لبنان..«التأليف» يسافر.. وتَقَاذُف عُقد وحرائق في الشارع!... برّي يُبلِغ واشنطن: زراعة الحشيشة لأسباب طبيّة..أزمة تأليف الحكومة الجديدة دخلت مرحلة «لي الأذرع».. عون: قنوات الحوار مع السوريين سارية ومنتظمة ... مفتي الجمهورية: الحريري ضمانة للبنان وموضع ثقتنا...فشلُ التأليف يُنذر بتصعيد سياسي.. و«القوات» تُغازل برّي والجيش...

تاريخ الإضافة الخميس 19 تموز 2018 - 8:04 ص    عدد الزيارات 2752    القسم محلية

        


«التأليف» يسافر.. وتَقَاذُف عُقد وحرائق في الشارع!... برّي يُبلِغ واشنطن: زراعة الحشيشة لأسباب طبيّة.. ومحاولة لإسقاط نيابة ديما جمالي..

اللواء... تستبق التطورات «مكانك راوح» حكومياً، فالرئيس نبيه برّي، الذي انتقل خلافه مع النائب جميل السيّد إلى الشارع في محلة كنيسة مار مخايل ليل أمس عبر إزالة صور واحراق اطارات، اطفئت بعد تدخلات رفيعة المستوى، كاشف السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد التي استقبلها في عين التينة، ان المجلس النيابي في صدد التحضير لدرس وإقرار التشريعات اللازمة لتشريع زراعة الحشيشة وتصنيعها للاستعمالات الطبية على غرار العديد من الدول الأوروبية، وبعض الولايات المتحدة الأميركية، وسط تحفظ من حزب الله، الذي يرى ان مثل هذا الأمر يحتاج الى درس معمّق.. على الخط الحكومي، نقل عن الرئيس المكلف سعد الحريري قوله امام مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي زاره في «بيت الوسط»: «تفاءلوا بالخير تجدوه»، فيما دعا المفتي القوى السياسية كافة، للتوقف عن السجالات من أجل تسهيل عملية تشكيل الحكومية.. معتبرا ان التأليف هو من خلال تشاور الرئيس الحريري مع رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي. وأكّد مصدر نيابي ان الرئيس الحريري ليس في وارد الرضوخ، وسيواجه محاولة حشره لاحراجه فإخراجه.. مشددا ان الرئيس المكلف رفض توزير أي وزير سني من خارج كتلة «المستقبل».

ماذا وراء دعوة برّي؟

في سياق التطورات أيضاً، اتجاه الرئيس برّي إلى دعوة النواب إلى جلسة تشاورية، خلال أسبوع ما لم تبصر الحكومة النور.. وتساءلت مصادر نيابية عن النية أو الهدف من وراء ذلك، معتبرة ان الخطوة تدخل في إطار تعويم الحكومة أم الضغط لتأليف حكومة؟ وهل هي تستهدف العهد أم السراي؟

سفر الحريري - باسيل

ومع سفر الرئيس المكلف الحريري الى اسبانيا اليوم ومنها الى لندن، وسفر رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل الى واشنطن يوم الثلاثاء المقبل في 24 الشهر الحالي لحضور مؤتمر في وزارة الخارجية الاميركية حول «تعزيز الحرية الدينية» يستمر حتى الخميس، تأخرت اتصالات تشكيل الحكومة للاسبوع المقبل، علما ان الحريري يعود مساء الاحد، فيما قد يعود باسيل نهاية الاسبوع المقبل. وحسب معلومات مصادر الخارجية، يزور باسيل واشنطن بدعوة من وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو للمشاركة في المؤتمر، وهو أول مؤتمر وزاري من نوعه، يهدف للتوصل إلى نتائج ملموسة تؤكد من جديد الالتزامات الدولية لتعزيز الحرية الدينية وإحداث تغيير حقيقي وإيجابي. ويجمع المؤتمر عدداً كبيراً من المعنيين، بمن فيهم وزراء الخارجية، وممثلو المنظمات الدولية، والزعماء الدينيون، وممثلو المجتمع المدني. وعلى الصعيد الحكومي، لا زالت اوساط الرئيس المكلف في كتلة المستقبل النيابية تروّج لتفاؤل الحريري بقرب الاتفاق على تشكيل الحكومة، ولو تأخرت قليلا. وتقول اوساط «المستقبل»: ان الاسبوع المقبل سيكون مفصليا وستتوافر معطيات جديدة تؤدي الى تشكيل الحكومة، لذلك ما زال الرئيس الحريري متفائلاً بناء للمعطيات التي بين يديه، بعد اللقاءات الاخيرة التي حصلت، لا سيما بينه وبين الوزير باسيل وبين الوزيرين غطاس خوري والياس بو صعب.. لذلك نأمل ان تتوصل الاتصالات الى حلول معينة. وتشير المعلومات الى ان لقاءي الوزيرين خوري وباسيل خلال الايام الثلاثة الماضية كانا لتبادل المعلومات والاجواء حول مسار الاتصالات واللقاءات التي يجريها الرئيس الحريري وكيفية معالجته للعقد الحكومية المعروفة، ولم تُطرح خلاله اي مقترحات او افكار اومخارج جديدة لعُقد التأليف. وقال النائب الياس بوصعب لـ«اللواء» حول ما يقال عن تبني الرئيس الحريري مطالب الحزب التقدمي الاشتراكي و«القوات اللبنانية»: «حسب معلوماتي فإن الرئيس الحريري لم يعطِ موافقة لا الى وليد جنبلاط ولا لنا ولا الى اي طرف على مطالبه ولم يتبنَ اي مطلب ولم يأخذ وجهة نظر فريق ضد فريق، بل استمع الى مطالب الجميع وهو يعمل على معالجة هذه المطالب». واوضح بوصعب: الكل كان يعتقد ان العقدة الاساسية هي عقدة التمثيل المسيحي و«القواتي»، ولكن الحقيقة ان العقدة الاساسية كانت من البداية تمسك جنبلاط بالتمثيل الدرزي الكامل، لكن لم يكن احد يريد ان يُعلن علناً عن حقيقة العقدة فرموها على المسيحيين، علماً ان حل عقدة التمثيل الدرزي تسهّل حل باقي العقد لا سيما عقدة تمثيل «القوات اللبنانية». لكن من غير المقبول ان يختصر جنبلاط وحده التمثيل الدرزي، فلا آحاديات في التمثيل الطائفي، ولا اي فريق اعلن انه يختصر طائفته لا عند الشيعة ولا المسيحيين ولا السنّة، فقط وليد جنبلاط يريد ان يختصر تمثيل الدروز». ومن جهتها، اكدت مصادر الحزب التقدمي الاشتركي لـ«اللواء» ان لا تراجع عن مطالبه في ما خص الحصة الدرزية في الحكومة، مشيرة إلى ان موقف الحزب واضح ومعروف من اليوم الاول لمشاورات التكليف، وابلغه رئيس الحزب وليد جنبلاط الى كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وهو لا يزال يردده، وليس واردا التراجع عنه تحت اي ضغط كان، وكررت المصادر ان مطالب الحزب محقة ومنطقية، اذ هو من يمثل الاغلبية الدرزية وهذا يعرفه الجميع وصناديق الانتخابات. ورفضت المصادر رفضا قاطعا اتهام الحزب بانه هو من يضع العقد والعراقيل امام تشكيل الحكومة، وابدت اسفها لاستمرار السجالات حول هذا الملف، ورأت ان الموضوع اصبح منتهيا لدى الحزب وعليهم البحث عن العقد التي يضعونها ويعملون على عرقلة عملية التأليف، لذلك تعتبر المصادر ان الامور لا زالت على حالها في موضوع التأليف لانه اذا كان هناك من يراهن على تراجع الحزب عن مواقفه فهو مخطىء.

