لبنان...«حزب الله» يكشف «ترسانته الجوية» للمرة الأولى...مهادنةٌ سياسية في لبنان لكسْر مأزق تشكيل الحكومة والعقدُ المُسْتَحْكِمَة على محكّ حلول «الخطوة خطوة»...«تفاؤل حذر» بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية..

تاريخ الإضافة السبت 11 آب 2018 - 6:50 ص    عدد الزيارات 2831    القسم محلية

        


مهادنةٌ سياسية في لبنان لكسْر مأزق تشكيل الحكومة والعقدُ المُسْتَحْكِمَة على محكّ حلول «الخطوة خطوة»...

بيروت - «الراي» ... نَجَحَتْ الحركةُ الجديدةُ التي أَطْلَقَها الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري في تغييرِ «المناخ السياسي» الذي يحوط بمسار التأليف نحو الأفضل من دون أن يعني ذلك أن ولادة الحكومة باتت قاب قوسيْن. فغداة اللقاء - الغداء بين الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري ثم اللقاء - العشاء بين الرئيس المكلف ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، بدا واضحاً أن ملف تشكيل الحكومة دَخَل مرحلة جديدة عنوانها «تنقية» أجواء التأليف المزروعة بـ«ألغام» تتعلّق بالأحجام ولا تنقصها «صواعق» سياسية يمكنها أن تطيح بـ «صمامات الأمان» التي حمت الواقع اللبناني حتى قبل التسوية التي أنهتْ الفراغ الرئاسي. وتشير أوساط سياسية الى أنّ ما شهده الخميس لجهة «طلب المساعدة» من بري الذي أعلن عنه الحريري قبل ان يستقبل ليل الخميس باسيل في لقاء «كسْر الصمت» بين الرجلين الذي استمرّ أسابيع، يَعْكس عملياً قراراً من الرئيس المكلف بالانتقال، استناداً لاقتناعه الراسخ بأن عقد التأليف داخلية بحتة، إلى محاولة جديدة لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم بالمساعدة في بلوغ مساحة مشتركة تتيح استيلاد حكومة الوفاق الوطني بتوازناتٍ تراعي نتائج الانتخابات لجهة إشراك القوى الأكثر تمثيلاً بما يريحها وفي الوقت نفسه يأخذ في الاعتبار «العين الحمراء» الخارجية على لبنان في غمرة اشتداد المواجهة بين واشنطن وطهران والتي تحتاج إلى «دراية» في مواكبتها بما يجنّب «جذْب» البلاد الى «عيْنها» انطلاقاً من كون «حزب الله» أحد أبرز عناصر «بنك الأهداف» الأميركي. وإذا كان تفعيل «قناة بري» في مسار التأليف يشي تلقائياً بأن له ارتباطاً بمحاولة تدوير زوايا مطالب «حزب الله» وحلفائه في ما خص العقدة السنية (تمثيل النواب السنّة الموالين للحزب) وإيجاد مَخْرج يُرضي زعيم «الحزب التقدمي الاشتركي» وليد جنبلاط في ما خص حصرية التمثيل الدرزي به وفي الوقت نفسه لا يُغْضِب فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإن سكْب «مياه باردة» على علاقة الحريري - باسيل اللذين وُصف اللقاء بينهما بأنه كان «جيداً وإيجابياً» من شأنه فرْملة ملامح انزلاق العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف إلى مستوى يهدّد التسوية السياسية في البلاد. وتبعاً لذلك، ترى الأوساط أن «حِراك الخميس» يؤسس لمناخٍ من «الارتخاء السياسي» يفترض أن يمهّد بحال كان ثمة نية جدية بالوصول لتسوية حكومية إلى تُراجِعات متبادلة بين مختلف الأطراف انطلاقاً من «الأفكار الجديدة» التي يعمل عليها الحريري وتقوم على عدم إعطاء «التيار الحر» (مع حصة رئيس الجمهورية) الثلث المعطّل وهو ما ينسحب أيضاً على الآخرين، ومحاولة جعْل «القوات اللبنانية» تقبل بالحصول على 4 وزراء بينهم حقيبتان وازنتان إحداهما «بمواصفات السيادية» وأهمّيتها، والسعي لإقناع جنبلاط بالسير بوزيرين درزييْن «صافييْن» من حصته على ان يكون الثالث مشتركاً بينه وبين كل من بري والحريري ولا يعارضه عون، على ألا يعود بأي حال النائب طلال إرسلان وزيراً في الحكومة العتيدة. وفي رأي الأوساط نفسها، ان مفتاح الحديث عن كوّةٍ في جدار التأليف يبدأ بقبول باسيل بالتخلي عن «الثلث المعطّل»، فإذا كان هذا الأمر حصل، لن يكون مستحيلاً إقناع «القوات» بتمثيلٍ وازن يرضيها ولو بلا حقيبة سيادية من الأربعة المتعارَف عليها أو جعْل جنبلاط يقبل بوزير درزي ثالث «يتشاركه» مع صديقه بري وحليفه الحريري. وتعتبر هذه الأوساط ان الأسبوع المقبل يفترض أن يشهد بلورة أكثر للأفكار الجديدة وقابليتها للحياة، علماً أن «التيار الحر» كرّر عبر أوساطه أمس أنه لا يتدخل في حصص الآخرين وأنه يتعاطى بما هو لتكتله، وسط تقارير أشارت الى ان باسيل سلّم بحصول «القوات» على 4 وزراء بعدما كان يشترط أن يقتصر تمثيلها على 3. وترى الأوساط نفسها أنه بحال أفضتْ الاتصالات، التي شملت أمس زيارة مستشار بري وزير المال علي حسن خليل للحريري، الى تَفاهُم على «بازل الأحجام»، فإن كباشاً لن يقلّ صعوبة منتظَر على صعيد الحقائب وتوزيعها قبل إسقاط الأسماء عليها، معتبرة أنّ الأيام المقبلة ستكون كفيلة بإثبات إذا كانت الحركة المتجدّدة في ملف التشكيل كما سابقاتها «بلا برَكة»، أم أنها هذه المرة قد تسمح بالإفراج عن الحكومة.

