح إسرائيل «إرهابيين» في سورية

أنهت وحدة المظليين في الجيش الإسرائيلي، فجر امس، التدرب على معركة مع «حزب الله»، اشتملت إطلاق نيران بشكل دقيق وتفعيل مروحيات وطائرات حربية، وتعاون مع قوات المدفعية والدبابات، وإطلاق نيران حية. وكشف الجيش في بيان وصور للمناورات فجراً، انها المناورة والتدريب الرقم 4 في أغسطس ومطلع سبتمبر ولن تكون الأخيرة قبل الحرب، فالجيش الإسرائيلي يستعد للحرب على لبنان. في هذه الأثناء، أعلن الجيش أنه أنهى بناء أجزاء واسعة من الجدار الإسمنتي الضخم على «الخط الأزرق» على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، مُطلقاً عليه اسم «حجر الرصف». وأوضح:«بالإضافة إلى العائق، سيتّم بناء جدار أمني من الفولاذ بطراز الساعة الرملية بارتفاع 6 أمتار في مقاطع مختلفة. وسيتمّ نشر وسائل التجميع لتجميع المواد الاستخبارية في المنطقة، ووسائل تكنولوجية أخرى». وكشف عن وجود تقدم في بناء الجدار المكون من 5 مقاطع، والذي يتراوح ارتفاعه ما بين 7-9 أمتار، لافتا الى انه تم استكمال مقطع بطول 5.5 كيلومتر ومقطع آخر بطول 460 مترا. وذكر أنه جار العمل لاستكمال مقطع بطول 3.3 كيلومتر ومقطع رابع بطول 700 متر، فيما أن هناك مقطعا خامسا بطول 500 متر، لم يجر بناؤه بعد. وأكد الجيش: «من المتوقع أن ينتهي إنشاء المقاطع في الأشهر المقبلة»، موضحاً ان «العائق لا يجتاز الخط الأزرق». وأضاف ان «حزب الله ينتهك بفظاظة قراري مجلس الأمن 1701 و1559، ويؤسس الشبكات العسكرية جنوب نهر الليطاني، ويتحرك قرب السياج بشكل ظاهر وسرّي». وردا على الانتقادات الحكومية اللبنانية لبناء الجدار، قال أدرعي: «دولة إسرائيل لا تقول للبنان كيف يبني في أراضيه التي تحت سيادته، وهذا ما نتوقّعه من لبنان أيضا». في سياق آخر، حذفت صحيفة «جيروزاليم بوست»، تقريرا نشرته يوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني نقلا عن عسكريين، ومفاده بأن الجيش الإسرائيلي قدم الأسلحة والأموال لمقاتلين إسلاميين في منطقة الجولان. ونشرت الصحيفة مقالا تحت عنوان «الجيش الإسرائيلي يؤكد: إسرائيل زودت المتمردين السوريين بأسلحة خفيفة»، أشارت فيه إلى أن العسكريين اعترفوا للمرة الأولى بتقديمهم الأموال والأسلحة والذخائر للمقاتلين الذين ينشطون بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وحذف المقال بعد فترة وجيزة من نشره، إلا أن نسخة منه متاحة للقراءة في ذاكرة البحث في «غوغل».

حزب الله يستغل مواقع الجيش اللبناني للتجسس عليها وإسرائيل تنسق مع الحكومة اللبنانية لبناء الجدار الحدودي