دعم دار الفتوى

إلى ذلك، استغربت المصادر ما نقله زوار بعبدا عن ان مهلة التكليف ليست مفتوحة الى ما شاء الله، معتبرة ان هذه المواقف تزيد الامور تعقيدا، واكدت المصادر وقوفها الى جانب الرئيس الحريري وما اعطاه اياه الدستور. ورأت مصادر سياسية ان زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان امس الى «بيت الوسط» واجتماعه مع الرئيس المكلف تعطي اشارات عدة، اهمها وقوف دار الفتوى وما تمثله الى جانب الرئيس الحريري ودعمه في مهامه الدستورية وهذا الامر بدا واضحا من خلال المواقف التي اعلنها المفتي دريان من «بيت الوسط» تحديدا، حيث أكّد ان الرئيس المكلف هو ضمان لبنان، وتعود له وحده مهمة تشكيل الحكومة، بالتشاور مع رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، داعياً القوى السياسية للابتعاد عن المناكفات لتسهيل التشكيل، ونقل عن الرئيس الحريري قوله حول موعد تأليف الحكومة: «تفاءلوا بالخير تجدوه».

برّي

وفي إشارة واضحة إلى تعثر الوضع الحكومي، قال الرئيس نبيه برّي أمس لنواب الأربعاء الذي جمع للمرة الأولى معظم الكتل النيابية، انه «حتى الآن لم يطرأ أي تغيير أو جديد على موضوع تشكيل الحكومة، لافتا إلى ان لبنان أحوج ما يكون في هذه المرحلة لوجود حكومة فاعلة لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، لاخراجها من هذا الجمود وهذه المراوحة. وفي ما يشبه الانذار جدد بري قوله انه من الآن الى أسبوع إذا لم يحصل جديد في شأن الحكومة فإنه سيدعو الى جلسة تشاورية للمجلس حول الوضع القائم، مشيراً إلى انها طبعا جلسة ليست رسمية وليست للمساءلة ، ولمناقشة اسباب العرقلة وليكون الرأي العام على بينة مما يحصل.

وعليه تمنى بري ان ينسحب ما حصل على هامش اجتماع اللجان– والمقصود اللقاء بين الرئيس المكلف والوزير باسيل في مجلس النواب والذي اقتصر على ربع ساعة - على الحكومة. واكد بري امام لجنة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الإنتخابات انه لا بد من إدخال تعديلات على قانون الإنتخابات الحالي، لجهة إدخال الكوتا النسائية، مشدداً على تعزيز النسبية وتوسيع الدوائر الذي يؤدي الى الدولة المدنية التي تحفظ حقوق المواطن والطوائف لا الطائفية. اما النائب ستريدا جعجع التي زارت برّي في عين التينة لدعوته إلى حضور الحفل الذي تحييه الفنانة ماجدة الرومي في 28 تموز الحالي ضمن مهرجانات الأرز الدولية، فقد عزت السبب في تأخير تأليف الحكومة إلى محاولات تحجيم «القوات»، وقالت ان حزب «القوات» لم يأخذ حجمه الفعلي في السنوات الثلاثين الأخيرة، فيما اليوم مع القانون الجديد استطاع ذلك، إلا أن هناك من لا يعجبهم ما آلت إليه الأمور، ويحاولون قدر المستطاع تصغير حجم «القوات» ومنعها من التمثل في الحكومة العتيدة بالشكل الذي يجب أن تتمثل به»، وشددت على أن حزب «القوات» متمسك بـ«تفاهم معراب»، مشيرة إلى «أننا نتكل على حكمة رئيس الجمهورية في معالجة ما يجري، وأقول للأخ الكبير أن يأخذ أخاه الثاني في الاعتبار لأنه سيكون هو الأخ الفعلي له».