مجلس الأمن يدين الهجوم «الناري» على «اليونيفيل»

قبل نحو 20 يوماً من استحقاق تمديد عملها الذي يُخشى في بيروت أن يسوده تجاذُب حول إمكان طلب تعديل «مهامها» وتوسيع نطاق صلاحياتها، دان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الهجوم على قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) الذي وقع في 4 اغسطس الماضي قرب بلدة مجدل زون (الجنوب). وذكر بيان صحافي صادر عن أعضاء مجلس الأمن «أن حفظة السلام تعرّضوا للتهديد باستخدام أسلحة غير قانونية، وأُضرمت النيران في سياراتهم، وصودرت أسلحتهم ومعداتهم». وشدد الأعضاء على «الحاجة لإجراء تحقيق ذي صدقية لتحديد ملابسات الهجوم»، مؤكدين «دعمهم الكامل لليونيفيل، ودانوا أي محاولة لمنع أفرادها من تنفيذ ولايتهم بالكامل بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الصادر العام 2006»، مشيرين إلى «ضرورة أن تضمن كل الأطراف الاحترام الكامل لأمن أفراد اليونيفيل وحرية تنقلهم من دون إعاقات». وأشاد أعضاء المجلس «بدور اليونيفيل في الحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق».

«حزب الله» يكشف «ترسانته الجوية» للمرة الأولى

● «المردة» يتهم «الحر» بعرقلة الحكومة

● عون​ يعلن خطة لمكافحة الفساد​

الجريدة...عشية الذكرى الثانية عشرة لحرب يوليو ضد إسرائيل، أو ما يعرف بـ «حرب لبنان الثانية» (حسب التسمية الإسرائيلية)، نشر الإعلام الحربي المركزي التابع لـ«حزب الله» على صفحته الرسمية على «تويتر» صوراً كشفت من خلاله على ترسانته الجوية التي يمتلكها. وعلق الإعلام المركزي الحربي على صور، قائلاً: «في أجواء الذكرى الثانية عشرة لنصر تموز (يوليو)، عرضت المقاومة الإسلامية في بلدة مليتا الجنوبية في لبنان، عدداً من الطائرات المسيرة التي كانت قد استخدمتها في أوقات سابقة». كما كشف موقع «العهد» الإخباري التابع لـ»حزب الله» عن أنواع الطائرات الموجودة والتي أصبحت بمتناول الجميع لمشاهدتها بعد قيام الحزب بعرضها في معرض المقاومة الدائم في مليتا. وتمت إضافة سرب من الطائرات المسيرة للمقاومة ممهورة بشعار «القوة الجوية» يكشف للمرة الأولى ومنها طائرات «مرصاد 1 و2» وأسراب أخرى شاركت في «حرب تموز 2006». وتزامن «معرض» الحزب مع تسجيل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي​ فوق مدينتي النبطية و​مرجعيون​ و​بنت جبيل​ في الجنوب. وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة اللبنانية، وصفت مصادر رئيس «​التيار الوطني الحر» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال​ ​جبران باسيل​ الاجتماع الذي عقده مع رئيس الوزراء المكلف ​سعد الحريري​ بـ «الإيجابي لا بل بالممتاز سواء على المستوى السياسي أو على المستوى الشخصي فالاتفاق كان تاماً، إذ إن الحريري مدرك بأن تكتل لبنان القوي لم يطلب أكثر من حقه وبالتالي فلا مشكلة معه من الأساس بل مع الذين يطالبون بأكثر من حجمهم وحقهم». ولفتت المصادر إلى أن «الاجتماع أكد بما لا يقبل الشك أن الاتفاق السياسي بين التيار الوطني الحر والحريري قائم وثابت خلافاً لكل محاولات التشويش عليه». في المقابل، رأت عضوة المكتب السياسي في «تيار المردة»، ​فيرا يمين​، «أن الفريق الذي في السلطة هو الذي يتحمل مسؤولية ما يحصل اليوم في المسار السياسي، ونحن بموقع الدفاع عن وجع الناس وبتنا في مرحلة لا يمكن للمواطن أن يحتمل أكثر»، مشيرة إلى أن «من مصلحة الحريري​ التوصل الى تشكيل حكومة، وبات واضحاً اليوم أن المعرقل لتشكيل هذه الحكومة هو ​التيار الوطني الحر​، ونأمل أن يكون اللقاء الأخير بين الحريري والوزير ​جبران باسيل​ قد سهّل الأمور في هذا السياق»، رافضة «منطق ​المحاصصة​ والحصص بالطريقة التي تشكّل فيها الحكومة». ولفتت إلى أن «الذي أبرم اتفاق ​معراب​ يتحمل مسؤولية فشله، وهو اتفاق حصل بنتيجة العقل الإلغائي لموقّعيه وهذا العقل كلّف المسيحيين أثماناً باهظة». في غضون ذلك، أعلن رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، أن «خطة عملية وشاملة تم وضعها لمكافحة الفساد​ تنتظر تشكيل الحكومة للمباشرة بتنفيذها، وهي تشمل إصلاحات جذرية إدارية ووظيفية وهيكلية أساسية». وقال «إن تحقيق هذه الخطة سيكون من أولويات عمل الحكومة العتيدة».

