لبنان..«الثنائي الشيعي» مع الإنتظار إلى آخر أيلول .. وموقف متشدِّد للحريري الثلاثاء..واشنطن تهاجم «الحزب»... عون: «النأي بالنفس» لا يعني النأي عن مصالحنا...واشنطن تؤكد استمرار الشراكة بين الجيشين اللبناني والأميركي..إيران تهدّد الولايات المتحدة بصواريخ «حزب الله»..مَن يُنقذ مطار رفيق الحريري من التردّي والإهمال؟...زحمة مطار بيروت مستمرة وبوادر حل قريب...

تاريخ الإضافة السبت 25 آب 2018 - 5:57 ص    عدد الزيارات 2651    القسم محلية

        


«الثنائي الشيعي» مع الإنتظار إلى آخر أيلول .. وموقف متشدِّد للحريري الثلاثاء..

إنتقاد أميركي للقاء نصر الله مع وفد حوثيّ.. و«المعلومات» تُحبط مخططاً تخريبياً...

اللواء.. المخاض الحكومي!

إجهاض التكليف، أم نزع العقبات امام ولادة للحكومة، طبيعية، وهذا مستبعد أم ولادة قيصرية، أم خيارات اخرى: مريرة، أو صعبة؟. جملة من الأسئلة ذات الطابع، غير المستند إلى معلومات، بل إلى خيارات، تستعد لها بعبدا، ومعها فريق 8 آذار، في ما خص: اجراء مراجعة ومصالحة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، حول ما يمكن استخلاصه من مشاورات الأشهر الأربعة حول الحصص، والمسودات، وكيفية تدوير الزوايا وما يترتب فعله، لكسر حلقة عدم التأليف.. ومع عودة الرئيس الحريري غداً الأحد إلى بيروت، يصبح بالإمكان، تلمس خيارات الشهر المقبل، بمعزل عن إجراءات بعبدا، سواء عبر مصارحة الرأي العام برسالة مباشرة أو توجيه رسالة إلى المجلس النيابي، تحذر من عواقب تأليف الحكومة.. ويشارك الرئيس الحريري في اللقاء مع الرئيس السويسري الاثنين. وقال مصدر مطلع ان موقفاً سيعلنه الرئيس المكلف، خلال اجتماع كتلة المستقبل النيابية بعد ظهر الثلاثاء المقبل. ووصف المصدر الموقف، بغير القابل للمساومة، والمتمسك بصلاحيات رئيس الحكومة، مع التأكيد على بذل الجهود وعدم توقف الاتصالات والمشاورات الرامية إلى كسر حلقة التأليف بالتعاون مع رئيس الجمهورية. وقالت مصادر مطلعة على موقف الرئيس ميشال عون لـ«اللواء» ان ما نقله عون بشأن موعد الاول من ايلول انما يعني ان هذا الموعد هو مفصلي لجهة تحريك الملف الحكومي من جديد وكسر الجمود الحاصل وبالتالي إنطلاق مرحلة جديدة بعدما باتت الحاجة ضرورية لأن تبصر الحكومة النور قبل المؤتمرات التي يشارك فيها الرئيس عون في كل من البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ والجمعية العامه للامم المتحدة في نيويورك في الشهر المقبل. واوضحت ان ما يتردد عن خيار الرئيس عون في مصارحة اللبنانيين هو خيار وارد في ذهنه لان من حق الناس معرفة سبب عدم تشكيل الحكومة. واكدت ان ما اشار اليه رئيس الجمهورية حول الحركة الحكومية الجديدة تكون بالتنسيق مع رئيس الحكومة المكلف. وأسفت المصادر لما ينقل من تحليلات وتكهنات عن موقف الرئيس عون الاخير مشيرة الى ان حفلة تسالي بإطلاق كلام يمينا وشمالا لا صحة له لا سيما في ما خص سحب التكليف وتحديد المهل. ورأت ان هناك هامشا للرئيس في التحرك يقوم به ضمن الاطر الدستورية ومن دون بطولات ولا اي اجراء عن خرق الدستور لو غيره. واكدت انه يحترم الدستور ولا يمكن ان يخرقه وهو من اكثر الذين يؤمنون به اي بالدستور. اما الكلام عن لجوئه الى مجلس النواب فهو وفق المصادر من ضمن الخيارات لكنه ليس بقرار. الى ذلك لفتت الى ان مقاربة موضوع معبر نصيب تتم انطلاقا من مصلحة الناس. واكدت ان ما من انقطاع في التواصل بين بعبدا وبيت الوسط وقد سجلت اتصالات بين عون والحريري قبل العيد وفي خلاله وبعده. ويجري الرئيس عون محادثات قبل ظهر بعد غد الاثنين مع الرئيس السويسري الان بيرسيه تتركز على العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها ومواضيع ذات اهتمام مشترك وملفات تتصل بالنازحين ومكافحة الارهاب والهجرة. ويعقبها مؤتمر صحافي مشترك. ومعلوم ان سويسرا لطالما دعمت لبنان لا سيما في القرارين 425 و1701وقضايا الاسرى في السجون الإسرائيلية. وكان الرئيس عون اعترف امام وفد من المنتشرين اللبنانيين في دول الخليج العربي اننا «نواجه بعض الصعوبات في تشكيل الحكومة الا انها عابرة». وإذ أشار إلى المعاناة الناجمة عن التناقضات القائمة بين الدول العربية، أكّد بالمقابل، اننا «نعتمد سياسة النأي بالنفس، فلا ننحاز في أي صراع إلى أي دولة شقيقة ضد مصلحة دولة شقيقة أخرى.. وجميع الدول الشقيقة اشقاء لنا». وفي حين كثرت التقديرات والتحليلات والاستنتاجات حول الخطوة المرتقبة للرئيس عون في حال تأخر الحريري، ذكرت مصادر نيابية في «تكتل لبنان القوي» لـ«اللواء» ان لا صلاحيات دستورية لرئيس الجمهورية ولا لمجلس النواب وليس هناك من تدبير دستوري اوقانوني او عرف يقضي بسحب التكليف، كما ان الحديث عن اللجوء الى الشارع لفرض حكومة بصيغة او بأخرى امر غير وارد في ذهن التكتل والتيار الوطني الحر وذلك حفظا منا للاستقرار الداخلي. لكن المصادر اكدت ان المقصود من كل الكلام الذي قيل هو حثّ الرئيس المكلف ضمن مهلة قريبة على حسم خياراته واتخاذ قراره وتقديم تشكيلة حكومية، ليجري البحث بها بين الرئيسين حسب الاصول ولمعرفة مواقف القوى السياسية منها، وساعتها لكل حادث حديث، خاصة ان شهر ايلول يشهد عادة استحقاقات كثيرة على الصعد التربوية والاقتصادية والاجتماعية. وبانتظار عودة الرئيس الحريري، يرتقب ايضا عودة رئيس التيار الوطني الحر الوزيرجبران باسيل من إجازته في فرنسا، فيما غاب اي موقف عن الحزب التقدمي الاشتراكي بينما استعر السجال بين التيار وبين «القوات اللبنانية» بعد مقابلة الدكتور سميرجعجع لمحطة «ام تي في» قبل يومين والتي اعتبر فيها ان لا فصل في الحكومة بين حصتي رئيس الجمهورية و«التيار الوطني الحر»، وان التمثيل المسيحي الصحيح في الحكومة المقبلة «هو 8 وزراء لتكتل العهد و5 للقوّات ووزير لحزب الكتائب واخر لتيار المردة»، ودعا الرئيس سعد الحريري لتقديم مسودة تشكيلة للرئيس عون في حال استمرار الأمور على ما هي عليه إلا انه قال: أعتقد أنه لن يتم الموافقة عليها من قبل رئيس الجمهورية عدا كلامه عن صفقة بواخر الكهرباء. واستنفر كلام جعجع معظم نواب ووزراء التيار الحر وتكتل لبنان القوي، في ردود مباشرة عليه واتهموه «بوضع العصي في الدواليب».