الطعن بنيابة جمالي

وعلى صعيد آخر، أثارت المعلومات التي تسربت عن ان المجلس الدستوري اوشك على اتخاذ قرار بالطعن بنيابة عضو كتلة «المستقبل» النائب ديمة جمالي لمصلحة المرشح عن المقعد السني في طرابلس طه ناجي، ضجة في الأوساط السياسية، على اعتبار ان تسريب مثل هذه المعلومات الغرض منها الطعن بصدقية المجلس الدستوري، حيث يفترض ان تبقى مداولاته سرية ولا تذاع أية مقررات الا بعد صدورها رسمياً، الأمر الذي ادرجته مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» في سياق حرب تشن على الدستوري من جهات معلومة الهوية سياسيا وحزبيا، في إشارة إلى خصوم «المستقبل».

تشريع الحشيشة

وفي أوّل إشارة رسمية، إلى تشريع زراعة الحشيشة لأغراض طبية، أبلغ الرئيس برّي السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد التي زارته أمس في عين التينة، ان المجلس النيابي بصدد التحضير لدرس وإقرار التشريعات اللازمة لتشريع زراعة الحشيشة وتصنيفها للاستعمالات الطبية على غرار العديد من الدول الأوروبية وبعض الولايات الأميركية. وفي وقت كشف فيه نواب زاروا عين التينة أمس، عن اتجاه لدى الرئيس برّي لإنشاء مؤسسة على غرار مؤسسة الريجي، لإدارة عملية زراعة الحشيشة، بقي «حزب الله» معتصماً بالصمت حيال هذا الموضوع، واكتفى نوابه بالقول بأن الموضوع «قيد الدرس»، في حين وجدته مصادر نيابية في «القوات» بأنه «جيد» ويمكن ان يساهم في انماء منطقة بعلبك- الهرمل. معلوم ان خطة تشريع زراعة الحشيشة كانت جزءاً من الأفكار التي قدمتها شركة «ماكينزي» الأميركية لإصلاح الاقتصاد اللبناني، حيث توقعت في تقريرها المؤلف من ألف صفحة بأن تدر الحشيشة مليار دولار على لبنان، الأمر الذي سينعشه اقتصاديا، بحسب ما كشفته صحيفة «الغارديان» البريطانية، التي نشرت أمس مقالاً تحدثت فيه عن: «كيف يُمكن ان يشكل تشريع الحشيشة في لبنان تحولا كبيرا في الاقتصاد اللبناني».

اشتباك «امل»- السيّد

وبعيدا عن الإعلام، دخل «حزب الله» على خط معالجة الاشتباك الذي انفجر أمس الأوّل بين حركة «امل» والنائب جميل السيّد، في اتجاه حصر الخلاف بين الحركة، وتحديدا بعض المقربين من الرئيس برّي والنائب السيد، وليس بين رئيس المجلس من جهة ونائب بعلبك- الهرمل من جهة ثانية، على اعتبار ان الرئيس برّي خط أحمر لدى قيادة الحزب وترفض أي تعرض له من أي كان ومهما علا شأنه. وبرز في هذا السياق، شريط «فيديو» تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي، أكّد فيه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد، «اعتزازه بالدور السياسي الذي يقوم به الرئيس بري». في ما يشبه الرد على النائب السيّد من دون ان يسميه. وقال رعد في عبارة فيها الكثير من الغضب الواضح: «نحن لا تهزمنا لا وسائل تواصل اجتماعي ولا ما يدس في وسائل التواصل من عصبيات نتنة ومناطقية ومصلحية وزعامتية»، في إشارة إلى التغريدات التي أطلقها السيّد مؤخرا. وبحسب ما ذكر موقع «ليبانون ديبايت: «فإن موقف رعد جاء في سياق لقاء حصل الثلاثاء في منطقة مليتا في إقليم التفاح، في أعقاب ما أدلى به السيّد من مواقف تسببت بجدل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصل إلى حدود الاشتباك بين مؤيدي السيّد المحسوب جزء كبير منهم على «حزب الله» وآخرين محسوبين على حركة «امل»، لكن السيّد أوضح في تغريدة له على «تويتر» بأن شريط الفيديو عمره بضعة أشهر واستخدم خارج سياقه ولا علاقة له بما يجري اليوم». واضاف بأن المسؤول الإعلامي في «حزب الله» أوضح له ان تصريح النائب رعد استخدم خارج سياقه وليس موجها ضد اللواء «السيد». واللافت ان قناة «المنار» الناطقة بلسان الحزب تجاهلت شريط رعد، فيما بثته كاملاً محطة NBN الناطقة بلسان «امل». وليلاً، قطع مناصرون للحركة الطريق بالاطارات المشتعلة مقابل كنيسة مار مخايل- الشياح احتجاجاً على مواقف السيّد، لكن «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية عزت التحرك الاحتجاجي إلى قرار بلدي بإزالة صور من مخلفات الانتخابات النيابية تعود إلى أحد الزعماء، وحضرت قوة أمنية وفرقت المتجمعين، وعملت على إخماد الحريق وإعادة فتح الطريق بعد ان قطعت لمدة ربع ساعة.