«تفاؤل حذر» بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية

الحريري يستكمل مباحثاته مع «الاشتراكي» و«القوات» بعد لقائه باسيل

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. رفع الحراك الأخير للرئيس المكلف سعد الحريري على خط تشكيل الحكومة منسوب التفاؤل بقرب إعلان تأليفها، إذا نجحت الاتصالات التي يستكملها بحل العقدتين المسيحية والدرزية، وهو تفاؤل ينظر إليه المقربون من الحريري «بحذر»، ربطاً بمقترحات سابقة فشلت في التوصل إلى إعلان الحكومة في نهاية المطاف. ودخلت المباحثات لتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة جولة جديدة من النقاشات تضافرت فيها جهود القوى السياسية للتوصل إلى صيغة، تنهي حال المراوحة، وسط تعويل على دور لرئيس مجلس النواب نبيه بري لحل العقدة الدرزية بالتواصل مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، في حين يتولى الحريري بحث صيغة جديدة مع حزب «القوات اللبنانية» لحل عقدة التمثيل المسيحي. وبعد لقاء «إيجابي جداً» بين الرئيس الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل، جاء بعد لقاء بين الحريري وبري أول من أمس، ينتظر أن يتواصل الحريري مع «الاشتراكي» و«القوات» لإنجاز مسودة جديدة للحكومة يقترحها على الرئيس ميشال عون. وقللت مصادر مواكبة للحراك الأخير من فرضية الحسم في إنجاز الطبخة الحكومية، قائلة لـ«الشرق الأوسط»، إن المرحلة «هي مرحلة نقاشات لتذليل العقد الحكومية»، معولة على لقاءات الحريري بـ«الاشتراكي» و«القوات» لإنجاز المسودة. وبدا واضحاً أنه رغم الحراك السياسي الفعال الذي قام به الرئيس المكلف، لم يظهر أن هناك خرقاً أساسياً تحقق حتى الآن لحلحلة العقد القديمة، بعد اللقاء مع باسيل. ووصفت مصادر مطلعة على موقف الرئيس الحريري لـ«الشرق الأوسط» الجو السائد بأنه «تفاؤل حذر»، موضحة أنه «بناءً على الحراك القائم، هناك بعض الأفكار الجديدة التي سيعرضها الرئيس الحريري على المعنيين بتشكيل الحكومة ستظهر نتيجتها إذا تم الإعلان عن الحكومة». وإذ شددت المصادر على أن «الحراك أفضل من الجمود»، قالت إن «الحراك الفعال لا يعني التوصل إلى نتيجة بعد»، مضيفة «التجربة تؤكد أننا في حاجة إلى انتظار النتائج الفعلية لهذا الحراك، وهو إعلان الحكومة». وقالت المصادر «إذا لاقت تلك الأفكار المطروحة من جديد قبولاً لدى المعنيين، ووصلت إلى حل نهائي للعقد، فمعنى ذلك أن إعلان الحكومة قد يكون في الأسبوع المقبل». وعن الحذر في إشاعة تلك الأجواء الإيجابية، قالت المصادر، إن «الحذر مبني على تفاؤل سابق لم يوصل إلى نتيجة»، مضيفة «نحن اليوم متفائلون بحذر». ووسط تكتم عن الأفكار التي تبادلها الرئيس المكلف مع الوزير باسيل، اكتفت مصادر باسيل بالقول، إن الجو «إيجابي»، مؤكدة أن باسيل متفق مع الحريري على قيام حكومة وحدة وطنية. ولفتت المصادر إلى أن الحريري «سيواصل اتصالاته على هذا الأساس وفقاً للمعايير العادلة التي شدد باسيل على الالتزام بها». من جهتها، نقلت «إم تي في» عن مصادر مقربة من باسيل تأكيدها أن الاجتماع ممتاز، سواء على المستوى السياسي أو على المستوى الشخصي، قائلة إن «الاتفاق كان تاماً؛ إذ إن الحريري مدرك أن تكتل لبنان القوي لم يطلب أكثر من حقه، وبالتالي فلا مشكلة معه من الأساس، بل مع الذين يطالبون بأكثر من حجمهم وحقهم». وشددت المصادر على أن الاجتماع «أكد بما لا يقبل الشك أن الاتفاق السياسي بين التيار الوطني الحر والحريري قائم وثابت خلافاً لكل محاولات التشويش عليه». ورأت المصادر، أن الحريري يعرف تماماً أن الوقت ضاغط، مشيرة إلى أن باسيل كان يدعو «إلى البحث عن حل للعقد عند غيرنا» ويقول «نحن جاهزون عندما يقرر الرئيس الحريري التواصل معنا وهذا ما حصل ‏بالفعل». وفي سياق لقاء الحريري - باسيل، اعتبر النائب شامل روكز أن اللقاء «خطوة إيجابية باتجاه تشكيل الحكومة»، موضحاً أن «المسألة لا تزال في أولها، وهناك سلسلة خطوات ستتبع هذا اللقاء». وشدد روكز في حديث إذاعي على أن «حصة رئيس الجمهورية مكرسة بالعرف، وهي تشمل كل الطوائف ومن بعدها تأتي حصص الكتل»، وقال «إذا هذه المرة رئيس الجمهورية هو ميشال عون، فهذا لا يعني أن نخرج عن هذا العرف». وعن الخلاف على حصة «القوات اللبنانية»، رأى أن «حزب القوات ينال حصته وفق حجمه النيابي»، مشدداً على أنه «إذا كانت هناك إرادة للحلحلة، فسيتم ذلك». وفي سياق الاتصالات التي استعادت زخمها لتسهيل تأليف الحكومة، استقبل الرئيس الحريري في «بيت الوسط» المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل الذي قال إن «هناك حراكاً جديداً على الصعيد الحكومي» و«نأمل أن تتقدم الأمور». غير أن مصادر «القوات» ذكرت أن العقد الأساسية «ما زالت في مكانها، حيث لم تتم معالجتها بعد»، مشددة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن ما يتم التداول به من مقترحات لحلول للحصة المسيحية، مثل إعطاء «القوات» ثلاث حقائب خدماتية من أصل أربع، وحرمانها من حصة «نائب الرئيس» أو حرمانها من الحقيبة السيادية: «هي مجرد أفكار لا تنم عن تصورات أو حلول فعلية»، داعية إلى «الانتظار حتى نرى كيف يمكن الأمور أن تتطور»، مشيرة إلى أن الاتصالات «لا تزال في بداياتها». وقالت مصادر «القوات»، إن اللقاءات مثل لقاء الحريري – باسيل «مرحب بها»، لافتة إلى أن رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع «كان أكد منذ اللحظة الأولى بأنه يجب الاستمرار في فتح قنوات التواصل دون التوقف أمام شكليات معينة؛ لأن المطلوب هو تشكيل الحكومة العتيدة». ورأت المصادر أن «اللقاء هو نوع من كسر الجليد القائم بين الطرفين في ظل مواقف باسيل السابقة وجاء بعد التباينات في مواقفهما»، مضيفة «لا يمكن القول إن هناك شيئاً جديداً رغم محاولة البحث في بعض المخارج من أجل الوصول إلى الحكومة العتيدة». وأكدت المصادر، أنه «لا يمكن الكلام عن حلحلة فعلية، بل حلحلة في أجواء سياسية»، آملة أن «لا يستمر باسيل في تصعيد مواقفه بمواجهة طرف ما لأسباب سياسية خاصة». وفي حين لم تتضح بعد المقترحات لحل العقدة المسيحية، يتمسك «الحزب التقدمي الاشتراكي» بأن يكون التمثيل الدرزي بأكمله من حصته، وينظر الحزب بإيجابية نحو حراك الرئيس الحريري وتنسيقه مع الرئيس نبيه بري. وعما إذا كان هناك أي لقاء قريب بين الحريري وجنبلاط، قالت مصادر الحزب، إن خطوط الاتصال «مفتوحة دائماً مع الرئيس الحريري، ولا شيء يمنع حصول مثل هذا اللقاء».