اعتراف شيعي بفيتو سوري

وسط هذه الترقبات، اعترف قيادي في الثنائي الشيعي (أمل - حزب الله) ان هناك «فيتو» سوري وراء عرقلة بعض القوى تشكيل الحكومة، من باب رفض مشاركة قيادات وجهات لبنانية في إعادة اعمار سوريا وضمن الترتيب ذاته، فإن ما يقال عن تدخلات خارجية في مسألة التـشكيل هو صحيح مئة في المئة ولكن ليس بسبب حزب الله إنما بسبب إصرار دمشق أيضاً على عدم السماح لأية دولة شاركت في الحرب الكونية عليها من المشاركة في إعادة الاعمار، حسب هذا القيادي. وعليه، أكّد القيادي على ضرورة تأليف الحكومة في مهلة اقصاها أواخر أيلول، وإلا فإن امامنا خيارين لا ثالث لهما: اما اعلان الرئيس عون عن تشكيل حكومة «الامر الواقع» على شاكلة مسودة ٣٠ وزيرا التي قدمها الحريري في بداية مشاورات التأليف، او الضغط عليه للسير بحكومة اكثرية تسقط عنه تهمة التباطؤ في التأليف على وقع ضغوطات خارجية ومعوقات داخلية.

النواب السنّة

وفي السياق الحكومي، أيضا توقف لقاء النواب السنّة الستة، من المعارضة، القريبة من 8 آذار، في اجتماع لهم في دارة الرئيس الراحل عمر كرامي في بيروت، عند ما اسموه تغييب كامل للعقدة السنية، التي هي عقدة حقيقية، معتبرة ان الرئيس المكلف ليس من بين همومه، وهو «يعمل على اقصاء فئة من طائفته». رافضا «اي مس بصلاحيات رئيس الحكومة ايا كان، ويطالبون الرئيس المكلف عدم الخضوع لأي ضغوط، ان كانت داخلية أو خارجية. وقال من دون تمثيلنا في الحكومة نكون امام تمثيل حكومة ائتلافية أو حكومة كربون».

التحرّك الأميركي

دبلوماسياً، حظي التحرّك الأميركي الذي قاده مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي روبرت ستوري كاريم باهتمام رسمي وحزبي لبناني، ودبلوماسي ايضا، لجهة التوقيت أو المواقف المعلنة. وهو زار لهذه الغاية الرئيس عون ونبيه برّي، فضلا عن قيادات حزبية والمشاركة في مناورة عسكرية للجيش اللبناني في اللقلوق حضرها قائد الجيش العماد جوزيف عون. وثمن كاريم «التعاون القائم بين الجيشين اللبناني والاميركي»، مؤكدا «استمرار الشراكة بينهما؛ منوها «بالانجازات التي احرزها الجيش اللبناني في الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة ومكافحة الارهاب». في نيويورك، علقت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، على زيارة اجراها وفد حوثي إلى لبنان التقى خلالها بالامين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله. وقالت هايلي عبر حسابها على «تويتر»: «ان لقاء قيادة حزب الله مع الحوثيين يظهر طبيعة التهديد الارهابي الإقليمي، ويشكل وكلاء إيران في لبنان واليمن مخاطر كبيرة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله. وتابعت: «يجب ان ينتبه المجتمع الدولي إلى هذا الأمر وان يكون مهتما للغاية». وتطوّر السجال السياسي بين «حزب القوات» والتيار الوطني الحر، إلى سجال كهربائي بين الوزير غسّان حاصباني والوزير رائد خوري. وقال خوري في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع «تويتر»: «ايها الآتي من عالم التنظير والنظريات، الشعب بحاجة إلى إجراءات واقعية وعملية تعفيهم من فاتورة مولدات الكهرباء الخيالية وجشع اصحابها. فالربط بين البواخر والعدّادات، وبين تأمين الكهرباء من قبل الدولة ٢٤/٢٤ هو ربط سخيف».