مجدي الحلبي... إيلاف من لندن: بناء الجدار على الحدود اللبنانية الاسرائيلية في أوجه. وبدأ يظهر جدار اسمنتي بارتفاع 9 امتار في نقاط مختلفة على الحدود على امتداد 11 كيلومترا في نقاط متفرقة خاصة القريبة من الاراضي اللبنانية والهدف هو منع حزب الله في أي حرب مستقبلية من اجتياح الأراضي والمستوطنات الاسرائيلية في الشمال لفرض صورة نصر ولو لساعة واحدة. اسرائيل نسقت بناء الجدار مع اليونيفيل وعن طريقه مع الجيش اللبناني، الذي يراقب عن كثب عمليات البناء من على ابراج اعلى من الجدار الاسرائيلي، ويقول تمير غال، ضابط الاتصال الاسرائيلي لليونيفيل، إن حزب الله بحماية الجيش اللبناني يستغل هذه الابراج لمراقبة تحركات الجيش الاسرائيلي. وأضاف انه من الممكن ان يكون احد هؤلاء الجنود بالزي اللبناني وعنصرا لحزب الله، مشيراً إلى أن كل تواجد لعناصر حزب الله مرصود اسرائيليا، واسرائيل تصور وتنقل الامر على شكل شكوى رسمية للامم المتحدة. وكان اربعة جنود لبنانيين في البرج المحاذي لنقطة تواجد الجيش الاسرائيلي واعمال بناء الجدار حيث راقبوا العمل. وتواجدت القوات هناك دون أي محاولة تواصل او تحرش انما اكتفوا بالمراقبة والتصوير. وتمتد الحدود الاسرائيلية اللبنانية لـ 130 كيلومترًا. ويقول الميجر جنرال عيران اوفير المسؤول عن بناء الجدران والحدود في الجيش الاسرائيلي انهم سيبنون جداراً اسمنتياً مثل ما هو الان على طول الحدود بتكلفة مليار ونص مليار شيكل تعادل نحو اربعمائة مليون دولار. وردًا على سؤال "إيلاف" ان كان منظر الجدار الاسمنتي هذا يتلاءم ومنظر الطبيعة هناك، قال: "نحن نبني الجدار لحماية سكاننا ولأمنهم، وهذا أهم من المنظر". بالإضافة الى ذلك، فإن ضابطا اسرائيليا كبيراً قال لـ "إيلاف" إن الجدار يحوي تقنيات واجهزة تصوير فوق الارض وايضا هناك تقنيات للكشف عن انفاق تحت الأرض كتلك التي تستعملها اسرائيل في قطاع غزة. وأضاف ان اسرائيل جاهزة لأي مواجهة مع حزب الله قائلا :صحيح ان حزب الله اكتسب تجربة عسكرية واسعة في الحرب السورية والتوقعات انه بعد العودة من سوريا سيحاول تنفيذ عمليات وهجوم ضد اسرائيل، لذلك نبني الجدار من اجل منع الهجوم البري ومحاولات احتلال قرى ومستوطنات اسرائيلية، كما تعهد الحزب"، واشار الضابط الى أن اسرائيل تحضر مفاجآت لحزب الله لن يفكر فيها. الى ذلك قال ضابط الاتصال الاسرائيلي لـ "إيلاف" إن اعمال بناء الجدار الاسمنتي تتم بموافقة وتنسيق مع الحكومة اللبنانية عن طريق الامم المتحدة، واسرائيل تحترم السيادة اللبنانية وتنسق معها في كل امر يتعلق بالحدود.

لبنان: «حرب الصلاحيات» نقلتْ الأزمة إلى «ملعب الطائف» وبري يرى المشكلة في «الأفواه والأرانب» و3 وزراء في دمشق

بيروت - «الراي» ... يَمضي ملف تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان بـ «التقدُّم الى الوراء» منذراً بأن يطوي سبتمبر أيامه من دون أي انفراجٍ في المأزق السياسي الذي سرعان ما انزلق الى «شجارٍ» دستوري حول الصلاحيات ويبدو أطرافه وكأنّهم يقفزون من شجرة الى شجرة أعلى، بما يُخشى ان يضع البلاد أمام أزمة حُكْم أو نظام. ورغم ربْط رئيس البرلمان نبيه بري تعقيدات التأخير في ولادة الحكومة باعتباراتٍ محلية عبر تحميله المسؤولية عن ذلك الى كون «الجميع يسعون للحصول على الحقائب على طريقة أفواه وأرانب»، فإنّ الجولةَ الأخيرة من لعبةِ «عضّ الأصابع» والتي شكّلها تقديم الرئيس المكلف سعد الحريري صيغةً مبدئية الى الرئيس ميشال عون الذي أبدى ملاحظاتٍ جوهرية عليها، نَقَلَتْ كرةَ الأزمةِ من إطارِها الحكومي - السياسي الى «ملعبِ» اتفاق الطائف الذي عاد الى الواجهة من بوابةِ نزاع الصلاحيات الرئاسية الذي يُخشى ان يستدرج حال «تمتْرسٍ» طائفي تكون له تشظياتٌ في أكثر من اتجاه ولا سيما في ما خص التسوية السياسية التي أنهتْ الفراغ الرئاسي على قاعدةِ معادلةٍ ترْتكز على: عون في قصر بعبدا والحريري في السرايا الحكومية. وساهَمَ انفجارُ «حربِ الصلاحيات» على شكل مواقف متقابِلة بين فريقيْ عون والحريري اللذين يتبادلان الاتهامات وصولاً الى الكلام عن سعي للعودة الى ما قبل «زمن الطائف»، في تَراجُع التركيز على التعقيدات القديمة - الجديدة التي اصطدمت بها صيغة الحريري وخصوصاً لجهة رفْض رئيس الجمهورية تخصيص حزب «القوات اللبنانية» لوحدها بحصة كاملة من الحقائب (4 وزراء)، او حصْر التمثيل الدرزي بـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» لعدم منْحه «فيتو ميثاقياً». وفي غمرة التجاذب بين عون والحريري، تتقدّم احتمالات ان يعمد الرئيس الى توجيه رسالة للبرلمان حول ما آل إليه مسار التأليف وهو ما تبرز مَخاوف حقيقية من أن يؤدي الى تفاقُم المشكلة في ظلّ مظلة جامعة دينية - سياسية للحريري من بيئته ترفض أي تقييد للرئيس المكلف بمهل او بشروط. وكان بارزاً ما نُقل أمس عن مصادر الحريري، غير الراغب بقطْع الجسور مع رئيس الجمهورية، من أن ثمة مَن يضخّ أجواء تريد الإساءة الى العلاقة بين الرئاستين سائلة «الى اين يريدون أخْذ الأمور، ومَن الجهة التي يريدون التعامل معها غير الحريري؟»، لافتة الى ان «ثمة تسويةً قائمةً، ولماذا يريدون تخريبها؟». ونقل تلفزيون lbci عن مصادر الحريري ان هناك «أمرَ عمليات مريباً للهجوم على الرئيس المكلف وتحميله مسؤولية عرقلة التشكيل»، معتبرة «ان الأصول تقضي التواصل والتشاور مع رئيس الجمهورية، ولكن ثمة فريقاً يحاول استعادة زمن ما قبل الطائف». وتوقفت أوساطٌ سياسية عند ما كُشف عن ان الحريري يستعدّ للتوجه الاسبوع المقبل الى لايتشندام (هولندا) لحضور انطلاقة المرحلة الختامية من المحاكمة الغيابية لأربعة من «حزب الله» متهَمين باغتيال والده الرئيس رفيق الحريري وهي المرحلة التي تستمر بين 11 و21 الجاري تليها مذاكرةٌ للقضاة قد تتطلب أشهراً قبل صدور الأحكام. وتُعتبر مشاركة الحريري ذات دلالات سياسية ورمزية وسط علامات استفهام حول تأثيراتها المحتملة على ملف الحكومة بعدما كان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله رَبَط تأخير تشكيل الحكومة في أحد جوانبه بالمسار الختامي للمحكمة محذّراً «لا تلعبوا بالنار». وفيما كانت بيروت منهمكة بـ«أشواك» الملف الحكومي، كان مسار التطبيع مع النظام السوري من خارج العباءة الرسمية يشقّ طريقه عبر زيارة 3 وزراء لدمشق ومشاركتهم في معرضها الدولي وهم حسين الحاج حسن (حزب الله) وغازي زعيتر (من فريق بري) ويوسف فنيانوس (من «المردة»)، الأمر الذي اعتَبر «تيار المستقبل» انه يُلْزِم أصحابه فقط لا الحكومة ورئاستها وأطرافها.