خَرْق أو لا خَرْق: لا حلحلة في العُقدة المسيحية!

«تطبيع» من الحريري وباسيل .. و«القوات» تتحفّظ على العرض المتداوَل

اللواء.... هل فعلاً، حصل خرق في الملف الحكومي، المحكم التعقيد، والمتشابك بين المصالح السياسية والاعتبارات المحيطة بأوضاع المنطقة وصراعات محاورها، على إيقاع عقوبات أميركية، ذات اليمين، وذات الشمال، من الصين إلى الاتحاد الروسي، فتركيا، فضلاً عن إيران والشركات العالمية المتعاملة معها؟... مبرر هذا التساؤل، ما اوردته أوساط قريبة من الرئيس المكلف سعد الحريري، والتي اشارت إلى ان مسألة الحصص باتت واضحة، بايحاء ان النقطة الثانية في الملف، تتعلق بكيفية إسقاط الحقائب على الحصص، انطلاقاً من مفاهيم استجدت على «الخطاب السياسي» «حقائب وازنة» مثلاً، أو خدماتية، أو أساسية، بعدما حسم الأمر ان الحقائب السيادية أربع، المال (لحركة أمل)، الداخلية (لتيار المستقبل)، الدفاع (لرئيس الجمهورية)، والخارجية (للتيار الوطني الحر)، اما «القوات اللبنانية» فلها أربع حقائب. وكشفت المصادر انه تمّ الاتفاق على جملة من القواعد:

1- لا ثلث معطلاً لأي طرف.

2- إعطاء «القوات اللبنانية» 4 حقائب.

3- لم تحسم بعض الحقائب: فالصحة ما زالت مدار أخذ ورد لجهة اعطائها لحزب الله.

4- يرفض الرئيس الحريري ان تذهب وزارتا الشؤون الاجتماعية والنازحين إلى التيار الوطني الحر، الذي يطالب بهما.

وكشفت المصادر ان الرئيس الحريري سيلتقي ثلاثة أطراف معنية بالتشكيل هي: الحزب التقدمي الاشتراكي من خلال رئيسه وليد جنبلاط، و«القوات» عبر رئيسها سمير جعجع، وتيار المردة عبر رئيسه سليمان فرنجية.