رد حاصباني

ولم يتأخّر ردّ حاصباني على زميله خوري، فتوجّه اليه عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «كما نتمنى الإبقاء على لغة محترمة في التخاطب، فبالنسبة الى نعتنا بالمنظرين، نترك الموضوع لكم بعدما امضيتم سنة كاملة في وزارة الاقتصاد ثم قررتم الاستعانة باستشاري (منظر كما اخترتم التسمية) بالملايين ليقدم دراسة عن بعض القطاعات الاقتصادية واسميتموها خطة اقتصادية».

إحباط مخطط تخريبي - داعشي

احبط عناصر فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي مخططاً «داعشياً» لاستهداف حاجز للجيش اللبناني وإحدى الكنائس في عملية انغماسية. فقد قامت قوة خاصة من فرع المعلومات بتنفيذ عملية نوعية خاطفة في محلة جبل البداوي، حيث أوقفت (هــ.س) الذي اعترف بانتمائه للتنظيم ورغبته بالذهاب إلى سوريا الا ان قريبه طلب منه البقاء في لبنان لاستهداف الجيش اللبناني في الشمال وعدد من الكنائس فوافق وانتظر حتى يرسل له قريبه الأسلحة والحزام الناسف الا انه تمّ توقيفه قبل وصولها، كما تمّ توقيف (ا.س) في محلة نحلة الذي أبدى موافقته على مرافقة (هـ.س) إلى سوريا للقتال مع «داعش» لكنه رفض استهداف حواجز الجيش وإحدى الكنائس.

واشنطن تهاجم «الحزب»... عون: «النأي بالنفس» لا يعني النأي عن مصالحنا

الجمهورية...خيّبت عطلة عيد الأضحى آمال كثيرين راهنوا على اعتبارها فرصة للتأمل والتفكير السياسي في كيفية ابتداع حل سحري لاختراق جدار التأليف بإيجابيات تعجّل بولادة الحكومة، فتحوّلت الى ما يشبه ميدان معركة انصرف فيه المتقاتلون على هذه الحلبة الى تجهيز عدّتهم، وتذخير اسلحتهم وخرطشة منصاتهم السياسية والاعلامية، بما يُنذر بأنّ البلد مقبل في ايلول على «معركة كبرى» توحي كل المؤشرات الممهدة لها بأنها ستكون بلغة جديدة وأسلحة جديدة ومقاربات جديدة. يأتي ذلك، في وقت انتقدت واشنطن استقبال الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله للوفد الحوثي، وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي عبر حسابها على «تويتر»: «إنّ لقاء قيادة «حزب الله» مع الحوثيين يظهر طبيعة التهديد الإرهابي الإقليمي، ويشكّل وكلاء إيران في لبنان واليمن مخاطر كبيرة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله. يجب أن ينتبه المجتمع الدولي إلى هذا الأمر، وأن يكون مهتماً للغاية». ستة أيام تفصل عن بداية ايلول، ورئيس الجمهورية يتحضّر لها، فيما ترتسم في أجوائها علامة استفهام كبرى حول السر الكامن خلف الكلام المنسوب الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحديثه عن انّ مهلة التأليف ليست مفتوحة، وليس لأي احد ان يضع البلاد برمتها رهينة عنده ويعطلها، وكذلك حول الخطوات التي سيبادر الرئيس اليها في بداية ايلول تبعاً لهذا الكلام. وايضاً حول موجبات اشتعال التوتر من جديد بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، وما دفع «القوات» في هذا التوقيت بالذات الى رفع سقف «الشجار السياسي» مع فريق رئيس الجمهورية ومحاولتها قطع الطريق على حصته الوزارية، وبالتالي الدخول مع هذا الفريق في اشتباك سياسي يعدّ الأكثر حدّة في تاريخ العلاقة السياسية المأزومة بينهما؟ ...ما استجد خلال عطلة العيد، اكد انّ «أمراً ما» يجري في الخفاء، دفع الى سريان لغة التحدي بين القوى السياسية، ووضع طبخة التأليف على نار حارقة لكل الايجابيات التي حكي عنها في مرحلة ما قبل العطلة، ورمت، كل الدعوات الى فتح «طاقة الفرج» والنفاذ منها لاستيلاد الحكومة من بحر العقد المانعة لها، في سلة المهملات. البلد مصدوم سياسياً، ويترقب «المنازلة المنتظرة» بعد اقل من اسبوع على حلبة التأليف. والبديهي، مع عدم وضوح السبب الحقيقي المفتعل لهذا التوتر المتجدد، ان تتزاحم فيه الاسئلة بحثاً عمّا اذا كان هذا المفتعل من صناعة محلية او من صناعة خارجية، والأهم هو الوقوف على الهدف الكامن خلف إشعال هذا التوتير في هذا التوقيت بالذات، ولأيّ مصلحة بل لمصلحة من؟