الحريري يستنفر القيادات الأمنية لإبعاد الأمن عن الأزمة

إتصالات لخنق التوتُّر واستئناف المساعي.. ولا رسالة من عون إلى المجلس حالياً

اللواء... تطوران طرآ على الموقف في ما خص تأليف الحكومة:

1- اقتناع فريق العهد، ورئيس كتلة لبنان القوي ان جولة مفاوضات جديدة حول الملاحظات الرئاسية، انطلاقاً من المسودة التي حملها الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بعبدا الاثنين الماضي. ولكن السؤال من يُبادر إلى الاتصال أولاً، وبين مَنْ ومَنْ تجري المشاورات الجديدة؟

2- صرف الرئيس ميشال عون النظر أقله قبل ذهابه إلى الأمم المتحدة الأربعاء المقبل.. عن توجيه رسالة إلى المجلس النيابي، عبر رئاسة المجلس.. نظراً لعدم جدوى الرسالة من الناحية الدستورية، وارتداداتها غير الإيجابية على انطلاقة عمل المجلس.

مع العلم ان «فريق الأزمة» ما يزال يروّج إلى ان «رئيس الجمهورية يعدّ خطوات سياسية - دستورية بإتجاه التأليف»، مع عدم الكشف عن طبيعتها أو توقيتها.. وفي سياق عملي، أوفد الرئسي نبيه برّي معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل إلى بيت الوسط، ناقلاً إلى الرئيس الحريري بحضور الوزير غطاس خوري، ما وصفه مصدر مقرّب، من «كوة ضوء فتحت في جدار أزمة الأيام الماضية، بعد اتصال جرى بين بعبدا وعين التينة، وإمكان استئناف البحث بالتوزيعة الحكومية باعتبار ان الأولوية لهذا الموضوع، وليس لمسائل جانبية لا تقدّم ولا تؤخر».. ومن زاوية موقف بعبدا، اوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الملف الحكومي ينتظر في كيفية التعاطي مع ما شهدته الصيغة التي رفعت الى قصر بعبدا وان الرئيس عون ينتظر ما قد يقدم عليه الرئيس الحريري. ولفتت المصادر الى ان اي موعد للقاء بينهما لم يتضح بعد مع العلم ان رئيس الجمهورية يغادر الى ستراسبورغ الاثنين المقبل. وبالتالي فانه في حال لم بتم هذا اللقاء قبل سفر عون فهذا يعطي اشارة الى ان الامور بحاجة الىالتنقية. واكدت ان عون لا يضع مهلا امام الحريري للقيام بخطوته بعدما لفت رئيس الجمهورية الى سلسلة تحفظات عليها كما انه لا يتدخل بعمله إلا انه يسير وفق ما هو منصوص عليه في عملية تشكيل الحكومات. الى ذلك قال نائب تكتل لبنان القوي ادغار طرابلسي في تصريح لـ«اللواء» ان الموضوع بيد الرئيس المكلف واشار الى ان الرئيس المكلف قدم صيغة توزيع حقائب على الكتل دون اسماء ووصفها بأنها مبدئية وينتظر ملاحظات الرئيس عون وعلى ما اظن الرئيس قدم له ملاحظات منها:

١- الحفاظ على وحدة المعايير.