الباخرة الثالثة

تزامناً، عاودت فعاليات بلدة الجية التحرّك مع البلدية والحراك المدني، لرفض دخول الباخرة التركية الجديدة إلى معمل الجية الحراري، نتيجة التلوث والضرر البيئي الذي قد تسببه الباخرة. وبعد لقاء تشاوري عقده شباب الجية واهاليها في مركز البلدية، تقرر ان يعقد رئيس البلدية جورج القزي مؤتمرا صحافيا مساء اليوم الخميس لاعلان رفض البلدية بشكل قاطع دخول الباخرة إلى البلدة، إضافة إلى رفض وجود المعمل القديم والضرر البالغ على أهلها، مع التلويح باللجوء إلى خطوات تصعيدية لدعم أهالي البلدة ومساندتهم، علما ان الباخرة دخلت مساء الى حرم المعمل وتم ركنها بالقرب من الباخرة التركية القديمة «برهان بيه»، حيث تمّ ادخالها بواسطة طراد استقدم خصيصاً لهذه الغاية. وأعلنت شركة «كارباورشيب» مالكة الباخرة الثالثة «ايسرا سلطان» انها ستوفّر 235 ميغاوات بشكل مجاني للبنان، في خلال فترة الذروة في فصل الصيف، وان هذا الأمر تمّ بناء لاتفاق مع الحكومة اللبنانية على تمديد عقد الشركة لمدة ثلاث سنوات مع إمكانية الفسخ المبكر، بأسعار مغرية لكل من الباخرتين الراسيتين في الزوق والجية بطاقة اجمالية تصل إلى 370 ميغاوات.

أزمة تأليف الحكومة الجديدة دخلت مرحلة «لي الأذرع»

الرياض «حريصة على الاستقرار في لبنان ومواجهة التمدّد الإيراني بالعالم العربي وأفريقيا»

بيروت - «الراي» .. عون: قنوات الحوار مع السوريين سارية ومنتظمة ... مفتي الجمهورية: الحريري ضمانة للبنان وموضع ثقتنا

تتحضّر بيروت لأسبوعٍ جديد يضاف الى «عمر» عملية تأليف الحكومة الجديدة الذي يدخل في 24 الجاري شهره الثالث، وسط مراوحةٍ و«تَمَتْرُسٍ» حول عقدٍ أوّل الخيْط فيها صراع الأحجام الداخلي وآخره إحجام الرئيس المكلف سعد الحريري عن السيْر بتشكيلةٍ تُفْضي الى «توريط» لبنان مع المجتمعين العربي والدولي اللذين يعاينان بدقّةٍ «دفّة» التوازنات في البلاد انطلاقاً من التحولات التي أفرزتْها نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة وجاهرت طهران بأنها «انتصار انتخابي» لـ «حزب الله» يمهّد لـ «حكومة مقاومة». واستمرّ أمس الدوران في حلقةِ تَقاذُف كرة المسؤولية عن التأخر في ولادة الحكومة و«مكمن الداء» الأساسي واذا كان عقدة التمثيل المسيحي او الدرزي أو السني (النواب السنّة الموالون لحزب الله)، وسط توقُّف أوساط مطلعة عند ملامح ارتسام ما يشبه «التوازن السلبي» في أزمة التأليف بين جانبيْن:

الأول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه (التيار الوطني الحر) الذي أطلق إشارات واضحة لرغبته بتشكيل الحكومة على قاعدة «النسبية» والتناسب مع ما أفرزتْه الانتخابات، وهو ما يفضي عملياً الى توازناتٍ تمنح فريقاً واحداً (رئيس الجمهورية وحزبه) الثلث المعطّل في الحكومة، كما تعطيه مع «حزب الله» وحلفائه الثلثين اي الأكثرية المقرِّرة في القضايا الأساسية وفي نصاب انعقاد الجلسات.

والثاني الحريري الذي يعلم حساسية المهمة الملقاة على عاتقه والتي تضعه في ما يشبه «حقل الألغام»، وهو حدّد «خطوطه الحمر» القائمة على عدم إمكان القبول بحصول طرفٍ لوحده على الثلث المعطّل او تظهير وجود أقلية في الحكومة، أي «تيار المستقبل» (يترأسه الحريري) وحزبيْ «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي» (بزعامة وليد جنبلاط)، غير قادرة على التأثير بقرارات مجلس الوزراء، لما سيعنيه ذلك خارجياً من تكريس انطباعٍ بأن «حكومة حزب الله» وُلدت في لبنان وتالياً فرْملة مسار الدعم الدولي.