المعلومات تتحدث عن ان الأساس الذي تقوم عليه الاتصالات الحالية، هو إعادة بناء الثقة بين الكتل النيابية - الحزبية، والتي ستشترك في الحكومة العتيدة، على مستوى الحصص والحقائب.. ويؤكد مصدر مطلع أن الرئيس المكلف يرى ان التحديات الاقتصادية والإقليمية، باتت تتطلب تأليف الحكومة اليوم، قبل الغد.. ومن الممكن، وفقاً للمصدر، ان يؤسّس تطبيع العلاقات بين الرئيس الحريري والوزير باسيل، والذي يعيد بناء «تحالف» التسوية الرئاسية إلى احداث خرق جدّي في المسار التفاوضي. وعلى طريقة تحديد المحطات، استبعد مصدر نيابي رداً على سؤال لـ«اللواء» ان يخرج الدخان الأبيض، قبل عيد انتقال السيدة العذراء في 15 آب، وان كان هناك احتمال جدي ان يزور الرئيس المكلف قصر بعبدا في الـ48 ساعة المقبلة، لنقل حصيلة ما حصل في الساعات الماضية سواء في الغداء مع الرئيس نبيه برّي أو العشاء مع الوزير جبران باسيل. وأمس، واصل الحريري مشاوراته بلقاء مع المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل، قالت مصادر عين التينة انه لوضع بري في نتائج اللقاء بين الحريري وباسيل والافكار التي طرحت خلاله. خاصة ان رئيس المجلس تعهد ببذل مساعيه لتحريك الركود الذي كان سائدا وفتح الباب واسعا امام عودة اللقاءات المباشرة علها تفيد في تقدم الامور نحو تسهيل تشكيل الحكومة. واشارت مصادر المعلومات الى انه يجب معرفة ظروف لقاء الرئيس الحريري بالوزير باسيل وهل اقتصر فقط على الجانب الحكومي وهل حصلت فيه تنازلات او عرض صيغ حكومية، ام ان مواضيع اخرى كانت قيد البحث ومنها موضوع رفض وزارة الخارجية قبول اعتماد سفير الكويت الجديد؟ ام ان اللقاء كان لكسر الجليد واعادة التواصل بعد انقطاع اكثر من شهر؟ لكن المصادر اكدت ان اللقاء بدد التوتر الذي ساد علاقة الحريري بالتيار الحر والوزير باسيل ورئيس الجمهورية بعد التسريبات والمواقف التي صدرت عنهما حول «سحب التكليف تارة، وتشكيل حكومة اكثرية تارة اخرى، واللجوء الى خيارات اخرى منها خيارات شعبية...». وقد افادت مصادر مسؤولة في «القوات اللبنانية» لـ«اللواء» ان الرئيس الحريري كان على تواصل مع الدكتور سمير جعجع لوضعه في ظروف ونتائج اللقاء مع باسيل ولعرض بعض الافكار التي جرى تداولها في اللقاء. «حرصا من الرئيس المكلف على وضع الحكيم في صورة التطورات واللقاءات التي تحصل». وقالت المصادر: اننا حتى الان لم نصل الى حلول عملية، فلا «القوات» بوارد التنازل عن رؤيتها لحجمها ووزنها التمثيلي في الحكومة، ولا الحزب التقدمي الاشتراكي بوارد التنازل عن مطلب تمثيل الدروز بثلاثة وزراء. وقالت المصادر: يجب على التيار الحر الاقرار بالشراكة التي كرسها تفاهم معراب ونتائج الانتخابات النيابية، على الاقل التزاما بقوله انه لا تفرد بعد اليوم لأي طرف. اكد مصدر مسؤول في القوات اللبنانية لـ«اللواء» ان العرض الذي حكي عنه بالنسبة الى الوزارتين الأساسيتين وأخريين عادية ودولة لم يقدم الى القوات وهو لو قدم مرفوض سلفاً لأنه خارج البحث. وفي المعلومات المتوافرة، ان التيار الوطني الحر وحزب الله يعتبران ان المشكلة هي لدى «القوات اللبنانية». وفي السياق، أبلغ قيادي بارز في حزب الله «اللواء»: «لا يوجد مستجدات توحي بأن الأمور تحلحلت». على ان مصادر سياسية قريبة من «الثنائي الشيعي» تعتبر ان «القوات» تُعرّقل، لكنها لا تسقط تهمة العرقلة عن رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير باسيل الذي يشاغب هذه المرة من منطلق تكريس زعامته المسيحية بكل نعيمها لا سيما رئاسة الجمهورية، في حين ان العقدة الدرزية وفقا للمصادر تبقى مجرد تفصيل يملك رئيس مجلس النواب نبيه بري مفتاح حله في الوقت المناسب. في بعبدا، يتابع رئيس الجمهورية الحركة الحاصلة في الملف الانتخابي آملا في تشكيل الحكومة سريعا لتنصرف الى عدد من القضايا. ولا تتحدث مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة الا عن افكار جديدة يجري العمل عليها في ملف الحكومة ومشاورات يجريها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعدما تبلغ من رئيس التيار الوطني الحر وجهة نظره وهو سبق ان اطلع من بقية الأطراف على مواقفهم. واشارت المصادر الى ان تذليل العقدة المسيحية في الحكومة لا تعد المشكلة وحدها مكررة القول ان العقدة الدرزية يعالجها الحريري الذي تولاها منذ بدايتها. واشارت الى ان حصة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر هي مبدئيا 10 وزراء على ان البحث بين الحريري وباسيل لم يتناول توزيع حقائب. واستشفت المصادر من قياديي التيار ان القوات اللبنانية ميالة الى القبول بمنحها 4 وزارات 2 أساسية واحدة عادية وأخرى وزارة دولة. كانت مصادر التيار قد ذكرت ان الوزير باسيل لا يحدّد حصص وحقائب غيره بل يتعاطى بما هو للتكتل. وبدت المصادر اكثر تفاؤلا في ما خص الافكار الجديدة التي تطرح مشيرة الى ان هناك فرصة في الجولة الجديدة من الكلام.