٢- توزيع عادل للحقائب على انواعها: السيادية والاساسية والخدماتية والخدماتية الثانوية ووزارات الدولة.

٣- عدم استثناء اي مكون سياسي.

٤- الحرص على حماية الميثاقية بتحصينها من تفرد فريق واحد بها. ولفت الى ان الكرة الان بملعب الرئيس المكلف وان الايام المقبلة ستشهد مشاورات جديدة تقود الى روتوش معين فيعود الرئيس المكلف بصيغة تراعي المعايير العادلة التي وضعها رئيس الجمهورية وتتوافق مع احكام الدستور والاعراف الدستورية ونتائج الانتخابات.

الحريري والقيادات الأمنية

ومع التبريد السياسي، الذي بدأه الرئيس برّي، سواء عبر ما نقل عنه من ان الكل مسؤول عن تأخير الحكومة في إشارة إلى عدم تحميل الرئيس الحريري مسؤولية انضمامه إلى محور التعطيل، وإرسال الوزير الخليل إلى بيت الوسط، بادر الرئيس المكلف لاجراء ما يلزم من اتصالات لتهدئة اشتعال الوضع «تويترياً» بعد المطالعة الخطيرة التي أقدمت عليها محطة «O.T.V» ورأت في التحريض الجاري محطة «المستقبل» «فتنة دستورية». وقالت المحطة: «ومما جاء في المقدمة: إن تيار المستقبل، الذي يتحرك بتوجيه مباشر من الرئيس الحريري، لم يكن في لحظة من اللحظات بوارد الخوض في أي سجال على صورة ما فرض عليه في اليومين الأخيرين، وهو اتخذ على الدوام جانب المصلحة العامة وشدد على أهمية وقف المنازلات السياسية، وتغاضى عن الكثير من الاساءات والرسائل السلبية التي استهدفت الرئيس الحريري والمسار الذي اعتمده لتشكيل الحكومة. ونسبت المحطة إلى الرئيس الحريري قوله: نحن لسنا أهل فتنة ونزاعات أهلية، نحن أهل وفاق وحوار واعتدال، نحن أهل مؤسسات ودولة وعيش مشترك، ونحن أهل الطائف، القاعدة الأساس للسلم الأهلي اللبناني. وكان الرئيس الحريري استنفر يوم أمس القيادات العسكرية والأمنية، عبر اجتماعات شملت، بعد وزير الدفاع يعقوب صرّاف، كلاً من قائد الجيش العماد جوزاف عون يرافقه مدير المخابرات العميد الركن انطوان منصور.. ثم استقبل اللواء عماد عثمان المدير العام لقوى الأمن الداخلي، فمدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا.. وكان الرئيس الحريري استقبل قبل ذلك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.. وتأتي هذه الاجتماعات لتحصين الوضع الأمني في البلاد، وقطع الطريق على محاولات احداث فتنة أو شرخ بين اللبنانيين، على ضوء أزمة تأليف الحكومة، وما تلاها من حملات تحريض، وكتابات على «التويتر» مثل ما جرى تداوله على «تويتر» أديب العمر، الذي يتعرّض لمكة المكرمة، ويتهم المسلمين بـ«نسل بول البعير» واليافطة التي رفعت باسم «شباب قصقص» وفيها ردّ عليه، ثم بالدعوى التي اقيمت على خلفية التحريض وإثارة الشعائر الدينية.

اجازة جديدة

إلى ذلك، يتوقع ان تدخل اتصالات تأليف الحكومة، في إجازة جديدة، الأسبوع المقبل، مع سفر الرئيس ميشال عون إلى ستراسبورغ الاثنين المقبل، وكذلك سفر الرئيس سعد الحريري إلى لاهاي مطلع الأسبوع لمتابعة جلسات مرافعة الادعاء العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، عشية دخول المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مراحلها النهائية. ومن المقرّر ان يرافق وزير الخارجية جبران باسيل الرئيس عون في زيارته التي تستغرق يومين، تلبية لدعوة البرلمان الأوروبي لالقاء خطاب فيه الثلاثاء المقبل، كما ان عون سيلتقي عدداً من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي ويناقش معهم ملفات المنطقة، وفي مقدمها ملف النازحين والأزمة السورية والقضية الفلسطينية. وتبعاً لهذه التوقعات، لم يسجل أمس، أي تطوّر جديد يتصل بمشاورات تأليف الحكومة، باستثناء زيارة وزير المال علي حسن خليل لـ«بيت الوسط» موفداً من الرئيس نبيه برّي، حيث التقى الرئيس الحريري في حضور الوزير غطاس خوري، الا ان خليل لم يدل بأي تصريح بعد لقاء الحريري، فيما أفادت أوساط «بيت الوسط» ان لا جديد في موضوع الحكومة، في انتظار البدائل التي يفترض ان يعرضها رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف في شأن الصيغة التي قدمها إليه الاثنين الماضي، في حين قالت أوساط بعبدا ان الرئيس عون ينتظر بدوره التعديلات التي سيطرحها الرئيس الحريري معه، عندما يلتقيه، الا ان أي معلومات رسمية لم تشأ توقع أو التكهن بموعد هذا اللقاء، لا سيما وان مشاورات تأليف الحكومة انتقلت، بعد طرح صيغة التشكيلة الأخيرة، من حال المراوحة إلى التأزم، وربما العودة إلى المربع الأوّل، اثر تحولها من صراع على الحصص والاحجام إلى صراع على الصلاحيات الدستورية لكل من الرئاستين الأولى والثالثة، مهددة بأن ينسحب هذا الصراع على التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس عون الى سدة الحكم.