الأجواء الرئاسية

وبحسب مطّلعين على الاجواء الرئاسية، فإنّ رئيس الجمهورية «الذي اكد بالامس امام وفد اغترابي من دول الخليج على «النأي بالنفس»، ولكن هذا لا يعني ان ننأى بانفسنا عن ارضنا ومصالحنا»، ألقى بالتأكيد الكرة في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري، وإن كان لم يُسمّه في الكلام المنسوب اليه، الّا انه أبقى في الوقت نفسه كرة المبادرة لديه، بتأكيده انه لم يعد يقبل ان يستمر الوضع التعطيلي على ما هو عليه من سلبية ومراوحة تضرّ بالبلد بالدرجة الاولى وكذلك تُسيء الى العهد وتهدده، وألزمَ نفسه بمقاربة جديدة لملف التأليف مع بداية الشهر المقبل. وهذا يستبطن قناعة لدى رئيس الجمهورية بأنّ أفق التأليف بالطريقة التي يتم فيها مسدود، ولا امل يُرتجى منه. وإذ يلفت هؤلاء المطلعون الانتباه الى انّ فريق رئيس الجمهورية بدأ يتحدث علناً وصراحة عن «عامل خارجي» يدير اللعبة وادواتها عن بعد ويتحكم بتعطيل الحكومة، ويسعى من خلال ذلك الى تعطيل العهد والاضرار به، وهو الامر الذي لا يمكن تجاهله او السكوت عليه او إغماض العين عنه، وبالتالي لا يمكن القبول او الاستسلام لخيار التعطيل، وخصوصاً أنّ «مخزن الخيارات البديلة» ليس خاوياً على الاطلاق. ويفضّل هذا الفريق تجنّب الكلام المباشر عن هذه «الخيارات البديلة»، تاركاً الامور الى مطلع ايلول حيث ستوضع النقاط كلها على الحروف. وبحسب المطّلعين، فإنّ فريق رئيس الجمهورية لا يتفق مع القائلين إنّ ما قاله رئيس الجمهورية عن مهلة ايلول، قصد منه فقط تحريك مياه التأليف الراكدة، بل انّ القصد هو كسر حلقة التعطيل التي تطوّق الحكومة، والاشارة علناً وبكل وضوح الى مصدرها، علماً انّ هذا التعطيل تكونت قناعة ومعطيات اكيدة بأنه يتمّ عن سابق تصوّر وتصميم. ويذكّر هذا الفريق بأنّ رئيس الجمهورية عوّل منذ البداية على تشكيل حكومة بسرعة، ولطالما كان منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيلها، في موقع المسهِّل لمهمة الرئيس المكلف والمحفِّز له لكي يبادر الى توليد حكومته في اقرب وقت ممكن، ولكي يبادر ايضاً الى خطوة إنقاذية لملف التأليف، خصوصاً انّ وضع البلد لا يحتمل اي تأخير في بناء السلطة التنفيذية لتفرّغها للتصدي للاستحقاقات والتحديات الداهمة على كل المستويات.

هزّ العصا!... ماذا يمكن ان يقول رئيس الجمهورية بعد أول أيلول؟

بالتأكيد انّ خطوات او خيارات رئيس الجمهورية ربما يخبر عنها هو شخصياً، او قد تخبر عن نفسها بنفسها، وهذا سيتبين في الايام المقبلة. واذا كانت الاوساط السياسية على اختلافها قد توقفت باهتمام بالغ امام رفع رئيس الجمهورية لنبرة خطابه في الملف الحكومي، الّا انّ بعض هذه الاوساط عبّر عن تضامن جدي مع موقف رئيس الجمهورية اذ ربما تنجح سياسة «هزّ العصا» في الافراج عن الحكومة ممّا يسميه «التيار الوطني الحر» بـ»الاعتقال الخارجي»، وأمّا البعض الآخر فرَدّ رفع الصوت الرئاسي الى رغبة رئيس الجمهورية في ان تولد الحكومة قبل ترؤسه وفد لبنان الى اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة أواخر ايلول المقبل، حيث يرغب في ان يكون هذا الوفد في ظل حكومة أصيلة، وليس في ظل حكومة تصريف اعمال، تضرب صورة لبنان، وتخفض من هيبة حضوره في هذا الاجتماع الأممي. الّا انّ اهتمام الاوساط السياسية بموقف رئيس الجمهورية، اقترن بتساؤلات كثيرة: ماذا يمكن ان يقول الرئيس زيادة على ما قاله؟ هل سيبادر الى كشف كل دقائق عملية التأليف وتفاصيلها ويسمّي الاشياء بأسمائها؟ ماذا بيده أن يفعل؟ هل سيبادر الى ممارسة ضغط معين، وعلى من؟ هل على فريقه السياسي؟ هل على «القوات اللبنانية» لإلزامها على التراجع عن المطالب التي يعتبرها تعجيزية؟ وكيف؟ هل على النائب السابق وليد جنبلاط (الذي سيلقي مساء اليوم كلمة سياسية وصفت بالهامة في الإحتفال المركزي لمؤسسة العرفان التوحيدية). لإلزامه بتليين موقفه من الحصة الدرزية في الحكومة والموافقة على توزير طلال ارسلان الموعود من قبل «التيار» والرئيس بإشراكه شخصياً في الحكومة؟ هل على الرئيس المكلف؟ وكيف؟ وقبل كل شيء هل يستطيع رئيس الجمهورية إلزام الرئيس المكلف بشيء؟

خبير دستوري

القاسم المشترك بين هذه الاسئلة التي تطرح في الاوساط السياسية، هو انّ اجوبتها مقفلة، على ما تقول مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، ذلك انّ الرئيس من جهة يتبنّى موقف فريقه السياسي، ومن جهة ثانية، لا يستطيع ان يمون سياسياً لا على جنبلاط، ولا على «القوات» التي يبدو انّ الشعرة قد قطعت معها. امّا الأهم، فإنّ رئيس الجمهورية لا يستطيع ان يلزم الرئيس المكلف بشيء، على ما ابلغ خبير دستوري «الجمهورية»، حيث اكّد انّ الدستور فرض ان يكون لرئيس الجمهورية رأيه في التشكيلة الوزارية، ولا يقيّده بالموافقة الفوريّة على اي تشكيلة وزارية يضعها الرئيس المكلف وبالتالي توقيع مرسوم تشكيلها، فإنّ الدستور نفسه لا يقيّد الرئيس المكلف بسقف زمني لتشكيل حكومته، وأعطاه مطلق الحرية في استنفاد الوقت الذي يريده، وفي ظل هذا الامر لا توجد خيارات بديلة سوى انتظار الرئيس المكلف، واكثر ما يمكن ان يفعله رئيس الجمهورية في هذا المجال، هو الحَثّ، او التمني، بكلام سياسي هادىء، واذا شاء بكلام عالي النبرة، الّا انّ كل ذلك يبقى رهناً باستجابة الرئيس المكلف او عدمها.