إتصالات التأليف: إيجابيّات شكليّة.. بري يراقب وعون ينتظر «المسودّة»

الجمهورية... ظهّرت حركة الاتصالات التي استأنفها الرئيس المكلف سعد الحريري خلال اليومين، وكأنّ تأليف الحكومة صار قاب قوسين او ادنى، وتعزّز ذلك بالمناخ التفاؤلي الذي جرى ضخّه في اجواء البلد، بأنّ المقاربات شارفت على فكفكة كل العقد التي أعاقت التأليف منذ تكليف الحريري اواخر ايار الماضي. الّا انه على الرغم من هذا المناخ، فإنّ النتيجة الأكيدة التي انتهت اليها اتصالات اليومين الماضيين، اكدت انّ العقد المُستحكمة في طريق التأليف ما زالت مضبوطة على ايقاع مواقف اصحابها، وبالتالي لم تصل الامور بعد الى حلّ رموز الشيفرة السرية لكل العقد، او حتى لبعضها. صورة التأليف، توحي من حيث الشكل بإيجابية وجدية وقرار من قبل الرئيس المكلف بتفعيل حركة اتصالاته وتوسيع دائرتها في الاتجاه الذي يخدم توليد الحكومة، قبل نهاية الشهر الجاري، وإن أمكن قبل عيد الاضحى. واما في المضمون، فإنّ هذه الصورة، وعلى الرغم من المناخ الايجابي الذي تُحاط به، لا تحمل ما يمكن اعتباره تقدماً نوعياً يبشّر بقرب الولادة الحكومية، خصوصاً انّ العقد المعطلة ما زالت هي هي، وعلى وجه التحديد عقدة تمثيل «القوات اللبنانية»، وعقدة التمثيل الدرزي اضافة الى ما تسمّى عقدة تمثيل سنّة المعارضة.

تفاؤل... ولكن!

التقييم السياسي لحركة الحريري المستجدة على خط التأليف، تقاطع عند تلمّس جدية في هذه الحركة، الّا انها تبقى جدية شكلية ما لم تقترن بخطوات تنفيذية لها على الارض، خصوصاً انّ البلد عاش خلال الاسابيع الماضية، ولأكثر من مرة، مناخات تأليف مماثلة، سرعان ما تبيّن ان مجرّد فقاعات إعلامية وأبقت التأليف في مدار التشاؤم. وهذا معناه في رأي مصادر سياسية معنية مباشرة بملف التأليف انّ الافراط في التفاؤل في هذه الفترة قد لا يكون في محله ابداً، بل انّ التجربة من نوبات التفاؤل السابقة، توجِب حالياً مقاربة المناخ الحالي بحذر، ليس على قاعدة تفاءلوا بالخير تجدوه، بل تفاءلوا بالخير عندما تجدونه. أي عندما يتبيّن بالملموس انّ العقد قد حُلّت جميعها. على انّ ما يدفع المصادر نفسها الى المزيد من الحذر، هو ان لا نتائج ملموسة حتى الآن. وعدم بلوغ هذه النتائج، يعزّز الخشية من انّ مقاربة بعض القوى السياسية تؤشّر الى انّ ملف التأليف مضبوط على إيقاع تطورات خارجية، ما يعني انّ إنضاج الطبخة الحكومية لم يحن موعده بعد.

«بيت الوسط»

وتلحظ المعلومات المحيطة بحركة الحريري الارتياح الكامل الذي يبديه الرئيس المكلف حيال جولة المشاورات الجديدة. واللافت انّ الحريري يحيط اتصالاته بكتمان شديد باعتباره الوصفة الملائمة لحماية ما هو مطروح من صيَغ لعلّها تقرّب المسافات نحو توافق يؤدي الى ولادة الحكومة، مع الاقرار بأنّ الوصول الى مرحلة متقدمة يحتاج الى اتصالات مكثفة لبلورة تفاهمات لم تنجز بعد. وتشير المعلومات الى أنّ الحريري يستعد لتوسيع دائرة اتصالاته لتشمل أوسع مروحة من القيادات السياسية والحزبية المعنية بسلسلة العقد الحكومية بعد عطلة نهاية الأسبوع، وستشمل مبدئياً قادة ومسؤولي «تيار المردة» وحزب «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الإشتراكي». الاجواء التي لمسها زوّار بيت الوسط، تعكس «انّ الإستعدادات والنوايا متوافرة لمزيد من المشاورات. فالأمور لم تستوِ بعد بالصيغة التي يمكن ان تؤدي الى تحقيق شيء متقدّم على مستوى فَكفكة العقد التي ما زالت قائمة»، وبحسب هذه الاجواء انّ الحريري بصدد إعداد صيغة حكومية متطورة عن كل ما سبقها».