الرسالة الرئاسية

الى ذلك، نفت مصادر مسؤولة في القصر الجمهوري لـ»اللواء» ما تردد عن قرار لدى رئيس الجمهورية بتوجيه رسالة الى المجلس النيابي لحضه على اتخاذ موقف في موضوع تشكيل الحكومة، وقالت: ان توجيه الرسالة هو خيار مطروح منذ مدة قد يلجأ له، وهو ليس امراً جديداً او قراراً متخذاً، بل خيار قد يلجأ إلى الرئيس عون في حال تعذر او تعسر تشكيل الحكومة، وذلك من اجل فتح باب الحوار بين الكتل النيابية للتوصل الى حلول للعقد التي تعيق تشكيل الحكومة. وقالت المصادر: ان اي خطوة يمكن ان يتخذها رئيس الجمهورية ستكون دستورية ومن ضمن صلاحياته من دون تجاوز صلاحيات الاخرين. واوضح وزير التربية مروان حمادة لـ«اللواء» بعد زيارته الرئيس الحريري برفقة مدير عام وزارة التربية فادي يرق وبعض مسؤولي الوزارة، انه لم يجرِ التطرق الى الوضع الحكومي بل الى الوضع التربوي والتحديات التي تواجها الوزارة مع بداية العام الدراسي. وقال: لم افاتح الحريري بموضوع الحكومة ولا هو طرح اي امر امامي حول ماذا ينوي ان يفعل. لكن حمادة اوضح ان رأيه الشخصي «ان لاحكومة في المدى المنظور»، وقال:لا اعلم متى يمكن ان تتشكل الحكومة، فلا زال فريق «التيار الحر» يرمي تسريبات منها اخيرا ان وزارة العدل ستؤول الى عضو التيار الوزير الحالي سليم جريصاتي مقابل اعطاء «القوات اللبنانية» حقيبة دولة، وهذا امر يعرقل تشكيل الحكومة. واضاف: نحن كحزب تقدمي وكتلة اللقاء الديموقراطي لن نقبل بأقل من ثلاثة وزراء دروز، ولن نخضع لرغبات هذا الفريق او ذاك، وانا سبق وقلت ان الطائفة الدرزية عصية على محاولات وضع اليد الفاشية عليها. وانا أرى ان هذا العهد اذا استمر على هذا المنوال سيكون عهد تصريف الاعمال وليست الحكومة فقط هي حكومة تصريف اعمال. واوضح انه لا يتوقع تشكيل حكومة بشروط «التيار الحر»، وقال: نحن لا شروط لدينا، ونعلم ان البلد لا يحمل ان نعزل «حزب الله» وحلف الممانعة حتى لا يدخل بمشكلة كبيرة سياسية وشعبية، كما لا يحمل عزل الفريق المعتدل والليبرالي حتى لا يُفلس البلد، لذلك لا بد من جمع الطرفين، وبغير ذلك لا يمشي البلد ولا تتشكل حكومة».

بري

من جهته، رأى الرئيس بري «ان الحكومة كان يجب ان تؤلف امس قبل اليوم وغدا قبل بعد غد، لان الوضع الاقتصادي خطير ولا يتحمل كما كان يحصل في تشكيل حكومات سابقة». واكد «ان وضع الليرة غير ممسوس ولن نصل الى هذه المرحلة». وقال: «ان الدستور واضح، وهو ان الحكومة تصدر بتوافق رئيسي الجمهورية والحكومة (المكلف) اما من يشكل الحكومة ويعمل في طبخها فهو رئيس الحكومة المكلف». وعن المسؤول الاول عن عرقلة تأليف الحكومة قال:»كلنا، الموضوع «افواه وارانب».

وحول ما يريد قال: «لقد قلت للرئيس الحريري خلال ثلاث دقائق في الاستشارات في المجلس ان كتلتي زادت من 13 الى 17 نائبا وهي ثالث كتلة في المجلس، لا اريد ان اتكلم بهذه الطريقة. نريد ان ننتهي وان تشكل الحكومة قبل عيد الفطر، ولذلك سأبقى راضيا بالحصة نفسها رغم زيادة عدد كتلتي، وهذا ايضا موقف «حزب الله». وبالنسبة للبيان الذي صدر عن قصر بعبدا قال: «انا من اول الطريق لا اريد ان اقف عند بيان صدر عن رئاسة الجمهورية او عن رؤساء الحكومة الثلاثة، او عن تيار المستقبل ، ولكن لا شك ان الدستور واضح، وهو ان الحكومة تصدر بتوافق الرئيسين، هناك نص يقول بالتوافق. اما من يشكل الحكومة فهو رئيس الحكومة المكلف». ونفى علمه بفرض عقوبات على 3 او 4 مصارف لبنانية وقال:»غير صحيح، لا علم لي بذلك»..