«المستقبل»

واذا كان موقف رئيس الجمهورية قد أحدث دوياً في الاوساط السنية، حتى المعارضة للحريري التي عبّرت عن اعتراضها على ما سمّته «محاولة المس بصلاحيات رئيس الحكومة»، فإنّ ما لفت الانتباه هو التلقّف الهادىء لهذا الموقف من قبل تيار المستقبل، على الرغم من علامات الاستفهام الزرقاء التي أثيرت حول موقف عون. واذ اكدت مصادر المستقبل لـ«الجمهورية» انها لا تقرأ سلبية في موقف رئيس الجمهورية كونه يصبّ في ذات الهدف الذي يرمي اليه الرئيس المكلف، اشارت رداً على سؤال، الى انّ الحريري لا يتأثر بأي ضغوط أيّاً كان مصدر هذه الضغوط، فعملية التأليف ما زالت تسير بشكل طبيعي، والوقت لم ينفذ بعد، والرئيس المكلف سيتابع مشاوراته لدى عودته. ووصفت المصادر «الكلام عن العامل الخارجي المعطّل الحكومة، بأنه هروب الى الامام»، وقالت: لطالما اكد الرئيس المكلف وما زال يؤكد انّ الفرصة متاحة لتشكيل الحكومة في أسرع وقت، هناك تعقيدات موجودة يؤمل ان توجد لها حلول بتعاون الجميع، واذا ما أمكن تجاوز هذه التعقيدات يمكن للحكومة ان تتشكّل في 3 دقائق. واشارت المصادر الى انّ الاساس في مهمة الرئيس المكلف هو التعاون مع «فخامة الرئيس»، وقالت: في نهاية المطاف ستتشكل الحكومة، وسبق للرئيس الحريري ان حذّر من انّ الضرورات الاقتصادية توجب الاسراع في تشكيل الحكومة، وهذا يوجب على الجميع التقدم خطوات الى الامام وصولاً الى حكومة تعبّر عن الجميع، وبالتأكيد مع رفضنا الكامل لتشكيل حكومة يُملي فيها اي طرف قراره او إرادته على سائر مكوناتها. الى ذلك، عبّر مرجع سياسي عن خشيته من «ان نصل في الاشتباك الحالي الى لحظة تفلت فيها الامور من عقالها السياسي». وقال لـ«الجمهورية»: كأننا نعيش في «مرجوحة»، بدأوا بعد التكليف بلغة المواعيد، ثم انتقلوا الى لغة التصعيد، الى ان وصلنا الى عطلة العيد، فأعادت خلط الاوراق من جديد، وخلاصة الامر انّ مولد الحكومة بعيد. ورداً على ما قال المرجع: حتى الآن ما زلتُ أفترض انّ رئيس الجمهورية والرئيس المكلف قادران على التفاهم واستيلاد حكومة مهما كانت التعقيدات، والكرة في ملعبهما معاً، وإنّ أياً منهما لا يستطيع ان يتصرف او يبادر بمعزل عن الآخر، فهما معاً يشكلان القابلة القانونية لتوليد الحكومة، واعتقد انهما يعرفان ذلك حق المعرفة، علماً انّ كثيرين يراهنون على خلافهما واختلافهما.

تواصل رئاسي

الى ذلك، كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» انّ الإتصالات لم تنقطع بين عون والحريري، والعودة المتوقعة للرئيس المكلف نهاية الأسبوع الجاري ستُطلق حركة الإتصالات من جديد على اكثر من مستوى. وأشارت الى اتصال هاتفي بين الرجلين في الساعات الماضية، تناولا فيه آخر التطورات على الساحة اللبنانية والحراك الدبلوماسي والعسكري في المنطقة، ونتائج زيارات الموفدين الأجانب الى بيروت.

«القوات»

في هذه الاجواء، إنفجرت سياسياً بين «التيار» و«القوات»، بتغريدات وحملات مباشرة استخدمت فيها تعابير ومفردات سياسية هي الأعنف في التاريخ الخلافي بين الطرفين. واذا كانت تساؤلات كثيرة قد احاطت الاشتباك المتجدد بينهما، خصوصاً لتزامنه مع رَفع رئيس الجمهورية لسقف خطابه من التأليف وتلويحه بكلام معيّن مطلع أيلول المقبل، فإنّ أجواء الطرفين توحي بأنهما مقبلان على مرحلة صدامية ربطاً بتعمّدهما تبادل السهام في اتجاه الاماكن التي تُعتبر «أماكن وجع» لدى الطرف الآخر، إن لجهة قفز «التيار» فوق نتائج الانتخابات ورفض توزير «القوات» بما يتناسب مع حجمها السياسي والتمثيلي، وإن لجهة رفض «القوات» استئثار «التيار» بالتمثيل الواسع، وصولاً الى رفض الحصة الوزارية لرئيس الجمهورية. وألقت مصادر «القوات» المسؤولية على رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، ووصفته بـ«المأزوم» الذي يفتح معارك ومواجهات مع الجميع. ونفت المصادر اتهام باسيل لـ«القوات» بالسعي لإضعاف موقع الرئاسة وصلاحياتها، في حين أنه يعرف أنّ «القوات» هي الأحرص على هذا الموقع»، وأوضحت أنّ الدكتور جعجع حين تحدث عن حصة الرئيس الوزارية إنما أراد إزالة هذا الالتباس الذي يدمج قصداً بين كتلة الرئيس وكتلة «التيار» في محاولة لتكبير الحجم الوزاري لـ«التيار» على حساب الآخرين.