وبدا واضحاً أن الحريري ورغم تفاديه أي كلام علني يعبّر عن الانزعاج من الانتقادات غير المسبوقة التي وجّهها اليه عون في إدارة ملف تشكيل الحكومة و«أخطائه» (تَمسُّكه بالحصول على كل الحصة السنية ما يجعل «القوات» و«التقدمي» يصرّون على ما يَعتبر عون انه أكبر مما يستحقون) وتلويحه بـ «خيارات مفتوحة» بعد الأسبوع المقبل، يحاول الثبات خلف شعار «انا وحدي مَن يشكّل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية» وهو العنوان الذي رفعه بعد تظهير رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل على أنه المفوّض بالتشكيل من رئيس الجمهورية وان «مفتاح» التأليف في جيْبه. وبعدما كان الحريري أكد قبل أيام ان لا مساس بصلاحيات رئيس الوزراء وان اي تعرض لها «سيقابَل بـ بلوك» في إشارة ضمنية لوقوف كل الطائفة السنية خلف أي اتجاه بهذا المعنى كان جرى التمليح إليه عبر الكلام ومن خارج الدستور عن سحب التفويض النيابي المعطى للحريري، لفتت أمس زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان للرئيس المكلّف معلِناً بعد اللقاء «ان دولة الرئيس هو ضمانة للبنان وموضع ثقتنا، وهو الرئيس المكلف تشكيل الحكومة وله وحده مهمّة هذا التشكيل بالتشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب»، وموضحاً «القوى السياسية تطالب بالإسراع بتشكيل الحكومة ولكن عليها أن تقوم بتقديم ما يسهّل التشكيل ونتمنى ان تتوقّف عن السجالات والمناكفات»، وناقلاً عن الرئيس المكلف «تفاءلوا بالخير تجدوه». وجاء هذا اللقاء على وقع إشاراتٍ جرى وضْعها في سياق رفْع منسوب الضغط باتجاه الإسراع بتأليف الحكومة وبينها تكرار رئيس البرلمان نبيه بري «نيّته عقْد جلسة لمجلس النواب للتشاور اذا لم تحقق اتصالات تأليف الحكومة تقدُّماً» مؤكداً في لقاء الأربعاء النيابي (أعقبتْه زيارة عقيلة رئيس «القوات» النائبة ستريدا سمير جعجع لـ «عين التينة») «ان لا جديد أبداً على صعيد تشكيل الحكومة». وفيما تساءلتْ أوساط مراقبة اذا كان تحرُّك قطاع النقل البري الاربعاء المقبل في إضرابٍ تتخلله تظاهرات على خلفية مطالب ذات صلة بارتفاع سعر البنزين ومنافسة غير شرعية، هو في إطار نقْل مسار التأليف الى مرحلة التفاوض مع «سيف مصلت» عنوانه الضغوط المطلبية من قطاعاتٍ جرى ربْط قسم من حِراكها سابقاً بأبعاد سياسية، توقّفت عند مؤشر إضافي برز أمس حيال «المسرح الخلفي» للملف الحكومي والمتّصل بتموْضعها الإقليمي. فبعد كلام باسيل عن ان «الحياة السياسية ستعود بين لبنان وسورية» وهو ما ردّت عليه كتلة «المستقبل» بتأكيد ان «مجلس الوزراء هو الجهة المخولة تحديد السياسات ومسار العلاقات خصوصاً في ما يتصل بالملفات الخلافية على غير صعيد»، كان لافتاً موقف لرئيس الجمهورية لاقى فيه وزير الخارجية (باسيل) كاشفاً انه يشرف بنفسه على المراحل - وإن المتواضعة - التي ترافق عودة قوافل النازحين السوريين طوعاً إلى بلادهم، ومؤكداً ضرورة حصول تواصل رسمي بين الدولتين اللبنانية والسورية. واذ نُقل عن عون في تقرير صحافي ان لا تواصل مباشراً بينه وبين نظيره السوري بشار الأسد، ولكن قنوات الحوار مع السوريين سارية ومنتظمة في ملفي النزوح والأمن المرتبط مباشرة بمواجهة الإرهاب، استحضر تكليفه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إدارة هذا الشق من الحوار الرسمي بين البلدين، بإزاء ما يرتبط بهذين الملفين من دون الخوض في أي شأن سياسي. وفي موازاة ذلك، وفيما كان الترقب يسود اذا كان الحريري سيلتقي باسيل قبل سفر الرئيس المكلف غداً الى اسبانيا لاستكمال لقاء «كسْر الجفاء» الذي عُقد بينهما على هامش جلسة انتخاب اللجان النيابية اول من أمس، علماً ان وزير الخارجية سيتوجّه في 24 الجاري الى واشنطن للمشاركة في مؤتمر دولي تعقده الخارجية الأميركية، كلا لافتاً الموقف الذي أطلقه وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف خلال استقباله وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق اذ أكّد «مواقف المملكة في حرصها على الاستقرار في لبنان ومواجهة التمدّد الإيراني في العالم العربي وأفريقيا»، كما تناول انعقاد المجلس اللبناني السعودي في أقرب وقت بعد تشكيل الحكومة العتيدة في لبنان.

فشلُ التأليف يُنذر بتصعيد سياسي.. و«القوات» تُغازل برّي والجيش

الجمهورية....ثبتَت إشارة البوصلة الحكومية في نقطة الفشل، وأُدخِل التأليف إلى البرّاد السياسي حتى أجَلٍ غير مسمّى. وفي هذا الجوّ الذي تدرّج من الرمادي القاتم إلى السواد، تنعدم الآمالُ بدخول الحكومة مرحلة الولادةِ في المدى المنظور. كأنّ هذا المسار محكوم بقوى تعطيلٍ اتّخَذت عن سابق تصوّرٍ وتصميم، قراراً بتعويد الناس على الفراغ الحكومي، مع ما يترتّب على ذلك من تفاعلٍ للأزمات الداخلية المتراكمة والمتفاقمة. وأغربُ ما في زمن التعطيل الحكومي هذا، أنّ المتسبّبين به، ينفضون أيديَهم من أزمة حاكوها بالتكافل والتضامن في ما بينهم، ويرفضون الاعتراف بفشلهم في تأليف حكومة، هم يعرفون قبل غيرهم، أنّها من العائلة ذاتِها للحكومات السابقة التي لم يقدّموا فيها للبلد سوى أزمات ودروسٍ في المحاصصات وعَقدِ الصفقات.