4 وزراء في دمشق

في هذا الوقت، لفت الانتباه مشاركة 4 وزراء لبنانيين في افتتاح فعاليات معرض دمشق الدولي هم وزراء الصناعة حسين الحاج حسن والزراعة غازي زعيتر والاشغال يوسف فنيانوس والسياحة اواديس كيدانيان. ويشارك لبنان في المعرض عبر جناح خاص يضم حوالى 40 شركة ومؤسسة لبنانية. وحرص الوزراء الأربعة الذين التقوا نظراءهم السوريين، على هامش افتتاح أعمال المعرض، على وضع الزيارة في إطار «علاقات الأخوة التي لم تزل قائمة ومستمرة وهي لمصلحة البلدين»، الا ان مصدراً سياسياً في تيّار «المستقبل» أكّد ان هذه الزيارات التي يقوم بها فريق سياسي من طرف واحد لا تلزم أحداً سوى أصحابها فقط، ولا تلزم الحكومة ورئاستها واطرافها كافة.

الحكومة تنتظر «توازنات المنطقة».. وبكركي تُحذِّر من فراغ طويل

الجمهورية....مالت «حرب الصلاحيات» التي نشبت بين المعنيين حول تأليف الحكومة الى التهدئة أمس، مفسحة المجال لاستكمال المسار التفاوضي والتشاوري بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، لعله يفضي الى اتفاق على تشكيلة وزارية تحظى بقبول الجميع. وفي غضون ذلك بدأت الانظار تتجه الى إدلب، ترقّباً لِما ستشهده من تطورات في ظل الاستعدادات العسكرية المتبادلة بين النظام وحلفائه من جهة والمجموعات المسلحة المتطرفة المتجمّعة في المنطقة. الإشارات الى هذه التهدئة عكستها مقدمتا نشرتي الأخبار في قناتي «المستقبل» و«أو تي في»، فالاولى أكدت أن «لا نزاع صلاحيات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، لأنّ النزاع على الصلاحيات غير موجود اساساً في قاموس الرئيسين العماد ميشال عون وسعد الحريري، لكنه موجود في خزائن التحريض على فتنة دستورية تَستدرِجُ البلاد اليها، أصوات وأقلام وتقارير وتغريدات، تعمل على إغراق البلاد في وهم العودة ثلاثين عاماً الى الوراء. اتفاق الطائف خط أحمر، والاستقرار السياسي خط أحمر، وطريق العودة بالزمن الى الوراء مقفل بإرادة اللبنانيين وصيغة الوفاق الوطني، فليسمع من يريد ان يسمع، ونقطة على السطر». امّا مقدمة «أو.تي.في» فقالت: «إنّ تكتل «لبنان القوي» يريد إعطاء فرصة لجولة مشاورات جديدة يقوم بها الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، ليُبنى على الشي مقتضاه، فيتّجه الى بعبدا مع تشكيلة جديدة تراعي الملاحظات التي رافقت الطرح الأول قبل ايام». وأضافت: «بعد موجة الردود التي تَلَتْ زيارة سعد الحريري لقصر بعبدا، تشير المعطيات الى أن الأكيد أن لا أحد يريد مدَّ اليد على صلاحيات أحد، لا بل إنّ الحرص على حسن تطبيق الطائف، يقتضي احترام الصلاحيات المحددة فيه، بلا زيادة أو نقصان».

أزمة ثقة

لكنّ مصادر متابعة للاتصالات الاخيرة قالت لـ«الجمهورية»: «انّ أزمة الحكومة تحولت أزمة ثقة، والخوف من ان تصل الى أزمة نظام». وأشارت الى «غياب المبادرات عند الاطراف المعنية».

مصدر ديبلوماسي

بدوره، قال مصدر ديبلوماسي لـ«الجمهورية» حول عرقلة تأليف الحكومة: «أنظروا الى العراق وكل ما ترونه الآن هو إضاعة وقت او محاولة لكسب الوقت، فعندما «تتحلحَل» في العراق يبدأ العد العكسي لولادة حكومة لبنان». وعن سبب الربط غير المسبوق للملف العراقي بحكومة لبنان قال المصدر: «لم يكن لبنان ابداً في معزل عمّا يجري في العراق، لكن هذه المرة بصورة استثنائية لاعتبارات عدة أبرزها توازنات المنطقة، حيث خط لبنان ـ سوريا ـ العراق أصبح الخط المُلتهب في شد الحبال الاقليمي والدولي قبل التسويات».