3 أمور

وبحسب المعلومات، فإنّ التركيز في اليومين الماضيين انحصر بأمور ثلاثة: الاول هو إعادة ضَخ الحياة في التسوية السياسية بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» التي أنتجت العهد الحالي، والامر الثاني حصة التيار وفريق رئيس الجمهورية في الحكومة، والتي لم يطرأ عليها اي تعديل، في حين جرى ضَخّ معلومات غير مؤكدة عن موافقة رئيس التيار الوزير جبران باسيل على ان تكون حصة التيار مع حصة رئيس الجمهورية 10 وزراء، إذ انّ هذا التنازل يعدّ تنازلاً من قبل التيار، ومعلوم انّ التيار ما اعتاد ان يتنازل من طرف واحد. وامّا الامر الثالث، فإنّ الجهد تَركّز على مقاربة عقدة تمثيل «القوات»، من دون ان يصل البحث الى مقاربة عقدة التمثيل الدرزي، التي يبدو انه سيكون لرئيس المجلس النيابي نبيه بري دور مساعد في حلحلتها، وتدوير زواياها. وترددت معلومات في هذا السياق عن لقاء وشيك بين بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وكذلك بين الحريري وجنبلاط. يأتي ذلك في وقت بقي التواصل مستمراً بين بري والحريري، سواء هاتفياً، او عبر الوزير علي حسن خليل، الذي زار بيت الوسط موفداً من بري، وخرج بتصريح مقتضَب أشار فيه الى ما سمّاه «حراكاً جدياً»، من دون ان يشير الى نتائج ايجابية، مُكتفياً بالاعراب عن الامل في إحراز تقدم. ووصفت مصادر «بيت الوسط» زيارة الوزير خليل بأنها كانت بهدف الإطلاع على نتائج اللقاء الذي عقد ليل امس الاول بين الحريري وباسيل، باعتباره يشكّل محطة أساسية في مسار جديد انطلق من زيارة الرئيس الحريري الى عين التينة وله خريطة طريق واضحة.

عون وبري

وبينما كان رئيس المجلس النيابي يواصل رصد حركة الاتصالات المستجدة، مع التشديد مجدداً على وجوب مواجهة الظرف الدقيق الذي يمر فيه البلد بحكومة سريعة، ومكرراً الأمل في ان يؤدي الحراك الحالي الى الغاية التي ينشدها البلد، كان رئيس الجمهورية يعبّر عن ارتياحه لانطلاق الاتصالات بهذه الوتيرة. وبحسب مصادر قصر بعبدا فإنّ الرئيس ينظر بارتياح لهذه الحيوية التي بدأت تظهر، وخلاصة الجو هنا مراقبة التطورات، على امل ان يتبلور شيء ملموس في الايام المقبلة، حيث يفترض في ضوء ذلك ان يقدّم الرئيس المكلّف صيغة حكومية لرئيس الجمهورية، ويؤمل ان يتمّ ذلك الاسبوع المقبل».

«التيار»

في هذا الوقت، كان اللافت الاشارة المتكررة من قبل التيار الى انّ زيارة باسيل الى بيت الوسط، تَمّت بناء لدعوة الرئيس المكلف، وكذلك نَفي ما تردد حول موافقة تيار على إسناد حقيبة سيادية لـ»القوات». والتأكيد على انه لم يتم التطرّق الى هذا الموضوع بين الحريري وباسيل. وجددت مصادر التيار التأكيد لـ«الجمهورية» بأنّ لقاء الحريري وباسيل كان ممتازاً على المستويين السياسي والشخصي. ومحور الاجتماع هو التوصّل إلى الصيغة الفضلى لولادة حكومة متوازنة وفعالة، وبالتالي لم يحصل خلال الاجتماع اي عتب او نقاش لمرحلة الأسابيع الماضية، فلا شيء في هذا الأمر يستأهِل التوقف عنده، والطرفان يتطلعان إلى المصلحة العامة ومستقبل البلاد». ولفتت المصادر الى انّ الوزير باسيل ليس معنياً بتحديد حصص الكتل النيابية وحقائبها، بل هو معني فقط بحقائب تكتل «لبنان القوي» وحصصه. وقالت: كان الاتفاق مع الحريري تاماً، خصوصاً انّ الرئيس المكلف مدرك انّ تكتل «لبنان القوي» لم يطلب اكثر من حقّه، وبالتالي فلا مشكلة معه من الأساس بل مع الذين يطالبون بأكثر من حجمهم وحقهم». وإذ اشارت المصادر الى انّ لقاء الحريري باسيل «اكد بما لا يقبل الشك أنّ الاتفاق السياسي بين «التيار» والرئيس الحريري قائم وثابت خلافاً لكل محاولات التشويش عليه، قالت انّ باسيل أكد للحريري انه متّفق معه على قيام حكومة وحدة وطنية، وأنّ الرئيس المكلّف سيواصل اتصالاته على هذا الأساس وفقاً للمعايير العادلة التي شدّد الوزير باسيل على الالتزام بها». وبحسب المصادر، فإنّ الحريري «يعرف تماماً أنّ الوقت ضاغط». وذكّرت «بأنّ باسيل كان يدعو من الاساس إلى البحث عن حلّ للعقَد عند غيرنا، ويقول: نحن جاهزون عندما يقرر الرئيس الحريري التواصل معنا، وهذا ما حصل ‏بالفعل».