الحريري: لا للسلبية

خلاصة التأليف حتى الآن، صفر، وأوساط الرئيس المكلف سعد الحريري، لا تستطيع الجزم بوجود تقدّمٍ ملموس حقّقه منذ انطلاق حركة مشاوراته. إلّا أنّ الأهمّ في نظرها هو مساهمة كلّ الاطراف في إنجاح مهمّته، وهذا يقتضي بدايةً تجنُّبَ السلبية والحفاظَ على مناخ هادئ بمواقف وخطوات تخدم هذا المناخ، وتفتح الطريق إلى بلوغ التأليف في أسرع وقت ممكن. علماً أنّ الوقت لم ينفِد بعد لتحقيق هذه الغاية.

سوء تفاهم

ولعلّ السبب الأساس للمراوحة عند نقطة الصفر، هو أنّ المشاورات التي جرت، منذ تكليف الحريري تشكيلَ الحكومة، لا تشبه من قريبٍ أو بعيد المشاورات التي يوجب إجراءَها استحقاقٌ مهمّ كتشكيل حكومة، أيِّ حكومة، بل إنّها فتحت حلبةً تداخلت فيها الصلاحيات حول من يؤلّف الحكومة، رئيس الجمهورية ميشال عون أم الرئيس المكلف، والنتيجة «سوء تفاهم» بدأ يَعتري العلاقة بين الرئيسين، مقروناً باختلاف نظرتيهما حول آلية التأليف وتفاصيله. ومجالس الطرفين تُعبّر عن ذلك بوضوح. فيما ترسم في أجوائهما أكثرَ مِن علامة استفهام حول أسباب انقطاع اللقاءات المباشرة بينهما.

معارك مفتوحة

ولعلّ النتيجة الأكثر دويّاً، هي أنّ المشاورات، بما رافقها من شروط وتعجيز وتباينات أعادت خلط الأوراقِ السياسية إلى حدٍّ دفعَت العلاقات السياسية بين بعض الأطراف إلى ما دون الصفر، فأشعلت حربَ أحجام سياسية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، وما زالت محتدِمةً على الأسباب التي أدّت إلى اشتعالها، والتواصلُ بينهما ما كان إلّا محطاتٍ شكليةً، نجَحت في وقفِ التقاصُف السياسي والإعلامي بينهما، إلّا أنّها لم تصل إلى إطفاء الفتيل، وبالتالي ملامسةِ عمقِ المشكلة القائمة بينهما، بحلولٍ أو مخارجَ تبدو حتى الآن مستعصية. وعلى خطٍ موازٍ عمّقت القطيعة بين التيار ووليد جنبلاط، وظهَّرت خطاباً ناريّاً بين الطرفين، فأوساط التيار تؤكّد لـ«الجمهورية» أنه «لن يسكتَ أبداً على الافتراءات المتكرّرة التي يطلقها جنبلاط تجاه التيار وكذلك تجاه رئيس الجمهورية»، فيما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وبحسب أوساطه، «ماضٍ في معركةٍ يعتبرها وجودية، خصوصاً في وجه طرفٍ لا هدف له سوى الاستئثار، وبالتالي لن يتراجع جنبلاط عن مطلبه بحصريةِ التمثيل الدرزي في الحكومة بالحزب التقدمي الاشتراكي. فيما تؤشّر الأجواء المحيطة بـ«جبهة نواب سُنّة المعارضة»، إلى معركة قاسية على جبهة تيار المستقبل و«حزب الله»، الذي قرّر أن يخوض معركة تمثيل هؤلاء، ويدفع بقوّة إلى تمثيلهم في الحكومة.

برّي: لا للشلل

وإذا كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكما تقول أوساطه لـ«الجمهورية»، ما زال يُحذّر من عامل الوقت الذي يَضغط ويُنذر بمخاطر كبرى على البلد، اقتصادية بالدرجة الأولى، في حال استمرّ التأخير على ما هو عليه ويقول إنه لا يجوز أن يبقى البلد مشلولاً بلا حكومة إنقاذية، فإنّه يأمل أن تُنتج مشاورات الرئيس المكلّف إيجابياتٍ تكسر حلقة التعقيدات وتُخرج الحكومة إلى النور. وتبقى المشكلة الأساس في نظر بري، بين التيار والقوات، إلّا أنّه يرفض الغوص علناً في التفاصيل، وخصوصاً في المطالب والشروط التي تُعتبَر مبالغاً فيها، لكنّه يتفهّم موقف النائب جنبلاط، مجدِّداً التأكيد على أنّ العقدة الدرزية هي أقلّ تعقيداً بكثير من عقدة القوات والتيار. وعندما يُسأل؛ لماذا لا يتدخّل لحلّ العقدة؟ يقول: ولماذا أتدخّل؟ لم يطلب أحد منّي ذلك.

العامل الخارجي

على أنّ اللافت للانتباه في ظلّ أزمةِ التأليف المتفاقمة، هو الهمسُ الذي بدأ يتصاعد في بعض المجالس السياسية حول وجود عامل خارجي يُفاقم التعقيد على الخط الحكومي. وفي هذا السياق قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: هناك كلام كثير من هذا النوع، التعقيد الحاصل يَفتح الشهية على قول كلِّ شيء، قد يكون ذلك صحيحاً، وربّما غير صحيح، وأنا مِن جهتي لا أستطيع حتى الآن أن أجزم ما إذا كان العامل الخارجي موجوداً أو غيرَ موجود. وفي أيّ حال في لبنان تعوّدنا أنه لا يوجد سِر، فإنْ لم نعرفه اليوم، فسنعرفه في وقتٍ آخر.