«التيار»

في المقابل، قالت أوساط «التيار» لـ«الجمهورية»: انّ المشكلة مع «القوات» باتت كبيرة. فالحريري وجنبلاط تراجعا الى خلفية المشهد ليتقدّم الدكتور جعجع ويشنّ مواجهة مع العهد. فبإسم من تشنّ هذه المواجهة ولحساب من؟ واشارت الى انّ هذا الاسلوب لن يؤدي الى فرض حصة مضخّمة لـ«القوات» خصوصاً في ما يتعلق بالحقيبة السيادية التي ستكون من حصة كتلة الـ30 نائباً، فيما الحقيبة السيادية الاخرى هي حكماً من حصة رئيس الجمهورية. واستغربت الاوساط «تصدّر «القوات» رأس حربة الهجوم على العهد، خصوصاً في موضوع العلاقة بسوريا». واتهمت «القوات» بأنها تخوض اليوم معركة بالنيابة عن آخرين، لن ينتج عنها الّا المزيد من المساس بالمصالحة، بما يُعيد الاجواء الى ما قبل «تفاهم معراب».

صيد ثمين

من جهة ثانية، تمكنت «شعبة المعلومات» من توقيف المدعوَّين هـ.سيف وأ.سيف، وبيّنت التحقيقات ضلوع الأول بالتواصل مع أشخاص ينتمون الى تنظيم «داعش» في سوريا، وفي التحقيق معه اعترف بالتحضير لتنفيذ عمل إرهابي من خلال «عملية إنغماسية» تستهدف الجيش اللبناني وكنائس... ووفق معلومات خاصة لـ«الجمهورية» فإنّ توقيف المدعو هـ. سيف (لبناني من مواليد 1995) تمّ في محلة جبل البداوي بالقرب من مدرسة الفجر، وهو كان قد أخلي سبيله عام 2017 من سجن رومية بعد قضاء محكوميته بجرم الانتماء الى «داعش»، لكنه بقي تحت الرصد من قبل «شعبة المعلومات». وأمّا أ.سيف (لبناني مواليد 1999)، فتم توقيفه في وادي نحلة، بناء على اعترافات هـ.سيف بأنه على ارتباط وتنسيق معه.

الرئيس السويسري

على صعيد آخر كشفت مصادر دبلوماسية وسياسية مطلعة لـ«الجمهورية» انّ الرئيس السويسري الان بيرسيت سيصل الى بيروت نهاية الأسبوع الجاري، مُستهلاً زيارة رسمية تبدأ الإثنين المقبل بلقاء مع الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا. وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»: الزيارة تهدف لتعزيز العلاقات بين الجمهورية اللبنانية والإتحاد الكونفدرالي السويسري، الذي يترأسه بيرسيت في مختلف المجالات الإقتصادية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والمالية وحقوق الإنسان، تمهيداً لتحضير سلسلة من اتفاقيات التعاون بين البلدين.

واشنطن تؤكد استمرار الشراكة بين الجيشين اللبناني والأميركي

بيروت: «الشرق الأوسط»... ثمّن مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي روبرت كارم «التعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي»، مؤكدا «استمرار الشراكة بينهما»، منوها «بالإنجازات التي أحرزها الجيش اللبناني في الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة ومكافحة الإرهاب». وجاء تصريح كارم خلال زيارته وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف الذي أكد «استمرار التعاون بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية بما فيه مصلحة لبنان والمنطقة»، مشددا: «إنَّ لبنان هو عنصر استقرار أساسي لكل المنطقة، ولا بد للحل الشامل أن يمر فيه». وأشاد الصراف خلال استقباله كارم والوفد المرافق، في حضور السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد، «بتمسك الجيش اللبناني بقناعاته ومبادئه وبتعدد مهاراته وخبراته، ما يجعله الجيش الأفضل في المنطقة»، مشيرا إلى «أهمية الغطاء السياسي الذي أمنه العهد للجيش اللبناني». ونوه «بأداء السفيرة الأميركية لدى لبنان، وبالدور المهم الذي تقوم به»، شاكرا «الولايات المتحدة الأميركية على دعمها المستمر للبنان، لا سيما فيما خص الجيش اللبناني».

عون أمام وفد من «لبنانيي الخليج»: النأي بالنفس لا يعني أن ننأى عن مصالحنا

إيران تهدّد الولايات المتحدة بصواريخ «حزب الله»