«القوات»

على انّ الصورة الواضحة لنتائج اتصالات اليومين الماضيين قدّمتها «القوات اللبنانية»، التي قالت مصادرها لـ«الجمهورية» انّ الانتخابات النيابية أفرزت ديموقراطياً ثنائية مسيحية، وتكتل «القوات» يعدّ من التكتلات النيابية الكبرى في البلد، ولذلك يفترض بديهياً ان تكون الحقائب السيادية المخصصة للمسيحيين موزّعة بالتساوي بين «القوات» و»التيار الوطني الحر»، وليس بيد فريق واحد يتمسّك أيضاً بنيابة رئاسة مجلس الوزراء. أضافت المصادر: إذا كان من أسباب إطاحة هذا الفريق بتفاهم معراب رفض المساواة والشراكة، فإنّ نتائج الانتخابات أعادت تثبيت الشراكة والمساواة. ومن هذا المنطلق تتمسّك «القوات» بتمثيلها الوزاري الكمّي والنوعي، وتعتبر كل الصيَغ المنشورة غير دقيقة والهدف من بعضها محاولة هذا الطرف رفع مسؤولية عدم التأليف عن نفسه، خصوصاً انّ القاصي يعلم كما الداني انه المسبّب لهذه العقَد. وتابعت: وإذا كانت التجارب السابقة تستدعي تجنّب الإفراط في التفاؤل، فإنّ فتح قنوات الحوار مسألة إيجابية، لأنه لا يمكن ان تتشكّل الحكومة من دون تبادل الأفكار بروح إيجابية بعيداً عن سياسة رفع السقوف وتحديد ما هو مرفوض ومقبول من قبل فريق لا يستطيع ان يحتكر التمثيل وأن يشكّل الحكومة بشروطه، فيما يجب ان تتشكّل الحكومة بشروط البلد وصناديق الاقتراع. وخلصت مصادر «القوات» الى التأكيد أنها على تواصل مع الرئيس المكلف الذي وضعها في صورة لقائه مع الوزير باسيل، وقالت انّ النقاش ما زال يدور في حلقة التعقيد نفسها، ورأت استحالة تجاوز العقد الموجودة في ظل التمسّك بالسقوف ذاتها. واعتبرت انّ «التكارم من كيس الغير» لا يقدمّ حلاً، إنما يقدّم تذاكياً ورفضاً لتأليف حكومة متوازنة، إمّا لخلفيات سلطوية أو لاعتبارات إقليمية وإمّا للأمرين معاً.

«الإشتراكي» لـ«الجمهورية»:

وفيما تحدثت مصادر واسعة الاطلاع عن انّ الساعات المقبلة قد تشهد حراكاً جدياً لحل عقدة التمثيل الدرزي، رفضت مصادر اشتراكية الحديث عن عقدة ثمثيل درزي، بل هناك حق بالتمثيل والشراكة الكاملة والفاعلة، وفق ما يعنيه معنى هذه الشراكة. وقالت مصادر اشتراكية لـ«الجمهورية»: من الخطأ والمستغرب ان تحصر العقدة المؤخرة تشكيل الحكومة بما يسمّونها العقدة الدرزية، هم اختَلقوا هذه التسمية غير الموجودة في قاموسنا، نحن لا نعتبر انّ التمثيل الدرزي يشكل عقبة أمام الحكومة، بل نعتبره الامر البديهي والطبيعي الذي يجب ان يحصل ربطاً بنتائج الانتخابات التي حدّدت الصورة الدرزية كما هي من دون أورام او انتفاخات او صناعة أحجام وهمية. واكدت المصادر: «من البداية كنّا منفتحين، ومن الدّاعين الى التعجيل بتشكيل الحكومة، مع التأكيد على عدم القبول بأيّ مُحددات او شروط من ايّ كان لتمثيل هذا الطرف او ذاك. بالتأكيد نحن حكومة وحدة وطنية، والاهم نحن مع الشراكة التي يجب ان تكون الاساس لهذه الحكومة، ولا نقبل ابداً ان تصل الشراكة الى عندنا وتمنع علينا بحسب أهواء او رغبات هذا الطرف او ذاك.

العقوبات على روسيا

حذّر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، من أنّ روسيا ستعتبر فرض دفعة ثانية محتملة من العقوبات الأميركية عليها «إعلان حرب اقتصاديّة»، وستردّ عليها بكلّ الوسائل المتاحة. ويأتي كلام مدفيديف بعدما أدّى قرار الولايات المتحدة الاميركية بفَرض حزمة عقوبات جديدة على موسكو يوم الأربعاء الماضي الى انخفاض سعر الروبل إلى أدنى مستوى في عامين، وتفجير موجة بيع واسعة في السوق الروسية.



السابق

مصر وإفريقيا..الراهب «المشلوح» يقرّ بقتل رئيس دير وادي النطرون وإعفاء مساعد لوزير العدل المصري من منصبه...الحكومة المصرية تبحث الدين العام ..الحزب الحاكم في السودان يمهّد طريق البشير لولاية ثالثة..الحكومة الجزائرية تساند وزير الثقافة ضد ناشطي «منع الحفلات»..5000 مرشّح للانتخابات النيابية الموريتانية...السبسي يفكر بالترشح لانتخابات 2019...مجلس الأمن يدعم حلاً «واقعياً وتوافقياً» للصحراء الغربية..إصلاحات رئيس وزراء إثيوبيا تواجه تحديات الصراعات الإثنية...

التالي

اخبار وتقارير..واشنطن تضاعف «قيمة رأسين» من قادة «القاعدة»..هل تُعوِّل واشنطن على تكرار «إيران 1979» في 2019؟...الأمم المتحدة: الصين تحتجز مليون فرد من أقلية الإيغور في معسكرات سرية...صندوق النقد: تركيا لم تطلب مساعدة مالية..«طالبان» تجتاح غزنة وغارات أميركية تعجل خروجها..شبكة أوروبية تواصل التخطيط لهجمات جديدة...واشنطن تستعد لهجمات إلكترونية إيرانية محتملة...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,165,232

عدد الزوار: 6,758,335

المتواجدون الآن: 129