«الحزب»: معايير واضحة

إلّا أنّ مصدراً قيادياً في «حزب الله» جزَم لـ«الجمهورية»، بوجود تداخلٍ بين العامل الداخلي للتعطيل وعامل خارجي إقليمي. وفي هذا السياق قالت مصادر الحزب لـ«الجمهورية»: إنّ الكرة في ملعب الرئيس المكلّف، الذي عليه أن يستقرئ المعطيات ويسعى إلى تدوير الزوايا، ويتناقش مع رئيس الجمهورية ويتواصل مع الكتل ويقدّم المقترحات والأفكار والمخارج، ويجب ألّا يكلَّ في ذلك، فمِن مصلحة الجميع أن تتشكّل الحكومة، ونحن مِن جهتنا نرى أنّ مِن الأفضل أن تكون هناك قواعد واضحة ومعايير واضحة تسري على الجميع، على الكتل البرلمانية كما على القوى السياسية، بحيث تُشارك كلّ القوى من دون استثناء في الحكومة. وقبل كلّ شيء، يجب التأكيد على أنّ نتائج الانتخابات «فارضة نفسَها»، وهذا يوجب على الجميع من دون استثناء أن ينزلوا إلى الأرض ولا يبقوا في دائرة الشروط والشروط المضادّة.

حرب

فيما لفتَ في السياق نفسِه، موقفُ النائب السابق بطرس حرب، الذي رأى فيه أنّ عُقد التأليف هي مزيج من العناصر الداخلية والخارجية. وقال حرب لـ«الجمهورية»: لا أعتقد أنّ هناك مسعىً لتشكيل حكومة، لأنّ لا أحد من الأفرقاء السياسيين المعنيين يسعى إلى تشكيل حكومة تعمل لمصلحة البلاد، بقدر ما يسعون إلى معرفة ماذا يمكن أن ينالوا من حصص.

غزل القوات – بري

على خطّ سياسيّ موازٍ، لوحِظ أنّ نوعاً من الغزل السياسي بدأ يسود على خط القوات اللبنانية - عين التينة. بدأت تباشيره عشية انتخاب أعضاء اللجان النيابية، حينما بادرَ الرئيس بري إلى تغطيةِ ترؤسِ «القوات» للّجنة النيابية للإدارة والعدل وإسنادِ رئاستها للنائب جورج عدوان. والواضح أنّ هذا الغزل الذي تُوِّج أمس بزيارة قامت بها النائب ستريدا جعجع إلى عين التينة، وكذلك بقرار «القوات» المشاركة الأسبوعية الثابتة في لقاء الأربعاء النيابي الذي يَعقده الرئيس بري، عبر النائب زياد حوّاط، الذي شارَك في اللقاء أمس، للمرّة الثانية. وفي هذا اللقاء، أعاد بري التأكيد أنه حتى الآن لم يطرأ أيّ تغيير أو جديد على موضوع تشكيل الحكومة، وقال: منذ شهرين نحن ننتظر، ولم يحصل أيّ تقدّم، وإذا لم يحصل أيّ جديد، فسأدعو إلى جلسة تشاوُر حول الوضع القائم. وقال النائب حوّاط لـ«الجمهورية»: «تمَّ التشديد من الرئيس بري والنواب المشاركين في اللقاء على أهمّية الإسراع في تأليف الحكومة، نظراً للأزمات الاقتصادية والتحدّيات التي تنتظر المعالجة». وأشار من جهة ثانية، إلى أنّ «القوات» قدّمت التنازلات المطلوبة من أجلِ تأليفِ الحكومة، وهي تُسهّل مهمّة الرئيس المكلّف وتنتظر من جميع الأفرقاء التعاون». وشدّد الحوّاط على أنّ «القوات» ترفض منطقَ وضعِ «الفيتوات»، فلا يحقّ لأحدٍ وضعُ «فيتو» على أيّ حقيبة تريد أن تتولّاها، خصوصاً أنّ نتائج الانتخابات واضحة»، مؤكّداً أنّها «ما تزال متمسّكةً بحقّها بالحصول على حقيبة سيادية لأنّ حجمها النيابي يَسمح لها بذلك». بدورها، حذّرت مصادر «القوات» من أنّ التأخير في تأليف الحكومة ينعكس سلباً على لبنان وجميعِ اللبنانيين. وقالت لـ«الجمهورية» إنّ الممرّ الوحيد للتأليف هو التعاونُ مع الرئيس المكلف وتسهيل مهمّته، ولكن ما يحصل هو خلافُ ذلك، حيث توضَع العصيّ في دواليب حركة الرئيس المكلّف لسببٍ بسيط، لأنه يريد تأليفَ حكومة متوازنة وتعكس ما أفرزَته صناديق الاقتراع. وأكّدت المصادر أنّ الهدف كان وما زال تحجيم «القوات اللبنانية» التي حقّقت نتيجةً غير متوقَّعة بالنسبة للبعض، فاتّخَذوا قراراً بتطويقها وإفراغِ انتصارها من مضمونه، الأمر الذي لن يتحقّق لا اليوم ولا بعد ستةِ أشهر، وبالتالي لا حاجة لتأخير التأليف الذي لن يبدّلَ بالوقائع الانتخابية الدامغة، بل سينعكس سلباً على البلد الذي هو بأمسّ الحاجة إلى حكومة.