بيروت - «الراي» .. يزداد حضور العوامل الإقليمية في الواقع اللبناني المأخوذ بأزمة تشكيل الحكومة الجديدة بحيث باتتْ التجاذبات الداخلية تتشابك مع عناصر الاستقطاب الخارجي ذات الصلة بصراع المَحاور وموقع لبنان فيه. فبعدما طغى البُعد الـ «ما فوق محلّي» للمأزق الحكومي من خلال الدفْع بملف التطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد إلى الواجهة واستحضار الحوثيين إلى قلْب المشهد اللبناني، جاء موقفٌ أطلقه إمام جمعة طهران محمد علي موحدي كرماني، أمس، ليزيد من مؤشرات التعاطي مع لبنان كمنصّة لتوجيه الرسائل الإقليمية في غمرة اشتداد المواجهة الأميركية – الإيرانية على مشارف محطتها المفصلية في نوفمبر المقبل. ولم يكن عابراً كلام كرماني عن أن «الولايات المتحدة لا تتجرّأ على شن أي هجوم عسكري ضد إيران»، وأنه «إذا كانت أميركا قادرة على شن حرب لفعلت ذلك، لكن لديها مخاوف إزاء أمن الكيان الصهيوني، والسلطات الأميركية تدرك ان آلاف الصواريخ عند (حزب الله) و(حماس) جاهزة للاطلاق لتسوي تل أبيب بالتراب». ولاحظتْ أوساطٌ سياسية أن إقحام «حزب الله» علناً في محاولة إقامة «توازن ردع» على تخوم المرحلة الأقسى من العقوبات الأميركية والتلويح باستخدام لبنان كساحة حرب، يكرّسان إشارات التهاوي المضطرد لسياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الملفات الخلافية، من جانب «حزب الله» وفريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما من جانب طهران، الأمر الذي يعزز المخاوف من أن التسوية السياسية التي وفّرت مظلة الاستقرار للوضع اللبناني تترنّح رغم حال «الإنكار» من غالبية أطرافها. والمفارقة الأبرز أن كلام كرماني جاء فيما يواصل مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون الأمن الدولي روبرت ستوري كاريم محادثاته في بيروت التي تركّز على تطبيق القرار 1701 والتمديد المرتقب لقوة «اليونيفيل» والالتزام بالعقوبات على إيران وتجفيف مصادر تمويل المنظمات الإرهابية، في إشارة الى «حزب الله». وكان لافتاً كلام الرئيس عون، أمس، أمام وفدٍ من المنتشرين اللبنانيين في دول الخليج العربي، إذ أكد في مسألة تشكيل الحكومة «أننا نواجه بعض الصعوبات إلّا أنّها عابرة»، قبل ان يتطرّق الى مسألة النأي بالنفس وضمناً الى التطبيع مع النظام السوري، إذ قال: «أعرف دقة الوضع الذي تعانونه نتيجة للتناقضات القائمة بين الدول العربية، إلا أننا في لبنان نعتمد سياسة النأي بالنفس فلا ننحاز في أي صراع لأي دولة شقيقة ضدّ مصلحة دولة شقيقة أخرى، والدولة اللبنانية تنأى بنفسها عن هذه الصراعات، لكن النأي بالنفس لا يعني أن ننأى بأنفسنا عن أرضنا ومصالحنا التي لا تضرّ بأيّ من الدول العربية»، مضيفاً: «إذا عاد النازحون الى سورية فهل مِن متضرر؟ وكذلك إذا قمنا بتمرير منتجاتنا عبر معبر نصيب فمن يتأذى بذلك؟ على العكس فمنتجاتنا تذهب إلى الدول العربية وهذا من مصلحتنا، ونحن نعمل على تحقيقها من دون ان نؤذي أحداً. وما تسمعونه خلاف ذلك هو كلام يتم توجيهه في اتجاهات معينة مرتكزة على خيارات سياسية مسبقة ويتم تحميلها أبعادا أكثر مما تستحقه». وإذ أكد «ان الأمن مستتب والسياح الأوروبيون أتوا الى لبنان بأعداد أكثر من السابق، وهناك فائض في عدد السياح بالاجمال»، شدد عون على أن لبنان ليس «دولة مفلسة».

مَن يُنقذ مطار رفيق الحريري من التردّي والإهمال؟

اللواء... ما أن تطأ أقدام اللبناني والسائح أرض مطار رفيق الحريري الدولي، حتى يشعر بأن واقع هذا المرفق الحيوي لا يليق بلبنان واللبنانيين، ولا يصلح ليكون واجهة استقبال الزوار والسيّاح القادمين لتمضية عطلاتهم في الربوع اللبنانية. يبدأ المشهد المتردّي بممرات العبور من الطائرة إلى قاعة الوصول، حيث الأوساخ منتشرة في الزوايا والجوانب، وحيث العديد من الأبواب مُخلّع، وبعضها يتم سنده بكراسٍ مُكسّرة أيضاً. البساط المتحرّك الذي يؤدي إلى بوابات الدخول عبر عناصر الأمن العام، يبقى معطلاً في كثير من الحالات، مما يضطر كبار السن والأطفال إلى المشي على أقدامهم، وصولاً إلى قاعة استلام الحقائب. قاعة استلام الحقائب تجسّد الحالة المزرية من الإهمال والتردّي اللذين تعاني منهما دوائر وأقسام المطار. في موسم الازدحام التقليدي خلال أشهر الصيف، تختفي عربات نقل حقائب المسافرين، التي تتوافر عادة وبكثرة، في مطارات الدول الأكثر تخلفاً، وليس المطارات العالمية في العواصم الدولية فقط، وإذا حضرت العربات تكون مع عدد محدود من العناصر العاملين في نقل الحقائب للمسافرين، ولكن في أسابيع الزحمة الأخيرة، فُقدت العربات وغابت مجموعات العاملين عليها، مما أدى إلى اختلاط الحابل بالنابل، وتكدّس مئات الحقائب على الأرض، أو على الآليات المتحركة، بسبب عجز المسافرين، من النساء وكبار السن، على حمل حقائبهم أو جرّها للخروج من قاعة الوصول، حيث تنقل العديد من العائلات اللبنانية والزائرة لقضاء عطلتها في لبنان، عدّة حقائب، فضلاً عن وجود الأطفال والأولاد القصّر! والمفارقة أن المسؤولين عن قاعات الوصول يقفون أمام فوضى الازدحام والتردّي في الخدمات عاجزين عن تلبية طلبات المسافرين في إيجاد العربات، أو على الأقل البحث عن عمال نقل الحقائب. ويعترف مسؤول بارز في قاعة الوصول بأن وجود هذا النقص في عدد العربات وعدم تنظيم مهمّات العمال المكلفين بنقل الحقائب، هو إحدى المشكلات العديدة التي يعاني منها مطار بيروت، بسبب الإهمال المتمادي من قبل المعنيين بإدارة هذا المرفق الحيوي، والذي كان في السنوات القليلة الماضية أحد أهم المطارات العربية. ويردف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، تصوروا أن قاعات المطار تحوّلت إلى «حمامات سونا»، بسبب تعطل أجهزة التكييف في موسم الصيف، وفي ذروة حركة الازدحام الموسمي. والتعطيل وصل إلى صالونات الدرجة الأولى، ودرجة رجال الأعمال، طبعاً إلى جانب قاعات المغادرة والوصول. تمّ إصلاح مكيّفات الصالونات بعد فترة إثر صرخة المسافرين الـV.I.P، في حين بقيت مكيّفات القاعات الأخرى إما معطلة أو تعمل بالحد الأدنى من طاقتها، بحجة أن قطع الغيار غير متوافرة! أي أن التصليحات تمت بطريقة «ترقيع بترقيع»! وما يُحكى عن قاعات الوصول، يحصل مثله، وأكثر أحياناً في قاعات المغادرة، حيث تتصل صفوف المسافرين في الجانبين الشرقي والغربي، في منتصف القاعة، انتظاراً لإنهاء عمليات مسح الحقائب على آلات عفى عليها الزمن، ومن دون حدّ أدنى من التنظيم، الذي يفترض وجود مسارات آلية لمحتويات حقائب اليد والحاجيات الأخرى المطلوب إخضاعها للكشف الآلي! أما عن «تسلل» النافذين وأصحاب «الواسطات» عبر الصفوف المزدحمة فحدّث ولا حرج، وعندما تعترض لدى عنصر الجمارك المعني بعملية التفتيش يأتيك الجواب بكل برودة: «الزلمة مسنود!». وفيما عمدت الكثير من المطارات العالمية، مثل لندن ومونتريال وغيرها، ختم المغادرة على الجوازات، يخضع المسافر عبر مطار بيروت إلى نقطتين للتدقيق بالتذكرة والجواز قبل الوصول إلى معابر المغادرة وختم الجواز من قبل الأمن العام. وعند توجّه المسافر إلى بوابات الطائرة، يخضع مرّة أخرى لحواجز مسح الحقائب على آلات شبيهة بالتي تعمل عند المدخلين الشرقي والغربي، وبالحالة نفسها من التردّي وقلة التنظيم! أما مستوى النظافة في قاعات المغادرة والوصول، وحتى في الصالونات وصولاً إلى المراحيض، فلا يليق بسمعة مطار مصنّف بين المطارات الدولية في المنطقة!