بري

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام وفد نقابة المحررين إنه كان يجب أن تتشكّل الحكومة أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، محذّراً من أنّ الوضع الاقتصادي وليس النقدي اليوم خطير ولا يحتمل التأجيل، ووضع الليرة غير ممسوس ولن يصل الوضع الى هذه المرحلة. ورفض تسمية من يعرقل تشكيل الحكومة قائلاً: «كلنا مسؤولون أفواه وأرانب». وأوضح «أنّ الرئيس المكلف مسؤول عن طبخة التشكيلة، لكنّ الدستور واضح والحكومة تصدر بالتوافق بينه وبين رئيس الجمهورية». وكرر القول «إنّ من يحق له تفسير الدستور هو مجلس النواب، ونقطة على السطر».

مصادر كنسيّة

الى ذلك، أوضحت مصادر كنسيّة لـ«الجمهورية» أنّ «الوقت حالياً هو وقت تأليف الحكومة وليس وقت سجال على الصلاحيات». واستغربت «كيف أنّ معركة الصلاحيات انفجرت حالياً بين الرئاستين الأولى والثالثة، بينما الأولوية هي للتأليف وإنقاذ البلاد من الأزمات التي تتخبّط بها». وشدّدت «على أنّ المطلوب من القوى السياسية تقديم التنازلات وتسهيل التأليف لأنّ البلاد تحتاج الى مرونة سياسية للخروج من أزمتها السياسية»، محذّرة «من الدخول في فراغ حكومي طويل الأمد»، ومُبدية «ثقتها» برئيسي الجمهورية والحكومة في هذه المسألة.

ابراهيم في سوريا

وانسحب الاشتباك السياسي على ملف عودة النازحين السوريين، حيث لم يتّخذ بعد الجانب اللبناني القرار السياسي في شأن اللجنة المشتركة الروسية ـ اللبنانية التي يُنتظر ان تبدأ أعمالها. وعلمت «الجمهورية» انّ روسيا سمّت أعضاءها لهذه اللجنة، واتخذت كل الاجراءات الملقاة على عاتقها لإتمام هذه المهمة في انتظار ان يسمّي لبنان أعضاءه لكي تنطلق اللجنة في عملها. وفي هذا الاطار، علمت «الجمهورية» انّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قام أمس بزيارة خاطفة الى دمشق، والتقى عدداً من المسؤولين السوريين لمتابعة أكثر من ملف يتعلق بالبلدين، من بينها ملف النزوح، حيث تبلّغ الاستمرار في استقبال النازحين العائدين ضمن الأطر والمعايير المعمول بها حالياً الى حين بدء اللجنة عملها، علماً انّ هذه الآلية تنص على أن يُرسل الأمن العام عدداً من اسماء النازحين السوريين الذين يرغبون بالعودة وينتظر الاجوبة السورية عليها، بعد ان يجري الجانب السوري تدقيقاً بالأسماء للتأكد أولاً من انهم سوريون، وان ليس في حقهم أحكام قضائية ثانياً، قبل ان يُبلغ الى الامن العام النتائج، فإذا لم يكونوا متورطين يعطي الجانب السوري الموافقة على عودتهم ضمن آلية سريعة، اما اذا كانت ملفاتهم تحتاج الى تسوية فإنّ الأمن العام سيخيّر هؤلاء بين العودة وبين تأجيل عودتهم الى حين تسوية أوضاعهم.

ابراهيم

وقال اللواء ابراهيم لـ«الجمهورية»: «انّ الجانب السوري يعمل في ملف عودة النازحين بكل صدقية وبالسرعة اللازمة، ويُبلغ الى الامن العام بكل نازح سوري عليه حكم قضائي او مطلوب منه تسوية أوضاعه، وليس السماح له بالعودة ثم توقيفه في سوريا كما يشيع البعض». وأوضح «انّ سوريا أبدَت كل استعداداتها اللوجستية والامنية للتعاون في عمل اللجنة المشتركة اللبنانية ـ الروسية، وهي تنتظر انطلاق عملها».

إسرائيل على الخط؟!

وفي هذه الاجواء، حذّرت مراجع سياسية من خطورة الوضع، وتحدث احد السياسيين عن معلومات ترد الى المسؤولين اللبنانيين، وهي تتقاطع أكثر فأكثر، وتتضمن تحذيرات من دخول محتمل لإسرائيل على الخط اللبناني، بعد دخولها على الخط السوري والعراقي. ويحاول لبنان تحصين موقفه السياسي من خلال اتصالات دولية ودعوة «حزب الله» الى عدم القيام بأيّ عمل يمكن ان تستعمله إسرائيل ذريعة لشن اعتداء على لبنان. وتجدر الاشارة الى انه سبق هذه المعلومات دلائل وإشارات عدة، من بينها تكرار اسرائيل تصريحات تتضمّن تصميمها على منع إقامة قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، وتحليق طيرانها في أجواء عدد من المناطق اللبنانية واستمرار تحذيراتها لـ«حزب الله».