القوات والجيش

في سياقٍ متّصل، بَرزت أمس، زيارة وفدٍ قوّاتي لقائد الجيش العماد جوزف عون، في سياق اللقاءات الدورية التي ستقوم بها «القوات» إلى المرجعيات الروحية والسياسية والعسكرية. وضمّ الوفد أعضاءَ تكتّل «الجمهورية القوية»؛ الوزيرَ والنائب بيار بو عاصي والنائب جورج عقيص والنائب سيزار معلوف وأمين سر التكتّل الدكتور فادي كرم. وقالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية»: شكّلت الزيارة مناسبةً تؤكّد فيها «القوات اللبنانية» للعماد عون دعمَها للجيش اللبناني الذي يُجسِّد العنوان السيادي للدولة اللبنانية، وإنّ تسليح الجيش لتقويتِه يدخل في سياق أهدافِها الاستراتيجية، لأنّ لا دولة من دون جيش يَبسط سيطرته على كامل حدودها وترابها.

البرلمان اللبناني يستعد لتشريع زراعة الحشيشة لاستخدامات طبية...

ايلاف...أ. ف. ب... بيروت: أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الأربعاء أن المجلس النيابي بصدد التحضير لاقرار القوانين اللازمة لتشريع زراعة الحشيشة المحظورة في إطار جهود رسمية للنهوض بالاقتصاد المتردي في البلاد. ويأتي اعلان بري بعد اقتراح شركة استشارات عالمية مكلفة وضع خطة للنهوض بالاقتصاد اللبناني، بتشريع زراعة نبتة الحشيشة للاستخدام الطبي، والتي كانت تعد قبل عقود صناعة تدر ملايين الدولارات قبل أن تجرمها السلطات. ولم يحل ذلك دون القضاء عليها. وأبلغ بري السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للاعلام، أن "المجلس النيابي في صدد التحضير لدرس وإقرار التشريعات اللازمة لتشريع زراعة الحشيشة وتصنيعها للإستعمالات الطبية، على غرار العديد من الدول الأوروبية وبعض الولايات الأميركية". وتسلم الرئيس اللبناني ميشال عون الشهر الحالي تقرير شركة ماكينزي للاستشارات من أجل النهوض بالاقتصاد اللبناني. وقال وزير التجارة والاقتصاد رائد خوري خلال مشاركته في مؤتمر قبل ايام إن أحد الاقتراحات هو "إنشاء مناطق لزراعة القنب الهندي لأغراض طبية من ضمن إطار قانوني تنظيمي شامل". وشكلت الحشيشة اللبنانية المعروفة بـ"نوعيتها الجيدة" خلال الحرب الأهلية (1975-1990) صناعة مزدهرة كانت تدر ملايين الدولارات. وبعد الحرب، قامت الدولة اللبنانية بحملات للقضاء على هذه الزراعة، واعدة بزراعات بديلة، الامر الذي لم يتحقق. ويعاقب القانون اللبناني كل من يتاجر بالحشيشة بالسجن، علماً أن العديد من تجار هذه الزراعة المحظورة يتحصنون في مناطق عدة في البقاع ويتعرضون لملاحقة مستمرة من قبل أجهزة الدولة بعد أن تصدر مذكرات توقيف بحقهم. وتتم زراعة الحشيشة في فصل الربيع وحصادها في أيلول/سبتمبر، ويجري بعد ذلك تجفيفها تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أيام، قبل أن تبرد، ثم يتم "دقها" أو طحنها. ويعد الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط من أبرز المطالبين منذ سنوات بتشريع هذه الزراعة والغاء مذكرات التوقيف بحق المطلوبين في هذا المجال. وشهد الاقتصاد اللبناني منذ العام 2011 تدهوراً تدريجياً بفعل الجمود السياسي والانقسام حول ملفات داخلية عدة. وفاقم النزاع في سوريا المجاورة من الأزمة الاقتصادية مع تدفق موجات النازحين، ولا يزال نحو مليون منهم في لبنان. ويحتل لبنان المرتبة الثالثة على لائحة البلدان الأكثر مديونية في العالم. وتضاعف العجز المالي في لبنان خلال السنوات السبع الأخيرة من 2,3 مليار دولار في العام 2011 الى 4,8 مليار دولار متوقعة في العام 2018.



السابق

مصر وإفريقيا...مصر والأمم المتحدة توقعان إعلان نوايا لإعمار ما دمرته المواجهات مع المتطرفين في سيناء...«مصير غامض» لعائلة القذافي بعد 7 سنوات على مقتله..الجزائر: حزب بوتفليقة يشن هجوماً على مؤسس «حركة مجتمع السلم»...ممثلو وزراء العدل والداخلية العرب يدرسون الاتفاقية العربية للاجئين...العثماني يبحث مع العيسى دعم الخطاب الوسطي ومكافحة التطرف..

التالي

اخبار وتقارير..."الغارديان" تروي قصة الحشيشة اللبنانية في البقاع!..مشرعون أميركيون يطلبون الاستماع إلى مترجمة القمة لمعرفة وعود الرئيس لنظيره الروسي..تصريحات ترمب عن مونتينيغرو تثير جدلًا جديدًا في واشنطن...العدل الأميركية توسع دائرة الاتهامات ضد المواطنة الروسية...تركيا ترفع حالة الطوارئ بعد سنتين من حملات التطهير..دعوات في «أصيلة» إلى إصلاح ديني وتربوي وتعليمي في مواجهة التطرف والإرهاب...

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,339,080

عدد الزوار: 6,887,233

المتواجدون الآن: 89