مَن المسؤول عمّا وصل إليه مطار رفيق الحريري من التردّي والإهمال؟

مَن يستطيع إنقاذ سمعة لبنان الحضارية والسياحية وشهر سيف الإصلاح والتنظيم والانضباط في الواجهة الأمامية للبلد؟

لماذا يسكت وزير الأشغال يوسف فنيانوس عن هذا التقصير الفادح في إدارة هذا المرفق الحيوي؟

وأين تذهب الرسوم والضرائب التي يدفعها المسافرون وشركات الطيران والتي تقدر بملايين الدولارات سنوياً؟

تساؤلات لا تنتظر تشكيل الحكومة العتيدة.. لأن أوضاع المطار المتردّية لا تحتمل التأجيل والتسويف!

زحمة مطار بيروت مستمرة وبوادر حل قريب

بيروت - «الحياة» ... الزحمة في قاعة المغادرة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لا تختلف كثيراً عن زحمة قاعة الوصول، لاسيما مع انتهاء موسم الحج وبدء عودة الحجاج. ولا يستغرب رئيس المطار فادي الحسن هذه «الزحمة التي تصل إلى ذروتها في آب (أغسطس). فنحن في قلب الموسم السياحي ذهاباً وإياباً». وأكد الحسن لـ «الحياة» أن هذه «الزحمة تعود إلى تزامن أوقات رحلات الحج والزيارات الدينية ورحلات الشارتر ورحلات اللبنانيين العادية التي دائماً تكون في ذروتها هذا الشهر». وركّز على أنّ «هذه السنة هناك إقبال على الحج أكثر من السنوات الماضية». وقال: «نتوقع أن يبلغ عدد القادمين والمغادرين هذا الشهر مليوناً و200 ألف»، كاشفاً أن «عددهم في تموز (يوليو) الماضي بلغ مليوناً و22 ألفاً». ولفت إلى أنه «من المفترض أن تبدأ الأشغال الطارئة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لإعادة تهيئة المطار لزيادة الطاقة الاستيعابية فيه لحوالى مليون راكب إضافي، موضحاً أنّ «القدرة الاستيعابيّة الأساسية للمطار هي 6 ملايين راكب لكن العام الماضي سجل مجموع الركاب 8 ملايين و236 ألفاً». وغرد عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي بلال عبدالله على «تويتر» قائلاً: «من شهر والأصوات والشكاوى تتوالى حول أزمة المطار ومعاناة المسافرين، من دون جدوى.أقترح إقفال صالون الشخصيات طيلة الصيف ليشعر كل المسؤولين بما يتكبده المواطن والضيف من مشقة، ربما يشكل ذلك حافزاً للمعالجة الطارئة ولتتدخل الهيئة العليا للإغاثة بما تملك من حرية حركة وإمكانات، وفوراً». وما زال الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يتناقلون الصور والفيديوات التي تظهر زحمة كبيرة بين صفوف المسافرين الواصلين إلى المطار.

 

 



السابق

مصر وإفريقيا..«مفاجأة من العيار الثقيل» بحركة المحافظين الجديدة في مصر وميدالية الكونغرس الأميركي لـ... السادات... إجلاء 300 سائح بريطاني بعد وفاة زوجين..ارتفاع حصيلة المصابين بالكوليرا في الجزائر إلى 107 حالات..موريتانيا تحتجز أرصدة رجلي أعمال معارضين..تونس: كتلة برلمانية تدعم الشاهد وتعدّه لرئاسيات 2019...تضامن عربي مع ليبيا في مكافحة الإرهاب...إسبانيا تعيد إلى المغرب مهاجرين اقتحموا حدودها في سبتة..

التالي

أخبار وتقارير...نتانياهو في ليتوانيا في مسعى لشقّ الموقف الأوروبي من فلسطين وإيران...«غموض» روسي عشية تطبيق العقوبات الأميركية...فنزويليون يهرعون إلى البيرو عشيّة تشديد شروط استقبالهم...نائب تركية سابقة تلجأ إلى اليونان...الهند والصين تعزّزان علاقاتهما العسكرية..جولياني: الشعب سيثور إذا أُقيل ترامب..الأمم المتحدة تحذر من تحول «داعش» إلى شبكة عالمية سرية..{طالبان} تشن هجوماً جديداً على غزني شرق أفغانستان....هولندا أبلغت دولاً إسلامية عدم إلغاء مسابقة للرسوم المسيئة..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,073,884

عدد الزوار: 6,751,502

المتواجدون الآن: 97