مرجع أمني

الّا انّ مرجعاً أمنياً كبيراً أكد لـ«الجمهورية» انّ «لبنان مستقرّ أمنياً، والكلام عن تهديدات امنية هو في اطار الضغط عليه ليس إلّا، كون هناك ملفات حسّاسة يحتاج فيها لبنان الى تحديد موقفه، وفي مقدمها كل ما يتعلق بـ«حزب الله» وايران والوضع الاقتصادي». واضاف: «انّ إشارات الضغط واضحة، وليس آخرها ما أوردته قناة FOX NEWS الأميركية حول قيام إحدى شركات الطيران الإيرانية بتهريب أسلحة إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وتحذير واشنطن رعاياها من زيارة لبنان بحجة الاخطار السائدة على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية وعلى الحدود الشرقية».

تهديدات جديدة

وفي جديد المواقف الاسرائيلية ما نقلته صحيفة «هآرتس» عن قَول مسؤول في القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي: «إنّ التفريق الذي قمنا به بين «حزب الله» ولبنان خلال الحرب اللبنانية الثانية (عام 2006) كان خاطئاً... لن نقوم بمثل هذا التفريق في الحرب المقبلة، سنضرب لبنان وأي بنية تحتية لبنانية تساهم في القتال. ولو كان عليّ الاختيار بين ضرب لبنان والفصل بينه وبين «حزب الله»، فسأختار ضرب لبنان». وأكد «أنّ «حزب الله» طوّر قدراته من خلال عملياته القتالية في سوريا، وحصد ثقة في القتال، لكنه غير قادر حالياً على التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية والسيطرة على الأرض. ومع ذلك، انّ الجيش الإسرائيلي لا يعتقد أنّ «حزب الله» معنيّ اليوم بجولة جديدة من النزاع». وتابع: «من جهة أخرى، يعرفون جيداً أنّ التحديات التي واجهوها خلال القتال في سوريا ليست شيئاً مقارنة مع التحديات التي سيواجهونها حال اندلاع نزاع مع الجيش الإسرائيلي، والانتخابات الماضية أسفرت عن تقوية مواقع «حزب الله» في السياسات اللبنانية، ولهذا السبب لن ترغب المنظمة في دفع أيّ ثمن سيؤدي الى التقليل من نفوذها هناك». بدوره، أعلن وزير شؤون القدس وحماية البيئة في الحكومة الإسرائيلية، زئيف إلكين، أنّ اسرائيل «لن تسمح بتعزيز الوجود العسكري الإيراني في سوريا بذريعة عملية إدلب». وقال لوكالة «إنترفاكس» الروسية: «إذا حاول الإيرانيون استغلال العملية في إدلب أو أي تطورات لاحقة لنقل صواريخ إلى سوريا، أو إنشاء مطارات عسكرية هناك أو قاعدة بحرية على شاطئ المتوسط، ستشكل في نهاية المطاف تهديداً لإسرائيل، فستعمل إسرائيل ما في وسعها لمنع ذلك». واعتبر أنّ «القيادة الإيرانية تسعى، في إطار الحوار الجاري حول مستقبل سوريا، الى تحويل البلد قاعدة للجيش الإيراني موجهة ضد إسرائيل، ونحن غير مستعدين على الإطلاق للتسامح مع ذلك. لقد أظهرت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة أنه إذا كان هناك شيء نعتبره خطاً أحمر فإننا نعرف كيف نتصرّف لكي نثبت للجميع أنه خط أحمر حقاً». وأكد أنّ إسرائيل «تعطي الأهمية البالغة لمنع إيران من نقل أسلحة إلى «حزب الله» عبر الأراضي السورية، وتأمين الحدود مع سوريا».



السابق

مصر وإفريقيا...تدريبات مصرية - أميركية تستبق «النجم الساطع» وتأجيل إعادة محاكمة العادلي..تعزيزات أمنية في المنيا لتطويق توتر طائفي...غلاف صحيفة الأزهر الرسمية يُغضب «متشددين»..«حسم» تعترف بفشلها في مصر وتتحفظ عن مصادر تمويلها وتبرأت من «الإخوان»...ماكرون يتّصل بالسراج ويؤكد دعمه مسار السلام....بوتفليقة يجري تغييرات في قيادة القوات الجوية...اتفاق سلام جنوب السودان يوقع في الخرطوم قريباً...

التالي

أخبار وتقارير...فرنسا: «داعش» لن يعود مسيطراً على أي أراض «قبل نهاية العام»..100 مليار دولار لتعزيز القدرات الدفاعية الخليجية...أميركا تدرج «نصرة الإسلام والمسلمين» على قوائم الإرهاب...استراتيجية أميركية جديدة لمكافحة الإرهاب في كل زمان ومكان...وفد مجلس العلاقات العربية والدولية يلتقي البابا فرنسيس الأول...أنقرة أبلغت موسكو بأن الهجمات الأخيرة في إدلب «خاطئة»..لندن تعتبر أن بوتين يتحمّل مسؤولية في قضية سكريبال...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,138,901

عدد الزوار: 6,756,384

المتواجدون الآن: 134